إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الحياء من الله

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الحياء من الله

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    انا فتاة عمري 25 سنة
    اريد انا ادعو الله بزوج صالح ولكني استحي من هذا الدعاء
    اعلم يقينا اني لو دعوت الله لم يخيبني وهيلبي رجائي
    اتمني الزواج من زوج صالح
    لعدة اسباب وسوف اكون صادقة معكم
    اريد شخص تزول معه غربتي التي اعاني منها في بيت اهلي
    فهم يروني غريبة وتفكيري متطرف ودائما في نقد وهجوم
    واريد ان يعوضني الله بشخص يحنو عليَّ فقد افتقدت هذا في بيت اهلي
    اشعر بوحدة شديدة في طريقي الي الله فاريد كما قال سيدنا موسي عن اخيه سيدنا هارون " ردءا يصدقني "
    وان يكفيني الله بحلاله عن حرامه
    واستحي ان ادعو الله بهذا الدعاء لان حاجتي له شديدة فاستحي ان يري الله هذه الرغبة في قلبي
    فالله هو الصمد والسند والمولي والرحيم الرحمن الودود
    اليس الله بكاف عبده؟
    لو انا مؤمنة حق الايمان ومتوكلة علي الله حق التوكل لما شعرت بهذه الغربة وهذا الاحتياج
    هل انا علي صواب ام لا ؟

  • #2
    رد: الحياء من الله

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

    نعم يا ابنتي الفاضلة.. أنت على صواب إن شاء الله تعالى؛ فأبشري واستبشري بكل الخير
    بارك الله فيكم وأعزَّكم بالإسلام وحفظكم من كل شر وسوء
    بداية فإن الحياء من الله تعالى أمر واجب وفرض لازم علينا جميعًا، ودعينا نقف قليلًا معًا عند معنى الحياء من الله؛
    فالحياء معناه
    في الشّرع : خُلقٌ يبعث على اجتناب القبيح من الأفعال والأقوال ، ويمنع من التّقصير في حقّ ذي الحق

    عَنْ سَعِيدِ بن يَزِيدَ الأَزْدِيِّ ، أَنَّهُ قَالَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَوْصِنِي ،
    قَالَ : " أُوصِيكَ أَنْ تَسْتَحِيَ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ كَمَا تَسْتَحِي مِنَ الرَّجُلِ الصَّالِحِ ".
    صححه الإمام الألباني في " الصحيحة " ( 741 ) .

    قال المناوي – رحمه الله - :

    قال ابن جرير : هذا أبلغ موعظة وأبْين دلالة بأوجز إيجاز ، وأوضح بيان ،
    إذ لا أحد من الفسقة إلا وهو يستحي من عمل القبيح عن أعين أهل الصلاح ، وذوي الهيئات والفضل ؛ أن يراه وهو فاعله ،
    والله مطلع على جميع أفعال خلقه ، فالعبد إذا استحى من ربه استحياءه من رجل صالح من قومه : تجنَّب جميع المعاصي الظاهرة ، والباطنة ،
    فيا لها مِن وصية ، ما أبلغها ، وموعظة ما أجمعها
    " انتهى.

    وعن كيفية الحياء من الله، فقد أجاب عن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال:
    " استحيُوا من اللهِ حقَّ الحياءِ ".
    قالوا: إنَّا نستَحِي يا نبيَّ اللهِ والحمدُ للهِ.
    قالَ: " ليسَ ذاكَ ولكنْ من استحْيَا من اللهِ حقَّ الحياءِ، فليَحفَظْ الرأسَ ومَا وَعَى، وليحفظْ البطنَ ومَا حوَى، وليذكِرْ الموتَ والبِلَى،
    ومن أرادَ الآخرةَ ترَكَ زينَةَ الدنيا، فمن فعلَ ذلكَ، فقدْ استحيَا من اللهِ حقَ الحياءِ
    ".

    وللفائدة يا ابنتي .. إقرأي هذا التوضيح والشرح على هذا الرابط:
    http://articles.islamweb.net/media/index.php?page=article&id=182963

    واعلمي يا ابنتي الفاضلة أن الحياء من الله، ليس مانعا من معصية الله فحسب، بل هو دافع إلى طاعته سبحانه والبحث عمَّا يرضيه؛
    ألا يترك الإنسان فراشه الدافئ في الشتاء؛
    ليقوم الرجل فيصلي الفجر بين يدي ربه، في بيت من بيوته،
    استحياء من الله ألا يراه -جل جلاله- حين ناداه مناديه وهو نائم على فراشه فلم يجبه في بيت من بيوته؟،
    وتقوم المرأة أيضًا استحياءً من الله، فتصلي الفجر في بيتها؟

    ألا يُنفق الإنسان طيّب ماله فيما يحب الله؛ حياء من الله ألا يطّلع عليه بخيلا حين دعاه إلى ذلك؟

    ألا يبذل المجاهد في سبيل الله روحه؛ حياء من الله ألا ينصر دين الله، وقد باع -من قبل- نفسه لله؟

    وقيسي يا ابنتي على هذا الأمر كثير.

