إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ومن الحب ما قتل

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ومن الحب ما قتل

    وجزاكم الله خيرا
    وياريت رد سريع علشان بجد تعبت
    التعديل الأخير تم بواسطة فريق استشارات سرك فى بير(الأخوات); الساعة 10-12-2014, 05:09 PM.

  • #2
    رد: ومن الحب ما قتل

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

    فإن حب الطالبة لمعلمتها من الأمور المطلوبة، إذا قام ذلك الحب على أسس صحيحة ولم يتجاوز الحدود المقبولة للحب، والحب الصحيح ما كان في الله ولله وعلى مراد الله، والشرع يطالب الطالبة بتقدير معلمتها وحبها، وتدعوها الشريعة إلى زيادة حب المعلمة المطيعة لله الناصحة لها ولزميلاتها.

    وإذا كان حبك للمعلمة لكونها معلمة ولكونها مطيعة لله؛ ولأنها تؤدي واجبها على الوجه الأكمل فهنيئاً لك ولها، والدين يطالبك بإخبارها، أما إذا كان حبك للمعلمة لجمال شكلها أو لحسن هندامها، أو لأي مظهر مادي دنيوي، فخير لك انقطاع العلاقة، وكل محبة أو أخوة لا تقوم على التقوى والإيمان والخير، تنقلب في الآخرة إلى عداوة، قال تعالى: (( الأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ ))[الزخرف:67].
    وأرجو أن تجتهدي في البحث عن صديقات صالحات، فالإنسان بحاجة إلى من يذكّره بالله إذا نسي، وإلى من يعينه على طاعة الله إن ذكر، واجعلي صداقاتك معهن قائمة على النصح والتواصي بالحق وبالصبر عليه.
    ولا مانع من أن تكثري من الدعاء لمعلمتك، وأخبريها بأنك تحبينها إذا كان حبك لها يقوم على أسس صحيحة، واعلمي أن بينكم فوارق كبيرة في السن، وأنت بحاجة إلى صديقات في سنك وعمرك، ولا يخفى عليك أن التواصل مع المعلمة والاستفادة من إرشاداتها ونصائحها له وسائل عديدة.

    ونحن في الحقيقة نحسن الظن بمعلماتنا وبناتنا، ولكننا نحرص على الاعتدال في الحب والاشتغال بالمهم، وندعو أنفسنا وإخواننا وأخواتنا إلى ضرورة أن نعمر قلوبنا بحب الله، وأن ننطلق في كل محابنا من قاعدة الحب في الله ولله وبالله.

    وهذه وصيتي لك بتقوى الله وحبه، ثم ندعوك إلى حب رسول الله وأصحابه والصحابيات رضي الله عنهم، وحب كل الصالحين والصالحات، وعلينا أن نحب الوالدة والوالد في إرضائهم؛ لأن رضاهم يجلب رضوان الله، والمسلمة تحب المسلمين والمسلمات وتكره في العصاة عصيانهم لله، وتزيد في حب من يطيع الله، وتحب كل من تدعونا الشريعة إلى محبتهم، وننصحك بكثرة الدعاء لنفسك وللمسلمين،فإن من الناس من يستطيع أن يسيطر على القلوب بإحسانه وعطفه، (والأرواح جنود مجندة، ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف)، وقد أسعدني حرصها على دراستك ومستقبلك، وأفرحني حرصك على طهارة حبك لها وخلوه من المحاذير الشرعية، ولكني أريد أن أقول لك: إن الخير في أمة النبي صلى الله عليه وسلم كثير.

    فوسعي دائرة معارفك، واحرصي على حب الصالحات لصلاحهنَّ، وحوِّلي ذلك الحب إلى تأسٍ بالمطيعات الحافظات لكتاب الله، وابني صداقتك وعلاقتك على قاعدة الإيمان والتقوى، فالحب الذي يؤجر عليه صاحبه هو ما كان لله وفي الله وعلى مراد الله.

    ولا شك أن الإنسان قد لا يملك مشاعره أحياناً، ولكن أهل الإيمان يراجعون أنفسهم ويحاسبونها ويصححون نياتهم ومشاعرهم حتى تستقيم على أمر الله وشرعه، وهو أصدق الناس في محبتهم، وذلك لحرصهم على نجاة المحبوب وإبعاده عن الخطايا والذنوب، وهناك حب فطري لا يلام عليه صاحبه، إلا إذا خرج عن حدوده المقبولة، فالمؤمنة تحب والديها وزوجها وأطفالها، لكنها تؤسس لكل ذلك من منطلقات شرعية، والدين يأمرنا بحب هؤلاء أجمعين، ويعلمنا أن حب الله هو الأساس وهو الأعلى والأغلى، (فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق)، بل حبنا يزداد للمذكورين آنفاً في حال طاعتهم لله، والحب في الله والبغض في الله أوثق عرى الإيمان، ونحن نكره في أهل العصيان تقصيرهم في حق الله، فإن تابوا وأنابوا ورجعوا امتلأت قلوبنا بحبهم.

