فإنه ليسرنا أن نرحب بك فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله العلي الأعلى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يبارك فيك، وأن يثبتك على الحق، وأن يهدينا جميعًا صراطه المستقيم، وأن يجنبنا الفواحش والفتن ما ظهر منها وما بطن، إنه مولانا فنعم المولى ونعم النصير.
وبخصوص ما ورد برسالتك - أختي الكريمة الفاضلة – فإنه مما لا شك فيه أن الله الجليل جل جلاله سبحانه رحمته وسعت كل شيء، وأنه سبحانه وتعالى تكفل لعباده بمغفرة ذنوبهم مهما كانت صغيرة أو كبيرة، سرّية أو علانية، ما دامت قد توافرت شروط وأركان التوبة كما نصّ عليه أهل العلم، والتي تبين لنا أن المعاصي تنقسم إلى قسمين: معاصي في حق الله تعالى، وهذه للتوبة منها ثلاثة شروط: الشرط الأول الإقلاع عن الذنب فورًا، والشرط الثاني: الندم على فعله، والشرط الثالث: عقد العزم على ألا يعود إليه. وبالنسبة لحقوق العباد يضاف لها شرط رابع وهو رد المظالم إلى أصحابها.
فإذا كانت التوبة من هذا الباب وتوفرت فيها هذه الشروط فمما لا شك فيه - بإذن الله تعالى – أن الله تبارك وتعالى وعدنا بقبول توبة التائبين، ما دامت هذه التوبة توبة نصوحًا، وهذا ما عليه إجماع أهل العلم، فعلماؤنا أجمعوا على أن التوبة النصوح مقبولة - بإذن الله تعالى – وهذا مذهب جمهور العلماء، على أن التوبة النصوح التي تتوافر فيها أركان القبول، الله تبارك وتعالى يقبلها كما وعد، لأن الله لا يخلف وعده، ولذلك أخبرنا بذلك فقال:{إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب فأولئك يتوب الله عليهم}، وأخبرنا بقوله:{يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحًا عسى ربكم أن يكفر عنكم سيئاتكم}، وقال: {ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورًا رحيمًا}.
والنبي - صلى الله عليه وسلم – يقول: (من تاب تاب الله عليه)، إلى غير ذلك من النصوص الكثيرة التي لا تكاد تحصى في باب التوبة، وبيان شروطها، والآثار المترتبة عليها.
فإذا ما تاب العبد توبة نصوحا صادقة من قلبه، فإن الله تبارك وتعالى يتوب عليه، بل كما ذكر الله تبارك وتعالى في بعض النصوص يبدل الله الذنوب حسنات، كما ذكر ربنا تبارك وتعالى في أواخر سورة الفرقان: {إلا من تاب وآمن وعمل صالحًا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورًا رحيمًا}، وهذه الآية جاءت بعد الكبائر، فإذن لو أن العبد تاب توبة نصوحًا يقينًا بالشروط التي أشرت إليها، وعقد العزم من قلبه على ألا يرجع لهذه المعاصي مهما كانت الظروف والدواعي والأسباب، فإن الله تبارك وتعالى وعده أن يتوب عليه وأن يغفر له، بل وقد يتفضل عليه بأن يبدل سيئاته حسنات، ويفرح به أشد فرحًا.
فالمطلوب أن يجتهد المسلم غاية الاجتهاد في الصدق في التوبة، بالشروط التي ذكرها أهل العلم، حتى تكون توبته خالصة، وأن يترك المعاصي فقط من أجل الله تعالى وحده، وليس خوفًا من القانون، ولا خوفًا من النظام، ولا خوفًا من كلام الناس، ولا من الأعراف، ولا من التقاليد، ولا من الفضيحة، ولا خوفًا على الصحة، أو على الجاه، أو الحسب أو النسب أو المال، وإنما خوف من الله تعالى وحده، فإذا ترك المعاصي حياء من الله فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات.
هذا هو الذي ذكره أهل العلم في هذه المسألة.
