الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاعلم هداك الله أن الشيطان للإنسان عدو مبين، فهو لا ينفك يوسوس له ويريد أن يصده عن سبيل الخير والاستقامة، والواجب على العاقل أن يأخذ حذره منه وأن يتحرز من كيده ومكره
فتب إلى الله توبة نصوحا واستقم على شرعه، واعلم أنه سبحانه لا يرد تائبا رجاه ولا مقبلا عليه أمل فضله ورجا بره وإحسانه، فإنه من تقرب إلى الله شبرا تقرب الله إليه ذراعا، ومن تقرب إليه ذراعا تقرب الله إليه باعا، ومن أتاه يمشي أتاه سبحانه هرولة. فجاهد نفسك في الله تعالى واعلم أنك مع المجاهدة موفق مسدد لا يخيب سعيك؛ كما قال تعالى: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ {العنكبوت:69}. ومما يعينك على التوبة أن تشغل وقتك بطاعة الله تعالى فلا يبقى فيه متسع لتلك المعاصي والشهوات، وأن تشتغل بتعلم العلم الشرعي وسماع الأشرطة والمحاضرات والدروس النافعة، وقراءة ما يناسب سنك من الكتب النافعة، واحضر حلق الذكر ومجالس العلماء، ومما يعينك على الاستقامة أن تصحب الصالحين وتتجنب صحبة رفاق السوء ومن لا تجر صحبتهم إلا الشر، وتزوج إن كان ذلك في مقدورك، وأكثر من الدعاء والزم ذكر الله تعالى وقراءة القرآن، وأدم الصوم وأطل الفكر في الموت وما بعده من أهوال القيامة، واستحضر دوام اطلاع الله عليك ومراقبته لك وأنه سبحانه لا يخفى عليه مثاقيل الذر من عملك فحاذر أن تبارزه بما يكره، ولا تجعله سبحانه أهون الناظرين إليك.
ع مراعاة هذه النصائح التي أسأل تعالى أن ينفعك بها، وأن يجعلها عوناً لك علي التخلص من تلك العادة السيئة.
1- أن تعلم وتعتقد أنه ليس هناك داء أحط ولا أضر بصفات الرجولة من هذه العادة ، وأنها عادة ذميمة قذرة وإذا لم يقلع عنها الشخص في الحال قد تتلف جسمه وعقله، وتقف بينه وبين ما ينشده من كمال وصحة، وتؤدي به إلى الضعف التناسلي المؤلم .
2- تذكر دائماً أن العادة السرية داء وبيل، فيجب عليك من الآن أن تقاومها بكل ما أوتيت من قوة وعزم، ولن تكون المقاومة سهلة ولكنها ممكنة، وأنك تستطيع أن تتغلب عليها في النهاية بتوفيق من الله تعالى.
3- المتخلص من هذه العادة يجب عليه أن يكون ذا عقل سليم، والعقل السليم لا يكون إلا في الجسم السليم، فعليك ببعض التمرينات الرياضية الهادفة، والتي يمكن الاستعانة فيها بخبير من المتخصصين.
4- يجب عليك أن تتعود على أن تسلط على عقلك الأفكار الطيبة الطاهرة السعيدة، واشغل نفسك دائماً بأي شيءٍ يبعد عن ذهنك كل ما يذكرك بهذه العادة الذميمة، وإذا لم تجد عملاً يستغرق وقت فراغك فاشغل نفسك بالقراءة المفيدة الهادفة البعيدة عن الإثارة .
5- تجنب الوحدة قدر استطاعتك؛ لأن هذه العادة من عمل الوحدة وأثارها، وابعد يدك عن الأعضاء التناسلية، واحرص على أن تكون هذه الأعضاء نظيفة دائماً حتى لا يحدث فيها تهيج يحملك على الوقوع في تلك المعصية، فإذا تملكتك الرغبة وسيطرت عليك، فاغسل يديك ومعصميك بماء شديد البرودة، واغمر رأسك ووجهك به وبلل به مؤخرة عنقك، والجزء الأخير من السلسلة الفقرية، وسوف تغادرك هذه الرغبة البهيمية في الحال إن شاء الله تعالى .
