إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

اللقاء الثاني و الثلاثون | المكي والمدني الشيخ شوقي عبد الصادق| بصائر3

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • اللقاء الثاني و الثلاثون | المكي والمدني الشيخ شوقي عبد الصادق| بصائر3









    اللقاء الثاني و الثلاثون | المكي والمدني الشيخ شوقي عبد الصادق| بصائر3

    الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله، وبعد:
    مع دورة بصائر الموسم الثالث، شبكة الطريق إلى الله، سلسلة علوم القرآن، الحلقة الثانية حول ما نزل في مكَّة وفي المدينة، وخصائص كل منهما






    تفضلوا معنا في تحميل الدرس بجميع الصيغ


    رابط الدرس على الموقع بجميع الجودات:
    http://way2allah.com/khotab-item-136649.htm




    رابط الجودة العالية HD:
    http://way2allah.com/khotab-mirror-136649-217689.htm




    رابط صوت mp3 :
    http://way2allah.com/khotab-mirror-136649-217690.htm




    رابط ساوند كلاود:
    https://soundcloud.com/way2allahcom/makky-madany




    رابط المشاهدة على اليوتيوب




    رابط تفريغ بصيغة PDF:

    http://way2allah.com/khotab-pdf-136649.htm




    رابط التفريغ بصيغة Word:

    هنا





    | جدول دورة بصائر لإعداد المسلم الرباني | الجزء الثالث |


    موضوع مخصص للاستفسارات الخاصة بالدورة العلمية " بصائر3 "


    لقراءة التفريغ مكتوب
    تابعونا في المشاركة الثانية بإذن الله.

    التعديل الأخير تم بواسطة سهير(بنت فلسطين); الساعة 07-11-2017, 08:27 PM.
    عامِل الناسَ بِـ جمالِ قَلّبك ، وطيبتِهِ ، ولا تَنتظر رداً جميلاً ، فَـ إن نَسوها لا تَحزن ، فَـ الله لَن ينساك

  • #2


    حياكم الله وبياكم الإخوة الأفاضل والأخوات الفضليات:
    يسر
    فريق التفريغ بشبكة الطريق إلى الله
    أن يقدم لكم تفريغ:
    المكي والمدني
    مع الشيخ شوقي عبد الصادق







    الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله، وبعد:

    مع دورة بصائر الموسم الثالث، شبكة الطريق إلى الله، سلسلة علوم القرآن، الحلقة الثانية حول ما نزل في مكَّة وفي المدينة، وخصائص كل منهما، نقول وبالله التوفيق:
    علمنا أنَّ القرآن نزل بالتنزلات التي عرفناها، وهناك منه ما كان له سبب لنزوله، ومنه ما لم يكن هناك سبب لنزوله، وعلى كل حال نزل في مكة وفي المدينة في مدة إيه، المدة التي تزيد عن عشرين سنة.




    أساس تصنيف السُّوَر إلى مكّيّة ومدنيّة

    العلماء لهم صولات وجولات في مسألة السورة مَكِّيَّة أو مَدَنِيَّة، وكيف يصنّفوا السور مكي ومدني، يعني أرجح ما نقول به ونميل إليه أن السور المكية هي ما نزلت، أو حتى الآيات المكيَّة هي ما نزلت قبل الهجرة، المكي ما نزل قبل الهجرة، والمدني ما نزل بعد الهجرة ولو نزل في مكة.
    يعني مثلًا قوله -تبارك وتعالى- "الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي"المائدة:٣، هذه الآية نزلت بعد الهجرة، ولكن أين؟ نزلت في حجة الوداع في عرفة، وعرفة من ضواحي مكة، فهذه الآية مدَنيَّة، لماذا؟ لأنها نزلت بعد الهجرة.
    وبهذا تم استيعاب جميع آيات القرآن، يعني الهجرة كحدّ فاصل بفضل الله كده تم استيعاب جميع آيات القرآن، ونقدر نقول دي في مكّة مكيّة أو مدنية.


    كذلك قوله -تبارك وتعالى- "إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ ۚ " النساء:٥٨، هذه الآية نزلت مش في مكة، في جوف الكعبة، ومع ذلك لا نقول عليها مكيّة، لماذا؟ لأّنها نزلت بعد الهجرة والرسول -صلَّى الله عليه وسلم- يفتح مكة.




    فوائد معرفة المكي والمدني
    - تمييز الناسخ والمنسوخ



    فائدة معرفة المكي والمدني تفيدنا في إيه؟ نحن كمسلمين عندما نعرف هذا في كتاب ربّ العالمين، أول فائدة من هذه الفوائد: تمييز الناسخ والمنسوخ، لأنه إذا وردت الآيتين أو الآية أو الآيات في موضوع واحد وتبيَّن لنا أن هذه نزلت في المدينة، وهذه نزلت في مكة، والآيتين يخصُّوا موضوع واحد، إذًا نستطيع أن نقول الآية التي نزلت في المدينة هي التي نسخت حُكْمًا، حتى لو الاتنين موجودين في المصحف يبقى هي نسِخت حُكْمًا الآية التي نزلت في مكة، يبقى معرفة الناسخ والمنسوخ.

    - تدرج التشريع
    معرفة المكي أيضًا والمدني تفيدنا في تدرج التشريع.


    تدرُّج التشريع لإنّ الآيات المكّيّة لها نظام في معالجة العقائد وهذه الأشياء، والآيات المدنية والسور المدنية لها نظام خاص بالسياسة والتشريعات والأنظمة الجنائية والاقتصادية وغير ذلك.

    - الثقة في هذا الكتاب العزيز
    تفيدنا أيضًا معرفة المكي والمدني في الثقة في هذا الكتاب العزيز، أنّ الصحابة الكرام لم يبخلوا عليه لا بجهد ولا بمال ولا بأيّ شيء، لدرجة أنهم يعلمون ما نزل منه في مكة وما نزل منه في المدينة، وما نزل منه صيفًا وما نزل منه شتاءً، كل هذا يعرفونه وكانوا أشَدّ الحِرْص على ذلك، حتى اللي نزل في سفح الجبل، اللي نزل منه

    في الحضر، واللي نزل منه في السفر، يؤكد لنا كل هذا أن الصحابة الكرام حرصوا عليه كل الحرص ولم يفرِّطوا في حرفٍ واحد منه.




