الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه،
أما بعد:
فزادك الله حرصًا على طاعته, وتمسكًا بدينه, ونسأله أن يثبتك ويوفقك لكل خير،
واعلمي أن طاعة الوالدين إنما تجب في المعروف وعليه,فبداية نسأل الله تعالى أن يصلح حال أمك ويعينك على برها،
ثم اعلمي أيتها الأخت أن من ابتليت بأم هذه حالها عليها بالصبر، ومقابلة الإساءة منها بالإحسان والبر،
فإن دمت على ذلك نلت الأجر المضاعف من ربك سبحانه,
واعلمي أن أجرك في تحمل أذى أمك يتضاعف كلما كانت أشد وأقسى في معاملتك، فلا تحزني ولا ينفد صبرك، وتعزي بما يدخر لك من الأجر الوافر عند الله تعالى، فإن هذه الأيام قصيرة جداً وخفيف ما فيها إلى جانب أيام الآخرة، قال سبحانه في حق الوالدين المشركين: "وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا" {لقمان:15}.
فما دمت ترين وجوب النقاب فلا طاعة لوالديك في تركه، وما دمت لا تملكين مالًا ولا كسبًا, فالظاهر - والله أعلم - أن لك أن تشتري النقاب بمالهما دون علمهما؛ لأن لك حقًّا في النفقة بالمعروف، قال ابن قدامة - رحمه الله -: والواجب في نفقة القريب قدر الكفاية من الخبز والأدم والكسوة، بقدر العادة.
اهـ وإذا عجزت عن ذلك, ولم تتمكني من تغطية وجهك أمام الأجانب بسبب منع والديك لك, فلا حرج عليك - إن شاء الله - لكن عليك في هذه الحال ألا تخرجي أو تظهري أمام الأجانب إلا للضرورة.
واعلمي أن لوالديك حقًّا عليك مهما كان حالهما, ومهما أساءا إليك أو ظلماك اصبري, واثبتي, وأحسني إلى والديك, وأبشري بخير عظيم وأجر كبير - بإذن الله - قال تعالى: "إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ" {يوسف:90}.
تعليق