تأخير الارزاق

[ضيف]

الحمد الله مؤمنه بأن كل واحد ليه رزق بس مشكلتي ان عندي تأخير حمل غير معلوم سببه طبيا وده مخليني أسأل ليه ومش عارفة اعمل ايه لهذا وللاسف بتعب نفسيا ونفسي اعرف اشيل الموضوع من دماغي

[فريق استشارات سرك فى بير(الأخوات)]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بداية أسأل الله عز وجل أن يرزقكِ أخيتي بذرية طيبة تقر بها عينك وتطيب بها نفسك.

لقد بدأتي رسالتك غاليتي بشيئ طيب وهو الحمد لله علي أن جعلكِ مؤمنة، وهذا سيجعلني وإياكِ نتفق علي الكثير من الأمور التي ستبعد عنكِ هذه الأفكار وتثلج صدرك بإذن الله.
فالحمدلله عزيزتي علي نعمة الإيمان التي نرزقها بدون جهد منا ولا تعب.
قلتِ عزيزتي إنكِ مؤمنة أن لكلٍ منا رزقه، وأن ربنا الحكيم هو من يقسّم الأرزاق، وهذا بحسب علمه المسبق بأحوالنا ونفوسنا ومافينا من جوانب ضعف وقوة.
فالنعمة التي أرزقها أنا قد تكون سبب فتنة لكِ أنتِ، والنعمة التي ترزقيها أنتِ قد تكون سبب في فتنتي أنا، ولحكمته وعلمه المحيط سبحانه وتعالي بما يناسبنا ولأنه سبحانه القابض الباسط ، فهو يقبض ويبسط علينا في النعم وفق حكمته هذه، ليس اعتباطاً أو عشوائيا أخيتي " وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ" .

قد يكون ربي يؤخر عنكِ هذه النعمة لحكمة عنده سبحانه وتعالي لا تدركيها أنتِ، وطالما كتب عليكِ التأخير فمن المؤكد أن هذا الشيئ هو الأفضل لكِ في هذا الوقت، وقد يكون بقليلٍ من الصبر والرضا والدعاء والسعي يبشركِ ربي بما يسرك ويرزقكِ ما تتمنيه، فثقي حبيبتي بحكمته سبحانه وتعالي وتذكري دائما قوله : " إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ".
أعلم أن الأمر ثقيل علي النفس، ولكن هذا الباب الذي أختاره الرب سبحانه وتعالى ليأتيكِ منه الأجر العظيم وليبتليكِ ويختبركِ فيه، فاحرصي أن يجدكِ الله صابرة محتسبة راضية حتي تنالي الأجر وتنجحي بالإختبار، فما الدنيا إلا أيام قليلة وقنطرة لنعبر بها للآخرة .

لكني أوصيكِ بما أوصانا به علماؤنا نقلا من الكتاب والسنة :

١_ أولها أن لا تكلي ولا تملي عزيزتي من الدعاء فعَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ رضي الله عنه أَنَّ رسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: مَا عَلى الأَرْضِ مُسْلِمٌ يَدْعُو اللَّه تَعالى بِدَعْوَةٍ إِلاَّ آتَاهُ اللَّه إِيَّاهَا، أَوْ صَرَف عنْهُ مِنَ السُّوءِ مِثْلَهَا، مَا لَم يدْعُ بإِثْم، أَوْ قَطِيعَةِ رحِمٍ فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ القَوْمِ: إِذًا نُكْثِرُ. قَالَ: اللَّه أَكْثَرُ.
رواه الترمذي وقال حَدِيثٌ حَسنٌ صَحِيحٌ
# فأكثري وأكثري وأكثري من الدعاءأخيتي فإنه لا يضيع هباءاً، وكل دعوة تدعيها تعود عليكِ بخيرٍ أو أجرٍ أو صرف شرٍ، ولكن الأمر يحتاج قلباً صابراً وأسأل الله لكِ أن ترزقيه (عَنْ أبي هريرة أَنَّ رَسُول اللَّهِ ﷺ قَالَ: يُسْتجَابُ لأَحَدِكُم مَا لَم يعْجلْ: يقُولُ قَد دَعوتُ رَبِّي، فَلم يسْتَجبْ لِي) . متفقٌ عَلَيْهِ.

٢_ حاولي أن تتحري أوقات الإجابة مثل آخر الليل، جوف الليل، مثل آخر الصلاة قبل السلام، مثل وقت السجود، حال السجود في الصلاة فإنه محل دعاء، يقول النبي ﷺ: أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء، وإذا كان على طهارة وقت استقبال القبلة كان ذلك من أسباب الإجابة، فأوصيكما جميعًا بدعاء الله والضراعة إليه وسؤاله سبحانه بصدق وإخلاص وضراعة وانكسار أن يمنحكما الذرية الطيبة، وهذا من أنفع العلاج ومن أعظم الأسباب.

٣_ وعليك بالاستغفار، لإخبار الحق عز وجل أنه سبب كبير لتحصيل المال والولد فقال سبحانه حكاية عن نوح عليه السلام: [فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ] (نوح: 10-12).


٤_ ومن أعظم الأسباب للشفاء من جميع الأسقام بما فيها العقم قراءة القرآن والرقية به، لأنه شفاء، كما قال ربنا: [وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ] (الاسراء: من الآية82)

فثقي بحكمة الله في تدبير أمورك عزيزتي ، واصبري وارضي بما كتبه وأختاره الله لكِ، وأسأليه من فضله الواسع أن يرزقكِ ما تتمنيه من غير كللٍ ولا ملل، وستجدي ما يسركِ بإذن الله، إن لم يكن بالدنيا ذات الأيامِ القلائل، يكون بالدار الآخرة الدائمةُ أيامها.