إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

العشق والضياع

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • العشق والضياع

    السلام عليكم يا شيخ

    أنا إنسان أصبح مريض نفسى .. وقعت منذ سنوات فى عشق إمرأة
    أهملت بعدها زوجتى وأولادى وعملى
    وبعد سنوات أفقت حين وجدت نفسى لا أستطيع الزواج من الفتاة التى أحببتها
    وشعرت أنى أتلاعب بها وبنفسى
    فتركتها .. ولكنى من بعدها أشعر بالضياع وكأنه كان آخر قرار فى حياتى هو تركها
    دائما تائه بدون تركيز .. زاد عندى النسيان بشكل مبالغ فيه .. فقدت الاقبال على الحياة والمرح
    أصبحت دائما حزين .. لا أعرف السبب
    هل لانى تركت الانسانة التى أحببتها ولم أستطع الزواج منها
    أم لاننى أضعت سنوات طويلة من عمرى وخسرت الكثير
    لم أعد نفس الشخص والشهور والسنوات مرت
    ولم أعد أستطيع العودة للوراء .. لا فى الخير ولا فى الشر
    أشعر بالعجز عن العمل .. العجز عن اتخاذ القرار
    أنظر إلى أولادى وقد كبروا فأوجههم ولسان حالى يقول .. كنت أنت أولى منهم بالنصيحة
    أصبحت أتخذ القرار وأرجع فيه بعدها بساعات
    لدرجة أنى أصبح أنذر لو عدلت عن أى قرار أن أتصدق بالمال أو بالصيام
    ومع ذلك لا أوفى نذرى
    مش عارف أخرج من الحالة دى .. علما بأن موضوع العشق ده بقاله أكتر من عامين
    لكن آثاره مازالت محفورة فى عقلى .

  • #2
    رد: العشق والضياع

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

    نسأل الله أن يصلح الأحوال، وأن يوفقنا وإياكم لما يحبه ويرضاه، وأن يلهمنا رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا.


    العشق مرض من أمراض القلب، وما أجمل ما قاله ابن القيم رحمه الله في الطب ‏النبوي عند الحديث عن هديه صلى الله عليه وسلم في علاج العشق.‏
    قال ابن القيم: هذا مرض من أمراض القلب، مخالف لسائر الأمراض في ذاته وأسبابه ‏وعلاجه، وإذا تمكن واستحكم، عز على الأطباء دواؤه، وأعيى العليل داؤه… إلى أن ‏قال: وعشق الصور إنما تبتلى به القلوب الفارغة من محبة الله تعالى المعرضة عنه، المتعوضة ‏بغيره عنه، فإذا امتلأ القلب من محبة الله والشوق إلى لقائه، دفع ذلك عنه مرض عشق ‏الصور، ولهذا قال تعالى في حق يوسف: (وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَنْ رَأى بُرْهَانَ رَبِّهِ ‏كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ) [يوسف:24] ‏

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:



    فإن النفس إن لم تُشغل بالحق شغلت صاحبها بالباطل، والحب أمر فطري جبل عليه الإنسان، فإنه لا بد أن يحب، ولكن الشأن بعد ذلك من هو المحبوب الذي يستحق أن تتعلق به النفوس؟
    والمحبة -كما يقوله المحبون- لها سببان: الجمال والإجلال، والرب سبحانه وتعالى له الكمال المطلق، فإنه جميل يحب الجمال، فلا يستحق أن يحب لذاته من كل وجه سواه. وألأم اللؤم -كما قال ابن القيم رحمه الله- تخلف القلوب عن محبة من هذا شأنه، وتعلقها بمحبة سواه.
    فأولى ما يجب على الإنسان السعي فيه تحصيل هذه المحبة، بتحصيل أسبابها، وأهم الأسباب في ذلك: القيام بفرائض الله سبحانه، ثم التقرب إليه بالنوافل، فذلك سبب لمحبة الله عز وجل للعبد، وإذا أحب الله العبد رزقه محبته سبحانه، ففي البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه: "وما تقرب إليَّ عبدي بأفضل مما افترضته عليه، ولا يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبه" وهذه المحبة هي التي تنور الوجه، وتشرح الصدر، وتحيي القلب، وهي المحبة النافعة التي تجلب لصاحبها ما ينفعه في دنياه وآخرته، وبها يجد الإنسان حلاوة الإيمان،
    وهي عنوان السعادة والفلاح في الدنيا والآخرة، ويقابل هذه المحبة ويصادمها المحبة الشركية التي يسوي فيه المحِبٌ بين محبته لله، ومحبته للند الذي اتخذه من دون الله، فالمحبة الشركية تعني كمال الحب، مع كمال الخضوع لغير الله سبحانه وتعالى، وليس من المحبة الشركية المحبة الطبيعية -أي التي جُبل عليها الإنسان بطبعه- كمحبته للأبناء وللزوجة، وما شابه ذلك من أنواع المحاب.
    فمحبة الرجل للمرأة إذا كانت حلالاً عليه لا يذم عليها، بل يمدح ويحمد، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: "حبب إلي من دنياكم: النساء والطيب" وهذا النوع من العشق قربة وطاعة، وهو داع عظيم إلى المقاصد التي شرع الله لها النكاح، وأكف للبصر والقلب عن التطلع إلى غير أهله، وهذا العاشق محمود عند الله وعند الناس.
    وأما عشق الرجل لغير زوجته إن كان واقعاً من غير قصد كعشق امرأة سمع وصفها من غير قصد، أو نظر إليه فجأة فتعلق قلبه بها، ولم يحدث له ذلك العشق معصية، فهذا لا يذم ولا يعاقب عليه، والأنفع له مدافعته والاشتغال عنه بما هو أنفع له منه، ويجب الكتم والعفة والصبر فيه على البلوى فيثيبه الله على ذلك، ويعوضه على صبره وعفته وتركه طاعة هواه، وإيثار مرضاة الله وما عنده.
    وأما إن كان عشقه لغير زوجته بسببٍ محرم كالنظر إليها، أو الاختلاء بها، أو ما شابه ذلك، فذاك أمر محرم يجب عليه التوبة منه، وقطع أسبابه.
    أما ما يفعله السائل لينسى هذه المرأة: فهو الذي أرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم فقد روى مسلم في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا رأى أحدكم امرأة فليأت أهله، فإن ذلك يرد ما في نفسه" فننصح الأخ بالتوبة واللجوء إلى الله وكثرة العبادات بالصوم والاشتغال بما يقرب إلى الله، ويزيد من حبه له.


