أخنى السائلة:- السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. بداية أشكر لك ثقتك البالغة واتصالك بنا ع.. ونتمنى منك دوام الاتصال والمراسلة على الموقع..
أختي السائلة.. لقد قرأت رسالتك بمشاعر مختلطة فرح وحزن.. نعم مشاعر مختلطة سيدتي.. ما بين فرح على توبتك هذه، وحزن على ما وقعت فيه من معصية.. ولكن في النهاية وجدت مشاعر الفرح تغلب.. فما أجمل ما تشعرين به من توبة وإحساس بقربك من ربك كما ورد في رسالتك وعلى لسانك:- (ولكن بعد هذه التجربة التي مرت بحياتي أحس أنني تعلقت بربي أكثر، فلله الحمد أصبحت مواظبة أكثر على صلواتي الخمس والنوافل وقيام الليل، وبدأت بحفظ كتاب الله، ولجأت للكثير من الأعمال الصالحة عسى ربي أن يتقبل مني ويغفر لي).. هذا ما ورد على لسانك وفي رسالتك.. نعم أختي قد يحدث الذنب للعاصي توبة تجعل الشيطان نادماً على وسوسته بالمعصية لمن عصا.. وهذا ما قاله أحد سلفنا الصالح:- (لا يزال العبد يتذكر الذنب فيكثر من العمل الصالح.. حتى يقول الشيطان:- يا ليتني لم أجعله يفعل هذا الذنب).. وقال آخر:- (لا يزال العبد يذكر الذنب فيكثر من الخير حتى يلقى الله فيدخله الجنة)..
أختي الكريمة.. لن أتكلم في الماضي وفيما جرى وفيما وقعت فيه، ولكن دعينا ننظر للمستقبل، للجانب المشرق في حياتك الجديدة، في ندمك الذي يملأ حياتي، في شعورك بالذنب، في إحساسك بالقرب من خالقك، في مواظبتك على الصلاة، في قيامك بالليل والناس نيام، في تقلبك في فراشك باكية نادمة حزينة على ما فعلتِ عازمة على عدم العودة.. هذه هي التوبة أختي الكريمة.. قبلها الله منك..
أختي.. حقيقة أهنئك على توبتك التي أرى فيها صدقاً وإخلاصاً، فما التوبة أختي إلا ندم على ما حدث من خطيئة، وعزم على عدم العودة إليها، وهجران للذنب.. وأنت ولله الحمد أرى في رسالتك كل هذا.. وأذكرك ييعض الآيات والأحاديث لتعرفي ما تنالينه من أجر بتوبتك هذه، ولتكون معينة لك على الثبات:- قال تعالى:- (قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم. وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له من قبل أن يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون) [سورة الزمر: 53].. قال:- (إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين) [سورة البقرة: 222].. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:- (إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَبْسُطُ يَدَهُ بِاللَّيْلِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ النَّهَارِ، وَيَبْسُطُ يَدَهُ بِالنَّهَارِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ اللَّيْلِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا) رواه مسلم..وغير ذلك من آيات وأحاديث في هذا الباب..
وهناك علامات كثيرة تدل على صحة التوبة وقبولها، أذكرها لك لتنظري أين أنت منها، ومن هذه العلامات:-
1- أن يكون العبد بعد التوبة خيراً مما كان قبلها:- وكل إنسان يستشعر ذلك من نفسه.. فمن كان بعد التوبة مقبلاً على الله.. دلّ ذلك على صدق توبته وصحتها وقبولها.
2- الخوف من العودة الى الذنب:- فالتائب لا يفرقه الخوف من العودة من ذنبه، ومن الرجوع مرة ثانية لما كان عليه قبل التوبة..
3- أن يستعظم الذنب والجناية التي وقع فيه:- يقول ابن مسعود رضي الله عنه:-( إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه قاعد تحت جبل يخاف أن يقع عليه، وإن الفاجر يرى ذنوبه كذباب مرّ على أنفه، فقال له هكذا).. وقال بعض السلف:- (لا تنظر إلى صغر المعصية ولكن انظر إلى من عصيت).
4- أن تحدث التوبة للعبد انكساراً في قلبه وذلاً وتواضعاً بين يدي ربه:- وليس هناك شيء أحب إلى الله من أن يأتيه عبده منكسراً ذليلاً خاضعاً مخبتاً منيباً، رطب القلب بذكر الله..
ولكن أختي أنصحك ببعض الأشياء:-
1- بالأعمال الصالحة.. فالقاعدة أن الأعمال الصالحة تمحو -بإذن الله- الأعمال السيئة.. قال تعالى:- (وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين)..
