إعـــــــلان

**كريمه بركات** · 16-01-2020, 06:52 PM

تفريغ الحلقة

قول لي من أي الأصناف أنت؟ لما بتقع مشكلة بينك وبين زوجتك في بيتك، من أي الأصناف أنت؟
هل بتجلسوا على مائدة المفاوضات لحل الأزمة؟ والا إنت بتتهرب من حل المشكلة؟ والا بتطنش زوجتك تقول تضرب دماغها في الحيط لعلها يومًا ما تأتي صاغرة؟ والا بتتعامل مع زوجتك بمنتهى الرقة والأدب والاحترام؟ والا لما بتقع مشكلة عندك فتقول ما وقع بلاء إلا بذنب وما رفع إلا بتوبة؟ من أي الأصناف أنت؟

الحمد لله والصلاة والسلام على محمد رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد، أيها الأحبة أهلًا وسهلًا ومرحبًا بكم في هذا اللقاء المتجدد.

حماده راجع من العمل يوم ضغط شديد جدًا، دخل البيت مكشر مكلضم، قالب وشه 88، زوجته بتقول له مالك؟ مماليش، زعلان من إيه؟ أنا مش زعلان، تاكل؟ مش عاوز آكل، تشرب؟ مش عاوز أشرب، تعالى اقعد معايا مش هقعد معاكِ، ممنوع حد يتكلم معايا، وزوجته خدت موقف واعتقدت إن زوجها زعلان منها، فضلوا متخاصمين لمدة يومين ثلاثة، وفي الآخر كان حالهم زي حال الحصان اللي ورايا ده كل واحد جامح وهارب من التاني وعاملين مشاكل وخلافات، وقاعدين يجروا بأقصى سرعة عشان كل واحد يثبت للطرف للآخر إن أنا معنديش مشكلة إنما المشكلة عندك إنت.

حدوث المشكلات أمر طبيعي جدًا
أنا عايز أقول لكل واحد بيسمعني، يا حبايبي لما تقع مشكلات ده طبيعي جدًا، تقع المشكلات في كل البيوت، ولكن تعالوا إزاي نقدر احنا الاتنين زوج وزوجة نحل أزمتنا من غير ما نلجأ لأحد، احنا قلنا قبل كده في لقاء فائت احنا بنحدد المشكلات بتاعتنا بنعرف أسبابها وأعراضها وبعد كده بنتكلم عن الحلول البديلة للمشكلة وبنشوف النتائج المترتبة على هذا الحل، تعالوا النهاردة نقول كلام جديد إضافة لما سبق، إحنا عايزين نحل مشكلة، حمادة وميادة زعلانين من بعض نحل المشكلة إزاي؟ هي تزعق من المطبخ وهو يرد من الحمام، ما ينفع. احنا الاتنين نقعد على مائدة المفاوضات.

خطوات يجب أن نتبعها لحل المشكلات
يبقى أول خطوة نعملها: نقعد احنا الاتنين كناس محترمين عندنا وقار وناس كبار وخايفين على نفسنا وعلى أولادنا وعلى أهالينا، فنجلس جميعًا على مائدة المفاوضات للحل، احنا الاتنين قاعدين قدام بعض.
الحاجة التانية: ممنوع التجريح، لا نشتم ولا نسب ولا نلعن ولا أمك، ولا أبوكِ، ولا أمك، ولا أبوك، ممنوع الكلام ده، الكلام بين الزوج والزوجة عشان نقدر نحل احنا الاتنين.

الخطوة الثالثة: أن أحسن الظن بالطرف الآخر، لو أنا أسأت الظن وحملت كل محمل زوجتي بتعمله على أساس الخطأ، أو على أساس إن هي عايزة تؤذيني، أو إن هي عايزة تضايقني أنا مش هعيش حياة آمنة ومستقرة، إنما ينبغي إن أنا أحسن الظن وأقول هي فعلت الفعل ده من أجل إن هي بتعبر عن مشاعرها مش عشان تضايقني، بتعبر عن ما بداخلها بتقول لي أنا رافضة أسلوبك في التعامل معايا بهذه الطريقة، يبقى المطلوب من الزوج والزوجة من الخطوات لحل الأزمة إن احنا الاتنين نُحسن الظن ببعض.

