التدخين والبر

[غير مسجل]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لوسمحتم انا والدي يدخن (بيشرب الشيشة )ويطلب مني انا واخواتي ان نضع له الفحمة علي النار او ان نحضر له الشيشة وهكذا ثم امتنعت احد اخواتي عن فعل ذالك وحاولت ان تتحدث مع ابي برفق عن حكم التدخين في الشرع وانه ضار بصحته وانها خائفة عليه وانه معصية وهكذا لكن ابي لم يستجب فاخبرته انها لن تستطيع ان تطيعه ان طلب منها اي شئ بخصوص هذا الامر لكن ابي كان حزين جدا منها وظل يردد انه ان مات فانه لن يكون راضي عن اختي تمام الرضا وظل يشتكي منها الي اشخاص اخرون ونحن اخوتها لا نعرف هل مافعلته هو الصحيح وهو مايرضي الله فنفعل مثلها ولكننا سنفقد بر ابينا ولن يكون راضي عنا جميعا ام ماذا نفعل

[فريق استشارات سرك فى بير(الأخوات)]

رد: التدخين والبر

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا شك أن النصح للوالدين ليس كنصح غيرهما،

ومن المصاحبة بالمعروف طاعتهما في المعروف، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «لا طاعة في معصية، إنما الطاعة في المعروف» متفق عليه. وقد قال تعالى: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ {المائدة:2}فاعلم ـ أختي السائلة ـ أنه يجب عليك نهي اباك عن التدخين برفق وحكمة مطلقا في غرفتك وفي غيرها, قياما بواجب البر وواجب النهي عن المنكر، ولا يعتبر هذا النهي عقوقا إذا كان مزينا بالآداب الشرعية، بل من البر وعدم مساعدتكما له في شرب الشيشة من البر نهي الوالدين عن المنكر ليس كنهي غيرهما، فلا يجوز زجرهما ولا الإغلاظ عليهما, وعقوقهما بالزجر ورفع الصوت عليهما أعظم من شرب الدخان, وقد ذكر ابن مفلح في الآداب الشرعية عن الإمام أَحْمَد قال: إذَا رَأَى أَبَاهُ عَلَى أَمْرٍ يَكْرَهُهُ يُعَلِّمُهُ بِغَيْرِ عُنْفٍ وَلَا إسَاءَةٍ وَلَا يُغْلِظُ لَهُ فِي الْكَلَامِ وَإِلَّا تَرَكَهُ، وَلَيْسَ الْأَبُ كَالْأَجْنَبِيِّ. اهـ.فاعلم أن من البر بالوالدين والإحسان إليهما دعوتهما إلى الخير وأمرهما بالمعروف ونهيهما عن المنكر، ولنا في ذلك أسوة في إبراهيم عليه السلام في دعوته لأبيه بأدب وأسلوب حسن.وإذا التزم الابن بالرفق والأدب والأسلوب الحسن في دعوة والده فلا يضره بعد ذلك سخط والده عليهفإن لم يستجب لك فعليك أن تستعين عليه بمن يملك التأثير عليها من بعض أرحامه أو جيرانه أو غيرهم، مع كثرة الدعاء لها بظهر الغيب أن يصلح الله لها الحال والبال، وأن يهديه سواء السبيل، ولا يشترط في ذلك أدعية معينة، بل عموم الدعاء لها بالهداية والتوفيق، وأن يصرف الله عنها شياطين الإنس والجن.

بإمكانك أن تغتنم الأوقات التي يكون فيها الوالد غير مدخنٍ لتلفت انتباهه إلى أضرار التدخين وما يحمله من مشكلات عظيمة على صحة الإنسان، كأن تقول له: (قرأتُ يا أبي مقالاً كُتب عن التدخين، أحب أن أعرف وجهة نظرك فيه) وتعرض عليه مقالاً من المقالات الكثيرة التي تتكلم عن أضرار التدخين ومصائبه.

أو أن تحاول إهداءه مادة مسموعة عن التدخين, شريط كاسيت يسمعه أثناء سيره في سيارته، أو نحو ذلك، فإن كان لا يتأثر بهذا كله فينبغي أن تستعين بمن يُبيِّن له حكم التدخين وأضراره ممن له كلمة مسموعة عنده، كأعمامك أو أخوالك، أو أصدقاء الوالد، أو إمام المسجد، ونحو ذلك ممن يمتلكون السيطرة أو التأثير على أبيك.

حاول أن تُسمع والدك بعض المواعظ الدينية التي ترقق القلب وتُذكّر بالله وباليوم الآخر والحساب والجزاء، فإن هذا النوع من الوعظ له أثر بالغ على سلوك الإنسان وتصرفاته وتحرِّيه للحلال وابتعاده عن الحرام.

نسأل الله تعالى أن يجعلك مفتاحًا للخير مغلاقًا للشر، وأن يأخذ بيدك ويوفقك، إنه جواد كريم.