إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مالحكم فيه ؟

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مالحكم فيه ؟

    السلام عليكم



    وربي يجزاكم كل الخير,,,

    اتمنى انكم تحذفو الكلام بعد قراءته ,,, ربي يسعد قلوبكم ,, وجمعه مباركه ياارب عليكم وعلينا ,,
    التعديل الأخير تم بواسطة فريق استشارات سرك فى بير(الأخوات); الساعة 22-11-2014, 04:54 PM.

  • #2
    رد: مالحكم فيه ؟

    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:




    فإننا أولاً نحمد الله عز وجل ونهنئك بتوبتك، فعليك بصدق التوبة، فإن الله يقبل توبة من تاب من الذنوب توبة نصوحاً مهما كانت الذنوب إذا استوفيت شروط التوبة، قال تعالى: وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ {النور:31}، وقال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا {التحريم:8}، وقال تعالى: وَإِذَا جَاءكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَن عَمِلَ مِنكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِن بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ {الأنعام:54}، وقال سبحانه وتعالى: وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى {طه:82}، وقال تعالى: إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ {هود:114}، وقال تعالى: وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ {الشورى:25}، وقال تعالى: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {الزمر:53}.



    وقال تعالى في الحديث القدسي: يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي. رواه الترمذي عن أنس رضي الله عنه، وفي حديث مسلم: من تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها تاب الله عليه



    نعم اختنا

    لا يجب على من أخطأ معها أن يتزوجها، لانها



    إذا كانت هذه الفتاة قد أقدمت على فعل هذه المنكرات معه عن رضى وطواعية، فإنها هي التي جنت على نفسها،



    وإن تابت إلى الله وأنابت، وأمكنه الزواج منها فذاك،وأما سؤالك عن كيفية التغلب على الشيطان ونسيان الماضي والتفكير فيه: فهذا يكون أولاً بالاستعاذة بالله من هذه الأفكار ومن هذه الوساوس التي ترد على نفسك، قال تعالى: (( وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ))[فصلت:36]. ثم بالتيقظ لهذه الأفكار وعدم الاسترسال فيها، فمتى ما شعرت بها فاطرديها عن نفسك، ثم تشاغلي عنها بكل ما هو نافع لك، فبهذا تتخلصين بإذن الله عز وجل من أسرها، فإن الماضي الأليم إذا تذكره الإنسان أصابه الحزن والهم والغم، والمؤمن صاحب بصيرة، ويعلم أن الشيطان يريد أن يحزنه، ويريد أن يذكره بتلك المعاصي، ويذكره بتلك الأخطاء وبتلك الأيام التي قد مرت به أيضاً والتي كان فيها أحزان ومصائب قد وقعت له، فحينئذ يصيبه شعور بالإحباط وشعور بالحزن وبالأسف، وهذا هو الذي يريده الشيطان، أن يوقع الإنسان في مثل هذا الضر، فعليك بالتيقظ لذلك بمضادة هذه الأفكار والعمل الصالح النافع الذي يعينك على التخلص منها، سواء كان ذلك في دينك أو دنياك.

    وأما سؤالك عن المعاصي وأثرها: فلا ريب أن المعصية لها آثارها، وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم بإسناد ضعيف أنه قال: (إن العبد يحرم الرزق بالذنب يصيبه). ولا ريب أن للسيئة آثاراً، وقد تؤدي إلى العقوبة من الله جل وعلا عاجلاً أو آجلاً، ومع هذا فأنت تتعاملين مع رب رحيم كريم، يغفر الزلة، ويتوب على من تاب، فعالجي كل ذنب يقع منك بالتوبة العاجلة إلى الله جل وعلا، ولا ينبغي أن يكون هنالك يأس من التخلص من أي ذنب تقعين فيه، وكذلك فلتأملي برحمة الله الواسعة، مع كونك تخافين عقابه، وتحرصين على الرجوع إليه جل وعلا.وينبغي أن تهوني على نفسك، وأن تستبشري بقرب الفرج، فقد قال صلى الله عليه وسلم: (واعلم بأن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسراً). رواه الإمام أحمد في المسند، وقال جل وعلا: (( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ ))[الطلاق:2-3].

