فإنه ليسرنا أن نرحب بك ، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع.
ونسأل الله العلي الأعلى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يفرج كربتك، وأن يقضي حاجتك، وأن يصرف عنك كيد شياطين الإنس والجن، وأن يحفظك بما يحفظ به عباده الصالحين،
وأن يصرف عنك هذا الشيطان اللعين، وأن يمنّ عليك بزوج صالح طيب مبارك يعوضك عمّا فقدت من هذه المرحلة العمرية المهمة خيرًا، وتسعدين معه بحياة آمنة مستقرة، و ترزقين بذرية صالحة طيبة مباركة.
وبخصوص ما ورد برسالتك - أختي الكريمة الفاضلة - فإنه ومما لا شك فيه أن الجن العاشق يُعتبر من أشد أنواع الجن التي تسيطر على حياة الإنسان، والجن العاشق إذا كان ذكرًا فهو عادة ما يتسلط على المرأة، وقد تكون الجني أنثى فيتسلط على الرجل، وكما لا يخفى عليك أن هذا له أسبابه ودواعيه التي لا أريد أن أطيل فيها،
والتي يأتي على رأسها عدم استعمال السنة في حياتنا خاصة، بمعنى أن الواحد منا قد يدخل إلى دورة المياه وهو لم يستعذ بالله من الخبث والخبائث كما ورد في السنة، ثم يتعرى ليغتسل فيصبح جسده عريانًا أمام الشيطان فيتفرس الشيطان الذي يعتبر أن دورات المياه من أهم فنادقه ومحلة نزوله، يتفرس في الإنسان أو الإنسانة وهو عريان فيُعجب بجسده فيدخل فيه،
وتبدأ المعاناة كما تشعرين أنت الآن، وهذا كما ذكرت إنما هو نوع من شؤم التجاوز أو ترك السنة، لأنه مع الأسف الشديد نجد أن كثيرًا من المسلمين لا يهتمون إلى حد ما بسنة النبي الكريم عليه الصلاة والسلام ظنًا منهم أنها سنة،
ونسوا وتناسوا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال عنه مولانا جل جلاله: {وما ينطق عن الهوى * إن هو إلا وحيٌ يوحى} فكل سنة حتى وإن كانت من أبسط السنن إلا أن لها دورًا في وقاية الإنسان وحمايته وتحصينه وزيادة أجره وقبوله من الله تعالى ومحبة الله تبارك وتعالى،
إلى غير ذلك من الآثار العظيمة. فأنا أقول من خلال التجارب في علاج مشكلات العشق أرى أنها بينها قاسم مشترك وهو عدم التحصن الكافي عند دخول دورات المياه،
وكذلك أيضًا إهمال أذكار الصباح والمساء، رغم أنها لا تستغرق وقتًا طويلاً، وقد يستطيع الإنسان أن يقولها حتى في طريق عمله سواء كان على قدميه أو في السيارة، المهم أن لا يفوتها، لأنه بذلك يحقق أجرًا عظيمًا على إحياء السنة،
وثانيًا أيضًا يحقق حماية لنفسه ووقاية لا يستطيع أن يقدر قيمتها بأي صورة من صور التقييم. ولذلك أقول: إن الجني العاشق الذي معك لعله من هذا الباب، أو لعله من غيره، لأن الأسباب كثيرة ومتنوعة وإن كان هذا أهمها،
وعلاجه أختي الكريمة الفاضلة إنما هو أولاً مواصلة الرقية وعدم التقصير فيها أو التواني عنها،
وإذا كنت تقومين أنت بنفسك فلا مانع أن تستعيني بأحد الرقاة الثقات لعله أن يكون أقوى تأثيرًا وأشد شكيمة على الشيطان فيستطيع أن ينال منه ما يجعله يفارقك بإذن الله تعالى. أما فيما يتعلق بمسألة حالات الجماع التي تزعجك كثيرًا، فأنا أنصح بارك الله فيك باستعمال المسك الأحمر حول هذا المحل، بمعنى أنه باستمرار دائمًا يكون هناك المسك الأحمر خاصة عند الرغبة في النوم، والمسك الأحمر هذا المقروء عليه أيضًا الرقية الشرعية، لأن هذا مجرب،
لأني سمعتُ من كثير من إخواني الرقاة الثقات من أن المسك الأحمر أولاً يزعج الشيطان إزعاجًا شديدًا وأنه إذا وُضع في فتحة من الفتحات أو حولها لا يستطيع الشيطان أن يقربها.
