إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

أرجوكم الحقونى انا في خطر

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أرجوكم الحقونى انا في خطر

    احييكم في مبتدئ كﻻمى بتحية الاسﻻم ثم بدون ديباجات و مقدمات اقول لكم اني منهار و نفسيتى ادمرت و بكل صراحة احكي مشكلتى :
    انا المواقع الاباحية قتلتنى عصفت بقلبي كالدبور اماتته امرضته و المصيبة هنا ليست فحسب مقاطع الزنا و انما المصيبة الكبري انى اصبحت مدمنا مقاطع اللواط و امارس عليها العادة السرية اى الاستمناء و اشعر انى اصبت بهوس جنسي ﻻ افكﻻ سوى في مثل تلك القاذورات و حين اري شابا رشيقا مثﻻ اشعر بمشاعر عاطفية جنسية و اجد نفسي انظر الي اعضاؤه التناسلية و اتخيله في وضع مما رايت_ ليس معى _ وخاصة المرد ، ارجوكم انا اريد حﻻ ، قرات كل المواضيع ، سمعت كل الدروس ، اخذت بكل النصائح و الخطوات ، دعوت الله و تصدقت و تبت و التزمت و و و ثم اعود مرة اخرى مهما طالت المدة و مهما جاهدت فالحل ارجو..../ كما ارجو حﻻ لمشكﻻت اخري علي الترتيب لها عﻻقة بالموضوع:
    1- كيف انجح في جهاد النفس و مقاومة وساوس الشيطان
    2-كيف اتخلص من النفس الامارة بالسوء و ارقي بنفسي و اطهرها
    3-كيف اطهر قلبي و يصبح ﻻ يهوى الذنوب و المعاصي و يمتلئ بها و ينشغل بها عن الله و حبه و يصبح يحب الطاعة و يهوى العبادة و يشعر بمعانى الايمان
    4-حين اتوب كيف اثبت وﻻ ارجع للذنب مرة اخري
    5- كيف اقضي علي كبت الشهوة اذا كنت ﻻ احتلم
    و مع العلم ان عمري 17 سنة غير قادر علي الزواج و جربت الصيام و ﻻ فائ9ة لقد افطرت في رمضان السابق 5 ايام_ و يالحسرتى علي ما فرطت في جنب الله _ بسبب هذا
    ارجو ان تجيبو علي مشكلتى الاولي ثم علي كل نقطة من النقاط الخمس باستفاضة و بما يفيدنى حقا من نقاط عملية و قبل ان تذكروا لي مراقبة الله وخشيته راجعوا سؤالي الثالث واعلمو ان قلبي مريض ارجو الاهتمام و الاجابة المفيدة الوافية و شكرا

  • #2
    رد: أرجوكم الحقونى انا في خطر

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

    فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك: فأهلاً وسهلاً، ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت، وفي أي موضوع، ونسأله -جل وعلا- أن يصرف عنك شياطين الإنس والجن، وأن يجنبك الفواحش والفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يقسم لك من خشيته ما يحول به بينك وبين معاصيه!

    وكم نحن سعداء -حقاً- باتصالك بنا، وطلبك المساعدة في التخلص من تلك المعاصي، وهذا إن دل، فإنما يدل على أنك على خيرٍ عظيمٍ، وحبٍ لله ورسوله، وحرصٍ على طاعته، وعدم مخالفة أمره، وهذا كله مما يشجع ويشعر بعدم اليأس من العلاج إن شاء الله.

    واعلم - أن الإنسان أعطاه الله قدرةً على تنفيذ أي شيء، وعلى إلغاء أي شيء من الأمور التي جرت بها قدرة الله، وهذا بطبيعة الحال بعد مشيئته سبحانه وتعالى، وأنت الذي دخلت هذه المواقع برغبتك وإرادتك، ولا أتصور أن أحداً أجبرك على ذلك، وفي نفس الوقت أنت الوحيد القادر على التخلص منها، وعدم الدخول عليها، وأنا واثق من قدرتك على ذلك؛ لأنك لست أقل من غيرك أبداً، فهناك العشرات، بل والمئات من الشباب أمثالك عاشوا سنواتٍ مع هذا الشيطان، ثم تركوه حياءً من الله، وتوبةً صادقةً، وأنت لست أقل منهم -ولدي الحبيب سعيد-.

    ثم أمَا فكرت يوماً من احتمال أن يزورك ملك الموت، وأنت على هذه الحالة، فتموت على معصية الله، ويختم لك بسوء خاتمةٍ، وتأتي يوم القيامة كذلك أمام الناس جميعاً، أما فكرت في معصيتك لله، وهو مطلع عليك، وأنت لم تستح منه، مع علمك برؤيته لك وقدرته على عقابك! ولو سألتك سؤالاً: هل هذه الأوقات التي تضعيها في هذه المواقع، ستأتي في ميزان حسناتك وربحك، أم في ميزان سيئاتك وخسارتك؟ فماذا ستجيب؟ قطعاً ستقول في ميزان السيئات والخسارة، فلماذا إذن -يا ولدي- تصر على الخسارة، وأنت بمقدورك أن تربح في هذا الوقت ربحاً عظيماً هائلاً وكثيرا،ً وسأقدم لك وصفةً؛ عسى الله أن يساعدك بها في التخلص من هذه المعاصي:

    1- أهم شيء اتخاذ القرار، ووجود الرغبة الصادقة، وعدم التردد، فخذ القرار.

    2- أخرج هذا الجهاز من غرفتك الخاصة، إن كان موجوداً بها ولا تتردد.