2- الاشتغال بما ينفع وتجنّب الوحدة والفراغ:- فالفراغ عند الإنسان السبب المباشر للانحراف، فإذا اشتغلت بما ينفعك في دينك ودنياك، قلَّ تفكيرك في المعصية.. ونفسك أيها الإنسان إن لم تشغلها بما ينفعها شغلتك بما يضرك.
3- البعد عن المثيرات، وما يذكّرك بالمعصية:- فكل ما من شأنه يثير فيك دواعي المعصية ونوازع الشر، ويحرّك فيك الغريزة لمزاولة الحرام، قولاً وعملاً، سواء سماعاً أو مشاهدة أو قراءة، ابتعدي عنه، واقطعي صلتك به..
4- مصاحبة الأخيار:- فإذا صاحبتِ خيّراً حيا قلبك، وانشرح صدرك، واستنار فكرك، وبصّرك بعيوبك، وأعانك على الطاعة، ودلّك على أهل الخير.. وجليس الخير يذكرك بالله، ويحفظك في حضرتك ومغيبك، ويحافظ على سمعتك، واعلم أن مجالس الخير تغشاها الرحمة وتحفّها الملائكة، وتتنزّل عليها السكينة، فاحرصي على رفقة الطيبين المستقيمين، ولا تعد عيناك عنهم، فإنهم أمناء.
أسأل الله جل وعلا لك التوفيق والسداد، وأن يُصلح شأنك، ويغفر ذنبك، والله يتولانا وإياك، وبالله التوفيق، وصلى الله وسلم على نبينا محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
فإن الإنسان قد يتعرض لبعض المصائب التي تُصيبه في حياته الدنيا، فتؤلمه وتجرحه، وتُدمي قلبه، فيظن أن هذه المصائب هي شرٌ خالص، ومصيبة محضة، وليس الأمر كذلك، فإن من المصائب ما هو شر في ظاهر الأمر، إلا أنه في الباطن والحقيقة يتضمن خيراً كثيراً وفوائد عظيمة جداً.
ولو تأملنا في هذه المصيبة التي وقعتِ فيها، من خداع هذا الرجل إياك، وتلاعبه بعواطفك، لوجدنا أول فائدة ظاهرة وهي أنك قد أخذت درساً قوياً في تعاملك مع الناس في هذه الحياة، نعم، إنه درسٌ قاسٍ، إلا أنه في غاية الفائدة.
إنك أقمت علاقة مع هذا الرجل، ظناً منك أنه هو الرجل المحب الصادق الشريف، فإذا هو ذئبٌ مخادع يتلاعب ببنات الناس ويلهو بأعراضهن، ثم يفتخر بأن له علاقة مع فلانة، وأنه ضحك ولعب بفلانة.
وبهذا يتضح لك السبب الذي لأجله أخذ يتكلم عنك بهذا الكلام البشع، ولماذا يفتري عليك ويشوه سمعتك، فهذا هو الدرس الأول الذي تجنيه من هذه الحادثة.
والدرس الثاني: أن تعلمي أن هذا الذي وقع لك هو في الحقيقة فضلٌ عظيم من الله عليك، فلولا رحمة لله بك، ورأفته سبحانه لضعتِ مع هذا الرجل ضياعاً ربما يحطّم حياتك، ويُنهي سعادتك في هذه الدنيا.
وأيضاً، فلو أنه تزوجك مثلاً، فتصوري كيف سيكون حالك وأنتِ تعيشين في ظل زوج تافه خائن مخادع، فكيف سيكون مصيرك لو تم الارتباط به؟!! إذن فلتحمدي الله العظيم الرحيم الذي أنقذك من براثين هذا الثعلب المخادع، وصدق الله العظيم إذ يقول: (( وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ))[البقرة:216].
وأما الدرس الثالث الذي تستفيدينه من هذا الحادث: هو أنك لابد من أن تقوي صلتك بالله، ولابد أن يكون هناك ندم منك على المعصية التي وقعت منك، حيث أنك أقمتِ علاقة مع رجلٍ أجنبي لا يجوز لك أن تتعاملي معه أصلاً، ولا ريب أن مثل هذه العلاقات محرّمة شرعاً؛ لأن العلاقة التي يقرها الله ورسوله صلى الله عليه وسلم هي العلاقة الشرعية الواضحة التي لا يُخالطها حرام أو ريبة، وباب الزواج مفتوحٌ لمن أراد الحلال على الطريق الواضحة البينة، أما مثل هذه العلاقات السرية المشبوهة، فإن الله جل وعلا لا يرضاها ولا يقرّها، وكم من فتاةٍ مسكينة قد ذهبت وضاعت بسبب هذه العلاقات الآثمة المحرمة، والحمد لله الذي لطف بك وجعل النتيجة على هذا النحو.