فأنا أنصح بارك الله فيك بمحاولة ذلك كنوع من المحاولة حول مثلاً الفتحة الأمامية والفتحة الخلفية، وحتى الفتحات الأخرى في الجسد إذا أمكن، فلعلنا بذلك نستطيع أن نحاصره، وأنا أقول هذه تجربة، لأن هذه كلها اجتهادات إخوة رقاة ثقات لعلها جاءت مع بعضهم بفوائد ولعلها لا تأتي كذلك مع البعض الآخر،
إلا أنها أحد الوسائل المجربة. فأنا أنصح بارك الله فيك بمواصلة عملية الرقية، سواء كنت تقومين برقية نفسك مباشرة أو كان أحد يقوم أيضًا برقيتك مرة أخرى، وأنصح كذلك خاصة بالمحافظة على قول (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير) مائة مرة صباحًا ومائة مرة مساء، وكذلك أيضًا الإكثار من الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، وأتمنى أن تضيفي إلى ذلك كثرة الصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام بنية أن يدفع الله عنك هذا،
لأن النبي عليه الصلاة والسلام قال للصحابي الذي قال له أأجعل لك صلاتي كلها يا رسول الله؟ قال: (إذن تكفى همّك ويُغفر لك ذنبك). فإذن هذا إن شاء الله تعالى من العوامل المهمة في دفع كيد الشيطان بإذن الله جل وعلا. وأهم شيء كما ذكرت موضوع استعمال المسك الأحمر المقروء عليه الرقية الشرعية،
وأنت كلما أردت أن تستعملينه تقرئي عليه أيضًا الفاتحة مثلاً وتقرئي آية الكرسي والمعوذتين وسورة الإخلاص، ولو بمعدل كل يوم مرة عليه، وتنفثي في القارورة أو الزجاجة التي يوجد فيها المسك، حتى يكون أشد تكثيفًا وأقوى تأثيرًا بإذن الله تعالى. وأتمنى فعلاً أن تعاودينا بالإجابة، حتى نتواصل معًا لحل المشكلة إذا كانت مازالت باقية،
لعل هناك وسائل أخرى يفتح الله بها أو نجربها إذا لم تجدي هذه الطريقة، ولكن هذه تحتاج على الأقل إلى خمسة عشر يوم حتى نتأكد فعلاً هل هي آتت أكلها أم لا، لعله سيتاضيق في أول الأمر ولكن يحاول أن يغير من طريقته، ونحن بالتالي سنغيّر بإذن الله تعالى. وننصحك بالمحافظة على الأذكار والتعوذات النبوية،
وخاصة أذكار الدخول والخروج والمساء والصباح والنوم، وهي موجودة في كتب الأذكار، ومن أحسنها وأشدها اختصارا كتاب حصن المسلم، وهو موجود على الإنترنت. وعليك بالحفاظ على آية الكرسي عند النوم والمساء والصباح، وقراءة خواتيم سورة البقرة كل ليلة، وواظبي على قراءة البقرة أو فتحها في شريط كل ثلاث ليال في البيت، فإن الشياطين تنفر من البيت الذي تقرأ فيه،
ففي الحديث الشريف: لا تجعلوا بيوتكم مقابر، إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة. رواه مسلم. وفي صحيح البخاري في قصة أبي هريرة عندما وكل بحفظ الطعام ـ صدقة رمضان ـ وفيه فقال ـ أي الشيطان ـ إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي، لن يزال معك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح، قال النبي صلى الله عليه وسلم: صدق وهو كذوب ذاك شيطان.
وفي حديث أبي موسى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه. رواه البخاري ومسلم. وفي الترمذي عن النعمان بن بشير عن النبي قال: إن الله كتب كتابا قبل أن يخلق الخلق بألفي عام أنزل منه آيتين ختم بهما سورة البقرة،
فلا يقرآن في دار ثلاث ليال فيقربها شيطان. ننصحك بالمحافظة على الصلاة والاذكار وقراءة القرءان والرقية الشرعية إذا علم هذا فإن الله جل وعلا ما أنزل داءً إلا وقد أنزل له دواءً، كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( ما أنزل الله داءً إلا أنزل له دواءً، علِمه من علمه وجهله من جهله) أخرجه مسلم في صحيحه.
ودواء مس الجن يكون بهذه الخطوات إن شاء الله تعالى:
1- التوكل على الله وحده، والاستعانة به جل وعلا، فإن المسَّ مرض من الأمراض ولا يشفي المريض إلا الله تبارك وتعالى، كما قال إبراهيم عليه الصلاة والسلام: (( وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ ))[الشعراء:80]^ فالواجب هو أن تعلقي قلبك بالواحد الأحد، الذي أمرُه إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون،
ومن المعلوم أن الله تبارك وتعالى ينصر من توكل عليه، ويجيب من اضطر إليه اضطراراً حقيقياً، ولا ريب أنك من المضطرين إلى رحمة الله، وإلى نصر الله، وإلى شفاء الله تعالى، فعليك بصدق اللجوء إلى الرب العظيم جل جلاله الذي يقول: (( أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ))[النمل:62]^
فيجب عليك أن تبذلي تمام جهدك بالتوجه إلى الله تعالى ودعائه والاستنصار به على هذا العدو الذي تلبس بك، ولا يكون هذا التوجه وهذا اللجوء صادقاً حقاً،
حتى تبذلي جهدك في التضرع إلى الله وطلب مرضاته في الابتعاد عن كل ما يغضبه، مضموماً إلى ذلك الإعراض عن كل الأساليب الباطلة التي يفعلها أهل الضلال وأهل السحر والكهانة والتي يسميها بعضهم استعانة أو حضرة، ويأخذون عليها الأموال الكثيرة ظلماً وزوراً،
وقد نص الله جل وعلا أن الفلاح لا يمكن أن يحصل من جهة السحرة وأهل الكهانة ونحوهم من الدجالين والكذابين كمال قال تعالى: ((وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى))[طه:69]^ وقال صلى الله عليه وسلم: (من أتى كاهناً فسأله فصدقه فقد كفر بما أنزل على محمد) أخرجه أبو داود في السنن بإسناد صحيح
. 2- عليك بالأخذ بالأسباب في علاج هذه الحالة التي أنت فيها، وعلاجها يكون بإذن الله بالرقية الشرعية والمحافظة على أذكار الصباح والمساء التي وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم، ومن المفيد جداً في هذا المقام أن تعلمي أنه بإذن الله يمكنك أن تعالجي نفسك بنفسك، وذلك بأن تقومي أنت بقراءة القرآن والأدعية المشروعة النافعة في إناء من الماء، ويستحسن أن يكون من ماء زمزم ثم تصبي هذا الماء على رأسك.
