اريد التوبة وارى اعبادات كثيرة ولا اعرف كيف التزم انا تائهة انا اتوب واعود ولا اعرف كيف استمر اريد المساعدة ارجوكم اريد ان اثبت واحسن علاقتى مع الله واتقرب اليه كثيرا ولكنى لا اعرف
إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.
ساعدونى ارجوكم
تقليص
X
-
الكلمات الدلالية (Tags): لا يوجد
- اقتباس
-
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنرحب بك ابنتنا الفاضلة في الموقع، ونسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد، وهنيئًا لمن رغبت في محبة الوّهاب، نسأل الله أن يرزقك الإخلاص في القول والعمل، ونذكرك بأن ما عند الله من الخير لا يُنال إلا بطاعته،
فإنّ من رحمة الله تعالى بهذه الأمة أن فتح لها باب التوبة ، فلا تنقطع حتى تبلغ الروح الحلقوم أو تطلع الشمس من مغربها .
ومن رحمته تعالى بهذه الأمة كذلك أن شرع لهم عبادة من أفضل العبادات ، يتوسل بها العبد المذنب إلى ربه ، رجاء قبول توبته ، وهي “صلاة التوبة”
صلاة التوبة ركعتان، كما في حديث أبي بكر الصديق رضي الله عنه .
ويشرع للتائب أن يصليها منفرداً ، لأنها من النوافل التي لا تشرع لها صلاة الجماعة ، ويندب له بعدها أن يستغفر الله تعالى
يستحب أداء هذه الصلاة عند عزم المسلم على التوبة من الذنب الذي اقترفه ، سواء كانت هذه التوبة بعد فعله للمعصية مباشرة ، أو متأخرة عنه ، فالواجب على المذنب المبادرة إلى التوبة ، لكن إن سوّف وأخّرها قبلت
فعلى المسلم إذا صدر منه ذنب أن يبادر بالتوبة إلى الله تعالى والإكثار من الاستغفار لعل الله تعالى يمحو عنه ما ارتكبه من معصية، ومن ضمن ما يكون سببا في تكفير الذنوب صلاة التوبة، ويمكن تسميتها بصلاة الاستغفار لاشتمالها عليه وهي صلاة ركعتين بعد الطهارة.
فقد قال صلى الله عليه وسلم: ما من عبد يذنب ذنبا فيحسن الطهور ثم يقوم فيصلي ركعتين ثم يستغفر الله إلا غفر له، ثم قرأ هذه الآية: [وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ](آل عمران: 135). صححه الشيخ الألباني.
إن هذه مفاتيح الطمأنينة والسعادة، والسعادة التي بحث عنها الناس في المناصب وفي الأموال وفي الزواج وفي الذهب والفضة وفي الخيل المسومة والأنعام والحرث؛ لم يجدها إلا ذلك المؤمن الراضي بقضاء الله وقدره، المواظب على ذكره وشكره وحسن عبادته، خاصة ذكر الله تبارك وتعالى هو ميدان وبعث الطمأنينة، وهو الخلاصة من العبادات، فإن ربنا أراد أن يُطاع فلا يُعصى، وأراد أن يُذكر فلا يُنسى، وأراد أن يُشكر فلا يُكفر، فشرع هذه الطاعات سبحانه وتعالى، قال تعالى: {الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب}.
فواظبي على الطاعات، واعلمي أن اللذة في العبادة لا تُنال إلا بالاستمرار؛ لذلك ورد عن السلف ممن قال: (جاهدتُ العبادة عشرين سنة، ثم تلذذتُ بالعبادة عشرين سنة) فهو يجاهد نفسه في الخشوع والعبادة حتى يجد لذتها، فلذة العبادة لا تُنال إلا بالاستمرار في طاعة الله تبارك وتعالى، فحاولي أن تعاندي الشيطان، وتستمري على التلاوة، وتستمري على الصلاة، وتجتهدي في استحضار الخشوع حتى يأتيك الخشوع، حتى تأتيك اللذة، لذة العبادة، وثمرة العبادة لا تنال إلا بالمجاهدات، وإلا بالإصرار على طاعة الكبير المتعال، والمضي في هذا الطريق وهذا الدرب.