فلابد إذن من التوبة الصادقة، وإصلاح الأمر بيننا وبين الله، ومن العلامة الصادقة على التوبة عدم التفكير أصلاً بإقامة مثل هذه العلاقات المشبوهة، بل الفتاة المؤمنة أمرها واضح، وطريقها نظيف، تقول وبكل وضوح: (من أرادني فهذا بيت والدي ليتقدم إلي على سنة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم) .
والمقصود أن هذه المصيبة التي نزلت بك هي في الحقيقة نعمة من الله عظيمة، إذا أحسنت الاستفادة منها، بحيث تكون سبباً لحذرك وتجنبك لمثل هذه الأفعال، وأيضاً تكون فاتحة لباب التوبة والإنابة إلى الله الذي لطف بك، وقدّر لك النجاة من هذا الذئب البشري.
وأما عن سؤالك هل يجوز لك الدعاء على هذا الظالم أم لا؟
فالجواب أن كل مظلوم مخيّرٌ بين أمرين اثنين:
الأول -هو الأفضل والأحسن عند الله تعالى-: العفو عن الظالم، والصبر على المصيبة، وعدم الدعاء بالشر، قال تعالى: (( وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الأُمُورِ ))[الشورى:43].
الثاني -هو جائز مباح-: وهو الدعاء على الظالم أن ينتقم الله منه بسبب ظلمه، وأن يجازيه بسوء عمله، فهذا جائز لا إثم فيه ولا ذنب، كما قال تعالى: (( وَلَمَنِ انتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُوْلَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ * إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ))[الشورى:41-42].
والله ولي التوفيق والسداد.
أنا أقدر غاية التقدير الظروف التي مررت بها ، وأقول لكِ بارك الله فيكِ لا تلومي إلا نفسكِ ، فأنت أولاً وأخيراً من وضع نفسه في هذا المأزق ، أتدرين لماذا ؟؟؟
لأنك قد خالفت الشرع وابتعدتِ عن منهج الكتاب والسنة ، أسأل الله لكِِ الهداية والاستقامة ، ومن حق أي رجل أن يعجب بأخلاق امرأة عند ذلك عليه أن يسلك الأبواب الشرعية للقرب منها وذلك عن طريق أهلها وطلبها للزواج ، ومن هنا أرجو أن يكون هذا أخية درساً لكِ ، وقبل كل شيء عودي إلى الله سبحانه وتعالى وتوبي وأنيبي ، ثم حاولي تصحيح ما فات وذلك بالعودة إلى الأهل والصديقات ، وأرجو أن يكون هذا لكِ درساً في المستقبل القريب والبعيد 0
أما بخصوص هذا الشاب فأسأل الله له الهداية والاستقامة على دين الله عز وجل ، ونصيحتي لكِ أن تقومين بالدعاء له ، واعلمي يا رعاك الله أنه إن كتب الله له الاستقامة والصلاح فيكون أجره لكِ بإذن الله سبحانه وتعالى ، والحق جل وعلا يقول في محكم كتابه : ( والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس ) ، أسأل الله لكِ التوفيق والسداد ، ونحن جميعاً في هذا المنتدى نقف معكِ فكلنا إخوة لكِ ، مع تمنياتنا لكِ جميعاً بالصحة والسلامة والعافية :
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحابته ومن والاه
نرحب بداية بابنتنا الكريمة في موقعها، ونشكر لها هذه المشاعر النبيلة تجاه صديقتها ، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يقر عينها بصلاحها، وأن يُلهم بنات المسلمين السداد والرشاد، وهو ولي ذلك والقادر عليه.
نكرر شكرنا لك ابنتنا الفاضلة على هذا الاهتمام والحرص على مصلحة أختك وصديقتك وهذا دور ينبغي أن تقوم به كل مسلمة ويقوم به كل مسلم كذلك، طاعة لله تبارك وتعالى، فإن المسلمين نصحة والمنافقون غششة، وهذا نصح في باب من أهم الأبواب، فعليك أن تواصلي النصح، وأن تجتهدي في إبداء النصيحة إليها، وأن تبيني لها عواقب هذا العمل، وأن تكرري النصيحة، وأن تثني على جمالها وعلى إيجابياتها قبل أن تنصحيها، واختاري الأوقات الجميلة والألفاظ الجميلة حتى تستجيب لنصحك.