    من مميزات السور المكّيّة:-

    فيه ضوابط نقول نقدر نستطيع بهذه الضوابط أو ميزان يعني نقول هذا مكّي، وهذا مدني.


    - كل سورة فيها "كلا" فهي مكيّة

    من هذه الضوابط التي ذكرها أهل العلم، قالوا إنّ كل سورة فيها لفظ "كلّا" فهي مكية، لماذا يعني؟ كلّا رَدْع وتخويف وزجر، وهذا كان كله مع أهل مكة، ليه؟ كان لهم تطاوُل على القرآن، ولهم تعامُل مع القرآن بشدّة وبعنف،
    "كَلَّا لَئِن لَّمْ يَنتَهِ لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ * نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ" العلق:١٦،١٥، كلا، قالوا إنّ كل السور اللي فيها كلا فهي سور مكية.

    مثلًا في سورة مريم: "كَلَّا ۚ سَنَكْتُبُ مَا يَقُولُ وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذَابِ مَدًّا"مريم:٧٩، تحذير وتخويف.
    "كَلَّا ۚ سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا"مريم:٨٢، اللي هُمَّ الأصنام اللي كانت في مكة، يبقى كلا هنا تخويف وردع؛ فكُلّ "كلا" نزلت في سور مكيّة.


    وكمان "كلّا" دي أول ما ظهرت في المصحف ظهرت في سورة مريم، من أول الفاتحة حتى هذا المَوْضِع لا يوجد كلّا؛ لأن الجزء الأول من المصحف أغلبه مدني، أوّل كلّا تظهر في المصحف اللي في سورة مريم، "كَلَّا ۚ سَنَكْتُبُ مَا يَقُولُ وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذَابِ مَدًّا".
    فقالوا السور اللي فيها كلا سُوَر مكّيّة.
    حتى أنّ بعض العلماء يقول: "وما نزلت كلَّا بيثرب فاعلمن -يعني ما نزلتش في المدينة يعني- ولم تأتِ في القرآن في نصفه الأعلى" يعني النصف الأول من عند الفاتحة.

    - كل سورة فيها سجدة فهي مكّيّة


    من الضوابط أيضًا التي ذكرها العلماء، كل سورة فيها سجدة فهي مكّيّة لا مدنية، كل السور اللي فيها سجدات، سجدة التلاوة يعني، السور اللي فيها سجدات التلاوة مكيّة.

    - كل سورة تبدأ بحروف مقطعة فهي مكيّة عدا البقرة وآل عمران وفي الرعد خلاف
    كل سورة في أولها حروف التهجي الم، المص، المر، طس، طسم، كل السور دي قالوا مكية سوى البقرة، وآل عمران فهما مدنيّتان، وفي الرعد خلاف بين أهل العلم هل مكّيّة أم مدنية.

    - كل سورة فيها قصص للأنبياء فهي مكّيّة ما عدا البقرة

    كل سورة فيها قصص للأنبياء مكّيّة؛ لأن بتثبّت قلب النبي في مكة، وبتعر ّف المشركين مصيرهم لو كانوا مثل مَن كان قبلهم، ما عدا طبعًا سورة البقرة.

    - كل سورة فيها قصة آدم وإبليس فهي مكية ما عدا البقرة
    كل سورة فيها قصة آدم وإبليس فهي مكّيّة، سورة البقرة أيضًا.

    - كل سورة فيها "يا أيها الناس"، وليس فيها "يا أيها الذين آمنوا" فهي مكّيّة، ولكن فيه كلام بالنسبة للجزئيّة دي.



    من مميّزات السُّوَر المدنيّة:-

    من الضوابط أيضًا الخاصَّة بالمَدَني، بنقدر نعرف بيها المدني ونقول دي سورة مدنيّة، طبعًا الكلام ده أهل العلم كفونا هذه المسألة، طالب العلم اليوم مش هييجي يعدّل سورة مكتوبة في المصحف مكّيّة هيخلّيها مدنيّة، أو يجتهد ويخلّيها مدنيّة، مش هيحصل، لكن هنقول كيف اهتمّ أهل العلم وصنَّفوا هذه السُّوَر إلى مكّي ومدني.


    - كل سورة فيها حدود وفرائض فهي مدنية

    المَدَنِي مِن ضوابطه إنّ كل سورة فيها حدود وفرائض؛ حدّ قذف، حدّ سرقة، حد قتل، دي كلها، أنصبة مواريث، ما هي دي فرائض، دي سُوَر مَدَنيَّة.

    - كل سورة فيها إِذْن بالجهاد فهي مدنية
    كل سورة فيها إِذْن بالجهاد سورة مدنية، لإنّ مفيش جهاد شُرِع جهاد سيف يعني، جهاد السيف لم يُشرَع في مكة إنما شُرِع في المدينة، يبقى كل سورة فيها إِذْن بالجهاد زَيّ سورة الحج مثلًا فهي مدنيَّة.

    - كل سورة فيها ذِكْر للمنافقين فهي مدنيّة

    كل سورة فيها ذِكْر للمنافقين فهي مدنيَّة لإنّ فعلًا مكة ماكانش فيها منافقون، المنافقون كانوا موجودين في المدينة لإن مكَّة كان فيها كُفْر صريح، أما التَّلَوُّن بقى كان موجود في المدينة؛ لإن بدأت شوكة الإسلام تقوى، والمنافق ده بيبقى ماشي مع إيه؟ مع هؤلاء وهؤلاء، يعني يمسك العصا من النصف كما يقولون، "مُّذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَٰلِكَ لَا إِلَىٰ هَٰؤُلَاءِ وَلَا إِلَىٰ هَٰؤُلَاءِ ۚ "النساء:١٤٣، فالكلام ده كان في إيه؟ في المدينة.




    تنقسم سُوَر القرآن من حيث كونها مكّيّة أو مَدَنيَّة إلى:-

    عندي سورة العنكبوت؛ سورة العنكبوت مكّيّة وفيها كام آية كده في الأول ١١ آية فهمَّ دول إيه؟ مدنية، طبعًا فيه سُوَر مكّيّة باتّفاق وسور مدنيّة باتفاق، باتفاق بين أهل العلم يعني، وسور فيها شيء مكّي وشيء مدني.