إن الجنة حق والنار حق والقيامة حق، وسنقف بين يدي الله وسنسأل عن أعمالنا، وسنبعث بعد الموت، فإذا كنت تؤمن بهذا كله وكنت على يقين بأن الله عز وجل بالمرصاد فإن تفكرك وتذكرك لهذه الذنوب سيورث في قلبك هذا النوع من الألم، وهو الندم، وهو أول طريق للتوبة.
الندم على ما فات من الذنوب والمعاصي، ثم العزم على عدم العودة إليها في المستقبل، مع تركها في الزمن الحاضر.
إذا أخذت نفسك بالعزيمة والجد، واستعنت بالله سبحانه وتعالى على التوبة، فإن الله عز وجل سييسرها لك، فإنه سبحانه وتعالى يتوب على الإنسان ليوفقه للتوبة، ومهما كانت ذنوبك وعظمت خطياك وإن بلغت بعدد رمال الصحراء أو قطرات بحار الماء أو بعدد أوراق الأشجار وعدد قطر الأمطار، فإن عفو الله تعالى ورحمته أوسع من ذلك كله، وقد قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: {قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعًا إنه هو الغفور الرحيم} فالله تعالى ليس بحاجة إلى تعذيبك، غني عن عملك، كما قال تعالى في كتابه الكريم: {ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم}.
أبشري – أيتهَا الفاضلة– بواسع رحمة الله تعالى، وأبشر بعفو الله ومغفرته، وأقبلي على ربك بصدق، وقد أسلم الكفار فقبل الله تعالى منهم إسلامهم، وأسلم الذين حاربوا رسول الله وآذوه فقبل الله تعالى إسلامهم، واقرأ القرآن لتجد أن كل الذنوب عرض الله سبحانه وتعالى على أصحابها التوبة، الكفار، اليهود، النصارى، الزناة، السُّراق، أكلة الربا، كل هؤلاء عرض الله تعالى عليهم التوبة في كتابه العزيز، وأنت لم تكن أسوأ حالاً من هؤلاء جميعًا.
عليك بالرفقة الصالحة فإنها تدلك على الخير وتعينك عليه، بخلاف الرفقة السيئة التي تحملك على الآثام والذنوب صغيرها وكبيرها، والعياذ بالله.
التوبة معروضة عليك، فخذ بالحزم والجد، وابحثي عن الصالحات وصاحبيهم وجاليسيهم، وستلمس - بإذن الله تعالى – من حالك تغيرًا.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله, ثم بالمحافظة على الصلاة؛ فإنها الميزان للمسلم في الدنيا, وهي أول ما يحاسب عليه في الآخرة، وعليك بكثرة اللجوء إلى مصرف القلوب، ومرحباً بك في موقعك
الزمي الاستغفار وأكثري من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فذلك من أسباب تفريج الهموم، ففي الحديث: (مَنْ لَزِمَ الِاسْتِغْفَارَ جَعَلَ اللَّهُ لَهُ مِنْ كُلِّ ضِيقٍ مَخْرَجًا، وَمِنْ كُلِّ هَمٍّ فَرَجًا، وَرَزَقَهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ) وقال لمن قال له أجعل لك صلاتي كلها: (إِذًا تُكْفَى هَمَّكَ وَيُغْفَرُ لَكَ ذَنْبُكَ).
أكثري من تلاوة القرآن الكريم وحافظي على أذكار اليوم والليلة يطمئن قلبك كما قال تعالى: (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ).
إن أردت الحياة الطيبة المستقرة فعليك بالإيمان والعمل الصالح فقد وعد الله من تحقق فيه ذلك أن يحييه حياة طيبة يقول تعالى: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ).
تضرعي بالدعاء بين يدي الله تعالى وأنت ساجدة وتحيني أوقات الإجابة، وسلي الله تعالى أن يردك إليه ردا جميلا وأن يقذف الإيمان في قلبك ويرزقك الثبات ويجنبك الشيطان ووساوسه وخطراته، ولا تيأسي من روح الله ولا تنقطعي عن الدعاء فقد قال عليه الصلاة والسلام: (يستجاب لأحدكم ما لم يعجل يقول دعوت فلم يستجب لي).
نسعد بتواصلك، ونسأل الله تعالى أن يسمعنا عنك خيراً وأن يكتب لك التوفيق والنجاح.
- اقتباس
تعليق