لا مانع بعد ذلك إذا هي تمادت وأصرت ورفضت وأصرت على السير في هذا النفق المظلم أن تقولي لها (أنا الآن في خيار صعب، فإذا لم تستمري فإن الدين يأمرني أن لا أسكت، ديني يأمرني أن أتكلم، وأنا حقيقة ما أريد أن أحرجك) وعليها أن تعلم أن الله تبارك وتعالى يستر على الإنسان، ويستر عليه، ويستر عليه، فإذا لبس للمعصية لبوسها وبارز الله بالعصيان هتكه وفضحه.
عليها أن تعلم أنها فتاة، والفتاة مثل الثوب الأبيض، والبياض قليل حمل الدنس، فعليها أن تتقي الله تبارك وتعالى، وتعلم أن الله يعلم السر وأخفى، عليها كذلك أن تراعي مصلحتها ومستقبلها، فإن هذا يشوش عليها في مستقبلها، فمثل هذه العواطف المحرمة خصم على سعادة الإنسان بعد دخوله إلى حياته الصحيحة.
كذلك في هذا العمل فقد لثقتها في نفسها، وثقتها حتى عند الذي يتكلم معها هذا الشقي، وستفقد ثقتها عند أهلها كذلك، ولن يصدقوها بعد ذلك، إنها بذلك أيضًا تسيء لسمعتها وسمعة العائلة كما أشرت - وأحسنت – ولذلك ينبغي أن نبصرها بهذه العواقب، نبصرها بالعواقب والنهايات المظلمة لهذا الطريق، لأن المرأة وهذه الفتاة بالذات تحتاج إلى أن تبصر عواقب الطريق، وتحتاج إلى أن تنظر هذه الحياة المظلمة ولا تغتر بكلام هذا الذئب، ففي الشباب ذئاب يجيدون فن الاحتيال وفن الكلام الجميل، أمثال هؤلاء الأشرار يتغدى أحدهم بالفتاة ويتعشى بأخرى، ولا يبالي بسمعة الفتاة.
كما أن هذا الشاب قد يمسك عليها بعض الكلام ويهددها به مستقبلاً، فهي تورث نفسها وتدخل نفسها في نفق مظلم، لذلك عليها أن تحاول الانسحاب وبسرعة، عليها أن تحاول الانسحاب وبحكمة، عليها أن تتوب إلى الله تبارك وتعالى.
بيّني لها أن الدائرة تتسع، فأنت عرفتِ الآن وعدد البنات عرفن، وهذا الشقي أيضًا ربما عرّف آخرين على هذا العمل الذي يقوم به، لذلك ينبغي أن تنتهي وتتوقف عن هذا العمل فورًا، فإن الله يتوعد الغافلين المقصرين، فيقول: {فليحذر الذين يخالفون الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم}. فلا تعرض نفسها للسوء، ولا تعرض نفسها للشر، وعليها أن تتوقف عن هذا العمل الذي لا يُرضي الله تبارك وتعالى.
أرجو كذلك أن تنبيهها إلى أن مثل هذا الشاب أولاً أهلنا لا يقبلونه، أهل الفتاة لا يقبلونه، وإن قبلوا به فنحن لا ننصحها في أن ترتبط به، لأن من كان معها في المعصية، من كلمها من وراء أهلها سيأتي الشيطان الذي يجمعهما على الغفلات الآن هو نفس الشيطان الذي سيأتي ليقول (كيف تثق فيها) هو نفس الشيطان الذي سيأتي فيقول (كيف تثقي فيه)؟
لذلك ينبغي أن نعرف حيل الشيطان، ولا شك أن البدايات الخاطئة لا توصل إلى نتائج صحيحة، ولو حصل لو فرضنا أنه تم الزواج – وهذا يبدو أنه شبه مستحيل لاعتبار أن الشاب لا يرضاها زوجة، ولا يأمنها على بيته، ومهما كان الشاب فاسقاً فإنه يقول: كيف آمن على مثل هذه الفتاة التي رضيت أن تكلمني – ولو فرضنا أنه رضي بها زوجة فسيهينها وسيُلحق بها الأذى والضرر، لأنه لا يثق بها، وليست أهلاً للثقة، وهو كذلك ليس أهلاً للثقة، فكما قلنا ينبغي أن يكون واضحًا أمامها.
كذلك هي ستخسر أهلها لأنها ستخرج في معارك طويلة معه من أجل أن يرضوا بهذا المستوى الاجتماعي، فالإسلام لا يقبل أي علاقة بين شاب وفتاة إلا في إطار الشرعية أو المحرمية، إلا في إطار الزواج الشرعي أو العلاقة الشرعية، أو في إطار المحرمية – أن يكون محرمًا لها – أما هذا فإن مثل هذه العلاقات لا يمكن أن تقبل، وليس فيها مصلحة.