2-الذكي في التعامل الذي يذكر حسنات الآخر حين يتكلم، فأول ما نقعد تبقى الزوجة تقول أنا زوجي ده مصلي يعني ربنا يرضى عنك فيك من الصفات الحسنة الإيجابية الكثير جدًا، يكفي إن إنت بار بوالديك، يكفي إن إنت مُحسن لأولادك، يكفي إن إنت بترعاني طول الوقت، يكفي إن إنت بتنفق عليا، يكفي إن إنت ..، بتفتح قلبه، وهو يقول لها إنتِ فشتي وكبدتي، وكل حاجة حلوة، ده إنتِ أم أولادي، ده أنا سيبت نساء الدنيا كلها واخترتك إنتِ يبدأ يتكلم معاها كلام رائق ورائع، يهدي من نفسيتها، كويس جدًا، يبقى احنا الاتنين كل واحد فينا يذكر محاسن الآخر، وأنا أوصي الأزواج بما قاله النبي –صلَّى الله عليه وسلم- "لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خُلقًا رضي منها آخر".

الملاحقة النفسية للزوجة حال غضبها
ممكن زوجتك تجلس تبكي قدامك وتبكي بكاء شديد وتتأثر جدًا ومنفعلة، هي محتاجة في هذا التوقيت حاجة اسمها الملاحقة النفسية، إن إنت تطبطب عليها وتقول لها أنا مش رافضك كزوجة أنا رافض سلوكك، ولذلك عايزين في التعاملات نفهم إن فيه فرق ما بين الذات وما بين السلوك، أنا رافض فلان ليه؟ سلوكه ولا ذاته؟ لا سلوكه، الله –عز وجل- قال: "وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ" الإسراء: 70، ومن باب تكريمها الإحسان إليها، بس أنا رافض سلوكها وهي رافضة سلوكي، يبقى احنا الاتنين لما نتكلم مع بعض لابد أن نوضح، فلما تبدأ الزوجة تبكي وتعيط وتشنف، وتقلب كستنائي وتقول لي إنت تاعبني، أنا جالي اكتئاب بسببك أنا قرفانة في حياتي والكلام الطويل العريض ده، ينبغي لك أن تلاحقها نفسيًا، وتكون سبب في طمأنتها وتقول لها أنا تركت نساء الدنيا واخترتك إنتِ لإنك إمرأة صالحة، إمرأة ديِّنة، إمرأة تقية كويس طيب.

خطوات هامة يجب الانتباه لها من الزوج والزوجة
كذلك من الخطوات ممنوع ذكر الأهل لا من قريب ولا من بعيد، أمك عملت، أبوكِ عمل، سنة كام يا حمادة ده؟ من سنة 67 مرورًا بـ 73 لـ 2015 لـ 2019، ما ينفع الكلام ده، متدخلش أهلها، وحضرتك متدخليش أهله في أي مشكلة بينكم أبدًا، وإنتوا بتتكلموا مع بعض.
كذلك من أهم الخطوات ممنوع منعًا باتًا الفتح في الملفات القديمة، اتخانقنا من أسبوعين واتصالحنا والحمد لله نرجع نجيب المشكلة اللي من أسبوعين؟ يبقى إنتِ فيكِ صحة وفيكِ قوة وفيكِ عافية ونفسيتك حلوة وهو كذلك منتهى الصحة والقوة والعافية والنفسية الحلوة، ما يصلح مثل هذا أبدًا.
إنما ينبغي يا أحبة حين نتعامل مع مثل هذه المشكلات، إن عندنا مجموعة من الخطوات، من أعظم هذه الخطوات ممنوع الفتح في الملفات القديمة.

