إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

اللقاء الحادي عشر | موقف السَّلَف من السُّنَّة للشيخ أحمد جلال | بصائر3

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • اللقاء الحادي عشر | موقف السَّلَف من السُّنَّة للشيخ أحمد جلال | بصائر3

    [ الصحابة -رضوان الله عليهم- كان من أعظم ما يُمَيِّزُهم أن عقائدهم كانت بتظهر في أقوالهم وأفعالهم،
    الصحابي، التابعي، تابع التابعي، العلماء، الصالحين في كل زمان ومكان، عقائدهم بتظهر عليهم،


    درس النهارده هو مجموعة كبيرة جدًّا مِن الأَدِلَّة وآثار وأحاديث كثيرة جدًّا تُوَضِّح ليكم ازّاي الصحابة -رضوان الله عليهم- قدروا ينقلوا مسألة
    الاعتقاد إنّ الحديث وَحْي من السماء إلى واقع عملي ملموس في حياتهم،
    ..]
    اللقاء الحادي عشر | موقف السَّلَف من السُّنَّة للشيخ أحمد جلال | بصائر3


    تفضلوا معنا في تحميل الدرس بجميع الصيغ


    رابط الدرس على الموقع وبه جميع الجودات
    http://way2allah.com/khotab-item-136487.htm

    رابط صوت mp3
    http://way2allah.com/khotab-mirror-136487-217343.htm

    رابط الجودة hd
    http://way2allah.com/khotab-mirror-136487-217342.htm



    رابط يوتيوب




    رابط ساوند كلاود
    https://soundcloud.com/way2allahcom/mawqef-alsalaf

    رابط تفريغ بصيغة pdf

    http://way2allah.com/khotab-pdf-136487.htm

    رابط تفريغ بصيغة word
    هنـــا

    لمشاهدة جميع دروس الدورة وتحميلها على هذا الرابط:
    http://way2allah.com/category-585.htm


    | جدول دورة بصائر لإعداد المسلم الرباني | الجزء الثالث |


    موضوع مخصص للاستفسارات الخاصة بالدورة العلمية " بصائر3 "


    لقراءة التفريغ مكتوب
    تابعونا في المشاركة الثانية بإذن الله.

    اللهم لك أسلمت، وبك آمنت، وعليك توكلت، وإليك أنبت، وبك خاصمت. اللهم إني أعوذ بعزتك لا إله إلا أنت أن تضلني، أنت الحي الذي لا يموت، والجن والإنس يموتون.

    الداعية مهمته الأساسية أن يربح نفسه أولا.. ويحسن إلى نفسه أولا
    بقية المقال هنا

  • #2
    حياكم الله وبياكم الإخوة الأفاضل والأخوات الفضليات:
    يسر
    فريق التفريغ بشبكة الطريق إلى الله
    أن يقدم لكم تفريغ: موقف السَّلَف من السُّنَّة

    مع الشيخ/ أحمد جلال




    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصَحْبه ومَن تَبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، أما بعد:
    أهلًا وسهلًا ومرحبًا بإخواني وأخواتي وأهلي وأحبابي، وأسأل الله -سبحانه وتعالى- بأسمائه الحُسنى وصفاته العُلى الذي جمعني وإياكم في هذه الساعة المباركة على طاعته أن يجمعني وإياكم في جنته ودار كرامته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحَسُن أولئك رفيقًا، وبعد:




    تحويلُ الصحابة اعتقادهم لعمل

    بعد ما اتكلمت معاكم على إن السُّنَّة وَحْي من السماء واتكلّمنا في حلقة امبارح عن الآيات والأحاديث والآثار اللي وردت عن السَّلَف -رضوان الله عليهم أجمعين- في إنّ السنة فعلًا وَحْي مِن السماء وأنَّ جبريل -عليه السلام- كان ينزل على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالسُّنَّة كما كان ينزل عليه بالقرآن، وأنه كان يُعَلِّمُه السُّنَّة كما كان يُعَلِّمُه القرآن، دا ظهر فعلًا هذا الاعتقاد، الدرس الماضي كان درس اعتقاد، درس النهارده هو تحويل الاعتقاد دا لسلوك.
    الصحابة -رضوان الله عليهم- كان من أعظم ما يُمَيِّزُهم أن عقائدهم كانت بتظهر في أقوالهم وأفعالهم، الصحابي، التابعي، تابع التابعي، العلماء، الصالحين في كل زمان ومكان، عقائدهم بتظهر عليهم، وطالما إنّ الصحابة كانوا بيعتقدوا إنّ السُّنَّة وَحْي مِن السَّمَاء، وكذلك طبعًا التابعين، وهيبان لينا الآن، طالما إن الناس دي كلها مُعْتَقِدَة إنّ السُّنَّة وَحْي مِن السَّمَاء فكان هؤلاء إذا جاءهم حديث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كانوا يُعَظِّمُون هذا الحديث، ويَعْمَلُون بهذا الحديث، ويَدْعُون الناس لهذا الحديث.

    درس النهارده هو مجموعة كبيرة جدًّا مِن الأَدِلَّة وآثار وأحاديث كثيرة جدًّا تُوَضِّح ليكم ازّاي الصحابة -رضوان الله عليهم- قدروا ينقلوا مسألة الاعتقاد إنّ الحديث وَحْي من السماء إلى واقع عملي ملموس في حياتهم، تاني هعيدها عليكم الفارق بينَّا وبين الصحابة إنّ الصحابة حولوا العقائد التي كانوا يؤمنون بها إلى واقع عملي، هو كان يُؤْمِن ويَرَى ويَعْتَقِد أنَّ السُّنَّة وَحْيٌ مِنَ السَّمَاء، حوّل دا لواقع على الأرض، ازّاي؟ كُلّ حديث كان بيسمعه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان بينزّله على أرض الواقع ليعمل به وإنْ كان الأمر بسيط جدًّا.





    أمثلة ومواقف تُبَيِّن تعظيم الصحابة للسُّنَّة

    كتابة ابن عمر وصيّته امتثالًا لأمر النبي

    أضرب ليكم مثال: ابن عمر -رضي الله عنهما- بيقول: سمعتُ النبي -صلى الله عليه وسلم- ذات يومٍ يقول:
    "ما حقُّ امرئٍ مسلمٍ له شيءٌ يوصي فيه. يبيتُ ثلاثَ ليالٍ إلا ووصيتُه عنده مكتوبةٌ" صحيح مسلم. النبي بيقول لنا باختصار اللي عنده فلوس، اللي عنده حتّة أرض، اللي عنده شقة مِلْك، اللي عنده عربيَّة، لا يَحِلّ له إنه يبقى ثلاثة أيام من غير ما يكتب وصيته.

    سمعتوا الحديث؟ آه احنا سمعناه قبل كده، حتى الشيخ كان بيتكلم عنه الخطبة اللي فاتت، طيب وانت حوّلته لعمل؟ لأ، أصل هو يعني كتابة الوصيَّة سُنَّة يعني مش واجب. هو دا الفارق بينَّا وبينهم، أنت تعتقد إنّ السُّنَّة وَحْي من السماء صح؟ آه، وهو كان بيعتقد إن السنة وحي من السماء، بس للأسف أنا لما بتجيلي السُّنَّة بقول أصل هي سُنَّة فبسيبها، المُبَرِّر للتَّرْك "أصل هي سُنَّة" هو كان المُبَرِّر للفِعْل إنّ هي سُنَّة.

