هل اقبل بالرؤيه الشرعيه؟

[غير مسجل]

السلام عليكم

[فريق استشارات سرك فى بير(الأخوات)]

رد: هل اقبل بالرؤيه الشرعيه؟

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله -تبارك وتعالى- أن يقدر لك الخير حيث ما كان، وأن يرزقك الرضا به، كما نسأله -تبارك وتعالى- أن يشرح صدرك للذي هو خير، وأن يمنَّ عليك بزوج صالح طيب مبارك يكون عوناً لك على طاعته ورضاه.
وبخصوص ما ورد برسالتك -ابنتي الكريمة الفاضلة - فإن الحياة الزوجية كما تعلمين شركة طويلة الأمد، بمعنى أنها قد تستمر لعشرات السنين، والدليل على ذلك ما رأيته أنت بين والديك -حفظهما الله تعالى- إذ تستمر الحياة إلى أربعين عاماً أو خمسين أو أكثر أو أقل.

هذه الحياة تقتضي منا أن نهتم جدّاً باختيار الشريكين اللذين منهما تتكون هذه الأسرة وهذه الشراكة، ولذلك لابد من مراعاة هذا الأمر وبقوة وألا نجامل فيه أحداً كائناً من كان لأننا نحن الذين سندفع الثمن غالياً.

النبي صلى الله عليه وسلم وضع شروطاً في كلٍّ من الطرفين -الزوج والزوجة– فقال -عليه الصلاة والسلام- في شأن الرجل: (إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض)، فلابد أن يكون الزوج يتمتع بقدر وافر من الدين وبقدر وافر أيضاً من الخلق؛ لأن الحياة الزوجية لا تقوم بالدين وحده إذا انعدمت الأخلاق، كما أن الأخلاق وحدها ليست بكافية إذا انعدم الدين، وإنما لابد من وجود هذين العنصرين (الدين والخلق).



لا تلقي بالاً لمسألة أنك حاصله على كلية وهو مؤهل متوسط أو مؤهل عالٍ؛ لأنه قد يكون هو أخلاقه أفضل من كثير من حملة المؤهلات العليا، ولكن الفارق الموجود فيما يتعلق بمستوى الالتزام، خاصة وأنه ملتزم من جديد، إذن يحتاج فترة طويلة حتى فعلاً يتعلم وحتى يكون ملتزما بمعنى الكلمة في معظم أمور الشريعة أو على الأقل في الواجب عليه أن يعلمه شرعاً.



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
أختي الكريمة ..
احذرى
أتساءل لماذا بناتنا على هذه الحال توافق في البداية مدفوعة بحب التجربة، وربما تدفعها الثقة بالنفس في أنها قادرة على تغيير هذا الإنسان وجعله في القالب المثالي الذي تريد،ولكنها تفاجأ بالواقع أن هذا الإنسان كيان مستقل له شخصيته وعقله وإرادته، ويملك ذاتًا مصونة لا يسمح لأحد بالتعدي عليها ومحاولة إجبارها على التغيير؛ لأن كل واحد منا يرى نفسه هو الصحيح مالم يشعر بالخطأ ويطلب المشورة من الآخرين.


استعينى بالله وحددى وضعى أمرا خاصا بك ينفعك وأولادك مستقبلا



هذا قرارك أنت؛ لأنك أنت من سيعيش معه، وأنت التي تعرفين نفسك وتعرفينه، فلا تنتظري من أحد أن يأتي ويقرر نيابة عنك ويقول اقبلي به أو اتركيه، ولكن هناك كلمات سوف أهمس لك بها.. كثير من البيوت قائمة على الحب والمودة والعشرة الطيبة التي يحكمها الدين والأخلاق، وهما الشرطان الأساسيان في إتمام الزواج، فالمال يأتي ويذهب والشهادة مهمة لكنها ليست كل شيء، وهي ليست عائقًا أمام الزواج، والدليل أنك وافقت وعقد عليك وأنت راضية،
فراجعي نفسك




ابنتي الكريمة .. وازني بين الايجابيات والسلبيات له، ثم استشيري والديك واستخيري الله تعالى، واسأليه أن يقدر لك الخير، ثم احزمي أمرك وتوكلي على الله، وقرري إما القبول أو الرفض ، ويعوضك الله خيرًا إن شاء الله، واحرصي على عدم الظلم والأذى.

وفقك الله ويسر أمرك..
والله أعلم