ثم من الخطوات أخرج اللي جوايا، مكتمش في نفسي يبقى غضب دفين وفي مشكلة تانية أبدأ أقول له خلي بالك -ما أنا مصفيتش من المشكلة الأولانية- ينبغي لو عندك حاجة أظهرها بمنتهى اللياقة، ومنتهى اللباقة، ومنتهى الأدب، ومنتهى التأدب في الحوار مع زوجتك، وأظهر اللي إنت زعلان منه بأسلوب شياكة خالص، وكذلك هي الحال لما تكون زعلانة منك تقول لك يا محمد أنا زعلانة منك للأسباب الآتية، وأنا أعاتبك عتابًا محمودًا، وأنا باقية على العشرة بيني وبينك، والله –عز وجل- قال في كتابه " وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ" النساء: 19، وقال للأزواج "خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي"، فلابد من الإحسان.

ثم أنا بقول للرجل في حل الأزمة إنت أرجح عقلًا وأكبر خبرة وتتعامل مع الناس، وتتحمل الأهوال والشدائد في وظيفتك وعملك، ومسافر ورايح وجاي، المرأة بطبيعتها غُلبت على العاطفة، غُلبت على المشاعر، غُلبت على الأحاسيس، يا أخي أقسم لك بالله غالب ما رأيت من النساء في المشكلات إن الزوج مش عارف يسيطر على زوجته، السيطرة مش بالعنفوان إنما بالرعاية والحماية والتودد والتلطف والإحسان إليها والملاحقة النفسية وإظهار الحب لها.

كذلك من الخطوات الإيجابية لحل أي مشكلة من المشكلات إن احنا نفكر في المشكلة من جميع الجوانب، عشان لما نيجي نتخذ قرار، القرار ده يكون مبني على أسس ميبقاش أنا بختار القرار عشان ده يوافق هوايا؛ وزوجتي وأولادي مليش دعوة بيهم، ولا هي نفس الكلام تفكر في مصلحتها هي وتترك مصلحة الزوج والأولاد وبناء بيت. وهدم بيت أمر ليس باليسير، وكسرها طلاقها، قال –صلَّى الله عليه وسلم-: "فاستمتع بها على عوج"
فبالله عليك لا يكن غضبك بمنتهى السرعة، ومنتهى القوة، واتخاذ قرارات سريعة جدًا جدًا جدًا كسرعة الحصان اللي ورانا ده، لا لا أبدًا إنما ينبغي أن تهدأ وأن تتلطف، وأن تتودد، ونفس الكلام إنتِ يا أختي الكريمة متظهريش عنفوانك ولا قوتك وقوة المرأة في إنوثتها، وقوة المرأة في ضعفها، أما المرأة اللي تظهر أنا مستغنية عنك والطلاق مبيخوفش، وأنا ميهمنيش حاجة أنا عندي وظيفتي.
يا بنتي اعرفي على كل حال أنكِ ستُكسري قال النبي –صلَّى الله عليه وآله وسلم-، "وكسرها طلاقها فاستمتع بها على عوج".

خلاصة القول: عندنا مشكلة أسرية، وعندنا خلاف زوجي مينفعش نعمل زي الناس اللي معندهمش نوع من الوقار، ولا نوع من الاحترام، ولا نوع من الأدب، ولا التربية، إنما ينبغي إن أنا أجلس أنا وزوجتي ونتناقش وإنت وزوجتك لما يكون فيه خلاف، وتتناقش إنت وهي في المشكلة بهذه الضوابط اللي احنا ذكرناها وبفضل الله –تعالى- ستوفق أيما توفيق لحل الأزمة ولاحتوائها، ووقوع مشكلة في بيت مش معناها كارثة من الكوارث، إنما وقوع المشكلة في بيت دي ظاهرة صحية حين نستفيد من الخلاف الذي وقع، أرجو إن يكون الكلام قد اتضح، والصورة مُبسَّطة وأجتمع بكم إن شاء الله –تعالى- في لقاءٍ آخر، إن قدر الله –تعالى- لنا اللقاء والبقاء،

و-صلَّى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجميعن، والحمد لله رب العالمين.

إعـــــــلان

أبجديات أسرية: الحلقة الثالثة عشر /الجلوس على مائدة المفاوضات / الشيخ عبد الرحمن منصور

أبجديات أسرية: الحلقة الثالثة عشر /الجلوس على مائدة المفاوضات / الشيخ عبد الرحمن منصور

تعليق