إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

أتوب وأعود ثم وصلت لدرجة اليأس واللامبالاة

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أتوب وأعود ثم وصلت لدرجة اليأس واللامبالاة

    زهقت من ذنوبي، أتوب وأعود، يئست،اتخنقت والله عايز أتوب وأموت بعدها،مش عايز أعصي ربنا تاني ودعوت كثيرا بالتوبة والهداية ثم الموت ليس لأجل ضر أصابني في الدنيا،نفسي تحب ذنب هو نقطة ضعف كل رجل وهو عدم غض البصر،أغض بصري لفترة لكن لا أطيق ونفسي تغلبني
    تبت توبة نصوح وندمت وعزمت على عدم العودة، دعوت وألحيت على الله كثيراً بأن يتوب علي ويقبضني إليه عاجل غير آجل (ليس لأجل ضر أصابني في الدنيا) وأن يحيني ما كانت الحياة خير لي ويتوفني إذا كانت الوفاة خير لي، لكن رجعت للذنوب، ووصلت لدرجة اليأس واللامبالاة ومابقاش فارق معايا أذنب أو لا، لماذا لم يستجب دعائي، والله حياتي لا أجني منها إلا الذنوب، أريد التوبة ثم الموت وفقط، أعتقد أن موتي كان أفضل بكثير من اليأس واللامبالاة اللي وصلتلها
    أعرف كلام الحسن البصري وعدم اليأس من التوبة، لكن لا أطلب إلا للدعاء بالهداية والتوبة ثم الموت
    والله إن حياتي ليست خير لي وإن وفاتي خير لي كي أتخلص من ذنوبي

  • #2
    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
    أخي الكريم: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

    سؤالك هذه جيد ينم عن حس وشعور بالذنب، وهذه من علامات الخوف من الله وتعظيمه، لأن من يطلب التوبة لديه إحساس وشعور بالذنب، وهذه أول علامات التوبة، لأن التوبة هي إحساس وشعور مع تأنيب للضمير، أن المسلم قد ارتكب خطأ ما في حق الله سبحانه وتعالى، أو أنه قد ارتكب امرًا قد نهى الله عنه، فهنا يأتي الإحساس الصادق بالخوف والخجل من الله سبحانه وتعالى، كيف ينهانا عن فعل أمر، ويغدق علينا من النعم، ثم نتمتع بهذه النعم، وبعدها نعصيه مع سبق الإصرار والترصد، أرأيت يا أخي إنك على مشارف باب التوبة.
    فإذا أردت أن تتوب، لابد لك من توفر شيء يقال له الإرادة، والإرادة هي التغلب وقهر النفس عن الولوغ في المحرمات المحببة والتي تطرب لها النفس، مثل: النساء الأجنبيات عنك وما في حكمها، خاصة في مثل مجتمعكم الفرصة متاحة لهذا، والخمور، وترك الصلوات والغناء وأكل الربا... الخ من المعاصي التي يتاح فعلها دون مراقبة أو محاسبة، فأنت بالإرادة القوية تجعل نفسك هي الرقيب عليك، لأنك تستحضر عظمة ربك المطلع عليك في كل ذرة من حياتك، وهنا يقع كثير من الناس في الهلكة، أنهم لا يراقبون الله الذي يراهم في كل لحظة، ولا يعظمونه، ولك أن تتأمل لو أن أحدنا أراد أن يرتكب مخالفة يحاسب عليها القانون، ألا يختفي عن أعين البوليس لكي لا يراه، حتى في قيادتنا للسيارة نتجاوز إشارة المرور ونحن خائفون من عين رجل المرور أن تسجل علينا مخالفة، إذًا ربنا أحق بهذا.
    إذا أردت أن تتوب، لابد أن تعلم بمميزات التوبة، وما هي المكتسبات التي سوف تحصل عليها..؟ من أجل الترغيب للعبد في التوبة، لأن هناك مميزات يمنحها الله سبحانه وتعالى لمن يعصيه ثم يتوب، من أجل الترغيب للعبد -وإلا هو سبحانه غني عنا- فأول هذه المميزات: أن التوبة تمحو ما قبلها من الذنوب، كما قال ذلك رسولنا محمد، صلى الله عليه وسلم: لعمرو بن العاص ، رضي الله عنه عندما أراد أن يسلم، أن الإسلام يهدم ما كان قبله، وأن التوبة تجب ما قبلها، إذًا هذا مكسب عظيم لمن كان له قلب يعقل وعقل يفكر.

