اللقاء العاشر | السُنة وحي من السماء للشيخ أحمد جلال | بصائر3

[آمــال الأقصى]

السنة وحيٌ من السماء

يقول حسان بن عطية -رحمه الله-:

"كان جبرائيل ينزل بالسُنة على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كما ينزل بالقرآن"
فالسُنةُ وَحْيٌ من السماء، قال الله -سبحانه وتعالى-:

"وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ"

النجم: 3 و 4.

فالسُّنَّة الصحيحة حُجّتها بتساوي حُجّة القرآن.

اللقاء العاشر | السُنة وحي من السماء للشيخ/ أحمد جلال | بصائر3

تفضلوا معنا في تحميل الدرس بجميع الصيغ

رابط الدرس على الموقع وبه جميع الجودات
http://way2allah.com/khotab-item-136486.htm

رابط صوت mp3
http://way2allah.com/khotab-mirror-136486-217340.htm

رابط الجودة hd
http://way2allah.com/khotab-mirror-136486-217339.htm

رابط يوتيوب

رابط ساوند كلاود
https://soundcloud.com/way2allahcom/wa7y-mn-alsamaa

رابط تفريغ بصيغة pdf
http://way2allah.com/khotab-pdf-136486.htm

رابط تفريغ بصيغة word
هنـــا

لمشاهدة جميع دروس الدورة وتحميلها على هذا الرابط:
http://way2allah.com/category-585.htm


| جدول دورة بصائر لإعداد المسلم الرباني | الجزء الثالث |


موضوع مخصص للاستفسارات الخاصة بالدورة العلمية " بصائر3 "


لقراءة التفريغ مكتوب
تابعونا في المشاركة الثانية بإذن الله.

[آمــال الأقصى]

حياكم الله وبياكم الإخوة الأفاضل والأخوات الفضليات:
يسر فريق التفريغ بشبكة الطريق إلى الله
أن يقدم لكم تفريغ: السُنة وحي من السماء
مع الشيخ/ أحمد جلال


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصَحْبه ومَن تَبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، أما بعد:
أهلًا وسهلًا ومرحبًا بإخواني وأخواتي وأهلي وأحبابي، وأسأل الله -سبحانه وتعالى- بأسمائه الحُسنى وصفاته العُلى الذي جمعني وإياكم في هذه الساعة المباركة على طاعته أن يجمعني وإياكم في جنته ودار كرامته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحَسُن أولئك رفيقًا، وبعد:

السنة وحيٌ من السماء

يقول حسان بن عطية -رحمه الله-:
"كان جبرائيل ينزل بالسنة على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كما ينزل بالقرآن"
فالسنةُ وَحْيٌ من السماء
قال الله -سبحانه وتعالى-:
"وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ"
النجم: 3 و 4.
فالسُّنَّة الصحيحة حُجّتها بتساوي حُجّة القرآن.

وده اللي فهمه الصحابة والتابعين وأتباع التابعين -رضوان الله عليهم- ده اللي فهمته الأمة على مدار ألف وربعمائة سنة.
أدلّتهم على ذلك من القرآن كتيرة جدًّا طبعًا أكتر مِن أنْ تُحْصَى
لدرجة أن الإمام أحمد -رحمه الله- بيقول:
"إن الله -سبحانه وتعالى- أمَر باتّباع سُنَّة نبيّه -صلى الله عليه وسلم- في القرآن في أكثر من بضعٍ وثلاثين مَوْطِنًا مِن القرآن"
ثُمَّ قال:
"فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ"
النور:٦٣.
إحنا النَّهارده بإذن الله تبارك وتعالى هنتكلم عن حُجّيّة السُّنَّة وإن هي وَحْي من السماء
وإن هي من الأدلة الشرعية الأساسية عندنا، هنتكلم أيضًا عن الأدلة من القرآن والأدلة من السُّنَّة على هذا الأصل
وهنشوف إزاي كان موقف السَّلَف في التَّعَامُل مع السُّنَّة.


أدلة القرآن كتيرة جدًّا عن اتّباعنا لسُنَّة النبي -صلى الله عليه وسلم-.
اختلاف الناس في تعامُلِهم مع السُّنَّة إحنا قُدَّام مدرستين كبار:- -
المدرسة الأولى:
هي المدرسة اللي حَقّرت مِن شأن السنة وقالت السُّنَّة ما تلزمناش في حاجة، ربنا نزّل القرآن فيه كل حاجة، القرآن أنزله الله -عز وجل- فيه تبيان لكل شيء، إحنا مش محتاجين السُّنَّة، طعنوا فيها وطعنوا في رواتها، وده يوصّل لمشاكل كبيرة جدًّا هنعرفها بعد كده.

- المدرسة الثانية:
التي عظَّمَت السُّنَّة أما المدرسة التانية الكبيرة أوي هي المدرسة المُعَظِّمة جدًّا لسُنَّة النبي -صلى الله عليه وسلم-، مُحِبَّة لها، ناشرة لها، تبذل من أعمارها ومن جُهْدها الشيء الكتير جدًّا عشان السُّنَّة توصل الناس.
تعالوا نوزن الاتنين مع بعض بميزان الشَّرْع والعقل.

الأدلة من القرآن على حُجّية السُّنَّة ووجوب اتّباعها
- الدليل الأول:
أنَّ حال المؤمن المطيع هو اتباع السنة لما ربنا -سبحانه وتعالى- يقول في القرآن:
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنتُمْ تَسْمَعُونَ * وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ* إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ"
الأنفال: 20 و 21 و 22.
لما ربنا -سبحانه وتعالى- في الآيات دي يقول لنا إن الناس بتنقسم دايمًا لنُصّيّن
نُصّ بيطيع ربنا -سبحانه وتعالى- وإحنا عرفنا طاعة ربنا أو أوامر ربنا من خلال القرآن
"وَرَسُولَهُ"
وعرفنا أوامر النبي -صلى الله عليه وسلم- من خلال سُنّته، فبيقول لنا ربنا -سبحانه وتعالى- بيقول إنتم كمؤمنين لازم تكونوا كده.
طيب إحنا ما اتّبعناش السُّنَّة؟
قال الله -عز وجل-:
"إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ"
الناس اللي حطّت إيدها في ودنها وعلى عنيها ومش عايزة لا تسمع ولا تشوف أيّ حاجة متعلقة بالسنة
فربنا بيقول:
"إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللَّهِ"
فالآية الأولانية واضحة إن حال المؤمن مطيع لله، مطيع للرسول.
مطيع لله
عرفنا منين أوامر ربنا؟
من القرآن
عرفنا منين أوامر النبي -صلى الله عليه وسلم-؟
من خلال سنته -صلى الله عليه وسلم-
عشان كده المدرسة دي قالت النص ده واضح إن إحنا لازم نتّبع سُنّة النبي -صلى الله عليه وسلم-
ولما ربنا من السماء يقول لنا أطيعوا الرسول ده معناه إن السُّنَّة وَحْيٌ من السماء.

- الدليل الثاني:
علامة قبول العمل أن يكون موافقًا للسنة ربنا -سبحانه وتعالى- بيقول في سورة محمد:
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ"
محمد:٣٣.
معنى الآية طول ما الإنسان مِنَّا في عمله هو طائع لله وطائع للرسول هذا هو العمل المقبول.
فالعمل المقبول لازم يكون لربنا فيه حَقّ وللنبي فيه حَقّ، لربنا فيه حَقّ هو الإخلاص
وللنبي صلى الله عليه وسلم فيه حق هو المتابعة، وأيّ عمل من غير الأمرين دول غير مقبول.


