إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

قلبي مريض

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • قلبي مريض

    كيف أقي نفسي من الرياء

    وهل لو كنت جالسة وحدي وأقرأ القرآن أو أي طاعة وحدثتني نفسي أن لو رأك أحد وأنتِ تقرأين سيعجب بصوتك ويتأثر هل هذا من الرياء ولو رياء كيف أدفعه لاني دفعته مرارا ولم أفلح

  • #2
    رد: قلبي مريض

    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:


    فالرياء ضد الإخلاص ، والإخلاص: أن تقصد بعملك وجه الله ، أما الرياء فمشتق من الرؤية وهو أن يعمل العمل ليراه الناس ، والسمعة مشتقة من السمع وهو: أن يعمل العمل ليسمعه الناس.
    وقولك: إذا عملت عملاً قصدته خالصاً لوجه الله ، ولكن بدون قصد علمه الناس، فشعرت بسعادة في قلبي فهل هذا يعتبر رياءً؟






    فإن تحسين الصوت بقراءة القرآن أمر مرغب فيه ومندوب إليهوالمحذور هو أن يجعل تحسينه للصوت من أجل استجلاب ثناء الناس ومدحهم، وتعظيمهم، هذا هو الرياء الذي تظافرت النصوص في التحذير منه.
    والطريق إلى الجمع بين تحسين الصوت ودرء الرياء: هو الاستعانة بالله جل وعلا على تحقيق الإخلاص له، والاستعاذة به سبحانه من غوائل الرياء، ثم مراقبة النية ومجاهدتها على الإخلاص وعدم الالتفات إلى مدح الناس، مع استشعار فضل الإخلاص وعظيم ثوابه، وشر الرياء وخطره على العبد.


    أما كيف يمكنك أن تجعل العمل لوجه الله فذلك بأن تعالج نيتك لتكون لله خالصة لوجهه سبحانه، وبأن تجاهد نفسك لتبعد الرياء عن قلبك وهو أمر ليس باليسير إلا على من يسره الله عليه؛ ولذلك قيل "إخلاص ساعة نجاة الأبد"، ونقل ابن رجب في جامع العلوم والحكم عن يوسف بن الحسين الرازي قوله: أعز شيء في الدنيا الإخلاص، وكم أجتهد في إسقاط الرياء عن قلبي وكأنه ينبت فيه على لون آخر. انتهى.


    فالخوف من الرياء مع الشدة وإقبال الناس والظهور أمر طبيعي جداً، والإنسان منا هو الذي يعلم من حاله، هل هو يريد فعلاً المدح والثناء، وأن هذا هو همه فقط أم لا، ولذلك عليك بمواصلة الدعوة، وعدم التوقف عن هذه الأنشطة المباركة، مع الإلحاح على الله أن يجعلك الله من المخلصين، وأن يتقبل عملك، وأن يجنبك الرياء والعجب، وأن يجعل عملك كله خالصاً لوجهه الكريم.

    كما أنصحك بالإكثار من القراءة عن الإخلاص، وسير الصالحين؛ حتى تحتقري عملك إلى عملهم، وأن ما تقدمينه لا يساوي شيئاً أمام عملهم منقطع النظير في العبادات بسائر أنواعها، ولو أن القيامة قامت ما زاد واحد منهم في عمله شيئاً، فأكثري من قراءة ( صفة الصفوة ) و( حلية الأولياء ) و( سير أعلام النبلاء ) مع قراءة أبواب الإخلاص؛ لمعرفة مداخل الشيطان إلى النفس، وإغلاقها في وجهه.


    الخلوص هو أن يكون العبد لا يريد بعمله غير وجه الله وفقط، لا يريد مدحًا ولا ثناءً ولا إطراء ولا حتى حظّ نفسٍ، بل ولا يريد حتى أن يشكره الناس على ما صنع من المعروف، ولذلك كان عبد الله بن عباس إذا أعطى إنسانًا عطية أو فعل معه معروفًا قال له (جزاك الله خيرًا) ردَّ عليه وقال: (جزاك الله خيرًا)، وإذا قال له (أحسن الله إليك) ردَّ عليه وقال: (أحسن الله إليك) لأنه لا يريد مكافأة في الدنيا، فكان كل مَن يُثني عليه كان يرد عليه بنفس العبارة التي قالها؛ حتى لا يكون له فضل عليه، وحتى يكون عمله كله خالصًا لله الواحد الأحد.