    ابن عمر -رضي الله عنه- بيقول: "فوالله ما مَرَّت عليَّ ليلة منذ سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول ذلك إلا ووصيتي عند رأسي". أنا ما مرّتش عليَّ ليلة أول ما سمعت الكلام دا من النبي رجعت بيتي كتبت وصيتي وحطِّيتها تحت المخدّة لإنّ النبي قال لنا كده.



    انتهاء سيدنا عمر عن الحلف بأبيه فور سماع النبي ينهى عن ذلك

    أبوه عمر -رضي الله عنه- كان أُنْمُوْذَج غير طبيعي في مسألة اتّباع السُّنَّة، سيدنا عمر بن الخطاب بيروي حديث إنه سمع النبي -صلى الله عليه وسلم- بيقول: "إنَّ اللهَ ينهاكم أن تحلِفوا بآبائِكم" صحيح البخاري، عمر كان قبل إسلامه كان يمينه الواضح المعروف المشهور إنه بيحلف بأبيه، فلمَّا أسلم عمر وسمع الكلام دا من النبي "إنَّ اللهَ ينهاكم أن تحلِفوا بآبائِكم" سيدنا عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- بيقول:
    "فوالذي بعث محمدًا بالحق ما حلفت بها منذ سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ينهى عنها ولا تكلمت بها ذاكرًا ولا آثِرًا". ذاكر، ناسي، أنا عمري ما حلفت بأبويا بعد كده، ليه؟ أصل النبي قال إنّ دا غلط وإنّ دا حرام، حتى وإنْ كان الأمر بسيط، مش دي سُنّة النبي إذن دا وَحْي السَّماء يبقى لازم نحوّل الاعتقاد دا لعمل.



    تعظيم عمر بن أبي سلمة لأمر النبي منذ كان طفلًا
    عمر بن أبي سلمة -رضي الله عنه- بيقول: "كُنْتُ غُلامًا في حجْر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يُؤْتَى بالطعام وكانت يدي تطيش في الصَّحْفَة.." الصنية محطوطة كده آكل من هنا أو آكل من هنا أو آكل من هنا إيديا بتطيش في الصحفة، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "يا غلامُ، سمِّ اللهَ، وكُلْ بيمينِكَ، وكلْ ممَّا يلِيكَ" صحيح البخاري، قال: "فوالله ما زالت هذه طعمتي بعدما سمعتُ من رسول الله ما سمعت".
    من بعد ما النبي قال لي: "سمِّ اللهَ، وكُلْ بيمينِكَ، وكلْ ممَّا يلِيكَ" أنا عمري في حياتي ما اتحطّ قُدَّامِي أكل وأكلت من هنا أو أكلت من هنا، بآكل من اللي قُدَّامي.

    عمر بن أبي سلمة كان طفل صغير، حتى الطفل الصغير في زمن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان بيحوّل عقيدته في السُّنَّة إلى عمل، عمر بن أبي سلمة اللي كان طفل صغير، مش دي سُنَّة النَّبِيّ؟ خلاص أنا لازم أطبّقها، شُفتوا كان منهجهم عامل ازاي؟ دا أُنْمُوْذَج لطفل من أطفال الصحابة، عمر بن أبي سلمة.




    تعظيم عبد الله بن عمر لقول النبي منذ كان طفلًا

    عبد الله بن عمر أُنْمُوذج تاني لأطفال الصحابة، أنا بتكلم عن الأطفال ما بتكلّمش عن الكبار دلوقت، الكبار جايين ولكن أنا بقول لكم هو دا الفارق بينَّا وبينهم هُمَّ شايفين إنّ السُّنَّة دي وَحْي من السماء، دي عقيدة حوّلوها لعمل.
    عبد الله بن عمر اللي سيدنا عمر بن الخطاب لما هاجر كان عبد الله بن عمر دا بيتشال على الأكتاف، عيّل صغير، طفل صغير، تلات سنين، سنتين. بيقول في يوم من الأيام وهو في مسجد النبي -صلى الله عليه وسلم- بيسمع هذا الكلام ما تجاوزش التَّمَن تِسَع سنين، بيقول:
    "بينما نحن نصلي مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذ قال رجلٌ مَن القومُ: اللهُ أكبرُ كبيرًا. والحمدُ لله كثيرًا. وسبحان اللهِ بكرةً وأصيلًا. فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: من القائلُ كلمةَ كذا وكذا؟ قال رجلٌ من القومِ: أنا. يا رسولَ اللهِ! قال: عجِبتُ لها. فُتِحَتْ لها أبوابُ السماءِ" صحيح مسلم.

    ابن عمر بيحكي موقف واحد قال كلمتين فُتِحَت لها أبوابُ السَّمَاء، فالنبي ما قالش قولوا زَيّ ما الراجل قال، ولا هي عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، ولكن لما ابن عمر سمع النبي -صلى الله عليه وسلم- بيقول كلمة معينة وبيقول عنها إن فُتِح لها أبواب السماء، سيدنا عبد الله بن عمر بيقول: "والله ما تركتهن" والله ما سِبْت الكلمات دي أبدًا "ما تركتهن منذ سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول فيها ما قال".

    هو دا الفَهْم ازَّاي احنا ايه علاقتنا بالسُّنَّة دي علاقتنا بالسُّنَّة، أطفال الصحابة كانوا لَمَّا بيسمعوا حاجة من النبي -صلى الله عليه وسلم- بيبقى منهجهم بيفضلوا عايشين عليها لحد آخر لحظة في حياتهم.



    لزوم أبي هريرة وصية النبي طيلة حياته

    أبو هريرة -رضي الله عنه- لما جه للنبي -صلى الله عليه وسلم- النبي أوصاه بتلات حاجات هي سُنَن على فكرة، قال أبو هريرة -رضي الله عنه-: أوصاني خليلي بثلاثة أمور لا أدعهن أبدًا حتى أموت، أنا مفيش حاجة تفرّقني أو تبعدني عن الشيء اللي النبي -صلى الله عليه وسلم- أمرني بيه.
    "أوصاني خليلي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بثلاثٍ: صيامُ ثلاثةِ أيامٍ من كلِّ شهرٍ، وركعتي الضُّحى، وأن أوتِرَ قبلَ أن أنامَ". صحيح البخاري. الثلاثة حاجات دي سُنَن، أبو هريرة بيقول أنا لا يُفَرِّق بيني وبين هذه الأشياء الثلاثة اللي هي سُنَّة النبي إلا الموت.
    لو في يوم من الأيام سألتوا: أبو هريرة صَلَّى الضُّحَى؟ فقالوا لكم: لأ، اعرفوا إن أبو هريرة مات، لو في يوم من الأيام سألتوا: أبو هريرة صَلَّى الوتر؟ فقالوا لكم: لأ، اعرفوا إنّ أبو هريرة مات.
    هُم كانوا مُعْتَقدين إنّ السُّنَّة وَحْي مِن السَّمَاء، فكانت النتيجة إنّ هُمّ حوّلوها لعمل.

