وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله كل الخير يا ولدي الفاضل..
مرحبا بك يا ولدي الكريم وسط إخوانك وأسرتك الثانية في منتدى الطريق إلى الله،
داعين الله سبحانه وتعالى أن يُدَّبر لك أمرك، ويُصلِح لك شأنك،
ويرزقك الزوجة الصالحة التي إذا نظرت إليها سَرَّتك، وإذا أمرتها أطاعتك، وإذا غِبت عنها حَفِظتك ..
بداية.. راجع هذه الفتوى -وداخلها فتوى أخرى- .. فيها الجواب على سؤالك إن شاء الله تعالى.. على هذا الرابط:
وتعالى معي ياولدي الكريم نراجع أمورًا هامة:
أولا: هل أنت مستعد للزواج الآن؟
بمعنى إستعدادك النفسي، أم أنك لا تفكر في ذلك الآن، ومن يهمهم أمرك هم الذين يدفعونك للزواج؟
هذا سؤال أحتاج لإجابتك عليه، لما سيترتب عليه شكل حواري معك
ثانيا: هل أمامك من تفكر فيها زوجًا لك، وتريد خطبتها؟
ثالثًا: لا تشغل بالك كثيرًا بمن يتمناك زوجًا لابنته وأنت لا تريدها، فهذه الأمور تحدث كثيرًا، وهي أمور عادية جدًا
وإذا لا قيت منه تغيرًا في معاملتك، أو قاطعك فلا حرج عليك مطلقًا، لكن يجب عليك الترفق به في معاملته والتودّد إليه؛
فإن رفض معاملتك وقاطعك فهو المخطئ وهو الذي يتحمل الوِزر
يسر الله لك أمورك كلها ووفقك لما يحب ويرضى
منتظر ردك بأمر الله تعالى
بارك الله فيك ياولدي..
والآن يا ولدي الكريم وبعد رجوعك للفتاوى، وبعد علمك أن رفضك للزواج لا يعتبر عقوقًا
حاول إقناع والدتك -بكل أدب ومودة واسترضاء لها- أنك لا تريد هذه الفتاة زوجة لك
والجأ إلى الله تعالى وادعوه بإلحاح أن يكشف عنك هذه الغمة وهذا الهم
واسمح لي بعرض بعض الأفكار، برجاء تحمل الإطالة..
ولدي الحبيب.. فكر قليلا مرة أخرى؛
فأحيانا يكون إختيار أحد الوالدين صائبا لما لديهم من خبرة في الحياة
فهل أنت حقا ترفض تمامًا الزواج بقريبتك هذه؟
لان رفضك بررته بشعورك ناحيتها أنها مثل أختك، وأحيانا المشاعر تتغير، وتتغير رؤيتنا للأمور
وكم من حالات زواج تمت بعد رفض شديد ونجحت وصارت الحياة بين الزوجين تسير في هدوء وانسجام
وأيضــــًا ..كم من حالات فشلت وانتهت بالطلاق
وواضح جدا إنك رافض تماما هذا الزواج
لكن دي مناقشة فقط لتفنيد الأمر من زوايا مختلفة؛ مش عشان أقنعك بحاجة إنت مش عاوزها؛
إنما للمساعدة وتوضيح بعض الأمور اللي ممكن تغيب عنك.. وياريت تتحمل كلامي قليلا لاني أتمنى مساعدتك في التفكير
لأنه أحيانا أو في أغلب الأحوال الضغط على الإنسان من أقرب الناس ليه بيخليه متلخبط وأفكاره مُشتته
عشان كده عاوزك ترتب أفكارك بهدوء تام وتعيدها من جديد بعيد عن أي ضغوط
سافر مثلًا لمكان تفكر فيه لوحدك بدون مؤثر خارجي، وياريت لو يكون معاك صديق مخلص ومُقرب لك من إخوانك في الله، ينصحك لوجه الله بأمانة،
ويبين لك نقاط ممكن تكون غايبه عنك .. ومناقشتك معاه هاتكون فيها تفاصيل أكثر من كلامنا هنا، وممكن يوضح لك حقيقة وجهة نظر والدتك
يعني ممكن تكون غلطان في تقييمك للأمور وهو يوضح لك غلطك، إوعى تزعل من كلامي.. دا مجرد إحتمال فقط،
واحنا كلنا ممكن نغلط في تقييمنا للأمور، وبنحتاج الصديق الوفي اللي ينصحنا لله ويوضح لنا أخطائنا وعيوبنا،
وأفكرك بقول النبي صلى الله عليه وسلم: " المؤمن مرآة أخيه إذا رأى فيها عيبا أصلحه " رواه الإمام البخاري ،
دا لو كنت غلطان في حكمك، المهم حاول تتناقش مع أخ لك في الله من المخلصين ليقدم لك النصيحة الأفضل إن شاء الله،
وياريت تعرض مشكلتك على شيخ كبير في السن نسبيًا -من الموثوق فيهم طبعًا- عشان تتوافر فيه الخبره في الحياة والعلم النافع.
لان عرض المشاكل والمناقشة فيها وجها لوجه بتكون نتيجتها أفضل إن شاء الله تعالى..