    حقيقة هذا أمر عزيز وليس أمرًا سهلاً، مهما حاولت أنا أن أتكلم فيه فإنه يحتاج إلى مِران وتدريب عظيم، وأعظم ما يُعينك على هذا الأمر أعمال السر التي لا يطلع عليها إلا الله تبارك وتعالى، فإذا كنت وحدك سواء كنت في النهار أو كنت في الليل بعيدًا عن أعين الناس، فإذا ما قدمت عملاً فاجتهد على أن يكون مُطابقًا للمواصفات، وأن يكون خالصًا لوجه الله تبارك وتعالى، وأن تعلم يقينًا أنه الآن معروض على الله تبارك وتعالى، وأن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصًا لوجهه وابتغيَ به رضاه.

    كذلك أيضًا تتصور نفسك وقد عرضت أعمالك على الله يوم القيامة فرد الله هذه الأعمال وقال إني لا أقبل منك صرفًا ولا عدلاً لأنك لم تُرد بذلك وجهي، أو يقول: اذهب فخذ أجرك ممن كنت ترائي في الدنيا.

    كذلك عليك بقراءة صفات المخلصين والمتقين من عباد الله تعالى، وهم كثر بارك الله فيك، اقرأ عن سير الصالحين المخلصين، واقرأ في كتاب (مختصر منهاج القاصدين) عن الإخلاص، فإنك ستجد - بإذن الله تبارك وتعالى – كلامًا عظيمًا مفيدًا ونافعًا.

    توجّه إلى الله تبارك وتعالى بالدعاء والإلحاح على الله عز وجل أن يرزقك الإخلاص في القول والعمل، لأن الإخلاص عزيز جدًّا.

    أكثر من قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (اللهم إني أعوذ بك أن أُشرك بك شيئًا أعلمه، وأستغفرك لما لا أعلمه) فإن هذا من كفّارة الرياء.

    أسأل الله تبارك وتعالى أن يوفقنا وإياك لطاعته ورضاه، وأن يستعملنا وإياك فيما يُرضيه، إنه جواد كريم، وكما نصحتك أكثر من الدعاء، وأكثر من الصلاة على النبي - عليه الصلاة والسلام –.


    فتعوذ بالله من الشيطان، وأكثر من عمل الخير، وعامل هذا العدو بنقيضِ قصده، واجعل لنفسك خبيئةً من الأعمال بينك وبين الله تبارك وتعالى -أيضًا هذا جانبٌ مهم- مثل: قيام الليل، ومثل الطاعات الخفية، وصدقاتٍ لا يعلم بها أحد، هذا من العقل أن يجعل الإنسان بعض الأعمال الخفية بينه وبين الله، وهذا يُنمّي شجرة الإخلاص في نفس الإنسان.

    لكن أرجو ألا تستجيب لهذه المشاعر السالبة، واحرص على فعل الخير، رآك الناس أو لم يروك، اجعل قصدك في العمل وجه الله، وعند ذلك لن يؤثر عليك ولن يضرك كلام الناس وما يصدر عنهم.

    نسأل الله تبارك وتعالى لنا ولك التوفيق والسداد، والإخلاص في العمل، والهداية.



    زائرنا الكريم نحن معك بقلوبنا
    كلنا آذان صاغيه لشكواك ونرحب بك دائما
    في
    :

    جباال من الحسنات في انتظارك





    تعليق


    • #3
      رد: قلبي مريض

      هذا ليس عُجبًا ما دام بينك وبين نفسك، أما هو عندما يكون أمام الناس هذا الذي يكون الإعجاب، وفيه تكون المراءاة والتسميع، المراءاة أن الإنسان يجتهد أن يرى الناس فعله، والتسميع أن الإنسان يفعل فعلاً لا يعرف الناس به، ثم بعد ذلك يقول: (أنا فعلتُ وفعلتُ وفعلتُ) وهذا ما ورد فيه الوعيد المتمثل في قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مَنْ سَمَّعَ سَمَّعَ اللهُ بِهِ، ومَنْ يُرَائِي يُرَائِي اللهُ بِهِ).


