أسأل الله تعالى أن يوفقكِ ويرزقكِ النجاح في الدارين يارب .
أبنتي الكريمة .. لا تكُفّي أبدااا أبدااااا عن الدعاء إلى الله عز وجل ..
فقد أسعدني سؤالك، ونسأل الله أن يردك إلى صوابك، ومرحباً بك في موقعك بين آبائك والإخوان.
ولا شك أن سؤالك مهم، فقد سألت عن عظيم، وإنه ليسير على من يسره الله عليه، فالجأ إلى الله فإن التوفيق في يديه سبحانه، ولعل من حسن الموافقات
وأرجو أن تكون بداية التصحيح بتوبة لله نصوح، واعلم أن من ترك الطعام والشراب لله يستطيع أن يترك كل شيء من أجل مرضاة الله، فجدد معرفتك بالعظيم، واعلم بأنه غني كريم، ومع ذلك فهو سبحانه يفرح بتوبة التائبين.
واعلم أن الصلاة عنوان الفلاح، وهي الميزان في الدنيا والآخرة، فالمحافظة عليها سمة الصالحين، وفي الآخرة هي أول ما يحاسب عليه الإنسان، فإن صلحت صلح سائر العمل، ثم تقرب لله بأداء الفرائض، فإنه لا تجدي نافلة حتى تؤدى الفريضة، وما تقرب العباد إلى الله بشيء أحب إليه مما افترضه عليهم.
وأرجو أن تبحث عن رفقة صالحة تذكرك بالله إذا نسيت وتعينك على طاعة الله إن ذكرت، واحرص على طلب العلم الشرعي، فإن الفقيه الواحد أشد على الشيطان من ألف عابد، وإن العلم هو أول مطلوب، قال تعالى: (( فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ))[محمد:19].
وعليك بالإخلاص لله في عملك، فإنه ما كان لله دام واتصل، وما كان لغير الله انفصل وانقطع، فأخلص في عملك يكفك القليل، وتوكل على العظيم الجليل، وارفع أكف الضراعة وواظب على تلاوة التنزيل، ولا يخفى عليك أن الإحساس بالتقصير هو أول وأهم خطوات العودة إلى ما يرضي العفو القدير.
فإن التقرب إلى الله تعالى بفعل الفرائض وترك المحرمات ثم بالإكثار من نوافل العبادات من أعظم الأشياء أثرا في إصلاح القلب، وهذه الفرائض التي نشير إليها ليست ما يختص بفعل الجوارح فحسب، بل أصل صلاح القلب القيام بما أوجبه الله من أعمال القلوب، فينظر المرء في قلبه ويجتهد في إصلاحه وتجنيبه الأمراض المردية من الغل والحقد والحسد والكبر واتباع الهوى، ثم يعلقه بربه تعالى حبا وخوفا ورجاء وتوكلا وإنابة وإخباتا وانقيادا ورضا، ساعتها تكون نفسه هي المطمئنة، فيجد حلاوة الإيمان وبرد اليقين، ويكون الله تعالى وعبادته أحب إليه من كل شيء وآثر عنده مما عداه، فلا تكون له قرة عين إلا في مرضاته، ولا يكون له أنس إلا به ولا شوق إلا إليه، فاجتمعت همته على هذا المقصود الأجل فلا يبغي عنه حولا ولا يرضى به بدلا، فإن أصاب الشيطان منه غرة وأبعده عن مقصوده بادر ذلك بتوبة نصوح يكون بعدها خيرا مما كان قبلها، ولا يتم هذا إلا بدوام المحاسبة للنفس على القليل والكثير فالكيس من دان نفسه كما في الحديث.
فليعتن اللبيب بهذا الموضع فإنه أهم ما يعنى به العبد، ولينظر في قلبه وليتعاهده وليكثر من المحاسبة وليكن متيقظا للشيطان ومكايده، وللنفس الأمارة بالسوء، فإن الحرب بينه وبين شيطانه وهواه ونفسه الأمارة بالسوء لا تنقضي إلا بانقضاء أنفاسه.
وأما عن البداية التي تبحثين عنها فهي كالتالي :
1- طلب العلم الشرعي الضروري الذي لابد لكل مسلم أن يتعلمه، مثل العقيدة من كتاب مبسط يتناول العقيدة الصحيحة، وكذلك أي كتاب في الفقه، وأيسر كتاب هو كتاب فقه السنة للشيخ سيد سابق، كذلك كتاب في المحرمات والمحظورات مثل كتاب الكبائر للذهبي، كذلك كتاب في الأخلاق والمعاملات مثل كتاب منهاج المسلم للشيخ الجزائري، وفي العقيدة كتاب أعلام السنة المنشورة أو كتاب معارج القبول شرح سلم الوصول، أو كتاب الثمرات الزكية في العقيدة السلفية، وكتاب الإيمان للدكتور محمد نعيم ياسين، أو أي كتاب آخر مبسط بأسلوب عصري ومنهج سلفي سليم، خالٍ من البدع والشبهات .
2- حضور مجالس الذكر والمحاضرات الإسلامية التي تعقد في المساجد السلفية، أو ذات التوجه الصحيح، وإياك ومجالس التصوف والبدع والخرافات .
3- الاستماع إلى الأشرطة الإسلامية لكبار مشايخ الدعوة أمثال الشيخ محمد حسان، والشيخ محمد حسين يعقوب، وبعض علماء الأزهر الأفاضل، والشيخ كشك رحمه الله وغيرهم .
4- جعل برنامج يومي لحفظ القرآن الكريم، ويفضل وضعه حسب ظروفك ووقتك، ويمكن أن يساعدك فيه أحد المشايخ أو الأخوات طالبات العلم الشرعي .
5- التعرف على الأخوات الملتزمات والاستفادة منهن، وربط نفسك بالصالحات المتميزات من الداعيات، والتعاون معها في النهوض بنفسك وخدمة دينك .
6- برنامج عملي تطبيقي تطبقين فيه بعض الآداب الإسلامية العامة، كصيام النوافل مثل الاثنين والخميس، أو الأيام البيض، وكذلك قيام الليل ولو بركعات قلائل وسورة قصيرة .
تعليق