السلام عليكم حكايتي طويلة واختصرها عليكم، ماذا افعل انا حائرة من امري اعلم ادعولي بالستر واجيبوني بسرعة من فضلكم
إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.
ماذا افعل؟
تقليص
X
-
الكلمات الدلالية (Tags): لا يوجد
- اقتباس
-
رد: ماذا افعل؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
يسرنا أن نرحب بك ، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يسترك بستره الذي لا ينكشف، وأن يغفر ذنبك، وأن يستر عيبك، وأن يمُنَّ عليك بزوج صالح يراعي ظروفك، ويضع الله المحبة لك في قلبه، ويكون عونًا لك على طاعته ورضاه.
وبخصوص ما ورد برسالتك -أختي الكريمة الفاضلة- فإنه مما لا شك فيه أن ما فعلته من الأمور العظيمة، ومن الكبائر التي حذَّر منها مولانا جل جلاله في كتابه وبيَّن عقوبتها، وكذلك حذَّر منها النبي -صلى الله عليه وسلم- في سُنَّته وبيَّن عقوبتها، وهذا خطأ فادح وقعت فيه، إذ أنك فرطت في نفسك، رغم أنه لم يكن بينك وبين هذا الرجل رباط شرعي، وهذا التقصير أنت الآن تدفعين ثمنه،
فما ذكرته من خلال هذه القصة المؤلمة يدل على أن في قلبك خيرًا, لكن نزعات الشر وغواية الشيطان واتباع النفس الأمارة بالسوء أوقعك فيما وقعت فيه, لكن مهما عظمت ذنوبك ومهما اقترفت في جنب الله من سوء فرحمة الله أوسع من ذلك, فتب إليه توبة نصوحًا, ومن تاب تاب الله عليه, فقد قال سبحانه: إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا {الفرقان:70} وقال: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {الزمر:53}.
وعليك ان تستتر بستر الله, ولا تحدث أحدًا بما كان منك فتفضح نفسك, وتكشف ستر الله عليك, فقد قال نبينا صلوات الله وسلامه عليه: "من ابتلي بشيء من هذه القاذورات فليستتر بستر الله جل وعلا" . رواه الحاكم والبيهقي وصححه السيوطي وحسنه العراقي.
واعلم أن من شرط التوبة النصوح: أن تعقد العزم على أن لا تعود إلى هذه الفاحشة القبيحة.
نعم أي ذنب غير الشرك قابل لمغفرة الله تعالى، ولكن ما أدراك أنك ستتوبين إلى الله ويقبل الله تبارك وتعالى منك؟ قد لا تتمكني من التوبة النصوح فتظل هذه المسألة عالقة في ذهنك، وقد يبتليك الله تبارك وتعالى بعدم الاستقرار؛ لأن الرجل قد ائتمنك على عرضه وظنَّ بك الخير وأنت لست كذلك، فهذا الأمر قد يؤرقك وقد ينغص عليك حياتك كلها.
ولذلك أنا أرى -بارك الله فيك – أن تركزي على التوبة النصوح لله تبارك وتعالى، وأن تجتهدي في ذلك غاية الاجتهاد، وأن تُكثري من الاستغفار، وأن تُكثري من التوبة، ويعني ذلك طبعًا الإقلاع عن الذنب –وقد حدث– والندم على فعل هذا الذنب، وعقد العزم على ألا ترجعي إليه، حتى لو قُطعتِ قطعًا قطعًا لا تفكري في العودة لهذا الذنب مطلقًا، ثم أن يكون ذلك من أجل الله وابتغاء مرضاة الله وحده، لا خوفًا من فضيحة وليس خوفًا من زوجٍ ولا غيره، وإنما تتركين هذا الذنب من أجل الله تبارك وتعالى وحده، وتجعلي هذه نيتك، وتتركي الأمر لله تبارك وتعالى، ولا تشغلي بالك بشيء، فإن الله جل جلاله قادر على أن يستر عليك، إن الله تبارك وتعالى قادر، وثقي وتأكدي من ذلك، وليكن لديك يقين بهذا الأمر، الله تبارك وتعالى قادر على أن يستر عليك بأي وسيلة، فهو جل جلاله على كل شيء قدير،
وتوبي إلى الله تبارك وتعالى توبة نصوحًا، حافظي على الصلوات في أوقاتها، حافظي على ورد من القرآن يوميًا، أكثري من التوبة والاستغفار مئات بل آلاف المرات، وأكثري من الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- بنيَّة أن يغفر الله لك ذنبك، واتركي الأمر لله تبارك وتعالى، ولا تكلمي أحدًا،بل يحرم عليك شرعًا أن تتكلمي في هذا الموضوع لا مع هذا الخاطب الذي تقدم إليك أو غيره، لأنه لا يجوز لك أن تفضحي نفسك وقد سترك الله تبارك وتعالى، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (من ابتُلي بشيء من هذه القاذورات فليستتر بستر الله) فإن هذا من المجاهرة المحرمة.