6- إذا ذهبت إلى الفراش فابعد ذهنك عن كل المسائل الجنسية، وتجنب الأغطية الثقيلة، فإن الحرارة تولد التهيج، وخفف ملابسك وتجنب الأطعمة المهيجة، وخذ حماماً نصف بارد قبل النوم، بحيث تجلس في الماء البارد على أن يغطي الماء الأعضاء التناسلية والفخذين، وبعد ذلك جففها بعناية .
7- عليك قبل ذلك كله بالدعاء والإلحاح على الله أن يوفقك في الإقلاع والتوبة وأن يثبتك عليها .
8- الاستغفار من أهم عوامل النجاح، فأكثر منه عسى الله أن يجعل لك مخرجاً.
ثم اعلم أخي الكريم أن مخافة الله ومراقبته والاستحياء منه هو الذي يعصم العبد من الزلل، وهو الذي يفوز به برضوان الله وجنته، كما قال تعالى: وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ {الرحمن: 46} وقال سبحانه: وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى {40-41} وهذا هو مقام الإحسان الذي سئل عنه النبي صلى الله عليه وسلم فقَالَ: أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ. متفق عليه. ونوصيك أخي الكريم أن تكثر القراءة في الكتب المتعلقة بالتزكية ككتاب مختصر منهاج القاصدين للمقدسي. والكتب المتعلقة بأحوال الآخرة ككتاب حادي الأرواح لابن القيم، وكتاب التخويف من النار لابن رجب، وكتاب التذكرة للقرطبي. فإن هذه من أنفع العلوم لصلاح الباطن وحصول الاستقامة. كما نوصي بكثرة تلاوة القرآن وذكر الله، فإن في ذلك عصمة من الشيطان.
حاول أن تدير حوارا مع نفسك بطريقة هادئة لتوبخها على صنعها ولتعينها على التوبة إلى ربها والعودة إليه والأوبة له، ولذلك أول أمر هو هذا الحوار.
ثانيا: أخذ قرار بالتوقف نهائيا مهما كان المتعة الزائفة التي تستمتع بها عند رؤيتك لهذه المشاهد المحرمة.
وثالثا: تخيل أن ملك الموت قد يأتيك وأنت على هذه الصورة، وقد تموت قبل أن تغلق تلك المنافذ المحرمة، فتموت ويرى الناس أنك كنت سيئ وكنت لله عاصي، ولم تكون صاحب حياء، أو فضيلة، وستظل هذه السمعة تلاحقك، حتى وأنت في قبرك، كلما ذكرك الناس ما ذكروا لك حسنة، وإنما قالوا مات وهو عاصي ومات وهو فاجر ومات وهو مجرم عياذا بالله تعالى.
فعليك أخي الكريم أن تستحضر ذلك، ثم كذلك بإخراج هذا الجهاز إلى مكان بارز وظاهر أمام أهل البيت لأن وجوده في غرفة نومك أو في غرفتك الخاصة، وأحيانا إغلاقك للباب عليك أهلك يحسنون الظن بك ويظنون أنك صالحةوأنت تعلم لست كذلك، فإذا من العلاج العملي والضروري إخراج هذا الجهاز إلى مكان بارز ظاهر أمام الناس لأن نفسك الضعيفة تستغل فرصة وجودك وحدك ويستحوذ عليك الشيطان، وتسول لك نفسك معصية الرحمن، ولذلك هذا الذي حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم، فعليك بإخراج الجهاز، واتخاذ القرار لذلك، نعم قد يكون القرار صعبا على النفس، ولكن نحن قد نتعاطى الدواء المر لأننا نتمنى الشفاء ونتمنى الصحة فهذا نوع من الدواء المر، ولكن لا بد منه حتى نخرج من هذا المنعطف الخطير ونخرج من هذه الطريق المظلمة إلى طريق فيها نور، كما قال الله تعالى:"أفمن يمشي مكبا على وجهه أهدى أمن يمشي سويا على صراط مستقيم" {الملك:}.