إذن ندعوك مرة أخرى وثانية وثالثة إلى أن تظلي معها، وتكرري لها النصح، واجعليها تقرأ كلامي وتبيني لها خطورة ما تفعل، وتبيني لها أن هذا الشاب لا يمكن أن يتزوج بها، وأن أهلها لا يمكن أن يرضوا به، فالإنسان لا يرضى إلا بعلاقة عليها غطاء شرعي بمعرفة الأهل، عن طريق المجيء إلى البيوت من أبوابها، خطبة رسمية، ولا يرضى بعلاقة لا تنتهي بالزواج، وهذه علاقة لا تنتهي بالزواج لوجود هذه العواقب، ونحن أيضًا لا ننصح أبدًا بإكمال مثل هذا المشوار لما يترتب عليه من أخطار ومصائب كبيرة.
كوني عونًا لها ولا تتركيها للشيطان، وحاولي أن تتدرجي معها في النصح، وإذا اضطررت أن تخبري أهلها فمهدي لها، وهدديها بذلك، فإن توقفت وإلا فأرجو أن تكتبي إلينا حتى نبيّن لك الطريقة الصحيحة التي يمكن أن تُتخذ إذا حاولت في حالة الرغبة في تصعيد هذا الأمر أو إذا لم يكن هناك خيار إلا هذا الخيار الصعب، عند ذلك أرجو أن تتواصلي مع الموقع لنتفق على خطة مناسبة بعد أن تنقلي لنا ماذا تقول هذه الفتاة عندما تنصحوها، هل هي من النوع المكابر، هل هي من النوع الذي يقول اسألوا الله لي الهداية، أو سأترك؟ لأن هذا أيضًا له أثر كبير في الإجابة، وفي الوصول إلى الحل الصحيح. واقول لها
فلذا - بارك الله فيك - يا بنيتي عليك أن تتخذي قراراً قوياً، وشجاعاً، وجريئاً، بالتوقف عن هذه المعصية، أولاً: حياءً من الله تعالى؛ لأن من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه، وهذا ذئب مفترس وجدك فريسة سهلة، فهو حريص على أن ينال منك ما يريد، وهو يتدرج معك تدرجاً، وهذا الأمر صدقيني لن يتوقف عند هذه المداعبات أو الذي ذكرته، وإنما سيظل يخطط حتى يوقعك في الشرك، وسيتركك كالورقة المستعملة الملقاة على الأرض ليطأها بقدمه، ولن ينظر إليك بعد ذلك، لأنه سيقول إن التي تمكنني من نفسها بلا أي عوض، أو مقابلة، ستمكن غيري منها، ولا تستحق أن تكون زوجة لي، ولا أماً لأولادي، وصدقيني يا بنيتي هو أول من يتخلى عنك.
فإذاً خذي قراراً بالتوقف نهائياً، حياء من الله، وقاومي رغبتك وشهواتك، وابحثي عن الأسباب التي تؤدي إلى ضعفك، وحاولي القضاء عليها، كأن تتواجدي مثلاً في المكان الذي يوجد فيه، فعليك أن لا تذهبي إلى هذا المكان مطلقاً، ولا تتواصلي معه بالهاتف، فعليك أن تغيري رقم هاتفك، أو بأي وسيلة، المهم أنت تعرفين الطريق الذي تضعفين من خلالها فعليك إغلاقها.
أكثري من التوبة والاستغفار، وعليك بالدعاء والإلحاح على الله - تبارك وتعالى - أن يغفر لك ويتوب عليك، ويقبل منك توبتك، ويسترك بستره الذي لا ينكشف في الدنيا ولا في الآخرة.
أسأل الله - تبارك وتعالى - أن يغفر لك، وأن يتوب عليك، وأن يعينك على اتخاذ قرار التوقف في أقرب فرصة، ولكن بشرط أن يكون هذا القرار حياء منه - سبحانه وتعالى - وخوفاً منه جل جلاله، ليس خوفاً من شيء آخر، حتى يعينك الله، لأنك إذا أخذت قرارا من أجل الله تعالى، فإن الله سيعينك على تنفيذه، وسيثبتك عليه، وأسأل الله أن يعينك على ذلك في القريب العاجل، إنه جواد كريم.
نسأل الله أن ينفع بك وأن يقر عينك بصلاحها، وأن يجعل ذلك في موازين حسناتك، وجزاك الله خيرًا.
تعليق