إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

لا أقوى على فعل شئ ؟

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • لا أقوى على فعل شئ ؟

    أنا رجل فى العقد الرابع من العمر
    التزمت أكثر من مرة ثم عدت إلى الذنوب والتقصير فى العبادات
    حتى طال بى العمر وأصبح عندى أولاد وبنات ولم أعد أقوى على العودة
    أشعر بالعجز والشيخوخة ولا أقوى على فعل شئ أو تغيير شئ
    لا أقوى على إنكار المنكر المحيط بى فى عملى وخارجه
    لا أقوى على ترك عملى مع مابه من مخالفات هى السبب الرئيسى فى ذنوبى
    لا أقوى على محادثة النساء وملاطفتهن فى عملى و على صفحات التواصل
    لا أقوى على غلق الأفلام والمسلسلات وسماع الموسيقى
    لا أقوى على معاملة النصارى كما قال العلماء بل أهنيهم فى أعيادهم
    لا أقوى على المحافظة صلاة الجماعة
    لا أقوى على تقصير ثيابى
    لا أقوى على إطلاق لحيتى
    لا أقوى على القراءة فى المصحف
    لا أقوى على الالتزام من جديد
    سنى كبر والتغيير أصبح من الصعوبة بمكان
    ولم تعد تفيدنى المواعظ كما كنت أصغر من هذا
    والقلب يحتضر إن لم يكن قد مات بالفعل

  • #2
    رد: لا أقوى على فعل شئ ؟

    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:



    فنسأل الله لك الهداية، ثم اعلم أن ما يصيب العبد من المصائب إنما هو بسبب ذنوبه ومعاصيه، كما قال تعالى: وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ {الشورى:30}، وقال بعض السلف: ما نزل بلاء إلا بذنب ولا رفع إلا بتوبة، فعليك بالتوبة النصوح التي تستدرك بها ما فرط منك من الذنوب والمعاصي، وتستجلب بها توفيق الله لك في أمورك كلها، ومما يعينك على هذه التوبة الاجتهاد في دعاء الله تعالى، فإن القلوب بين إصبعين من أصابعه سبحانه يقلبها كيف يشاء، ومما يعينك عليها كذلك مجاهدة النفس والاجتهاد في مخالفة الهوى، وستنال معونة الله إن أنت بذلت وسعك في هذه المجاهدة، كما قال تعالى: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا {العنكبوت:69}، ومما يعينك عليها كذلك تخير الصحبة الصالحة والبعد عن رفقاء السوء، فإن صاحب السوء يصدك عن الله تعالى وعن طريق مرضاته،

    فالأمر بحمد الله يسير على من يسره الله عليه، وليس هو معقدا كما يوهمك به الشيطان، وإنما عليك أن تتوب إلى الله توبة نصوحا، وأن تَصْدق في لجئك إليه وتوكلك عليه، وأن تتهم نفسك، ولا تتهم ربك سبحانه، فارجع على نفسك باللائمة، واحمل عليها حملة صادقة، وأكرهها على ما لا تريد من الطاعة، وعلى الامتناع عما تريد من المعصية، وبقليل من المجاهدة تنال مطلوبك، كما قال الله تعالى: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا {العنكبوت:69}.

