إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

لا أريد اكمال دراستي في الطب

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • لا أريد اكمال دراستي في الطب

    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
    أنا طالبة في كلية الطب البشري دخلت الكلية للنوايا العديدة المحفوظة عن ظهر قلب لكن الحقيقة أن شيء منها ليس في القلب إنما هو حظ نفس و سيرا في الطريق المألوف الذي يريده والداي مع فتن شديدة هنا و هناك
    ثم لم أشعر أن هذا ما أريد أن أقضي عمري فيه عندما أحاسب عن هذا الوقت و هذه السنين ماذا سيكون ؟ كل هذا الجهد و العناء هباء لا شيء !
    أعلم أنه ربما يكون الحل أن أصلح نيتي لكن هذا ما لم استطع أن أفعله و لا أريد أن أخدع نفسي أكثر من هذا
    أريد أن أتفرغ للعلم الشرعي و لا أستطيع أن أترك الكلية بسبب والداي ماذا أفعل ؟؟؟

  • #2
    رد: لا أريد اكمال دراستي في الطب

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،


    نرحب بك - اختنا الفاضلة – في الموقع، ونشكر لك هذا التواصل، وهذا الاهتمام،


    لا شك أن دراسة الشريعة أمر هام في حياتنا جميعا، فأين نذهب في ديننا وحياتنا لولا العلماء الأجلاء الذين ينيرون لنا الطريق، ويجيبون بفتواهم عن أسئلتنا التي تكاد لا تنتهي!

    ومن الطبيعي أن يفكر الآباء والأمهات بمستقبل ولدهم، فقد أنجبوه وتعبوا في تربيته وتنشئته، ومن الطبيعي أيضا أن تختلف وتتنوع رؤية الناس للأمور، فأنت ترى الأمر من جانب، ووالداك يرونها من جانب آخر.

    ولكن في النهاية، أنت ماذا تريد، وكيف تريد أن تعيش بقية حياتك، وما المهنة التي تريد العمل بها، وتقديم خدماتك للمجتمع والإنسانية؟

    وشخصيا أعتبر أن دراسة شيء من الشريعة واجب عين على كل مسلم، وعلى الأقل ليعرف كيف يمارس عبادته وحياته، ولكن ليس دخول فرع الشريعة هو الطريق الوحيد لذلك.

    نحن في حاجة كبيرة لكل تخصصات الشريعة والطب والهندسة والرياضيات وعلم الفلك وغيرها، ولكن ماذا تريد أنت؟ هذا هو السؤال.


    فإذا جددتي النية فيكون تخصصك في الطب دعوة وعمل صالح
    أرجو أن يعلم الجميع أن مسألة التخصص والميول هذه ينبغي أن يُعطى فيها الطالب الفرصة، ودورنا كمجتمع وكمؤسسات هو أن نسوق لبضاعتنا، وأن نسوق لميادين النجاحات في حياتنا، وأن نبين له مآلات هذه التخصصات وهذه الأمور، ثم بعد ذلك نترك لأبنائنا فرصة الاختيار، فرصة أن يختار المجال الذي يرى فيه نفسه، وحقيقة لو تركناهم بهذه الطريقة فإننا سنجني ثمار مبدعين، فالمطلوب الآن ليس مجرد النجاح، ولكن المطلوب هو الإبداع والإتيان بجديد، وهذا لن يحدث إلا إذا درس الإنسان المواد التي يريدها والتخصصات التي يحبها، لذلك هذا جانب أرجو أن يأخذ حظه من الاهتمام.

    وعلماء الإسلام هم أول من أشاروا لهذا كابن حزم - رحمة الله عليه - فإنه قال بعد أن يتعلم الإنسان ما يصحح به عقيدته وعبادته وتعامله مع الناس، قال بعد ذلك: (يطلب نوعًا من العلوم تميل إليه النفس): هذه فكرة أساسية جدًّا في نجاح الإنسان؛ لأن ميل النفس دليل على أن الله ميز هذه النفس بالدراسة في هذا الجانب، وهذا ما نتمنى أن يتفهمه الآباء والأمهات والأسر والموجهين دائمًا، فنحن بإمكاننا أن نعطي موجهات، أن نعرض طبيعة كل وظيفة، أن نبين للمجتمع حاجة الأمة إلى الوظائف المعينة بحاجة ملحة حتى نسد هذه الثغرات؛ لأنه واجب، وفروض الكفايات أيضًا لا بد أن تقوم بها الأمة وإلا أثمت، فنحن بحاجة إلى أطباء مسلمين، ومهندسين مسلمين، وفي كل التخصصات، حتى لا نحتاج إلى غيرنا ممن هم على غير ملتنا، وممن لا يؤتمنون على بعض الأمور الخاصة بنا.

    ولذلك الأمة لا بد أن توفر تخصصات في كل المجالات.

    ولستُ أدري: هل أنت عندك (مثلاً) الميل إلى الجانب الشرعي فقط؟ أم أيضًا تميل إلى الطب ومجالات أخرى؟ لأن كثيرا من شبابنا -ولله الحمد- (وبناتنا) عندهم ميل للعلوم الشرعية، لكن لو تحولنا جميعًا إلى علماء شريعة فمن لطبنا؟ مَنَ لأبداننا؟ مَن لحياتنا؟ مَن لاقتصادنا؟ مَن لمؤسساتنا؟ مَن لشركاتنا؟ ومَن لمصانعنا؟ ولذلك لا بد أن تسد هذه الثغرات.