    3- لا تستعمل الجهاز ليلاً، أو وأنت وحدك، وإنما احرص على استعماله نهاراً، وفي وجود أي طرفٍ آخر؛ حتى لا تضعف أمام هذه الإغراءات، وهذه مسألة في غاية الأهمية؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إنما يأكل الذئب من الغنم القاصية) أي التي تمشي وحدها بعيدةً عن القطيع، فكذلك الإنسان يستحوذ عليه الشيطان، ويفترسه، إذا كان وحده؛ فاحرص ألا تفتح الجهاز إلا ومعك أي شخص آخر، أياً كان، حتى ولو كان طفلاً.

    4- حدد هدفك من الجهاز قبل فتحه، فإن كان الهدف مشروعاً، فتوكل على الله، وإن لم يكن لديك هدف، فاعلم أنك ستدخل إلى هذه المواقع؛ فلا تفتح الجهاز للتسلية أو اللعب؛ لأن ذلك هو مدخل الشيطان الأول.

    5- حدد عدد الساعات التي تريد أن تقضيها أمام الجهاز قبل فتحه، وألزم نفسك بهذا التوقيت مهما كانت الضرورة والأسباب.

    6- حاول تقليل ساعات الاستعمال مع الأيام تدريجياً، حتى تتقدم، أو تصبح في أضعف الحدود.

    7- أوّل وأهمّ شيءٍ هو الدعاء، فلا تبخل على نفسك بالدعاء، ولأنك المحتاج، والله سبحانه ليس في حاجةٍ إليك.

    8- احرص على الصلوات في الجماعة، وحاول قضاء أطول فترةٍ ممكنةٍ خارج المنزل، أو بعيداً عن الجهاز.

    9- أشغل نفسك بأي شيء نافع ومفيد، ولو كان رياضةً من الرياضات، أو قراءةً حرةً، أو حفظ بضع آياتٍ من القرآن، أو الاطلاع على بعض كتب أهل العلم، أو كتابة بعض الخواطر أو المذكرات اليومية.