    ولا تمل من التوبة كلما أذنبت، فإن الله لا يمل حتى يمل العبد، ولا تيأس من رحمة الله، فإن رحمة الله قريب من المحسنين، وبابه سبحانه مفتوح لا يغلق في وجه من التجأ إليه واعتصم به وتوكل عليه، فأدم طرق الباب، فمن أدمن طرق الباب أوشك أن يفتح له، واستمر في الصبر والمصابرة، وكلما بدرت منك زلة فتداركها بتوبة عاجلة، وجالس الصالحين وصاحب الأخيار وأدم ذكر الله والفكرة في آلائه وأسمائه الحسنى وصفاته العلا، واستحضر الموت وما بعده من الأهوال العظام والأمور الجسام، فإن ذلك من أعظم ما يعينك على مجانبة المعاصي وسلوك سبيل الاستقامة، واحرص على تعلم العلم النافع الذي تتمكن به من معرفة ما يحبه الله وما يكرهه، وأتبع هذا العلم عملا بموجبه، ومع ذلك كله فاصدق في اللجأ إلى الله والابتهال له ودعائه، فإن القلوب بين إصبعين من أصابعه سبحانه يقلبها كيف يشاء. نسأل الله لنا ولك الهداية والثبات.
    وراجع في ذلك: أمراض القلب وشفاؤها لشيخ الإسلام ابن تيمية، ومختصر منهاج القاصدين- فصل المهلكات.هذا، وإن من أهم أسباب علاج القلب المريض: القضاء على أسباب علته بالتوبة النصوح من البدع والمعاصي وأنواع المخالفات، وفي المقابل مده بأسباب قوته من الإيمان وأنواع الطاعات، ثم حمايته بكثرة الاستغفار.
    ومن أهم أسباب حياة القلب أيضاً: إدمان النظر في كتاب الله تعالى، وتدبر آياته، قال تعالى:يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ {يونس: 57}.

    ومن أسباب حياة القلب أيضاً: ذكر الله تعالى كثيراً، ومن أعظم ذلك الأذكار الموظفة التي تقال في الصباح والمساء وبعد الصلوات وعند النوم ونحو ذلك، وتجدها وغيرها في كتاب: (حصن المسلم) للقحطاني، فاحرص على اقتنائه.

    ومن أسباب حياة القلب أيضاً طلب العلم النافع، إذ به يعرف العبد ربه تعالى بأسمائه وصفاته وأفعاله، ويعرف افتقاره إليه ومدى حاجته إليه، وما أعده لمن أطاعه واتقاه وما توعد به من خالف أمره وعصاه، فالوقوف على ذلك يجعل العبد يخشى الله ويتقيه حق تقاته، فانضم إلى حلق العلم في المساجد والمراكز الإسلامية واستمع إلى الأشرطة الدينية. ومن أسباب حياة القلب أيضاً: الدعاء بأن يحيي الله قلبك ويشرح صدرك ويلهمك رشدك ويكفيك شر الشيطان وشر نفسك. هذا، وننصحك باتخاذ رفقة صالحة مؤمنة من أصحاب الوجوه المتوضئة، فإن صحبة الصالحين تغري بالصلاح وإن الصاحب ساحب والطباع سراقة، ففتش عن هؤلاء الصالحين وانتظم في سلكهم واشترك معهم في أنواع الطاعات، فإن الشيطان مع الواحد، وهو من الإثنين أبعد، وإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية. وإنك إذا اجتهدت في تحصيل الأسباب السابقة، فنرجو أن يصلح الله فساد قلبك وأن يرزقك الإيمان والتقوى، فإن ثمرة المجاهدة هي الهداية، قال تعالى: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ {العنكبوت: 69}.
    فلا شك أن تذكر الموت والاتعاظ به والاعتبار كل ذلك مطلوب شرعاً، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أكثروا ذكر هاذم اللذات"، يعني: الموت. رواه النسائي، والترمذي، وابن ماجه وأحمد، وصححه الألباني.
    قال الإمام القرطبي: (قال الدقاق: من أكثر من ذكر الموت أكرم بثلاثة أشياء: تعجيل التوبة، وقناعة القلب، ونشاط العبادة. ومن نسي الموت عوقب بثلاثة أشياء: تسويف التوبة، وترك الرضى بالكفاف، والتكاسل في العبادة.) التذكرة: الجزء الأول، ص 27.
    وقال السدي في قوله تعالى: (الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً) [الملك: 2]. أي: أكثركم للموت ذكراً، وله أحسن استعداداً، ومنه أشد خوفاً وحذراً. وقال القائل:
    صاح شمر ولا تزل ذاكر الموت فنسيانه ضلال مبين
    وعلى هذا فالمطلوب من المسلم أن يكون ذاكراً للموت، مجتهداً في العمل الصالح، مجتنباً للتسويف وتأخير التوبة، وأن يكون جامعاً بين الخوف والرجاء، يحذر العقاب، ويرجو الثواب، كما قال تعالى: (أمَّنْ هو قانت آناء الليل ساجداً وقائماً يحذر للآخرة ويرجو رحمة ربه) [الزمر: 9]. حيث لا يجوز أن يكون الخوف من الموت سبباً في القنوط، أو اليأس من رحمة الله، كما لا يجوز أن يكون الطمع في رحمة الله والاتكال على ذلك سبباً في التكاسل والتهاون في الطاعات أو الوقوع في المنكرات. ولا شك أن التألم لرؤية الذنوب والمعاصي أمر طيب ومحمود، وهو نوع من إنكار المنكر، لكن ينبغي الإنكار على من نراه مخالفاً للصواب، ونصحه وتوجيهه ودعوته بالحكمة والموعظة الحسنة مع الرفق واللين.
    ويكفي أن نذكر هنا بقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً" رواه مسلم.
    ، وقد ذكر ابن القيم أن افضل علاج لمثل هذه الحال هو: (أن تنقل قلبك من الدنيا فتسكنه في وطن الآخرة ، ثم تقبل به كله على معاني القرآن واستجلائها ، وتدبرها ، وفهم ما يراد منه ، وما نزل لأجله ، واختر نصيبك من كل آياته ، وتنزلها على داء قلبك ، فإذا نزلت هذه الآية على داء القلب برئ القلب بإذن الله). انتهى.
    ولا بد أن يصحب ذلك كله الدعاء بالثبات ، فقد كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم الذي كان يكثر منه: " اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك" رواه أحمد.
    والدعاء بأن يجدد الله إيمانك ، فقد روى الحاكم في مستدركه عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إن الإيمان يخلق في جوف أحدكم كما يخلق الثوب ، فاسألوا الله أن يجدد الإيمان في قلوبكم".
    والله أعلم.