    أَحَبَّه لتزكية النبي له في القرآن
    ويا جماعة حتى في الأمور البسيطة جدًّا، يعني مثلًا كلنا حافظين حديث خذوا القرآن عن أربع، حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- في الصحيحين: "خُذوا القرآنَ من أربعةٍ: من ابنِ أمِّ عبدٍ -عبد الله بن مسعود- ومعاذِ بنِ جبلٍ، وأُبيِّ بنِ كعبٍ، وسالمٍ، مولى أبي حُذيفةَ" صحيح مسلم.
    الحديث دا كلنا حافظينه وكلنا عارفينه وبخاصة الناس المهتمَّة شويَّة بالقرآن، سيدنا مسروق بيقول ايه: كنا نأتي عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنه- فنتحدث عنده، فَذَكَرْنا يومًا عبد الله بن مسعود، في يوم من الأيام احنا واحنا بنتكلم معاه جِبْنا سيرة عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-، فقال عبد الله بن عمرو بن العاص:
    "هذا رجل لا أزال أُحِبُّه منذ سمعت النبي -صلى الله عليه سلم- يقول خذوا القرآن من أربع: من ابن أم عبد، فبدأ به". من يوم ما النبي قال إنّ أعلم حَدّ بالقرآن ابن مسعود أنا بحبّه كده لله في لله.

    سليم بن جابر لا يسُبُّ أي شيء امتثالًا لأمر النبي
    الشتيمة، ايه رأيكم في الشتيمة؟ حرام وغلط، طب ما احنا بنهزَّر مع بعض وبنشتم بعض، طيب شوفوا النموذج دا، نموذج يعني قد إيه العقيدة أثّرت في سلوكهم أصلًا، عقيدته إنّ السنة وحي من السماء.
    سليم بن جابر -رضي الله عنه-، والحديث عند أبي داود في السنن بإسنادٍ حسن، سليم بن جابر -رضي الله عنه- بيقول: سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول:
    "وَإِنِ امْرُؤٌ شَتَمَكَ، أَوْ قَالَ مَا لَيْسَ فِيكَ، فَلَا تَشْتُمْهُ، وَلَا تَقُلْ لَهُ مَا لَيْسَ فِيهِ، فَيَكُونَ لَكَ أَجْرُهُ، وَعَلَيْهِ وَبَالُهُ" لك الأجر والوبال عليه هو، "لَا تَسُبَّنَّ أَحَدًا". النبي بيقول لسليم بن جابر ما تشتمش حدّ خالص، هو النبي هنا بيقول له ولا تَسُبَّنَّ أحدًا، أحدًا يعني بني آدم.

    فسيدنا سليم بن جابر بيقول: "فوالله منذ سمعت رسول الله يقول ما قال ما سَبَبْتُ شيئًا بعيرًا ولا شاةً ولا إنسانًا منذ سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- نهى عن السَّبّ".
    من يوم ما النبي -صلى الله عليه وسلم- نهى عن الشتيمة أنا ما بشتمش بكلمة واحدة لإنه كان مُوْقِن إنّ النبي لما قال: "لَا تَسُبَّنَّ أَحَدًا" إنّ دا مش كلام النبي، دا ده وَحْي نزل به جبريل على النبي -صلى الله عليه وسلم-، وطالما إن دا وحي من السماء من عند ربنا على لسان النبي يبقى خلاص أنا ما ينفعش أشتم.

    العجيب إنّ كان المنهج دا بيتداوله الصحابة، وبيدّوه للتابعين، والتابعين بيدُّوه لأتباع التابعين، إلى يومنا هذا.



    تناقُل السَّلَف العَمَل بسُنَّة النبي صلى الله عليه وسلم
    أضرب لكم مثلًا مِثَال: يروي عمرو بن أوس الثقفي -رحمه الله- يقول: حدَّثَنا عنبسة بن أبي سفيان عن أم حبيبة زوجة النبي -صلى الله عليه وسلم- أنها قالت: سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: "من صلَّى اثنتي عشرةَ ركعةً في يومٍ وليلةٍ، بني له بهن بيتٌ في الجنةِ" صحيح مسلم. الحديث اللي احنا كُلّنا حافظينه، أم حبيبة بتقول: "فوالله ما تركتهن منذ سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول فيهن ما قال".

    وابن أبي سفيان يقول: "وأنا والله ما تركتهن منذ سمعتهن من أم حبيبة -رضي الله عنها-".
    وقال عمرو بن أوس: "وأنا ما تركتهن منذ سمعت هذا من عنبسة".
    وقال النعمان بن سالم: "والله وأنا ما تركتهن منذ سمعتهن من عمرو".
    يُحَدِّث بذلك بسنده إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
    انتوا شايفين هُمَّ منهجهم ماشي ازّاي، يا جماعة كانوا بينقلوا إنّ السُّنَّة وَحْي مِن السَّمَاء فكان العمل بالسُّنَّة بيتناقل بينهم وبين بعض.

    ابن عبَّاس -رضي الله عنه- بيروي حديث يقول فيه سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: "الملتزم موضع يُسْتَجَابُ فيه الدعاء"، الملتزم دا موطن ما بين الحجر الأسود وباب الكعبة، بيقول الملتزم دا ابن عباس بيقول أنا سمعت النبي بيقول إنّ المكان دا بيُستجاب فيه الدعاء، قال: "فدعوت الله -تعالى- فما دعوت الله -تبارك وتعالى- دعوةً إلا استجابها" أو نحو ذلك. قال ابن عباس -رضي الله عنه-: فما دعوتُ اللهَ دعوةً فيه قط إلا أجابني.
    الرَّاوِي عن ابن عباس، عمرو، يقول: "وأنا والله ما أهَمَّني أمرٌ فدعوت الله فيه إلا استجاب لي منذ سمعت الحديث من ابن عباس".
    وسفيان، الراوي عن عمرو، بيقول: "وأنا والله ما دعوتُ اللهَ -عزَّ وجَلّ- بشيءٍ قَطّ في هذا المكان إلا استجاب لي" وعمرو بن دينار اللي بيروي عن سفيان بيقول: "وأنا والله كذلك". والحُمَيْد اللي بيروي عن عمرو بن دينار يقول: "وأنا والله ما دَعَوْتُ اللهَ -عَزَّ وجَلّ- إلا استجاب اللهُ -عَزَّ وجَلّ- لدعائي".

    دا كانوا بينقلوا يا جماعة العقيدة بتاعتهم إنّ السُّنَّة وَحْي مِن السَّمَاء عَمَّالين ينقلوها لبعض، ودا إنْ دَلّ فإنّما يَدُلّ قَدّ إيه هُمَّ كانوا معظّمين السُّنَّة، وقَدّ إيه كانوا بيحبُّوا السُّنَّة -رضي الله عنهم-.