    10- اشترك في أي نشاط جماعيٍ هادفٍ حولكم، حيث ستُفيد وتستفيد، وبذلك أعتقد أنك ستُوفق في التخلص من ذلك عاجلاً إن شاء الله.
    اعلم وفقني الله وإياك أن هذه المعصية ناتجة عن فراغ لا يشغله الإنسان بالنافع من العمل، أو تعريض الإنسان نفسه للمثيرات، وقد يكون ذلك لخبث في نفس الإنسان، فعلى المرء أن يكثر من طاعة الله، ويكثر من ذكره تعالى، وأن يسأله العصمة من الزلل، ويتقرب إلى مولاه بشتى القرب. ثم اعلم عصمك الله أن مفسدة اللواط من أعظم المفاسد، ولذلك كانت عقوبته من أعظم العقوبات، ولقد فطر الله الإنسان على أن يميل الذكر للأنثى والأنثى للذكر، ومن خرج عن هذا الأصل كان خارجاً عن الفطرة.
    بل قال بعض العلماء: إن مفسدة اللواط تلي مفسدة الكفر، وربما كانت أعظم من القتل، ولم يفعل هذه الفعلة قبل قوم لوط أحد من العالمين.
    قال تعالى: (ولوطا إذ قال لقومه أتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين)[ الأعراف:80].
    وقال تعالى: (أتأتون الذكران من العالمين)[الشعراء:165].
    وقد قال أحد خلفاء بني أمية: لولا أن الله قص علينا قصة قوم لوط ما ظننت أن ذكرا يعلو ذكراً.
    وقد ثبت عن خالد بن الوليد رضي الله عنه أنه وجد في بعض المناطق رجلاً ينكح كما تنكح المرأة، فكتب إلى أبي بكر الصديق رضي الله عنه، فاستشار أبو بكر الصديقُ الصحابةَ رضي الله عنهم، فكان علي رضي الله عنه أشدهم قولاً فيه فقال: ما فعل هذا إلا أمة من الأمم واحدة، وقد علمتم ما فعل الله بها، أرى أن يحرق بالنار. فكتب أبو بكر إلى خالد فحرقه، وقال ابن عباس ينظر أعلى ما في القرية من بنيان أو جبل، فيرمى اللوطي من فوقه منكساً.
    وقد روى ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:"من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول" رواه أصحاب السنن، وقد لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم من عمل عمل قوم لوط ثلاثاً، ولم يلعن أحداً من أهل الكبائر ثلاثا إلاّ من فعل هذا.
    وقد عاقب الله عز وجل قوم لوط بعقوبة مزدوجة، فخسف بهم الأرض، فجعل عاليها سافلها، ثم أرسل عليهم حجارة من سجيل منضود، مسومة عند ربك، وما هي من الظالمين ببعيد.
    في حين عاقب فرعون وقومه بالغرق فقط، وعاقب عادا بالريح فقط، وثمود بالصيحة فقط. وفي هذا دليل على قبح المعصية وشناعتها.
    وما قاله لك الأطباء النفسيون مجانب للصواب، وعار عن الصحة، ومخالف لقواعد الدين والطب.
    قال تعالى: (فطرة الله التي فطر الناس عليها) [الروم: 30]، وقال صلى الله عليه وسلم: "كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه" متفق عليه.
    وفي الحديث القدسي: "وإني خلقت عبادي حنفاء كلهم، وإنهم أتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم..." رواه مسلم.
    ومن تأمل النصوص السابقة يعلم يقيناً أن الله تعالى خلق الخلق أسوياء على الفطرة، وأن من تنكب عن هذه الفطرة فبما كسبت يداه، وبتفريط منه باتباعه خطوات الشيطان، وبسبب ما يحيط به من مؤثرات وعوامل بيئية فاسدة مفسدة.
    فإذا كان الذي أنت عليه خلقاً، فاعلم أن الأخلاق أكثرها مكتسب، وقد روى البيهقي في شعب الإيمان عن أبى الدرداء قال: "إنما العلم بالتعلم، والحلم بالتحلم، ومن يتحر الخير يعطه ومن يتوق الشر يوقه".
    ومن أكثر من شيء عرف به، ولذلك عليك بمجاهدة نفسك للتغلب على هذا الخلق الذميم، والمعصية القبيحة، واسلك السبل الصحيحة اللازمة لترك هذا الخلق.
    وإذا كان هذا مرضاً، فقد قال صلى الله عليه وسلم: " تداووا فإن الله لم يضع داء إلا وضع له دواء غير داء واحد: الهرم" رواه أحمد وأبو داود والترمذي.
    فليس من داء إلا وله علاج، إلا داء الهرم وهو: الشيخوخة.
    وعلاج ما أنت فيه يكون بأمور:
    1/ أن تتوب إلى الله توبة صادقة، وتندم على تفريطك في حق الله، وتعزم على الإقلاع عن هذه المعصية، ومن تاب تاب الله عليه.
    2/ أن تشغل وقتك بطاعة الله، وكثرة ذكره سبحانه وتعالى، فبطاعة الله يحيا المرء حياة طيبة، ومن كان مع الله كان الله معه. قال تعالى: (من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة) [النحل: 97].
    وقال تعالى: (فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى) [طه: 123]. وبذكر الله يعمر القلب ويطمئن. قال تعالى: (فاذكروني أذكركم) [البقرة: 152].
    وفي الحديث القدسي: "أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا ذكرني ، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم، وإن تقرب إلي شبراً تقربت إليه ذراعاً، وإن تقرب إلى ذراعاً تقربت إليه باعاً، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة" متفق عليه.
    3/ أن تصاحب الصالحين وتتقرب منهم ومن مجالسهم، وعليك بترك مخالطة أهل البطالة والسوء، فإن المرء يتأثر ـ ولابد ـ بأخلاق من يخالطه. قال صلى الله عليه وسلم: "المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل" رواه أحمد وأبو داود والترمذي.
    وقال صلى الله عليه وسلم: "مثل الجليس الصالح والجليس السوء كمثل صاحب المسك وكير الحداد، لا يعدمك من صاحب المسك إما: أن تشتريه، أو تجد ريحه، وكير الحداد: يحرق بدنك أو ثوبك، أو تجد منه ريحاً خبيثة" رواه البخاري ومسلم، واللفظ للبخاري.
    4/ سد المنافذ والأبواب الموصلة إلى تلك الفاحشة، ويكون ذلك بغض البصر عن المردان، فإن النظر إلى الشاب الأمرد بشهوة يحرم باتفاق أهل العلم. قال تعالى: (قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون) [النور: 30]. وعدم الخلوة بهم، والبعد عن المثيرات.
    5/ عليك بالزواج، فالزواج وسيلة ناجعة لعلاج المشكلات الجنسية، إذا تهيأت الأسباب المعينة على ذلك. قال صلى الله عليه وسلم: "يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء" متفق عليه. فالمرء من روح وجسد، وقد شرع الله من الأحكام ما يرتفع بالروح والجسد إلى أسمى مراتب الفضيلة، ولذا شرع الزواج، وجعل مجامعة الرجل لأهله صدقة، قال صلى الله عليه وسلم: "وفي بضع أحدكم صدقة" رواه مسلم.
    فالغريزة الجنسية أمر مفطور عليه ابن آدم، فتوجه لحفظ النسب، وإنجاب النسل الصالح، وتحقيق السكون والمودة والرحمة، إرضاء لله تبارك وتعالى، قال تعالى: (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون) [الروم: 21].
    6/ عليك بالدعاء والالتجاء إلى الله تعالى، والانكسار أمام الخالق، وتذكر يوم الحساب، فإن في تذكر يوم الحساب، وتذكر الوقوف بين يدي الخالق الجبار رادع لك عن المعصية.
    7/ زيارة القبور وتذكر الموتى، وتخيل نفسك وأنت في عدادهم، وقد فارقت الدنيا، وتركت لذاتها وشهواتها، وفني كل ذلك وبقي الإثم والعار.



    مع تمنياتنا لك بالتوفيق والتوبة النصوح والهداية والصراط المستقيم!.

    زائرنا الكريم نحن معك بقلوبنا
    كلنا آذان صاغيه لشكواك ونرحب بك دائما
    في
    :

    جباال من الحسنات في انتظارك





    تعليق


    • #3
      رد: أرجوكم الحقونى انا في خطر

      فإن ألد أعداء الإنسان هما الشيطان ونفسه التي بين جنبيه، قال الله تعالى: إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا {فاطر:6}، وقال أيضاً: أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَن لَّا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ {يس:60}، وقال تعالى: وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيدًا {النساء:60}، وقال تعالى: إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللّهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ {المائدة:91}، إلى غير ذلك من آيات كثيرة توضح عداوة الشيطان للإنسان وأنه له بالمرصاد.


