إعـــــــلان

**كريمه بركات** · 02-01-2020, 11:00 PM

الحمد لله والصلاة والسلام على محمدٍ رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه،
المهم هو حُسن الخُلُق في المرأة
تعرَّفا عن طريق الإنترنت، وقالها بحبك موت وماليش في الدنيا غيرك، وإنتِ أبويا وأمي وأخويا وأختي، وعمتي وخالتي وبواب العمارة والسايس بتاع العربية والدنيا كلها، والبنت لما سمعت هذا الكلام قد أغشي عليها، فدخلت في دوامة العاطفة والمشاعر والأحاسيس وإن أنا مطلوبة، وأنني أنثى، أنا بقول لك يا بنتي كوني أنثى، فرق ما بين الجمال وما بين الأنوثة، الجمال؛ جمال الخِلْقة، وأما الأنوثة ده بقى حاجة ثانية خالص، فيها جمال يعني الأنوثة دي فيها جمال مع بِر وإحسان وأخلاق، وعفة، وحياء، وأدب، وطهارة، وطاعة، وإحسان وحاجات جميلة جدًا جدًا. وبلا شك بأن الأنوثة أولى بكثير من الجمال، فقد تكون المرأة جميلة الخِلقة ولكنها قبيحة الخُلُق، وأما المرأة كوني أنثى حين تكون أنثى هذه المرأة بلا شك أعني بذلك مطيعة لزوجها، تطيع أمر ربها –عز وجل- ابتداءً، تحسن القول، تختار الكلمات كما قال الله –تعالى-: "وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا" البقرة: 83.

التحذير من تبادل الصور بين الجنسين

أنا عايز أقول عندنا إشكالية كبيرة جدًا عند الشباب، لما تعرَّف على البنت قال لها بصراحة أنا عاوز أتجوزك، والبنت قالت له يا ألف مليون مرحبًا، الحصان الأبيض مستني حضرتك مع الطرحة البيضة والفستان الأبيض، وأنا موافقة على الزواج، تعالى أطرق الباب عليا، على أبويا وقول له أنا طالب البنت للزواج، فيقول لها طيب أنا بس ليا طلب صغير قد كده، أرسلي لي صورتك الشخصية، وقد يكون صادق إنه عاوز يتزوجها، ولكن؛ فالبنت تقول بعاطفتها أنا هبعتها ولما تحكِم العقل تقول لا مش هبعتها، وأنا بقول لكل بنت إياك ثم إياك ثم إياك من إرسال الصورة إلى واحد عاوز يخطبك أو عاوز يتلاعب بيك، بلاش نقول يتلاعب بيك، هفترض إن هو صادق وفعلًا عاوز يخطبك، لاحد يبعث لك صورته ولا إنتي تبعثي صورتك لحد.

ليه الكلام ده يا بنات؟ ليه الكلام ده يا بناتي يا أخواتي؟
أولًا: قال النبي –صلّى الله عليه وسلم- :"انظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما" عاوز تشوفها؟ روح بيت أبوها، وأجلس في وجود محرم، واستمع لها وهي تستمع ليك وتتكلموا وترى منها الوجه والكفين، وهي ترى منك الوجه والكفين.

طيب إحنا ليه بنقول ممنوع إرسال الصورة الشخصية؟ وذلك لعدة أمور:
1-الشاب قد يريها لغيره، قاعد مع إخواته الصبيان، قاعد مع أولاد عمته، قاعد مع العيلة، قاعد مع صحابه فبيقولهم يا جماعة والله قولوا لي رأيكم إيه في الأخت دي؟ رأي مين؟ وأخت إيه؟ إنت كان محرم عليك النظر لهذه المرأة إلا لضرورة، وقد أباح لك الشرع أن تنظر إليها من أجل الخطوبة، يعني ما ينفعش حد تاني يشوفها غيرك، للأسف كثير من الشباب للغفلة عن الدين وإن هو شخصية تابعة، ومش عارف يقود نفسه، ولا يقود غيره فيبدأ يسأل الشباب اللي حواليه إيه رأيك في البنت دي؟ جميلة، أمورة، حليوة، ويبدأوا بقى يتنمروا واللي يتكلم، واللي يصف واللي يقول واللي يعيب. فعايز أقولك يا بنتي لا يصح بأي حالٍ من الأحوال أن تُرسَل الصورة الشمسية عبر وسائل السوشيال ميديا، لأي حد من الناس يشوفها، ولا بحجة أنه خاطب. لأنه قد يريها لغيره.