ربنا -سبحانه وتعالى- بيعلّمنا في الآية دي إنّ اليوم اللي هتعمل فيه عمل على خِلاف سُنَّة النبي -صلى الله عليه وسلم- عملك ده باطل غير مقبول، "من أحدثَ في أمْرِنَا هذا ما ليسَ منه فهو رَدٌّ"
صحيح مسلم.
يعني مردود عليه
فربنا بيقول لنا عشان تضمنوا إن أعمالكم تكون مقبولة لازم تكون الأعمال دي موافقة لسنة النبي -صلى الله عليه وسلم-.
يبقى ربنا بيدّي إشارة واضحة جدًّا هنا إنّ أنا عشان أقبل منكم عمل لازم ترجعوا لسُنّة النبي -صلى الله عليه وسلم-، من غير سُنّة النبي عملنا مش مقبول.
يبقى الآية دي دليل تاني على أهمية اتّباعنا لسُنّة النبي -صلى الله عليه وسلم-.

- الدليل الثالث:
اتّباع السُّنَّة سبب الرحمة في الدنيا والآخرة لما ربنا -سبحانه وتعالى- يقول لنا في القرآن في سورة آل عمران آية ١٣٢
قال ربنا -تبارك وتعالى-:
"وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ"
يعني إيه "لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ"؟
رحمتكم في الدنيا، رحمتكم في الآخرة مُعَلَّقَة على اتّباعكم لكلام ربنا
وعلى اتّباعكم لسُنّة النبي -صلى الله عليه وسلم-.
آية في غاية الوضوح، وإحنا بنجني مشاكل ورا مشاكل، وأزمات ورا أزمات، بسبب بُعْد الناس عن سنة النبي -صلى الله عليه وسلم-.

- الدليل الرابع:
التهديد والوعيد لِمَن أعرض عن السنة ربنا -سبحانه وتعالى- بيقول في القرآن سورة التغابن آية ١٢:
"وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ ۚ فَإِن تَوَلَّيْتُمْ"
الناس اللي حَطّت السُّنَّة ورا ضهرها
"فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَإِنَّمَا عَلَىٰ رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ"
آية واضحة جدًّا، الآية دي مليانة تهديد لكل إنسان في يوم من الأيام بيقول أنا مش عايز سُنّة النبي، أنا يكفيني القرآن.

- الدليل الخامس:
الأجر العظيم لِمَن تَمَسَّك بالسُّنَّة وارتبط بها قال الله -سبحانه وتعالى- وهو بيوضّح عظيم الأجر للناس اللي عظّمت أوي السُّنَّة وحَبّت السُّنَّة وارتبطت بها، السُّنَّة بتجري في دمها وبتجري في لحمها، ربنا بيقول في سورة النساء آية ١٣:
"تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ ۚ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ وَذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ".
الفوز العظيم والجَنّات دي ثمرات لطاعة العبد مِنَّا للنبي -صلى الله عليه وسلم-، لتمسُّك الإنسان منا بسنة النبي -صلى الله عليه وسلم-
كل ما الإنسان مِنَّا كان حريص على التَّمَسُّك بالسُّنَّة واحترام السُّنَّة ونَشْر السُّنَّة تكون النتيجة إن فوزه يوم القيامة يكون فوز عظيم.

- الدليل السادس:
العقاب الشديد لِمَن لم يأتمر وينتهي بسنة النبي ربنا -سبحانه وتعالى- بيقول لنا في سورة الحشر الآية ٧:
"وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ"
علماء التفسير بيقولوا هو إيه العلاقة ما بين
"وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا"
وبين آخر الآية:
"وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ"؟
وَي كأنَّ ربنا -سبحانه وتعالى- يقول كل إنسان يخالف هذه القاعدة:
"وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا"
فالنتيجة المباشرة
"إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ"
لِمَن لم يتمَسَّك بهذه القاعدة، إن إحنا نتمسّك بما كان عليه النبي -صلى الله عليه وسلم-، اللي النبي -صلى الله عليه وسلم- قال لنا عليه أو نهانا عنه، اللي قال لنا عليه لازم نعمله واللي نهانا عنه لازم نبتعد عنه
ده نصّ واضح من القرآن.

وبعد كده تنتهي الآية بالتهديد إن انتوا في اليوم اللي انتوا يعني مش هتفّذوا فيه أوامر النبي -صلى الله عليه وسلم- هتكون النتيجة عقوبة شديدة جدًّا هتنزل عليكم. غزوة أُحُد على فكرة ليست مِنَّا ببعيد، النبي إدّالهم أمر واضح للأربعين رامي أو الخمسين رامي اللي كانوا على جبل الرُّمَاة، محدش ينزل، ده أمر النبي -صلى الله عليه وسلم-، مش في القرآن، خالفوه
الجيش اللي كان فيه النبي والصحابة اتهزم بسبب مخالفة أمر واحد من أوامر النبي -صلى الله عليه وسلم-، عرفتوا يعني إيه قَوْل الله
"وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ".

- الدليل السابع:
التمسك بالسنة دليل إيمان.. وعصيانها دليل ضلال أكبر حاجة تدلّ دايمًا على إيمان الإنسان تمسُّكه بسنة النبي واحترامه لسنة النبي وتقديره لسنة النبي، تعظيم الإنسان لسنة النبي. ربنا -سبحانه وتعالى- بيقول في القرآن:
"وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ۗ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا"
سورة الأحزاب آية ٣٦.
الآية دي نزلت في زينب بنت جحش اللي كانت سيدة قريش، سيدة عبد شمس، لما النبي -صلى الله عليه وسلم- قال لها:
"يا زينب أنكحي زيد" بس زيد ده عبد عند النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقالت: "يارسول الله تنكحني عبدًا وأنا سيدة قريش وأنا أيم عبد شمس"، ده أنا سيدة قريش كلها، أنا أنكح هذا العبد إزاي؟ فنزلت الآية:
"وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ"
قالت: "بل رضيت وسلَّمت يا رسول الله". دي الناس اللي كانت مقدّرة يعني إيه سُنّة النبي -صلى الله عليه وسلم-.
وبعد كده ربنا يقول: "وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا"
أيّ إنسان في يوم من الأيام ضَلّ الطريق وبعد شوية دوّر كده هتلاقيه في يوم من الأيام خالف سنة النبي -صلى الله عليه وسلم-
التَّحَرُّش اللي ملأ المجتمع، تعالَ دوَّر كده هو التَّحَرُّش ده ليه ملأ المجتمع؟
أصل النساء خالفوا هَدْي النبي -صلى الله عليه وسلم- في الحجاب، تعالَ شوف النهارده العنوسة اللي بقت بالملايين في العالم العربي دوَّر ليه كده العنوسة موجودة، أصل الناس خالفت هَدْي النبي -صلى الله عليه وسلم-
"خيرُ النِّكاحِ أيْسَرُهُ"
صححه الألباني.
دوَّر كده النهارده ليه الشباب اتفتن فِتَن النساء؟ أصله خالف أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- في شأن غَضّ البصر، فإنَّ الأولى لك والثانية عليك.


