انا احارب نفسي منذ 12 سنة ولم اثبت بعد التزمت اطول فترة سنة ونصف وبعدها اصبح التزامي متقطع المشكلة انني كنت اجدد توبتي واعود واعاهد الله اني ساستمر واستمر حتى لو لمدة يسيرة ولكني الان لا اندم لا اجدد لا اتغير لا ابرمج لا شيئ البتة اذم نفسي واحتقرها لا غير والكارثة اني اصبحت انذر نذورا لاجبر نفسي على الالتزام ثم انقض العهد عندما اتذكر كيف كنت اشتاق لتلك الروحانيات وكانني طائر يحلق بغمرة من البهجة يا الله على تلك الايام هل اصبحت دون فائدة هل لن اعود كما كنت ابدا هل هو غضب الله علي الذي يضيع علي طرق الهداية طالت بي الانتكاسة ارجوكم انقذوني من هذا الضياع
إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.
لماذا هذا الضياع
تقليص
X
-
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
إنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يغفر ذنبك، وأن يستر عيبك، وأن يتجاوز عن سيئاتك، وأن يجنبك الفواحش والفتن ما ظهر منها وما بطن.
بخصوص ما ورد برسالتك -أخي الكريم الفاضل-: أرى أن عزيمتك قوية، وأنك بمقدورك أن تُغيِّر هذا الواقع المؤسف الذي تعاني منه، والدليل على قوة عزيمتك هذه المحاولات المتكررة مع عدم اليأس، ولقد استطعت لفترات معقولة أن تترك هذه المعصية، وهذا إن دلَّ على شيء فإنما يدلُّ على أن لديك القدرة على أن تتركها نهائيًا.
كل الذي في الأمر أنك تضعف، وأنك لا تستمر في مواصلة قرارك والثبات عليه والحرص على تنفيذه، فأنت رجلٌ تتردد في قراراتك، ولست جادًا فيه، وهذا عيب من الممكن علاجه بشيء من العزيمة والرغبة في تغيير واقعك، تستطيع -بإذن الله تعالى- أن تنتصر.
لقد حاولت – كما ذكرتَ – أكثر من مرة، وهذا في حد ذاته يعتبر شهادة لك وليست ضدك، وإنما يعتبر إثباتًا على أنك قادر، وأن بمقدورك أن تترك هذه الذنوب والمعاصي كلها -بإذن الله تعالى- ولكن المشكلة تكمن في أنك – كما ذكرت – لا تواصل عملية الثبات على القرار.
من هنا فإني أقول – -: اعلم رحمك الله أنه لن يُنقذك مما أنت فيه إلا أنت، انت هو الوحيد القادر على أن يُنقذ نفسك ، فإذا لم يكن لديك رغبة جادة وصادقة فثق وتأكد أننا لو جمعنا كل وسائل المراقبة وكل أهل الأرض ليمنعوك من ذلك ما استطاعوا.
خذ قرارًا شُجاعًا وقويًّا بالتوقف، ابحث أولاً عن العوامل التي تؤدي إلى وقوعك في هذه المعصية، وأعتقد أنك تعرفها جيدًا، ابحث عن هذه العوامل وبدقة، ثم ابحث عن الأسباب التي تؤدي إلى ضعفك، فإذا كان ذلك يتمثل في وجودك وحدك أمام الجهاز فترة طويلة فحاول أن تُقلل، وألا تدخل الإنترنت إلا عند الحاجة الضرورية، وأن تدخل إلى مواقع مُحددة ترى أنك في حاجة إليها، إذا لم تكن لك رغبة فأنصحك بعدم الدخول مطلقًا.
حاول أولاً أن تقاوم رغبتك الداخلية بالدخول؛ لأن نفسك ستُلحُّ عليك، والشيطان سوف يضغط عليك بكل ما أُوتيَ من قوة حتى ترجع مرة أخرى إلى ممارسة هذا الأمر، حاول أن تقاوم وستنجح، واعلم أن الذي نجح ليس أفضل منك، هناك آلاف مؤلفة من الخلق كانوا مثلك يقعون في المعاصي ورغم ذلك استطاعوا أن يتخلصوا منها.