    وأكثري من فعل الطاعات والذكر والاستعاذة من الشيطان ومن الشر كله كلما خطر بقلبك واشغلي فكرك ووقتك وفراغك بما يفيد، فإن أفضل ما يعمر به المؤمن وقته ويومه هو الانشغال بالقيام بالفرائض كالصلوات الخمس، والصيام الواجب، وبر الوالدين وصلة الأرحام وغير ذلك من الواجبات، وكذلك القيام بالسنن والمستحبات كالصلوات الراتبة وقيام الليل والصدقة المستحبة، وقراءة القرآن والتسبيح والذكر ونحو ذلك... وابتعدي عن كل ما يؤدي للمعاصي،


    وحافظي على الصلوات المفروضة والنوافل، فإن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، كما قال الله تعالى: اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ {العنكبوت:45}.


    وأكثري من ذكر الله دائماً فهو الحصن الحصين من الشيطان، ففي الحديث: وآمركم بذكر الله عز وجل كثيراً، وإن مثل ذلك كمثل رجل طلبه العدو سراعاً في أثره فأتى حصناً حصيناً فتحصن به، وإن العبد أحصن ما يكون من الشيطان إذا كان في ذكر الله عز وجل. أخرجه أحمد والترمذي والحاكم وصححه الألباني.

    هذا وللمحافظة على توبتك ننصحك باتخاذ رفقة صالحة من الأخوات الفضليات المتمسكات بالدين، فإن صحبتهن من أعظم أسباب الاستقامة على أمر الله بعد عون الله تعالى، وإن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد، وإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية، ففتشي عنهن، وتعاوني معهن على الخير وعلى طلب العلم النافع.. واقرئي القرآن بتدبر وحضور قلب، واجعلي لنفسك ورداً يومياً منه، وأكثري من ذكر الله تعالى وحافظي على الأذكار الموظفة التي تقال في الصباح والمساء وبعد الصلاة وعند النوم ونحو ذلك، وتجدينها وغيرها في (حصن المسلم) للقحطاني، واستعمي للأشرطة الإسلامية فإن فيها خيراً كثيراً، واسألي الله بذل وإلحاح أن يرزقك الاستقامة، وأن يصرف عنك شر كل ذي شر هو آخذ بناصيته.ا؛ ها هو الباب مفتوح أمامكِ، أكْثِري من الحسنات والأعمال الصالحة، داومي على الصدقات مهما كانتْ بسيطة، حافظي على صلاتك وأتْبِعيها بالسُّنن والنوافل، ولا تتركي الوِتْر بالثُّلُث الأخير؛ لأنه الوقت الذي ينزل فيه ربُّنا - جل جلاله - إلى السماء الدنيا ويقول: "هل مِن مستغفر، فأغفر له؟ هل مِن سائلٍ، فأُعطيه؟ هل من تائبٍ، فأتوب عليه؟".


    وإن صدقتْ منك التوبة عزيزتي، فإن الله سيغفر لكِ ذنوبكِ - بإذنه تعالى - وأكثري دائمًا من الدعاء: "اللهم إنَّك عفوٌّ تحب العفوَ، فاعْفُ عنِّي".
    فالعفو أبلغ من المغفرة؛ لأن الله إنْ عفَا عنكِ، غفَر لكِ الذنب ومَحَاه، فكأنَّكِ لَم ترتكبِيه أصلاً، وسيُنسيه العباد، فلا يعود يذكره أحد.
    فإن الإنسان قد يتعرض لبعض المصائب التي تُصيبه في حياته الدنيا، فتؤلمه وتجرحه، وتُدمي قلبه، فيظن أن هذه المصائب هي شرٌ خالص، ومصيبة محضة، وليس الأمر كذلك، فإن من المصائب ما هو شر في ظاهر الأمر، إلا أنه في الباطن والحقيقة يتضمن خيراً كثيراً وفوائد عظيمة جداً.

    ولو تأملنا في هذه المصيبة التي وقعتِ فيها، من خداع هذا الرجل إياك، وتلاعبه بعواطفك، لوجدنا أول فائدة ظاهرة وهي أنك قد أخذت درساً قوياً في تعاملك مع الناس في هذه الحياة، نعم، إنه درسٌ قاسٍ، إلا أنه في غاية الفائدة.