    -السور المكّيّة باتفاق يعنى كلها مكّيّة: المُدَّثِّر.

    -السور المدنية كلها: آل عمران.
    -سُوَر مكية فيها شيء مدني: سورة الأعراف فإنّها مكّيّة ماعدا: "وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ" الأعراف:١٦٣

    -
    السور المدنية سورة الحَجّ ماعدا:"وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّىٰ أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ" الحج:٥٢، إلى قَوْله -تبارك وتعالى- "عَذَابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ" الحج:٥٥.




    خواص المَكّي والمَدَني:-

    خواص المَكّي والمدني بقى يا إخواننا مهمة جدًّا نتعرف على خواص المَكّي والمدني، مع إنّ كله قرآن، وكله من عند الله، بس ده امتاز بإيه؟ القرآن المَكّي امتاز بإيه؟ والقرآن المدني امتاز بإيه؟


    - القرآن المَكّي يهتمّ بالتوحيد أوَّلًا قبل نزول التشريعات

    القرآن المَكّي امتاز بحاجة عجيبة، لإنّ لما تيجي تنزّله تجد هو فعلًا فيه أُمَم وشعوب ومجتمعات تحتاج تنزّل القرآن المَكّي عليها أوَّلًا، وبعدين تنزّل عليها القرآن المدني، كإنّ عصر التنزيل بدأ من جديد، تبدأ يعني فيه أولويات، فيه مجتمع عاوز تطبَّق فيه، طَبَّق المَكّي الأول، ناس في شركيات، هتيجي تكلّمهم عن الحدود؟ هُمّ في شركيات خرّجهم الأول من الشركيات.


    زَيّ ما الرسول قال لسيدنا معاذ كده: "فليكن أوَّلُ ما تدعوهم إليه شهادةَ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ وأنَّ محمَّدًا رسولُ اللهِ، فإنْ هم أطاعوا لك بذلك فأعلِمْهم.." صححه ابن تيمية.
    يعني ناس لا بتصلي وعندها شركيّات هتيجي تقول له حدود؟ لا، ابدأ معاه بهذا المَكّي.

    المكي حمل حملة شعواء على المشركين وعلى عقيدتهم الوثنيّة اللي موجودة عندهم، وفنّد كل اللي موجود عندهم من عقائد فاسدة، وبيّن لهم أن الآلهة المرتبطة بها.. زَيّ الآلهة برضه اللي الناس مرتبطة بها اليوم نفس الكلام، يقول ربّ العِزّة مثلًا:
    "يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ ۚ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَن يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ ۖ وَإِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَّا يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ۚ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ" الحج:٧٣.

    نفس الكلام تنزّله النهارده، ناس متعَلقة بأولياء، ومتعَلقة بأضرحة، ومتعلقة بآل بيت النبي -صلَّى الله عليه وسلم- تعرّفهم نفس الكلام، وتنزل معاهم نفس النزول.

    ده عشان تعرف بس خصائص المَكّي بيعالج إيه؟ زَيّ ما بدأ القرآن في مَكَّة بالعلاج دا نبدأ به إذا أردنا إصلاحًا.

    - القرآن المَكّي يدفع الإنسان للتَّفَكُّر والتَّأَمُّل في نفسه والكون مِن حوله
    كذلك القرآن المَكّي أرشد المشركين إلى أنْ ينظروا حواليهم، وينظروا في أنفسهم، ويشوفوا آيات الله -سبحانه وتعالى- ويقتنعوا بيها.
    لَمَّا مثلًا في سورة النمل تَجِد أكتر مِن مرَّة ربنا -سبحانه وتعالى- يقول: "أَإِلَـٰهٌ مَّعَ اللَّـهِ" النمل:٦٠. "أَإِلَـٰهٌ مَّعَ اللَّـهِ" النمل:٦١، "أَإِلَـٰهٌ مَّعَ اللَّـهِ" النمل:٦٢، الجواب: لا، مفيش إله مع الله، فلازم إحنا نفكّر.

    فده أسلوب القرآن المَكّي.

    - القرآن المَكّي امتاز بالتخلية والتحلية
    المَكّي أيضًا سلك مع المشركين مَسْلك عجيب، إنّ خرَّجهم مِمَّا هُمْ فيه مِن العادات القبيحة، ناس بتئد أولادها وبيشربوا خمور، والاعتداء، والكلام ده كله، فبدأ القرآن المَكّي يعالج مثل هذه، يعني تخلية وتحلية، يخلّيهم زَيّ ما نخلّي الدواجن كده نطلَّع منها العظم ونسيب اللحم، يخلّيهم من الصفات الرديئة، ويحلّيهم بالصفات الإيه؟ الحسنة.
    كل ده كان مع أهل الشِّرْك في مَكَّة.


    - القرآن المدني امتاز بوجود دقائق التشريع وتفاصيل الأحكام وكل ما يخصّ المجتمع المسلم
    القرآن المَدَني بقى امتاز بإيه؟ أو إيه اللي في القرآن المدني؟ دقائق التشريع والتفاصيل؛ تفاصيل الأحكام، قوانين مدنيّة، جنائية، حربية، سياسية، اجتماعية، مِلاحة، مهن، كل الحاجات دي موجودة في القرآن المدني.
    هنا بقى فيه مجتمع، طالما فيه مجتمع يبقى المجتمع لازم كل ما يخصّه القرآن جاء به، الملاحة موجودة، والنظام الحربي موجود، والسِّلْم، والمعاهدات، والبيوع، والشراء، والديون، كل الحاجات دي موجودة في القرآن المدني.

    - القرآن المدني امتاز بوجود طريقة التعامُل مع أصحاب الديانات الأخرى
    كمان القرآن المدني نزل في محيط حواليه يهود، يبقى لازم يتعامل مع اليهود إزَّاي، شوف يتعامل مع اليهود إزاي، دا يمتاز به القرآن المدني. يبقى برضه بلد فيها ديانات أخرى يبقى برضه لازم تشوف القرآن المدني اتعامل معاهم إزّاي، مع اليهود والنصارى اتعامل معاهم إزَّاي.