هي المسألة بسيطة أيّ إنسان بيضِلّ وينحرف انحراف شديد جدًّا تعالَ دوَّر هتلاقيه يقينًا خالف هَدْي النبي -صلى الله عليه وسلم- في مسألة من المسائل، تعالَ دوَّر على الفواحش اللي انتشرت في المجتمع، تعالَ دوَّر ليه الفواحش دي ظهرت في المجتمع بالصورة دي
لإنّ الناس خالفت هَدْي النبي -صلى الله عليه وسلم- اللي منع الاختلاط، وقال لنا بلاش اختلاط بين الأولاد، بلاش اختلاط بين البنات، خالفوا هَدْي النبي -صلى الله عليه وسلم- فالدنيا اتملت فواحش والعياذ بالله.

وده المعنى اللي ربنا -سبحانه وتعالى- بيقوله:
"وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا"
تعالَ ندوَّر على الناس اللي مغرّقين السجون في قواضي وحاجات من كده، دوَّر كده الناس دي ليه في السجون ضايعين بالصورة دي، أصل جاب تاكسي بالرِّبا، خالف أمر النبي في تحريم الربا، فكانت النتيجة ضَلَّ ضلالًا مبينًا.
ربنا -سبحانه وتعالى- بيقول لنا في القرآن سورة النور آية ٦٣
"فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ"
أيْ أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- اللي يخالفوا سُنّته، ويخالفوا أوامره، ويخالفوا تعليماته
"فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ"
ده كلام ربنا -سبحانه وتعالى- مفيش إنسان في يوم يخالف هَدْي النبي إلا بسرعة تصيبه فتنة، أو يصيبه العذاب الأليم. ربنا -سبحانه وتعالى- وضَّح لينا في آيات رائعة، رائقة، ذكرها ربنا -سبحانه وتعالى- في سورة النور آية ٥٤
ربنا -سبحانه وتعالى- بيقول لنا في مُحْكَم تنزيله -سبحانه وتعالى-: "وَإِنْ تُطِيعُوهُ" أيْ النبي -صلى الله عليه وسلم-
"وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا"
أنا مش قادر أتخيّل الناس اللي بتُنْكِر السُّنَّة ومش عايزة سُنَّة بتعمل إيه في كل هذه النصوص اللي ربنا بيأمر فيها أوامر واضحة إن إحنا نتَّبع سُنَّة النبي -صلى الله عليه وسلم-.

- الدليل الثامن:
الاقتداء بالنبي دليل إيمان أعجب من ذلك آية جميلة جدًّا ذكرها ربنا سبحانه وتعالى في سورة الأحزاب آية ٢١، قال الله -عز وجل-:
"لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا"
بالله عليكم الناس اللي بتقول احنا مش محتاجين سُنّة النبي -صلى الله عليه وسلم- هيطبَّقوا الآية دي ازاي في واقعهم؟
هيعيشوا مع الآية دي ازاي؟ هيقتدوا بالنبي ازاي؟
ما هو الاقتداء بالنبي في أقواله وفي أفعاله، طب هو أصلًا مُنْكر للأقوال، ومُنْكِر للأفعال، ومُنْكِر للسُّنَّة كلها، ممكن تقول لي امتى هيَتَّخِذ النبي -صلى الله عليه وسلم- قدوة؟!
الشيء الخطير في الآية إنّ ربنا -سبحانه وتعالى- قال: أنه لا يرتضي أحدٌ بِكَوْن رسول الله قدوة إلا إذا كان يؤمن بالله واليوم الآخر، عرفتوا إيه المعنى الخطير؟ كل إنسان مش عايز سُنَّة النبي لا أقوال ولا أفعال يراجع إيمانه مرة تانية، وده اللي ربنا قالهولنا في سورة النساء:
"فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ"
النساء:٦٥.
يُحَكِّموا النبي -صلى الله عليه وسلم- وياخدوا بأقواله وياخدوا بأفعاله -صلى الله عليه وسلم-
أما في الوقت اللي الأمة فيه أو بعض الناس يقولوا فيه احنا مش محتاجين السُّنَّة احنا كفاية علينا القرآن، دي مجموعات ضلّت من بعيد من زمان، دي ناس فعلًا محتاجة تراجع إيمانها مرة تانية.

دي آيات كتير جدًّا وَرَدَت في القرآن تدلّ على إنّ السُّنَّة وَحْي من السماء
والدليل كَثْرَة الأوامر في القرآن اللي ربنا -سبحانه وتعالى- قال لنا فيها أطيعوا الرسول، وقال لنا فيها إنّ الهداية الحقيقيّة في اتّباع الرسول، "وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا"
وقال لنا فيها إنّ علامة الإيمان الصحيحة بالإيمان بالله واليوم الآخر إذا كان فعلًا فيه لينا في النبي -صلى الله عليه وسلم- قدوة حسنة نقتدي بأقواله ونقتدي بأفعاله -صلى الله عليه وسلم-.

الأدلة من السُّنَّة على حُجّية السُّنَّة ووجوب اتّباعها
وييجي النبي -صلى الله عليه وسلم- ويوضّح المسألة أكتر وأكتر، يا جماعة أنا بقول لكم شدّوا حيلكم في سُنّتي شويّة، اتعلموا سُنّة النبي -صلى الله عليه وسلم- شويّة، أنا عن نفسي عامل لنفسي وِرْد في القرآن، عامل لنفسي وِرْد في السُّنَّة، أنا كل يوم ماينفعش يوم يعدّي عليَّ من غير ما أقرأ على الأقل مائة حديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، علشان كده -اللهم لك الحمد- مُعْظَم كُتُب السُّنَّة اللي عندي بكتب عليها كده:
صحيح البخاري بدأت في قراءته في يوم كذا وانتهيت من قراءته في يوم كذا،
صحيح مسلم، سنن أبي داود، الترمذي، النسائي، ابن ماجة، موطأ مالك، مسند أحمد، الكتب كلها -بفضل الله- أيّ كتاب من كُتُب السُّنَّة عندي مكتوب عليه بدأت في قراءته امتى وانتهيت امتى، ودي المرة الأولى، خلَّصت -بفضل الله- برجع أجيب الكُتُب من أول وجديد، بحب يكون ليَّ ارتباط بالسُّنَّة. لإن أنا مُوْقِن إنّ طول ما احنا مرتبطين بسُنَّة النبي -صلى الله عليه وسلم- احنا بنقرَّب شويّة من الهداية.


- الدليل الأول:
جه النبي -صلى الله عليه وسلم- وزوّد المسألة وضوح إنّ السُّنَّة وَحْيٌ مِن السماء، فقال لنا -صلى الله عليه وسلم- كما عند أبي داود والترمذي وأحمد كما في حديث العرباض بن سارية، وفي بعض الروايات إنّ الحديث ده النبي -صلى الله عليه وسلم- قاله مِن ضمن الوصايا الأخيرة قبل ما يموت -صلى الله عليه وسلم-
يعني نبي قبل ما يموت في وصاياه الأخيرة قال لنا الكلام ده، ده دلالة إن الكلام ده مُهِمّ جدًّا.