      وقال عن نفس الإنسان: إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ {يوسف:53}، ولعظيم شأن النفس أقسم الله تعالى بها في أكثر من موضع في القرآن، فقال سبحانه: وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ {القيامة:2}، وقال تعالى أيضاً: وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا {الشمس:7}.
      ولقد نهانا الله نهياً شديداً عن اتباع هوى النفس، فقال سبحانه وتعالى: إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنفُسُ {النجم:23}، وقال أيضاً: وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ {ص:26}، وقال تعالى: أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ {الجاثية:23},
      واعلم أن النفس الأمارة بالسوء إنما كانت كذلك لاستجابتها لوسوسة الشيطان، قال السعدي رحمه الله عند قوله تعالى (إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ) قال: أي لكثيرة الأمر لصاحبها بالسوء، أي الفاحشة وسائر الذنوب، فإنها مركب الشيطان ومنها يدخل على الإنسان. انتهى.
      وأما الخطوات التي لو اتبعتها تصلح بها نفسك الأمارة بالسوء، فهي أولاً المشارطة: وذلك بأن تشترط عليها أن تقلع عن السوء، وأن تلزم تقوى الله وطاعته وحبذا لو كان ذلك منك في كل صباح حتى تصل إلى ما تريد.
      ثانياً: بالمراقبة: بأن تراقب نفسك هل هي فعلاً قد أوفت بما اشترطته عليها أم لا.
      ثم ثالثاً: المحاسبة: بأن تحاسبها على الأفعال والأقوال.
      ثم رابعاً: المجاهدة بأن تقصرها قصراً على طاعة الله وتلزمها إلزاماً بمخالفة الهوى والشيطان، وراجع تفصيل هذه الخطوات في كتاب (مختصر منهاج القاصدين)، والكتاب نافع كله، خاصة رُبع (المهلكات) ورُبع (المنجيات)، ومع اتباع الخطوات الآنف ذكرها أكثر من دعاء الله أن يكفيك شر نفسك، والله نسأل أن يلهمنا رشدنا ويعيذنا من شر نفوسنا إنه ولي ذلك والقادر عليه.
      والله أعلم.


      ومن وسائل إصلاح النفس: المحافظة على الفرائض، والإكثار من النوافل، وتلاوة القرآن العظيم وتدبره، ومداومة ذكر الله عز وجل، وشهود مجالس العلم، ومحاسبة النفس على ما تدعوه إليه من الشهوات والمعاصي، ومصاحبة الصالحين, والإكثار من دعاء الله أن يكفي العبد شر نفسه,



      زائرنا الكريم نحن معك بقلوبنا
      كلنا آذان صاغيه لشكواك ونرحب بك دائما
      في
      :

      جباال من الحسنات في انتظارك





      تعليق


      • #4
        رد: أرجوكم الحقونى انا في خطر

        ومهما وقع الإنسان في ذنب أو في معصية أو ذنوب, وإن تعددت فإن باب التوبة لا يزال مفتوحًا لا يُغلق أمام العبد حتى تصل الروح الحلقوم، وحتى تطلع الشمس من مغربها. وقد أخبر الله تعالى في كتابه الكريم بأنه يقبل توبة التائبين، فقال جل شأنه: {وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ويعلم ما تفعلون}، وقال عليه الصلاة والسلام: (التائب من الذنب كمن لا ذنب له). فمن وقع في ذنب فالواجب عليه أن يبادر ويسارع، فإن الموت يأتي بغتة، فليسارع إلى التوبة وليندم على ما فطر منه من ذنوب، ويعزم عزمًا أكيدًا على أن لا يرجع إليها في المستقبل، فإذا فعل ذلك فإن الله عز وجل يمحو عنه الذنب ويبدل السيئة بحسنة، ولا يضره إذا رجع بعد هذه التوبة إلى الذنب مرة ثانية، فإن عليه أن يتوب مرة أخرى، وهكذا، ولا يزال الله عز وجل يتقبل منه التوبة كلما أذنب وتاب.


        قيل للحسن البصري: نتوب ثم نذنب، ثم نتوب ثم نذنب، إلى متى؟ قال: (حتى يكون الشيطان هو المخذول) فالحمد لله الذي أعانك على التوبة، وأعانك على الخروج من هذا المأزق، وهو الذي سيعينك غدًا فتوكلي على الله، واستعيني بالله، والجئي إلى الله تبارك وتعالى، واعلمي أن هذا الذنب الذي وقعت فيه وتبت منه يغفره الغفور سبحانه وتعالى.

        وينبغي ألا تأخذ المسألة أكبر من حجمها، فإن الله تبارك وتعالى يتفضل على عباده جميعًا، ما جعل الدنيا ثوابًا للطائعين وعقابًا للكافرين، فهو يعطي من كفر، ويعطيهم ويرزقهم سبحانه وتعالى، وهو الذي يقول: {أمَّنْ يُجيب المضطر إذا دعاه} هذا المضطر قد يكون مسلمًا أو غير مسلم، فكيف تقنط مسلمة تقرأ القرآن، وتسجد للرحمن، وتخاف الواحد الديان، كيف تيأس من رحمة الله، وكيف تقنط من رحمة الرحيم سبحانه وتعالى؟!



        زائرنا الكريم نحن معك بقلوبنا
        كلنا آذان صاغيه لشكواك ونرحب بك دائما
        في
        :

        جباال من الحسنات في انتظارك





        تعليق


        • #5
          رد: أرجوكم الحقونى انا في خطر

          والله أعلم.

          فإنا نهنئك على إرادتك ترك هذه العادة الذميمة، فاحرص على الجد في تنفيذ عزيمتك واعمر وقتك وطاقتك بحفظ القرآن ودراسة علوم الشرع مع الاستحضار لمراقبة الله دائما، فهو يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، فاستحي منه أن يراك على معصية، وأما عن الدعاء: فننصحك بالمحافظة على الأذكار المأثورة عند المساء والصباح وعند النوم، ففيها عصمة من وسوسة الشيطان ـ إن شاء الله ـ وأكثر من ذكر الله بحضور القلب كلما خطرت الشهوة في قبلك، وسل الله بالدعاء المأثور: اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى. رواه مسلم.