    تناول عمرو بن العاص السحور مع عدم اشتهائه

    وكانوا بيسعوا لتطبيقها حتى لو في يوم من الأيام مش عايزين يطبَّقوها، يعني مثلًا علشان أدِّيكم مثال على الكلمتين اللي أنا قُلتهم دول، عن أبي قيس مَوْلَى عمرو بن العاص -رضي الله عنه- بيقول: "كان عمرو بن العاص يَأْمُرُنا أن نَضَع له الطَّعَامَ لِيَتَسَحَّر به"، يقول لنا يلا يا جماعة جهّزوا السحور، أنا صايم بُكْره، جهّزوا لنا السحور "فلا يُصِيْبُ منه إلا شيئًا قليلًا"، انت قعدت تقول لنا جهّزوا السُّحور وبعد كده تاخد منه حتّة صغيّرة، فقلت له: "تأمرنا به.." يعني تأمرنا نجهز السحور ".. ولا تصيب منه كثيرًا" لا تصيب إلا شيء قليل فقال: "إني لا آمُرُكم به وأنا أشتهيه.." والله يا جماعة أنا مش عايز آكل أصلًا، أنا لَمَّا قُلتلكم جَهّزوا السُّحُور أنا مش عايز آكل أصلًا، "والله لا آمركم به وأنا أشتهيه، ولكنّي سمعتُ النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول:
    "فصلُ ما بين صيامِنا وصيامِ أهلِ الكتابِ، أكْلةُ السَّحَرِ" صحيح مسلم. فهو النبي قال بس ابقوا كُلوا أَكْلة السَّحَر علشان دا فارق بين صيامنا وبين صيام أهل الكتاب، فأنا عايز آكلها بس أنا مش مشتهيه ولكن أنا هاخد بس حتّة كده على أساس أقول إنّ أنا اتسحّرت، أبقى طبّقت سُنّة النبي -صلى الله عليه وسلم-.




    حرص عمر بن الخطاب على نسب النبي
    عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- هو مش عايز يتجوّز، يعني هو مش عايز ينزوج أصلًا، زي عمرو بن العاص مش عايز ياكل أصلًا، ولكن يعمل أيّ شيء بحيث يطبّق كلام النبي -صلى الله عليه وسلم-، ما أنا بقول لك هو عقيدته إنّ السُّنَّة وَحْي مِن السَّماء، لازم أعمل بجزء منها، أو بِقَدْر منها.
    عمر بن الخطاب خَطَب إلى علي بن أبي طالب ابنته أم كلثوم، قال له أنا عاوز أتجوّز بنتك أم كلثوم، فسيدنا علي بن أبي طالب اعتلَّ بأنَّها صغيرة، قال له أصل لسَّه البنت صغيرة، فسيدنا عمر بن الخطاب قال له: "والله يا عليّ إنني لم أُرِد الباءة"، أنا مش عايز أتجوّز أنا مش واخدها علشان الجواز والله، إنني لم أرد الباءة ولكنّي سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "كلُّ سببٍ ونسبٍ منقطِعٍ يومَ القيامَةِ، إلَّا سبَبَي ونسِبي" صححه الألباني.
    أنا مش عايز أتجوّز والله، والله أنا مش عاوز أتجوّز أم كلثوم بس هو النبي كان بيقول إنّ كُلّ سبب وكُلّ نَسَب بينقطع إلا سَبَبه ونَسَبه، فأنا حبّيت بس ايه أعمل بهذا الحديث، سبحان الله.

    أَحَبَّ أنس الدُّبَّاء لِحُبِّ النبي لها
    سيدنا أنس بيحكي في يوم من الأيام وكان سيدنا أنس برضو طفل صغير، وكان خادم للنبي -صلى الله عليه وسلم-، بيقول أنا في يوم من الأيام قعدت مع النبي -صلى الله عليه وسلم- وكان محطوط قُدَّام النبي -صلى الله عليه وسلم- صنيَّة كبيرة فيها طعام ودُبَّاء، يقول أنس: "فرأيتُ رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَتتبَّعُ الدُّبَّاءَ من حول الصحفة، فلم أزل أُحب الدُّبَّاءَ مِن يومَِئذٍ" صحيح البخاري.
    فجعل النبي -صلى الله عليه وسلم- يتتبع الدباء في الصحفة يأكلها يدوَّر على حتّة دباء هنا ياكلها، وحتَّة هنا ياكلها، وحتة هنا ياكلها، بيقول ورأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- وقد أعجبه الدُّبَّاء، النبي بيحبّ الدباء اللي هو القَرْع، بنسمّيه القَرْع العَسَلِي، قال: "فلمَّا رأيتُ ذلك مِن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مازلت أُحِبّه ويعجبني الدُّبَّاء منذ رأيتُ النبي -صلى الله عليه وسلم- يُحِبّه".
    الأكلة اللي النبي كان بيحبّها أنا حتى بحبّها، ممكن تقولوا لي أَكْل الدُّبَّاء سُنَّة ولَّا واجب؟ لا هو سُنَّة، ولا واجب، لا دا ولا دا، يا إخوانّا واللهِ لا دا ولا دا، ومع ذلك هُمَّ حاسّين إنّ أيّ حاجة النبي بيعملها احنا عايزين نعملها، دا حُبّهم للنبي -صلى الله عليه وسلم-.




    اقتدائهم بالنبي حتى في إطلاق الأزرار

    أعجب من كده، سيبونا بقى من الدُّبَّاء، النبي في يوم حَرَّان ففاتِح الزرار دا بس ممكن تقولوا لي هو أنا لما أفتح الزرار دا سُنَّة ولَّا واجب؟ لا هو سُنَّة ولا واجب.
    معاوية بن قرة يحكي عن أبيه، بيقول -معاوية بن قرة كان طفل صغير- إن والده أخد رَهْط من مُزَينة من القبيلة بتاعتهم، وراحوا للنبي -صلى الله عليه وسلم-، فدخلنا عليه، معاوية بن قرة بيحكي هو كان طفل صغير بيقول: فدخلنا على النبي -صلى الله عليه وسلم- "وإنه لَمُطلِقُ الأزرارِ.." فاتح الزرار دا، قال: ".. فأدخلتُ يدي في جَيْبِ قميصِه.." حطّيت إيدي كده ورا في ضهر النبي -صلى الله عليه وسلم- ".. فمسستُ الخاتمَ -خاتم النبوّة-، قال عروةُ: فما رأيتُ معاويةَ ولا ابنَه قطُّ في شتاءٍ ولا صيفٍ إلا مُطلِقي الأَزرارِ" صححه الألباني.
    دا إيه؟ يا جماعة دي مش سُنَّة، فَتْح الزُّرار الأوَّلاني في الحَرّ مش سُنَّة، ولكن زَيّ ما قُلْت لك هو عينه على النبي، حركاته، وسكناته، أفعاله، أقواله، أيّ حاجة النبي -صلى الله عليه وسلم- بيعملها أنا لازم أعملها، احنا محتاجين دا.




    اقتداء الصحابة بالنبي في لبس الخاتم وفي خلعه

    ابن عمر -رضي الله عنه- بيقول: "أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ اصطنع خاتمًا من ذهبٍ.." لبس النبي -صلى الله عليه وسلم- خاتم من ذهب، ".. وكان يلبسهُ، فيجعل فصَّه في باطن ِكفِّه.." عامل الفَصّ كده، ".. فصنع الناسُ خواتيمَ.." النبي ما قالّهُمش البسوا خواتيم، فصنع الناس خواتيم الذهب، ".. ثم إنه جلس على المنبرِ فنزعهُ، فقال: إني كنتُ ألبسُ هذا الخاتمَ، وأجعل فصَّهُ من داخلِ، فرمى به.." أخد الخاتم بتاعه ورماه، "فرمى به، ثم قال: واللهِ لا ألبسُه أبدًا؛ فنبذ الناسُ خواتيمَهم" صحيح البخاري.
    أنا مش هلبس خاتم الدهب أبدًا، لإنّ ربنا حرّم الذهب على رجال هذه الأمة. سيدنا ابن عمر بيقول: "فوالله فلمَّا طرح النبي -صلى الله عليه وسلم- خاتمه طرح كُلّ الصَّحَابة خواتيمهم لِطَرْح رسول الله خاتمه"، النبي رَمَى احنا هنرمي، الموضوع مُنْتَهٍ، عارفين ليه؟ هُمّ كانوا شايفين إنّ اتّباع السُّنَّة وَحْي مِن السَّماء، فكانت النتيجة كُلّ حاجة النبي بيعملها احنا لازم نعملها، سبحان الله.





