إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

فين ربنا؟

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • فين ربنا؟

    هو ربنا فين؟

  • #2


    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
    إنَّ اللهَ سُبحانَهُ وتَعالى وَصَفَ نَفسَهُ بِالعُلوِّ فَقالَ ( سَبِّحِ اسمَ رَبِّكَ الأَعلى ) وقالَ ( هُوَ العَلِيُّ ) قالَ ( إنَّهُ العَلِيُّ القَدِيرُ ).
    وقيل ليحيى بن معاذ الرازى: "أخبرنا عن الله عز وجل، فقال: إله واحد، فقيل له: كيف هو؟ قال: ملك قادر، فقيل له: أين هو؟ فقال: بالمرصاد، فقال السائل: لم أسألك عن هذا؟ فقال: ما كان غير هذا كان صفة المخلوق، فأما صفته فما أخبرت عنه.



    وسئل ذو النون المصرى رضى الله عنه عن قوله تعالى: ﴿الرحمن على العرش استوى﴾، فقال: [أثبت ذاته ونفى مكانه؛ فهو موجود بذاته، والأشياء بحكمته كما شاء]. ذكره القشيرى فى "الرسالة".



    وأما ما ورد فى الكتاب والسنة من النصوص الدالة على علو الله عز وجل على خلقه فالمراد بها علو المكانة والشرف والهيمنة والقهر؛ لأنه تعالى منـزه عن مشابهة المخلوقين، وليست صفاته كصفاتهم، وليس فى صفة الخالق سبحانه ما يتعلق بصفة المخلوق من النقص، بل له جل وعلا من الصفات كمالها ومن الأسماء حسناها، وكل ما خطر ببالك فالله تعالى خلاف ذلك، والعجز عن درك الإدراك إدراك، والبحث فى كنه ذات الرب إشراك.


    فإذا سألنا إنسان: أين الله؟ أجبناه بأن الله سبحانه وتعالى ليس كمثله شىء كما أخبر سبحانه عن نفسه فى كتابه العزيز؛ حيث قال تعالى: ﴿ليس كمثله شىء وهو السميع البصير).


    ونخبره بأنه لا ينبغى له أن يتطرق ذهنه إلى التفكير فى ذات الله سبحانه وتعالى بما يقتضى الهيئة والصورة؛ فهذا خطر كبير يفضى إلى تشبيه الله سبحانه وتعالى بخلقه، ونخبره بأنه يجب علينا أن نتفكر فى دلائل قدرته سبحانه وتعالى وآيات عظمته فيزداد إيماننا به سبحانه.


    أما عن السؤال عن الله سبحانه وتعالى بـ"أين" كمسألة عقائدية: فيؤمن المسلمون بأن الله سبحانه وتعالى واجب الوجود، ومعنى كونه تعالى واجب الوجود: أنه لا يجوز عليه العدم، فلا يقبل العدم لا أزلا ولا أبدا. وأن وجوده ذاتى ليس لعلة، بمعنى أن الغير ليس مؤثرا فى وجوده تعالى. فلا يعقل أن يؤثر فى وجوده وصفاته الزمان والمكان.


    فإن قصد بهذا السؤال طلب معرفة الجهة والمكان لذات الله، والذى تقتضى إجابته إثبات الجهة والمكان لله سبحانه وتعالى، فلا يليق بالله أن يسأل عنه بـ"أين" بهذا المعنى؛ لأن الجهة والمكان من الأشياء النسبية الحادثة، بمعنى أننا حتى نصف شيئا بجهة معينة يقتضى أن تكون هذه الجهة بالنسبة إلى شيء آخر، فإذا قلنا مثلا: السماء فى جهة الفوق، فستكون جهة الفوقية بالنسبة للبشر، وجهة السفل بالنسبة للسماء التى تعلوها وهكذا، وما دام أن الجهة نسبية وحادثة فهى لا تليق بالله سبحانه وتعالى.

    علوه – سبحانه – لا ينافي قربه :
    فهو قريب يجب دعوة الداعي إذا دعاه ، ويعلم سرّه ونجواه ، وهو أقرب إلى داعيه من عنق راحلته ، ويعلم ما توسوس به النفوس ، وهو أقرب إليه من حبل الوريد ، وهو يعلم السرّ وأخفى ، ويعلم ما يلج في الأرض ، وما يخرج منها ، وما ينزلُ من السماء ، وما يعرج فيها ، وهو مع خلقه بعلمه وقدرته ، لا تخفى عليه منهم خافية ، وما يعزب عن ربك مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء ، ولا أصغر من ذلك ولا أكبر ، فهو – سبحانه – القريب في علوّه ، العلي في دنوّه وهو الأول والآخر والظاهر والباطن .

    فَعَلَيكَ أَن تُؤمِنَ بِها فَهَذا مَذهَبُ سَلَفِ الأُمَّةِ الذي لا شَكَّ فِيهِ كَما يَقُولُ الطُوفِيُّ: مَذهَبُ الإمامِ أَحمَدَ وسائرُ عُلَماءِ أَعيانِ السَّلَفِ إمرارُها كَما هِيَ مَعَ السَّكُوتِ.


    وهَذا المَطلُوب مِنكَ ولا تُجادِل فِي هَذا واللهُ أَعلَم.

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    x
    إدراج: مصغرة صغير متوسط كبير الحجم الكامل إزالة  
    x
    أو نوع الملف مسموح به: jpg, jpeg, png, gif
    x
    x
    يعمل...
    X