ومن الآيات المجربة في علاج المس والتي تقرأ في الماء: قراءة سورة الإخلاص (قل هو الله أحد) والفلق والناس. قراءة آية الكرسي، وخواتيم سورة البقرة ( من الرسول) إلى آخر الآيتين. وقراءة قوله تعالى: ((وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ)) الآية رقم 102 من سورة البقرة إلى الآية رقم 103 .
وقوله تعالى: ((قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّهَ لا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ * وَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ ))[يونس:81-82]^ سورة يونس. وقوله تعالى: ((وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى))[طه:69]^ سورة طه. ويقرأ أيضاً: (أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق) (ثلاث مرات). (وأعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة) (ثلاث مرات).
(وأعوذ بكلمات الله التامات من غضبه وعقابه وشر عباده ومن همزات الشياطين وأن يحضرون). ومن أعظم السور نفعاً قراءة الفاتحة وتكرارها، سواء ذلك في الماء أو غيره فإن الفاتحة هي أعظم سورة في كتاب الله، وهي أيضاً رقية نافعة من كل داء بإذن الله تعالى. فهذه رقية نافعة حسنة مجربة، فبإمكانك قراءتها وتكرارها، وذلك بحسب الحاجة سواء كان ذلك لك أو لغيرك من أهلك، وهذا خير من طلب الرقية عند كثير من الناس الذين يتخذون هذا الأمر وسيلة لاستغلال المريض وأخذ الأموال الكثيرة منه، مع أنه يجوز أخذ الأجرة على الرقية ولكن دون مبالغة واستغلال للمريض، مما يؤدي إلى ضرره في ماله ضرراً كبيراً .
3- عليك بمحاولة ممارسة حياتك ممارسة عادية، بحيث تحاولين أن يكون لك الأخوات الصالحات اللاتي يعنّك على الخير وعلى الخروج من الأذى النفسي الذي قد يصاحبك بسبب هذا المرض الذي أصابك، فحاولي أن توجدي لنفسك الصديقات الصالحات اللاتي يعنّك على طاعة الله وعلى ذكره وشكره، فإن من أعظم ما يعين على الشفاء من هذا المرض الذي بك هو ذكر الله؛ لأن الشيطان إذا ذكر الله اختفى وابتعد كما قال تعالى: (( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِكِ النَّاسِ * إِلَهِ النَّاسِ * مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ ))[الناس:1-4]^
فوصفه الله تعالى بأنه خناس، أي أنه يختفي ويختبئ عند ذكر الله تعالى، فعليك بالمداومة على ذكر الله فإن ذكر الله يجلب نصرة الله ومعيته كما قال تعالى في الحديث القدسي عن العبد الذاكر: (وأنا معه إذا ذكرني)، فالله تعالى يكون مع العبد الذي يذكره ويستنصر به ويتوكل عليه. 4- عليك بمحاولة التوفيق في أمر زواجك برجل صالح عاقل يعينك على تخطي هذه المرحلة التي تعيشينها، فإن البيت المعمور بتقوى الله يبعد عنه الشيطان وينفر منه، ولذلك فإننا نؤكد عليك ضرورة إيجاد سبيل للزوج الصالح المتفهم الذي يتفهم الحالة التي أنت فيها، بحيث يكون نعم المعين لك على تجاوز هذه الأزمة التي تمرين بها.متوضئة دائمًا،
كذلك حافظي على أذكار الصباح والمساء بكل قوة، واجتهدي في التهليلات المائة صباحًا ومساءً: (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير) مائة مرة في كلا الوقتين، كذلك: (بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم) ثلاث مرات صباحًا وثلاث مرات مساءً، كذلك: (أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق) ثلاث مرات مساءً، إلى غير ذلك من الأذكار، وأعتقد أنك تقولين ذلك، وأحسبك على خير ولا أزكي على الله أحدًا.