    نسأل الله لنا ولك الهدى والسداد.



    زائرنا الكريم نحن معك بقلوبنا
    كلنا آذان صاغيه لشكواك ونرحب بك دائما
    في
    :

    جباال من الحسنات في انتظارك





    تعليق


    • #3
      رد: لا أقوى على فعل شئ ؟

      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
      أخي الكريم الفاضل..
      بارك الله فيك وحفظك من كل شر وسوء
      أحيا الله قلبك بالإيمان ، والتقرب إليه سبحانه العزيز الرحمن ، سبحانه هو الوهَّاب وهو المستعان
      يهب لمن يشاء ، ويمنع عمَّن يشاء ، ويرزق بغير حساب من يشاء
      سبحانه الواحد الأحد ، سبحانه مقلب القلوب والأبصار

      والله يا أخي ما احتضر القلب ولا مات؛ وإلا فلم كتبت وأرسلت هذه الكلمات؟!
      فاعلم أنك على الخير بأمر الله رب البريات
      نعم أنت على خير بحوله وقوته سبحانه ، ولانزكي على الله أحدا
      فأصحاب القلوب الميتة -عياذا بالله- لا يشكون حالهم أبدا ، ويرضون بما هم عليه من معاصي وذنوب
      أصحاب القلوب الميتة يزدادون في معصيتهم ولا يبالون
      فهل أنت منهم؟!! حاش لله
      كلا يا أخي الفاضل؛ فترفق بنفسك ، ولا تصف قلبك أبدا بهذه الصفة
      وتذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم:
      "من قال : لا إلهَ إلَّا اللهُ صادقًا من قلبهِ ، دخل الجنَّةَ"
      صححه ابن عبدالبر في: الاستذكار - الصفحة أو الرقم: 4/92

