إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

أفتقد للثبات ..

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أفتقد للثبات ..

    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

    إنني أريد الثبات على طاعة الله ، لكن كثيراً ما أمر بفترات ضعف و تكاسل و خصوصاً أنني ابتعدت عن صديقاتي في الله بسبب الجامعة التي لا أجد فيها حولي صحبة صالحة تشد من أزري ، فأصبحت حياتي ما بين وحدة و دراسة و الكثير من الذنوب و الكسل ..

    فهلّا أرشدتموني رجاءً ماذا عليّ أن أفعل

  • #2
    رد: أفتقد للثبات ..

    وعليكم السلام و رحمة الله و بركاته

    حمدًا لله يا ابنتي الفاضلة على نعمته عليك بأن هداك لطاعته والحرص على ثباتك عليها، حمدًا لله الوهَّاب الهادِي،
    سبحانه يهدي من يشاء من عباده إلى صراطه المستقيم، ويُثَبِّتهُم عليه بفضله ورحمته،
    الحمد لله القائل في كتابه العزيز:
    ﴿ يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ ... ﴾ إبراهيم: 27

    قال الشيخ السعدي -رحمه الله- في تفسيره:
    [ يخبر تعالى أنه يُثَبِّت عباده المؤمنين، أي: الذين قاموا بما عليهم من إيمان القلب التام، الذي يستلزم أعمال الجوارح ويُثمرها، فيثبتهم الله في الحياة الدنيا
    عند ورود الشبهات بالهداية إلى اليقين، وعند عروض الشهوات بالإرادة الجازمة على تقديم ما يُحبُّه الله على هوى النفس ومُراداتِها.

    وفي الآخرة عند الموت بالثبات على الدين الإسلامي والخاتمة الحسنة، وفي القبر عند سؤال الملكين، للجواب الصحيح، إذا قيل للميت:

    " من ربك؟ وما دينك؟ ومن نبيك؟ "
    هداهم للجواب الصحيح بأن يقول المؤمن:
    " الله ربي والإسلام ديني ومحمد نبيي "
    ]

    فأول ما تحرصي عليه يا ابنتي الفاضلة وتجعليه من إهتماماتك بالدرجة الأولى؛ هو سعيك الدائم والمستمر على تحقيق زيادة إيمانك بالله تعالى؛
    حتي يتحقق فيك قوله تعالى:
    ﴿ يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا ﴾، وسيتحقق بأمره سبحانه لِما يبدو عليك من حرصٍ شديد بفضل الله المُعْطِي الوَهَّاب.

    والسبيل إلى الاستقامة والثبات على الدين هو:
    الاستعانة بالله تعالى، والالتجاء إليه سبحانه
    ، والعمل بمقتضى كتابه، واتباع هدي رسوله صلى الله عليه وسلم،
    وكل ذلك يحصل بفضل الله تعالى بالتسليم التامِّ إليه سبحانه والسعي الدائم على زيادة الإيمان،
    والإيمان يزيد بالطاعات وينقص بالمعاصي فيما أجمع عليه أهل السنة والجماعة؛ بأنَّ الإيمان هو:
    ( الإقرار بالقلب , والنطق باللسان , والعمل بالجوارح ).
    فالإيمان قول و عمل؛
    قول القلب واللسان، وعمل القلب واللسان والجوارح، يــزيـــد بالطاعة وينقــص بالمعصية.

    فاحرصي يا ابنتي على مداومة الأعمال الصالحة والإستزادة منها، ولا يشغلك أمر الفتور الذي تتعرضين له؛
    فكلنا يتعرض للفتور وقلة الهِمَّة؛ فالإنسان ضعيف، كما قال تعالى:


    ﴿ يُرِيدُ اللَّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ ۚ وَخُلِقَ الْإِنسَانُ ضَعِيفًا النساء: 28

    فالله تعالى يريد بما شرعه لعباده التيسير، وعدم التشديد عليهم؛ لأنه خلقهم ضعفاء.
    هذه حكمة الله في خلقه، وهو أعلم بهم سبحانه؛ يريد التخفيف عليهم لرحمته التامَّة وإحسانه الشامل، وعِلمهِ وحكمَتهِ بضعف الإنسان من جميع الوجوه،
    ضعف البنية، وضعف الإرادة، وضعف العزيمة، وضعف الإيمان، وضعف الصبر، فنَاسَبَ ذلك أن يُخفِّفَ اللهُ عنهُ ما يَضعُفُ عنه وما لا يُطيقُهُ إيمانه وصبره وقوته.