ثالثا: حتى وإن كان الجهاز في مكان بارز لا تدخل في الأوقات التي ينعدم فيها أهل البيت وإنما احرص على أن تتعامل مع الجهاز في الأوقات التي يكون فيها أهل البيت في حالة يقظة وانتباه، حتى لا يستحوذ عليك الشيطان مرة أخرى، تحتاج إلى مواصلة التوبة والإكثار من الاستغفار بمئات المرات أو بالآلف عسى الله أن يتوب عليك وأكثر من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بنية أن يعافيك الله تبارك وتعالى على ذلك على الصلاة عليه كما ورد في الحديث يكفى همك ويكفى ذنبك.
وبالله التوفيق
نسأل الله أن يهديك لأرشد أمرك وأن يوفقك لما فيه صلاحك ونفعك في الدنيا والآخرة.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله القائل في كتابه العزيز: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَـٰكِنَّ اللَّـهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ ۚ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ﴿٥٦﴾} القصص
إفتح قلبك لكلمات الله تعالى ياولدي الفاضل، وصفِّي ذهنك تمامًا وتدبَّر هذه الآية الكريمة، وتدبَّر معناها جيدًا،
واجعله راسخًا في عقلك وقلبك أبدًا ما حييت؛ بما شاء الله لك من حياة. أدعوه جلَّ وعلا أن يرزقك بحسن طاعته والتقرب إليه سبحانه.
قال الإمام السعدي في تفسير هذه الآية:
[يخبر تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم؛ بأنك يا محمد لا تقدر على هداية أحد، ولو كان من أحب الناس إليك، فإنَّ هذا أمر غير مقدور للخلق؛ هدايةً للتَّوفِيق، وخلق الإيمان في القلب، وإنَّما ذلك بيد اللّه سبحانه تعالى، يهـــدي من يـشــــــاء، وهو أعلم بمن يصلُح للهداية؛فَـيـهــدِيـــه، ممَّن لا يصلُح لها؛ فيُبقِيه علىضَــــــلَالِه].إنتهى قول الإمام رحمه الله.
عايزك ياولدي الغالي تقف معايا عند معنى كلمة: الهِـــدايـَـــــة
هِداية: ( إسم ) ، يعني: إرشاد ودلالة على ما يوصل إلى المطلوب، وهَدَى: ( فِعْل ) ، يعني: أرشد ، دلَّ ، وفَّق.
وعكس كلمة الهداية هو: الضَّـــــــــلَال
والضلال معناه: العدول عن الطريق المستقيم عمدًا أَو سهوًا ، كثيرًا أَو قليلاً. و الضَّلال هو الهلاك ، وهو الباطل. والإنسان الضَّالّ هو: كل من ينحرف عن دين الله الحنيف، عافانا الله وإياكم من ذلك.
فاستبشر ياولدي الكريم بكل خير
عارف ليه ببشرك بالخير؟
لان دي بشرى ليا وليك ، إن ربنا تبارك وتعالى جعلنا من أمة الإسلام، ومن أمة النبي صلى الله عليه وسلم
استبشر بكل الخير يا ولدي الفاضل أن هداك الله لنعمة الإسلام، وكفى بها نعمة، ودي أكثر حاجة تخليك تحافظ على طريق الإستقامة بأمر الله.
استبشر بالخيرات كلها يا ولدي؛ لأن الله يحب لك الهداية بتوفيق منه وفضله الواسع، كما يحب لعباده المؤمنين
استبشر بكل خير يا ولدي الكريم لأني أحسبك على خير، وأحسب أن الله أراد بك الخير والهداية بإذنه
فاغتنم هذه الفرصة يا ولدي ولا تضيعها؛ بحق الذي شاء أن تكتب شكواك هنا وانت بهذا الحال، وسخرنا للرد عليك
واعلم تمامًا أنَّ هذه مشيئة الله تعالى الذي أذِنَ لك بالهداية بخروجك من صمتك إلى ساحتنا هذه، فتوكل على الله الرحيم الغفور،
واملأ قلبك بالأمل والرجاء فيه سبحانه، ثم اليقين بأنه تعالى يريد بك الخير.