    وهنيئًا لك بهذه الداعية التي كانت سببًا في أن تعودي إلى الله تبارك وتعالى، ونوصيك بمواصلة التواصل معها، والتناصح معها، والاستفادة منها، وتعوذي بالله من هذه الخواطر السيئة، وليس لك أن تقطعي العلاقة بها طالما كانت العلاقة كما وصفت، فإن العلاقة المطلوبة هي ما كانت لله، وفي الله وبالله وعلى مراد الله، -والحمد لله- يجمع بينك وبينها على الدين والتقى، والتعلق الممنوع هو التعلق الذي يُعيق عن الله تبارك وتعالى، فإذا كنت أنت -ولله الحمد- تطيعي الله في السر وفي العلن، في وجودها وفي غيابها، فهذا دليل على أنك عابدة لله مطيعة لله تبارك وتعالى.

    أما ما يحصل معك من انقباض، أو من رغبة في عدم إغضابها، فلا حرج في هذا، فإن الإنسان أيضًا يستحي من الناس، ويستحي من أصحاب الوجاهات، وكثير من الناس يستحي من العلماء ومن الكبراء، وهذا فيه درس عظيم جدًّا، لأنه دليل على الحياء، لكن إذا كنا نستحي من هؤلاء فالله أولى بالحياء، وأولى بأن نخافه في السر والعلن، ونتجنب ذنوب الخلوات.

    فاستمري على ما أنت عليه، ولا تمسحي رقمها، وتواصلي معها من حين إلى آخر، واسأليها عن أحكام الدين، واسألي عن أخبارها وأحوالها، ووزعي هذه المشاعر لأخوات أخريات، فالمؤمنة لا تكتفي بشيخة أو داعية أو صديقة واحدة، وإنما تبحث عن صالحات فتوزع بينهنَّ المشاعر، وإذا كنت تحبين هذه الداعية فإن الداعيات كثر، إذا كنت تحبين الفتاة الصالحة فإن الفتيات الصالحات -ولله الحمد- يملأن المدارس والساحات، فالإنسان يوزع مشاعره، ولا تربطي نفسك بشخص واحد فقط، ولكن استفيدي من علمها، وتناصحي معها، ولا تقطعي العلاقة، فإن هذا الذي يحدث يحتاج إلى شيء بسيط من التصحيح والتصويب، وطالما كنت أنت -ولله الحمد- لم تعشقيها عشقًا لأنها جميلة أو لأنها كذا، والممنوع هو أن تتحرك المشاعر السالبة، المشاعر الجنسية أو العاطفية، لكن إذا كانت هناك مشاعر حب لإيمانها، لصلاحها، لطاعتها لله، لأنها قدوة، لأنها أثرت فيك، فهذه كلها معاني مطلوبة، ولا مانع منها من الناحية الشرعية، والإنسان إذا أحب إنسانًا فهذا فعلاً لا يستطيع أن ينظر إليه، قد يأخذه الحياء، والصحابة كانوا يتكلمون أنهم ما كانوا يستطيعون أن ينظروا إلى النبي -صلى الله عليه وسلم– كما حصل من عمرو بن العاص حياء واحترامًا وتوقيرًا للنبي -عليه صلاة الله وسلامه-.

    ولا يزال الناس وطلاب العلم يحترمون مشايخهم ويحترمون دعاة الإسلام، وربما فعلاً يُظهر الحياء والانكسار أمام الشيخ، لأنه يستحي من الشيخ ويقدره ويعظمه، فطالما كان هذا التعظيم لله لا لشخصها، لدينها لا لأموالها، لا لوجاهتها، لا لجمال شكلها، فهذه هي الأشياء الممنوعة، أما إذا كان التعظيم أو الاحتفاء بها والاهتمام بها لأنها مطيعة لله تبارك وتعالى، فهذا -إن شاء الله تعالى– لا غبار عليه، فلا تحملي نفسك فوق طاقتها، وحاولي أن تتواصلي معها، وتستمعي إلى دروسها وتنتفعي منها، واجعلي ذلك عونًا لك على طاعة الله تبارك وتعالى، واحرصي على أن تُطيعي الله في وجودها وفي عدمه، واجعلي هناك عبادات في السر بينك وبين الله تبارك وتعالى.

    ونشكر لك هذا التواصل، ونتمنى إذا كان هناك مزيد من التوضيحات أو مزيد من التطورات أن تتواصلي معنا قبل أن تتخذي أي قرار، حتى نتعاون جميعًا في فهم ما يحصل، وفي التوجيه السديد النافع.

    نسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد، هو ولي ذلك والقادر عليه.




    وفي الختام نكرر لك الشكر على هذا التواصل، وكم نحن سعداء بسؤالك، ونسأل الله أن يصلح حالنا وحالك، وأرجو أن تحشري نفسك في مجتمعات الصالحات، واعرفي الحق تعرفي أهله، ودوري مع كتاب الله حيث دار، وأصلحي ما بينك وبين الله وسوف يصلح لك ما بينك وبين الناس، واقتربي من والدتك ومحارمك، ووجهي عواطفك للخير، ونسأل الله أن يرزقك الزوج الصالح.
    ونسأل الله أن يجمعنا برسولنا وحبيبنا في دار كرامته.

    زائرنا الكريم نحن معك بقلوبنا
    كلنا آذان صاغيه لشكواك ونرحب بك دائما
    في
    :

    جباال من الحسنات في انتظارك





    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    x
    إدراج: مصغرة صغير متوسط كبير الحجم الكامل إزالة  
    x
    أو نوع الملف مسموح به: jpg, jpeg, png, gif
    x
    x
    يعمل...
    X