إعـــــــلان

23-02-2019, 06:55 PM

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وأسعد الله أوقاتك بكل خير.
أيها السائل الكريم، لدي تفاؤل كبير، وشعور عميق بقرب هدايتك –إن شاء الله تعالى- ذلك أن الاعتراف بوجود مشكلة ما ، والبحث لها عن حل عند ذوي الاختصاص والخبرة يعد خطوة أولى ومهمة في الطريق الصحيح.
لقد قرأت رسالتك بعناية أكثر من مرة فأحسست بأنك رجل جاد، لا زلت تحتفظ برصيد جيد من نداء الفطرة والإيمان، ويبدو أن فترة الشباب التي تعيشها ، لم يلهك عن النظر في علاقتك بربك -سبحانه- الذي أمهلك طويلاً، ومنحك الفرص المتتابعة لمراجعة نفسك ومعرفة أين تكون وإلى أين تسير؟
أيها الفاضل، دعني أصارحك بلا نفاق أو مجاملة –أنت في غنى عنها- فاعلم– حفظك الله- أن أداء الصلاة في وقتها المحدد ركن أساس من أركان ديننا العظيم، بدونها يصبح الإنسان خارجاً عن دائرة الإسلام شاء أم أبى، ولا ينفعه انتماؤه لأمة المسلمين بموجب هويته الشخصية أو إصراره الذاتي أن يقال له: مسلم!!
قال الله –تعالى-:"فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم في الدين" ومعنى ذلك: أنهم إن لم يقيموا الصلاة فليسوا إخوة لنا في الدين!!
وفي صحيح مسلم من حديث جابر –رضي الله عنه- قال –عليه الصلاة والسلام-:"بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة" وفي السنن من حديث بريدة -رضي الله عنه- قال النبي –صلى الله عليه وسلم-: "العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر".
فالمسألة –بارك الله فيك- بالغة الخطورة، إنها مسألة كفر وإسلام، ونار وجنة ورب الكعبة، إن تارك الصلاة يُعرّض نفسه لذات المصير الذي ينتظر أبا لهب وأبا جهل وفرعون وهامان وقارون بل وإبليس، ألا وهو الخلود الأبدي في النار؟!!
فهل تحب أن تواجه هذا المصير المشؤوم؟ حاشاك وأنت ابن لأبوين ساجدين راكعين يخافان الله.
إن الفرصة الآن بيدك، ما دامت أنفاسك تتردد بين جنبيك، لكن أحداً في هذا الكون لا يستطيع أن يحدد كم بقي لك من الأنفاس فملك الموت لا يعرف الاستئذان!!
جميل جداً أن نعترف بأخطائنا، لكن ذلك الجمال يذوب حين يظل الاعتراف مجرد تنفيس وبث للآهات دون أن ننتقل إلى مرحلة الإصلاح والتغيير الفعلي!! أليس كذلك؟
تفكر في نعم الله عليك، ستعجز عن العد والحصر، فهل تقابل الإحسان بالجحود والنكران؟ أمرٌ لا ترض أن يقابلك به أحد من الخلق فكيف تقابل به الخالق؟
هل تريدي أن تعرف كيف؟ اقرئ قوله –تعالى-:"إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين".
فأسرع إلى التوبة، وتطهر وصلي وحافظ على الصلاة تكون محبوب لله، نعم محبوب لله، وياله من فضل عظيم!
أما كيف تحافظن على الصلاة فكما يلي:
1- إذا حان وقت الصلاة اترك كل ما في يدك وتطهر وابدأ في الصلاة بخشوع ما أمكن.
2- أطيليالركوع والسجود وأكثر من الدعاء حال سجودك خاصة بأن يعينك الله ويسهل الصلاة عليك ويحببها لك.
3- احذر من التأخير ولو لبضع دقائق؛ لأن ذلك سيبدد كل جهودك الماضية.
4- سيوسوس لك الشيطان، وتحدثك نفسك الأمارة بالسوء: اصبر خمس دقائق، اصبر عشر دقائق، ابدأ الصلاة الشهر القادم، أو مع بداية رمضان، إلى غير ذلك من الوساوس الجهنمية فلا تلتفت لكل ذلك وواصل المسير.
5- ربما وجدت ممن حولك شيئاً من المضايقات أو الاستهزاء أو التخذيل فلا تسمعي لهم.
6- ضعي المنبه لصلاة الفجر أو غيرها حين تكون نائم، فإذا شعرت بحلاوة النوم عند حلول الوقت فتذكر قوله –تعالى-:"تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفاً وطمعاً" وتذكر أن سلعة الله غالية، ألا إن سلعة الله الجنة.
7- كلما شعرت بالتعب أو الملل فاعلم أن ذلك من الشيطان فاستعيذ بالله من وسوسته وجاهد، واحذر أن ينتصر عليك فهو ضعيف حقير قال الله عنه:"إن كيد الشيطان كان ضعيفاً"، ثم ألست ناجح في حياتك وتكره الفشل؟!
8- اقرئ كثيراً في كتاب الله وحاول أن تتدبر في قراءتك؛ ليرق قلبك، وتطمئن نفسك.
9- ابحث عن زملاء واصدقاء طيبين في مجالس الذكر لقراءة القرآن ومطالعة كتب السيرة النبوية.
10- استمع للأشرطة الإسلامية، واقرئ الكتيبات الدعوية الجيدة، وستجد في المواقع الإسلامية في الإنترنت الكثير من ذلك، لكن يحسن بك أن تبحث عن المواقع الجيدة والكتب المفيدة بسؤال أهل الاختصاص والمعرفة من الموثوقين في علمهم وأمانتهم.
11- ابتعد عن سماع الأغاني ومشاهدة الأفلام وغيرها من المعاصي حتى يزيد إيمانك وتسهل عليك الطاعات.
واكثر من الاستغفار والمحافظة على اذكار الصباح والمساء وليكن لك وردا من القرءان ومن حفظ كتاب الله
واستمع الى هذه المقاطع
https://way2allah.com/var-group-789.htm
وختاماً نرجو لك التوفيق والسداد، والفوز والفلاح، وأن يحفظك الله ويرعاك، ويأخذ بيدك إلى البر والتقوى إنه جواد كريم، والسلام عليك.

إعـــــــلان

مشكلة في الصلاة

مشكلة في الصلاة

تعليق