    الثاني: تخيل أخي أن ربك يفرح بتوبتك، نعم أنت، وهو الغني عنك، ألا يعطيك هذا دافعًا عظيمًا لاقتحام نهر التوبة والاغتسال فيه..؟
    الثالث: لا أحد يحجزك أن تتوب، وأن تكون رجلا محترما، وكل ما تعلقت بالله وأديت ما أمرت به واجتنبت ما نهيت عنه رفع الله شأنك وأحبك الناس فتصير بذلك محترما.
    المعصية شؤم تجعل المسلم يكون حالك النفس مظلم الوجه، وهذه من أهم الأسباب التي تجعل قلوب الخلق تنغلق إذا رأت علامات المعصية على وجه العاصي، وهي من أهم الأسباب التي تحول بين العبد وبين التوبة، لأنها -أي المعصية- درجات تتسع كلما أوغلنا في ارتكابها، أو تساهلنا في شأنها، وهذه هي التي ذكر الله سبحانه في كتابه في سورة المطففين، عندما قال سبحانه (كلا بل ران على قلوبهم... الآية) وهو الران الذي يطمس على القلب فيبدأ برد الحق والعمل به، ويتقبل المعصية ويستهين العمل بها، شيئا فشيئا. وقد ذكر العلماء أن للتوبة النصوح شروطاً لا بد من توفرها لدى العبد إذا أراد أن يتوب،

    وقد رتبت ترتيبا منطقيا جميلا متسلسلا تجعل العبد يقبل هذه الشروط بكل عفوية، وهي تنعقد تلقائيا إذا قرر العبد التوبة وهي:
    1- الإقلاع الفوري عن المعصية المراد التوبة منها، ومن كل المعاصي القريبة منها، لاحظ الإقلاع الفوري بدون تردد، حتى ولو كان هذا العمل فيه متعة ولذة ومحببًا، ليتقرر صدقك من عدمه هل تتركه في لحظتها أم لا، مثل ما فعل الصحابة مع الخمر، والتي كان بعضهم يشربها مدة طويلة، فلما نزلت آية تحريم الخمر، وختمت بقولة تعالى: "فهل أنتم منتهون" قالوا بصوت واحد انتهينا، ثم أهرقوا الخمر حتى سالت طرقات المدينة، فأنت لديك ميزان ذلك من نفسك.
    2- عقد العزم على عدم العودة لهذه المعصية مهما تكن الأسباب، إرادة تتبعها قوة في التنفيذ، حتى ولو قرضت بالمقاريض، لأنك تعرف عظمة من عصيت سبحانه وتعالى. وإذا أردت أن تستوعب ذلك الإقلاع، تأمل أن ما تفعل فيه ضرر عليك، وأنك محاسب عليه.
    3- الندم وانكسار القلب والحرقة تحسها في نفسك، لماذا..؟ لأنك تجرأت على مالك الملك الذي أعطاك نعم لا تقدر بثمن، ورغم ذلك عصيته بنفس النعم التي أعطاك إياها، وهذا الندم أشبه بثوب الخجل الذي يعتري الشخص المرتكب حماقة بحق ملك أو وزير -ولله المثل الأعلى-.
    إذا هذه إمارات أو علامات أو شروط التوبة سمها ما شئت. وهناك شرط رابع، إذا كانت المعصية بحق أحد من البشر فعليك أن تتحلل منه، أو ترد عليه مظلمته أو دينه أيا كان، المهم أن تستبيح منه، وتجعله يسامحك، وبعض العلماء قال: إذا خشي المذنب من حدوث فتنة من جراء إعادة الحق، مثل أن يرتكب شاب حماقة ويعاكس ابنة جيرانهم، فيحدث توبة بعد حين من الزمن، وهنا عليه حق لولي تلك الفتاة التي عاكسها، لأن وليها لا يعلم عن هذه الفعلة شيئا، إذا أراد التائب أن يستبيحه قد تحدث فتنة أو قتل أو ضرب، قال بعض العلماء عليه أن يدعو له بظهر الغيب، وأن يكتم هذا الأمر مهما كانت الظروف، أو إذا كان الحق مالاً مسروقا ولا يعرف أين صاحبه أو ورثته، فعليه أن يتصدق به عن صاحبه...
    الذي يرتكب المعصية مرة بعد مرة : ذنبه مغفور في كل مرة إن أعقب معصيته بتوبة - إن كانت توبته في كل مرة صادقة - والدليل على جواز التوبة مرة بعد مرة : أن الذين ارتدوا عن الإسلام زمن أبي بكر ردهم أبو بكر إلى الإسلام وقبل منهم ذلك ، علماً بأنهم كانوا كفاراً ثم دخلوا في الإسلام ثم رجعوا إلى الكفر ثم دخلوا الإسلام ، وقبِل الصحابة كلهم منهم التوبة على الرغم من أن الذي فعله المرتدون هو شر من الذي يفعله العاصي المسلم فقبول التوبة من المسلم العاصي ، ولو كانت متكررة أولى من قبول توبة الكافر مرة بعد مرة .