          وبالدعاء المأثور: اللهم طهر قلبي، وحصن فرجي. رواه أحمد.
          وبالدعاء المأثور: اللهم إني أعوذ بك من شر سمعي، ومن شر بصري، ومن شر لساني، ومن شر قلبي، ومن شر منيي. روه أحمد وأصحاب السنن وصححه الألباني.
          وابذل ما تستطيع من الوسائل في تخفيف الشهوة، ومن ذلك ترك الأطعمة المثيرة للشهوة، وابذل جهدك في التزوج، وأكثر من صيام النفل، وداوم على الطهارة كلما حصل ما يوجبها، ولا يمنعنك من الزواج قلة مالك، بل استشعر أن الله يعينك ويرزقك الغنى، كما قال الله تعالى: وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ { النور:32}.





          وإذا أردت الإقلاع عن هذه العادة السرية فعليك بما يأتي:
          أولاً: الاستعانة بالله عز وجل والاعتصام به وكثرة الدعاء بأن يعينك على تركها.
          ثانياً: السعي إلى الزواج الشرعي لما ثبت في الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء. يعني وقاية.
          وثالثاً: كثرة الصيام وذلك للحديث السابق.
          رابعاً: الأخذ بالأسباب التي تبعدك عن إثارة الشهوة كالنظر إلى النساء، والاختلاط بهم، ودفع الخواطر الرديئة التي تثيره حتى لا يتعلق القلب بذلك، وانشغال القلب بالأوراد والأذكار.
          خامساً: الابتعاد عن خلطاء السوء، والاقتراب من الجلساء الصالحين.
          سادساً: سماع المواعظ وسيرة السلف الصالح التي تزهده في الدنيا وترغبه في الآخرة، وحضور مجالس العلماء.
          سابعاً: ممارسة بعض الرياضة لاستفناء هذه الطاقة المخزونة، واجعل من هذه الرياضة مشيك إلى المساجد، وإلى زيارة القبور وزيارة المرضى.
          ثامناً: أشعر قلبك الحياء من الله، فإن ذلك إعانة لك على شيطانك.
          تاسعاً: لا مانع من استخدام بعض الأدوية -إن وجدت- لتسكين الشهوة، لا لقطعها، قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: وينبغي أن يحمل دواء يسكن الشهوة دون أن يقطعها أصالة
          واعلم أن الوسائل المثيرة تميت القلب وتذهب نوره وما أحسن قول القائل: ‏رأيت الذنوب تميت القلوب وقد يورث الذل إدمانها. وعليك أن تعلم أن قولك: إنك لا ‏تستطيع ترك الوسائل المثيرة دليل الخور والضعف، بل إن استعمال هذه الوسائل من ‏الشهوات التي ينبغي مقاومتها وتركها، فلا بد من فطم النفس عن الهوى وإلا أوردتك ‏موارد الهلكة
          والنفس كالطفل إن تهمله شب على حب الرضاع وإن تفطمه ينفطم
          كما نوصيك بمصاحبة الأخيار والبعد عن الأشرار، وتعلم العلم النافع الذي يشغل ‏وقتك ويصرفك عن السوء، واعلم أن أنجع وسيلة للبعد عن الوقوع في ما لا يرضي الله ‏هي أن تستشعر مراقبة الله لك وأنه مطلع عليك غاية الإطلاع. نسأل الله تعالى أن ‏يطهر قلبك ويحصن فرجك ويقيك السوء.‏






          وإن وقعت في الذنب بعد ذلك فبادر بالاستغفار وتجديد التوبة وفعل الصالحات، قال تعالى: وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ {آل عمران:135}.
          وقال عليه الصلاة والسلام: وأتبع السيئة الحسنة تمحها. رواه أحمد والترمذي، وحسنه.
          والله أعلم.



          زائرنا الكريم نحن معك بقلوبنا
          كلنا آذان صاغيه لشكواك ونرحب بك دائما
          في
          :

          جباال من الحسنات في انتظارك





          تعليق


          • #6
            رد: أرجوكم الحقونى انا في خطر

            جزاكم الله خيرا علي ردودكم لكنها ليست وافية اوﻻ يا تخوة الخير انا في المسجد دائما و معكم هنا في الموقع بدون ذكر اسماء اتابع الدروس في العرفة اوﻻ باول و اشترك في نشاطتتكم و اعلم كل ما تقولون و اشكركم علي التذكرة فان الذكرى تنفع المؤمنين، و انى لاخشي الله و و استحيي منه و تجول كل هذه الافكار في عقلي وقت الفعل لكن وقت .... كما يقولون هياج الشهوة يكون قلبي هو الذي يهوى كما ذكرت مهما كررت التذكير و تناهيت عن الغعل ﻻ بد وان اقع في المرة القادمة و انا بدات فعﻻ بممارسة الرياضة و انتظر التغيير ، انا ﻻ اريد يا اخوة الخير لكنى اضعف و ﻻ شئ يوقفنى طبعا فكرت لو مت علي هذا لكن يكون كل ما يهمنى فى ذلك الوقت الشهوة ﻻ شعور كما قال السائل في الغيديو في التعليق 3 يكون قلبي ميت فﻻ يزنى الزانى كحين يزنى وهو مؤمن ، انا اعلم كل هذه المخاطر و النصائح لكنى اريد متابعة اشعر انى وحدى هكذا و انى غارق في مشكلة ﻻ نجاة منها والله انى ﻻعزم كل ساعة لكن كما ذكرت اذا ضعف القلب و هوى فكيف الخﻻص وهذا الذي سالته وما اجاب احد علي كيف اطهر قلبي و نفسي بحيث ﻻ يهوى قلبي المعاصي فالقلب يزنى و زناه انه يهوى و يتمنى و احفظ القران ايضا في الموقع خنا و كل ما ذكرتموه اقوم به لكن القضية تكمن كما ذكرت في نقطتين اوﻻ ضعف القلب و هوى المعصية و عدم استشعار معامى التقوى و ثانيا زيادة الشهوة و عدم التفكير في غيرها حتى تقضي و لو انى كنت استطيع وحدى ان اقول لن افعل فيحدث ما سألتكم لكنى فعلت و عزمت وووو لكن ﻻ فائدة ضعف ضعف و موت القلب اتمنى تكونو فهمتمونى و توافونى بالﻻزم