العرباض بن سارية رحمه الله بيقول:
"وعظنا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم موعظةً ذَرَفتْ منها العيونُ ووجلت منها القلوبُ.."
واحد من الصحابة حَسّ
فقال له: "فقلنا يا رسولَ اللهِ إن هذه لموعظةُ مودَّعٍ.."
انت بتودّعنا ولّا إيه؟
"فقلنا يا رسولَ اللهِ إن هذه لموعظةُ مودَّعٍ فماذا تعهد إلينا؟"
عهدك لينا إيه؟ وصيّتك لينا إيه؟
فالنبي -صلى الله عليه وسلم- بيقول:
"قد تركتكم على البيضاءِ ليلُها كنهارِها لا يزيغُ عنها بعدي إلا هالكٌ.."
سُنّتي خلّت الدنيا قُدَّامكم واضحة لا يتركها إلا إنسان اختار طريق الهلاك،
".. من يعشْ منكم فسيرى اختلافًا كثيرًا.."
اللي هيعيش منكم هيرى اختلاف كثير
".. فعليكم بما عرفتُم من سنتي.."
شُفتوا الكلمة، عليكم اسم فعل أمر، ".. فعليكم بما عرفتُم من سنتي -أمر كده- وسنةِ الخلفاء الراشدين المهديِّين، عَضُّوا عليها بالنواجذِ"
صححه الألباني رحمه الله.
عندي وَقْفَة مع الحديث
النبي وهو بيتكَلّم على سُنَّة الخلفاء أبي بكر، وعُمَر، وعثمان، وعليّ، بيقول:
"وسنة الخلفاء الراشديين المهديين من بعدي"
لو تَمَسَّكْنا بسُنَّة الخلفاء هيصيبنا الرُّشْد، وتُصِيْبُنا الهداية، فما بالكم بسُنَّة النبي -صلى الله عليه وسلم-!
عَضُّوا عليها بالنَّوَاجِذ
لَمَّا نبي يقول عَضُّوا على السُّنَّة بتاعته بالنَّوَاجِذْ، ماتسيبوهاش، في وقت الخِلاف، وفي وقت الفتن، حد ييجي يقول لنا احنا مش محتاجين السُّنَّة، النبي بيقول الكلام ده ليه؟
النبي صلى الله عليه وسلم بيقول لنا الكلام ده دلالة واضحة جدًّا، النبي بيقول لنا هتلاقوا وقت اختلاف، ووقت فرْقَة، ووقت مِحَن، في الوقت ده دوَّرُوا على سُنّة النبي -صلى الله عليه وسلم- لو عايزين فعلًا ربنا -سبحانه وتعالى- يهديكم
"فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافًا كثيرا"
الدنيا هتضَلّم بسبب كثرة الخلافات، ولكن المصباح اللي ينوّر ليك طريقك سُنَّة النبي -صلى الله عليه وسلم-، وسُنَّة الخلفاء الراشدين -رضي الله عنهم أجمعين-.

- الدليل الثاني:
2- في حديث ابن مسعود -رضي الله عنه- أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- الحديث رواه مسلم طبعًا، في خطبة النبي -صلى الله عليه وسلم- اللي كان بيقولها في كل جمعة اللي احنا سمّيناها خطبة الحاجة بعد كده، قال -صلى الله عليه وسلم-:
"فإنَّ خيرَ الحديثِ كتابُ اللهِ. وخيرَ الهديِ هديُ محمدٍ. وشرَّ الأمورِ مُحدثاتُها. وكلَّ بدعةٍ ضلالةٌ".
النبي صلى الله عليه وسلم في كل خطبة والنبي لما كان بيحبّ يؤكد على معنى من المعاني كان النبي بيكرره معانا كتير
ولما النبي صلى الله عليه وسلم بيكرره كتير ده تأكيد إنّ المعنى ده النبي عايز يرسّخه في قلوب الناس، كل خطبة، خطبة جمعة، درس من الدروس، خطبة زواج في يوم من الأيام النبي بيدّيها، يبدأ بالكلام ده يا جماعة أنتم مش هتلاقوا أفضل من كلام ربنا، ولا هتلاقوا شيء أفضل مِن هَدْي النبي -صلى الله عليه وسلم-،
"ألا إن أحسن الكلام كلام الله، ألا وإن خير الهَدْي هَدْي محمد -صلى الله عليه وسلم-".

- الدليل الثالث:
ويؤكّد لينا النبي -صلى الله عليه وسلم- أكتر وأكتر المعاني اللي وردت في القرآن، إنّ الهداية كلها في طاعته، وإنّ الضلال والتَّعَب والعناء والمشاكل في مخالفة أمره
في حديث أبي موسى الأشعري حديث في الصحيح
إن النبي -صلى الله عليه وسلم- في يوم من الأيام حبّ يقول لهم السُّنَّة بالنسبة لكم إيه وبالنسبة لنا احنا كمان إيه، قال:
"إنَّ مثَلي ومثلُ ما بعثَني اللهُ به"
يعني السنة
"مثلُ ما بعثَني اللهُ به"
النبي مبعوث بسُنّتّه -صلى الله عليه وسلم-
".. كمثَلِ رجلٍ أتَى قومَهُ. فقال: يا قَوْم! إنِّي رأيتُ الجيشَ بعينيَّ. وإنِّي أنا النَّذيرُ العُريانُ..".
واحد في يوم من الأيام واقف على جبل شاف جيش جاي من بعيد عايز يغزو قومه فقعد يشاور لهم بهدومه، تَجَرَّد وقعد يشاور لهم بهدومه، يا جماعة فيه جيش كامل جاي دلوقتي علشان يحاربنا، خدوا بالكم.
شوفوا النبي بيقول لنا إيه:
".. فأطاعَهُ طائفةٌ من قومِهِ فأدْلَجوا فانطلَقوا على مُهلتِهم.."
فيه ناس سمعت كلام النذير ده، طبّقت الكلام، عرفت إن فيه جيش خدت بعضها وبالليل مشيت اتحرّكت من المكان ده بعدت تمامًا،
".. وكذَّبتْ طائفةٌ منهم فأصبَحوا مكانَهم.."
وفيه طائفة تانية سيبك يا عَمّ سُنّة إيه وبتاع إيه، احنا قاعدين هنا، سيبك منه،
".. فصبَّحَهم الجيشُ فأهلكَهُم واجتاحَهم.."
واستباحهم كما في روايةٍ أخرى.
قال -صلى الله عليه وسلم-:
".. فذلك مثلُ من أطاعَني واتَّبعَ ما جئتُ به.
ومثلُ من عصاني وكذَّب ما جئتُ به من الحقِّ"
رواه البخاري ومسلم.
لَمَّا يكون كلام النبي بالصورة دي ويدّينا المثال دا إنّ فيه جيش هيجتاح ناس هيُهلكهم هيستأصلهم، ناس تسمع الكلام فدول اللي نجوا، وناس ما تسمعش الكلام عُذِّبوا وهلكوا، والنبي صلى الله عليه وسلم قال:
"فاجتاحهم"
وفي رواية تانية
"فأهلكهم"
وفي رواية
"فاستباحهم"
يوضح لينا الجيش دا لما نزل استباح نساءهم -والعياذ بالله- بالاغتصاب، وأخد النساء كده خلاص بقوا سَبْي عنده، والرجال قُتلوا
والأطفال بقوا خدّامين عندهم، مُتخيّلين قَدْر الذُّلّ والهوان اللي أصاب الناس دي لإن هي عصت الراجل اللي قعد يقول لهم خدوا بالكم؟! أهو النبي بيقول لنا كده، طول ما أنتم ما شاء الله لا قوة إلا بالله مُتَّبِعين لسُنّتي هتكون النتيجة إن انتوا بفضل الله في نجاة، وفي أمن وأمان
هتخالفوا سُنّتي هيكون حالكم كحال الناس اللي عصت هذا النذير اللي النبي -صلى الله عليه وسلم- ذكره في الحديث.

ويختم النبي -صلى الله عليه وسلم- حديثه بقَوْله:
"فذلك مثلي ومثل مَن أطاعني واتَّبع ما جئت به من الحق"
سبحان الملك.