    ومن هنا أنا (حقيقة) تُعجبني فكرة أن يحرص الإنسان على أن يقدم في مجال يميل إليه، لكن يكون مجالاً تخصصيًا دقيقًا، وبعد ذلك يدرس العلوم الشرعية ويتبحر فيها، وهناك ناجحون، هناك الشيخ إسماعيل المقدم، هذا طبيب، وعندنا الشيخ الزنداني صيدلي، وعندنا الشيخ محمد صالح المنجد، هذا مهندس، فهؤلاء برزوا في مجالاتهم، وبرزوا أيضًا في جانب العلوم الشرعية، فالإنسان يستطيع أن يجمع بين الأمرين، ولكن في النهاية نحن نقرر أن المسألة متروكة لأبنائنا، فإذا استطعت – أيها الابن الكريم – أن تجمع كما جمع هؤلاء الفضلاء فتدرس الطب، وفيه فوائد كثيرة، فهو علاج للأبدان، وفيه نفع كبير للأمة، والأمة بحاجة إليه، واستطعت مع ذلك أن تتعلم العلوم الشرعية، وتتبحر فيها، أولاً لتُصحح طاعتك لله، ولتصوّب أيضًا مسيرة الطب، فإن هذه الوظيفة وهذه التقسيمات لم تكن موجودة بهذه الدرجة في مجتمعاتنا، فقد كان الطبيب (الرازي) يدرس الطب والتفسير، وعلوم القرآن، والسيرة النبوية، وكان الإمام (الكندي) يُدرس العلوم – مسألة المسطرة – ويدرس التوحيد، ويدرس أيضًا سيرة النبي عليه صلاة الله وسلامه – وهكذّا كان هؤلاء العلماء لهم علاقة وثيقة جدًّا بعلوم الشريعة.

    فإذا كنت أنت تستطيعيأن تفعلي هذا، فنحن نرى أن تدرس تلبية لرغبة والدك، تدرس الطب، وبعد ذلك تتبحر في هذه العلوم، حتى العلوم الشرعية تأخذ منها معلومات مفيدة، وأنت -ولله الحمد- من أمثالك ممن يرغبون في دراسة الشريعة فيهم الخير الكثير، لكن الأمة بحاجة إلى كل هذه التخصصات كما أشرنا، ونتمنى أن تستخير الله أيضًا، فإن الإنسان إذا احتار في أمر، فإنه يصلي صلاة الاستخارة، ولأهميتها فقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم – يعلمها لأصحابه كما يعلمهم السورة من القرآن – عليه صلاة الله وسلامه – والاستخارة هي طلب الدلالة إلى الخير ممن بيده الخير.

    فتأمل هذه الأمور، وانظر للعواقب، واتخذ قرارك بارتياح، وحاول أن تستشير الأساتذة الذين درست على أيديهم، فهم أعلم بقدراتك وميولك، وأعلم بالمجالات التي يمكن أن تُبدع فيها، وبعد ذلك من حقك أن تختار ما تريد، وإذا اخترت خلاف ما يريده الوالد، فإن هذا لا يعتبر من العقوق، ولكن عليك أن تسترضي الوالد تطيب خاطره وتجتهد في بره،


    فإن هدف المسلم في هذه الحياة هو أداء ما خلق من أجله، وهو عبادة الله تعالى وحده لا شريك له، كما قال تعالى: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ {الذاريات: 56}.
    وعبادة الله تعالى معناها أداء الشعائر التعبدية، وتوجيه جميع مناشط الحياة فيما يوافق الشرع ويخدم المجتمع، كما قال تعالى: قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ {الأنعام: 162-163}.
    فإذا علم المسلم هذه الحقيقة واستصحب النية الصالحة في أعماله التعبدية والعادية، فإنها جميعاً تصبح عبادة وقربة إلى الله تعالى ينال بها رضا الله. ومن أهم ما يمكن أن يخدم به المسلم دينه ومجتمعه مهنة الطب، وقد جعلها الإسلام من فروض الكفاية لأهميتها والعناية بها، فقد جبلت القلوب على محبة من أحسن إليها، والطبيب الذي يعالج الناس ويخفف عنهم الآلام النفسية والعضوية له تأثير عظيم في نفوسهم، وخاصة إذا كان قدوة حسن الأخلاق طيب المعاملة.
    لهذا إذا كنتم تريدون خدمة دينكم ومجتمعكم بهذه المهنة الطيبة والفريضة العظيمة، فعليكم بإخلاص النية لله تعالى، والصدق مع الناس، وستجدون نتيجة عملكم عاجلاً وآجلاً إن شاء الله تعالى.
    فهذه المهنة من أهم ما يخدم به المسلم دينه، فقد أهمل كثير من دعاة الإسلام مهنة الطب بينما استغلها دعاة التنصير والباطل، فأفسدوا بها الناس، وفتنوا بها ضعاف النفوس من المسلمين عن دينهم ولا حول ولا قوة إلا بالله. نسأل الله تعالى لنا ولكم التوفيق والسداد. والله أعلم.


    ونسأل الله تبارك وتعالى لك التوفيق والسداد.



    زائرنا الكريم نحن معك بقلوبنا
    كلنا آذان صاغيه لشكواك ونرحب بك دائما
    في
    :

    جباال من الحسنات في انتظارك





    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    x
    إدراج: مصغرة صغير متوسط كبير الحجم الكامل إزالة  
    x
    أو نوع الملف مسموح به: jpg, jpeg, png, gif
    x
    x
    يعمل...
    X