    ولأن حياء العبد من ربه يدفعه إلى طاعته سبحانه والبحث عمَّا يرضيه؛ فإنه لاحرج مطلقًا في دعائك وطلبك من الله العلي القدير أن يرزقك بالزوج الصالح؛
    فإن دعائك هذا يهدف لغاية أسمى إن شاء الله تعالى بأن تكملي حياتك مع من يعينك على الطاعة وحسن العبادة والتزود من الدنيا للآخرة بالتقوى.

    سُئِلّ الشيخ: عبد العزيز بن باز رحمه الله في فتاوى نور على الدرب (579) - :

    تقول السائلة في الرسالة: يا سماحة الشيخ-: هل يجوز للمرأة أن تدعو لنفسها بالزوج الصالح والصفات التي ترغبها في هذا الزوج؟
    الجواب:
    [ نعم، يُشرع لها هذا، يُشرع لها أن تطلب ربها أن يُسهِّل لها الزوج الصالح، كالرجل يسأل ربه أن يسهل له الزوجة الصالحة، هذا من الدعاء الطيب،
    هي تسأل ربها أن الله ييسر لها الزوج الصالح، والرجل كذلك يسأل الله أن يسهل له الزوجة الصالحة
    ].

    وللإستزادة في الخير، إقرأي هذه الفتاوى -الأولى فيها سؤال مماثل لسؤالكِ-، على الروابط:

    http://consult.islamweb.net/consult/index.php?page=Details&id=275936

    http://fatwa.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&Option=FatwaId&Id=54266


    أمر آخر وهام.. أعزَّكم الله يا ابنتي الفاضلة؛
    فإن شعورك بالغربة هذا شيء طبيعي وعادي لكل من يلتزم بالطريق المستقيم ويجاهد نفسه أن يثبت على الهداية
    وبخاصة في أيامنا هذه، وبالتحديد إذا لم يجد من حوله معينًا له ومشجعًا له، وهذا أدعى لرجائك والإلحاح في الدعاء لله تعالى أن يرزقك بالزوج الصالح،
    وبالصحبة الصالحة.. فلا تظلمي نفسك بوصفكِ أنك لستِ مؤمنة حق الإيمان، أو أنك غير متوكلة على الله حق التوكل!

    صحيحٌ أننا كلنا مقصرون، ولم يكمل إيماننا بعد، ونحتاج لمجاهدة انفسنا حتى يزيد إيماننا بعون الله وتوفيقه لنا؛ هذا حال الأمة الإسلامية الآن!!
    وصحيح أيضًا أننا مقصرون في توكلنا على الله حق التوكل!!
    لكن شعورنا بالغربة ليس دلالة على نقص الإيمان أو عدم توكلنا على الله، والله تعالى أعلى وأعلم.
    لذلك أنصحكِ بأن تجعلي شعوركِ كله بالغربة عن هذه الحياة الدنيا، فالدنيا دار عمل وابتلاءات، والدنيا زائلة وزينتها زائفة،
    وأحرى بنا أن نحيا فيها وكأننا غرباء فيها، وأذكركِ بقول النبي صلى الله عليه وسلم:

    عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: أَخَذَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِمنْكبيَّ، فَقَالَ:
    (كُنْ فِي الدُّنْيَا كَأَنَّكَ غَرِيْبٌ أَوْ عَابِرُ سَبِيْلٍ).

    وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا يَقُوْلُ:
    [إِذَا أَمْسَيْتَ فَلا تَنْتَظِرِ الصَّبَاحَ، وَإِذَا أَصْبَحْتَ فَلا تَنْتَظِرِ المَسَاءَ. وَخُذْ مِنْ صِحَّتِكَ لِمَرَضِكَ، وَمِنْ حَيَاتِكَ لمَوْتِكَ]. رواه البخاري.

    وللفائدة إقرأي شرح الحديث على هذا الرابط:
    http://articles.islamweb.net/media/index.php?id=78611&lang=A&page=article