      وقوله صلى الله عليه وسلم:
      "أسْعدُ الناسِ بِشفاعَتِي يومَ القِيامةِ مَنْ قال : لا إلهَ إلَّا اللهُ خالِصًا مُخلِصًا من قلْبِهِ"
      صححه الألباني في: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 967

      وما رواه معاذ بن جبل رضي الله عنه: قالَ لي رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ:
      "يا معاذُ ، قلتُ لبَّيكَ يا رسولَ اللَّهِ وسعديكَ ، قال: بشِّرِ النَّاسَ أو قال أنذرِ النَّاسَ ؛ من قال لا إلهَ إلَّا اللَّهُ دخلَ الجنَّةَ"
      صححه ابن خزيمة في: التوحيد - الصفحة أو الرقم: 798/2

      بالله عليك يا أخي الكريم؛ أيحتضر القلب أو يموت إذا أخلص لربه بكلمة التوحيد؟!
      فكم من مرات كثيرات ذكرت فيها ربك سبحانه بـ لا إله إلا الله
      وكم كانت خالصة من قلبك؟
      فأبشر يا أخي الكريم واستبشر خيرا بإذن الله تعالى ولا تقل أبدا بأن قلبك يحتضر أو يموت عياذا بالله
      أحيا الله قلوبنا وقلوبكم على كلمة التوحيد ، والإخلاص له سبحانه العزيز المجيد

      أما مشكلة العمر فماهي بمشكلة أبدا
      فكم من عباد بدأوا حياتهم على كِبر
      وأين أنت أخي الكريم من الكِبر والشيخوخة؟!!
      فعقد الأربعين لا يُعد بكبر أو شيخوخة بأي حال، بل إنه عمر تمام الإدراك والفهم بصقله وسرعة الإستجابة لأوامر الله تعالى أكثر من أي عمر ، والله أعلم.
      ناهيك أخي الفاضل عن أن العودة والتوبة إلى الله تعالى باب مفتوح لكل العباد وفي كل مراحل أعمارهم
      ذلك الفضل من الله القائل في كتابه:
      { قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} الزمر: 53
      وأذكرك بقول النبي صلى الله عليه وسلم:
      "قال اللهُ تعالى :
      {يا ابنَ آدمَ ! إنَّك ما دعوتَني ورجوتَني غفرتُ لكَ على ما كانَ منكَ ولا أُبالِي،
      يا ابنَ آدمَ ! لوْ بلغتْ ذنوبُك عنانَ السماءِ ثمَّ استغفرتَني غفرتُ لكَ ولا أُبالِي،
      يا ابنَ آدمَ ! لوْ أنَّك أتيتَني بقُرَابِ الأرضِ خطايا ثمَّ لقيتَني لا تشركْ بي شيئًا لأتيتُك بقرابِها مغفرةً
      }"
      صححه السيوطي في: الجامع الصغير - الصفحة أو الرقم: 6065

      وقوله صلى الله عليه وسلم:
      "إنَّ اللهَ يقبلُ توبةَ العبدِ مالم يُغَرْغِرْ"
      حسنه الألباني : صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 3143


      فالتوبة يا أخي باب من أبواب رحمات الله بعباده ممن يريد بهم الخير، وأملنا ورجائنا في الله تعالى أن نكون منهم
      إنه باب عظيم جدا يفتح الله به على من يشاء أبواب خير لا حصر لها
      هذه حكمة الله تعالى وأمره الذي قضاه على عباده
      وأكرر لك أخي الكريم أن العمر لا يعتبر عائق أبدا أمام عباد الله
      وأذكرك بقصة الفضيل بن عياض رحمه الله الذي تاب إلى ربه وأناب وبدأ طريق العلم في عمر متقدم؛
      فوفقه الله لتحصيل العلم الغزير النافع، وصار من كبار العلماء، يؤخذ منه العلم النفيس.
      قال الإمام القرطبي في تفسيره:
      [وأما الفضيل بن عياض فكان سبب توبته أنه عشق جارية فواعدته ليلا ، فبينما هو يرتقي الجدران إليها إذ سمع قارئا يقرأ :
      {
      أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ}
      فرجع القهقرى وهو يقول : بلى والله قد آن ،
      فآواه الليل إلى خربة وفيها جماعة من السابلة ، وبعضهم يقول لبعض : إن فضيلا يقطع الطريق .
      فقال الفضيل : أواه أراني بالليل أسعى في معاصي الله ، قوم من المسلمين يخافونني !
      اللهم إني قد تبت إليك ، وجعلت توبتي إليك جوار بيتك الحرام
      ].