ونذكرك بأن ربنا الكريم غفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى، ولكنه أيضا شديد العقاب لمن تمادى واستمر في عصيانه وتمرده، وهو سبحانه يمهل ولا يهمل، وهو سبحانه يستر على العصاة ويستر، لكنهم إذا لبسوا للمعصية لبوسها، وبارزوا الله هتكهم وفضحهم وخذلهم، قال تعالى: (ولا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون).
وأما ما يتعلق بالعادة السرية فليس فعلها كفر بل هي معصية فعليك أن تتوبي إلى الله تعالى توبة نصوحاً وتستغفري كثيراً وتعالجي هذه القضية من جذورها بما شرع الله تعالى. فعليك أن تغض بصرك عما حرم عليك النظر إليه كما أمرك الله تعالىوعليك أن تقلعي عن هذه العادة وتتوبي إلى الله تعالى وأن تقضي ما صليت من صلوات وأنت جنب. احرصي على أن تختاري رفقة من الصالحات ممن يعينَّك على نفسك وتتأسين بهن، قال صلى الله عليه وسلم: المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل. رواه أبو داود والترمذي. احرصي على فعل الواجبات وترك المحرمات، فحافظي على الصلاة في أوقاتها، واحرصي على لبس الحجاب واحذري من التبرج، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: صنفان من أهل النار.. فذكر منهم: نساء كاسيات عاريات مميلات مائلات، رءوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا. رواه مسلم. فإذا فعلت ذلك فأنت على خير، وتسيرين إلى خير إن شاء الله، وأكثري من نوافل الصلاة والصيام، نتمنى أن تستمري في الصلاة، لأن المداومة على الصلاة والمواظبة هو الذي يوصل للخشوع والتلذذ بها، ثم تعوذي بالله من شيطان يحاول أن يوصلك للإحباط واليأس، فثقي بمغفرة الغفور، وعاملي عدوك بما يستحق، واعلمي أن هم الشيطان أن يحزن أهل الإيمان، وليس بضارهم إلا إذا قدر مالك الأكوان، واعلمي أن هذا العدو يحزن إذا استغفرنا، ويحزن إذا تبنا، ويبكى إذا سجدنا لربنا، ونبشرك بأن كيده ضعيف، وأنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون. من هنا فإننا ندعوك لاستثمار هذا الإقبال، والمسارعة في الدخول في رحمة الرحيم، وأنت -ولله الحمد- ممن ذقن حلاوة الطاعة وطعم الإقبال على الله، واعلمي أن الأمل والطمأنينة والراحة والسعادة مرتبطة بالعودة إلى الله، قال تعالى: (الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر تطمئن القلوب).
ولا شك أن الذنوب سبب قوي ومباشر لما يحل بالانسان من المصائب والقلاقل وضيق الصدر والاكتئاب أو ما شابه ذلك، ومصداق ذلك قول الحق سبحانه: [وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ] (الشورى:30)
وعلى هذا؛ فالواجب عليك أيتها الأخت أن تبادري إلى التوبة النصوح، وهي الإقلاع عن الذنب والندم على ما فات منه وعقد العزم الأكيد على عدم العود اليه. واعلمي أن الله تعالى بمنه وكرمه وعد التائب الصادق بقبول توبته وبمحو ذنوبه بالغة ما بلغت، فقال سبحانه: [قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ](الزمر:53)
بل إن من عظيم فضل الله وإحسانه على عباده أنه وعد التائبين بتبديل سيئاتهم حسنات كما قال سبحانه: [ فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً] (الفرقان: 70)
وروى الترمذي عن أنس بن مالك قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: قال الله تبارك وتعالى: يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان فيك ولا أبالي، يابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي، يا ابن آدم لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأ تيتك بقرابها مغفرة، فاقبلي على ربك وتقربي إليه بالأعمال الصالحة فإنه القائل: [وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً] (طـه: 82) . وقال سبحانه: [إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ](هود: 114). واعلمي أنك إن فعلت ذلك أذهب الله عنك كل ضيق وعشت في دنياك عيشة طيبة وسعادة هنية، وإن مت كنت مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا، ومما يقوي التوبة كثرة ذكر الله تعالى والتزام طاعته والبعد عن معاصيه ومصاحبة الخيِّرات ومجانبة أهل الشر والعصيان فهم شر مستطير، وبخصوص ذلك الشاب الذي ذكرت فيجب عليك قطع الصلة به تماما كما هو الحال مع جميع الرجال الأجانب، وأخيرا نؤكد عليك بالمبادرة بالتوبة إلى الله عزوجل قبل مفاجأة الموت على هذه الحالة المشينة.
وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونؤكد لك أنك متميزة، والدليل هو هذا التواصل مع موقعك، وتلك الرغبة الرائعة في تصحيح المسار، ونسأل الله أن يتوب علينا وعليك، فإنه الغفار، واحرصي على ذكره وشكره في الليل وفى النهار.
وأسأل الله تعالى أن يغفر لنا وللمسلمين والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات، الأحياء منهم والأموات، إنه جواد كريم.
فالحكم بالكفر ليس بالأمر الهين حتى يُطلق فيه القول بهذه السهولة، سواء على النفس أو الغير. وقد تقرر في الشريعة أن من ثبت إسلامه بيقين فلا يزول إسلامه بالشك، وأن الأصل بقاء ما كان على ما كان. فلا يكفر المسلم إلا إذا أتى بقول أو بفعل أو اعتقاد دل الكتاب والسنة على كونه كفراً أكبر مخرجاً من ملة الإسلام، أو أجمع العلماء على أنه كفر أكبر.
فإن المسلم مأمور بأن يبتعد عن المعاصي كلها، كبيرها وصغيرها، ولا يستهين بالمعصية بسبب أنها دون الكفر ، فعن سَهْلِ بن سَعْدٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال :إِيَّاكُمْ وَمُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ، كَقَوْمٍ نَزَلُوا في بَطْنِ وَادٍ فَجَاءَ ذَا بِعُودٍ وَجَاءَ ذَا بِعُودٍ حتى أنضجوا خُبْزَتَهُمْ، وَإِنَّ مُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ مَتَى يُؤْخَذْ بها صَاحِبُهَا تُهْلِكْهُ. رواه الإمام أحمد بسند حسن كما قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري .
وعن أَنَسٍ رضي الله عنه قال :إِنَّكُمْ لَتَعْمَلُونَ أَعْمَالًا هِيَ أَدَقُّ في أَعْيُنِكُمْ من الشَّعَرِ إن كنا لَنَعُدُّهَا على عَهْدِ النبي صلى الله عليه وسلم من الْمُوبِقَاتِ يَعْنِي بِذَلِكَ الْمُهْلِكَاتِ .
فالعاقل لا ينظر إلى صغر الذنب، ولكن ينظر إلى عظمة مَنْ يعصيه .
فالواجب على المسلم أن يترك المعاصي بالكلية، ويحذر من عظيم ضررها ، وإذا ابتلي بمعصية فعليه أن يبادر بالتوبة إلى الله تعالى.
عودتك للذنب بعد التوبة منه فلا ينبغي أن تصدك عن التوبة، بل مهما تكرر ذنبك فارجع إلى ربك وتب إليه واعلم أنه غفور رحيم، يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات، وعليك أن تأخذ بأسباب الاستقامة من المحافظة على الطاعات فروضا ونوافل، وحضور مجالس العلم، والإكثار من الذكر، ومن أهم الأمور المعينة على الاستقامة اتخاذ أصدقاء صالحين يعينونك على طاعة الله تعالى وترك رفقة السوء وأصحاب الشر والغواية الذين يحملون على المنكر ويحثون عليه.