    والإيمان يا ابنتي الفاضلة يزيد وينقص كما تعلمين؛ يزيد بالطاعات وينقص بالمعاصي..
    فاجعلي همَّكِ كله في الازدياد من الطاعات والتقرب إلى الله تعالى، ثم توكلي على الله تعالى وأحسني الظن به سبحانه بأنه سيرزقكِ الخير أينما كنتِ مع مجاهدتك لنفسكِ وملازمة الأعمال الصالحة
    وعن رؤية أسرتكِ وأهلكِ أنكِ غريبة وتفكيركِ متطرف؛ فهذا يرجع إلى سببين -والله أعلم-:
    الأول: هو احتمال أنكِ تتعاملين معهم بشدة في أمور الدين ومحاولاتكِ إقناعهم بأمر شرعي بأسلوب ينفرون منه
    والثاني: أنهم غير ملتزمين ولا يقبلون النصيحة لله ويرفضون أي كلمة منكِ
    وفي الحالتين يجب عليكِ الإستعانة بالله والتوكل عليه سبحانه والصبر على ما أنت فيه والدعاء والطلب والرجاء منه أن يلينوا لكِ،
    ثم اتباع أسلوب مختلف تمامًا معهم لتقربيهم إليكِ أكثر وأكثر
    ولا شك أنكِ تشعرين
    بالحزن على وضع أهلك..
    وذلك دليل على حبك الشديد لهم وتمني الخير لهم وهذا أمر مهم فهو من البر بهم والوفاء لهم،
    وواجب عليكِ يا ابنتي أن تليني لهم الجانب وتحسني إليهم وتعامليهم بالمعروف وتسمعين كلام والديكِ وتطيعهما في غير معصية الله،
    كما أمرنا ربنا جلَّ وعلا:
    {
    وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا} الإسراء:٢٣

    فهذا حقهم وواجبك نحوهم وليس منّة منك عليهم .
    ومن المهم أيضاً أن يكون سلوكك وتعاملك هو الوسيلة المُثلى للدعوة، فعندما يرى منك أهلكِ جميل الطباع وحسن الخصال ودماثة الخلق وحسن البرّ،
    فسوف يتأثرون بك إن شاء الله.

    والشعور بالغربة بين أهلكِ يشعركِ بالضجر واضطراب السلوكِ والتصرف إلى حدٍ ما ؛
    فحاولي يا ابنتي أن تكوني معهم لطيفةً ودودةً مبتسمةً بشوشةً، وإذا رأيت ما تكرهينه منهم فقولي بلطف لا أحب هذا، أو لا أرغب في المشاركة في هذا العمل،
    أو مثل هذا بالأدب والأخلاق وحسن السلوك وجمال العبارة، ساعتها بأمر الله ستأسرين قلوبهم وترتاح نفسكِ ويمكنكِ أن توثري فيهم بإذن الله.



    فطهر قلبك بــــ




    بسماع القرآن والإستغفار وكثرة السجود والدعاء والصدقة












    فالقرآن : شفاء لأمراض القلب


    اشغلي نفسك بحفظ كتاب الله
    هنا اخواتك يراجعوا معك
    https://forums.way2allah.com/forumdisplay.php?f=260








    والإستغفار : يزيل الران والسواد الذي يتكون على القلب نتيجة الذنوب












    والسجود والدعاء : وسيلة قربك من ربك










    والصدقة : أمر هام جدا قد يغفل عنه الكثير فهى تطفأ الخطيئة وتطهر النفس





    قال الله{خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [التوبة : 103]

    إبنتي الفاضلة.. لا تجعلي اليأس أو القنوط ينال منكِ بأي حال؛ فما زالت الأيام أمامكِ -أطال الله في عمركِ في طاعته-،
    فاحرصي بأمر الله على العلم النافع والفهم الصحيح لأمور ديننا الحنيف..
    واحرصي على تعلم أسس الدعوة إلى الله تعالى، بعدما تسلكي أبواب العلم الشرعي الصحيح،

    وواصلي بأمر الله احترام وتقدير أهلكِ ووالديكِ.. ففي رضاهم خير كثير . وفقكِ الله وسدد خطاكِ
    إحرصي يا أختاه على مصاحبة أخواتك من الصالحات؛ فالصحبة الصالحة فيها خيراتٌ كثيرة ونِعَمٌ من الله يفتح بها على من يحرص عليها بفضله وبرحمته،
    فياليتك تسجلين اسمك هنا في هذا المنتدى العامر بالخيرات والتواصي بكل ما فيه الخير..
    ستجدين بأمر الله تعالى أخوات لك في الله تعالى يحرصنَّ دائمًا على المسارعة بتقديم الخير فيما بينهنَّ
    فقط عليك المسارعة بتسجيل اسمك أو أي كُنية تحبينها، وانضمامكِ لأخواتك الصالحات، كما نحسبهم وأنتِ كذلك بأمر الله، ولا نزكي على الله أحدا.
    ننتظرك هنا اختنا الفاضلة
    https://forums.way2allah.com/forumdisplay.php?f=151


    فأوصيك ونفسي بذلك ابنتي الكريمة، وأسأل الله تبارك وتعالى أن يثبتنا وإياك على الحق، وأن يهدينا جميعًا صراطه المستقيم، وأن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، إنه جواد كريم.



    زائرنا الكريم نحن معك بقلوبنا
    كلنا آذان صاغيه لشكواك ونرحب بك دائما
    في
    :

    جباال من الحسنات في انتظارك





    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    x
    إدراج: مصغرة صغير متوسط كبير الحجم الكامل إزالة  
    x
    أو نوع الملف مسموح به: jpg, jpeg, png, gif
    x
    x
    يعمل...
    X