الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله تعالى أن يفرج همك وأن ييسر أمرك وأن يصلح ما بينك وبين زوجك، والأصل في المسلم السلامة، فإذا لم يتبين منه السوء فلا يجوز أن يظن به فعله ما لم يتبين منه ذلك، وعليه،
فإن تيقنت من أن زوجك يزني -وهو أمر صعب- الأفضل أن تهجريه وتذهبى إلى أهلك، وعليك أن تنصحيه وتخوفيه من الله تعالى وعقابه العاجل والآجل، فإن قبل النصح وتاب إلى الله تعالى وأقلع عن ذنبه رجعت إليه، وإلا فلا يجوز لك مقارنة هذا الزاني والبقاء معه، للآية المذكورة، ولقوله سبحانه: (الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ) [النور:26] .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : أي: الرجال الطيبون للنساء الطيبات، والرجال الخبيثون للنساء الخبيثات. وكذلك في النساء، فإذا كانت المرأة خبيثة كان قرينها خبيثاً، وإذا كان قرينها خبيثاً كانت خبيثة. انتهى
وقال أيضاً: فأخبر تعالى أن النساء الخبيثات للرجال الخبيثين فلا تكون خبيثة لطيب، فإن ذلك خلاف الحصر، فلا تنكح الزانية الخبيثة إلا زانياً خبيثاً، وأخبر أن الطيبين للطيبات فلا يكون الطيب لامرأة خبيثة، فإن ذلك خلاف الحصر، إذ قد ذكر أن جميع الخبيثات للخبيثين فلا تبقى خبيثة لطيب ولا طيب لخبيثة، وأخبر أن جميع الطيبات للطيبين فلا تبقى طيبة لخبيث، فجاء الحصر من الجانبين موافقاً لقوله تعالى: (الزَّانِي لا يَنْكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لا يَنْكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ) [النور:3] .
والله أعلم.
وأما الدعاء فلا تعجزي عنه فأعجز الناس من عجز عن الدعاء، ولا تيأسي وتتوقفي عن الدعاء فالعبد فقير إلى ربه محتاج إليه، قال تعالى:يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ.[فاطر:15 ]. وإذا تركت الدعاء على زعم أن رب العالمين لم يستجب دعاءك فكأنك بذلك تحاسبين ربك وتعترضين على حكمه، فأنت ما عليك إلا الدعاء، وهو بحكمته وعلمه أدرى بما يصلح عبده، وربما يكون أراد أن يبتليك بمثل هذا الزوج، فيرفع بذلك درجاتك ويكفر سيئاتك. قال تعالى: وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُون. [الأنبياء:35 ]. وروى الترمذي عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله حتى يلقى الله وما عليه خطيئة .
وكذلك أخيتى إن الرائحة الكريهه إذا لم تصل إليك فإنها سـتأذيك
وربما فعله هذا يؤذيك فى دينك ويفتنك فإن البهائم تلعن العصاه
نسأل الله السلامة
وأنصحك أن تصلى استخارة وتحافظى على أولادك من أن يظهر والدهم يوما بمنظر يخدش حيائهم
استعينى بالله
واجعليه يسمع هذه المقاطع لعل الله يصلح حاله
ولا تخشى الرزق فالله حافظا بالعكس
من ترك شيئا لله عضه الله خيرا منه
تعليق