أفيدونى جزاكم الله خيرا ((أرجو الرد))من فضلكم

[غير مسجل]

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
أبى و أمى حفظهما الله لديهم صندوق يضعون فيه ما تيسر كصدقة
ومن فترة سنتين أو ثلاثة
كنت أخذ منه جنيهات كل يوم او اثنين لانى كنت مضطرة فاما أنهم غير موجودين أو انى اعلم انهم لن يعطونى لضيق الحال وقتها و كنت أحتاجها فأنا لم أكن وقتها أحصل على مصروف أحيانا او حينما أخذ فقط جنيه او اكثر ..ولكن ماذا يفعل جنيه والله لا أتسخط على قدر الله و لكن فعلا كنت اقع فى مواقف محرجة بسبب نقود بسيطة وكنت احتاجها لركوب مواصلات او تصوير اوراق مهمة ثم توقفت عن اخذ المال و لكنى عدت و ما عدت الا لانى اكون محتاجها
فماذا افعل ارجوكم و هل هذه سرقة مع العلم انى ناوية ان اعيد ما اخذت بالرغم انى لا اعلم كم اخذت ولكن حينما ييسر الله لى و لكنى حاليا لا املك شىء
فماذا أفعل أرجوكم
أرجو حذف سؤالى

[فريق استشارات سرك فى بير(الاخوة)]

الحمد لله
أولا :
نحمد الله تعالى الذي وفقك وهداك وأنعم عليك بنعمة الالتزام ، ونسأله سبحانه أن يزيدك إيمانا وهدى وتقى .
ثانيا :واعلم أن التائب الصادق إن عزم على رد المال لأهله ، ثم فاجأه الموت ، فإنه يرجى من الله تعالى أن يعفو ويتجاوز عنه وأن يرضي عنه أصحاب الأموال يوم القيامة ، ويُستأنس لهذا بما رواه البخاري (2387) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( مَنْ أَخَذَ أَمْوَالَ النَّاسِ يُرِيدُ أَدَاءَهَا أَدَّى اللَّهُ عَنْهُ وَمَنْ أَخَذَ يُرِيدُ إِتْلَافَهَا أَتْلَفَهُ اللَّهُ ).
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في الفتح : " قَوْله : ( أَدَّى اللَّه عَنْهُ ) فِي رِوَايَة الكُشْمِيهَنِيّ " أَدَّاهَا اللَّه عَنْهُ " . وَلِابْن مَاجَهْ وَابْن حِبَّان وَالْحَاكِمِ مِنْ حَدِيث مَيْمُونَة " مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَدَّانُ دَيْنًا يَعْلَمُ اللَّه أَنَّهُ يُرِيدُ أَدَاءَهُ إِلَّا أَدَّاهُ اللَّه عَنْهُ فِي الدُّنْيَا " وَظَاهِره يُحِيلُ الْمَسْأَلَةَ الْمَشْهُورَةَ فِيمَنْ مَاتَ قَبْلَ الْوَفَاءِ بِغَيْرِ تَقْصِير مِنْهُ كَأَنْ يُعْسِرَ مَثَلًا أَوْ يَفْجَأَهُ الْمَوْت وَلَهُ مَالٌ مَخْبُوءٌ وَكَانَتْ نِيَّته وَفَاء دَيْنه وَلَمْ يُوَفَّ عَنْهُ فِي الدُّنْيَا .
وَيُمْكِنُ حَمْل حَدِيث مَيْمُونَة عَلَى الْغَالِبِ , وَالظَّاهِر أَنَّهُ لَا تَبِعَةَ عَلَيْهِ وَالْحَالَة هَذِهِ فِي الْآخِرَةِ بِحَيْثُ يُؤْخَذُ مِنْ حَسَنَاتِهِ لِصَاحِبِ الدَّيْنِ , بَلْ يَتَكَفَّلُ اللَّهُ عَنْهُ لِصَاحِبِ الدَّيْنِ كَمَا دَلَّ عَلَيْهِ حَدِيث الْبَابِ وَإِنْ خَالَفَ فِي ذَلِكَ اِبْن عَبْد السَّلَام وَاللَّه أَعْلَمُ " انتهى
فإن كنت اخذت المال لان والدك لا ينفق عليك في الامور الاساسية فليس عليك شيء وان كانت شيء زائد فلك ان تتوب وترد المال بدون ان يعلمون
وأخيرا نوصيك بالإكثار من الاستغفار والأعمال الصالحة ، والاجتهاد في بر الوالدين ، وبذل النفس في خدمتهما والإحسان إليهما ، فإن الله تعالى يقول في شأن التوبة : ( وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى ) طـه/82
وفقنا الله وإياك لطاعته ومرضاته .
والله أعلم .