    إنك أقمت علاقة مع هذا الرجل، ظناً منك أنه هو الرجل المحب الصادق الشريف، فإذا هو ذئبٌ مخادع يتلاعب ببنات الناس ويلهو بأعراضهن،أن تعلمي أن هذا الذي وقع لك هو في الحقيقة فضلٌ عظيم من الله عليك، فلولا رحمة لله بك، ورأفته سبحانه لضعتِ مع هذا الرجل ضياعاً ربما يحطّم حياتك، ويُنهي سعادتك في هذه الدنيا.

    وأيضاً، فلو أنه تزوجك مثلاً، فتصوري كيف سيكون حالك وأنتِ تعيشين في ظل زوج تافه خائن مخادع، فكيف سيكون مصيرك لو تم الارتباط به؟!! إذن فلتحمدي الله العظيم الرحيم الذي أنقذك من براثين هذا الثعلب المخادع، وصدق الله العظيم إذ يقول: (( وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ))[البقرة:216].

    وأما الدرس الثالث الذي تستفيدينه من هذا الحادث: هو أنك لابد من أن تقوي صلتك بالله، ولابد أن يكون هناك ندم منك على المعصية التي وقعت منك، حيث أنك أقمتِ علاقة مع رجلٍ أجنبي لا يجوز لك أن تتعاملي معه أصلاً، ولا ريب أن مثل هذه العلاقات محرّمة شرعاً؛ لأن العلاقة التي يقرها الله ورسوله صلى الله عليه وسلم هي العلاقة الشرعية الواضحة التي لا يُخالطها حرام أو ريبة، وباب الزواج مفتوحٌ لمن أراد الحلال على الطريق الواضحة البينة، أما مثل هذه العلاقات السرية المشبوهة، فإن الله جل وعلا لا يرضاها ولا يقرّها، وكم من فتاةٍ مسكينة قد ذهبت وضاعت بسبب هذه العلاقات الآثمة المحرمة، والحمد لله الذي لطف بك وجعل النتيجة على هذا النحو.

    فلابد إذن من التوبة الصادقة، وإصلاح الأمر بيننا وبين الله، ومن العلامة الصادقة على التوبة عدم التفكير أصلاً بإقامة مثل هذه العلاقات المشبوهة، بل الفتاة المؤمنة أمرها واضح، وطريقها نظيف، تقول وبكل وضوح: (من أرادني فهذا بيت والدي ليتقدم إلي على سنة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم) .
    وأما عن سؤالك هل يجوز لك الدعاء على هذا الظالم أم لا؟

    فالجواب أن كل مظلوم مخيّرٌ بين أمرين اثنين:

    الأول -هو الأفضل والأحسن عند الله تعالى-: العفو عن الظالم، والصبر على المصيبة، وعدم الدعاء بالشر، قال تعالى: (( وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الأُمُورِ ))[الشورى:43].

    الثاني -هو جائز مباح-: وهو الدعاء على الظالم أن ينتقم الله منه بسبب ظلمه، وأن يجازيه بسوء عمله، فهذا جائز لا إثم فيه ولا ذنب، كما قال تعالى: (( وَلَمَنِ انتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُوْلَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ *

    عليك بكثرة الاستغفار والاستعاذة من الشيطان الرجيم. اجتهد أن لا تجلس بمفردك مدة طويلة؛ حتى لا تسيطر عليك الهواجس، ويمر عليك شريط الذكريات الحزين.
    * إذا ضاقت نفسك وألمت بك الخطوب وتوالت عليك الهموم، وهجمت عليك الأحزان فالجأ إلى الله وافزع إليه سبحانه، فهو القادر وحده أن يذهب عنك كل مكروه ويجلب لك كل خير.
    فالزم يديك بحبل الله معتصماً *** فإنه الركن إن خانتك أركان
    نسأل الله عز وجل أن يشرح صدرك، وأن ييسر أمرك، وأن يفرج كربك، ونتضرع إليه برحمته التي وسعت كل شيء أن يرزقك الزوج الصالح الذي يقر عينك، وأن يفتح عليك من بركاته ورحماته، وأن يزيدك فضلاً إلى فضل، وخيراً إلى خير.








    زائرنا الكريم نحن معك بقلوبنا
    كلنا آذان صاغيه لشكواك ونرحب بك دائما
    في
    :

    جباال من الحسنات في انتظارك





    تعليق


    • #3
      رد: مالحكم فيه ؟

      نسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يبارك فيك، وأن يثبتك على الحق، وأن يغفر ذنبك، وأن يستر عيبك، وأن يتجاوز عن سيئاتك، وأن يعوضك خيرًا، إنه جواد كريم.