    فمهلًا مهلًا يا ابنتي الفاضلة ولا تشُقِّي على نفسك، وحددي لنفسك هدف ثابت في حياتك بأمر الله؛ يثبتك الله بفضله سبحانه وتعالى.
    والهدف بلا شك؛ هو مداومة قربك لله تعالى قلبًا وقالبًا، قولًا وعملًا.

    لاتشقي على نفسك يا ابنتي فتبدأي زيادة الأعمال الصالحة بقوة حتى لا تفتر عزيمتك، بل طبقي ما رواه الإمام مسلم، عن القاسم بن محمد،
    عن
    عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
    " أَحَبُّ الأعمالِ إلى الله تعالَى أدومُها وإن قلَّ
    ".
    قال القاسم: ( وكانت عائشةُ إذا عملَتِ العملَ لَزِمَتْه ).

    ما أجمل أن نقتدي بهدي النبي صلى الله عليه وسلم، وما أجمل أن نقتدي بأمنا الغالية عائشة رضي الله عنها؛
    فداومي يا ابنتي على العمل حتى تجدي نفسك تقدرين على الإزدياد منه بالتدريج.

    وأكرر لك يا ابنتي ألا تشغلي نفسك بشعورك بالفتور فقط دون العمل؛ لكن كوني دائمًا متيقظة ومنتبهه تمامًا عند شعورك بالفتور، ولا تتركي نفسك لهواها،
    بل سارعي بمواصلة الأعمال الصالحة والمداومة عليها، فعلاج الفتور ليس بالتمادي في البعد؛ لكنه بالحرص الشديد على الرجوع إلى الطريق فورًا.

    هدانا الله وإياكم إلى صراطه المستقيم


    ومن سبل الاستقامة أيضًا والثبات على الدين هو:
    مُصاحبةِ أهل الخير الذين يدُلُّون على طاعة الله تعالى ويُرَّغِبون فيها، ويُحذِّرون من طاعة الهوى، وإغواء الشيطان.

    ولأنك تشتكي من ابتعادك عن صديقاتك في الله بسبب الجامعة؛ فشكواك هذه تنحصر في إثنتين:
    الأولى: عدم وجود صحبة صالحة لديك تشد من أزرك.
    و
    الثانية: الجامعة التي لا تجدين فيها حولك صحبة صالحة.

    والعلاج مُيسَّر بأمر الله تعالى لك في مداومة الدعاء والطلب والرجاء بإخلاص للمُعطي الوهَّاب؛ بأن يرزقك بالصحبة الصالحة،
    ثم الدعاء بصرف كل ملهيات الدنيا، وبخاصَّة ما يحدث بالجامعة في ظل الظروف المحيطة بك من ملهيات وزميلات أو صديقات؛ لا يشغلهن إلا الحياة الدنيا وزينتها، كما فهمت من كلامك.

    فأنصحك يا ابنتي قبل ذهابك للجامعة وقبل خروجك من البيت أن تجددي العهد مع الله وتخلصي النية في الدعاء أن يصرف عنك كل ملهيات قد تقابلك،
    وأن يعينك على الثبات، وأن يوفقك للتعرف بأخوات صالحات إن شاء الله، ويكفيكي واحدة، وسيوفقك الله بحوله وقوته لذلك مع إلحاحك في الدعاء، ويقينك في الإجابة من رب السماء.

    كما أنصحك يا ابنتي بالخروج من دائرة شعورك بالوحدة في هذه الدنيا؛ فما أجمل الأنس والإتناس بالله القريب المجيب، والأنس بكتاب الله تعالى،
    والأنس بلقاء الله تعالى في كل صلاة مكتوبة وفي كل صلاة نافلة، والأنس بمداومة ذكره سبحانه جلَّ وعلا.