فمِنْ هِدَايَةِ اللَّه لك؛ شعورك بكل هذا الضيق من ارتكابك للمعاصي، ومِنْ هِدَايَةِ الله لك؛ مبادرتك بالبحث عن حل لمشاكلك التي تؤرقك، ومِنْ هِدَايَةِ اللَّهِ وَتَوْفِيقِهِ لكَّ؛ مُسارعتك باستشارة إخوانك هنا وعرض مشكلتك عليهم،
راجيًا ربُّكَ ومولاك وجود الحل وفتح باب الأمل في تغيير مسار حياتك بإذنه تعالى.
افتح قلبك ياولدي لكلام الله تعالى، وتفَكَّر بتدبُّر في هذه الآية:
{أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّـهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ} الحديد: 16
قال الإمام السعدي [أي: ألم يجئ الوقت الذي تلين به قلوبهم وتخشع لذكر الله، الذي هو القرآن، وتنقاد لأوامره وزواجره، وما نزل من الحق الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم؟
وهذا فيه الحث على الاجتهاد على خشوع القلب لله تعالى، ولما أنزله من الكتاب والحكمة، وأن يتذكر المؤمنون المواعظ الإلهية والأحكام الشرعية كل وقت، ويحاسبوا أنفسهم على ذلك].
يا ولدي الكريم؛ أوَلَسْنَا من المؤمنين بفضل الله رب العالمين؟!!
ألا يهُزُّك هذا الخطاب الربَّاني الموجه للمؤمنين؟!!
ألا يكفيك ما ضاع منك من خيرات وأعمال صالحات تداوم عليها إبتغاء مرضات الله تعالى؟!! ألم يجئ الوقت الذي يلين به قلبك، فتخشع لذكر الله تعالى، فتجِد لذَّاتك كُلّها وأنت مع الله وفي معيته سبحانه؟!!
فما أجملها سعادة ولذَّة عندما نُرطِب ألسنتنا بذكر الله تعالى،
وما أجملها سعادة ولذة عندما نهوي للسجود بين يديه سبحانه وقت السحر ندعوه ونرجوه الهداية والثبات عليها،
وندعوه ونرجوه أن يتقبَّل توبتنا ويتجاوز عنَّا ذنوبنا وذلَّاتنا في خلواتنا
إعلم ياولدي الكريم أنَّ السعادة الحقيقة واللذة التي لايضيع مذاقها؛ أن تكون في معية الله سبحانه
تراقبه في كل وقت، وتجعل كل حركاتك وسكناتك في سبيل مرضاته سبحانه وتعالى
ياولدي الكريم أعزَّك الله..
أنت جربت تذوق سعادة مؤقتة سرعان ما تزول، وتذوقت لذات وقتية؛ تغيَّر طعمها وصار مَرارًا شديدًا بعد لحظات قصيرة،
هذا كلامك يا ولدي، وهذا حال كل من يتلذَّذ بالمعاصي، وهو يعلم أنه بعيد عن طريق الإستقامة!!