    ‏ يقول ابن القيم رحمه الله: لم يبق له إلا ‏صدق اللجأ إلى من يجيب المضطر إذا دعاه، وليطرح نفسه بين يديه على بابه، مستغيثاً به، ‏متضرعاً متذللاً، مستكيناً، فمتى وفق لذلك، فقد قرع باب التوفيق فليعف وليكتم، ولا ‏يشبب بذكر المحبوب، ولا يفضحه بين الناس ويعرضه للأذى، فإنه يكون ظالماً متعدياً (زاد ‏المعاد في هدي خير العباد لابن القيم) (4/275).‏

    اخانا الفاضل نفسك إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل.. اشغل وقتك في أمور مفيدة ومفضلة لديك، ولو بسيطة أو حتى تافهة من وجهة نظرك؛ فشغل الوقت والانشغال من الأمور التي ستحميك من نفسك الأمارة بالسوء.

    • اقترب من الله سبحانه أكثر من هذا، واطلب التوبة والاستعانة به على نفسك، وابتغاء رضاه وتذوق حلاوة القرب والطاعة.

    • احرص على تكوين صحبة مختارة من رواد المسجد الذي تصلي فيه، فالطبع لص، والمرء على دين خليله، ومخالطة الفضلاء والصالحين تدفع النفس للتشبه بهم.

    • قيم ذاتك بدقة، وضع طريقة للثواب والعقاب معها، ففي كل مرة تنجح في المقاومة كافئ نفسك بأمر محبب لك أو كنت تتمنى الحصول عليه منذ فترة، فهذا من شأنه أن يدعم رغبتك في الاستمرار والشعور بالفخر والاحترام، وعلى العكس كلما وقعت في الأمر عاقب نفسك بحرمانها مما كنت ستقدمه لها، ولا تيأس وتقول: أنا فشلت.. أنا سيئ، ولكن قل: لا بأس سأكرر مرات النجاح من جديد، وسأكون أفضل. واعلم أن الله غفور مسامح، ويعلم صدق نيتك ورغبتك في الكف عما تقوم به.

    • اقترب أكثر من أسرتك زوجتك واولادك وأهلك، فإن لم يكن لهم وجود بحياتك فتذكر أننا أنفسنا الذين نقرر من يقترب ومن يبتعد بتصرفاتنا وبما نمنحه لهم من مساحة قرب وبفهمنا لهم ولشخصياتهم، فابدأ أنت بفتح ذراعيك لأسرتك وستجد من بينهم حباً وحناناً لا تتصوره.



    كن داعية الى الله فالحياة قصيرة نعمرها بالطاعة والدعوة الى الله
    هنا الدعوة تنتظرك بارك الله فيكم ضع بصمتك
    https://forums.way2allah.com/showthread.php?t=92244


    سائلين الله تعالى لنا وللأخ السائل التوفيق والسداد في القول والعمل.
    والله أعلم.





    التعديل الأخير تم بواسطة فريق استشارات سرك فى بير(الأخوات); الساعة 31-10-2014, 01:35 AM.

    زائرنا الكريم نحن معك بقلوبنا
    كلنا آذان صاغيه لشكواك ونرحب بك دائما
    في
    :

    جباال من الحسنات في انتظارك





    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    x
    إدراج: مصغرة صغير متوسط كبير الحجم الكامل إزالة  
    x
    أو نوع الملف مسموح به: jpg, jpeg, png, gif
    x
    x
    يعمل...
    X