    - القرآن المدني امتاز بالتفصيل في حين امتاز المكّي بالإيجاز
    القرآن المدني برضه بيمتاز إنّه بيفصّل، القرآن المَكّي مُوْجَز؛ لإنّ يعني الأمراض محددة ومفيش مجتمع مسلم أصلًا وهو يعني بيضرب في المجتمع المشرك، بيحاول يخرجه مما هو فيه، فتجده عنده اختصار وإيجاز.
    هذا بالنسبة للمكي والمدني وخصائص كل منهما.

    وقفات مع جَمْع القرآن
    ينقلنا الحديث بعد ذلك إلى جَمْع القرآن بقى، طبعًا سواء مَكّي أو مدني لازم بقى يتجمع القرآن، لأنه في النهاية قرآن، اللي نزل في مكة هو قرآن، واللي نزل في المدينة هو قرآن، فلا بُدّ بقى إنّ إيه يُجمَع هذا القرآن، كيف جُمِع هذا القرآن؟ وكيف وصل لنا هذا القرآن؟ وفضْل الله -سبحانه وتعالى- على هذه الأمة في مسألة الجمع

    - قبل أن يجمع البشر القرآن جمعه الله في اللوح المحفوظ

    أرجع بيكم بقى في مسألة الجَمْع دي، احنا قُلنا إنّ أول نزول للقرآن كان نزول إلى اللوح المحفوظ، يعني اللوح المحفوظ يعني إيه؟ يعني هو مجموع أصلًا في اللوح المحفوظ.

    والنزول الثاني في بيت العزة، يعني هو مجموع في بيت العزَّة.

    يعني قبل البشر ما يكتبوه ربّ العزة -سبحانه وتعالى- كتبه في اللوح المحفوظ، أصلًا هو مكتوب في اللوح المحفوظ قبل ما يُكتَب بيد البشر، وقبل ما ينزل إلى الأرض هو مكتوب في اللوح المحفوظ، فمجموع، مكتوب ومجموع.

    - جَمْع القرآن.. في الصدر أوَّلًا ثم في السطر
    فنيجي بقى لجَمْع القرآن، جمع القرآن فيه معنيين مهمّين لازم نعرفهم:
    - الجمع الأول: جمع الصدر. - والجمع الثاني: جمع السطر.
    يعني نوع جمع في الصدر، وجمع في السطر، وجمع الصدر أهمّ من جمع السَّطْر، بمعنى: السطر ده مثل هذا الكتاب، كلام مكتوب سطور، كذلك القرآن، هذا الجمع في السطر الأهمّ منه الجمع في الصدر، لإنّ هو ده الأصل

    ولذلك هنسمّي ده هنقول الجَمْع الأول للقرآن، جمع فين؟ في الصدر، مش في السطر، ليه؟ النبي أُمّي، والأمة اللي جاء إليها أُمَّة أُمّيّة، فالسطور مش موجودة أصلًا وصعبة ونادرة، والمواد بتاعتها مش موجودة لا ورق ولا أحبار ولا كلام من ده مش موجود، لكن الصدور أصلًا مستعدّة، عندها استعداد لأنها أصلًا بتحوي أشعار وبتحوي أنساب، العرب كانوا يحفظوا أشعار ومِن أول مَرَّة يسمعوها يحفظوها، ويحفظوا أنساب، فهنا الصَّدْر مُسْتَعِدّ، هو عبارة عن المكتبة كلها، فالجَمْع الأول جمع في الصَّدْر.


    أوَّلًا جمع القرآن في الصدر
    - جَمْع القرآن في صَدْر النبي صلَّى الله عليه وسلم



    أول صَدْر صَدْر مين؟

    صَدْر الرسول -عليه الصلاة والسلام- "نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ * عَلَىٰ قَلْبِكَ"الشعراء:١٩٤،١٩٣، يبيقى أول جَمْع اتجمع فين؟ اتجمع في صدر النبي.
    النبي -عليه الصلاة والسلام- كان خايف في هذا الجَمْع إنّ حاجة تفلت منه، آية تسقط، أو حتى جزء من آية يسقط منه، فكان جبريل -عليه الصلاة والسلام- هو بيضخّ في قلبه وبيسمع منه القرآن كان الرسول يحرّك لسانه مع جبريل -عليهما الصلاة والسلام-؛ خوفًا من إنه ينسى حاجة، فالله -سبحانه وتعالى- أنزل: "لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ * إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ" القيامة:١٧،١٦، فين؟ في صدرك قبل كل شيء، "إِنَّ
    عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ"
    ، وهنخليك كمان تقرأه أحسن قراءة، "فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ"القيامة:١٨، وكمان إيه وهنعرّفك تفسيره كمان، ثم إنَّ علينا إيه؟ "ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ" القيامة:١٩.


    ولذلك كان النبي -صلَّى الله عليه وسلم- حريص كُلّ الحِرْص، اللي بيجيله يقوم به بالليل، يصلي به بالليل ويذاكره، ويراجعه، والسنة دي نزل مثلًا عشرين سورة، ييجي رمضان اللي هو من رمضان لرمضان مثلًا معانا عشرين سورة من القرآن، في رمضان هذا ييجي جبريل -عليه الصلاة والسلام- مع النبي كل ليلة يراجع معاه اللي نزل، يراجعه معاه، الرسول يقرأ على جبريل، وجبريل يقرأ عليه ويراجعوا مع بعض، اللي

    تُنسَخ تلاوته خلاص يسقط مِن التلاوة، يعني فيه آية نُسِخَت تلاوتها خلاص يبقى ما تنقريش، ويقرأ غيرها يعني، المُهِمّ إنّ كُلّ سنة يراجع مع جبريل اللي نزل حتى انتهى أجله -صلَّى الله عليه وسلم-.


