محتاجة رأيكم في استشارة ضروري

[غير مسجل]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
انا بحاول اجتهد في رمضان علي قد ما اقدر
بس للأسف السنة دي عندي امتحانات دبلومة في العشرة الاواخر من رمضان
حسة الموضوع ده هياثر علي عبادعبادتي جدا
مش عارفة اعمل ايه
اسيب الإمتحان واقسم السنة واجمع همي في رمضان
ولا ادخل الامتحانات وواقتصد في العبادة واجتهد علي قد ما اقدر
عملت استخارة ووحيرانة
طبعا كل الناس بتقولي خديها واخلصي منها
بس عايزة اخد رأيي حد أثق فيه ويكون همه في للآخرة بردو عشان اعرف اخد قرار صح
رأيكم هيفرق معايا جدا احسبكم علي خير ولا ازكي علي الله أحدا
وجزاكم الله خيرا

[فريق استشارات سرك فى بير(الأخوات)]

رد: محتاجة رأيكم في استشارة ضروري

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإننا لا ننصحك بترك الدراسة والتفرغ - للمحاضرات والعبادة؛ لأنه لا تعارض بين الدين والدراسة، فالدين دعا إلى العلم وحثَّ عليه وجعل طلبه عبادة لله تعالى، فقال الله سبحانه: قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ [الزمر:9].
وقال تعالى: وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً [طـه:114].
وقال تعالى: يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ [المجادلة:11].
وقد أخرج الترمذي وأحمد وغيرهما من حديث زر بن حبيش أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضًا بما يطلب.
ولا شك أن هذه الآيات وما ورد كذلك من الأحاديث تتنزل ابتداءً على طلب العلم الشرعي؛ لأنه أفضل العلوم وأشرفها، ولكنها تشتمل كذلك العلوم الدنيوية النافعة التي فيها خدمة للأمة وإعانة لها على أمور دينها ودنياها.


فإن ديننا دين الوسطية، فلا رهبانية فيه كرهبانية النصارى، ولا مادية كمادية اليهود، إنما نأخذ من دنيانا لآخرتنا، ولا غنى لمسلم عن واحدة منهما، نصلي وننام ونصوم ونفطر، قال الله تعالى: وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْك [القصص:77].
وكان من دعائه عليه الصلاة والسلام: اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري، وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي... رواه مسلم. فإن العلوم الدنيوية التي يحتاجها الناس لمصالحهم ومعايشهم كعلم الطب والهندسة والفيزياء والكيمياء ومثلها المعلوماتية، يعتبر تعلمها عبادة إذا قصد بها نصرة الإسلام ونفع المسلمين، وهي أيضاً من فروض الكفايات التي يجب أن يتخصص فيها بعض المسلمين، لأنها إذا تركت بالكلية ستضيع المجتمعات ويتعطل القيام ببعض الطاعات، ويحتاج المسلمون إلى الكفار،وعليك بالدعاء وكثرة الاستغفار، فإن ذلك يجلي القلب ويكشف غمته ويجعله مهيئًا لاستقبال العلم. وقد كان ابن تيمية رحمه الله إذا صعبت عليه مسألة استغفر الله تعالى ألف مرة أو أكثر ، قال: فيفتح الله عليَّ فتحاً عظيماً.
والله أعلم.

فلتوازن الأخت السائلة بين اجتهادها في الدراسة والتحصيل، واجتهادها في العبادة والنسك، مع المحافظة على الفرائض والواجبات ولا تضيعي التراويح، فإن الأولى لك أن تصلي إحدى عشرة ركعة كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي، وأن تذهبي لدراستك، ونسأل الله أن يوفقك ويسددك.