أنت أيضًا تخلصت منها لعدة أشهر، فاعلم أن الأمر ليس مستحيلاً، ولكن قاوم الرغبة أولاً، ثم البحث عن الأسباب التي تؤدي إلى ضعفك واقضِ عليها، فمن الأسباب الدخول بغير داعي، أغلق هذا الأمر، حتى إن استطعت أن تُخرج الجهاز من غرفتك فافعل، القرار الأول الذي ستنجح فيه هو التخلص من الوسيلة التي تؤدي إلى ضعفك، إن تخلصت فسيُصبح من السهل عليك -بإذن الله تعالى- أن تتخلص من كل الآثار.
قرارك في يدك، ونجاتك في يدك، وسعادتك في يدك، وتعاستك في يدك، والله تبارك وتعالى – أخِي – ما كلفك بشيء أنت تعجز عن تنفيذه أبدًا؛ لأن الله قال: {لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها} فما دام قد كلفك الله بذلك فاعلم أنه في مقدورك، وأن بمقدورك أن تصنع ذلك، فاجتهد - باركَ الله فيك – في ترك هذا الأمر، وحاول، ولا تستسلم، ولا تضعف، وسوف يُعنيك الله تبارك وتعالى ويُسددك ويوفقك؛ لأن الله قال: {ومن يتق الله يجعل له مخرجًا}، هذا ضروري جدًّا.
عليك بالبحث عن عوامل التقوية، عوامل التقوية بالمحافظة على الصلوات في أوقاتها، والمحافظة على أذكار الصباح والمساء، والمحافظة على أذكار ما بعد الصلوات، وممارسة الدعوة، رغم ظروفك التي أنت فيها، حاول أن تمارس الدعوة، وألا تتوقف عنها؛ لأن هذا سيكون رادعًا ومحفزًا ومُعينًا، خاصة عندما يدخل إلى رصيدك ملايين الحسنات يوميًا، هذه -بإذن الله تعالى- سوف تجعلك تخجل أن تجمع ما بين المتناقضات.
عليك بالدعاء والإلحاح على الله تبارك وتعالى أن يُعينك الله، وأن يوفقك لأخذ القرار والثبات عليه.
عليك أيضًا بسؤال والديك الدعاء لك، واعلم أن ما عند الله لا يصل إليه العبد بمعصية الله، وأنت الآن قد مَنَّ الله عليك بأن تخرجت من الجامعة وأصبحت مُهندسًا، ومما لا شك فيه أنك على رأس عملك، فهل شُكر الله أن تعصيه؟ فكّر في هذا، وأسأل الله أن يعينك على طاعته.
ولكنَّ الانتكاس والعودة إلى الوراء بعد التقدم قد تكون له أسباب، منها مثلاً احتفاظ الإنسان بآثار المعاصي القديمة، وبآلاتها، وبذكرياتها، وبإيميلاتها، وبرفقتها، وهذه نقطة من الخطورة بمكان، فالإنسان إذا تاب ينبغي أن يكون مخلصًا في توبته، فالتوبة لله لا لغيره، صادقًا في توبته؛ لأن توبة الكذابين هي أن يتوب اللسان والقلب يتشوق المعصية، يتذكر أيامها وذكريات المعصية.
