إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

تعبتُ من نفسي

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تعبتُ من نفسي

    بسم الله الرحمن الرحيم

    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

    لا أعرف من أين أبدأ ، لكنني تعبتُ جداً من نفسي ، لا أريد أن أبتعد أبداً عن طريق الله ، لكني دون أن أشعر أجد قدمي تذل ، أجد نفسي أنجر وراء شهواتي بدون أي مقاومة و كأني أدخل في غيبوبة و أنسى كل شيء .. أنسى مراقبة ربي لي ، أنسى أني أعصي ربي ، و كأني أتحول لشخص آخر .. و بعدها استحقر نفسي ، استحقر فعلي ، أتألم بشدة و أختنق .. فقدتُ لذة طاعة ربي التي بعد أن تذوقتها أخيراً ، أجد الآن أني لا أستطيع الوصول إلى ما كنتُ عليه من جديد .. عندما كان قلبي رقيقاً يهرب من المعاصي و يفر إلى الطاعة ..

    أريد شيئاً يلين قلبي من جديد .. أريد أن أستشعر لذة القرب من الله ، لا أريد أن أبتعد

    ما أعانيه باختصار أن هناك ذنب معين كلما أعاهد ربي أني لن أعود إليه مجدداً اقع فيه من جديد ، فأصبحت مقاومتي ضعيفة ، و أتكاسل عن الطاعات ( مثلاً قيام الليل بعد أن كنت أتلذذ به أصبحت أتكاسل جداً عنه و لم أعد أصليه ، و قراءة القرآن أيضاً ، و كل شيء أصبح و إن فعلته يكون بلا روح و لا أستطيع استحضار قلبي كما كنتُ سابقاً ) ... أشعر بأني أبتعد و أبتعدُ أكثر فأكثر عن ربي ، إنني خائفة جداً أن أستسلم لمعاصي أكبر ، خائفة أن يأتي يوم و أفرِّط في كل شيء منحني اياه ربي ..

    أكثر شيء يؤلمني صلاتي التي بلا روح ، و دعائي الذي بدون قلب ، و ابتعادي عن ربي و ضعف عزيمتي ، و سهولة عودتي لذلك الذنب بعد كل توبة ..

    اعتذر لعدم تنظيم أفكاري لكني بحق مُشَتتة و لا أعرف ماذا أفعل !!!

  • #2
    رد: تعبتُ من نفسي

    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
    فاعلم هداك الله لأرشد أمرك أنه كلما كثرت الفتن فجد العبد في مقاومتها وسعى في الثبات على الحق كان ذلك أعظم لأجره وأكبر لمثوبته، فعليك أن توطن نفسك على الصبر على طاعة الله والصبر عن معصية الله ولو صدقت في مجاهدة نفسك في التمسك بالدين والاستقامة على الشرع فإن الله سيعينك ولا بد، قال تعالى: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا{العنكبوت:69}.
    وقال النبي صلى الله عليه وسلم: احفظ الله يحفظك.
    ونحن نوصيك بالإكثار من ذكر الله تعالى ودعائه واللجأ إليه والاعتصام به فإنه لا هادي لمن أضله الله ولا مضل لمن هداه الله، وابتعد ما أمكنك عن مشاهدة ما لا تحل مشاهدته والنظر إليه وغض بصرك، فإن هذا أهون من معالجة آثار إطلاق البصر، ومن أهم ما يعينك على الثبات على الاستقامة البحث عن الرفقة الصالحة ومصادقة الأخيار المستقيمين على الشرع فإن المرء على دين خليله، كما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم، وستكون ـ إن شاء الله ـ كما كنت وخيرا مما كنت متى استعنت بالله وحرصت على فعل أوامره وترك نواهيه وجاهدت نفسك في مرضاته تعالى،


    مهما تكرر ذنبك فارجع إلى ربك وتب إليه واعلم أنه غفور رحيم، يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات، وعليك أن تأخذ بأسباب الاستقامة من المحافظة على الطاعات فروضا ونوافل، وحضور مجالس العلم، والإكثار من الذكر، ومن أهم الأمور المعينة على الاستقامة اتخاذ أصدقاء صالحين يعينونك على طاعة الله تعالى وترك رفقة السوء وأصحاب الشر والغواية الذين يحملون على المنكر ويحثون عليه.