    عن عائشة وفاطمة -رضي الله عنهما- تقول: سمعنا رسول الله -صلَّى الله عليه وسلم- يقول: "إَنَّ جبريلَ كان يعارضُنِي القرآنَ كلَّ سَنَةٍ مرةً، وإنَّهُ عارضَنِي العامَ مرتينِ.." صححه الألباني، أيّ عام؟ العام اللي تُوفي فيه رسول الله -صلَّى الله عليه وسلم-، اللي تُوفي فيه الرسول -عليه الصلاة والسلام- عارضه مرتين، يعني إيه عارضه؟ يعني راجع معاه القرآن مرّتين، "ولا أراهُ.."، يعني أنا شايف كده، كلام الرسول، "ولا أراهُ إلَّا
    حضرَ أجلِي"، أنا حاسس إنّ أجلي اقترب، ليه؟ لإنّ جبريل راجع معايا القرآن مرّتين بيطّمّن على اللي نزل وفي نفس الوقت يؤكّد اللي مع رسول الله -صلَّى الله عليه وسلم-.

    - جَمْع القرآن في صدور الصحابة رضوان الله عليهم
    الرسول كان بيتعامل بنفس الأسلوب ده مع الصحابة، التركيز كله على الحِفْظ، يعني قبل ما يهاجر بعث مصعب بن عمير وابن أم مكتوم إلى المدينة قبل الهجرة يعلّموا المسلمين ويقرّوهم القرآن، وأرسل معاذ بن جبل إلى مكة بعد الهجرة للتحفيظ والإقراء

    عبادة بن الصامت يقول: "كان الرجل إذا هاجر دَفَعَه النبي إلى رَجُلٍ منَّا يُعَلِّمُه القرآن، وكان يُسْمَع لمسجد رسول الله ضَجَّة بتلاوة القرآن".

    المقصود أنا بأذكر لكم الحاجات دي ليه؟ عشان نعرف إنّ التركيز كله على الحِفْظ، اللي هو الجَمْع في الصَّدْر، التركيز كله على الجَمْع في الصَّدْر، والعدد عمَّال يزيد، عدد الحُفَّاظ، لدرجة إنّ في بئر معونة سريَّة في حياة النبي- عليه الصلاة والسلام- تُسَمَّى ببئر معونة، يموت فيها بس السريَّة دي سبعين حافظ للقرآن الكريم، يعني العدد بيزيد ويكتر يوم بعد يوم، فكان التركيز كله على الحِفْظ.

    ده اسمه الجَمْع الإيه؟ الجَمْع الأول اللي هو جَمْع الصَّدْر مش السَّطْر. جَمْع السَّطْر بقى هنعرفه.



    ولذلك حتى عن عبد الله بن عمر قال: "جمعت القرآن فقرأتُه.."، عبد الله بن عمر أهو -رضي الله عنهما- يقول: "جمعتُ القرآن.."، يعني حفظته، كل اللي نزل حافظه، ".. فقرأت به في ليلة.." يقوم به كل ليلة يقرأ به، كل ليلة يقرأ به، كل القرآن، ".. فبلغ النبي.."، يعني اللي أنا بعمله بلغ النبي -عليه الصلاة والسلام-، فقال له: "اقرأه في شهر" عشان يقدر يواصل يعني، لإنّ هو هيقوم مثلًا ثلاثة أشهر، سنة، يقراه كل ليلة، كل ليلة، كل ليلة، بعد كده مش هيقدر يواصل، فالرسول -صلَّى الله عليه وسلم- قال: "اقرأه في شهر".

    بلغ طبعًا عدد الذين تلّقوا من الرسول -عليه الصلاة والسلام- عدد كبير، وبعد وفاة الرسول -عليه الصلاة والسلام- كانوا آلاف مُؤَلَّفَة حافِظين للقرآن الكريم، ده اسمه كله إيه يا إخواننا؟ جَمْع في الصَّدْر.


    ثانيًا جَمْع السطر
    - أوَّلًا: الجَمْع زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم
    جَمْع السطر بقى اللي هو الكتابة، المُشَكِّكُون ومرضى القلوب ممكن يطعنوا ويقول لك إنّه اتكتب بعد موت النبي والكلام ده كله واتحطّ حاجات واتشال حاجات، والكلام ده، لا، زَيّ ما انجمع في الصَّدْر انجمع في السَّطْر والرسول -صلَّى الله عليه وسلم- حَيّ يُرْزَق، وما زال على قَيْد الحياة، وتحت سمع وبصر النبيّ -صلَّى الله عليه وسلم- الشيء اللي انكتب، الرسول ماكانش بيكتب، الرسول -عليه الصلاة والسلام- ما كان يكتب، إنَّما كان اتخذ كُتَّابًا للوحي.


    كُتَّاب الوحي كتير، منهم:الخلفاء الأربعة؛ أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعليّ، ومعاوية -رضي الله عنه-، وأبان بن سعيد، وخالد بن الوليد، وأُبَيّ بن كعب، وزيد بن ثابت، وثابت بن قيس.

    كُلّ دول كُتَّاب وَحْي، الرسول -عليه الصلاة والسلام- كان اتّخذهم يكتبوا. أيّ حَدّ كان بيكتب الرسول -عليه الصلاة والسلام- كان بيستدعيه يكتب، إذا نزل عليه شيء دَعَا مَن يكتب ويقول لهم: اكتبوا هذا في الموضع الذي يُذكَر فيه كذا، اكتبوا السورة دي في المكان الفلاني، اكتبوا الآية دي في المكان الفلاني.
    عن ابن عباس -رضي الله عنهما-: "كان رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ممَّا يأتي عليهِ الزَّمانُ تنزلُ عليهِ الآيات ذواتِ العددِ، فيدعو بعضَ من كان يَكْتبُ فيقولُ:.." بعض المتيسّر لإنّ ممكن يكون صحابي مسافر، صحابي في سريَّة، صحابي في عمل، أيّ شيء، المهم مين بيكتب موجود؟ فلان، هاتوه، "فيدعو بعضَ من

    كان يَكْتبُ فيقولُ: ضعوا
    -يعني اكتبوا- هؤلاءِ في السُّورةِ الَّتي يذكرُ فيها كذا وَكَذا" حسَّنه ابن حجر العسقلاني. في الموضع الذي يُذكَر فيه كذا وكذا.



    وعن زيد بن ثابت قال: "كُنَّا عِندَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ نؤلِّفُ القرآنَ منَ الرقاعِ"صححه الألباني، يعني نجمعه من الحاجات اللي مكتوبة، الشاهد من الحديث هنا إيه؟ كنا عند رسول الله لإن المكتوب ده ماكانوش بياخدوه بيوتهم، المكتوب ده كانوا بيسيبوه عند النبي -صلَّى الله عليه وسلم-، هو يأمرهم بالكتابة بس.