            تعليق


            • #7
              رد: أرجوكم الحقونى انا في خطر

              الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:


              فإن من ذاق حلاوة الإيمان والقرب من الرحمن لا يحب أن يرجع إلى ما كان يعهده من المعاصي، وإذا وجد العبد في قلبه حنينًا إلى المعصية واشتياقًا لها، فإن ذلك دليل على ضعف إيمانه وعدم تَمَكُّن الإيمان من قلبه! وعلى هذا، فيجب عليك أن تتخذ الوسائل والتدابير المعينة على زيادة الإيمان، ومن أعظم ذلك دعاء الله سبحانه وتعالى، مع رجائه أن يحبِّب إليك الإيمان ويزينه في قلبك، وأن يكرِّه إليك الكفر والفسوق والعصيان، وأن يجعلك من الراشدين! وكذلك قراءة القرآن قراءة طويلة مع التدبر وحضور القلب، طلبًا للهداية وشفاءً للصدر، وكذلك المحافظة على الصلاة في الجماعة في المسجد مع المؤمنين، وأن تعمل جاهدًا على إخلاص العبادة لله، فإن ذلك كفيل بأن يتولى الله تعالى صرف السوء عنك، كما صرفه عن نبيِّه يوسف مِن قبل بسبب إخلاص قلبه لله تعالى.
              قال ابن القيم رحمه الله تعالى: وَدَوَاءُ هَذَا الدَّاءُ الْقَتَّالُ: أَنْ يَعْرِفَ أَنْ مَا ابْتُلِيَ بِهِ مِنْ هَذَا الدَّاءِ الْمُضَادِّ لِلتَّوْحِيدِ إِنَّمَا هُوَ مِنْ جَهْلِهِ وَغَفْلَةِ قَلْبِهِ عَنِ اللَّهِ تَعَالَى، فَعَلَيْهِ أَنْ يَعْرِفَ تَوْحِيدَ رَبِّهِ وَسُنَّتَهُ أَوَّلًا، ثُمَّ يَأْتِي مِنَ الْعِبَادَاتِ الظَّاهِرَةِ وَالْبَاطِنَةِ بِمَا يَشْغَلُ قَلْبَهُ عَنْ دَوَامِ الْفِكْرَةِ فِيهِ، وَيُكْثِرُ اللَّجَأَ وَالتَّضَرُّعَ إِلَى اللَّهِ سُبْحَانَهُ فِي صَرْفِ ذَلِكَ عَنْهُ، وَأَنْ يُرَاجِعَ بِقَلْبِهِ إِلَيْهِ، وَلَيْسَ لَهُ دَوَاءٌ أَنْفَعُ مِنَ الْإِخْلَاصِ لِلَّهِ، وَهُوَ الدَّوَاءُ الَّذِي ذَكَرَهُ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ حَيْثُ قَالَ: كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ {سُورَةُ يُوسُفَ: 24} وَأَخْبَرَ سُبْحَانَهُ أَنَّهُ صَرَفَ عَنْهُ السُّوءَ مِنَ الْعِشْقِ وَالْفَحْشَاءَ مِنَ الْفِعْلِ بِإِخْلَاصِهِ، فَإِنَّ الْقَلْبَ إِذَا أَخْلَصَ وَأَخْلَصَ عَمَلَهُ لِلَّهِ لَمْ يَتَمَكَّنْ مِنْهُ عِشْقُ الصُّوَرِ، فَإِنَّهُ إِنَّمَا يَتَمَكَّنُ مِنْ قَلْبٍ فَارِغٍ... اهـ.

              ولتعلم أن تحصيل الإخلاص يكون بالعلم النافع المؤسس على كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
              هذا؛ وننصحك بالاستماع إلى الأشرطة الدينية النافعة، ونوصيك خصوصًا بخطبة عنوانها: توبة صادقة للشيخ سعد البريك، وخطبة عنوانها: واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله ـ للشيخ محمد بن محمد المختار الشنقيطي، ودرس بعنوان: على الطريق ـ للشيخ علي القرني، وتجد هذه الأشرطة وغيرها على موقعنا، في صوتيات الشبكة الإسلامية، ومراكز تعليم القرآن والمراكز الدعوية والعلمية موجودة بفضل الله تعالى لمن بحث عنها، وإن لم توجد في ناحية من البلد، فإنها توجد في ناحية أخرى.
              ولا يخلو مكان على ظهر الأرض من أناس صالحين يقومون بأمر الله تعالى، ويتواصَون بالخير ويتعاونون عليه، وإنك واجدٌ لهم ـ إن شاء الله ـ لو فتَّشت عنهم، فإذا وجدتهم فانسلك في نظامهم، واعبد الله تعالى معهم، فإن الشيطان مع الواحد، وهو من الاثنين أبعد
              ولا بد أن يصحب ذلك كله الدعاء بالثبات ، فقد كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم الذي كان يكثر منه: " اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك" رواه أحمد.
              والدعاء بأن يجدد الله إيمانك ، فقد روى الحاكم في مستدركه عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إن الإيمان يخلق في جوف أحدكم كما يخلق الثوب ، فاسألوا الله أن يجدد الإيمان في قلوبكم".



              واعلم أنك إن حافظت على الأذكار حفظك الله من شرهم ومن كل سوء، فداوم على أذكار الصباح والمساء، وكذلك باقي الأذكار الموظفة واتلها بقلب حاضر، ومن أجمع ما كتب في الأذكار الصحيحة كتاب مختصر النصيحة في الأذكار والأدعية الصحيحة للشيخ محمد إسماعيل، و حصن المسلم للقحطاني.


