لا تظهرو رسالتي شكرا
إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.
شخصيتي وعملي !
تقليص
X
-
شخصيتي وعملي !
التعديل الأخير تم بواسطة فريق استشارات سرك فى بير(الأخوات); الساعة 18-03-2015, 04:32 PM.الكلمات الدلالية (Tags): لا يوجد
- اقتباس
-
رد: شخصيتي وعملي !
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
الحقد، فقد ذمه الله تعالى في كتابه، وكذا نبيه صلى الله عليه وسلم، ومن ذلك قوله: "ثلاث من لم يكن فيه واحدة منهن فإن الله يغفر له ما سوى ذلك لمن يشاء: من مات لا يشرك بالله شيئاً، ولم يكن ساحراً يتبع السحرة، ولم يحقد على أخيه" .
قال في فيض القدير رواه البخاري في الأدب المفرد والطبراني عن ابن عباس بإسناد حسن.
ومما يعالج الحقد ويذهبه إن شاء الله تعالى:
1/ الإهداء والمصافحة:
قال صلى الله عليه وسلم: "تهادوا، فإن الهدية تذهب وحر الصدر" رواه أحمد والترمذي.
وقال ابن رجب: وخرجه غيره بلفظ: "تهادوا تحابوا" وفي البزار عن أنس مرفوعاً: "تهادوا، فإن الهدية تسل السخيمة" .
وعن عمر بن عبد العزيز أنه قال: تصافحوا، فإنه يذهب الشحناء .
وقال الحسن: المصافحة تزيد في المودة .
وقال الإمام الزرقاني: وحر الصدر: أي غله وغشه وحقده .
2/ صيام ثلاثة أيام من كل شهر:
قال صلى الله عليه وسلم: "صوم شهر الصبر وثلاثة أيام من كل شهر يذهبن وحر الصدر . قال المنذري: ورجاله رجال الصحيح.
علاج الحقد:
أما علاج الحقد فيكمُنُ أولاً في القضاء على سببه الأصلي وهو الغضب، فإذا حدث ذلك الغضب ولم تتمكن من قمعه بالحلم وتذكُّر فضيلة كظم الغيظ ونحوهما، فإن الشعور بالحقد يحتاج إلى مجاهدة النفس والزهد في الدنيا، وعليه أن يحذِّر نفسه عاقبة الانتقام، وأن يعلم أن قدرة الله عليه أعظم من قدرته، وأنه سبحانه بيده الأمر والنهي لا رادّ لقضائه ولا معقب لحكمه، هذا من ناحية العلم، أما من حيث العمل فإن من أصابه داء الحقد فإن عليه أن يكلف نفسه أن يصنع بالمحقود عليه ضد ما اقتضاه حقدُهُ فيبدل الذمَّ مدحاً، والتكبُّر تواضعاً، وعليه أن يضع نفسه في مكانه ويتذكر أنه يحب أن يُعامل بالرفق والوُدِّ فيعامله كذلك.
إن العلاج الأنجع لهذا الداء يستلزمُ أيضًا من المحقود عليه إن كان عادياً على غيره أن يُقلع عن غيِّه ويصلح سيرته، وأن يعلم أنه لن يستلَّ الحقد من قلب خصمه إلا إذا عاد عليه بما يُطمئنه ويرضيه، وعليه أن يُصلح من شأنه ويطيب خاطرَهُ، وعلى الطَّرف الآخر أن يلين ويسمح ويتقبل العُذر، وبهذا تموتُ الأحقادُ وتحلُّ المحبةُ والأُلفة.
فيا أختي الفاضلة طالعي هذه الكلمات المباركات التي سطرها بعض العلماء:
ليس أروح للمرء ولا أطرد لهمومه، ولا أقر لعينه من أن يعيش سليم القلب، مُبرَّأ من وساوس الضغينة، وثوران الأحقاد، إذا رأى نعمةً تنساق لأحدٍ رضيَ بها، وأحسَّ فضل الله فيها، وفقرَ عبادهِ إليها، وإذا رأى أذى يلحق أحداً من خلق الله رَثَى له، ورجا الله أن يفرج ويغفر ذنبه، وبذلك يحيا المسلم ناصع الصفحة، راضياً عن الله وعن الحياة، مستريح النفس من نزعات الحقد الأعمى.