      وبخصوص ما ورد برسالتك - أختي الكريمة الفاضلة – فإن رسالتك تدل على ما أخبرنا به المولى جل جلاله والنبي - عليه صلوات ربي وسلامه – من أن الشيء إذا كان يُخالف شرع الله لا بركة فيه، وهذه العلاقة التي كانت بينك وبين هذا الشاب الذي يزعم أنه من الصالحين كانت علاقة غير مشروعة؛ لأن الإسلام لا يبيح لك بحال من الأحوال أن تتكلمي وأن تقيمي مثل هذه العلاقة مع رجل لا تربطك به أي علاقة شرعية


      ولعل الله عاقبك على هذا الذنب بأن حرمك من هذا الشخص، وجعله يسيء إليك هذه الإساءة، وكأن الله يريد أن يلفت نظرك؛ لأنه كان من الممكن أن تحدث أمور أكبر وأعظم من ذلك, والعياذ بالله تعالى؛ لأن المعصية دائمًا شؤم، ودائمًا تأتي بالوبال على صاحبها في أي فترة من الفترات إذا لم يتوقف عنها, ويرجع إلى الله تبارك وتعالى ويدعها حياءً من الله.

      فهذه العلاقة التي كانت بينكما كانت علاقة غير مشروعة، والكلام الذي تم بينكما كان كلامًا غير مشروع


      ولذلك ترتب على ذلك أن تخلى عنك؛ لأن هذا شؤم المعصية، خاصة وأنك أخت ملتزمة وصالحة فيما نحسبك, ولا نزكي على الله أحدًا، وينبغي أن يكون الإنسان صالحًا في كل شيء، وأن يكون ملتزمًا بشرع الله تعالى مع كل أحد؛ لأن التزام شرع الله فيه النجاة, وفيه العصمة, وفيه البركة, وفيه السعادة، أما أن نكون صالحين بالحجاب أو بالنقاب, وأن نكون من أهل القرآن والصلاة, ولكن في جوانب أخرى نكون من المجرمين الفاسقين الفجرة {أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب}، {أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض} نسأل الله السلامة والعافية.

      وعمومًا هذا الذي حدث إنما هو نوع من العقاب لك وله؛ لأنكما كنتما على غير طاعة، فعاقبكما الله تبارك وتعالى بالفراق قبل الجمع، والذي أوصيك به الآن وقد تم ما تم, وحدث ما حدث,


      فأنا أقول: أمامك واحد من اثنين، إما أن تضميه إلى قائمة المسامحين الذين عفوت عنهم رغم أنهم ظلموك، واعلمي أن النبي - صلى الله عليه وسلم – أنزل الله عليه قوله: {فمن عفا وأصلح فأجره على الله}, وأيضًا ذكر الله تعالى قوله جل جلاله: {فليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم}, فأنت صاحبة معاصٍ، فلعلك لو سامحته أن يغفر الله لك الذنوب التي فعلتها مع هذا الشاب أيضًا, هذا فيما يتعلق بهذه المسألة، ومن حقك أيضًا أن تقومي بالدعاء عليه إن شئت؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم – أخبرنا بأن دعوة المظلوم مستجابة، وأنت الآن مظلومة، والمظلوم يجوز له أن يدعوَ على من ظلمه، وإن كنتُ أرى أن الأفضل من ذلك كله العفو، كما قال الله تبارك وتعالى في صفات أهل الجنة: {والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين}.

      فالأمر لك، يجوز لك أن تسامحيه كما سامحت غيره، وأرى أن ذلك أفضل؛ لأن دعائك إليه بأن ينتقم الله تبارك وتعالى منه وترين ذلك بعينك، أرى أنه نوع من التشفي الذي لا يستقيم مع أخلاقك الراقية, ومع السماحة التي أكرمك الله تبارك وتعالى بها, اتركيه لله تبارك وتعالى، يعامله الله تبارك وتعالى بما هو أهله، وأغلقي ملفه نهائيًا، وفوضي أمرك لله تعالى، واعلمي أن الله يدافع عنك يقينًا، و الله تبارك وتعالى أخبرنا بقوله: {إن الله يدافع عن الذين آمنوا}, والنبي - عليه الصلاة والسلام – أخبرنا أن من ترك شيئًا لله عوضه خيرًا منه.