كل دا علشان تثبيت وجهة نظرك في الرفض ، أو العدول عنها لو إقتنعت واكتشفت إن زواجك بقريبتك فيه الخير إن شاء الله
ولأننا متفقين إن أهم حاجة في الزواج هي وجود توافق بين الطرفين،
فهل يوجد توافق بينك وبين قريبتك؟ أقصد .. ياترى رفضك ليها بس علشان معتبرها زي أختك؟ ، ولا عشان ما فيش تفاهم وتقارب في الأفكار بينك وبينها؟
ويا ترى رفضك ليها لأنك مرتبط بفتاة أخرى تتمناها وشايفها أقرب ليك منها؟
مع مراعاة الأخذ بقول النبي صلى الله عليه وسلم:
" تُنكَحُ المرأةُ لأربَعٍ : لمالِها ولحَسَبِها وجَمالِها ولدينها، فاظفَرْ بذاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَداكَ " رواه الإمام البخاري مهم جدًا ياولدي المرأة ذات الدين، لان حياتك معاها هاتختلف كثيرًا جدًا إن شاء الله
بس الأهم.. يا ترى إنت عامل إيه في طريقك مع الله؟
يعني إنت ملتزم ولله الحمد بالعبادات ولا مقصر؟
أهمها طبعا الصلاة.. ياترى محافظ على الصلاة في أوقاتها وفي جماعة؟
وياترى بتحاول التزود من الدنيا للآخرة بالإكثار من الأعمال الصالحة؟
كل دي أسئلة لازم تراجع نفسك بيها وتشوف إنت فين من طريق الإستقامة، لأنه باستقامة العبد يفتح الله له أبواب كل خير،
في الدنيا والآخرة بفضله وبرحمته.. لكن لا مانع من الإبتلاءات، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يُبتلَى المرءُ على حسبِ دِينِه، فإن كان في دِينه صلابةٌ شُدِّدَ عليه البلاءُ، وإن كان في دِينِه رِقَّةٌ خُفِّفَ عنه البلاءُ" رواه الإمام ابن القيم في طريق الهجرتين
ولدي الحبيب..
بأكد عليك إني مش باحاول أقنعك بالموافقة ؛ لكن دي مجرد مساعدة متواضعه مني لإعادة ترتيب أفكارك..
وفي النهاية لو وصلت لقرارك الأخير إنك رافض تمامًا الزواج من قريبتك، يبقى واجب عليك إقناع والدتك بذلك
لان دي حياتك وانت المسئول عنها ، واختيارك للزوجة المناسبة لك هو قرارك انت وحدك.. لو كان الإختيار سليم
لكن في ظل ظروفك الحالية وهذا الضغط الشديد عليك من كل جانب، مفروض إنك تتعامل بحذر شديد وجذب الإنتباه إليك؛
إن دي حياتك انت ، وانت الوحيد اللي يقرر ، واللي يساعدك على كده ويقوي موقفك عدة أمور:
1- أنك رجل راشد ولك شخصيتك المستقلة، وأنك صاحب القرار وحدك
2- عندما تقدم على الزواج فأنت المسئول عن نفسك أمام ولي الزوجة.. تطلب منه ابنته، وتضع يدك في يده عند العقد عليها... وهكذا
3- أنك الوحيد الذي يُقيِّم الأمر، بمعنى أنك توضِح لوالدتك إذا تزوجت بغير إرادتك؛ فقد يتعرض هذا الزواج للإنهيار وينتهي بالطلاق،
وتكون الخسارة أكبر للجميع.
ولذلك أنصحك إذا كنت رافضًا تمامًا هذا الزواج فعليك بالذهاب إلى والد العروس، وتتحدث معه رجلًا لرجل -بكل ثبات- وتخبره برفضك الزواج من ابنته، وأنك غير مسئول عن أي إتفاق تم، وأنك لن تذهب لهم في أي موعد تم تحديده، ولا تنساق وراء ضغوط عليك؛ لأنك الرجل، وأنت المسئول عن اختيارك.
بس أهم حاجه لازم تبدأ بيها الآن وبدون تأخر.. هي إقناع والدتك بموقفك
لازم ياولدي تخليها راضية عنك وانت برضه مصمم على الرفض
إستخدم معاها كل أساليب الموده والترفق والرفق بها، لازم تكون هادئ جدا وانت بتكلمها؛ حتى لو أتعصبت عليك وزعقت وشدت معاك في الكلام؛ واجب عليك إنك تمتص غضبها وتهديها وتقبل أيديها.. المهم إنك تتقبل منها أي رد فعل، وتحاول معاها مره واثنين وأكثر، مع إلحاحك في الدعاء إن ربنا يكشف عنك هذه الغمة.
وخلي بالك كويس إن زواجك من الفتاه اللي بتتمناها او بأي فتاه أخرى ووالدتك غاضبة هكذا ها يكون فيه مشاكل كثيره جدا والعياذ بالله
مش معقول هاتقطع رحمك بسبب الزواج
دا غير إن الزواج بيكون بين عائلتين وليس بين زوجين فقط.. بمعنى أن تراضي جميع الأطراف في الأسرتين أفضل لك بكثير من وجود خلافات وعدم رضا من أحد الأطراف، وخاصة الآباء والأمهات، فلا تحاول أن تبدأ حياتك مع إنسانة لا يقبلها أهلك؛ لأن المؤشرات لن تكون مريحة، وستصنع صراعا أنت في غنى عنه، كما أنك ستظلمها لكي تبدأ حياتها مع عائلة لا تقبلها زوجة لابنهم.. فاحذر ذلك.
ياولدي الحبيب..
إن الحياة بتراضي جميع الأطراف هي الحياة السعيدة التي تجذب لك كل الخير.
أعتذر عن الإطالة، وأدعو الله أن يذهب عنك هذا الهم لأنها مشكلة كبيره فعلا، وإن شاء الله ستجد لها الحل الأفضل
كان الله في عونك يا ولدي وفتح لك أبواب الخير وصرف عنك كل الهموم والأحزان،
ووفقك لما فيه الخير بفضله.. إنه ولي ذلك ومولاه،
وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين
تعليق