    طيب نكتبها فين؟ يعني الآية دي نحطّها فين؟ يقول له حطّها ضعها في المكان الذي يُذكَر فيه كذا.


    يعني القصة الفلانية مثلًا، قصة مريم مثلًا، "انتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا"مريم:١٦، وخلصت القصة، جِه بعدها واذكر في الكتاب كذا، يبقى حُطّ دي بعد دي، كان يدلّهم، علشان كده كان القرآن مرتّب الآيات، نخلّي بالنا من المسألة دي، مرتّب الآيات، لإنّ الرسول هو اللي قايل حطّ دي هنا، مفيش آية قبل آية، ولا آية بينها وبين أختها فراغ أو.. لا، هو اللي مرتّب التأليف ده، وحطّ دي مكان دي، أو دي بعد دي، كان هذا مِن أمر النبي -صلَّى الله عليه وسلم-.
    يبقى كده الرسول -صلَّى الله عليه وسلم- لم يَمُت ولم يَلْقَ ربَّه إلا والقرآن مجموع في صدره، وفي صدر مئات بل أُلوف من أصحابه، ومكتوب عند النبي -صلَّى الله عليه وسلم-، مكتوب.



    طَب كان بيكتبه ليه؟ زيادة في التوثيق، مع أنَّ التعويل والتركيز والاهتمام كله بالحِفْظ بس برضه مكتوب، مكتوب بقى عند النبي -عليه الصلاة والسلام-.
    بيكتبوه على ما تيسَّر، على عَظْم، على العظام، يكتبوه على العُسُب، العُسُب دي اللي هي الجريدة القطعة العريضة من الجريد، يكتبوه على اللخاف، اللخاف يعني إيه؟ الحجارة الرقيقة، حجر رقيق كده مش ضحم ممكن يكتب عليه، على الأكتاف بتاع الجمال أو البقر، الكتف ماعليهوش طبعًا لحم ولا غيره يقوموا يكتبوا عليه، على الجلد، أيّ شيء متيسّر كانوا يكتبوا عليه.

    ويحطّوه فين؟ يحطّوه عند النبي -صلَّى الله عليه وسلم- مرتّب الآيات، مرتب الآيات يعني إيه؟ سورة النحل مثلًا معروفة، "أَتَىٰ أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ ۚ" النحل:١، خلصت مكتوبة فين سورة النحل دي مكتوبة مثلًا على قطعة من الجلد، ومكتوب جزء منها على العَظْم، وجزء منها على حجارة، في المجموع ده كله اسمه سورة النحل، فين ده؟ في بيت النبي -صلَّى الله عليه وسلم-.
    الصحابة كان لهم كتابات خاصَّة بيهم بقى، واحد مثلًا عرف إنّ فيه شيء نزل وكتبه، عاوز يكتب حاجة له هو، وماله يكتب، مصحف خاص به هو، مفيش مانع، أو صحف خاصة به، ماشي عنده، إنما الأصل عند النبي وتحت بصره وسمعه، اكتب كذا مكان كذا.




    لماذا لم يتم عمل المصحف في زمن النبي صلَّى الله عليه وسلم

    طيب هنا بقى ما اتعملش مصحف ليه في الوقت ده؟ ما اتعملش مصحف ليه في بيت النبي؟ أو ما اتعملش مثلًا سجلّ، بدل العظم والحجارة والخشب والحاجات دي كلها، ما اتعملتش ليه؟

    - أوَّلًا: لإنّ الدّاعي لكده مش موجود، إيه هو الدَّاعي لكده اللي مش موجود؟ لإنّ الحفظ في الصدور، ما هو كل صدر من صدور الحَفَظَة هو مصحف قائم بذاته؛ فمش محتاجين المسألة دي.
    - ثانيًا: إنّ ممكن آيات تنزل تتنسخ، يعني مثلًا في أوائل سورة النور أو كان بيُقرأ في سورة النور: "والشيخ والشيخة إذا زَنَيا فارجموهما البَتَّة"، الشيخ والشيخة مش الشيخ اللي هو له لحية، لا، الشيخ يعني الرجل الكبير اللي سبق له الزواج يعني، "والشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة"، كانت دي آية موجودة في

    سورة النور نُسِخَت تلاوتها بس الحكم موجود، يعني الرجم موجود، الرسول -عليه الصلاة والسلام- رَجَم، وسيدنا عمر رَجَم، والرَّجْم موجود حُكْمًا، بس فين الآية؟ الآية مش موجودة، فلو كان بقى موجود في صُحُف، لو اللي كان موجود عندنا موجود في صحف كان كل شويَّة هنغيّر، كل شويّة نحذف دي، عشان فيه نَسْخ مُحْتَمَل.


    - وبعدين فيه نزول كل يوم فيه جديد.
    فمِن هنا لم تَكُن هناك ضرورة لإنّ إحنا نعمل إيه؟ صُحُف أو مصحف في بيت النبي -صلَّى الله عليه وسلم-، لكن المصحف فين أو القرآن فين؟ موجود عند النبي كله، كله موجود، حتى لَقِيَ ربَّه -سبحانه وتعالى-، يبقى ده الجَمْع الأوَّل في السَّطْر.


    يبقى أول جمع خالص من نوعه اللي هو الجمع في الصدر، في صدر النبي ومئات من الصحابة.

    الجمع اللي في السطور بقى أوّل جَمْع كان في حياة النبي -صلَّى الله عليه وسلم- وبِمَسْمَعٍ منه، ومَرْأى منه -صلوات الله وسلامه عليه-.