كذلك ينبغي أن يتخلص من رفقة المعصية، ومن بيئة المعصية، ومن كل ما يُذكره بالمعصية، فهل عندك هذا الشيء؟ هل نستطيع أن نقول: سبب الانتكاس والرجوع إلى الوراء هو أن آثار المعاصي ماثلة أمامك؟ ثم ما هي المعاصي؟ هل هي متمثلة فقط في ترك الصلاة والصيام؟ وطبعًا هذا أمر عظيم، لكن نحن نريد أن نسأل: هل هناك معاص أخرى؟
إذا لم تكن هناك أسباب مادية ظاهرة، كوجود أصدقاء، أو وجود بيئة معصية، أو وجود ذكريات المعصية، أو نحو ذلك، قد يحتاج الأمر إلى رقية شرعية، ونتمنى أن تقرأ الرقية الشرعية على نفسك، وأن تواظب على أذكار المساء وأذكار الصباح، وأن تحرص على قراءة سورة البقرة -وخاصة آية الكرسي-، وخواتيم سورة البقرة.
نسأل الله لنا ولك الثبات على الحق حتى الممات، ونعوذ بالله من الأشرار والقنوات الهابطات، ونسأل الله أن يُصلح لنا ولكم الأعمال والنيات...وبعد،،،
فإن مما يُعين الإنسان على الثبات على الحق ما يلي:
1- الدعاء والتوجه إلى الله.
2- الإخلاص في العودة، وصدق التوبة، فإن توبة الكذابين هي أن يقول الإنسان: تبت إلى الله مع أن القلب متعلق بالمعاصي.
3- الانتقال من بيئة المعصية، وقد جاء في الحديث: (ولكنك بأرض سوء فانتقل إلى أرض كذا وكذا).
4- التخلص من رفاق السوء، ومصاحبة الأخيار، لقوله صلى الله عليه وسلم: (... فإن بها أقواماً يعبدون الله فاعبد الله تعالى معهم).
5- التخلص من أدوات المعصية مهما كانت قيمتها.
6- طلب العلم الشرعي، والحرص على مجالسة الصالحين.
7- إيجاد البرامج البديلة.
8- الإكثار من الاستغفار.
9- تجنب الوحدة؛ فإن الشيطان مع الواحد.
10- التوغل في الدين برفق، فإنه لن يشاد الدين أحد إلا غلبه.
11- عدم الالتفات إلى كلام المثبطين حتى ولو كانوا من الأقربين.
12- معرفة مصايد الشيطان وكيد الأشرار.
13- عدم التأخر في العودة والتوبة.
وأرجو أن تحرص على سرعة الرجوع إلى الله، وأن تتذكر أن الله غفار تواب رحيم، واعلم أن الشيطان يريد أن يجعلك تيأس من رحمة الله، ولعلك سمعت حديث النبي صلى الله عليه وسلم في الرجل الذي أذنب ثم استغفر فقال رب العزة والجلال: (علم عبدي أن له ربّاً يغفر الذنب ويأخذ به، أشهدكم أني قد غفرت له...)، ولذلك قال الحسن البصري: (يتوب ويستغفر وإن عاد مراراً. فقيل له: إلى متى؟ فقال: حتى يكون الشيطان هو المدحور).
واعلم أن التائب لابد له من عزيمة، وأرجو أن تستفيد من هذه المواسم الطيبة فتكثر من الصيام ، ، وإذا كنت تستطيع أن تترك الطعام والشراب لله فكيف تعجز عن ترك المعاصي والذنوب!!
وأخيرا عليك بالاستعانة بالله، والمداومة على العمل الصالح، وأكثر من قول لاحول ولا قوة الا بالله، والتحق بحلقة في طلب العلم الشرعي، واحرص على مجالسة الصالحين، وأشعل نفسك بكل نافع ومفيد.
فهون على نفسك يا بني، وأحسن الظن بربك، وأكثر من الاستغفار والتوبة، ولا تيأس أبدا مهما حصل منك من ذنب أو خلف لوعد مع ربك، فأنت ما زلت على خير، وسؤالك وحرصك على التوبة دليل خير فيك مهما حصل منك.
وجدد التوبة بين الحين والأخرى، ولا تيأس، فالله غفور رحيم.
فاستعن بالله ولا تعجز، وتضرع إليه فإنه يجيب من دعاه.
وفقك الله لما يحبه ويرضاه.
- اقتباس
تعليق