    فللوصول إلى درجة السابقين المقربين لا بد للعبد من الاستقامة على دين الله بترك ما حرمه ونهى عنه، وفعل ما أوجبه وأمر به، قال صلى الله عليه وسلم: اتق المحارم تكن أعبد الناس. رواه الترمذي، وقال الله تعالى -كما في الحديث القدسي: ما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه.... رواه البخاري.
    هذا وإن للاستقامة على أمر الله أسباباً، منها: مجاهدة النفس وكفها علن المعاصي ومحاسبتها على تفريطها، ومراقبة الله تعالى واستشعار قربه ونظره
    وتحافظ على الأذكار الموظفة التي تقال في الصباح والمساء وعند النوم وبعد الصلوات ونحو ذلك، وهي مجموعة مع غيرها من الأذكار في كتاب (حصن المسلم) للقحطاني،فمن أراد أن يكون مهاجرا إلى الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم فليفعل المأمورات من الفرائض وليجتهد في فعل النوافل، وليترك المحرمات والمكروهات، وليجتهد في إصلاح قلبه وعمارته بمحبة الله تعالى والخوف منه والشوق إليه ورجائه وحسن الظن به، وليحكم شرع الله تعالى في كبير أموره وصغيرها ودقيقها وجليلها كما قال تعالى: فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا {النساء:65}.فاعلمي ـ هداك الله ووفقك للتوبة النصوح ـ أن التوبة إلى الله تعالى واجبة على الفور من جميع الذنوب، فعليك أن تبادري بها واعلمي أن الشيطان عدو مبين للإنسان، فلا يتركه وشأنه، بل لا يزال يصعب عليه أمر التوبة ويضع في طريقه العثرات ليصده عن التوبة إلى الله تعالى، فعليك أن تتفطني لكيد الشيطان ومكره، وتأخذي حذرك من حيله وألاعيبه، فقد يكون تحريش الشيطان بينك وبين أخواتك من جملة تلك الحيل التي يوقعك بها في ترك التوبة، ففوتي عليه تلك الفرصة واستمري في توبتك إلى الله عز وجل واستعيني به على أن يأخذ بناصيتك إليه ويوفقك لما فيه مرضاته، واتقي الله تعالى في أخواتك وعامليهن بالإحسان وتجاوزي عن بعض حقك يتجاوز الله تعالى عنك، واعلمي أن الإحسان إليهن أولى من الإحسان إلى غيرهن لما بينكن من الرحم، فإن يكن لك عند إحداهن حق فتركته لله تعالى فستجدين ثمرة ذلك عظيمة في الدنيا والآخرة، كما قال تعالى: وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ {الشورى:40}.فإن التقرب إلى الله تعالى بفعل الفرائض وترك المحرمات ثم بالإكثار من نوافل العبادات من أعظم الأشياء أثرا في إصلاح القلب، وهذه الفرائض التي نشير إليها ليست ما يختص بفعل الجوارح فحسب، بل أصل صلاح القلب القيام بما أوجبه الله من أعمال القلوب، فينظر المرء في قلبه ويجتهد في إصلاحه وتجنيبه الأمراض المردية من الغل والحقد والحسد والكبر واتباع الهوى، ثم يعلقه بربه تعالى حبا وخوفا ورجاء وتوكلا وإنابة وإخباتا وانقيادا ورضا، ساعتها تكون نفسه هي المطمئنة، فيجد حلاوة الإيمان وبرد اليقين، ويكون الله تعالى وعبادته أحب إليه من كل شيء وآثر عنده مما عداه، فلا تكون له قرة عين إلا في مرضاته، ولا يكون له أنس إلا به ولا شوق إلا إليه، فاجتمعت همته على هذا المقصود الأجل فلا يبغي عنه حولا ولا يرضى به بدلا، فإن أصاب الشيطان منه غرة وأبعده عن مقصوده بادر ذلك بتوبة نصوح يكون بعدها خيرا مما كان قبلها، ولا يتم هذا إلا بدوام المحاسبة للنفس على القليل والكثير فالكيس من دان نفسه كما في الحديث.
    فلا شك في أن العاصي قد يجد لذة بفعل المعصية، ولكن هذه اللذة وتلك السعادة التي يشعر بها سرعان ما تزول وتبقى تبعة الذنب وحسرته، فالعاقل اللبيب يفكر في مرارة العاقبة والذل والهم والألم الشديد الدائم الذي تورثه المعصية، فإن هذه الحسرة الطويلة لا تقارن بها لذة عاجلة تنقضي سريعا، فهذه اللذة الحاصلة بممارسة المعصية أشبه شيء بطعام لذيذ الطعم لكنه مسموم، فأي عاقل يقدم على تناوله لأجل لذته وقد عرف ما يعقبه من الهلاك، وكان الإمام أحمد رحمه الله ينشد:
    تفنى اللذاذة ممن نال صفوتها *** من الحرام ويبقى الإثم والعارُ
    تبقى عواقب سوء في مغبتها *** لا خير في لذة من بعدها النارُ
    هذا فضلا عما تعقبه المعاصي من حلول النقم وزوال النعم، وأدنى أثر من الآثار الضارة المترتبة على المعاصي لا تقارن به هذه اللذة العاجلة.
    فدع عنك هذا اليأس، وهذا القنوط، واعلم أن ربك تعالى حكيم عليم، وقد خلقك وأوجدك في هذه الدنيا لتعمرها بطاعته، فتشكره على نعمته، وتصبر على ما يبتليك به، وإذا أحسنت استبشرت، وإذا أسأت استغفرت، ولتكمل عبودية الله تعالى، وتقوم بها على وجهها، فأنت كغيرك من الناس خلقت لهذه الغاية العظيمة، وهي: تحقيق عبودية الله تعالى، كما قال جل اسمه: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ {الذاريات:56}وكلما أصابك شيء من هذا اليأس، فاعلم أنه من كيد الشيطان لك, ومكره بك, يريد به أن يصدك عن سبب سعادتك, وسبيل فلاحك في دنياك وآخرتك، فاطرد عنك هذا اليأس بمزيد من الإقبال على الله, والاجتهاد في عبادته, وابتغاء مرضاته، وإذا حملت نفسك على الطاعة حملًا، وجاهدتها على ما يقرب إلى الله حق المجاهدة، فستذوق لذة الطاعة, وترى من حلاوة المناجاة, والأنس بالله, والشوق إليه, ما ينسيك كل متاعب الحياة، فتكون بطاعتك وعبادتك في جنة حاضرة، ثم تنتقل من هذا النعيم -الذي هو التنعم بطاعة الله والقرب منه- إلى النعيم الأبدي، الذي لا يحول ولا يزول في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر، ق