    تَرْكهم أكثر ما يُحِبُّون امتثالًا لأَمْر الله

    وأوضح ما يَدُلُّ على ذلك فِعْل الصحابة لَمَّا حُرِّمَت عليهم الخمر، في الحاجات بقى مش بقول لك الحاجات اللي لا هي سُنَّة ولا واجب، لا، في الحاجات اللي هُمَّ بيحبّوها أوي، وكانت أكتر حاجة عند الصحابة حُبًّا حاجتين: أَكْل لحم الحمير، وشُرْب الخمر.

    أَكْل لحم الحمير
    لحم الحمير، بيروي أنس بن مالك -رضي الله عنه- بيقول: "لما فتح رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ خيبرَ، أصبْنا حُمُرًا خارجًا من القريةِ. فطبخْنا منها. فنادى مُنادي رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ألا إنَّ اللهَ ورسولَه ينهيانِكم عنها. فإنها رجسٌ من عمل الشيطانِ.." لحم الحمير حُرِّمَت عليكم، قال سيدنا أنس -رضي الله عنه-: "فأُكفِئَتِ القُدورُ بما فيها. وإنها لَتفورُ بما فيها" صحيح مسلم. القدور أُكفِئت وهي بتفور باللحم، يعني إيه بتفور باللحم؟ استوت خلاص.


    شُرْب الخمر

    وأما الخمر فأنس بن مالك بيروي بيقول: لما حرم الله -عز وجل- علينا الخمر "كنتُ ساقيَ القومِ.." في اليوم الذي حُرمت فيه الخمر وكان في المجلس أبو طلحة وأبو دجانة وغيرهما من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-، أنس بيحكي إن الصنيّة كانت على إيده وفيها خمرة وبيطوف على الصحابة بيسقيهم "فنزَل تحريمُ الخمرِ، فأمَر مُناديًا فنادى، فقال أبو طلحةَ: اخرُجْ فانظُرْ ما هذا الصوتُ؟ قال: فخرَجتُ فقلتُ: هذا مُنادٍ يُنادي: ألا إنَّ الخمرَ قد حُرِّمَتْ.." إحنا سمعنا النبي بيقول شرب الخمر حرام.

    خلاص يا أنس اخرج إلى هذه القلال "فقال لي: اذهَبْ فأهْرِقْها..". القلال دي كلها اخرج ارميها في الشارع، قلال جمع قُلة والقُلة كانت حوالي تسعين أو خمسة وتسعين لتر، يعني تقريبًا حاليًا برميل، ولما يقول له قلال يبقى عندهم تلات قلال ده أقل الجمع، فتلات قلال عندهم 300 لتر خمرة تقريبًا، ده يوضح لك الناس دي كانت بتحب الكلام ده قد إيه ومع ذلك بمجرد ما قال النبي حرم ده خرجوا فألقوها في طرق المدينة. "قال: فجَرَتْ في سِكَكِ المدينةِ.." صحيح البخاري، أنهارًا، أمر عجيب هو إيه اللي يدفعهم لكده؟ اللي يدفعهم لكده أمر واحد إن هُمَّ شايفين إنّ سُنّة النبي -صلى الله عليه وسلم- هي وَحْي من السماء ما ينفعش في يوم من الأيام نتخلّى عنها.

    امتثال الصحابة لأمر النبي في عدم التفرق في الشعاب أثناء السفر

    أبو ثعلبة الخشني -رضي الله عنه- بيقول: "كانَ النَّاسُ إذا نزلوا منزلًا تفرَّقوا في الشِّعابِ والأوديةِ.."، النبي قال إحنا هنريّح هنا شويّة فده بيدوّر على صخرة عالية ينام تحتها في ضلّها، وده بيدوّر على شجرة يربط البعير بتاعه ولا الفرس بتاعه وينام تحتها، وده بيدوّر على مش عارف على إيه، وده بيدوّر على حتّة فيها شويّة مياه، وده بيدوّر على حتّه ضلّة، فكانوا بيتفرقوا.

    فالنبي -صلى الله عليه وسلم- بيقول لهم: "إنَّ تفرُّقَكم في هذِهِ الشِّعابِ والأوديةِ إنَّما ذلِكم منَ الشَّيطان.." سيدنا أبو ثعلبة بيقول:

    "فلم ينزل بعدَ ذلِكَ منزلًا إلَّا انضمَّ بعضُهم إلى بعضٍ حتَّى يقالَ لو بُسِطَ عليْهم ثوبٌ لعمَّهم" صححه الألباني، من شدّة ما هُمَّ إيه؟ مش التَّفَرُّق ده من الشيطان زَيّ ما النبي قال، خلاص إحنا كلنا هنضم هنبقى قريبين من بعض، سبحان الملك! سبحان الملك! سبحان الملك! إيه الجيل العظيم ده؟!



    مواظبة عقبة بن عامر على قراءة السور التي عَلَّمه النبي إياها

    سيدنا عقبة بن عامر -رضي الله عنه- بيقول أنا كنت في مرة بمناسبة السفر كنت في مرة مع النبي -صلى الله عليه وسلم- في سفر فخلوت به ذات ليلةٍ، فقال لي: "يا عقبةُ بنَ عامرٍ ألا أُعلِّمُكَ سُوَرًا ما أُنْزلتْ في التوراةِ ولا في الزبورِ ولا في الإنجيلِ ولا في الفرقانِ مثلهنَّ لا يأتيَنَّ عليكَ ليلةٌ إلا قرأتَهُنَّ فيها "قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ" و"قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ" و"وَقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ" صَحَّح الألباني إسناده.

    ما أُنْزِل لا في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور ولا في الفرقان سُوَر عظيمة زَيّ التلاتة دول، قال عقبة: "سبحان الله، فوالله ما أتت عليَّ ليلة إلا قرأتهن فيها وحُق لي ألا أدعهن وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم فيها ما قال".



    اتّباع الصحابة لأي شيء مُتعلق بالسنة من قريب أو بعيد
    ده كان هَدْيهم وده كان منهجهم ودي كانت طريقتهم وده كان فهمهم وده كان اعتقادهم، هو كان بيعتقد إن السنة دي وحي من السماء فأيّ حاجة متعلقة بالسنة من قريب أو من بعيد، أقوال، أفعال، سكنات، حتى لو ماكانتش سُنّة زي الدباء اللي النبي كان بيتتبعه، زي الزرار بتاع القميص اللي النبي -صلى الله عليه وسلم- كان فاكُّه، زي تفرُّقهم في الشعاب والأودية، أو حتى لو كانت السنة دي في أحب الأشياء إليهم زي خاتم الذهب وزي لحوم الحمر وزي الخمرة، كل ده بيترمى طالما إن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال ده غلط أو ده حرام.
    هُمَّ كانوا شايفين إن النبي -صلى الله عليه وسلم- هو عبارة عن مُبلِّغ للوحي الذي أتاه من السماء، جبريل ينزل على النبي بالوحي سواء بالقرآن أو السُّنَّة فكان النبي بيتكلم بهذا الوَحْي، فهم كانوا موقنين أنه -صلى الله عليه وسلم- "وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ" النجم:٣،٤. فكانت النتيجة كان بسرعة ياخد ده ويحطُّه في دايرة العمل، ده كان منهجهم.