واعلمي أن هذه الأشياء التي تستعملينها مع الرقية لها دور كبير جدًّا في عدم تمكن هذا الشيطان منك، فلو أنك لا تستعملينها فثقي وتأكدي أنه سيفعل بك الأفاعيل، ويلعب بك كما يلعب الأطفال بالكرة، فأنت تقاومين, وهو يتألم من هذه المقاومة، وأتمنى أن تستمري دائمًا عليها؛
لأن كل شيء له نهاية - يا بنيتي - فأنت - بإذن الله تعالى – في طريقك إلى الشفاء، ولكن اصبري وتحملي؛ لأن استعمالك لهذه الأدوية بانتظام سيؤدي إلى إضعافه, بل إلى قتله. وختاماً: فإننا نتضرع إلى الله بعزته وجلاله، ورحمته التي وسعت كل شيء أن يشفيك من كل داء، وأن يفرج كربك وأن يزيل همك، وأن يجعل لك من كل ضيق مخرجاً ومن كل هم فرجاً.. آمين.
إن هذه العادة السيئة تعطي شعوراً خداعاً، وتوقع صاحبها في الأوهام والخيالات،
فعليك بمقاومة النفس والتغلب على إغوائها، وننصحك بالتوبة إلى الله بصدق،
والالتجاء إليه أن يخلصك من هذه العادة المرذولة، وعليك بالإكثار من تلاوة القرآن والصوم وغيرها من العبادات،
فيما يتعلق بقضية العادة السرية: أولاً لا يمكن لأحد أن يخلصك منها إلا أنت، لأن هذه قضية شخصية كما تعلمين، وقطعًا لا يطلع عليها أحد، ولا يعلم بها أحد،
وهناك احتمال كبير أن والدتك – أو حتى أقرب الناس إليك في البيت لا يعرفون أنك تفعلين هذه المعصية – وبما أنها معصية لهذه الدرجة فليس لها حقيقة من علاج إلا التوبة النصوح إلى الله تبارك وتعالى، والتوبة النصوح تكمن أولاً في الإقلاع عن هذا الذنب نهائيًا،
والاجتهاد في مقاومته، وكلما جاءتك الفكرة والرغبة تلح عليك لكي تفعلي هذا حاولي أن تغيري وضعك الذي أنت فيه. فإذن أتركي المكان الذي أنت فيه، وأخرجي مثلاً،
وإذا كنت جالسة وحدك اخرجي – مثلاً – إلى الصالة، وتكلمي مع الوالدة، أو الأخوة، والأخوات أو غير ذلك، المهم أن تحاولي أن تطاردي هذه الفكرة.
كذلك أيضًا إذا كان جهاز الكمبيوتر، وهذا الإنترنت داخل غرفتك، وقد تشاهدين أشياء تثيرك فأخرجيه خارج الغرفة، واجعليه في الصالة أو في مكان عام حتى لا تضعفين أمام الشيطان. أيضًا أتمنى – يا بنيتي – أن تبحثي لك عن صحبة صالحة تعينك على طاعة الله تعالى،
لأن عدم وجود الصحبة المعينة - أو البيئة المعينة – يترتب عليه انتكاسة الإنسان مرة بعد مرة، وأنت كما ذكرت أنك تبت عدة مرات ورجعت عدة مرات،
وتخافين من أن الله تبارك وتعالى لن يقبل منك ولن يتوب عليك.
فالسائل الذي يخرج من فرج المرأة وله علاقة بالشهوة فالمني: سائل أصفر بالنسبة للمرأة، وقد يكون أبيض كما يقول الفقهاء لشدة قوة المرأة،
وهو في الغالب يخرج بشهوة – أي في اليقظة – ويخرج مع الشعور بالشهوة والفتور بعد خروجه، هذا إذا خرج في اليقظة،
وأما في المنام: فإن المني قد يخرج دون أن يحس الإنسان بشهوة لخروجه. ومن علاماته: أن رائحته كرائحة طلع النخل، وهي تُشبه رائحة العجين، وإذا جفَّ – يقول الفقهاء – تكون رائحته كرائحة بياض البيض.
وأما المذي: فإنه سائل شفاف لزج، يخرج عند ثوران الشهوة، ولكن لا يشعر الإنسان بشهوة أثناء خروجه، ولا يعقب خروجه فتور، فهذه أهم العلامات التي نميز بها بين المني والمذي.
ينقسم إلى قسمين:
القسم الأول: المذي، وهو: سائل رقيق أبيض لزج يخرج عند الشهوة ولا يعقبه فتور، وربما لا يحس بخروجه وهو نجس، فإذا أصاب الثوب أو البدن وجب غسله، وهو ناقض للوضوء فقط كالبول ولا يوجب الغسل.
القسم الثاني: المني، وهو: ماء أصفر رقيق تشعر المرأة بالتلذذ عند خروجه، وبفتور شهوتها عقب خروجه، وهذا إذا خرج منها وجب عليها الغسل،
وهو طاهر على الراجح من أقوال أهل العلم. ولا يجوز لمسلم أن يترك الغسل حياء من الناس، فإن الله تعالى أحق أن يستحيا منه من الناس. ولا يجوز لمسلم أن يتكاسل عن أداء ما فرضه الله عليه، وإلا كان معرضا نفسه لعقاب الله الأليم وعقوبته الشديدة،
ومن أقدم على الصلاة بغير طهارة فقد ارتكب إثما عظيما يجب عليه أن يبادر بالتوبة منه،
وأن يقضي الصلوات التي صلاها بغير طهارة،
والله أعلم
ملخص خطوات الوقاية والعلاج
أولا : التصرفات والأفعال ا - التماس عون الله عز وجل لك وذلك : بالطهارة الدائمة من الجنابة وإتقان الوضوء بأداء الصلوات الخمس في المساجد ولا سيما الفجر والعصر بأداء النوافل قدر المستطاع بالدعاء والخضوع الدائم لله عز وجل بالاستغفار الدائم في حالة وقوع المعصية وعدم اليأس من رحمته تعالى بالإكثار من صلاة وصوم التطوع فهما خير معين على مقاومة الشهوات 2- توفير سبل مرافقة الملائكة وذلك ...