      أخي الكريم الفاضل.. أعزَّك الله بالإسلام وبالرجوع إليه سبحانه
      شكواك في قولك لا أقوى على كذا وكذا؛ إنما هي من كيد الشيطان ومن هوى نفسك
      فقاوم الشيطان وقاوم نفسك واستعن بالله عليهما فهو خير مستعان
      أمَّا مقاومتك للشيطان؛ فيكفيك أن تستعيذ بالله من شرِّه وشِرِكِه وشَرَكِه، مصداقا لقوله تعالى
      :
      {وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّـهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} فصلت: ٣٦
      وأمَّا مقاومتك لنفسك؛ فعليك بالإلحاح في الدعاء والطلب والرجاء بتزكيتها،
      كما علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الدعاء:

      "اللهمَّ إنِّي أعوذُ بكَ منَ العجزِ والكسلِ، والجبنِ والبخلِ، والهرمِ، وعذابِ القبرِ، وفتنةِ الدجالِ،
      اللهمَّ آتِ نفسِي تقواهَا، وزكِّها أنتَ خيرُ منٍ زكَّاهَا، أنتَ وليُّها ومولاهَا،
      اللهمَّ إنِّي أعوذُ بكَ منْ علمٍ لا ينفعُ، ومنْ قلبٍ لا يخشعُ، ومنْ نفسٍ لا تشبعُ، ومنْ دعوةٍ لا يستجابُ لهَا"
      صححه الإمام السيوطي في: الجامع الصغير - الصفحة أو الرقم: 1558

      وأعود أخي الكريم إلى
      شكواك في قولك لا أقوى على كذا وكذا...
      فابدأ بعون الله المستعان على الفور بترتيب أولوياتك فيما تراه لا تقدر عليه
      وكلك يقين في الله تعالى أنه سيعينك إذا طلبت منه العون؛
      بالإلحاح في الدعاء أن يعينك على ذكره وشكره وحسن عبادته
      أدعو الله يا أخي وأنت موقن بالإجابة بأمر الله المُجيب
      أدعو الله يا أخي بحسن ظنك فيه سبحانه كما أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم:
      "قال اللهُ عزَّ وجلَّ : أنا عند ظنِّ عبدي بي . وأنا معه حيث ذكرني .
      واللهِ ! للهُ أفرحُ بتوبةِ عبدِه من أحدِكم يجِدُ ضالَّتَه بالفلاةِ .
      ومن تقرَّب إليَّ شِبرًا ، تقرَّبتُ إليه ذراعًا . ومن تقرَّب إليَّ ذراعًا ، تقرَّبتُ إليه باعًا . وإذا أقبل إليَّ يمشي ، أقبلتُ إليه أهرولُ
      "
      صححه الإمام مسلم في صحيحه - الصفحة أو الرقم: 2675

      رتب أولوياتك اخي الكريم مستعينا بالله،
      واجعل أولها: الإسراع بالتوبة إلى الله تعالى، والدعاء في كل وقت أن يقبل توبتك
      وليتك يا أخي تحافظ على ركعتين في جوف الليل من كل ليلة خاشعًا لله راجيًا إياه أن يتوب عليك
      أدعو الله باليقين في عفوه واستجابته سبحانه وأنت ساجد بين يديه
      وثانيها: المحافظة على صلاة الجماعة، فهذا أمر ضروري للغاية لا تستهين به راجيًا المولى تبارك وتعالى أن يديم عليك هذه النعمة
      وثالثها:
      إبتعد تماما عن كل مسببات وقوعك في الذنوب والمعاصي