    موقف الصحابة ممن يخالف سنة النبي
    وأما موقفهم -رضي الله عنهم- أجمعين من اللي يخالف كان شديد جدًّا، وده اللي يفهّمنا هُمَّ ليه الصحابة -رضوان الله عليهم- كان بيعنّفوا أي حد في يوم من الأيام يرد كلام النبي، أو يسيب كلام النبي أو في يوم من الأيام يحاول إنه يقول للناس سيبكم من الكلام ده.

    أمثلة على ذلك
    -تعنيف ابن عمر لمن سأله عن استلام الحجر

    واحد بيسأل سيدنا عبد الله بن عمر عن استلام الحجر فقال ابن عمر: "رأيتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يستلمُهُ ويُقَبِّلُهُ. قال: قلتُ أرأيتَ إن زُحِمْتُ، أرأيتَ إن غُلَبْتُ؟.." يعني لو الدنيا زحمة شوية "أرأيتَ إن زُحِمْتُ، أرأيتَ إن غُلَبْتُ؟.." فقال له عبد الله بن عمر وهو مُغضب: "اجعلْ أرأيتَ باليمنِ.." أرأيت بتاعتك دي سيبها باليمن، "رأيتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يستلمُهُ ويُقَبِّلُهُ" صحيح البخاري، يبقى الموضوع انتهى.

    ده ابن عمر -رضي الله عنه-.



    - غضب سيدنا أبي الدرداء الشديد من سيدنا معاوية عطاء بن يسار بيحكي أن معاوية رضي الله عنه باع سقاية من ذهب أو ورق بأكثر من وزنها، فذهب بذهب أو ورق بورق بالزيادة، والنبي قال لنا: "الذهبُ بالذَّهبِ.. مِثْلًا بمثلٍ، سواءً بسواءٍ، يدًا بيدٍ" صححه الألباني، يعني هبيع خاتم زي ده مثلًا فضة هو عيار 925 يبقى خاتم زيّه عيار 925، ده خمسة جرام يبقى ده خمسة جرام، خُد وهات مفيش زيادة، لو فيه زيادة دخلنا في الربا.

    فعطاء بن يسار بيحكي إن معاوية بن أبي سفيان ما وصلهوش الحديث ده، فباع عنده سقاية من ذهب أو ورق بأكثر من وزنها، فقال أبو الدرداء لمعاوية: سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- ينهى عن مثل هذا إلا مثلًا بمثل، فسيدنا معاوية قال له بس أنا لا أرى بهذا مثلًا، أنا مش شايف إن فيها مشكلة، أبو الدرادء بيقول له النبي بيقول ومعاوية بن أبي سفيان بيقول بس أنا لا رى بهذا بأسًا!

    فقام أبو الدرداء ونادى في الناس في قلب السوق، معاوية كان أمير الشام، الشام يعني سوريا والأردن ولبنان وفلسطين، فقال أبو الدرداء في قلب السوق: "مَنْ يَعذِرُني مِنْ معاويةَ أنا أخبرُهُ عنْ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ويخبرُني عنْ رأيهِ، لا أُساكنُكَ أرضًا أنتَ بها".

    ياه! إيه ده هو معاوية بن أبي سفيان مش عمل ده بيرُدّ السنة، لا، هو معاوية معندهوش الحديث ده، وظن إن أبو الدرداء ده اجتهاد أبو الدرداء، فقال له لا أنا شايف إنّ ده صح، فسيدنا معاوية شايف إنّ دي مش سُنَّة ومش سنة عن النبي، وشايف إن ده اجتهاد أبو الدرداء، النبي ماقالش كده، فكانت النتيجة غضب أبي الدرداء غضبًا شديدًا، إزّاي يرد السُّنَّة، إزاي أقول لك النبي تقول لي وأنا رأيي فيها كذا، سبحان الله!



    - نزول القرآن فيمن اعترض على حكم النبي
    عشان كده النبي -صلى الله عليه وسلم- لما في يوم من الأيام حكم بين اتنين لما كان فيه مشكلة بين الزبير -رضي الله عنه- وبين جاره والنبي حكم للزبير، فالرجل ده قام قايم كده وقايل يعني "والله ما قضى له إلا لأنه ابن عمته"، فأنزل الله -عز وجل- قَوْله: "فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا" النساء:٦٥، سبحان الله!

    - من يَرُدّ السُّنَّة إنسان فاجر
    قيل لعلي بن عفان: "رجل يقول ليس في حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقه" إحنا سيبكم من الفقه بتاع الحديث ده، خلونا في القرآن فقال: "سبحان الله هذ إنسان فاجر، وأين الفقه وأين الخير إلا في حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-" كان لما بيقولوا لهم حَدّ في يوم من الأيام بيقول لكم ده السنة دي سيبكوا منها هذا إنسان فاجر.

    - موقف أحمد بن إسحاق ممن تجرأ على السنة
    محمد بن عبد الله الحافظ قال: "سمعت أحمد بن إسحاق -رحمه الله- يناظر رجلًا" كان بيتناقشوا في مسألة فقال له أحمد بن إسحاق: "حدثنا فلان عن فلان عن فلان أن رسول الله، فقال له رجل: دعنا من حدثنا إلى متى حدثنا حدثنا"، يعني سيبك من الكلام الفاضي ده، سيبكم من السنة ولّعوا في كتب السنة وولعوا في البخاري وولعوا في مسلم، فقال له أحمد بن إسحاق:
    "قم يا كافر، فلا يحل لك أن تدخل داري" لا يحل لك أن تدخل داري، ثم التفت فقال لأحدٍ من أهل الدار: "لا يدخل هذا داري أبدًا"، الشخص ده اللي بيقول سيبك من السنة ما يخشش داري أبدًا.

    كل ضال مبتدع ينزع الله حلاوة الحديث من قلبه
    أحمد بن سنان -رحمه الله- كان يقول: "ليس في الدنيا مبتدع إلا وهو يبغض الحديث، وإذا ابتدع الرجل بدعةً نُزعت حلاوة الحديث من قلبه".
    الحافلة اللي كانت من أيام ورُفِع فيها علم الشواذ ويطلع حد يقول لك إيه، القرآن ما فيش فيه نص يُحرم ده، القرآن ما فيش فيه نص لعقوبة هؤلاء، طب النبي -صلى الله عليه وسلم- بيقول: "من وجدتموهُ يعملُ عملَ قومِ لوطٍ فاقتُلوا الفاعلَ والمفعولَ به" صححه الألباني، هنعمل إيه في الحديث ده؟ لا ما فيش نص في القرآن، تعرف علطول اللي قال لك سيبك من السنة وهاتوا لنا القرآن ده واحد ضالّ مبتدع، ده واحد ضال مبتدع، عايز يُشرع للناس هذه الأفعال، نسأل الله سبحانه وتعالى السلامة.