    وأذكرك أيضًا أن حياتنا في الدنيا إنما هي للعمل والتزود منها للآخرة، وليس هناك أفضل من المحافظة على العمل الصالح في وقت كثرت فيه الفتن وكثرت الملهيات؛ أحرى بنا فيه أن نلجأ للوحدة مع أنفسنا نراجعها أولًا بأول، ومع الله سبحانه جلَّ وعلا، وأذكرك بقول النبي صلى الله عليه وسلم:
    "
    اعْبُدِ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ ، وَكُنْ فِي الدُّنْيَا كَأَنَّكَ غَرِيبٌ أَوْ عَابِرُ سَبِيلٍ"

    تدبري يابنتي الفاضلة قوله صلى الله عليه وسلم في أول الحديث: ( اعْبُدِ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ )
    واربطي بينه وبين الآية السابق ذكرها في قوله تعالى:
    ﴿ يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا
    ليطمئن قلبك وتأنسي بيقين النفس المطمئنة بالقرب من الله، فتنعمي بمعيتة سبحانه، كما قال:

    ﴿
    يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ البقرة: 153

    وكما قال تعالى:
    ﴿ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوا وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ النحل: 128


    ألا يكفيكِ قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ مَــعَ...)
    مــــع مَـــنْ؟ .. سبحانه جلَّ وعلا ؛ مـــع المؤمنين ، المتقين ، المحسنين ،

    المستعينين به سبحانه في كل الأمور؛

    بالصبر على النوائب والمصائب، وترك المعاصي والذنوب، والصبر على الطاعات والقربات،
    والصلاة التي تطمئن بها النفس، وتنهى عن الفحشاء والمنكر. فإنَّ الله مع الصابرين بعونه وتوفيقه.


    فهل بمعية الله لنا -بتوفيقٍ وفضلٍ منه سبحانه- سنشعر بالوحدة بأي حال؟ بالطبع لا،
    لأنَّ العبد يَأْنَس لِكلامه جلَّ وعلا بالمداومه على تلاوة القرآن، و
    يَأْنَس بالمداومة على الصلاة المكتوبة والإكثار من النوافل، وكثرة الذكر والاستغفار،
    والعبد
    يَأْنَس ويَفْرَح أيضًا ويُسَرّ لِسَماعِهِ القرآن والإصْغاءِ إِلَيْهِ.
    كل هذه عوامل قوية للعبد توصله -بتوفيق الله- للشعور التام بالإ
    سْتِئْنَاس والبَهْجَة والطُّمَأنِينَة،
    ثم اليَقِين في الله أنه سينعم علينا ويخرجنا من حال الشعور بالوحدة والضيق والهم عياذًا بالله.


    نحن بحق يا ابنتي غرباء في هذه الدنيا، وحياتنا فيها ليست حقيقة الحياة، بل إنَّ الحياة كما قال تعالى:


    { وَمَا هَٰذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ ۚ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ ۚ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ} العنكبوت: 64

    الحيوان أي: الحياة الكاملة، التي من لوازمها أن يكون موجودا فيها كل ما تكمل به الحياة، وتتم به اللذات،
    من مفرحات القلوب، وشهوات الأبدان، من المآكل، والمشارب، وغير ذلك، مما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر.

    وفقنا الله وإياكم بالثبات على طاعته، ورزقنا وإياكم الإخلاص قي القول وفي العمل،
    وأدخلنا وإياكم برحمته سبحانه الفردوس الأعلى من الجنة، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.





    التعديل الأخير تم بواسطة فريق استشارات سرك فى بير(الاخوة); الساعة 02-03-2015, 12:31 PM.

    تعليق


    • #3
      رد: أفتقد للثبات ..

      عليكم السلام و رحمة الله و بركاته

      الإبنة الفاضلة .. بارك الله فيكم، وأعزَّكم بالإسلام، والاستمرار والدوام على طريق الهداية والرشاد، وثبتكم على ذلك، إنه ولي ذلك ومولاه.
      فإنَّ مَنْ توكَّل على الله كفاه، ومن
      كل شرٍّ وقاه، وبفضله سبحانه أغناه.

