إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

نفسي اتوب

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • نفسي اتوب

    ساعدوني بالله عليكي

  • #2
    بسم الله الرحمن الرحيم
    الأخ الفاضل/
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

    إنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يغفر ذنبك، وأن يستر عيبك، وأن يتجاوز عن سيئاتك، وأن يجنبك الفواحش والفتن ما ظهر منها وما بطن.

    بخصوص ما ورد برسالتك -أخي الكريم الفاضل-: أرى أن عزيمتك قوية، وأنك بمقدورك أن تُغيِّر هذا الواقع المؤسف الذي تعاني منه، والدليل على قوة عزيمتك هذه المحاولات المتكررة مع عدم اليأس، ولقد استطعت لفترات معقولة أن تترك هذه المعصية، وهذا إن دلَّ على شيء فإنما يدلُّ على أن لديك القدرة على أن تتركها نهائيًا.

    كل الذي في الأمر أنك تضعف، وأنك لا تستمر في مواصلة قرارك والثبات عليه والحرص على تنفيذه، فأنت رجلٌ تتردد في قراراتك، ولست جادًا فيه، وهذا عيب من الممكن علاجه بشيء من العزيمة والرغبة في تغيير واقعك، تستطيع -بإذن الله تعالى- أن تنتصر.



    خذ قرارًا شُجاعًا وقويًّا بالتوقف، ابحث أولاً عن العوامل التي تؤدي إلى وقوعك في هذه المعصية، وأعتقد أنك تعرفها جيدًا، ابحث عن هذه العوامل وبدقة، ثم ابحث عن الأسباب التي تؤدي إلى ضعفك، فإذا كان ذلك يتمثل في وجودك وحدك أمام الجهاز فترة طويلة فحاول أن تُقلل، وألا تدخل الإنترنت إلا عند الحاجة الضرورية، وأن تدخل إلى مواقع مُحددة ترى أنك في حاجة إليها، إذا لم تكن لك رغبة فأنصحك بعدم الدخول مطلقًا.

    حاول أولاً أن تقاوم رغبتك الداخلية بالدخول؛ لأن نفسك ستُلحُّ عليك، والشيطان سوف يضغط عليك بكل ما أُوتيَ من قوة حتى ترجع مرة أخرى إلى ممارسة هذا الأمر، حاول أن تقاوم وستنجح، واعلم أن الذي نجح ليس أفضل منك، هناك آلاف مؤلفة من الخلق كانوا مثلك يقعون في المعاصي ورغم ذلك استطاعوا أن يتخلصوا منها.

    فاعلم أن الأمر ليس مستحيلاً، ولكن قاوم الرغبة أولاً، ثم البحث عن الأسباب التي تؤدي إلى ضعفك واقضِ عليها، فمن الأسباب الدخول بغير داعي، أغلق هذا الأمر، حتى إن استطعت أن تُخرج الجهاز من غرفتك فافعل، القرار الأول الذي ستنجح فيه هو التخلص من الوسيلة التي تؤدي إلى ضعفك، إن تخلصت فسيُصبح من السهل عليك -بإذن الله تعالى- أن تتخلص من كل الآثار.

    قرارك في يدك، ونجاتك في يدك، وسعادتك في يدك، وتعاستك في يدك، والله تبارك وتعالى – أخِي محمد – ما كلفك بشيء أنت تعجز عن تنفيذه أبدًا؛ لأن الله قال: {لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها} فما دام قد كلفك الله بذلك فاعلم أنه في مقدورك، وأن بمقدورك أن تصنع ذلك، فاجتهد - باركَ الله فيك – في ترك هذا الأمر، وحاول، ولا تستسلم، ولا تضعف، وسوف يُعنيك الله تبارك وتعالى ويُسددك ويوفقك؛ لأن الله قال: {ومن يتق الله يجعل له مخرجًا}، هذا ضروري جدًّا.

    عليك بالبحث عن عوامل التقوية، عوامل التقوية بالمحافظة على الصلوات في أوقاتها، والمحافظة على أذكار الصباح والمساء، والمحافظة على أذكار ما بعد الصلوات، وممارسة الدعوة، رغم ظروفك التي أنت فيها، حاول أن تمارس الدعوة، وألا تتوقف عنها؛ لأن هذا سيكون رادعًا ومحفزًا ومُعينًا، خاصة عندما يدخل إلى رصيدك ملايين الحسنات يوميًا، هذه -بإذن الله تعالى- سوف تجعلك تخجل أن تجمع ما بين المتناقضات.

    عليك بالدعاء والإلحاح على الله تبارك وتعالى أن يُعينك الله، وأن يوفقك لأخذ القرار والثبات عليه.