    منهج المبتدعة رَدّ السُّنَّة

    وده على فكرة منهج المبتدعة دايمًا، يعني المُبتدعة دايمًا منهجهم كده ماتديلهوش سنة، متدّيلهوش حديث، هو عايز دايمًا يزنُقك يقولّك طب القرآن، لا إنت بقى ازنُقه في حِتَّة السنّة، قولّه السنّة عندنا وحي من السماء.
    عمرو بن عبيد مثلًا، رأس المُعتزلة، لمّا رُوي له حديث سيّدنا عبد الله بن مسعود في حديث القدَر، المُعتزلة طبعًا لا يرون القدر، فلّما ذُكِر له حديث القدر، عمرو بن عبيد، عمرو بن عبيد ده أنمودج لإسلام البحيري في زماننا، أنموذج لناس كثير، لفرج فوده مثلًا في القرن الماضي، حوالي ثلاتين، أربعين، خمسين سنة، النموذج اللي بيردّ السنّة دا واضح في كلِّ زمان.
    عمرو بن عبيد لمّا قالو له انت بتقول إنه مافيش قدر، طب حديث ابن مسعود إن النّبي -صلّى الله عليه وسلّم- قال إن فيه قدر، وذكروا الحديث، فقال عمرو بن عبيد شيخ المُعتزلة قال: لو سمعت هذا الحديث من الأعمش لكذَّبته، هو الحديث رواه الأعمش عن زيد بن وهب عن ابن مسعود عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، فالمبتدعة دومًا سهل عليهم إنّهم يردوا السنّة ولا يستحون!


    فهو بيقول عمرو بن عبيد: لو سمعت الأعمش يقوله لكذَّبته، ولو سمعته من زيد بن وهب لَمَا صدَّقته، ولو سمعته من ابن مسعود لما قَبِلته، ولو سمعته من رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- لردَدته، أنا لو كنت مع النّبي وبيقول لي الكلام ده،أنا هردّ الكلام ده، شُفتوا الوضع عامل إزّاي؟!
    كان أبو نصر ابن سلام البخاري-رحمه الله- يقول: "ليس شيء أثقل على أهل الإلحاد ولا أبغض إليهم من سماع الحديث"، لأن هو الآيات بتاعت القرآن عمومات، التفصيل جه في سنّة النّبي -صلّى الله عليه وسلّم-، فالنّاس دي مش عايزة السنّة، النّاس دي مش عايزة سنّة النّبي -صلّى الله عليه وسلّم-، الناس دي ماتقولّيش سُنّة، يقولّك القرآن، لإن القرآن عمومات مافيش فيه تفصيل للجزئيات دي، وده هيأتي إن شاء الله في الحلقة الرابعة بإذن الله تبارك وتعالى في جزئية الشُّبهات حوالين السنّة.


    سبحان الله، محمد بن إسماعيل الترمذي يقول: كنتُ أنا وأحمد بن الحسن الترمذي عند أحمد بن حنبل، فقال له أحمد بن الحسن: يا أبا عبد الله، ذكروا لابن أبي قتيلة بمكّة أصحاب الحديث، فقال: قوم سوء، بن أبي قتيلة ده ذَكروا له أصحاب الحديث والناس ديَّ هي اللي بتعلّمنا الدين والكلام ده، فقال لهم سيبكم منهم، بتوع الحديث دول سيبكم منهم دا ناس سوء، فقال أحمد بن عبد الله وهو ينفض ثوبه وهو بيعمل كده، قال: هذا زنديق، هذا زنديق، هذا زنديق، ثم دخل بيته وتركنا.
    ليه؟ اللي بيُبغض السنّة ده إنسان منافق، اللي بيبغض السنّة ده دا إنسان عاوز يهدم الدين كلّه من أوّله لآخره.




    امتثال الأئمة الأربعة لسنة النبي صلى الله عليه وسلم
    الأئمة الأربعة -رضوان الله عليهم-، هي سلسلة من السلاسل الجميلة للنّاس اللي حبِّت السنّة أوي وارتبطت بالسنّة أوي، السلسلة دي أكّدت نفس المعنى، المعنى اللي أنا بدور عليه من أوّل الحلقة، إن هُمّ شايفين إنّ السنّة دي وحي من السماء، فهمّا كانوا بيحوِّلوها لعمل، الفقهاء الأربعة لمّا حبّوا في يوم من الأيام يُحطّوا لأنفسهم ولطلَبتهم منهج يمشوا عليه من خلال تعليم الناس الفقه، قالوا لهم يا إخوَانّا دُوروا مع الحديث، خلّوكم دايمًا مع كلام النّبي -صلّى الله عليه وسلّم-.

    أبوحنيفة مثلًا، كان يقول كما ذكر ابن عابدين في الحاشية، قال: كان أبو حنيفة -رحمه الله- يقول: "إذا صَحَّ الحديث فهو مذهبي". يا جماعة إنتوا عايزين تسألوني عن المسألة دي الحُكْم فيها إيه؟ إذا صحّ فيها حديث فالحديث ده هو مذهبي، لإنّ أنا بتَّبع النّبي -صلّى الله عليه وسلّم-.

    وكان أبو حنيفة يقول -رحمه الله- أيضًا: "لا يحِلّ لأحدٍ أن يقول أو يأخد بقولنا ما لم يعلم من أين أخذناه". يا جماعة ماتتكلِّموش بكلامنا إلا لمّا تسألونا الأول إنت جبت الحُكْم ده منين. أنا جبته من الحديث الفلاني، إذا عرفت الحديث، قُل بالحديث، يااه، سبحان الله.


    وكان أبو حنيفة -رحمه الله- يقول: "إذا قلتُ قولًا يُخالف كتاب الله عز وجل وخبر النّبي -صلّى الله عليه وسلّم- فاتركوا قولي".
    روحوا على الحديث، احنا بنتعبّد لله سبحانه وتعالى باتّباع الحديث والعمل بحديث الرسول-صلّى الله عليه وسلّم-.

    أمّا الإمام مالك بن أنس -رحمه الله- فكلمته المشهورة اللي أصبحت على ألسنة النّاس اللي ذكرها ابن عبد البرّ في كتابه الجامع لمّا كان بيقول قال مالك -رحمه الله-: "ليس أحدٌ بعد النبي -صلّى الله عليه وسلّم- إلا يُؤْخَد مِن قَوْله ويُتْرك إلا صاحب هذا القبر" وأشار على قبر النّبي -صلّى الله عليه وسلّم-. أيّ حد مننا يتّاخد من قوله ويترَدِّ عليه إلا صاحب القبر ده، قبر النّبي -صلّى الله عليه وسلّم- اللي النّبي قاله ده فوق دماغنا من فوق، سبحان الله.

