الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحابته ومن والاه.
نرحب بك - اختنا الفاضلة - في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونتمنى أن تُكملي المشوار مع هذا الشاب، ان كان حسن الخلق ويصلي ولا أعتقد أن هذا السؤال الذي سأله يُعد إشكالاً، وسيأتي الكلام بينكما في وقته المناسب، وستتكلمين معه، وحاولي بعد أن أصبح خطيبًا لك أن تتحدثي معه، لأن هذا أيضًا من الأمور المهمة التي لابد أن تهتم بها الفتاة.
ولا أظن أنه ضعيف الشخصية، ومثل هذه الأمور أرجو ألا تركزي عليها، فالمهم أن تتعاوني مع هذا الزوج، وتعاونيه على صعوبات الحياة، والمرأة تستطيع أن تعين زوجها على إثبات جهده عندما تقدمه وتعطيه المهام وتحاول أن تُظهر له النجاحات التي عنده، كذلك أيضًا طالما كانت هذه الخطوبة تمت بعلم أهلك وعلم أهله وبهذه الموافقة وتمت -ولله الحمد- المراسيم، فأرجو أن تُكملي المشوار، وتقلعي عن مثل هذه التوقعات، وتذكري أنه لا يوجد رجل ليس عنده نقائص ولا عيوب، ولا توجد امرأة كذلك خالية من النقائص والعيوب، ولكن طوبى لمن غمرت سيئاته في بحور حسناته.
والمرأة لا يمكن أن تجد رجلاً بلا عيوب، كما أنها أيضًا لا تخلو من العيوب، ولذلك المسألة تقوم على فهم هذه القضية، فمن الذي ما ساء قط؟ ومن الذي له الحسنى فقط؟ وكفى بالمرء نُبلاً أن تُعد معايبه، والإنسان إذا تفكر يجد فينا نحن معشر الرجال نقصاً، ويجد في النساء كذلك نقصاً، كلنا ذلك البشر الضعيف الناقص، ولذلك النبي - صلى الله عليه وسلم – وجه بهذا المعنى فقال: (لا يفرك مؤمن مؤمنة، إن كره منها خُلقًا رضي منها آخر) فالإنسان عندما ينظر في سلبيات أي إنسان ينبغي – والإنصاف يقتضيه – أن ينظر أيضًا في الإيجابيات، بل أن يضخم الإيجابيات، و الأصل أن الناس معظمهم فيهم إيجابيات، والسلبيات هي القليلة التي لا تؤثر.
فاجتهدي في إكمال هذا المشوار، ونحن أيضًا لا نفكر إنهاء هذه العلاقة، وإذا كنت تتوقعين أن هناك علاقة بدون صعوبات فهذا لا يمكن أن يُوجد على وجه هذه الأرض، فالمهم هو أن يتفاعل الإنسان مع واقعه، أن تتعايش المرأة مع الرجل الذي وضعه الله تبارك وتعالى في طريقها، والحمد لله أن هذه الخطبة تمت مراسيمها بطريقة صحيحة بحضور أهلك، وبحضور أهله، وها هي أمه تزوركم، ولذلك أرجو أن تُظهري له الرضا وتظهري له الفرح، وحذاري أن تعيشي ثقافة المسلسلات، فأمه لن تكون عدوّة لك، وأسرته لو كانوا لا يريدونك ما جاءوا به، وهو الآن يصر على أن تجاوبي معه وأن تتكلمي معه، ونحن نتمنى أن تعطيه ما يريد، ونتمنى أن تكملوا المشوار، وبعد ذلك عندما يتم الزواج سيسمع الكلام الذي يسره، وتسعدي أنت أيضًا بقربك منه، وحاولي أن تتعاملي مع أهله بحكمة، فالمرأة العاقلة تعتبر أم الزوج كأم لها، وأخوات الزوج كأنهم أخوات لها، فهي تُكرمهم وتحترمهم، وعندها سيبادلها الزوج الاحترام لأهلها، وبالإكرام لها، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يديم عليكم النعم، وأن يعينك على إكمال هذا المشوار
ونسأل الله تبارك وتعالى أن يُديم بينكما الألفة والمحبة، وأن يلهمك السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.
تعليق