* بإبعاد الصور والمجسمات من الغرفة والسيارة وأماكن التواجد.
* بعدم الانغماس في اللهو من غناء ورقص وأفلام وتدخين ومسكرات.
* بعدم التعرّي أو شبه التعرّي عند الانفراد في الغرفة ولا سيما للإناث.
* بطرد الشياطين من أماكن وجودهم بالأذكار الشرعية
* بالتواجد في بيئة الملائكة كمجالس الذكر والصلاة وبقراءة القرآن وذكر الله. 3- تنظيف وتطهير خلايا المخ من العفن المتراكم فيها وذلك
* بعدم السماح للعقل بالتفكير في أي خيال جنسي أو أي أمر محرك للشهوة. * باجتناب سماع الأغاني وترديدها والرقص عليها .
* بالبعد عن مشاهدة الأفلام والصور الجنسية وكل محرك للشهوة .
* بالبدء في ملء حيز من الذاكرة لحفظ القرآن وغيره من المحفوظات النافعة ففي ذلك أجر وتطهير للذاكرة واستبدال للعفن المتراكم في الذاكرة بما هو نافع ومفيد .
* بالبدء في تخصيص جزء من العقل للتفكير في الأمور الهامة مثل واقع المسلمين في العالم والدعوة إلى الله ومساعدة الآخرين على الهداية ومحاربة المحرمات بالحكمة والموعظة الحسنة ،
وبالتفكير في الفقراء والمساكين والأيتام ومشاركة الجمعيات الخيرية في أنشطتها واستغلال الوقت والفكر لمثل هذه الغايات السامية .
* بالذهاب للمقابر والمستشفيات والإطلاع والتدبر في واقع المرضى والموتى واستشعار نعمة الخالق وملأ التفكير بهذه المنبهات.
* عدم النوم وحيدا في معزل عن الآخرين أو في غياب عن أعينهم ففي ذلك سبيل ومدخل للشيطان وباعث على الخيال والتهيّج.
* النوم على وضوء وبملابس طاهرة وعلى فراش طاهر والحذر من النوم على جنابة.
* قراءة المعوذتين (3) وآية الكرسي ودعاء النوم ثم النوم على الشق الأيمن .
* عدم النوم على البطن ( الانبطاح ) فقد يكون ذلك محركا ومهيجا وقد نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن ذلك وأنها ضجعة يبغضها الله سبحانه وتعالى .
* عدم الاستلقاء على الفراش إذا لم يتم الشعور بنعاس أو لم تكن هناك رغبة في النوم
* النهوض سريعا عند الاستيقاظ وعدم التكاسل على الفراش حتى لا تتحرك الشهوة بعد النوم والراحة.
* عدم النوم عاريا أو شبه عاريا أو بملابس يسهل تعريّها .
* تجنب استخدام الأقمشة الحريرية أو الناعمة في الملابس والأغطية فكل ذلك قد يحرك ا لشهوة عند أقل احتكاك.
* تجنب احتضان بعض الأشياء آلتي اعتاد عليها البعض اليوم كالوسادة أو الدمى كبيرة الحجم وغير ذلك.
* النوم على الفطرة وذلك بالنوم ليلا مبكرا والاستيقاظ لصلاة الصبح وتجنب النوم بين المغرب والعشاء أو النوم الطويل الذي يضيع الفروض في أوقاتها.
* حفظ الأدعية المأثورة أو ما تيسر منها وترديده عند النوم
6 - عادات تتعلق بالطعام :
* من المعلوم أن امتلاء المعدة بالطعام من أهم الأمور المحركة للشهوة ، لذلك يجب الحرص على تلافي الشبع وامتلاء المعدة .
* الحرص على صيام الاثنين والخميس أو صيام يوم بعد يوم والمداومة على ذلك وعدم التوقف سريعا بحجة عدم الاستفادة ، ففي ذلك أجر وتغلب على شهوة الطعام .
* لا يكن إفطار الصائم وسحوره من الوجبات الدسمة مما لذّ وطاب من الدهون والسكريات والنشويات واللحوم ولتكن وجبات خفيفة وقليلة من هذه الأصناف قدر المستطاع .
* التقليل من عدد الوجبات وليس هناك داع لثلاث أو أربع وجبات دسمة يوميا بل تنظّم الوجبات ويقلّل عددها .
* عدم الأكل إلا إذا تم الشعور بالجوع و ترك الطعام قبل أن يتم الشبع منه .
* تسمية الله قبل الأكل والأكل باليمين ومما يلي .