    - ثانيًا: الجَمْع في عهد أبي بكر رضي الله عنه

    الجمع الثاني بقى، ده الجَمْع الثاني، اللي كان في عهد سيدنا أبي بكر، الرسول -عليه الصَّلاة والسلام- لَقِيَ ربَّه، الخلافة أُسْنِدَت إلى سيدنا أبي بكر، سيدنا أبو بكر دخل في صِدَام مع مُرْتَدّين ومانعي الزَّكاة، ومُدَّعِي النّبوّة، مسيلمة الكذَّاب بيدَّعي النّبوّة، وكان بيدّعيها في حياة النبي -صلَّى الله عليه وسلم-، بس طبعًا ما كانش قادر يعمل حاجة أو مالوش شوكة، لَمَّا الرسول -عليه الصلاة والسلام- تُوفّي سيدنا أبو بكر إيه حصل مع مسيلمة هذا الصدام، هذه الموقعة موقعة اليمامة كانت سنة ١٢ من الهجرة، في الموقعة دي قُتِل مِن حَفَظَة القرآن سبعون، استُشهد فيها سبعون، طبعًا سيدنا أبو بكر مش قادر يعمل حاجة، استُشهدوا في الموقعة ولا بُدّ منها، لا بُدّ منها لإنّ ده بيدَّعي النبوة، وقُتل مسيلمة في الموقعة، واللي قتله سيدنا وحشي -رضي الله عنه- قاتِل عدو الله، وقاتل أسد الله سيدنا حمزة -رضي الله عنهما-.


    لما حصل بقى كده لما قُتِلَ في هذه الموقعة سبعون من صحابة رسول الله ومن قُرَّاء القرآن العظيم وحَفَظَته، نرجع لعمر بن الخطاب صاحب البصيرة النافذة اللي يقول وافقت ربي في ثلاث، جاء إلى سيدنا أبي بكر وقال: يا أمير المؤمنين، القتل هيستحر بالقراء، القراء كده هيموتوا في الغزوات وهيموتوا في المشاهد، فالقرآن أنا خايف عليه لَيحصل له أشياء تغيب منه، طَب ماذا تريد يا عمر؟ قال له: نريد أن نجمع القرآن، ما هو القرآن مجموع بس في غرفة، لا احنا عايزين يبقى فيه كده صُحُف، عايزين كده يبقى فيه حاجة قرآن، نقول ده قرآن، مش نقول الأوضة بتاعت القرآن، نقول ده قرآن، لإنّ الحفظة الصدور عمَّالة تقلّ، يعني في موقعة واحدة سبعون صَدْر ماتوا استُشهدوا، يبقى الموقعة التانية كمان سبعون، يبقى كده عمَّال تختفي بقى.

    واحنا قُلنا التركيز أساسًا على الحِفْظ أو الجمع في الصدور، فكانت فكرة عمر الملهم أدلى بها إلى أبي بكر الصديق، طبعًا أبو بكر كان وقَّاف عند حدود الله، قال له هنعمل حاجة ازَّاي الرسول ماعملهاش؛ خوفًا من الابتداع، عمر يقول: والله هو خير، خير يا أبا بكر ما تخافش وده مش ابتداع في الدين وده لصالح القرآن والكلام ده كله، وظلّ عمر يقنع أبا بكر حتى شرح الله صدر أبي بكر لِمَا شُرِح له صدر عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-.
    طيب مين يقوم بالمهمة؟ أمير المؤمنين أبو بكر مشغول، وعمر وزيره، والمهمة دي تحتاج إلى إنسان ذاكرته قويَّة، وذاكرة حاضرة، ومخلص، وحافظ، ومتقن، طب مين؟ قالوا زيد بن ثابت، زيد بن ثابت شاب، زيد بن ثابت حافظ، زيد بن ثابت حضر العرضة الأخيرة، يعني المراجعة الأخيرة اللي راجع فيها الرسول -عليه الصلاة والسلام- القرآن مع جبريل، كان حاضرها زيد بن ثابت -رضي الله عنه-، فسامِع وحافظ وعارف، وفي نفس الوقت لا يُتَّهَم في دين، ولا يعاني من نفاق، ولا الأمراض دي كلها مش موجودة عنده، فوجدوه أحسن إنسان يليق بهذه المهمة.

    البخاري يقول إيه بقى؟ أنَّ زيد بن ثابت -رضي الله عنه- قال: "أرسل إليَّ أبو بكر مقتل أهل اليمامة.." يعني بعد موقعة إيه؟ اليمامة، اللي مات فيها السبعون دول، ".. فإذا عمر عنده.." يعني عمر قاعد عند أبي بكر، قال أبو بكر -رضي الله عنه-: "إنَّ عمر أتاني فقال إنَّ القتل قد استحر يوم اليمامة أيْ اشتدّ بقُرَّاء القرآن وإني أخشى أن يستحرّ القتل بالقُرَّاء بالمواطن، فيذهب كثير من القرآن، وإني أرى أن تأمُر بجمع القرآن.." اقتراح مين؟ اقتراح عمر، ".. قلتُ لعمر: كيف نفعل ما لم يفعله رسول الله؟ قال عمر: هذا والله خير، فلم يَزَل عمر يراجعني حتى شرح الله صدري لذلك.." ده أبو بكر اللي بيتكلم، ".. ورأيت في ذلك الذي رأى عمر"، قال زيد: قال أبو بكر: "إنك رجل شاب.." بيُثني عليه بقى، ".. عاقل لا نتَّهمك وقد كنت تكتب الوحي لرسول الله.." خلّي بالك هو مِن كُتَّاب الوَحْي كمان، "فتتبع القرآن فاجمعه، فوالله.."

    ده زين بن ثابت اللي بيقول: ".. والله لو كلفوني نقل جبلٍ من الجبال ما كان أثقل عليَّ مما أمرني به من جَمْع القرآن".



    بس قال لهم إيه بقى: "كيف تفعلون شيئًا لم يفعله رسول الله؟ قال: هو والله خير، فلم يزل يراجعني حتى شرح الله صدري للذي شرح له صدر أبي بكر وعمر، فتتبعتُ القرآن.." مين بقى؟ زيد، ".. أجمعه".
    ".. فتتبعتُ القرآن أجمعه.."، يبقى كده تخيل معي بقى هنخلص بس الرواية وهقول لك، ".. تتبعتُ القرآن أجمعه من العُسُب واللخاف وصدور الرجال، حتى وجدت آخر سورة التوبة مع أبي خزيمة الأنصاري، لم أجدها مع أحد غيره،"لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ
    رَّحِيمٌ"
    التوبة:١٢٨،فكانت الصحف عند أبي بكر حتى توفاه الله، ثم عند عمر حياته، ثم عند حفصة". انتهى.



