لقد غلبنى الشيطان اسات الى اهلى وبالاخص امى اساءه لايغفرها الا الله واريد التوبه والعوده الى الله فماذا افعل
إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.
مشكله ليس لها حل عندى
تقليص
X
-
رد: مشكله ليس لها حل عندى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:فإنا نسأل الله لنا ولك العفو والمغفرة، ونفيدك أنك أخطأت فيما عملت؛ لأنه لا يجوز سوء الظن بالناس دون بينة، وذلك لقول الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ {الحجرات:12}.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: إياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث... رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة.
وليس عندنا ما يجزم به في السبب لتأنيب ضميرك لك، ولكنه ربما يكون مؤشر خير ودليلا على ندمك، ولذا ننصحك بصدق التوبة إلى الله تعالى مما حصل، فلا بد من لقاء الأهل واستسماحهم خاصة الأم، وأكثر من الاستغفار لهم والدعاء، ونسأل الله تعالى أن يعفو عنك ويغفر لك ويتجاوز عنك.
فلا يخفى أن للوالدين منزلة عظيمة، وأنه يجب على الولد برهما والإحسان إليهما. قال تعالى: وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا {الأحقاف 15} وحق الأم في البر أعظم ونصيبها منه أوفر،
فإن عقوق الوالدين من أكبر الكبائر كما أخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم لما سئل عن الكبائر، فقال: الإشراك بالله وعقوق الوالدين وقتل النفس وشهادة الزور. متفق عليه.وفي الصحيحين أيضاً أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الله حرم عليكم عقوق الأمهات ووأد البنات ومنعا وهات.. الحديث. وروى أحمد و النسائي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا يدخل الجنة منان ولا عاق ولا مدمن خمر.وإذا كان الرب سبحانه حرم مجرد التأفيف للوالدين فكيف بالسب والشتم لهما، فلا شك في أنه إثم مبين وعلامة على خذلان صاحبه، ويخشى عليه أن تعجل له عقوبة هذا الذنب في الدنيا قبل الآخرة، ففي الحديث الذي رواه البخاري في التاريخ والطبراني وصححه الألباني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:اثنان يعجلهما الله في الدنيا: البغي، وعقوق الوالدين.وعقوق الأم خاصة أشد إثما، لأن برها آكد، فقد جعل الله لها ثلاثة أرباع البر كما في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أبوك".
فمهما كان حال الأم فإن لها منزلة عظيمة, وحقًّا مؤكدًا, ولا تجوز الإساءة إليها برفع الصوت عليها, أو إغلاظ الكلام لها، فقد أمر الله بالمصاحبة بالمعروف للوالدين المشركين الذين يأمران ولدهما بالشرك،فكيف إذا كانا مسلمين؟
فالواجب عليك التوبة إلى الله مما وقع منك من رفع صوتك على أمك, وأن تحرص على مخاطبتها بالأدب والرفق والتواضع والتوقير، قال تعالى: فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّي ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا {الإسراء: 23 - 24}
قال القرطبي: (وقل لهما قولًا كريمًا) أي: لينًا لطيفًا مثل: يا أبتاه ويا أمّاه من غير أن يسميهما ويكنيهما, قال عطاء, وقال ابن البداح التجيبي: قلت لسعيد بن المسيب كل ما في القرآن من بر الوالدين قد عرفته إلا قوله: وقل لهما قولًا كريمًا ما هذا القول الكريم, قال ابن المسيب: قول العبد المذنب للسيد الفظ الغليظ.
واعلم أن التوبة تكون بالإقلاع عن الذنب, والندم على فعله, والعزم على عدم العود إليه, والتحلل من صاحب الحق, فإذا استوفت التوبة شروطها فهي مقبولة - بإذن الله - ولو تكررت بتكرر الذنب، قال تعالى: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ {البقرة: 222}، قال ابن كثير: أي: من الذنب وإن تكرر غشْيانه.
لكن عليك مجاهدة نفسك, والاستعانة بالله على ضبط النفس, وحسن الخلق عامة, ومع الأم خاصة، فإنّ الأخلاق تكتسب بالتعود والتمرين، فعن أبي الدرداء قال: العلم بالتعلم, والحلم بالتحلم, ومن يتحر الخير يعطه, ومن يتوق الشر يوقه. رواه الخطيب في تاريخه.
وعلى كل حال فالتوبة النصوح تمحو أثر الذنب، فأبشر خيراً وأحسن ظنّك بالله فإنه عفو غفور، قال تعالى: رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلأَوَّابِينَ غَفُورًا {الإسراء:25}ولذلك، فإذا تاب العاق توبة صادقة قبل الله توبته وعفا عنه كما أشرنا، وما ذكرت من الأحاديث فإنه في من لم يتب من الذنب، والذي لا يغفره الله تعالى دون توبة هو الشرك الأكبر وحده، وما عدا ذلك فإن صاحبه تحت مشيئة الله؛ كما قال سبحانه وتعالى: إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء {النساء: 48}.
فتب إلى الله من طريقتك في معاملة أمك، فإنها منافية للمصاحبة بالمعروف.
قال القرطبي: وقال ابن جبير : يريد البادرة التي تبدر كالفلتة والزلة تكون من الرجل إلى أبويه أو أحدهما لا يريد بذلك بأسا قال الله تعالى: ( إن تكونوا صالحين ) أي صادقين في نية البر بالوالدين فإن الله يغفر البادرة وقوله : ( فإنه كان للأوابين غفورا ) وعد بالغفران مع شرط الصلاح والأوبة بعد الأوبة. الجامع لأحكام القرآن.واعلم أنّ الإنسان يمكنه أن يستدرك ما فاته من برّ والديه في حياتهما وبعد موتهما: بالدعاء والاستغفار لهما والصدقة عنهما و صلة الرحم من جهتهما وإكرام أصدقائهما
فحسن علاقتك مع أمك ، واعلم أن في ذلك خيري الدنيا والآخرة ، ونسأل الله لنا ولك الاستقامة والعافية .
- اقتباس
تعليق