وننصحك بالإكثار من الطاعات والدعاء وقراءة القرآن وصحبة الصالحات ، ونسأل الله تعالى أن يثبتنا وإياك على الإسلام، وأن يتوفانا على الإيمان ، ونرحب بأسئلتك واستفساراتك فيما يشغلك من أمور دينك . إن باب التوبة مفتوح لا يُغلق حتى تطلع الشمس من مغربها، وحينها (( لا يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا ))[الأنعام:158] ويُغلق هذا الباب أيضاً إذا بلغت الروح الحلقوم، قال تعالى: (( وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ... ))[النساء:18]، والله تبارك وتعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل ...، بل ويفرح بتوبة عبده حين يتوب إليه، فسارع إلى الدخول في رحمة الله، واحذر من تأخير التوبة، فإن الإنسان لا يدري متى ينتهي به العمر، ولن يستطيع أحد أن يحول بينك وبين التوبة.
والمسلم إذا أراد أن يرجع إلى الله لا يحتاج لواسطة كما هو حال الناس في هذه الدنيا، فإذا توضأت وكبرت فإنك تقف بين يدي الله يسمع كلامك ويجيب سؤالك، فاستر على نفسك وتوجه إلى التواب الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات.
والتوبة النصوح ينبغي أن تتوفر فيها شروط بينها العلماء كما يلي:
أولاً: أن يكون صاحبها مخلصاً في توبته لا يريد بها إلا وجه الله، فليس تائباً من يترك المعاصي خوفاً من رجال الشرطة أو خشية الفضيحة، أو يترك الخمر خوفاً على نفسه وحفاظاً لصحته، أو يبتعد عن الزنا خوفاً من طاعون العصر (الإيذر).
ثانياً: أن يكون صادقاً في توبته، فلا يقل تبت بلسانه وقلبه متعلق بالمعصية؛ فتلك توبة الكذابين.
ثالثاً: أن يترك المعصية في الحال.
رابعاً: أن يعزم على أن لا يعود.
خامساً: أن يندم على وقوعه في المخالفة، وإذا كانت المعصية متعلقة بحقوق الآدميين فإنها تحتاج لشرط إضافي، وهو:
سادساً: رد الحقوق إلى أصحابها أو التحلل وطلب العفو منهم.
الإكثار من الحسنات الماحية (( إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ))[هود:114]. وابشر يا أخي، فإن الله سبحانه إذا علم منك الصدق يتوب عليك، بل ويبدل سيئاتك إلى حسنات قال تعالى: (( إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ ))[الفرقان:70]. وكثرة الاستغفار مطلوبة ومفيدة جداً، وذاك هدى النبي صلى الله عليه وسلم الذي قال عنه ابن عمر رضي الله عنه: (كن نعد للنبي صلى الله عليه وسلم في المجلس الواحد استغفر الله وأتوب إليه أكثر من مائة مرة)، وقال عليه الصلاة والسلام لحذيفة (... وأين أنت من الاستغفار يا حذيفة؟ وإني لأستغفر الله في اليوم أكثر من سبعين مرة)، وقد كان السلف يستغفرون الله كثيراً، ويقصدون الأوقات الفاضلة مثل ثلث الليل الآخر، كما قال نبي الله يعقوب لأبنائه: (سوف أستغفر لكم ربي...)، قال ابن مسعود : ادخر استغفاره لهم إلى وقت السحر. والمسلم يستغفر الله حتى بعد الطاعات؛ لأنه يعتقد أنه مقصر، ولجبر ما فيها من خلل ونقص، فبعد الصلاة ينبغي على المسلم أن يقول أستغفر الله ثلاثاً، وبعد الحج ... وهكذا. وقد كان سلف الأمة الأبرار إذا أرادوا السقيا استغفروا الله، وإذا طلبوا المال استغفروا الله، وإذا أردوا الولد استغفروا الله، أو طمعوا في نيل القوة في أبدأنهم وبلدانهم استغفروا الله، وهذا لدقيق فهمهم لقوله تبارك وتعالى: (( فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا ))[نوح:10-11]. والتوبة لها شروطها كما سبق، ويجب على المسلم أن يتوب إلى الله من كل صغيرة وكبيرة، وعلى المسلم أن يعود لسانه كثرة الاستغفار، فلا صغيرة مع الإصرار ولا كبيرة مع الاستغفار. أسأل الله لك التوبة والسداد، والله الموفق.
تعليق