اتركي الأمر لله تبارك وتعالى، واصدقي مع الله، وأقبلي على هذا الزواج -بإذن الله تعالى- بحسن ظنٍّ بالله والثقة فيما عند الله، وأبشري بكل خير.
وبالله التوفيق.
- اقتباس
-
رد: ماذا افعل؟
قرات الرد على كلام الاخت ,, اريد ان اسال ,,
الان الانسان اذا تاب من مثل هذه الامور ومن الكبائر واحس بان الله قد رضي وتاب عنه حيث يسره للخير واصبح في افضل حال ,, ولكن بعد فتره ضعف للذنب ذاته الذي تاب منه وفعل منه خطوه ثم تراجع خوفا من غضب الله وتوقف ,, هل يكون الله قد غضب على العبد في مرحله الخلل التي بدت منه ؟ او بمعنى هل يكون الله غضبان عليه لذلك يعود للذنب كما هيئه للتوبه تهيئ له المعصيه ؟
- اقتباس
تعليق
-
رد: ماذا افعل؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
في البداية أحب أن أخبرك بأن النبي - صلى الله عليه وسلم – قال: (كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون)، وكوننا نتمنى أن نكون بشرًا بلا أخطاء فهذا صعب جدًّا، وهذا يخالف الفطرة التي فطر الله الناس عليها، لأن الله تبارك وتعالى خلق الناس يُخطئون فيتوبون فيتوب عليهم، ولكن المشكلة في الاستمرار في التوبة، ثم العودة إلى المعصية كأن الأمر أصبح لا قيمة له ولا وزن؛ ولذلك على الإنسان أن يحاول، بمعنى أنه إن تاب من ذنب يحاول أن يجتهد في عدم الرجوع إلى المعصية، ويبحث عن الأسباب التي تؤدي إلى وقوعه في هذه المعصية.
فمثلاً أن أي معصية أنا أفعلها وأريد أن أتوب منها، أبحث عن العوامل التي تشجعني على فعل هذه المعصية، ثم إذا عرفت هذه العوامل التي تؤدي إلى هذه المعصية أتوقف عنها، وأحاول أن أقضي على العوامل التي تؤدي إلى المعصية، وبذلك تنتهي المعصية، بمعنى أنه أحيانًا الإنسان إذا كان في الخلوة، وإذا كان وحده، زين له الشيطان في الوقوع في المعاصي، ففي تلك الحالة يجتهد ألا يكون وحده، ولا يُغلق باب الغرفة عليه، وإنما يجعل الباب مفتوحًا حتى لا يضحك عليه الشيطان.
وكذلك أيضًا إذا كان مثلاً يفعل هذه المعصية ليلاً، فليحاول أن يجعل الإضاءة تعمل، أو يحاول أن يطلب من أحد أن ينام معه في نفس الغرفة على فراش آخر إذا كان كبيرا في السن، المهم بذلك أنه يستطيع أن يبحث عن العوامل التي تؤدي إلى وجود المعصية، فإن وصل إليها - بإذن الله تعالى – بتحديد تلك العوامل، فإنه يحاول القضاء عليها، وبذلك لا يعود - إن شاء الله تعالى – إلى المعاصي.
ثانيًا: على ذلك يحتاج الإنسان إلى دعاء وإلحاح على الله تعالى، بأن يعافيه الله تبارك وتعالى من تلك المعاصي.
ثالثًا: أن يعقد العزم يقينًا وبقوة أن يترك المعاصي حياء من الله، وذلك مخافة أن يموت على هذه المعصية، فيُختم له بسوء خاتمة والعياذ بالله.