    عليك أيضًا بسؤال والديك الدعاء لك، واعلم أن ما عند الله لا يصل إليه العبد بمعصية الله، وأنت الآن قد مَنَّ الله عليك بأن تخرجت من الجامعة وأصبحت مُهندسًا، ومما لا شك فيه أنك على رأس عملك، فهل شُكر الله أن تعصيه؟ فكّر في هذا، وأسأل الله أن يعينك على طاعته.
    أوصيك بكثرة تلاوة القرآن الكريم، مع المحافظة على أذكار اليوم والليلة فذلك سيكون سببا في طمأنينة قلبك وركونه للطاعات، قال تعالى: (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ).
    إذا أيقنت أن الله تعالى يراك فعليك أن تكون شديد الحياء منه، يقول -عليه الصلاة والسلام-: (اسْتَحْيُوا مِنْ اللَّهِ حَقَّ الْحَيَاءِ، قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا نَسْتَحْيِي وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، قَالَ لَيْسَ ذَاكَ، وَلَكِنَّ الاسْتِحْيَاءَ مِنْ اللَّهِ حَقَّ الْحَيَاءِ: أَنْ تَحْفَظَ الرَّأْسَ وَمَا وَعَى، وَالْبَطْنَ وَمَا حَوَى، وَلْتَذْكُرْ الْمَوْتَ وَالْبِلَى وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ تَرَكَ زِينَةَ الدُّنْيَا فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَقَدْ اسْتَحْيَا مِنْ اللَّهِ حَقَّ الْحَيَاءِ).
    احرص أن تتوفر شروط التوبة لديك، وهي: الإقلاع عن الذنب؛ والندم على فعله، والعزم على عدم العودة إليه، حتى تقبل توبتك وتمحى ذنوبك.

    عليك بالتخلص من التفكير السلبي لديك، وشجع نفسك على التفكير الإيجابي، واقطع الخواطر السيئة مباشرة، ولا تسترسل معها كلما جاءتك، واشتغل بالتسبيح والاستغفار وقراءة القرآن بتدبر وحضور قلب، وحاول أن تصاحب بعض الصالحين، وتعاون معهم على البر والتقوى والأعمال الصالحة، وإياك والانطواء والانزواء لوحدك، حتى لا يزداد فيك هذا الوساوس.

    ابتعد عن أماكن الفتنة والإغواء والمنكر، واحرص على السكن مع أناس صالحين ليعينوك على الطاعة والابتعاد عن المعصية، ولا تنفرد بالسكن في غرفة بمفردك، فإن أكثر ذنوب الخلوات بسبب الانفراد، واعرض نفسك على طبيب نفسي مختص، لعله يساعدك على العلاج.
    ابنتنا الفاضلة: بلا تردد ولا تعثر ولا مقدمات، وبكل ثقة ويقين نقول لك كما قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما بلغ عن رب العزة: (يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء، ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي، يا ابن آدم إنك لو أتيتني بُقراب الأرض خطايا، ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً لأتيتك بُقرابها مغفرة).

    هل بلغت ذنوبك الأرض وارتفعت إلي السماء؟ ولو كان فلا تيأس ، فالله عز وجل أرحم وأجل من أن يرد عبداً ذهب إليه تائباً، إن باب التوبة مفتوح أمامك وباب الطهارة والنظافة والعفاف لا يغلق مادمت على قيد الحياة، أما سمعت بنفسك قول الله تعالى: { قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم}؟

    أبشر وأمل في الله خيراً، وأقبل عليه بتوبة صادقة، واجعل حديث النبي صلى الله عليه وسلم: (التائب من الذنب كمن لا ذنب له) هدفاً تسعين إليه، ومن قول الله تعالى: {ورحمتي وسعت كل شيء} أملاً يدفعك إلى المزيد من الطاعات والعمل.
    فينبغي للإنسان ألا يقنط من رحمة الله تعالى، وأن يظنَّ بالله ظنًّا حسنًا، مع وقوفه عند حدود الله، واجتناب معاصيه بقدر الطاقة، فإذا وقع في الذنب فعليه أن يبادر بالتوبة.
    وقد جاء في الحديث الصحيح الذي رواه الإمام مسلم وغيره، قال فيه - صلى الله عليه وسلم – فيما يحكي عن ربه عز وجل، قال: (أذنب عبد ذنبًا فقال: اللهم اغفر لي ذنبي، فقال الله تبارك وتعالى: أذنب عبدي ذنبًا فعلم أن له ربًّا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب. ثم عاد فأذنب فقال: أي رب اغفر لي ذنبي، فقال الله تبارك وتعالى: عبدي أذنب ذنبًا فعلم أن له ربًا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب. ثم عاد فأذنب فقال: أي رب اغفر لي ذنبي. فقال الله تبارك وتعالى: أذنب عبدي ذنبًا فعلم أن له ربًّا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب، اعمل ما شئتَ فقد غفرتُ لك).