      وإنَّ الثبات على دين الله، والاستقامة على شرعه مطلب كل مسلم صادق يريد رضا الله والجنة، ويخشى عذابه والنار.

      فالاستقامة على الطاعة والاستمرار على امتثال الأوامر واجتناب النواهي؛ هي صفات عباد الله المؤمنين، وسبيلهم الوحيد للسعادة في الدنيا والآخرة،
      قال تعالى: ( إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّـهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ )[فصلت: 30].

      فاحمدي الله يا ابنتي واسجدي له شكرًا أن هداكم لسبيل السعادة بحرصك على الثبات على الطاعة،
      فأبشري واستبشري الخير كله؛ لأن في كلامك مايدل على أنك بفضل الله تعالى على خير، ونحسبك إن شاء الله كذلك، ولا نزكي على الله أحدا.

      وعن طلبك في إرشادك ماذا تفعلين؛ أنقل لكم هذه الكلمات، برجاء تحمل الإطالة، عسى أن تجدوا فيها الفائدة والنفع بأمر الله تعالى:

      من أسباب الثبات على الدين

      إنَّ حاجة المسلم اليوم لأسباب الثبات على الدين والتمسك به عظيمة جدًا، لانتشار الفتن، وقلة الناصر، وغربة الدين ، و من هذه الأسباب:

      أولًا: الإقبال على القرآن العظيم حفظًا وتلاوة وعملًا

      فهو حبل الله المتين، وصراطه المستقيم، من تمسك به عصمه الله، ومن أعرض عنه ضل وغوى،
      قال تعالى: ﴿
      وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَٰلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا ﴾ [الفرقان: 32].

      كيف يكون القرآن مصدراً للتثبيت؟

      * لأنه يزرع الإيمان ويزكي النفس بالصلة بالله.
      * لأن تـلـك الآيات تـنـزل برداً وسلاماً على قـلـب المؤمن الذي تعصف به رياح الفتنة، فيطمئن قلبه بذكر الله.
      * لأنه يزود المسلم بالتصورات والقيم الصحيحة التي يستطيع من خلالها أن يقوّم الأوضاع من حوله، و الموازين التي تهيئ له الحكم على الأمور،
      فلا يضطرب حكمه، ولا تتناقض أقواله.

      * لأنه يرد على الشبهات التي يثيرها أعداء الإسلام من الكفار والمنافقين.


      ثانيًا: الإيمان بالله والعمل الصالح


      قال تعالى: ﴿
      يُثَبِّتُ اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ ۖ وَيُضِلُّ اللَّـهُ الظَّالِمِينَ ۚ وَيَفْعَلُ اللَّـهُ مَا يَشَاءُ ﴾ [إبراهيم: 27].
      وقال سبحانه: {
      وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا} [النساء: 166]، أي على الحق".
      وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يداوم على الأعمال الصالحة، وكان أحب العمل إليه أدومه وإن قل، وكان أصحابه إذا عملوا عملًا أثبتوه.


      ثالثًا: تدبر قصص الأنبياء ودراستها للتأسي والعمل


      والدليل على ذلك قوله تعالى:
      ﴿
      وَكُلًّا نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَـٰذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ ﴾ [هود 120].


      رابعًا: الدعاء


      فاللجوء إلى الله والتضرع إليه بطلب الثبات على دينه، وزيادة الاستقامة والصلاح مسلك المؤمنين
      فإن من صفات عباد الله المؤمنين أنهم يتوجهون إلى الله بالدعاء أن يثبتهم، كما علمنا سبحانه أن نقول:
      ﴿ رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا ﴾ [آل عمران: 8].


      عن عائشة - رضي الله عنها - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يكثر أن يقول:
      "يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك" مسند الإمام أحمد إسناده قوي على شرط مسلم وأصله في صحيح مسلم.