الأمر الآخر: هو أن تقولي لنفسك: (ماذا سأستفيد من الحقد على الآخرين؟ ما الذي يجعلني أكون كذلك؟ لماذا لا أكون أكثر قبولاً للآخر؟ لماذا لا أكون أكثر صبراً؟ لماذا لا أُحسن إلى الناس حتى يُحسنوا إليَّ؟).
الإنسان يجب أن لا يترك مثل هذه الأفكار والمشاعر السلبية والمشوّهة تسيطر عليه، وقد وصفها أحد علماء النفس بأن هذا فكر معرفي مشوّه، والإنسان يمكن أن يستبدله، ويمكن أن يتوقف عن مثل هذا النوع من الفكر.
ثانياً: أمر آخر وهو ضروري جدّا، وهو أن تتواصلي مع الآخرين، أن تبني علاقات طيبة مع من تحسين أنهم يمكن أن يكونوا مصدر ثقة لك، وأنا أقول لك إن أهل الدين هم الأفضل، فالحمد لله توجد الآن في بلداننا الداعيات والصالحات، وحقيقة الإنسان يجب أن يتخير الشخص الذي يعينه على أمور الدين والدنيا، فإن القدوة الصالحة مهمة ومهمة جدّاً في مثل حالتك.
ثالثاً: أنصحك تماماً بأن تنضمي إلى الجمعيات النسوية التي تهتم بالعمل التطوعي والعمل الخيري. العمل التطوعي يروض النفس البشرية، ويجعل الإنسان يحس بقيمته، ويحس أن ما يقدمه للآخرين هو أفضل ما قام به في حياته، فإن أفضل الناس أنفعهم للناس، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم، والمؤمن الذي يخالط الناس أفضل من المؤمن الذي لا يخالط الناس، هذه وسيلة من وسائل تهذيب النفوس، فأنا أدعوك لذلك.
أما الناس فلا تأبه بهم، فإنهم لا يملكون جنة ولا نارًا، ولا يستطيعون إشقاءً ولا إسعادًا، فالأمور كلها بيد الله، فراقبه سبحانه وتعالى، واعمل برضاه، وسيضع لك سبحانه المحبة والتوقير في قلوب الناس.
وإذا أمرت الناس بالمعروف ونهيتهم عن المنكر فلتكن وجهتك وقصدك إرضاء الله، لا أن تنال مكانة أو منزلة في قلوب الخلق، فإذا علم الله تعالى منك الصدق والحرص على الدين فهو سبحانه وتعالى مَنْ يقدِر على تصريف قلوب الخلق، فإنها كلها بين أصبعين من أصابعه، وقد جاء في الحديث الذي تعرفه ويعرفه أكثر المسلمين، (إن الله تعالى إذا أحبَّ عبدًا نادى جبريل: إني أُحبُّ فلانًا فأحبَّه، فيُحبه جبريل، ثم يُنادي في أهل السماء: إن الله يُحبُّ فلانًا فأحبوه، ثم يُوضع له القبول في الأرض).
فلا تُبال إذًا بالناس، ولكن اجعل حرصك وهمَّك في إصلاح ما بينك وبين الله تعالى، ولاطف الناس بعد ذلك بالحسنى، وذكّرهم وانههم بالرفق واللين، داعيًا إلى سبيل ربك بالموعظة الحسنة، وسيُكلل الله تعالى جهودك بإذنه بالنجاح، وسيُكتب لك الأجر، بغض النظر قَبِلَ الناس منك أو لم يقبلوا.
نسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد،
- اقتباس
تعليق