      أما مجرد هذه الأشياء التي بينك وبين نفسك فهذه -إن شاء الله تعالى- ليس فيها شيء، وإنما هي من عاجل بُشرى المؤمن، وإذا كان فيها شيء من العُجب كما ذكرت فهذا الدعاء (الحديث) الذي ذكرته -إن شاء الله تعالى- سوف يُعالج عندك المسألة، وعليك بالإكثار من الدعاء أن يتقبل الله منك، يعني اسألي الله تبارك وتعالى دائمًا أن يتقبل منك هذه الأعمال، وأن يجعلها خالصة لوجهه الكريم، وأن تقولي لنفسك: (هذا لولا الله تعالى ما استطعتُ أن أصلي، ولولا الله تعالى ما استطعت أن أقرأ القرآن)، دائمًا أعطِ نفسك هذه الرسائل أولا بأول، حتى تكبحي جماحها، وتُلزميها شكر ربها تبارك وتعالى.


      فالعجبُ مرضٌ قلبيٌ خطير، وقد حذرنا منه النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : لو لم تذنبوا لخشيتُ عليكم ما هو أكبر من ذلك، العجب. رواه البيهقي في الشعب وحسنه الألباني، ومما يعينكَ على التخلص منه:
      1- استحضارُ خطره ، واستشعار أنه مما يتلف دين العبد، ويحبطُ عمله .
      2- معرفة قدر النفس وأنها داعيةٌ إلى كل شر، وأن ما بها من خير وفضل فإنما هو محضُ منة الله عليها: وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ {النور:21}
      3- النظرُ في سير الصالحين والمجتهدين في عبادة الله عز وجل حقا ، وكيف كانوا مع شدة اجتهادهم يجمعون إلى ذلك الخوف من أن تحبط أعمالهم ، وما نحنُ بالنسبة إليهم في العبادة إلا كالحصاةِ إلى الجبل ، فالتأسي بهم هو الواجبُ على المسلم الصادق .
      4- معرفةُ أن العجبَ سجيةُ إبليس فمن اتصف به كان متشبهاً بهذا اللعين ، فإنه هو القائل كما أخبر الله تعالى عنه: أنا خيرٌ منه خلقتني من نار وخلقته من طين .
      5- مداومة النظر في الذنوب ، ولزوم الاستغفار منها والحذرُ من أن تكون سبباً لهلاك العبد.


      فإذا كان صاحب الموهبة، أو الطاقة يحتقر الناس، أو يرى أن له الفضل عليهم، أو أن هذه الموهبة من عند نفسه وليست منحة من الله تبارك وتعالى فإنه يعتبر مغرورا، وكل ما يتكبر به صاحبه، أو يستعلي به من موهبة أو منصب، أو جاه، أو من متاع الدنيا وأغراضها الزائلة فهو مذموم ـ على كل حال ـ لأنه يشعر صاحبه بالعظمة الزائفة ويوهمه الكمال في نفسه، وليس من شعر أن الله تعالى أنعم عليه بهذه النعم، أو شيء منها يكون مغرورا، أو متكبرا، فكثير من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وسلف هذه الأمة أعطاهم الله بسطة في العلم والجسم والمال والجاه وهم على علم بأن الله منحهم كل ذلك فلم يغتروا به ولم يكفروا النعم، بل شكروا الله على نعمه وتواضعوا لعباده امتثالا لقوله عليه الصلاة والسلام: إن الله أوحى إلي أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد، ولا يبغي أحد على أحد. رواه مسلم.
      فرفعهم الله فوق قدرهم وزادهم من نعمه رفعة على رفعة ومكانة في قلوب الناس


      فالفرق بين العجب والفرح المحمود بالطاعة أن العجب رؤية النفس ونسبة الفضل إليها ونسيان المنعم، أما الفرح المحمود بالطاعة ففرح بنعمة الله وفضله والشعور بعظيم إنعامه وتمام فضله وإحسانه، وشتان ما بين الأمرين.


      زائرنا الكريم نحن معك بقلوبنا
      كلنا آذان صاغيه لشكواك ونرحب بك دائما
      في
      :

      جباال من الحسنات في انتظارك





      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      x
      إدراج: مصغرة صغير متوسط كبير الحجم الكامل إزالة  
      x
      أو نوع الملف مسموح به: jpg, jpeg, png, gif
      x
      x
      يعمل...
      X