- الدليل الرابع:
يزيد النبي -صلى الله عليه وسلم- المسألة أكتر وضوح، وكان دا بعد حجة الوداع مباشرةً عند غدير ماء كده اسمه خُمّ، ودا كان قُبيل وفاة النبي -صلى الله عليه وسلم-، النبي انتوا عارفين راجع من ذي الحجة ومات في أوائل سنة رقم ١١ من الهجرة
زيد بن الأرقم بيحكي فبيقول:
"قام رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يومًا فينا خطيبًا. بماءٍ يُدعَى خُمًّا. بين مكةَ والمدينةِ.."
دا زَيّ ما قُلت لكم بعد حجة الوداع مباشرةً
".. فحمد اللهَ وأثنى عليه. ووعظ وذكَّر. ثم قال: أما بعدُ. ألا أيها الناسُ! فإنما أنا بشرٌ يوشك أن يأتيَ رسولُ ربِّي فأُجيبُ.."
أنا بشر مكتوب عليَّ الموت زي ما هو مكتوب على البشر، هييجي رسول من عند ربنا -يعني ملك الموت- فيقبضني..
".. وأنا تاركٌ فيكم ثقلَينِ: أولُهما كتابُ اللهِ فيه الهدى والنورُ فخذوا بكتاب اللهِ، واستمسِكوا به"
يقول يزيد بن حيان:
"فحثّ على كتاب الله ورغَّب فيه"
ثم قال:
".. وأهلُ بيتي. أُذكِّرُكم اللهَ في أهلِ بيتي.."
صحيح مسلم رحمه الله.

النووي والقاضي عياض رحمهما الله بيقولوا:
هو ليه النبي -صلى الله عليه وسلم- هنا قال أهل بيتي؟
قالوا لإن اللي هيتولى نشر سُنَّة النبي -صلى الله عليه وسلم- من بعد النبي -صلى الله عليه وسلم- هم مين؟
أقرب الناس له أهل بيته
علشان كده وجدنا ابن عباس هو من أكثر الصحابة نَشْرًا لسُنَّة النبي -صلى الله عليه وسلم-
وجدنا عائشة هي من أكتر الناس روايةً عن النبي -صلى الله عليه وسلم- من أهل بيته، فالنبي بيقول أنا لما أموت التفّوا حوالين أهل بيتي خدوا منهم العلم، وخدوا منهم سُنّتي، واسألوهم أنا أقوالي كانت إيه، وأفعالي كانت إيه، وتمسّكوا بالسُّنَّة دي.


- الدليل الخامس:
يؤكّد الكلام لينا النبي -صلى الله عليه وسلم- أكتر في حديث أبي هريرة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:
"إني قد خَلفت فيكم.."
علشان أقول لكم إن المعنى فعلًا في أهل البيت المقصود بيها لإنّ هم أعلم الناس بهَدْي النبي -صلى الله عليه وسلم-، إن النبي -صلى الله عليه وسلم- بيقول:
"إني قد خلفت فيكم ما لن تضلوا بعدهما أبدًا.."
أنا هسيب فيكم حاجتين لو تمسكتم بهما لا يمكن بحال من الأحوال تضلُّوا
".. كتاب الله وسنتي".

تاني الحديث:
"إني قد خلفت فيكم شيئين لن تضلوا بعدهما أبدًا ما أخذتم بهما أو عملتم بهما: كتاب الله وسنتي، ولن يتفرقا حتى يَرِدَا عليَّ الحوض"
صححه ابن حزم رحمه الله.
الحديث دا فيه بشارة إن كل اللي بيعملوه الآن لتشويه السُّنَّة، والطَّعْن في البخاري، والطَّعْن في مسلم، والطَّعْن في الحديث، ومهاجمة السُّنَّة من وقت للتاني، وهم بيظنّوا هم عايزين يطفئوا نور السنة
النبي -صلى الله عليه وسلم- بيقول لنا اطمّنوا السُّنَّة محفوظة بِحِفْظ الله
"إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ"
الحجر:٩.
والسُّنَّة مِن الذِّكْر فهي محفوظة بِحِفْظ الله -عزَّ وجل-، فهتفضل السُّنَّة موجودة، ودول إن شاء الله لمَزْبَلة التاريخ.
الناس اللي بتهاجم السُّنَّة مِن وقت للتَّاني، سبحان الله، دا اللي احنا لازم نفهمه.

- الدليل السادس:
ابن مسعود -رضي الله عنه-
بيدّي لينا بيان أكتر بيقول لنا في يوم من الأيام
"خَطَّ لنا رسولُ اللهِ خَطًّا.."
عمل لينا خط كده، معايا؟
خَطّ كده ".. وقال: هذا سبيلُ اللهِ، ثم خَطَّ خطوطًا عن يمينِه وعن يَسَارِهِ.."
كده، قال -صلى الله عليه وسلم-: هذا سبيل الله، دا سبيل ربنا -سبحانه وتعالى-، وهذه اللي على اليمين والشمال دي
".. هذه سُبُلٌ، على كلِّ سبيلٍ شيطانٌ يَدْعُو إليه"
صححه الألباني.
دي سُبُل الشيطان.
"وإنما أنا بشر، يوشك أن يأتيني رسول من عند ربي فأجيب، ألا إني قد تركت فيكم ثقلين، كتاب الله عز وجل فيه الهدى وفيه النور فاستمسكوا به وخذوا به، فمن أخذ به كان على الهدى، ومن تركه أخطأ وكان على الضلالة.."
ثم قال:
"وأذكركم الله في أهل بيتي"
ثم تَلا النبي -صلى الله عليه وسلم- قَوْل الله -عز وجل-:
"وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّـهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ "
آل عمران:١٠٣.

- الدليل السابع:
ويؤكّد النبي -صلى الله عليه وسلم- المعنى أكتر ويقول لنا أنَّ طاعته -صلى الله عليه وسلم- مِن طاعة ربنا -سبحانه وتعالى-
يقول أبو هريرة والحديث في الصحيحين يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-:
"مَن أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله".

- الدليل الثامن:
في يوم من الأيام زيما في الصحيحين ييجي تلاتة من الصحابة تلاتة من عُبَّاد الصحابة للنبي -صلى الله عليه وسلم- يسألوا عليه ويسألوا عن عبادته وعاوزين يعرفوا أخبار النبي إيه في العبادة، فلما أُخْبروا بعبادة النبي -صلى الله عليه وسلم- كأنهم تقالّوها، دي قليلة أوي ما تلزمناش العبادة دي، احنا هنبقى أحسن شويّة، فقال أحدهم أما أنا فأصوم النهار ولا أُفْطِر، والتاني بيقول أما أنا فأقوم الليل ولا أنام، والتالت بيقول أما أنا فلا أتزوَّج النساء، فقال -صلى الله عليه وسلم- بعدما أُخْبِر: "مَن رغب عن سنتي فليس مني".
اللي هيرغب في يوم من الأيام عن سنتي ليس مني، دا واضح أوي كلام النبي -صلى الله عليه وسلم- رغم إنّ هم بيعبدوا ربنا
واحد فيهم بيقول أنا هفضل صايم طول الوقت، والتاني بيقول أنا هقيم الليل علطول، والتالت بيقول أنا مش هتزوّج النساء لإن الزواج بالنساء دا هيشغلنا عن العبادة والطاعة لن أتزوج النساء، واحدة تيجي تقول لي عايزين ناكل عايزين نشرب روح اشتغل علشان مش عارف ايه، لا لا لا أنا لا أتزوج النساء.
رغم إنّ هُمّ بيعملوا عبادات، النبي قال لهم اللي في يوم من الأيام يرغب عن سنتي فليس مني، وييجي بعد كده حَدّ يقول لنا احنا ما تلزمناش السُّنَّة احنا عايزين القرآن بس.