              وادع الله دائما أن يرزقك الثبات، وأن يصرف عنك شر كل ذي شر هو آخذ بناصيته والله يحفظك ويرعاك.


              ننصح السائل بقراءة كتاب الداء والدواء للإمام ابن القيم، فقد أفاض فيه في ذكر آثار الذنوب والمعاصي وحشد من الأدلة ما يجعل صاحب القلب السليم يفر إلى مولاه ويهجر الذنوب والآثام، وكذلك طالع ربع المهلكات في كتاب مختصر منهاج القاصدين.

              فاعلم أخي أن علاج الإصرار على المعصية هو مجاهدة النفس والهوى والدنيا. قال تعالى:وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا [العنكبوت:69] يقول الإمام ابن القيم : علقَّ الله سبحانه الهداية بالجهاد، فأكمل الناس هداية أعظمهم جهاداً، وأفرض الجهاد جهاد النفس وجهاد الهوى وجهاد الشيطان وجهاد الدنيا، فمن جاهد هذه الأربعة في الله هداه الله سبل رضاه الموصلة إلى جنته، ومن ترك الجهاد فاته من الهدى بحسب ما عطل من الجهاد. الفوائد /78
              ومن مجاهدة النفس تخويفها من الله كما قال تعالى:وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى*فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى [النازعـات:41]
              وتخويفها مما سيحدث من العقوبات الدنيوية والأخروية، فإذا أشتد خوفه مما سيحصل له من وراء الذنب تباعد عنه، وفرَّ منه، فالخوف من الله ومن عقوباته في الدنيا والآخرة هو الأساس في ترك الذنب، يقول سيد قطب رحمه الله: الخوف من الله هو الحاجز الصلب أمام دفعات الهوى العنيفة، وقلَّ أن يثبت غير هذا الحاجز أمام دفعات الهوى. الظلال 6/3818
              ومن مجاهدة النفس مكابدتها ورفض الخضوع لطلباتها وشهواتها، يقول أحد السلف الأوزاعي : عالجت لساني عشرين سنة قبل أن يستقيم لي.
              ولن يصل أحد إلى الجنة إلا بالمكابدة فإن الجنة كما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: حجبت أو حفت بالمكاره. رواه البخاري.
              ومن علاج الإصرار على المعصية إيجاد البدائل الحلال، كما هي عادة الشرع يحرم باباً من الحرام ويفتح باباً من الحلال، يُحًّرم الزنى ويبيح الزواج، ويحرم الخمر ويبيح الطيبات....
              ومن العلاج أن لا يأمن على نفسه الموت وهو مقيم على المعصية.

              فإن الشيطان حريص على إغواء العبد، وقد أقسم بعزة الله على ذلك، قال الله تعالى حاكياً عنه: (فبعزتك لأغوينهم أجمعين*إلا عبادك منهم المخلصين)[الحجر:82،83] والعبد المسلم لا بد أن يعلم أن الشيطان هو أعدى أعدائه، ولا بد أن يعامله معاملة العدو، (إن الشيطان لكم عدواً فاتخذوه عدواً)[فاطر:6] والوسائل التي تنجي من الوقوع في حبائل الشيطان وتبعد العبد عن معصية الله كثيرة منها:
              أولاً: مراقبة الله واستحضار عظمته وخصوصاً عند الخلوة، قال الشاعر:
              إذا ما خلوت الدهر يوماً فلا تقل خلوت ولكن قل علي رقيب
              ولا تحسبن الله يغفل ســاعـة ولا أن ما تخفي عليه يغيـب
              وقال الآخر:
              وإذا خلوت بريبة في ظلمة والنفس داعية إلى الطغيان
              فاستحي من نظر الإله وقل لها إن الذي خلق الظلام يراني
              ثانيا: عدم الإنسياق وراء خطوات الشيطان، قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوت الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر)[النور:21] فخطوات الشيطان كالسلسلة من انساق وراءها لم تنته.
              وكل خطوة أعظم من التي قبلها، إلا أن يتدارك الإنسان نفسه بالإقلاع والتوبة.
              ثالثاً: التوبة من كل ذنب، فالذنب قد يحصل من المسلم، ولكن الواجب عند ذلك هو الإقلاع والتوبة، وليس الاستمرار والإصرار، قال تعالى: (والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون)[آل عمران: 135] وقال صلى الله عليه وسلم: "كل بني آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون" رواه الترمذي.
              رابعاً: تذكر الموت ولقاء الله، فإن من تذكر أن الموت يأتي بغتة، وأنه سيلقى الله وسيسأله عن عمله، فإنه سيرتدع عن الذنب.
              خامساً: اللجوء إلى الله بالدعاء بأن يوفقه لفعل الطاعات، وترك المنكرات، والله لن يخيب من دعاه، قال سبحانه: (إني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان..)[البقرة:186]
              سادساً: الإكثار من النوافل بعد المحافظة على الفرائض فإن من أكثر من النوافل وفقه الله وسدد خطاه، فقد روى البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "قال الله تعالى: من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ورجله التي يمشي بها، ويده التي يبطش بها، وإن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه"