      فلن تخسر شيئًا لو تركت كل الملهيات تقربًا لله سبحانه، ولن تشعر بفقدانك شيئًا هامًا إذا شغلت نفسك بما هو أفضل
      من تلاوة للقرآن وكثرة الذكر والإكثار من الصوم وصلاة النوافل
      واعتبر نفسك في فترة تدريبية على الطاعة في شهر رمضان، ثم باقي الشهور والسنة وفيما تبقى من عمرك
      إجعل يا أخي الكريم لحياتك هدف أسمى واسعى لتحقيقه
      وحاذر كل الحذر من فكرة تتسلط على عقلك وتسيطر عليه؛ ألا وهو قولك:
      سنى كبر والتغيير أصبح من الصعوبة بمكان
      ولم تعد تفيدنى المواعظ كما كنت أصغر من هذا



      هذا قول خاطئ تماما؛ فالإنسان متطور متغير في مراحل عمره كلها، ويستطيع أن يرقى بفكره وقتما يشاء دون أي حائل
      فقط هي الإرادة الذاتية النابعة من قلب ملَّ الإستكانة إلى هوى النفس ومتع الدنيا الفانية
      إنها إرادة ذاتية نابعة من قلبك بإذن الله؛ أرى أن الله أذِنَ لك الآن وشاء وقدَّر أن يجعلك تغير من نفسك بحوله وقوته
      وإلَّا فلِم جعلك تُرسِل شكواك هذه؟
      ولِم سخَّرنا سبحانه في الرد عليك؟
      كل ذلك يدل أخي الكريم على أن أمامك أبواب خيرات كثيرة بأمر الله تعالى
      فاغتنم هذه الفرصة وسُدَّ على الشيطان أبوابه وقاوم نفسك ليمكنك الله تعالى أن تقوى بفضله على باقي ماذكرته:


      لا أقوى على إنكار المنكر المحيط بى فى عملى وخارجه
      لا أقوى على ترك عملى مع مابه من مخالفات هى السبب الرئيسى فى ذنوبى
      لا أقوى على محادثة النساء وملاطفتهن فى عملى و على صفحات التواصل
      لا أقوى على غلق الأفلام والمسلسلات وسماع الموسيقى
      لا أقوى على معاملة النصارى كما قال العلماء بل أهنيهم فى أعيادهم
      لا أقوى على تقصير ثيابى
      لا أقوى على إطلاق لحيتى
      لا أقوى على القراءة فى المصحف
      لا أقوى على الالتزام من جديد

      استعن بالله وابدأ مسرعا وبادر بالتوبة وحافظ على العمل الصالح واستبشر الخير كله بإذن الله، وتذكر قوله سبحانه:
      "
      إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا" الفرقان - الآية 70
      اقرأ أخي الكريم تفسير هذه الآية بقلب مفتوح وبشر واستبشار، ماقاله الشيخ السعدي رحمه الله:
      { إِلَّا مَنْ تَابَ } عن هذه المعاصي وغيرها بأن أقلع عنها في الحال وندم على ما مضى له من فعلها وعزم عزما جازما أن لا يعود،
      { وَآمَنَ } بالله إيمانا صحيحا يقتضي ترك المعاصي وفعل الطاعات { وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا } مما أمر به الشارع إذا قصد به وجه الله.
      { فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ } أي: تتبدل أفعالهم وأقوالهم التي كانت مستعدة لعمل السيئات تتبدل حسنات،
      فيتبدل شركهم إيمانا ومعصيتهم طاعة وتتبدل نفس السيئات التي عملوها ثم أحدثوا عن كل ذنب منها توبة وإنابة وطاعة تبدل حسنات كما هو ظاهر الآية.
      وورد في ذلك حديث الرجل الذي حاسبه الله ببعض ذنوبه فعددها عليه ثم أبدل مكان كل سيئة حسنة فقال:
      يا رب إن لي سيئات لا أراها هاهنا " والله أعلم.
      { وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا } لمن تاب يغفر الذنوب العظيمة
      { رَحِيمًا } بعباده حيث دعاهم إلى التوبة بعد مبارزته بالعظائم ثم وفقهم لها ثم قبلها منهم.