تعظيم السلف لسُنَّة النبي صلى الله عليه وسلم
عايز أنقل ليكم كلمة مُهِمَّة بعد الآيات من القرآن والسُّنَّة على إنّ السُّنَّة وَحْي مِن السَّماء،
أنقل لكم كلمة مهمة جدًّا قالها الإمام ابن بطة -رحمة الله- في كتاب مِن أعظم الكُتُب عندنا من كُتُب الاعتقاد، وهو أصل مِن أصول كتب الاعتقاد، كتاب الإبانة للإمام ابن بطة رحمه الله، بوَّب باب كده فبيقول ايه؟
باب ذِكْر ما جاءت به السُّنَّة من طاعة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والتحذير من طوائف يعارضون سُنَن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قال كلام بيعبّر عن الواقع اللي احنا عايشين فيه، فبيقول:
"وليعلم المؤمنون من أهل العقل والعلم أن قومًا يريدون إبطال الشريعة.."
فيه ناس عايزين يبطلوا شريعة النبي -صلى الله عليه وسلم- يبطلوا الدين كله أصلًا.
".. أن أقوامًا يريدون إبطال الشريعة ودروس آثار العلم والسنة فهم يوهمون على مَن قَلَّ علمه وضَعُف قلبه بأنهم يدعون الناس إلى كتاب الله -عز وجل- ويعملون به وهم من كتاب الله يهربون وعنه يُدْبرون وله يخالفون، وذلك أنهم إذا سمعوا سُنَّةً رويت عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رواها الأكابر عن الأكابر، ونقلها أهل العدالة والأمانة ومَن كان موضع القدوة والأمانة، وأجمع أئمة المسلمين على صحّتها، أو حَكَم الفقهاء بها، عارضوا تلك السنة وخالفوها وتلقَّوها بالرد لها، وقالوا لِمَن رواها عندهم تجد هذا في كتاب الله؟ وهل نزل هذا في القرآن؟ ائتوني بآيةٍ من كتاب الله -تبارك وتعالى- حتى أُصَدِّق بهذا، فاعلموا -رحمكم الله- أنَّ قائل هذه المقالة إنما يريد إبطال الشريعة، وهو يُضْمِر طَوِيَّة المُلْحِدين، ويُظْهِر الإسلام بدعواه، ويجحده بسرّه وهواه".

الصحابة -رضوان الله عليهم-
تعاملوا مع السُّنَّة على أنها وَحْيٌ مِن السَّمَاء، وكانوا بمجرد ما تأتيهم السُّنَّة لا يَدَعوها أبدًا لِقَوْل أحد
النبي صلى الله عليه وسلم قال كذا، النبي صلى الله عليه وسلم عمل كذا
دا اللي احنا هنعمله سيبك من كلام أيّ حد.

سيدنا عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-
وجد إن أغلب الناس بتيجي بيت الله الحرام في موسم الحج بس فبيعملوا عمرة وبيعملوا حج ومدار السنة الحرَم فاضي شوية، فسيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال يا جماعة بلاش متعة بلاش حج المتعة اللي هو عمرة وحج وخلّوا الحج بس، واللي عايز عمرة ييجي على مدار السنة لإن دا فيه عمارة لهذا البيت الحرام، سيدنا علي بن أبي طالب عارف إن النبي -صلى الله عليه وسلم- أمر إن الإنسان لما يحجّ يحجّ بالمتعة، فلمَّا بَلَغَ عليًّا وهو رايح يحجّ إنّ عثمان -رضي الله عنه- ينهى عن متعة الحج، وكان دا طبعًا اجتهاد من سيدنا عثمان -رضي الله عنه-، وسيدنا عمر، علشان يظلّ الحرم مأهول بالناس، عامر بالحُجَّاج والمعتمرين، فلما وصل لعلي بن أبي طالب إنّ عثمان بينهى عن المتعة، وعلي عارف إن النبي صلى الله عليه وسلم كان بيأمر بالمتعة، قال:
"والله لا أَدَعُ قَوْل رسول الله -لا أدع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم- لِقَوْل أحد".


ابن عبَّاس رضي الله عنه
لَمَّا عرف برضو إنّ بيأمروا بمنع المتعة فقال: سبحان الله النبي -صلى الله عليه وسلم- أمرنا بالمتعة، فقالوا: إن أبا بكر وعمر ينهيان عنها
فقال ابن عباس:
"أقول لكم قال رسول الله وتقولون لي قال أبو بكر وعمر؟
والله يوشك أن تنزل عليكم حجارة من السماء" أقول لكم قال رسول الله وتقولون قال أبو بكر وعمر!

شُفتوا هُمَّ ما كانوش بيَعْدِلُوا بِسُنَّة النبي كلام حد. دا ده كلام أبي بكر وعمر مش كلام واحد مُلْحِد، ولا واحد منافق، ولا واحد قرأ له كتابين تلاتة فطلع يقول سيبوكم من السُّنَّة!
ابن عباس رضي الله عنه بيقول أنا لن أترك السُّنَّة لكلام حد، أنا مش هسيب سُنّة النبي -صلى الله عليه وسلم-.

ابن عمر -رضي الله عنه-
لَمَّا في يوم من الأيام بيقول لابنه:
"لا تَمْنَعُوا إِماءَ اللهِ مساجِدَ اللهِ"
صحيح البخاري ومسلم.
فابنه بيقول له يعني يتَّخِذْنَه دَغَلًا، الستّ خارجة داخلة رايحة جايّة بقى كده ولما أقول لها اقعدي في بيتك تقول لي أصل النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تمنعوا إماء الله مساجد الله"، لأ هنمنعهم، والله لنمنعنهن.
فبيقول الراوي: فوالله ما أن قال هذه الكلمة -ابن سيدنا عبد الله بن عمر قال الكلمة دي- إلا وجدته أقبل عليه يسُبُّه بسباب ما سمعته من ابن عمر قبل ذلك
ثم بعد ذلك أقبل عليه يضربه، وقال: والله لا أجتمع أنا وأنت في بيتٍ واحدٍ قَطّ، وطرده من البيت
علشان في يوم من الأيام قال له أنا مش هنفّذ الحديث دا، ابن عمر طرده.
فهمتوا؟
فهمتوا هُمَّ كانوا بيبصّوا للسُّنَّة ازّاي؟