2- الحاجة التانية: الصورة لا تحاكي الواقع أبدًا، الصورة لا تحاكي الواقع كم بنت إنت شفتها على النت على الواتس، حاطة صورتها ولا على الفيس ولا غيره وحين تراها في الحقيقة تقول -سبحان الله- مين دي؟ دي هي دي إزاي؟ ما هنا لابسة لينسز، وحاطة على البرامج بتاع الكمبيوتر ومغيرة في شكلها، وحاطة مش عارف قطة هنا وديل حصان هنا وعاملة هنا، وشكلها تشوفها تقول -سبحان الله- إيه ده الجمال والحلاوة دي، وتأتي إلى الواقع تتذكر قول الله –عز وجل-:"وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ " النحل: 8، هي مين دي؟ آه هو ده واقع، فالصورة لا تحاكي الواقع أبدًا.

أنا أتذكر حين كنت طفلًا في القرية، وفي أواخر كده الطفولة، عرفت إن واحد من مكان معين تزوج امرأة، الراجل ده كانت البنت دي طفلة صغيرة، ووالد هذه البنت مع الشاب الذي تزوجها ده كان معاه في الأردن، بيعملوا مع بعض في المحارة ومش عارف والبياض والكلام اللي زي ده، فقاله أنا عندي بنت عايز أزوجها لك، وده الأول الشاب ده كان غني جدًا، كان واخذ مقاولات وكان موسع الدنيا وكان ربنا فاتح عليه، قال عاوز أتجوز لي بنت، قاله الله ده أنت بنتك زمانها صغيرة، قاله لا ده عروسة، عمل إيه؟ اللي عمله وأنا سمعت هذا من أبي وأمي أنه أرسلها للجماعة بتوع الكوافير، اللي هما كفروا الناس يعني، مكفروش التكفير يعني إنما الكوافير اللي بيضبطوا اللي مش عارف حطوا إيه وعملوا إيه وسووا إيه، لتتغير الصورة بخلاف الحقيقة، فالبنت جلست طفلة صغيرة، لما جلست بين يدي بتاع الكوافير ده أعطوه شيء من المال -فسبحان ربي العظيم- كان ماهرًا، إن الخِلقة دي كبرت في السن شوية عن طريق المساحيق والحاجات اللي حطينها دي فلما أرسلت له الصورة في الأردن، قال أنا موافق عليها أنا معرفش إن هي كده، ولما تزوجت وعمها كان الوكيل وركبت الطيارة، وسافرت أول ما رآها قُبِض، قاله والله لأطلقها، غشيتوني، والله لأطلقها وحدث خلاف كبير جدًا جدًا بين الأسرتين، وكاد أن يحدث هناك شيء من التقاتل، وهناك شيء من قطع صلة الأرحام، والمشاكل بينهم ليه؟ لأن الصورة لا تحاكي الواقع، فحضرتك ما ينفعش تبعثي صورتك لحد، ممكن يوريها لحد ثاني وده محرم، والأمر الثاني الصورة لا تحاكي الواقع أبدًا.

3- الحاجة الثالثة قد يستنسخ منها يقول لك اتفضلي الصورة بتاعتك أهي، من أدراك إن ما أخذش صور منها؟ من أدراك إن ما نسخش عليها؟ من أدراك إن ما احتفظش بيها؟ طب أنا هفترض إن إنت لما شفتيه قلتي أنا مش موافقة عليه، وهو لما شافك قال أنا سأوافق عليها، وعاوزها زوجة، ومع ذلك إنت رفضتي، خلاص مسكك من رقبتك، والكلام ده في الواقع، صورتك تلف على الدنيا، وتنشر على صفحات الإنترنت، وقد يحتفظ بها إلى ما بعد الزواج، انتقامًا منك ويرسل هذه الصورة إلى زوجك، ودي مشكلات حضرناها، فإحنا بنتكلم من واقع الخبرة، قد يتلاعب بهذه الصورة إن لم يكن إنسان صاحب دين، ولذلك من الأخطاء إن الأم تقول لها وإيه المشكلة يا بنتي لما تبعثي له صورتك؟ الصورة يعني هياكلك؟ يا حجة يا حجة تعالي يا حجة أدي لك روصيه ولا حاجة، إنتِ طيبة والله بس ما يبقاش كده، ما تضيعيش بنتك، وبنتك الصور بتاعتها بترسلها إلى الشباب، والشباب يتفرج عليها وفي الآخر يتلاعب بيها وبنتك قد تضعف أمام هذا.