    ولكن هذا الذي نقوله بشرط أن تكون التوبة الأولى وما بعدها توبةً نصوحاً صادقة من قلب صادق وألا تكون مجرد تظاهر بذلك .

    وكلامنا هذا لا يُفهم منه أننا نشجع على المعاصي وارتكابها مرة بعد مرة وأن يجعل المسلم رحمة الله تعالى وتوبة الله تعالى عليه سُلماً للمعاصي ، لا ، إنما نريد أن نشجع العاصي للتوبة مرة بعد مرة ، فنحن نريد أن نُطمئن قلبَ المسلم الذي يريد أن يرجع إلى الله تعالى ونقول له : باب الرحمن مفتوح ، وعفوه أكبر من معصيتك ، فلا تيأس من رحمة الله تعالى وعُد إليه .
    قال الحافظ ابن رجب الحنبلي :

    … وروى ابن أبي الدنيا بإسناده عن علي قال : "خياركم كل مفتن تواب . [ يعني كلما فُتِن بالدنيا تاب ] . قيل فإذا عاد ؟ قال : يستغفر الله ويتوب ، قيل : فإن عاد ؟ قال : يستغفر الله ويتوب ، قيل : فإن عاد ؟ قال : يستغفر الله ويتوب ، قيل : حتى متى ؟ قال : حتى يكون الشيطان هو المحسور " .

    وخرج ابن ماجه من حديث ابن مسعود مرفوعا : (التائب من الذنب كمن لا ذنب له) . حسنه الألباني في صحيح ابن ماجه (3427) .

    وقيل للحسن : ألا يستحيي أحدنا من ربه يستغفر من ذنوبه ثم يعود ثم يستغفر ثم يعود ، فقال: ودَّ الشيطان لو ظفر منكم بهذا ، فلا تملوا من الاستغفار .
    *أمر ثالث عليك أن تقاوم ذلك بكثرة الطاعات*** فإن الطاعة تقاوم المعصية، والخ