      فسؤال الله والضراعة إليه في طلب التثبيت على الحق والاستقامة عليه من أعظم وسائل الثبات على دين الله ولاسيما في أوقات الإجابة،
      كآخر الليل وبين الأذان والإقامة، وحال السجود وآخر ساعة من يوم الجمعة



      خامسًا: ذكر الله

      قال جل شأنه ( أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ )
      وقال - صلى الله عليه وسلم ( مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت )
      وقد أمر الله - تعالى - عباده بالإكثار من ذكره فقال
      (
      يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّـهَ ذِكْرًا كَثِيرًا ﴿٤١﴾ وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا ﴿٤٢﴾ هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ۚ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا ﴿٤٣﴾ ) [الأحزاب]
      فذكر الله كثيراً وتسبيحه كثيراً سبب لصلاته سبحانه وصلاة ملائكته التي يخرج بها العبد من الظلمات إلى النور

      وتأمل في هذا الاقتران في قوله -عز وجل-: ﴿
      يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّـهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [الأنفال: 45]،
      فجعله من أعظم ما يعين على الثبات في الجهاد.



      سادسًا: الدعوة إلى الله - عز وجل-

      وهي وظيفة الرسل وأتباعهم. قال تعالى: ﴿ قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴾ [يوسف: 108].


      سابعًا: الرفقة الصالحة

      فمن وسائل الثبات صحبة الأخيار ولزومهم والحذر من صحبة الأشرار

      فمصاحبة العلماء والصالحين والدعاة والمؤمنين، والجلوس معهم، من أكبر العون على الثبات، قال تعالى:
      ﴿ وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ﴾ [الكهف: 28].


      وجاء في قصة الرجل الذي قتل تسعة وتسعين إنسانًا: أنه سأل عن رجل عالم فقال له:
      "من يحول بينه وبين التوبة، انطلق إلى أرض كذا وكذا، فإن بها إناسًا يعبدون الله فاعبد الله معهم، ولا ترجع أرضك فإنها أرض سوء"
      صحيح البخاري برقم (3470)، وصحيح مسلم برقم (2766)


      وهنا تبرز الأخوة الإسلامية كمصدر أساسي للتثبيت، فإخوانك الصالحون هم العون لك في الطريق، فيثبتونك بما معهم من آيات الله والحكمة


      ثامنًا: الصبر

      فإنه من أعظم أسباب الثبات على دين الله، قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴾ [البقرة: 153].

      روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
      "من يتصبر يصبره الله، وما أعطي أحد عطاء خيرًا ولا أوسع من الصبر" صحيح البخاري برقم (6943).


      فمن وسائل الثبات جهاد النفس في الصبر على الحق ولزوم الحق في طاعة الله وترك معصيته سبحانه وتعالى


      تاسعًا: التأمل في نعيم الجنة وعذاب النار، وتذكر الموت

      فعندما يتأمل المؤمن قوله تعالى: ﴿ وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ﴾ [آل عمران: 133]

      تهون عليه الصعاب، ويزهد في الدنيا، وتشتاق نفسه إلى الدار الآخرة والدرجات العلى.


      عاشرًا: الحرص على أن يسلك المسلم طريقاً صحيحاً

      والطريق الوحيد الصحيح الذي يجب على كل مسلم سلوكه هو طريق أهل السنة والجماعة؛ طريق الطائفة المـنـصورة والفرقة الناجية،
      ذو العقيدة الصافية والمنهج السليم واتباع السنة والدليل.
      فإن أردت الثبات؛ فعليك بسبيل المؤمنين


      حادي عشر: التربية الإيمانية العلمية الواعية المتدرجة

      الـتـربـيـة الإيـمـانـيـة: التي تحيي القـلـب والضمير بالخوف والرجاء والمحبة، المنافية للجفاف الناتج من البعد عن نصوص القرآن والـسـنـة، والعكوف على أقاويل الرجال.

      التربية العلمية: القائمة على الدليل الصحيح، المنافية للتقليد الذميم

      التربية الواعية: الـتـي تعـرف وتحيط بالواقع علماً، وبالأحداث فهماً وتقويماً، المنافية للانغلاق والتقوقع على البيئات الصغيرة المحدودة.

      التربية المتدرجة: التي تسير بالمسلم شيئاً فشيئاً، تـرتـقـي بـه بتخطيط موزون، والمنافية للارتجال والتسرع والقفزات المحطِّمة.