    الشاهد مِن الكلام أنَّ سيدنا زيد بيقول: أنا تتبَّعت القرآن، القرآن موجود يا عم في بيت النبي إنت بتعمل إيه، قال لك: لا، اللي في بيت النبي ده هيتجمع وهيبقى صُحُف، هيبقى مصحف كده ونربطه بخيط، ويبقى مصحف وهكتبه بقى كتابة جديدة، سيبك بقى من العظم، سيبك بقى من الجريد، سيبك من الجلد، سيبك من الحجارة، هجمع ويبقى مثلًا على جلد، ما كانش فيه ورق، هيبقى على جلد مثلًا، هكتبه على جلد ونخيّطه بخيط.
    فين المصحف فين القرآن؟ أهو.




    طيب اللي موجود في بيت النبي أنا عارفه، واللي موجود في بيت النبي في صدري، مين اللي بيتكلم؟ زيد، بيقول زيد نفسه حافظ فبيقول كل ده أنا عارفه، طيب زيد قعد مسك بقى الريشة والجلد ويقعد يكتب من دماغه؟ أبدًا، لا ده قرآن ده كلام ربّ العالمين، ده قرآن محفوظ بحِفْظ الله، مش بحفظ زيد ولا أبي بكر ولا عمر، ولا أيّ حد، ده محفوظ بحفظ ربّ العالمين، فلازم يتّبع أحسن سياسة وأحسن نظام في جَمْع القرآن العظيم، حَطّوا له دستور عشان يمشي عليه، الدستور ده بقى عجيب جدًّا:
    أبو بكر جيِّش المسلمين، ما هو أمير المؤمنين بقى، جيّشهم يعني إيه؟ يعني فيه جيش اتجنّد للقرآن. ابن ماجة وأبو داود بيقولوا إيه، عن عبد الرحمن بن حاطب قال: قَدِم عمر فقال: "مَن كان.."، يعني بيتكلم بلسان أبي بكر بقى، "مَن كان تلقَّى مِن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلم- شيئًا من القرآن فليأتِ به" أيّ حدّ سمع الرسول تلفظ بقرآن يجيبه، أيّ حدّ كاتب عنده حاجة يجيبها، فليأتِ به، الله ده كده بقى كل المسلمين، وكل اللي بيكتب، وكل اللي عنده حاجة اتجمع.


    جيِّش أهل المدينة كلهم في خدمة القرآن.
    ومش كده وبس، ده حَطّ نظام، قال أبو بكر يقول إيه، أن أبا بكر قال لعمر ولزيد، الاثنين معاهم، ما هو عمر صاحب الفكرة، وزيد اللي هينفّذ -رضي الله عنهم أجمعين-، وأبو بكر صاحب القرار، اقعدا انتو

    الاتنين على باب المسجد، "اقعدا على باب المسجد.." أيّ مسجد؟ مسجد الرسول -عليه الصلاة والسلام-، ".. فمَن جاءكما بشاهدين على شيءٍ من كتاب الله فاكتباه.." مَن جاءكما بشهادين على كتاب الله فاكتباه، شاهدين يعني إيه؟ قال أهل العلم: إمَّا الكتابة والحفظ، أو شاهدين يعني شاهدين عدول مِن أهل الإسلام يعني، اللي يجيلكم، هنجمع قرآن، طب ما القرآن موجود، لا، ربما يكون حاجة سقطت، يعني اللي هنعمله ونضاهيه مع اللي موجود في بيت النبي -عليه الصلاة والسلام- كله لازم يوافق بعضه مفيش حرف يسقط، كل المسلمين الموجودين في المدينة، وأيّ حدّ سمع حاجة وكتبها يجيبها مع اللي موجود في بيت النبي -عليه الصلاة والسَّلام-.

    ومين بقى هيجمع؟ زيد هيجمع كل ده، ومسكه يتتبّعه بقى، مايكتبش آية في المصحف اللي هيكتبه ده إلا لما يشهِّد عليها اتنين، مين الشاهدين؟ لو أخدنا بالرَّأي اللي بيقول كتابة وحفظ رأيْ، أو يشهد عليه شاهدان، يعني عدول، ناس عدول تشهد عليه، هذه السياسة الصارمة، والقواعد المُحْكَمَة التي وضعها أبو بكر -رضي الله عنه- لزيد ليجمع كتاب الله -سبحانه وتعالى- ويعمل منه هذا المصحف لا يوجد لها مثيل على الكوكب الأرضيّ.


    وبهذا يتبيَّن لنا -عباد الله- كيف أنَّ الله -سبحانه وتعالى- حَفظ كتابه أوَّلًا لأنه هو الذي تعهَّد بحفظه، وكيف استخدم هؤلاء الأصفياء الأتقياء في جمع هذا الكتاب العظيم، وما الذي تم وكيف جُمِع، وكيف نظم زيد بن ثابت هذا الأمر. نلتقي معه في الحلقة الثالثة إن شاء الله.
    وبالله التوفيق، وصلَّى الله وسلم وبارك على نبيّنا محمد.


    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.



    تم بحمد الله

    شاهدوا الدرس للنشر على النت في قسم تفريغ الدروس في منتديات الطريق إلى الله
    وتفضلوا هنا:

    https://forums.way2allah.com/forumdisplay.php?f=36
    التعديل الأخير تم بواسطة سهير(بنت فلسطين); الساعة 07-11-2017, 10:05 PM.
    عامِل الناسَ بِـ جمالِ قَلّبك ، وطيبتِهِ ، ولا تَنتظر رداً جميلاً ، فَـ إن نَسوها لا تَحزن ، فَـ الله لَن ينساك

    تعليق


    • #3
      جزاكم الله خيرا و بارك فيكم
      اللهم لك أسلمت، وبك آمنت، وعليك توكلت، وإليك أنبت، وبك خاصمت. اللهم إني أعوذ بعزتك لا إله إلا أنت أن تضلني، أنت الحي الذي لا يموت، والجن والإنس يموتون.

      الداعية مهمته الأساسية أن يربح نفسه أولا.. ويحسن إلى نفسه أولا
      بقية المقال هنا

      تعليق

      يعمل...
      X