    فهذا الحديث العظيم فيه بيان أن الإنسان ما دام أنه يتوب إلى الله تعالى من ذنوبه فإن الله تعالى يغفر له، ولكن ينبغي الحذر من تلاعب الشيطان بالإنسان، وتمنيه بأنه سيتوب، والتسويف بالتوبة ونحو ذلك، فإن الإنسان لا يدري متى يُفاجئه الموت، فعلى العبد أن يخاف الله تعالى على هذا الذنب.

    كما أن على الإنسان أن يخاف ألا يوفقه الله تعالى للتوبة بعد ذلك، فإن قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن يُقلبها كيف يشاء، وهو سبحانه كما أخبر نفسه في كتابه: {يحول بين المرء وقلبه} فعلى العبد الحذر من الوقوع في الذنب بحجة أنه سيتوب بعدها.
    إن رحمة الله واسعة - - فبادر بالتوبة، واخلع عنك أوزار الماضي بكل ما فيه من سوء، وأقبلي على الله بقلب تقي نقي مشرق بالإيمان، وستعلمين ساعتها الفرق بين طريق التيه وطريق الهداية، طريق الغواية وطريق الهداية، طريق القلق والاضطراب، وطريق الأمن والاطمئنان: {الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب} وهذه بعض الوصايا أرجو أن تأخذيها بعين الاعتبار:

    1- لا تنظر بتضخيم إلى ماضيك، ولا تقولي يا رب ذنبي كبير، ولكن ليكن شعارك: (يا ذنب ربي كبير).

    2- لا تهون مما قمت به حتى لا يدفعك ذلك إلى النكوص، فكما أن الله غفور رحيم كذلك هو شديد العقاب، ولله غضبة لا يقوم لها شيء، أعاذني الله وإياك وكل مسلم ومسلمة من غضبة الله جل وعلا.

    3- تعجيل التوبة، وذلك بالكف عن هذه المعاصي، وبإعلانك التوبة والرجوع عن المعصية بينك وبين خالقك، قال تعالى: {وتوبوا إلى الله جميعاً أيه المؤمنون لعلكم تفلحون}.

    4- العزم على عدم العودة بأخذ الإجراءات العملية، كالبعد الكامل عن أصدقاء السوء، وكل من كان يجرك إلى الهاوية جراً، ولعل أفضل وسيلة إلى ذلك تغيير رقم هاتفك وإيميلك، وكل ما يمكن لهؤلاء التواصل به إليك.

    5- عدم التهاون في الصلاة، فعليك بالمحافظة على الصلاة المفروضة، فإن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، كما قال تعالى: {وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر}.

    6- التدين لا يعني الانغلاق والكآبة، بل عليك أن تمارس حياتك الطبيعية، قال تعالى: {قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة} ولا تشددي على نفسك في البداية بكثرة النوافل، فقليل دائم خير من كثير منقطع، فتعامل مع نفسك برفق وهدوء وروية في الطاعة، فليس المطلوب المبالغة في كثرة النوافل، بل المطلوب الحرص على طاعة الله والبعد عن المحرمات والفواحش

    7- يستحب التعارف على بعض الاخوة العاملين في المجال الدعوي، والانخراط معهم على الأقل في حضور بعض المحاضرات، من دون أن تتضرر بذلك، أو يؤثر ذلك علي سير حياتك الضرورية.

    8- ليس معنى التدين الخلو من المعاصي، فليس أحد معصوماً، ولكن التدين يعني عدم تعمد الذنب، وعند الوقوع فيه سرعة التوبة واللجوء إلى الله عز وجل.

    في الختام نسأل الله أن يبارك فيك، وأن يحفظك وأن يعينك على طاعته، ونحن سعداء بتواصلك مع الموقع والله ولي التوفيق.
    ونرشح لك هذه المقاطع
    https://way2allah.com/var-group-806.htm
    https://way2allah.com/var-group-796.htm
    https://way2allah.com/var-group-786.htm

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    x
    إدراج: مصغرة صغير متوسط كبير الحجم الكامل إزالة  
    x
    أو نوع الملف مسموح به: jpg, jpeg, png, gif
    x
    x
    يعمل...
    X