Tweet
تدوين السنةنحن نتكلم عن هذا الأمر لأن هذه المسألة بالذات من أكثر الشبهات التي يليقها دائمًا -والعياذ بالله- أعداء الإسلام والعلمانيين والفِرَق الضالة
يقول بعض العلمانيين نحن لا نثق في السنة؛ لأن السنة ما دُونت وما جُمعت إلا بعد مائتي سنة من حياة النبي، فكيف نثق فيها؟ وللرد على هذا
مراحل تدوين السنة
أولًا التدوين في زمن النبي صلى الله عليه وسلم 1-في بداية الإسلام منع النبي الصحابة من تدوين الأحاديث
بدأ الصحابة -رضوان الله عليهم- يكتبوا الآيات التي بيحفظونها من النبي -صلى الله عليه وسلم-، ويكتبوا معها التفسير الذي كان النبي -صلى الله عليه وسلم-
يقوله على هذه الآيات، وهنا خاف النبي -صلى الله عليه وسلم- من اختلاط الآيات بالأحاديث واختلاط القرآن الذي نزل من عند ربنا -سبحانه وتعالى- بسنة
النبي -صلى الله عليه وسلم-، فنهى النبي -صلى الله
عليه وسلم- الصحابة عن مسألة كتابة السُّنَّة وقال لهم: "ومَنْ كَتبَ عَني غيرَ القرآنِ فليمْحُه" صحيح مسلم. 2- وعندما استقر الإسلام في قلوب الصحابة
وبدأوا يميّزون ما بين القرآن وما بين سنة النبي -صلى الله عليه وسلم- بدأ النبي -صلى الله عليه وسلم- يأذن لهم بكتابة الأحاديث
من الأدلة على ذلك في فتح مكة قام النبي -صلى الله عليه وسلم- في الناس خطيبًا فخطب فيهم خطبة كبيرة ذكر فيها النبي -صلى الله عليه وسلم- كثيرًا من
الأحكام وكثيرًا من الأمور المتعلقة بسنته -صلى الله عليه وسلم- فجاء أبو شاه إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- وقال: "اكتُبْ لي يا رسولَ اللهِ.." فقال النبي -صلى
الله عليه وسلم-: "اكتبوا لأبي شاهٍ" صحيح البخاري
ومن الأدلة أيضًا عبد الله بن عمرو بن العاص يقول: "كنتُ أكتُبُ كلَّ شيءٍ أسمَعُه مِن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أُريدُ حِفظَه فنَهَتْني قُرَيشٌ فقالوا إنَّكَ تَكتُبُ
كلَّ شيءٍ تَسمَعُه مِن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ورسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بَشَرٌ يتكَلَّمُ في الغَضَبِ والرِّضا فأمسَكتُ عنِ الكِتابِ فذكَرتُ ذلك لرسولِ اللهِ
صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال: اكتُبْ فوَالذي نَفْسي بيَدِه ما خرَج مِنِّي إلَّا حقٌّ" صحح إسناده أحمد شاكر
ثانيًا التدوين في زمن الصحابة بعد موت النبي
المرحلة الثانية بدأت من بعد موت النبي -صلى الله عليه وسلم- والصحابة -رضوان الله عليهم- بدأوا يقومون بمجهود كبير جدًّا للحفاظ على سُنّته -صلى الله
عليه وسلم الكثير من الصحابة كانت لهم صحائف يكتبون فيها أحاديث النبي مثل صحيفة أبي بكر وصحيفة عمر وصحيفة علي وصحيفة أبي موسى الأشعري
وصحيفة أبي هريرة وصحيفة زيد بن ثابت وغيرهم الكثير فمن يقول السُّنَّة ما دُوِّنَت إلا بعد مائتي سنة، كاذب لأن الصحابة دوّنوا الأحاديث في زمن النبي -
صلى الله عليه وسلم-
ثالثًا تدوين السُّنَّة في زمن التابعين
التدوين تطوَّر جدًّا وبدأت دائرة التدوين تتَّسِع حتى شملت آثار الصحابة
بدأوا يرتّبوا الكتب بدأوا يجمعوا الأحاديث المروية في الوضوء مع بعض والأحاديث المروية في الصلاة مع بعض والأحاديث المروية في الغُسل
وهكذا وبدأت تظهر في مسألة تدوين السنة الترتيب والتبويب والتمييز في هذه المصنفات
رابعًا مرحلة التدوين في القرن الثالث الهجري
يعتبر هذا القرن عصر ازدهار العلوم الإسلامية عامة وعلوم السنة النبوية خاصة بل يُعد هذا القرن من أزهى عصور السنة النبوية في مسألة التدوين
بدأوا ينوّعوا في الأحاديث، بعد أن كانت مُرَتَّبَة على الأبواب بدأوا في ترتيبات أخرى، مثلًا نحن هنعمل كتب المسانيد، ما معنى المسانيد؟ كل الأحاديث التي
رواها صحابي مع بعض، هذه فكرة المسانيد.
بعضهم قال نحن سوف نجمع الأحاديث الصحيحة فقط ، مثل صحيح البخاري وصحيح مسلم، بعضهم قال سوف أروي السنن مروية على الأبواب الفقهية كتب
مهتمة بجمع السنن مثل سنن أبي داود.
تعليق