      وفقنا الله وإياكم لما يرضيه عنا وتقبل منا ومنكم توبتنا وإنابتنا ورزقنا وإياكم مداومة العمل الصالح،
      أسالكم الدعاء أخي الكريم




      التعديل الأخير تم بواسطة التواصل الإيمانى للشباب; الساعة 21-02-2015, 10:05 AM.
      زائرنا الكريم نحن معك بقلوبنا
      كلنا آذان صاغيه لشكواك ونرحب بك دائما
      في


      جباال من الحسنات في انتظارك

      تعليق


      • #4
        رد: لا أقوى على فعل شئ ؟

        جزاك الله خيرا .. نفعنى الله بكلماتك وجعلها فى ميزان حسناتك .

        تعليق


        • #5
          رد: لا أقوى على فعل شئ ؟

          المشاركة الأصلية بواسطة غير مسجل مشاهدة المشاركة
          جزاك الله خيرا .. نفعنى الله بكلماتك وجعلها فى ميزان حسناتك .
          اللهم آمين آمين،
          بارك الله فيك أخي الكريم الفاضل، وأعزَّك بالإسلام
          جعلني الله وإياكم ممن قال فيهم ربنا تبارك وتعالى:
          {الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ}
          أحسنه على الإطلاق:
          أولا، هو كلام اللّه وكلام رسوله
          صلى الله عليه وسلم،
          وثانيا، كل كلمة فيها تذكير بالله سبحانه واليوم الآخر

          أخي الكريم الفاضل..
          نحن جميعًا معك بأمر الله تعالى؛ قلوبنا معك،
          قلوب الأخوة في الله بحرصهم الدائم على التواصي بالحق والتواصي بالصبر، كما أمر ربنا تبارك وتعالى
          ولذا أدعوك أخي الكريم للإنضمام إلى قافلة السير في الطريق إلى الله؛
          هنــــا ، في هذا المنتدى العــامــر بذكر الله تعالى،
          والممتليء بخيرات كثيرة ينهل منها الجميع إبتغاء مرضاة الله والتقرب إليه سبحانه
          سجل إسمك الغالي يا أخي في الله، وانضم إلى إخوانك في الله
          نتواصى معًا ونتآزر، ويشدُّ بعضنا بعضًا
          هيا يا أخي الفاضل لا تتردد أبدًا وتوكل على الله؛ فستجد من الخير الكثير ما يشغلك عن لهو كثير
          وبذلك سيوفقك الله تعالى -بأمره سبحانه- إلى أن تقوى على مواجهة كل ما تظن أنك لا تقوى على فعله
          فقط إستعن بالله وتوكل عليه سبحانه، ثم أقدم وانضم إلينا كي نسعد بك وبتواجدك معنا
          .

          وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى، وهدانا وإياكم إلى سواء السبيل
          وثبتنا وإياكم بفضله وبرحمته على الهداية ونعيمها
          زائرنا الكريم نحن معك بقلوبنا
          كلنا آذان صاغيه لشكواك ونرحب بك دائما
          في


          جباال من الحسنات في انتظارك

          تعليق

          المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
          حفظ-تلقائي
          x
          إدراج: مصغرة صغير متوسط كبير الحجم الكامل إزالة  
          x
          أو نوع الملف مسموح به: jpg, jpeg, png, gif
          x
          x
          يعمل...
          X