    فليعتن اللبيب بهذا الموضع فإنه أهم ما يعنى به العبد، ولينظر في قلبه وليتعاهده وليكثر من المحاسبة وليكن متيقظا للشيطان ومكايده، وللنفس الأمارة بالسوء، فإن الحرب بينه وبين شيطانه وهواه ونفسه الأمارة بالسوء لا تنقضي إلا بانقضاء أنفاسه.
    وهناك كتاب –للإمام ابن القيم يسمى (ذوق الصلاة)، هذا كتاب من إصدارات دار ابن حزم، ، وهو فيه كل ما تريد - بإذن الله تعالى – وستشعر من خلاله بمتعة غير عادية وشيء رائع، يتم من خلاله فعلاً شعورك بالتلذذ بالصلاة وشعورك بقربك من الله تبارك وتعالى، وشعورك بالاهتمام بها والحرص على المحافظة عليها، وأنها لو فاتتك فكأنما فاتتك الدنيا وما فيها وزيادة.
    أضف إلى ذلك - بارك الله فيك – الدعاء، فالدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل كما أخبر النبي عليه الصلاة والسلام، فأنا أوصيك بالدعاء والإلحاح على الله تبارك وتعالى أن يرزقك التلذذ في الصلاة، وأن يرزقك القرب منه سبحانه وتعالى، فعليك بالدعاء والإلحاح على الله أن يوفقك لتحقيق هذه الغايات، وأيضاً لا مانع أن تستعين بالوالد أو الوالدة؛ لأن دعاء الوالدين لا يُرد.
    كما أوصيك بالصلاة على النبي محمد عليه الصلاة والسلام بنية أن يُكرمك الله بهذه النعمة؛ لأن النبي عليه الصلاة والسلام قال لمن أكثر الصلاة عليه: (إذن تُكفى همك ويُغفر لك ذنبك).
    فأنت الآن مهموم بقضية الصلاة، فالله سوف يوفقك ويعطيك ما تريد من اللذة بالصلاة والأنس به سبحانه وتعالى والقرب منه جل جلاله، فعليك بالدعاء كما ذكرت مع الصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام والاستغفار، وإن استطعت أن تصوم بعض الأيام وأنت أثناء الصيام تتوجه إلى الله بالدعاء، وإذا كانت لديك فرصة للصدقة، فهذا كله من العوامل التي تزيد الإيمان -بإذن الله تعالى-.
    وأوصيك بالإكثار من ذكر الله عز وجل؛ لأن الله تبارك وتعالى قال: ((الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ))[الرعد:28]، فواظب على ذكر الله تعالى، وليكن لسانك رطباً بذكر الله تعالى في كل وقت وحين، فحافظ على وردك اليومي من الأذكار من المحافظة على أذكار الصباح والمساء وقراءة القرآن، والمحافظة على الأذكار التي تكون بعد الصلوات، وما بين الصلاة والصلاة تجعل لنفسك فرصة ما دام لديك وقت، ولو أن تقول: (سبحان الله) أو (الحمد لله) أو (الله أكبر) أو (لا إله إلا الله) أو تقول (سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر)، ولو مرة واحدة عندما تجد فرصة لذلك، فلا تحرم نفسك من ملء أوقاتك بذكر الله تعالى؛ لأن ذكر الله تبارك وتعالى هو أعظم العبادات وأجل القربات، ولذلك قال الله تعالى: ((وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ))[العنكبوت:45].