والعوامل التي تعين على التوبة والثبات عليها كثيرة ومتنوعة، منها:
- الصحبة الصالحة، فعليك البحث عن صحبة صالحة من أخواتك الصالحات الملتزمات، وأن تقضي معهنَّ معظم أوقات فراغك، وأن تتواصلي معهنَّ عبر الهاتف، حتى تكون لك بيئة وصحبة طيبة تعينك على طاعة الله تعالى.
- كذلك قراءة ورد من القرآن الكريم يوميًا، فإن ذلك أيضًا مهم جدًّا بالنسبة لتقوية الإيمان في قلبك.
- المحافظة على الصلوات في أوقاتها أيضًا في غاية الأهمية.
- المحافظة على أذكار الصباح والمساء مهمة جدًّا – يا بنيتي - .
- أن تطلبي من والدتك أن تعينك على طاعة الله بالنسبة للمحافظة على الصلاة، وكذلك أيضًا أن تذكرك بالله سبحانه وتعالى قدر الاستطاعة، وأن تجعل بينك وبينها نوعا من الصداقة، حتى إذا ما وقعت في معصية أخبرتها بما تفعلين، حتى تكون عونًا لك على ترك تلك المعصية إذا كان ذلك ممكنًا.
- ودائمًا ضعي في اعتبارك أن المعصية قد تكون آخر حياتك، وبذلك تلقين الله تبارك وتعالى على معصية، ويختم لك بسوء خاتمة -عياذا بالله- فيكون وضعك غاية الحرج يوم القيامة. من أدراك أنك ستتمكنين من التوبة بعد المعصية؟!
إذن دائمًا حدثي نفسك بذلك.
-اجتهدي في البحث عن العوامل التي تؤدي إلى الوقوع في المعصية، واقضي عليها نهائيًا.
- أكثري من الصلاة على النبي - عليه الصلاة والسلام – بنية أن يقبل الله منك، وأن يعينك، وأن يثبتك على الحق.
- كذلك عليك بالإكثار من الاستغفار.
فإن الله تبارك وتعالى شرع لعباده التوبة من الذنوب، ووعدهم بمغفرتها، كما في قوله تعالى: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ [الزمر:53].
والذنب الوحيد الذي لا يغفره الله عز وجل هو الشرك بالله إذا مات الإنسان عليه ولم يتب منه، قال الله تعالى: إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً [النساء:48].
أما الذنوب دون الشرك بالله فيغفرها الله تعالى لمن تاب منها برحمته وفضله مهما عظمت وكثرت، والحمد لله على منِّه وإحسانه: وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَاباً [الفرقان:71].
هذا إذا توافرت شروط التوبة وهي:
1- إخلاص التوبة لله.
2- الندم على الذنب.
3- الإقلاع عن الذنب.
4- العزم على عدم العودة.
5- أن يوقع التوبة في وقت القبول -وهي بفضل الله- تقبل في كل وقت إلا في حالتين: إذا بلغت الروح الحلقوم، وإذا طلعت الشمس من مغربها.
6- رد المظالم إن كان الذنب في حق آدمي.
فعلى المرء أن يتوب من ذنوبه جميعاً ويلح على الله في طلب مغفرتها ويحسن ظنه بربه، ويظل بين رجائه مغفرة ربه، وخوفه من عاقبة ذنبه فذلك أدعى لأن يغفر الله له ويرحمه.
أما علامة رضا الله عن عبده أو سخطه عليه فمعيارها التوفيق للطاعة أو عدمه، فمن أطاع الله بفعل ما أمره به، وترك ما نهاه عنه فهو راضٍ عنه، فمن رأى أنه موفق للطاعات وعمل الخيرات وهو مخلص في ذلك لله تعالى فليبشر، فهذا من دلائل رضا الله عنه في تلك الحال ولا يأمن مكر الله بل يسأل الله الثبات وحسن الخاتمة.
ومن رأى من نفسه حب المعاصي والإصرار عليها وعدم التوفيق لكثير من الخير فهذا -عياذاً بالله- من دلائل غضب الله عليه، فليتدارك ذلك بتوبة نصوح لعل الله يوفقه إليها فيختم له بخير.
نسأل الله لنا ولكم وللمسلمين التوفيق لما يحب ربنا ويرضى.
- اقتباس
تعليق
تعليق