فإن معرفة أهلها بأحوال ذلك الخاطب من حيث الدين والأخلاق هي البداية الصحيحة للتفكير في هذا الأمر، فعليك أن تشاوري محارمهك، فالرجال أعرف بالرجال، مع ضرورة الاجتهاد في معرفة أسباب فشل تجربة الرجل الأولى، ونحن نحب أن نؤكد للجميع أن الفشل لا يتكرر أو بمعنى آخر من الظلم أن نظن أن كل مطلق فاشل وأن كل مطلقة فاشلة؛ لأن الطلاق قد يحدث حتى بين الصالحين والصالحات، وليس لأحد أن يقول أن من فشل مع فلانة سوف يفشل مع غيرها؛ لأن هذا فيه ظلم والله سبحانه وتعالى يقول لمن تعثرت الحياة بينهما: (( وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعًا حَكِيمًا ))[النساء:130].
ونحن ندعو الفتاة إلى أن تستخير ربها وتستشير العقلاء من محارمها، ثم توافق إذا كان الرجل صاحب دين وأخلاق ووجدت في نفسها قبولاً وميلاً إليه.
بخصوص هذه الاستشارة فاننا ننصحك و ننصح كل فتاة ان تحرص على اختيار الزوج" الصالح ذو الخلق و الدين" لان هذا المعيار هو الذي وصاكن به رسول الله صلى الله عليه وسلم،و فيه تجد المرأة سعادتها في الدنيا والآخرة باذن الله تعالى حيث روى الامام الترمذي وغيره بإسناد حسن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد عريض. و لهذا فانه يكره للمرأة ان ترفض رجلا صالحا بدون اي سبب شرعي فقد تضيع على نفسها الارتباط برجل طيب و تصادف بالمقابل شخصا آخر قد يسيء عشرتها لبقية حياتها ... و عموما فانه يجب على الفتاة ان تحسن اختيار الزوج الصالح المناسب لها... و لا حرج عليها ان شاء الله اذا رفضت الزواج بشخص معين لسبب من الاسباب الشرعية لذلك، فإن الشرع جعل للمرأة الحق في أن لا يفرض عليها من لا ترغب في الزواج منه، ففي الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا تنكح الأيم حتى تستأمر، ولا تنكح البكر حتى تستأذن. وفي صحيح مسلم انه صلى الله عليه و سلم قال : الأيم أحق بنفسها من وليها، والبكر تستأذن وإذنها صماتها. و بناءا على ما تقدم اختي الكريمة فانه اذا كنت لا ترغبين بالزواج بهذا الرجل لسبب شرعي وهو انه غير ملتزم و كنت لا ترغبين بالارتباط به... فلا بأس عليك ان شاء الله برفضه و اسألي الله ان يرزقك الزوج الصالح المناسب ... و لكن بالمقابل اذا لم يكن لديك اي سبب معقول يجعلك لا تقبلين به فانه من الافضل لك ان لا ترفضيه وكان شاب ملتزم استعيني بالله تعالى و توكلي عليه في كل شؤونك و ان شاء الله خير اما مسألة انه " مطلق " فان هذا لا يمنع بالزواج منه فكم من شخص عاش اول تجربة زواج فاشل و حصل له طلاق ثم تزوج بامرأة طيبة و عاش معها حياة سعيدة بفضل الله... و الاهم من هذا كله و هو انه يجب على المسلم ان يفوض امره لله تعالى و يحسن اختيار الشريك الصالح ذو الخلق و الدين و يتوكل على الله فانه سبحانه سيوفقه للخير و الرشاد و هذا الذي يجب عليك فعله انه مادام هذا الخطيب رجلا طيبا فتوكلي على الله هذا و لا ننسى قبل كل شيء انه اذا احترت دائما في أمر معين مثل مسألة الزواج.. فعليك بالمواضبة على آداء صلاة الاستخارة حتى يرشدك الله للقرار الصحيح و ييسر لك الزواج بهذا الاخ ان كان فيه خير لك او يصرفه عنك ان كان فيه شر عليك و إلتجئي الى الله بالاكثار من الدعاء بان يوفقك الله و جميع المسلمين للخير و يرزقك الزوج الصالح الذي يقر به عينك فانه سبحانه قريب و مجيب لقوله تعالى في كتابه العزيز : وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (186سورة البقرة ) و عليه , فاذا كان هذا الخطيب طيب الخلق و الدين و ترينه مناسبا لك فاقبلي بالزواج به و توكلي على الله و استعيني به و صلي صلاة الاستخارة و إسألي الله ان يرشدك لما فيه صلاح و رشاد
و ان شاء الله خير هذا و الله تعالى اعلم بالصواب
وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.
تعليق