فترفق بنفسك ولدي الغالي ولا تظلمها؛ فإن المعاصي والذنوب، وبخاصَّة ذنوب الخلوات، هي الظلم بعينه للنفس
يظلم الإنسان نفسه بارتكابها في حين أنه يستطيع أن يزكي نفسه بالإعراض عنها
بادر يا ولدي الغالي وأسرع بالتوبة وكلك إصرار وعزيمة على عدم الرجوع لما كنت عليه
إستعن بالله سبحانه وتوكل عليه وأحسن الظن به أن سيتقبل منك توبتك
بشرط الإخلاص والندم على ما قصَّرت واقترفت من المعاصي، وتنبَّه لأمر هامٍّ جدًا، ذكره فريق الإستشارة -جزاهم الله خيرا-: وثالثا: تخيل أن ملك الموت قد يأتيك وأنت على هذه الصورة، وقد تموت قبل أن تغلق تلك المنافذ المحرمة،
فتموت ويرى الناس أنك كنت سيئ وكنت لله عاصي، ولم تكون صاحب حياء، أو فضيلة، وستظل هذه السمعة تلاحقك،... كن ياولدي الغالي مؤمنًا ذكيًا فطنًا حاذقًا مدركًا لما ينفعه في الآخرة:
{يَوْمَ يَأْتِ لَا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ ۚ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ ﴿١٠٥﴾} هود،
فاعلم وتيقَن أن سعادة الدنيا بالمُتع المُحرَّمة نتاجها الشقاء في الآخرة والعياذ بالله،
وسعادة الآخرة بتزكية النفس في الدنيا وهجر المتع المحرمة والإبتعاد عنها بالكلية فداوِ قلبك يا ولدي من تعلقه بالشهوات المُحرَّمة، واعمل ليوم الحساب،
{يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ ﴿٨٨﴾إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّـهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ﴿٨٩﴾} الشعراء
كن رجلًا ياولدي كما يحب ربنا تبارك وتعالى، وكما قال: {رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُوا ۚ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ}التوبة: 108
كن رجلًا ذكيًا فطنًا ياولدي وتحدَّى الشيطان ونفسك الأمارة بالسوء؛
فلن تخسر شيئًا ذا قيمة إذا تركت المعاصي وذنوب الخلوات، بل ستكسب الكثير من الخيرات، وتذكر دائمًا قول النبي صلى الله عليه وسلم: "من تركَ شيئًا للهِ ، عوَّضهُ اللهُ خيرًا منه" صححه الإمام الألباني
فمتعة النظر إلى الحرام ومتع شهوات الحرام لا تٌقارن أبدًا وبأي حال بالمتع التي أحلَّها ربنا تبارك وتعالى
كن رجلًا ذكيًا واصبر حتى يرزقك الله بمتع الحلال في الدنيا، وبالمتعة الحقيقة واللذة الدائمة في الآخرة
في جنات النعيم بإذنه تعالى؛ مع الحور العين، ومالذَّ من الطعام والشراب وحسن المقام برحمة الله رب العالمين
كن رجلًا فطنًا ذكيًا ولا تظلم نفسك أكثر من ذلك يا ولدي الكريم
وأعتذر عن الإطالة، لكني أود الكلام معك أكثر من ذلك
وياليتك تسارع وتسجل إسمك معنا بالمنتدى، تتشارك مع إخوانك في عمل الخير
تفيد الآخرين وتستفيد أيضًا.. هنا ستجد بأمر الله تعالى أبواب خير كثيرة وعون من الله لك على ما تشكو منه.
أدعو الله تبارك وتعالى أن ينعم عليك بالرجوع والإنابة إليه سبحانه، وأن يغفر لي ولك،
وأن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال، إنه ولي ذلك ومولاه، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
ولدي الكريم أعزَّك الله بالإسلام..
استكمالًا للكلام معك، بقي أمر آخر تشكو منه، وهو معاملة الناس
وانا لي رأي ياولدي الغالي، إن طريق الإستقامة ها يبعد عنك مشاكل كتير بأمر الله تعالى،
وحتى لو تعرضت للمشاكل وأنت ملتزم بطريق الاستقامة هاتقدر تواجه أي مشكلة بإذن الله،
وأذكرك بقول الله تعالى: {فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا ۚ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} هود: 112
أولا الاستقامة زي ما قال الإمام القرطبي في تفسيره: هي الاستمرار في جهة واحدة من غير أخذ في جهة اليمين والشمال... والاستقامة كلمة جامعة لكل ما يتعلق بالعلم والعمل وسائر الأخلاق.
ودا أمر من ربنا للنبي عليه الصلاة والسلام ومن معه من المؤمنين إنهم يلزموا طريق الاستقامة على الحق، ويداوموا عليه من غير أي تفريط
بالاعتدال في كل الأقوال والأعمال.
ودا اللي أقصده من وجهة نظري،
إن اللي ماشي وثابت على طريق الإستقامة ها تستقيم حياته كلها ويلاقي معاملة الناس معاه مختلفة بعون الله
لكن اللي بعيد عن الاستقامة هايقع في مشاكل كتير ومعاملة الناس معاه ها تكون سيئة
دا رأيي الشخصي من خلال تجاربي البسيطة في الحياة
يعني في النهاية أساس كل صلاح أحوال العباد هايكون مع الاستقامة على طريق الله
عشان كده ومن رحمة ربنا بينا إنه جعلنا ندعوا في كل صلاة: اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ... قال الإمام السعدي:
أي: دلنا وأرشدنا, ووفقنا للصراط المستقيم, وهو الطريق الواضح الموصل إلى الله, وإلى جنته, وهو معرفة الحق والعمل به,
فاهدنا إلى الصراط واهدنا في الصراط.