    فواظبي على الطاعات، واعلمي أن اللذة في العبادة لا تُنال إلا بالاستمرار؛ لذلك ورد عن السلف ممن قال: (جاهدتُ العبادة عشرين سنة، ثم تلذذتُ بالعبادة عشرين سنة) فهو يجاهد نفسه في الخشوع والعبادة حتى يجد لذتها، فلذة العبادة لا تُنال إلا بالاستمرار في طاعة الله تبارك وتعالى، فحاولي أن تعاندي الشيطان، وتستمري على التلاوة، وتستمري على الصلاة، وتجتهدي في استحضار الخشوع حتى يأتيك الخشوع، حتى تأتيك اللذة، لذة العبادة، وثمرة العبادة لا تنال إلا بالمجاهدات، وإلا بالإصرار على طاعة الكبير المتعال، والمضي في هذا الطريق وهذا الدرب.



    أسأل الله أن يشرح صدرك للذي هو خير، وأن يحقق أمانيك، وأن يوفقك لتحقيق طموحاتك الإيمانية، وأن يجعلك من الصالحات، إنه جواد كريم.
    هذا وبالله التوفيق.




    زائرنا الكريم نحن معك بقلوبنا
    كلنا آذان صاغيه لشكواك ونرحب بك دائما
    في
    :

    جباال من الحسنات في انتظارك





    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    x
    إدراج: مصغرة صغير متوسط كبير الحجم الكامل إزالة  
    x
    أو نوع الملف مسموح به: jpg, jpeg, png, gif
    x
    x
    يعمل...
    X