7 - عادات عند الاغتسال ( الاستحمام ):
* عدم نسيان دعاء الدخول إلى الحمام
* الحرص على الاستحمام بأسرع وقت ممكن وعدم قضاء وقتا طويلا غرقا في الصابون وفي الدعك والفرك وملامسة الأعضاء المحركة للشهوة . *
عدم الانجراف وراء أي فكرة جنسية يبدأها الشيطان .
* التنشيف سريعا بعد الانتهاء وارتداء الملابس والخروج فورا من الحمام .
* بدء اليوم بالاستيقاظ لصلاة الصبح وتأديتها في جماعة للذكور ويستحب الاستيقاظ قبل ذلك بساعة لقيام الليل والدعاء والاستغفار للجميع.
* يلي ذلك قراءة ما تيسر من القرآن أو كتب الأدعية أو الكتب الهادفة والحفظ منها وان كان وقت الدراسة أو العمل لا يزال بعيدا تزاول رياضات خفيفة ويفضل عدم العودة إلى الفراش إلا إذا غلب النعاس فلا بأس و لوقت قصير .
* المضي إلى اليوم العملي ( مدرسة أو جامعة أو وظيفة أو أعمال منزلية). ويقصد في ذلك عبادة الله والابتعاد فيه عن زملاء السوء أو أصحاب القصص والمغامرات والإثارة الدنيوية الأخرى .
* فترة بعد الظهيرة تكون غالبا للغداء والراحة وقضاء بعض الأشغال اللازمة مع تجنب النوم بعد العصر إلى المغرب أو العشاء واستبداله بنومة خفيفة بعد صلاة الظهر( القيلولة) إن أمكن.
* فترة المساء من الضروري استغلالها استغلالا امثلا حيث يمكن للطالب أن ينخرط في دورات تدريبية في اللغة الإنجليزية والكومبيوتر أو أخرى ميدانية أو عمل نصف دوام نظرا لاحتياج الشباب في الوقت الراهن لذلك ، كما يمكن استغلال هذه الفترة لحضور ندوات ومحاضرات ودروس نافعة ومجالس ذكر وعبادة مع رفقاء خير وصلاح والحذر كل الحذر من التسكّع أو الانشغال بالتفاهات فالوقت في هذه الفترة طويل ويمكن استغلاله في الأنشطة المذكورة مجتمعة إن أحسنّا التخطيط له.
* تناول عشاء ( خفيفا ) مع الأهل ومحاولة النوم حوالي العاشرة مساء
* استغلال الخميس والجمعة لزيارة الأهالي وممارسة أنشطة نافعة وأخرى رياضية مع رفقاء الخير أو في المراكز المدرسية وكذلك للقراءات الهادفة من القرآن والسيرة والحذر من قضاء الليل من فيلم إلى فيلم ومن أغنية إلى أغنية لكي لا يفسد جهاد الأسبوع.
* الذهاب إلى المكتبات الإسلامية وانتقاء ما تطيب له النفس من مواضيع و البدء في تغذية الروح بها وقضاء جزء من الوقت في الاستماع والقراءة .
* القيام بزيارة أسبوعية أو شهرية لبعض الحالات المرضيّة الصعبة في المستشفيات أو دور الأيتام والعجزة أو المعاقين وكذلك زيارة القبور فكل ذلك يذكر بنعمة الخالق ويكون خير معين على التغلب عليها إذا تم تذكر هذه المواقف.
9 - الأصدقاء
الأصدقاء من أهم الأسلحة التي تؤثر في المرء وقد قالوا قديما " أن الصاحب ساحب " وقالوا كذلك " من صاحب المصلين صلّى ومن صاحب المغنين غنّى " وجاء في شعر العرب " عن المرء لا تسل وسل عن قرينه إن القرين إلى المقارن ينسب ".
ولذلك فان الأصدقاء إما أن يكونوا رفقاء سوء وبمرافقتهم لن يستطيع المرء فعل أي شي مما تقدم وهؤلاء يجب البعد عنهم واستبدالهم بالنوع الآخر وهو أصدقاء الخير والصلاح الذين يخافون الله ويشجعون ويعينون بعد الله على المشوار الجديد ومعهم ستكون الراحة والحب بعيدا عن مصالح الدنيا التي باتت تغلب على أي صداقة دنيوية أخرى ،
وبعد أن ترى في نفسك القوة والحصانة عد بالتدريج وبشكل مدروس إلى النوع الأول ليس بهدف التسلية أو العودة لما كنت عليه بل لهدف أرقى وأسمى وهو هدف الدعوة والإصلاح لهم مستعينا بعون الله ثم برفقاء الخير الذين مضيت معهم في طريق الاستقامة .
- للمستقبل :
* عدم اليأس إذا وجدنا إن البداية صعبة أو إن النتائج غير مرضية ولنجعل التفاؤل والأمل هما الغالبان لأن من مداخل الشيطان على الإنسان اليأس .
* إذا قاوم صاحب المعاناة لفترة ثم هزم فلا يولد ذلك شعورا بأنه لا يستطيع للأبد بل ليعد وليبدأ الخطوات من جديد وما ذلك إلا دليل على أن الشيطان قد لمس فيه الصدق والصلاح فكرّس مجهوده ولا ننس دائما أن الله تعالى لم يخلقنا على الكمال لذلك كلما أخطأنا نعد ونستغفر ونطلب العون من الله عز وجل .