      فأنا أرى أن تتركي الأمر لله سبحانه وتعالى، وألا تحملي على نفسك فيه، وكلما جاءتك هذه الذكريات الأليمة قولي: (اللهم اغفر لي وله، اللهم اغفر لي وله) وبذلك تكونين عظيمة، وتتحول سيئاتك إلى حسنات - إن شاء الله تعالى – ويعوضك الله تبارك وتعالى خيرًا منه.
      وانسي هذا الشاب أختي وبإذن الله ربك سوف يعوضك بمن هو ؟أفضل منه توبي وقربي من ربك واشغلي نفسك بطاعة الله

      وأنت قد أخطأت خطأ فادحًا في إقامة هذه العلاقة، وفي رد من تقدم لك؛ لأن ذلك كله يعارض شرع الله، ولذلك أقول - أختي الكريمة الفاضلة – لقد عاقبك الله تعالى عقابًا عظيمًا، أن حرمك ممن يكون أفضل من هذا الشاب، عندما أعرضت عن منهج الله, وغلَّبتِ العواطف والمشاعر، ولم تكوني مع هدي النبي - عليه الصلاة والسلام – فكانت العاقبة والنتيجة أنك حُرمت من هؤلاء، وحُرمت من هذا الشاب أيضًا في آخر الأمر، وهذا هو شؤم المعصية عياذًا بالله تعالى، فتوبي إلى الله, واستغفريه أولاً، وسليه الله تبارك وتعالى أن يغفر لك تلك الذنوب التي وقعت بينك وبينه؛ لأن هذه الذنوب لو تحولت إلى مواد حارقة لعلها تُحرق الكون كله.




      فما يحصل من التعارف بين الشباب والفتيات وما يعرف بعلاقات الحب بينهما هو باب شر وفساد، والمشروع لمن وقع في قلبه حب امرأة أن يتقدم لأوليائها ويتزوجها، فإن لم يكن زواجهما متيسرا فلينصرف كل منهما عن الآخر ويبحث عن غيره.
      فقد أخطأت بتماديك في تلك العلاقة غير المشروعة، وظلمت نفسك بانتظار تلك السنوات وتضييع فرص الزواج، كما أن هذا الشاب قد أساء بإخلاف وعده لك بالزواج مع علمه برفضك للخطاب بسبب وعده، ولكنه لايعتبر ظالما لك لأنه ظالم لنفسه وانت ظالمة لنفسك، وعلى افتراض أنه ظالم وأنك مظلومة فدعاء المظلوم لا يجوز أن يتجاوز فيه قدر مظلمته، فإن تعدّى في دعائه فهو ظالم، قال القرافي: وَحَيْثُ قُلْنَا بِجَوَازِ الدُّعَاءِ عَلَى الظَّالِمِ فَلَا تَدْعُو عَلَيْهِ بِمُؤْلِمَةٍ مِنْ أَنْكَادِ الدُّنْيَا لَمْ تَقْتَضِهَا جِنَايَتُهُ عَلَيْك بِأَنْ يَجْنِيَ عَلَيْك جِنَايَةً فَتَدْعُوَ عَلَيْهِ بِأَعْظَمَ مِنْهَا فَتَكُونَ جَانِيًا عَلَيْهِ بِالْمِقْدَارِ الزَّائِدِ وَاَللَّهُ تَعَالَى يَقُولُ: فَمَنْ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ.







      أسأل الله أن يغفر لي ولك، وأن يتوب عليَّ وعليك، وأن يشرح صدورنا وصدرك للذي هو خير، وأن يغفر لنا ولك ولسائر المسلمين أجمعين، وأن يسترنا بستره الذي لا ينكشف في الدنيا ولا في الآخرة، إنه جواد كريم.



      زائرنا الكريم نحن معك بقلوبنا
      كلنا آذان صاغيه لشكواك ونرحب بك دائما
      في
      :

      جباال من الحسنات في انتظارك





      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      x
      إدراج: مصغرة صغير متوسط كبير الحجم الكامل إزالة  
      x
      أو نوع الملف مسموح به: jpg, jpeg, png, gif
      x
      x
      يعمل...
      X