إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الارزاق ,, ؟

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الارزاق ,, ؟

    السلام عليكم ,,


    اريد ان اسأل واسال الله ان لا يكون سؤالي خاطئا ,, , لماذا نرى اهل المعاصي ,, يرزقون افضل ؟؟ اللهم لا اعتراض على حكمك والحمدلله دائما وابدا ,,
    ولكنني انظر الى صديقاتي ,, فارى الفتاه المتبرجه المتزينه المتعطره ,, والتي لديها مجموعه اصدقاء من الشباب ,, ولا تصلي ولا تفعل خير يرزقها الله بزوج يحبها كثيرا ويرضيها وتجدها لديها درجه من الجمال وتجد ان لديها كل ماتتمناه من المال ايضا , وتجد فرص عمل لا تحصى ,,

    اما الفتاه التي تحافظ على عباداتها تجد انه عطل عليها امور كثيره,, ليس الجميع طبعا لكن الفئه التي اعرفها كلها هكذا

    انا اصلي واعبد الله والله افعل العبادات خوفا وطمعا في رضاه وخوفا من النار وليس رغبه في الامور الدنيويه ,, ولكن مع ذلك كل اموري متعسره سواء في تحصيل وظيفه او حتى زواج ,, لا اعترض على شي وراضيه والحمدلله لكن هذا السؤال ياتي في نفسي كثيرا واحزن كلما رايت حالي مع حال الاخريات ,, تمشي الايام وانا واقفه في مكاني

  • #2
    رد: الارزاق ,, ؟

    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
    فإن الله سبحانه وتعالى يبسط رزقه لمن يشاء ويمنعه عمن يشاء، وليس ذلك علامة على أن ذلك محبوب عنده، ولا أن هذا ممقوت عنده، وإنما العبرة بالأعمال الصالحة وقبولها، قال سبحانه: فَأَمَّا الإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ * وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ {الفجر:15-17}
    قال ابن كثير رحمه الله عند تفسيره لهذه الآية: يقول تعالى منكرًا على الإنسان في اعتقاده إذا وسع الله عليه في الرزق ليختبره في ذلك، فيعتقد أن ذلك من الله إكرام له وليس كذلك، بل هو ابتلاء وامتحان. كما قال تعالى: أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَالٍ وَبَنِينَ نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ بَل لا يَشْعُرُونَ.
    وكذلك في الجانب الآخر إذا ابتلاه وامتحنه وضَيَّق عليه في الرزق، يعتقد أن ذلك من الله إهانة له. قال الله: { كَلا } أي: ليس الأمر كما زعم، لا في هذا ولا في هذا، فإن الله يعطي المال من يحب ومن لا يحب، ويضيق على من يحب ومن لا يحب، وإنما المدار في ذلك على طاعة الله في كل من الحالين، إذا كان غنيا بأن يشكر الله على ذلك، وإذا كان فقيرًا بأن يصبر. ولذلك فإنك تجد بعض أهل المعاصي قد فتح الله لهم أبواب الرزق على مصراعيها ولكن ليس هذا دليل كرامة، كلا بل هذا زيادة فتنة لهم. وتجد من أهل الإيمان والعمل الصالح من ضيق عليه في رزقه وليس هذا دليل إهانة، وقد كان سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم تمر عليه أياما لا يجد فيها القليل من الطعام وهو أكرم الخلق على الله.