    قال ابن وهب، عشان أقول لك قَدّ إيه السّلف رضوان الله عليهم كانوا بيعظِّموا أوي سنّة النّبي -صلّى الله عليه وسلّم- وده اللي احنا عايزين نعمله نلتزم أوي بهَدْي النّبي -صلّى الله عليه وسلّم-. قال ابن وهب: سمعت مالكًا وقد سُئل عن تخليل الأصابع -أصابع اليدين في الوضوء- فقال ليس ذلك عليه النّاس، إنتوا عارفين إن من ضمن الأدلّة عند مالك عمل أهل المدينة، فقال فتركته حتى خَفَّ النّاس، فقلت له عندنا في ذلك سنّة، الراجل بس اللي كان بيسألك عن تخليل أصابع الإيدين والرجلين في الوضوء، أنا عندي فيه سُنّة، فقال مالك: وما هي؟ فقال ابن وهب: حدّثنا الليث بن سعد وابن لهيعة وعمرو بن الحارث عن يزيد بن عمرو المعافري عن أبي عبد الرحمن عن المستورد بن شدّاد -رحمه الله- قال: رأيت النّبي -صلّى الله عليه وسلّم- يُخلّلُ، يُدَلّك بخنصره ما بين أصابع رجليه، "كان إذا توضَّأَ دَلَكَ أصابِعَ رجلَيْهِ بخنصَرِهِ" صححه الألباني.

    فقال الإمام مالك -رحمه الله-: "إن هذا حديث حسن، وما سمعت به قط إلا هذه الساعة" ثم سمعته بعد ذلك إذا سُئل عن تخليل أصابع اليدين والرجلين يَذْكُر هذا الحديث.
    شُفتوا الناس دي كانت معظّمة للسنّة إزاي، هنا ما اتكسفش إن الطّالب بتاعه يردّه، ما اتكسفش أبدًا، ولكن الأصل عندنا النّبي قال إيه؟ عمل إيه؟ واحنا نطبّق، وإحنا نعمله.


    الشافعي -رحمه الله- وكان إمامًا في التَّسَنُّن -رحمه الله-، كان حدّ من الناس المعظّمة جدًّا لسنّة النبي -صلّى الله عليه وسلّم- كان يقول: "أجمع المسلمون على أنَّ مَن استبان له سنّة رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- ما يحلّ له أن يدعها لقول أحد".
    يوم ما يجيلك مسألة فقهية، يقول لك الحُكْم فيها كذا، لإن النّبي قال كذا، وفلان خالف، ماينفعش في يوم من الأيام آخد رأي فلان وأسيب حديث النبي -صلّى الله عليه وسلّم-.

    وكان يقول -رحمه الله-: "إذا وجدتم في كتابي هذا خِلاف سُنّة رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- فقولوا بسنّة رسول الله، ودعوا ما قلت" وفي رواية: "لا تلتفتوا لما قُلْت".

    وكان الإمام الشافعي -رحمه الله- بيقول لتلميذه الإمام أحمد: "أنتم أعلم بالسنّة والرجال منّا فإذا جاءك الحديث الصّحيح فأعلمني به أي شيء يكون، كوفيًّا، أو بصريًّا، أو شاميًّا، حتى أذهب إليه إذا كان صحيحًا". بيقول للإمام أحمد تلميذه، أحمد تلميذ الشافعي، الشافعي بيقول له: يا أحمد أنت أعلم بالحديث منّا، الحديث ده إذا وصلك وكان حديث صحيح، قل لي عليه علشان أعمل به وأدع قولي.

    كان الإمام الشافعي -رحمه الله- يقول: "كلّ مسألة صَحَّ فيها الخبر عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- عند أهل النَّقل خلاف ما قُلت فأنا راجعٌ عن رأيي إليها في حياتي وبعد مماتي".

    يا جماعة أنا مُعظّم للسنّة، أنا مُحب للسنّة، أنا مُتّبع لكلام النّبي -صلّى الله عليه وسلّم-، كان -رحمه الله- يقول: "كلّ حديث عن النّبي-صلّى الله عليه وسلّم- فهو قَوْلي وإن لم تسمعوه مني". كلام جميل.


    الإمام أحمد -رحمه الله- بقى، الإمام الكبير بيعلّمنا إوعوا في الفقه تقلّدوا، ولكن اتّبعوا النّبي -صلّى الله عليه وسلّم-. كان الإمام أحمد -رحمه الله- يقول: "لا تقلّدني ولا مالكًا ولا الشافعي ولا الأوزاعي ولا الثوري، ولكن خُذ من حيث أخذنا".
    الناس دي أخدت من السنّة، النّاس دي أخدت كلام النّبي، عظّم كلام النّبي، حطّه فوق دماغك.

    وكان -رحمه الله- يقول: "رأي الأوزاعي ورأي مالك ورأي أبي حنيفة كلّه عندي رأي، وهو عندي سواء، إلا ما قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-".

    وكان -رحمه الله- يقول: "من ردّ حديث النّبي -صلّى الله عليه وسلّم- فهو على شفا هلكة".




    ده كان تعظيمهم وده كان حبّهم لهدي النّبي-صلّى الله عليه وسلّم-، أجيال وراء أجيال عمّالين بيسلّموا لبعض هذه العقيدة اللي بتثمر منها مسألة العمل، عقيدة إن السنّة بالنسبة لي وحي، إذن المطلوب مني إنّ أنا أحوّل هذا الوحي إلى واقع عملي في حياتي، ده كان منهج الصّحابة والتّابعين وأتباع التّابعين، وهو هو منهج الأئمة الأربعة، وهو هو اللي سلّمه الأئمة الأربعة لتلاميذهم ولتلامذة تلاميذهم من بعدهم، وده المنهج اللي لازم يكون موجود عندنا: سنّة النّبي وحي السماء، دي عقيدة، سنّة النّبي دي وحي السماء ودي عقيدة، وينبغي عليَّ إني أحوّل العقيدة دي لعمل، زي ما احنا تعلّمنا من الصّحابة، التّابعين، ومن الأئمة الأربعة، ومن العلماء، ومن الصّالحين.

    أسأل الله -سبحانه وتعالى- أن يجعلني وإياكم ممّن يستمعون القول فيتّبعون أحسنه.
    نعيش على سنّة النّبي ونموت عليها.
    جزاكم الله خيرًا، هذا وصلّى الله على نبيّنا محمد وعلى آله وأصحابه وسلّم.

    تم بحمد الله




    وللمزيد من تفريغات الفريق تفضلوا:
    ​​هنـــا​​
    ونتشرف بانضمامكم لفريق عمل التفريغ بالموقع
    فرغ درسًا وانشر خيرًا ونل أجرًا
    رزقنا الله وإياكم الإخلاص والقبول.

    التعديل الأخير تم بواسطة يسرا بنت الصالحين; الساعة 17-10-2017, 10:10 PM.
    اللهم لك أسلمت، وبك آمنت، وعليك توكلت، وإليك أنبت، وبك خاصمت. اللهم إني أعوذ بعزتك لا إله إلا أنت أن تضلني، أنت الحي الذي لا يموت، والجن والإنس يموتون.

    الداعية مهمته الأساسية أن يربح نفسه أولا.. ويحسن إلى نفسه أولا
    بقية المقال هنا

    تعليق


    • #3
      وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
      جزاكم الله خيرًا وتقبل منكم

      "اللهم إني أمتك بنت أمتك بنت عبدك فلا تنساني
      وتولني فيمن توليت"

      "وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ"الشورى:36

      تعليق


      • #4
        جزاكم الله خيرا

        تعليق


        • #5
          وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
          جزاكم الله خيرًا ونفع بكم
          اللهم إن أبي وأمي و عمتي في ذمتك وحبل جوارك، فَقِهِم من فتنة القبر وعذاب النار، وأنت أهل الوفاء والحق، اللهم اغفر لهما وارحمهما، فإنك أنت الغفور الرحيم.

          تعليق

          يعمل...
          X