* عدم استعجال الشفاء فهو داء ليس سهلا ولا بأس من التدرج الصادق مع عدم إعطاء الشيطان فرصة لاستغلال هذا التدرج للدخول مرة ثانية من خلاله.
ماذا تفعل لو لم تستطع مقاومتها بعد كل خطوات العلاج السابقة :-
لا تقلق أيها المعاني إذا وجدت أن هذا الأمر صعبا في البداية واعلم أنه من الطبيعي جدا انك ستقاوم مرة وتنهار مرة ،
ستتمكن من طرد فكرة جنسية مرة ولكنها ستستحوذ عليك مرة أخرى وهكذا ... المعركة دائرة والإقلاع عنها لن يكون إلا بالتدريج وباستخدام الخطوات السابقة بشكل عام بالإضافة إلى ما يجب أن تفعله لو انهرت ووجدت نفسك فريسة لخيال جنسي لم تملك مقاومته ؟.
لا بأس ولا تجعل الشيطان يستغل ذلك ويوهمك بأنك لن تقوى على المقاومة وأنك أصبحت عبدا لها بل على العكس تماما بمجرد أن تنتهي من القذف
قم بالخطوات التالية:
* استغفر الله العظيم وتب إليه واعزم على عدم العودة وتوجه إلى الله بالدعاء واصدق النية في ذلك
. * اغتسل من الجنابة وتوضأ وصل صلاة نافلة أو استعد للصلاة المكتوبة.
* اسأل الحليم الكريم أن يعينك على مقاومة وساوس الشيطان ونفسك الأمارة بالسوء بشكل عام ، وان يعينك على الإقلاع عن العادة السرية بشكل خاص وصريح ولا تستحي أن تطلب منه سبحانه ذلك فهو القادر وحده سبحانه على ذلك .
اسأله تعالى أن يغنيك بالحلال عن الحرام وان يوفر لك من لذة الإيمان وحلاوته ما يغنيك ويريح فكرك وعواطفك عن أي لذة ومشاعر جنسية أو غرامية وان يبدل ذلك بحب الله ورسوله ، وان يبدلك خيرا من ذلك بالحور العين
وبظل عرشه الكريم وكن واثقا من انه سيجيب هذا الدعاء طالما كنت مخلص النية وراغب فعلا في طريق الاستقامة والهداية وذلك تحقيقا لوعد من لا يخلف وعدا حيث قال ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ﴾. [سورة العنكبوت الآية:69].
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
حيَّاكِ الله - أختي الكريمة - وهَداكِ إلى الحق، وحبَّب إليكِ الإيمان وزيَّنه في قلبك، وبغَّض إليكِ المعصية، آمين. آلَمَتْنِي كثيرًا رسالتُك، وآلَمَنِي أكثر أنها متكرِّرة مع اختلافاتٍ طفيفةٍ في الأسباب أو الدواعي التي تُؤدِّي للوقوع في فخِّ تلك العادة الخبيثة..
والعادة السرية محرمة ومن فعلها فلا يوصف بأنه زان بالمعنى الأخص الذي يترتب عليه الحد، وإنما يوصف بأنه زان بالمعنى العام، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:
وَالْيَدُ زِنَاهَا اللَّمْسُ ...... رواه أحمد. وعند أبي داود: ..
. وَالْيَدَانِ تَزْنِيَانِ فَزِنَاهُمَا الْبَطْشُ ...
قال في عون المعبود: ... فَزِنَاهُمَا الْبَطْش : أَيْ الْأَخْذ وَاللَّمْس.
اهـ والواجب على من يفعل تلك العادة السيئة التوبة إلى الله تعالى.
فعليك بالجد والعزم الصادق على التوبة واستعن على ذلك بأن تشغل نفسك ووقتك وطاقتك ببرنامج مفيد يشتمل على علم نافع وعمل مثمر وتسلية ببعض المطالعات في السير وقصص السلف أو ببعض الرياضات المباحة واطمح لأن تحفظ القرآن الكريم وتتفقه في الدين وعليك باستشعار مراقبة الله تعالى
وملاحظة أنه يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، وأنه يعلم سرك ونجواك، قال الله تعالى: أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ وَأَنَّ اللهَ عَلَّامُ الغُيُوبِ {التوبة:78}.