    ثم إن أهم ما يعين على غض البصر ـ بعد الدعاء والاستعانة بالله ـ مجاهدة النفس وحبسها على ذلك، فمع المجاهدة والتمرس يصبح هذا الأمر عاديا لدى الإنسان ويصير متعودا عليه، فلا يرفع بصره إلى ما حرم الله، ولا ينظر إلى ما لا يجوز له، مع العلم أن الإنسان غير مطالب بما يفوق طاقته، فلا يكلف الله نفسا إلا وسعها، وقد قال تعالى: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ {التغابن:16}.
    يقاوم الشر، والنفس إذا شغلتها في الخير انشغلت به وإلا شغلتك بالباطل. فعليك أن تكثر من الطاعات وتنشغل بأعمال البر الصالحة.
    أولا لتشغلك عن المعصية.
    وثانيا حتى في حال وقوعك في المعصية لتقاوم أثرها، والله عز وجل يقول: (وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفًا من الليل. إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين).
    إن الحسنات يذهبن السيئات، يذهبنها من صحائف الأعمال. ولهذا قال النبي (صلى الله عليه وسلم) : (وأتبع السيئة الحسنة تمحها). فتمحى السيئة بالحسنة التي تكون بعدها.
    وتُذهب الحسنات السيئات أيضا وتمحو أثرها من قلبك، فكثرة الطاعة والصلاة والذكر والتسبيح تمحو أثر المعصية، السواد الموجود في قلبك والقسوة والجفاف، فيكون في قلبك نور وإيمان وإشراق.
    وتمحو أثرها من حياتك أيضا فتجد توفيق الله تعالى وتأييده لك إذا أقبلت على الطاعات.
    وأظن معصيتك من معاصي الشهوات مثل الوقوع في العادة السرية أو نحوها فهي أكثر ما يشتكى منها. فعليك أن تسعى إلى تحصين نفسك بالزواج المشروع وبذل الأسباب في ذلك بقدر ما تستطيع، فإن لم تستطع فعليك بتناول الدواء النبوي: (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، فمن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء).


    أمَّا كوْن السائل الكريم يتوب ثمَّ يعود، فهذا حال أكثر الخلق، فلا يَحملنَّك هذا على ترْك التَّوبة حياءً من الله، أو القنوط من رحمة الله؛ فكلَّما أذنبت ذنبًا فأحدِث توبة وندمًا واستغفارًا، وعزمًا جديدًا على عدم العود، وهكذا، فما أصرَّ من استَغْفَر، ولو عادَ في اليوم سَبْعِينَ مرَّة، كما قال الصادق المصدوق صلَّى الله عليه وسلَّم.

    وفي الصَّحيحين عن أبي هُرَيْرة عن النَّبيِّ - صلَّى الله عليْه وسلَّم - فيما يَحكي عن ربِّه - عزَّ وجلَّ - قال: «أذْنب عبدٌ ذنبًا، فقال: اللهمَّ اغفر لي ذنبي، فقال - تبارك وتعالى -: أذنب عبدي ذنبًا فعلِم أنَّ له ربًّا يَغفر الذَّنب ويأخذ بالذَّنب، ثمَّ عاد فأذنب فقال: أي رب، اغفر لي ذنبي، فقال - تبارك وتعالى -: عبدي أذنبَ ذنبًا فعلِم أنَّ له ربًّا يغفِر الذَّنب ويأخذ بالذَّنب، ثمَّ عاد فأذنب فقال: أي ربِّ، اغفر لي ذنبي، فقال - تبارك وتعالى -: أذنب عبدي ذنبًا فعلِم أنَّ له ربًّا يغفر الذَّنب ويأخذ بالذَّنب، اعمل ما شئت فقد غفرتُ لك».

    واقرأ حملة عينك أمانة
    https://way2allah.com/eye/
    هذه بعض النقاط التي تساعدك لتكون رجلا محترما وصادقا، وأنت إن شاء الله على خير، فاثبت واستمر في طريقك والله سبحانه وتعالى يوفقك.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    x
    إدراج: مصغرة صغير متوسط كبير الحجم الكامل إزالة  
    x
    أو نوع الملف مسموح به: jpg, jpeg, png, gif
    x
    x
    يعمل...
    X