    فقد ذكر هذا الإشكال، وجوابه بعض ‏العلماء.‏
    ‏ قال القاري في مرقاة المفاتيح، ‏شرح مشكاة المصابيح: قال المظهر: ‏له معنيان:
    أحدهما: أن يراد بالرزق ‏ثواب الآخرة.
    وثانيهما: أن يراد به ‏الرزق الدنيوي من المال، والصحة، ‏والعافية، وعلى هذا إشكال، فإنا نرى ‏الكفار، والفساق أكثر مالا، وصحة ‏من الصلحاء، والجواب أن الحديث ‏مخصوص بالمسلم يريد الله به أن ‏يرفع درجته في الآخرة، فيعذبه ‏بسبب ذنبه الذي يصيبه في الدنيا. ‏قلت: وهذا أيضا من القضاء المعلق؛ ‏لأن الآجال، والآمال، والأخلاق، ‏والأرزاق كلها بتقديره، وتيسيره. ‏انتهى.‏
    وقال الصنعاني في التنوير، شرح ‏الجامع الصغير: (إن الرجل ليحرم ‏الرزق بالذنب يصيبه) اعلم أن ‏الذنوب مانعة لكل خير، جالبة لكل ‏شر، فمن الخير الذي يمنعه الرزق ‏‏...المراد بالرزق هنا ما يكون به ‏سبب طيب الحياة، وطهارة القلب، ‏وسلامة الجوارح وانبعاثها في ‏الطاعات، وذلك ليس إلا الرزق ‏الحلال؛ فإن الحرام إنما يعمي القلب، ‏ويثبط الجوارح عن الطاعات، ‏ويطلق عنانها في المعاصي. إذا ‏عرفت هذا، عرفت اندفاع ما يقال: ‏كم من عاص قد وسع عليه في ‏الدنيا، ونال شهواته، ورب تقي في ‏أضيق عيش، ولأن المراد به الذي ‏يقنع به العبد عن الهلع، وتقر به ‏عينه وإن كان قليلاً في نفسه، فرب ‏مقل قرير العين بإقلاله، طيب ‏الخاطر. ورب مكثر، ملتهب ‏الأحشاء، يرى كثير ما عنده قليلًا، ‏ومن الرزق الذي تمنعه الذنوب رزق ‏العبد العلم؛ فإن العلم نور يقذفه الله ‏في القلب، والمعصية تطفئ ذلك ‏النور، كما أفاده قوله تعالى في ‏بعض بني إسرائيل عند عدّ ‏عقوباتهم: {وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا ‏بِهِ} [المائدة: 13]. وهذا في نسيان ‏ما علموه، وقال: {وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ ‏وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ ‏مَرَّةٍ} [الأنعام: 110]. فحرموا فقه ‏الوحي لكفرهم أولا...ومن الرزق ‏الذي تحرم العبد العاصي فعله ‏الطاعات، فلو لم يكن للذنب عقوبة ‏إلا أن يصد عن طاعة، يكون بذله ‏ويقطع طريق طاعة أخرى، ويقطع ‏عليه طريقا ثالثة ورابعة وهلم جرا ‏فيقطع عليه طاعات كثيرة، كل واحدة ‏خير له من الدنيا وما فيها، وما ‏مثاله إلا رجل أكل أكلة أوجبت له ‏مرضا طويلاً، منعه عن عدة أكلات ‏أطيب منها. انتهى.‏
    فدع عنك هذا اليأس، وهذا القنوط، واعلم أن ربك تعالى حكيم عليم، وقد خلقك وأوجدك في هذه الدنيا لتعمرها بطاعته، فتشكره على نعمته، وتصبر على ما يبتليك به، وإذا أحسنت استبشرت، وإذا أسأت استغفرت، ولتكمل عبودية الله تعالى، وتقوم بها على وجهها، فأنت كغيرك من الناس خلقت لهذه الغاية العظيمة، وهي: تحقيق عبودية الله تعالى، كما قال جل اسمه: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ {الذاريات:56}. أوجدت في هذه الدنيا كغيرك من الناس، لتمتحن، وتبتلى، فينظر الله حسن عملك, كما قال تعالى: الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا {الملك:2}.






    إذا حملت نفسك على الطاعة حملًا، وجاهدتها على ما يقرب إلى الله حق المجاهدة، فستذوق لذة الطاعة, وترى من حلاوة المناجاة, والأنس بالله, والشوق إليه, ما ينسيك كل متاعب الحياة، فتكون بطاعتك وعبادتك في جنة حاضرة، ثم تنتقل من هذا النعيم -الذي هو التنعم بطاعة الله والقرب منه- إلى النعيم الأبدي، الذي لا يحول ولا يزول في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر، قال ابن القيم -رحمه الله-: وهذه اللذة والتنعم بالخدمة إنما تحصل بالمصابرة والتعب أولا، فإذا صبر عليه وصدق في صبره أفضى به إلى هذه اللذة، قال أبو يزيد: سقت نفسي إلى الله وهي تبكي، فما زلت أسوقها حتى انساقت إليه وهي تضحك، ولا يزال السالك عرضة للآفات والفتور والانتكاس حتى يصل إلى هذه الحالة، فحينئذ يصير نعيمه في سيره، ولذته في اجتهاده، وعذابه في فتوره ووقوفه، فترى أشد الأشياء عليه: ضياع شيء من وقته، ووقوفه عن سيره. انتهى.
    فدع عنك وسوسة الشيطان وتلبيسه، واطرد خواطر السوء، واجتهد ما وسعك في طاعة الله تعالى، فإنها الغاية التي لها خلقت، واسأله سبحانه التوفيق والإعانة، وعلق قلبك به لا بغيره، واصبر على أذى الناس، وعامل الله فيهم، واعلم أن الدنيا كلها نفس من أنفاس الآخرة، فما هو إلا صبر يسير وتعب قليل، تعقبه راحة الأبد لمن صدق وأقبل على ربه بجد وإخلاص، نسأل الله أن يوفقك لما فيه رضاه.
    والله أعلم.



    زائرنا الكريم نحن معك بقلوبنا
    كلنا آذان صاغيه لشكواك ونرحب بك دائما
    في
    :

    جباال من الحسنات في انتظارك





    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    x
    إدراج: مصغرة صغير متوسط كبير الحجم الكامل إزالة  
    x
    أو نوع الملف مسموح به: jpg, jpeg, png, gif
    x
    x
    يعمل...
    X