فالهداية إلى الصراط: لزوم دين الإسلام, وترك ما سواه من الأديان,
والهداية في الصراط, تشمل الهداية لجميع التفاصيل الدينية علما وعملا.
فهذا الدعاء من أجمع الأدعية وأنفعها للعبد.
ولهذا وجب على الإنسان أن يدعو الله به في كل ركعة من صلاته, لضرورته إلى ذلك.
عشان كده يا ولدي الغالي خلي تركيزك كله في الفترة الحالية إنك تحقق طريق الاستقامة: أولا: تجديد العهد مع الله وإخلاص النية في كل أعمالك إنها تكون لوجه الله ثانيا: الإسراع بالتوبة وترك المعاصي والذنوب ثالثا: المحافظة على أداء الصلوات الخمس في جماعة بالمسجد،
اللي من خلاله هاتتعرف على أخوة في الله يعينوك على الطاعة ويأخذوا بيدك -توفيقا من الله تعالى- إلى طريق كله خيرات وتقرب إلى الله جلَّ وعلا. رابعا: المحافظة على أذكار الصباح والمساء في أوقاتها ( بعد صلاة الفجر وقبل الشروق ، وبعد صلاة العصر وقبل الغروب )
لأن المداومة عليها ها تحصنك بأمر الله من وساوس الشيطان، وكمان ها تشعر بسعادة كبيرة ولذة وترطيب للسانك وشعور بالهدوء والاطمئان
علشان يتحقق فيك قوله تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّـهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّـهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} الرعد: ٢٨ خامسا: إبتعد عن صحبة السوء وكل مسببات وقوعك في الذنوب، وبخاصة ذنوب الخلوات، وخليك قوي العزيمة وافتح النت على المفيد بس
وبأكد عليك المفيد بس، لانك هاتلاقي خيرات كثيرة على النت، ومواقع إسلامية مفيدة جدا، فيها علم ونور للباحث عن العلم والهداية
تأكد يا ولدي الغالي إنك انت الوحيد اللي عنده القدرة بأمر الله إنه يبعد عن أي مواقع فيها مخالفات شرعية
كل ما عليك إنك قبل ما تفتح النت تُقبل على الله وتدعوه أن يبعد عنك شره، وأن يرزقك بخيره
وعلى فكرة أول خطوة في المعصية بيزينها الشيطان للعبد بتبدأ بصورة أو صورتين ( تمام زي ما انت قلت )
ولو سيبت نفسك لهواها وكيد الشيطان هاتلاقي نفسك بتبحث على الأسوأ من الصورة
عشان كده لازم تقاوم نفسك وتتغلب عليها، ودايما تردد دعاء: اللهمَّ آتِ نفسِي تقواهَا، وزكِّها أنتَ خيرُ منٍ زكَّاهَا، أنتَ وليُّها ومولاهَا،...
وعموما الدعاء هو سلاحك في كل وقت، ودا من أقوى الأسلحة اللي ربنا سبحانه وتعالى هايبعد بيه عنك الشيطان والنفس الأمارة
وتذكر دائما قول النبي صلى الله عليه وسلم: " الدعاء هو العبادة "
وقوله صلى الله عليه وسلم: " ادْعُوا اللَّهَ وَأَنْتُمْ مُوقِنُونَ بِالْإِجَابَةِ ، وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَجِيبُ دُعَاءً مِنْ قَلْبٍ غَافِلٍ لَاهٍ"
عندي كلام كتير معاك بس مش عايز أثقل عليك
وعموما أتمنى تسجيل عضويتك معنا بالمنتدى لنتواصل معا بأمر الله تعالى
وفقك الله لما يحب ويرضى
تعليق