وأكثر ي من صيام النفل مُقتَرحات للتغلُّب عليها والبعد عنها:
1 - لا بُدَّ أنْ تكوني واقعيَّة وصادِقَة مع نفسك؛ فليست هناك وصفةٌ أو استشارةٌ أو كتاب تقرئينَه أو أي فعل تفعَلِينه يُخلِّصكِ تمامًا من هذا الشُّعور، أو يَقضِي على رغبتكِ الملحَّة في الزواج مثلاً؛ فهذه غريزةٌ وضَعَها الله في البشر لحكمةٍ منه - عزَّ وجلَّ - لكنَّها موجودةٌ بصفة معتدلة، ومن الناس مَن يستَثِير نفسَه ويُهيج تلك المشاعر فيه؛ فيَعِيش في ضنْك وهمٍّ وغمٍّ لا يعلَمُه إلا الله، ومنهم مَن يَسِير في حياته باعتِدال،
فلا يجد لها شبحًا يُؤرِّقه في ليله ونهاره، ولا أثَرًا يُنغِّص عليه، ويَعِيش حياته بصورةٍ طبيعيَّة ولا يجد مشكلةً، خاصّة في مثل عمرك، لا تَكاد الفتاة تَشعُر بها، وعلى كلِّ حال فكِّري بصورةٍ واقعيَّة ومنطقيَّة، ولا تظنِّي أنَّ بإمكان بشرٍ أنْ يُخلِّصكِ منها تمامًا،
بل سيكون هناك من المجاهَدة والمعاناة ما تُؤجَرين عليه - بإذن الله.
2 - لا تُصدِّقي مَن يقول بأنَّ هذه العادة ليست لها أضرار تُذكَر، ولا تُصدِّقي مَن يُروِّج لها بخبثٍ ويُقلِّل من خطورتها؛ فآثارها الجانبيَّة ملموسةٌ ويُقرُّ بها كثيرٌ من الأطبَّاء، ومن أهمِّها اضطرابات هرمونيَّة وضعْف أو عجْز، وأمراض نفسيَّة؛ كالانطِواء، والخجل المرَضي، والاكتئاب... وغيرها ممَّا يعتَرِف بها أصحابها أو مَن مارَسُوها، فإحاطَتُك بخطورة المشكلة تُعِين على علوِّ الهمَّة والعزْم الصادق في الإقلاع عنها.
3 - يقول الشيخ سلمان العودة: "مَن يظنُّ أنَّه يُطفِئ نار الشهوة بالوقوع فيها، فهو كمَن يظنُّ أنَّه يُطفِئ النار بوضْع الحطب عليها". معنى هذا الكلام: أنَّ ممارسة تلك العادة لن يَزِيدكِ إلا حيرةً وألمًا، والحلُّ إذًا أنْ تشغلي نفسَك عنها بقدْر المستَطاع، وأنْ تُعمِلي عقلَك باستمرارٍ، فاشتَرِكي في مواقع إسلاميَّة نافعة، حاوِرِي الفتيات الملتَزِمات طالبات العلم، ناقِشِيهنَّ وانظُرِي كيف هي حياتهنَّ، وادخُلِي عالم القراءة، وفكِّري كيف تُطوِّري من نفسك، ضَعِي لكِ أهدافًا نبيلةً كالتفوُّق الدراسي مثلاً وأنْ تُصبِحي الأولى على مدرستك، خطِّطي لكلِّ يومٍ من حياتك وأعمِلِي فكرَك وعقلك في كلِّ دقيقة، فما جُعِلَ العقل إلا لنهتَدِي به وننتَفِع في كافَّة شؤوننا، لن تُجدِي بدونه وسيلةٌ لعلاج ما أنتِ فيه؛ يقول الإمام ابن القيِّم - رحمه الله -: "جعل الله فينا أمرين: الشهوة والعقل، الشهوة لهذه الحكم، والعقل ليتحكَّم في الشهوة، ويصرفها فيما أراد الله".
4 - ابحثي عن متنفَّسٍ آخر وقت الضِّيق النفسي؛ كأنْ تخرُجي من البيت في زيارة بعض الأقارب، أو أنْ تهرعي إلى الهاتف لمحادَثة صديقةٍ مخلِصة وأختٍ ناصحة، أو أنْ تنشَغِلي بهوايةٍ تحبِّينها؛ كتابة، أو قراءة، أو تلوين، أو غيرها ممَّا يفرغ شحنات الضِّيق ويُزِيل تيَّار الهمِّ والحزن، ولا تَكُفِّي حتى ينجَلِي ما بك أو أغلَبه.فلا يأس عندنا مِن رحمة الله، وحلُّ مشكلتك قد يكون من أسهل السهل إذا أذِن الله بذلك! ويكفي ما ذكرتُه في بداية ردي مِن صدق الالتجاء إلى الله بالدعاء والتضرُّع، مع الصبر وحسن الظن بالله، فمهما ضاقت الأحوالُ فلا بد من الفرَج، وكما يقال: اشْتَدِّي أَزْمَة تَنْفَرِجي، وإنَّ أشد ما يكون مِن ظلمة الليل لهو نذيرٌ بقُدوم ضوء النهار، فأحْسِني الظن بربك.تجنَّبي الأسباب المثيرةَ، وأقبلي على تلاوة القرآن، وكثرة الذِّكْر؛ ففيهما الشفاءُ والسلوةُ والتثبيت والإعانة والقوةُ؛ قال تعالى: ﴿ كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا ﴾ [الفرقان: 32]،
وأنت في هذه الحالة ستكونين في مُواجَهة الشيطان والنفس الأمَّارة بالسوء، فغالبيها بكثرة الذِّكْر. واحرصي على شغْل نفسك بكل ما هو نافعٌ ومفيدٌ، وأسال ربي أن يُصْلِحَ أحوالكم ويكفيكم ما أَهَمَّكُم، ويذهب عنكم رجْس الشيطان
تعليق