      ثاني عشر : الثقة بالطريق

      استشعار أن الصراط المستقيم الذي تسلكه ليس جديدا ولا وليد قرنك وزمانك، وإنما هو طريق عتيق قد سار فيه من قبل الأنبياء والصديقين والعلماء والشهداء والصالحين، فتزول غربتك، وتتبدل وحشتك أُنساً، وكآبتك فرحاً وسروراً، لأنك تشعر بأن أولئك كلهم إخوة لك في الطريق والمنهج.

      الشعور بالاصطفاء، قال الله -عز وجل-:
      {الحَمْدُ لِلَّهِ وسَلامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَذِينَ اصْطَفَى} [النمل:59]،
      {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الكِتَابَ الَذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا} [فاطر:32]،
      {وكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ ويُعَلِّمُكَ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ} [يوسف:6].


      وكما أن الله اصطفى الأنبياء؛ فللصالحين نصيب من ذلك الاصطفاء وهو ما ورثوه من علوم الأنبياء.


      ثالث عشر :ترك المعاصي والذنوب صغيرها وكبيرها ظاهرها وباطنها

      فإن الذنوب من أسباب زيغ القلوب

      فعن سهل بن سعد - رضي الله عنه -قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:

      (إيَّاكم ومُحَقَّراتِ الذُّنوبِ فإنَّما مَثَلُ مُحَقَّراتُ الذُّنوبِ كمَثَلِ قومٍ نزَلوا بطنَ وادٍ فجاء ذا بعودٍ وجاء ذا بعودٍ حتَّى حمَلوا ما أنضَجوا به خُبْزَهم
      وإنَّ مُحَقَّراتِ الذُّنوبِ متى يُؤْخَذْ بها صاحِبُها تُهْلِكْه
      )(رواه الإمام أحمد – صحيح)



      ************************************


      إبنتي الفاضلة أعزَّكم الله وبارك فيكم
      يبقى أمر هام جدًا تحتاجين إليه كما ذكرتِ في كلامك، وهو الصحبة الصالحة
      حاولي بأمر الله التواصل مع صديقاتك وأخواتك في الله بأي طرق التواصل ولو كل فترة؛ لكي لا تشعري بحرمانك منهم،
      وإذا كان التواصل بينكم بالكلام فقط عبر الهواتف أو الحديث عن بعد عبر مواقع التواصل؛ فسيؤدي للغرض إن شاء الله

      أمــر آخـــر هــــــام

      ليتكم يا ابنتي تسجلون إسمكم هنا بالمنتدى العامر بخيرات كثيرة يشعر بها جيدًا جميع الأعضاء
      فدخولك المنتدى كعضوة متواجدة بصفة مستمرة إن شاء الله سيفتح لك أبوب خير، أولها وأهما الصحبة الصالحة؛
      ستجدين بامر الله تعالى أخوات فضليات وأمهات كريمات، وكلهن يحرصن على إعانة بعضهن البعض على الطاعة والتقرب إلى الله تعالى
      ستجدين أمهات لديهن خبرات في أمور الحياة بفضل الله لهنَّ وعلى درجة من العلم النافع بإذن الله
      وستجدين أخوات أيضًا على درجة من العلم؛ سيُقبِلن عليك سريعًا، وستجدينهم أخوات لك في الله، يقفن معك
      نحسبهم جميعًا إن شاء الله من الصالحات كما نحسبك أيضًا، ولا نزكي على الله أحدا

      وفقكم الله لما فيه الخير ودلكم على الخير وأعانكم وقواكم على الثبات بفضله ورحمته

      التعديل الأخير تم بواسطة التواصل الإيمانى للشباب; الساعة 02-03-2015, 03:33 PM.
      زائرنا الكريم نحن معك بقلوبنا
      كلنا آذان صاغيه لشكواك ونرحب بك دائما
      في


      جباال من الحسنات في انتظارك

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      x
      إدراج: مصغرة صغير متوسط كبير الحجم الكامل إزالة  
      x
      أو نوع الملف مسموح به: jpg, jpeg, png, gif
      x
      x
      يعمل...
      X