عبد الله بن مغفل رضي الله عنه
في يوم من الأيام رأى ابنه بيلعب لعبة كده كان اسمها الخذف زمان، اللي أولادنا في الشوارع دلوقت بيلعبوها بيحدفوا بعض بالطوب، دي اللعبة باختصار يعني، اللعبة دي كانت زمان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم اسمها الخذف
كان الولد منهم يجيب حجارة ويحطّها بين صوابعه كده ويقوم عاملها كده
والأولاد يتنافسوا مع بعض مين اللي الحَجَر بتاعه يكون بعيد
فالنبي -صلى الله عليه وسلم- نهى عن اللعبة دي، نهى عن الخذف
وقال:
"إنها لا تُصيدُ صيدًا ولا تنكأُ عدوًّا. ولكنها تكسرُ السِّنَّ وتفقأُ العَينَ"
صحيح مسلم.
اللعبة دي لا هتنفعنا في الحرب ولا بنصيد بيها صيد، وللأسف بيترتب عليها مفاسد، حدّ معدّي لقى طوبة جات في دماغه، حدّ معدّي لقى طوبة كسرت له سنّته، فالنبي صلى الله عليه وسلم قال بلاش اللعبة دي.
سيدنا عبد الله بن مغفل في يوم من الأيام خارج فلقى ابنه عَمَّال بيلعب اللعبة دي، على فكرة احنا بنتعامل مع نَصّ، مع حديث، مش مع آية، فعبد الله بن مغفل أخد ابنه كده وطبطب عليه وقال له يا ابني إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نهى عن ذلك
وقال إنه "لا يَصِيْدُ صَيْدًا ولا ينكأ عدوًا، ولكن يكسر السن ويفقأ العين"
ثم لا تعود لها بعد ذلك، يا ابني ما عُدْتش تلعب اللعبة دي تاني.
وخرج عبد الله بن مغفل ورجع ففوجئ إنّ الولد بيلعب نفس اللعبة، فقال: والله لا أكلمك أبدًا، قطيعة بيني وبينك ليوم القيامة
أخبرك أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ينهى عن الخذف ثم تعود!

دا كان موقف السَّلَف مِن حَدّ في يوم من الأيام خالف أوامر النبي -صلى الله عليه وسلم-
علشان كده هو إيه اللي يدفعهم للشّدة والعُنف ابن عمر بيضرب ابنه، وعبد الله بن مغفل بيقول لابنه مش هكلّمك أبدًا، ومن شوية ابن عمر بيقول لهم يوشك أن تنزل عليكم حجارة من السماء.

هُمَّ شايفين إنّ السُّنَّة وَحْي من السماء
في صحيح مسلم إنّ سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه كان يقول:
"والله إنني لأخشى أن أترك سنةً لرسول الله صلى الله عليه وسلم فيزيغ قلبي"
أنا خايف في يوم من الأيام أسيب سُنَّة للنبي صلى الله عليه وسلم، مش آية، أسيب سنة للنبي صلى الله عليه وسلم فيزيغ قلبي، دا كلام الصديق رضي الله عنه.

سيدنا أيوب السختياني -رحمه الله-
كان في يوم من الأيام قاعد مع الناس فبيقول:
"إذا حدّثت الرجل بسُنَّة.."
لو في يوم من الأيام قُلت لواحد النبي -صلى الله عليه وسلم- فعل كذا أو نهى عن كذا أو قال كذا
".. فقال: دَعْنَا مِن هذا وأنبئنا عن القرآن، فاعلم أنه ضالٌّ زنديق"
اللي في يوم من الأيام يقول لك سيبك بقى من السُّنَّة خلينا في القرآن اعلم إنّ الإنسان دا ضَلّ من بدري، ضَلّ من زمان.

المقدام بن معدي كرب -رضي الله عنه-
بيحكي لينا إنّ النبي تنبَّأ بظهور هذه الطائفة الضَّالَّة المُضِلَّة، فبيقول لنا النبي -صلى الله عليه وسلم-:
"ألا يوشكُ رجلٌ شبعانُ على أريكتِهِ.."
نايم كده مُتَّكِئ على أريكته، شبعان
".. يقولُ عليكم بهذا القرآنِ فما وجدُتم فيهِ من حلالٍ فأحلوا وما وجدُتم فيهِ من حرامٍ فحرِّموا.."
فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- كلمة جميلة أوي عجيبة فعلًا أنهى بيها كل كلام هؤلاء، قال:
".. وإنَّ ما حرَّمَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ كما حرَّمَ اللهُ.."
اللي يحرّمه النبي -صلى الله عليه وسلم- هو هو اللي يحرّمه ربنا -سبحانه وتعالى-.
ثم قال -صلى الله عليه وسلم-:
"ألا لا يحلُّ لكم لحمُ الحمارِ الأهليِّ"
حَسَّنه ابن حجر العسقلاني رحمه الله.

اشمعنى لحوم الحمر الأهلية يا رسول الله؟
علشان يقول لنا آدي حُكْم أَكْل الحمير حرام، والحُكْم دا مش موجود في القرآن
حَدّ يجيب لي دليل من القرآن على إن أَكْل الحمير حلال، مفيش،
طب إنه حرام مفيش، بل القرآن يقول إن دا أقرب للحِلّ، لإن دا مفيش فيه نَصّ للتَّحْرِيم فالأصل في الأمور الحِلّ
فييجي النبي صلى الله عليه وسلم يقول لنا: لا، الحمير أكلها حرام
ونص النبي صلى الله عليه وسلم هنا واضح
سبحان الله.

لو النَّاس القرآنيين دول قالوا لنا خلّونا في القرآن بس أصبح أَكْل السَّمَك حرام لإنّ السمك مَيْتَة
وربنا بيقول: "حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ"
المائدة:٣.
وما أَحَلَّ الله السَّمَك إلا بِسُنَّة النبي -صلى الله عليه وسلم-، على فكرة الكبدة الأسكندراني هتبقى حرام لإنّ الكبدة دم والدم حرام
ولكن أحَلَّها النبي -صلى الله عليه وسلم- في حديثه.
صَدَق الإمام أحمد -رحمه الله- لَمَّا قال: "نظرتُ في كتاب الله -عز وجل- فوجدت فيه طاعة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في ثلاثة وثلاثين مَوْضِعًا" ثم جعل يتلو قَوْل الله -عز وجل-: "فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ"
النور:٦٣.
وجعل الإمام أحمد -رحمه الله- يُكَرِّرُها بصورةٍ كبيرة جدًّا.

سبحان الله دا كان منهجهم ودي كانت طريقتهم في التعامُل مع سُنَّة النبي -صلى الله عليه وسلم-
هم كانوا شايفينها وَحْي من السماء.

عبد الرحمن بن يزيد رحمه الله
رأى مُحْرِمًا عليه ثيابه، لابس هدومه العادية مش لابس الإحرام بتاعه، فقال يعني انت ايه اللي انت عامله دا، ازّاي تكون مُحْرِم ومش لابس هدوم الإحرام، الإزار والرداء، انت لابس المخيط، فبيقول له: أَلَمْ تَعْلَم أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نهى عن ذلك؟
فقال:
"ائتني بآية من كتاب الله"
هات لي آية من كتاب ربنا -سبحانه وتعالى- تدلّ إنّ أنا وأنا مُحْرِم أقلع هدومي وألبس الإحرام
فقال له عبد الرحمن بن يزيد: إن الله -سبحانه وتعالى- يقول:
"وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا ۚ"
الحشر:٧.
هُمَّ كانوا شايفين السُّنَّة وَحْي مِن السَّمَاء.
قال رجل لمالك بن أنس -رحمه الله-:
يا إمام، أُحْرِمُ من بيتي أم من ذي الحليفة؟ فقال له مالك: أَحْرَم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من ذي الحليفة، فقال له الرجل: ولكن أنا لا أريد أن أُحْرِم من ذي الحليفة، إنما أريد أن أحرم من مسجد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، رد الإمام مالك عليه ردّ عجيب جدًّا وقام قايل له: "فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ"
ياه، إيه دا، إيه الكلام دا؟
هُمَّ كانوا شايفينها وَحْي من السماء.


محمد بن سيرين رحمه الله
كان يقول:
"كانوا يرون الرجل على الطريق ما دام على الأثر"
أنت في الطريق ماشي صَحّ هتوصل لربنا طول ما إنت ماشي على آثار النبي -صلى الله عليه وسلم-.