              فما دمت مقلعا عن تلك المعصية، عازما على عدم العودة إليها، فإن استغفارك وتوبتك صحيحة إن شاء الله تعالى، ولا يضر ميل النفس إلى تلك المعصية، ما دمت تجاهدها وتردعها , ولا شك أن ذلك الميل خطير، وقد يؤثر على صدق التوبة، وربما حملك على العودة إلى الذنب , وقد جاء في قوت القلوب لأبي طالب المكي: ومن بقيت حلاوة المعصية في قلبه، أو نظر إليها إذا ذكرها بفكره خيف عليه العود فيها إلا بشدة مجاهدة وكراهة لها ونفي خاطرها عن سره إذا ذكرها بالخوف والإشفاق منها . اهــ .
              وهو أيضا من الأمارات التي تُتَّهم بها التوبة، كما قال ابن القيم رحمه الله تعالى : وَمِنَ اتِّهَامِ التَّوْبَةِ أَيْضًا: ضَعْفُ الْعَزِيمَةِ، وَالْتِفَاتُ الْقَلْبِ إِلَى الذَّنْبِ الْفَيْنَةَ بَعْدَ الْفَيْنَةِ، وَتَذَكُّرُ حَلَاوَةِ مُوَاقَعَتِهِ .. اهــ
              فاجتهد في كره تلك المعصية، واستحضر ضررها على دينك، وكم فوتت عليك من طاعة لله تعالى، فإن هذا سيحملك على بغضها وعدم التفات القلب إليها إن شاء الله تعالى


              محبة المعصية ـ مع عدم فعلها ـ إن كانت هذه المحبة لا تستقر في القلب بمعنى أن صاحبها ينازعها ويجاهد نفسه في تركها، وفي تحقيق محبة الله، فهو على خير وجهاد، لا على إثم ونفاق.



              قال ابن القيم ـ رحمه الله ـ في الفوائد: وَقد كتبُوا إِلَى عمر بن الْخطاب يسألونه عَن هَذِه المسالة أَيّهمَا أفضل: رجل لم تخطر لَهُ الشَّهَوَات وَلم تمر بِبَالِهِ، أَو رجل نازعته إِلَيْهَا نَفسه فَتَركهَا لله؟ فَكتب عمر: أَن الَّذِي تشْتَهي نَفسه الْمعاصِي وَيَتْرُكهَا لله عز وَجل من الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُم مغفرة وَأجر عَظِيم... إلى أن قال: صَاحب خواطر الشَّهَوَات والمعاصي كلما مرت بِهِ فَرغب عَنْهَا إِلَى ضدها ازْدَادَ محبَّة لضدها ورغبة فِيهِ وطلبا لَهُ وحرصا عَلَيْهِ، فَمَا ابتلى الله سُبْحَانَهُ عَبده الْمُؤمن بمحبة الشَّهَوَات والمعاصي وميل نَفسه إِلَيْهَا إِلَّا ليسوقه بهَا إِلَى محبَّة مَا هُوَ أفضل مِنْهَا وَخير لَهُ وأنفع وأدوم، وليجاهد نَفسه على تَركهَا لَهُ سُبْحَانَهُ، فتورثه تِلْكَ المجاهدة الْوُصُول إِلَى المحبوب الْأَعْلَى، فَكلما نازعته نَفسه إِلَى تِلْكَ الشَّهَوَات واشتدت إِرَادَته لَهَا وشوقه إِلَيْهَا صرف ذَلِك الشوق والإرادة والمحبة إِلَى النَّوْع العالي الدَّائِم، فَكَانَ طلبه لَهُ أَشد وحرصه عَلَيْهِ أتم. انتهى.



              وأما إذا استقرت محبة المعصية في قلب العبد، وتلذذت نفسه بذكرها، ولم يجاهد نفسه في دفعها، فهو عاص، ومحبته غير جائزة، قال الهيتمي ـ رحمه الله ـ في كتابه الزواجر عن اقتراف الكبائر في معرض كلامه عن تجديد التوبة عن المعصية كلما ذكرها صاحبها بعد التوبة، وهل يجب تجديدها؟ وقال إمام الحرمين: لا يجب ذلك لكنه يستحب، قال الأذرعي في توسطه: ويشبه أن يقال إن كان حين تذكره للذنب تنفر نفسه فما اختاره الإمام ظاهر، وإن كانت لا تنفر منه، وتلتذ بذكره فذلك معصية جديدة تجب التوبة منها. انتهى.
              وقال الغزالي ـ رحمه الله ـ في إحياء علوم الدين: فالبغض في الله واجب، ومحب المعصية والراضي بها عاص. انتهى.
              قالوا: كلما تذكر ذنوبه ندم على فعلها كتب الله له بذلك حسنات، والمطلوب منك أن تستغفر من جميع ذنوبك السالفة، ولكن لو تذكرت ذنباً عظيماً وزدت في الاستغفار منه خاصة فلا حرج في ذلك
              فاجتهد ما أمكنك في التقرب إلى الله تعالى بالإكثار من نوافل الصلاة والصدقة والصوم وغيرها من نوافل العبادات بعد توفية الفرائض حقها، واجتناب ما نهى الله عنه، تدرك محبة الله تعالى، واجتهد في الدعاء واللجأ إلى الله سبحانه أن يثبت قلبك على دينه، ويصرفه على طاعته وطاعة رسوله، واصحب الصالحين ففي صحبتهم الخير الكثير، وتجنب صحبة البطالين، ومن تدعو صحبتهم إلى الشر، وأكثر من ذكر الله تعالى فإن في ذلك الأجر الكبير.

              والله أعلم.










              سابعاً: مجالسة الصالحين، وترك جلساء السوء، فإن جلساء السوء يجرون المرء إلى المعاصي، أما جلساء الخير فإنهم يرشدون المرء إلى الطاعات، وترك المنكرات بأقوالهم وأفعالهم.


              زائرنا الكريم نحن معك بقلوبنا
              كلنا آذان صاغيه لشكواك ونرحب بك دائما
              في
              :

              جباال من الحسنات في انتظارك





              تعليق

              المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
              حفظ-تلقائي
              x
              إدراج: مصغرة صغير متوسط كبير الحجم الكامل إزالة  
              x
              أو نوع الملف مسموح به: jpg, jpeg, png, gif
              x
              x
              يعمل...
              X