ويقول لها والله لأفضحك عند أهلك وأقول لهم إن إنت اللي بعتالي لي الصورة، وأقول لهم إن أنا اتصورت معاك في المكان الفلاني، وعملنا مش عارف كذا، والكلام ده كثيرًا ما كنت أسمعه، خاصةً في الإشكاليات والبنات اللي في سن المراهقة، فأنا بقول لكل بنت، وبقول لكل أب حرّج على بناتك ما يكونش لواحدة فيهم صورة على الإنترنت، حرّج على بناتك وخليك واعي جدًا جدًا جدًا في التفتيش من وراء البنات، وخلي بالك من التليفونات والمحاذير دي، إن يقعوا وترسل صورتها لصاحبتها مش عارف لفلانة أو لعلانة، ده ممكن يسبب لنا مشاكل أكبر مما تتخيل، خاصةً ونحن في زمان فسدت فيه الأخلاق. وأنتم شايفين الوضع الموجود خاصةً في الشوارع والطرقات وعلى الإنترنت.

وصايا هامة لكل أب وأم
تعالى اختلف كده مع واحد على النت كده أنتم الاثنين، تسمع من القبائح ما الله –عز وجل- به عليم، ومن الفحش والبذاءة ما الله –عز وجل- به عليم، ولذا أيها الأخ الحبيب لكل ولي حافظ على بناتك، لكل أم بطلي استسهال، وبطلي تقولي لبنتك هيفوتك قطار الزواج، إيه المشكلة ما تتواصلي معاه عادي خالص؟ عادي إيه؟ عادي إيه؟ هتضيعي بنتك، وأنا بقول لكل بنت ما تسمعيش كلام أمك، وذكريها بالله، ولما تقول لك ابعثي صورتك، يا بنتي اتكلمي مع خطيبك عن طريق مش عارف الإنترنت، وحتى لو أبوكي مش موجود، إيه يعني؟ ما هو مش حياكلك، لا لا لا بنتك قد تتنازل عن عفتها، وعن دينها، وعن حيائها، وعن خلقها بشيءٍ من التدرج، "إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ" فاطر: 6 ،"لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ"النور: 21 أغلق الباب.

نصائح هامة لكل بنت
ولذا نصيحة لكل بنت أن من أبجديات الرؤيا، إن حضرتك الحب اللي من وراء حجاب ده مش أمر شرعي يا بنتي، الحب في ذاته مش حاجة حرام أبدًا، ده حاجة جميلة، ده فن ده وكثير من الرجال لا يحسنه، بل من النسوة لا تحسنه، ولكن ما يترتب عليه هو الحرام، النظرة والسلام والكلام والموعد، واللقاء والكلام اللي زي ده.

ولذا ألخص اللقاء فأقول: لما قال –صلّى الله عليه وسلم-:"انظر إليها فانه أحرى أن يؤدم بينكما"، "انظر إليها فإن في أعين الأنصار شيئًا"، ده بيدل على إن الرؤية، إن حضرتك تروح تشوف البنت في البيت، وما حدش يوصفها لك، إن أنا أشوفها بعينيه وما تشوفهاش عن طريق الصورة ولا تطلب الصورة من أحد، الصور الشمسية فإنها لا تحاكي الواقع، وبقول للبنت لربما استنسخ من هذه الصورة، لربما تلاعب الناس بها، لربما الولد ده أحبك وفعلًا عاوز يتزوجك، ولكن أنتِ رفضتي لأي سبب من الأسباب إن لما سألتوا عليه كان إنسان غير دين، أو إنسان غير خلوق، أو أسرته بتوع مشاكل، أو هتجلسي في بيت عيلة، وإنت ما تقدريش على بيت العيلة، لأسباب كثيرة فلما تيجي تقولي له أنا رافضة الزواج، وربنا –عز وجل- يكرمك بغيري يقولك: والله لأعرفك، والله لأنتقم منك، زي ما أنتِ عرفتِ إن أنا حبيتك وتعلقت بيكِ ومع ذلك مفيش أي علاقة بيني وبينك، ومش عاوزة تتجاوبي معايا.

ووالله وبالله وتالله، والله وبالله وتالله كاد أن يطلقها في ليلة الزفاف، لما كان لهذه البنت علاقة بصديق زوجها، أرسلت له الصورة وخذ الصورة وتلاعب بها، هو عاوزها وهي رافضة، وظلت فترة من الزمن وفي ليلة البناء أرسل لها رسالة وقال: سأخبر زوجك في هذه الليلة أنه كانت هناك علاقة بيني وبينك، وكادت أن تُطلَّق ولذلك أحرصوا يا بنات على عدم إرسال الصور لأحد فمن أرادكم للزواج فليطرق على الباب.

وصلّى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، والحمد لله رب العالمين.

**سهير(بنت فلسطين)** · 08-01-2020, 06:50 PM

جزاك الله خيرا اخيتي وبارك الله فيك

إعـــــــلان

أبجديات أسرية: الحلقة الثامنة / الرؤية في البيت / الشيخ عبد الرحمن منصور

أبجديات أسرية: الحلقة الثامنة / الرؤية في البيت / الشيخ عبد الرحمن منصور

تعليق

تعليق