الزهري -رحمه الله-
كان يقول:
كان مَن مَضَى مِن علمائنا يقول: "الاعتصام بالسُّنَّة نجاة".

ابن يحيى رحمه الله
كان يقول:
"ليس طريق أقصد إلى الجنة -وفي رواية: أقصر إلى الجنة- من طريق مَن سلك الآثار".
هم كانوا شايفين كده.

حسان بن عطية رحمه الله
كان يقول:
"كان جبريل ينزل على النبي بالسُّنَّة كما ينزل عليه بالقرآن، يُعلّمه إياها كما يعلمه القرآن"
كانوا شايفين إنّ السُّنَّة وَحْي مِن السَّمَاء.

ربنا -سبحانه وتعالى- لَمَّا أنزل قَوْله:
"لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا"
المائدة:٤٨.
قال ابن عباس رضي الله عنه:
سبيلًا وسنة
كل أمة ربنا -سبحانه وتعالى- شرع لها سنن على لسان نبيها، واجب على الأمة دي إن هي تتَّبِع هذه السنة.
قال -تعالى-: "ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَىٰ شَرِيعَةٍ مِّنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا"
الجاثية:١٨.

قال الحَسَن رحمه الله:
هذه الشريعة هي سنّة النبي-صلّى الله عليه وسلّم-.
قال الله عز وجل:
"قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّـهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّـهُ"
آل عمران:٣١.
الحَسَن رحمه الله بيقول:
علامات حبّه -صلّى الله عليه وسلّم- اتبّاع سنّته-صلّى الله عليه وسلّم-.
همّ كانوا شايفينها إنّ هي وَحْي من السماء.
ربّنا -سبحانه وتعالى- لَمَّا قال في القرآن:
"وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ"
البقرة:١٢٩.
الحَسَن رحمه الله قال:
الكتاب:
القرآن
والحكمة:
سُنّة النبي-صلّى الله عليه وسلّم-
فربّنا بعث النبي-صلّى الله عليه وسلّم- علشان الناس ترتبط بالقرآن والناس ترتبط بالسُّنَّة.

قتادة رحمه الله لمّا سألوه
ماذا عَنَى الله بقوله: "وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ"،
قال: الحكمة: سنّة النبي-صلّى الله عليه وسلّم-.
ربّنا -سبحانه وتعالى- لمّا قال في القرآن:
"أَطِيعُوا اللَّـهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ"
النساء:٥٩.
قالوا:
أمّا طاعة الله ففي كتابه
وأما طاعة النّبي فنفسه في حياته، وسنّته -صلّى الله عليه وسلّم- من بعد وفاته.

صدّقوني الفارق بينّا وبينهم، إن همّ كانوا يرَوْن إن السنّة وحي من السماء، فكانوا لا يدَعونها أبدًا
وأما نحن فإذا علمنا أن هذا الأمر سُنّة فده هو السبيل إن احنا نتركها.

أختم معاكم بكلمة جميلة لابن عطاء الله، لمّا كان بيقول:
"مَنْ أَلْزَمَ نَفْسَهُ آدَابَ السُّنَّةِ نَوَّرَ اللَّهُ قَلْبَهُ بِنُورِ الْمَعْرِفَةِ وَلا مقَامَ عِنْدَ الله عَزّ وَجل أَشْرَفَ مِنْ مُتَابَعَةِ حَبيبِهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي أَوَامِرِهِ وَفي أَفْعَالِهِ وَفي أَخْلاقِهِ".
كانوا يَرَون إن السنّة وحي من السماء.
الإمام ابن القيّم -رحمه الله-كان بيقول:
"فمن صَحِب الكتاب والسنّة، وتغرَّب عن نفسه وعن الخَلْق، وهاجر بقلبه إلى الله، فهو الصادق المصيب".
أبو إسحاق -رحمه الله-كان يقول:
أبو إسحاق الزاهد -رحمه الله-، الرقيّ الزاهد -رحمه الله- كان يقول:
"علامة محبة الله عز وجل: إيثار طاعته ومتابعة حبيبه -صلّى الله عليه وسلّم-".
والإمام أبي العز الحنفي
وهو بيشرح العقيدة الطحاوية، قال كلمة جميلة جدًّا، قال:
"والعبادات مَبْناها على السنّة والاتِّباع، لا على الهوى والابتداع".

مش هنعرف نعبد ربّنا إلا بالسنّة.
وحابب أختم لقائي معاكم بكلمتين مهمين أوي لشيخَي الإسلام ابن تيمية وابن القيم-رحمهما الله-
الكلمتين دُول مهمين وبيوضّح لينا قَدِّ إيه العلماء دُول فعلًا سادوا يوم ما شافوا إن السنّة وحي من السماء.
شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- يقول:
"فكل مَن اتّبع الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- فالله كافيه، وهاديه، وناصره، ورازقه"
وبيقول:
"فمن فارق الدّليل ضَلّ السّبيل"
، فاللي هيفارق الدّليل من السنّة ضلّ السبيل
"ولا دليل إلا بما جاء به الرسول -صلّى الله عليه وسلّم-".

وأما الكلمة الأخيرة لابن القيم -رحمه الله- لمّا كان بيقول:
"فكمال العبد الذي لا كمال له إلا به لا يكون إلا إذا كانت حركاته، وسَكناته
وأقواله، وأفعاله، مُوافقةً لهَدْي رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-".

لن نصل أبدًا لمرتبة الكمال إلا إذا كانت أقوالنا وأفعالنا، حركاتنا وسكناتنا
مُوافقة لأقوال وأفعال وحركات وسكنات النبي -صلّى الله عليه وسلّم-.

ضرورة الارتباط بالسُنة
السُنّة وحي من السماء نزَل بها جبريل عليه السلام وعلّمها للنبي-صلّى الله عليه وسلّم-
كما كان ينزل بالقرآن ويُعلِّمه للنبي-صلّى الله عليه وسلّم-
وده المعنى اللي احنا لازم نفهمه. أما الواجب العملي اللي لازم نبدأ نطبّقه، على الأقل صحيح البخاري ومسلم، والكتب الأربعة، السُنن الأربعة، تكون موجودة في بيت كل واحد فينا، اللي مش هيقدر يجيبهم يجيب كتاب زي صحيح الترغيب والترهيب
اللي مش هيقدر يجيبه، يجيب كتاب زي صحيح الجامع، اللي مش هيقدر يجيب الكتب دي، يجيب كتاب زي رياض الصالحين
وكل يوم عامل لنفسه وِرْد من قراءة سنة النبي -صلّى الله عليه وسلّم-
وورد آخر الحديث اللي يقرأه ويفهمه كويس يبقى يطبّقه، ويبدأ يعمل به.

كده بالفعل بيكون عندنا دلالة واضحة، وفَهْم بيِّن، وعمل واضح
وأصبحنا بالنسبة لينا احنا خلاص القاعدة دي اتغرست فينا أن السنّة وحي من السماء.
جزاكم الله خيرًا.
هذا وصلّى الله على نبيّنا محمد وعلى آله وصحبه وسلّم.

تم بحمد الله


وللمزيد من تفريغات الفريق تفضلوا:
هنـــا
ونتشرف بانضمامكم لفريق عمل التفريغ بالموقع
فرغ درسًا وانشر خيرًا ونل أجرًا
رزقنا الله وإياكم الإخلاص والقبول.

[بذور الزهور]

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرًا وبارك فيكم

[*أمة الرحيم*]

جزاكم الله خيرا