إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ماحكم كرهي لابي ولكني احسن اليه

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ماحكم كرهي لابي ولكني احسن اليه

    السلام عليكم
    الاخوة الافاضل والاخوات الفضليات جزاكم الله خيرا وثبتنا واياكم على الحق

    اريد ان اعرف هل هو حرام ان اكره ابي لانه ماعاملني معاملة طيبة وحتى لم يربيني تربية صالحة بل هو السببب في عملي للكبائر لولا ان هداني الله
    انا اكرهه في داخلي لكني احسن اليه وابره جدا ولااتمنى له الاذى بالعكس اتمنى ان يهديه الله لان عمره 70 ويسمع الاغاني ويشرب ويصلي الوقت الذي يحب ولايحج رغم قدرته ولايزكي اموله
    هل هذا حرام لانني لااملك مشاعري
    جزاكم الله خيرا

  • #2
    رد: ماحكم كرهي لابي ولكني احسن اليه

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الأخت الفاضلة/
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

    يسرنا أن نرحب بك فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يصرف عنك كل سوء، وأن يعافيك من كل بلاء، كما نسأله تبارك وتعالى أن يوفقك، وأن يشرح صدرك لمحبة والدك وإكرامه والإحسان إليه، وأسأله جل وعلا أيضًا أن يجعلك من سعداء الدنيا والآخرة، وأن يوفقك في كل أمورك.

    وبخصوص ما ورد برسالتك -ابنتي الكريمة الفاضلة–، فإن قضية التعلق القلبي والميل العاطفي مسألة لا يملكها الإنسان، لأن القلوب مملوكة لله تعالى وحده، ولذلك قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف شاء)، أعرفُ شخصًا محترمًا ملتزمًا جدًّا، ولكن ما أن أراه، حتى أشعر بنوع من الكراهية له، رغم أنه لم يُسئ إليَّ إساءة واحدة، ويُقبل عليَّ إقبالاً عظيمًا، إلا أني أتعجب من هذا الأمر، ولكن أعلم أن له تحليلاً، فإن النبي -صلى الله عليه وسلم– أخبرنا بقوله: (الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف).

    لذا فإن الميل القلبي تجاه أي طرف، سواء أكان من أصحاب الحقوق الشرعية الكبرى -كالوالدين أو غيرهما– هذه بيد الله تعالى، وأحب أن أبين لك أن كون الإنسان لا يشعر بعاطفة حب وشوق تجاه والديه ليس معناه أنه عاصي، وإنما متى يكون الواحد عاقًا أو عاصيًا؟ إذا فعل أشياء تُسيء إلى الطرف الآخر، كأن يخالف أمره ولا يُطيعه ولا يستمع إلى كلامه، ولا يستجيب لرغباته المشروعة، هذه هي الأمور التي يكون فيها العقوق، فإذا ما طلب منك الوالد طلبًا وأنت قادرة على فعله ولم تفعلينه تكونين عاقة في هذه الحالة، إذا ما نهاك الوالد عن شيء وكان نهيه مشروعًا وفي محله، ولم تلتزمي به ولم تنتهي، فأنت بذلك عاقة وعاصية لله ولرسوله.

    فإذن العقوق هنا مخالفة الأوامر المشروعة، أما الميل القلبي هذا، هذا خارج عن سيطرة الإنسان وإرادته وقدرته، ولذلك جعله الله تبارك وتعالى خارج هذا الإطار، إلا أنه ثبت عمليًا أن الكراهية تؤدي إلى النفور، وأن النفور يؤدي إلى البُعد والتجافي، وقد يؤدي إلى العقوق، وقد يؤدي إلى تنفيذ بعض الطلبات بنوع من التأفف والتبرم وعدم الراحة، ومن هنا فتأتي مشكلة القلب، لأن القلب هو غرفة العمليات التي تتحكم في تصرفات الجوارح كلها، فهذه الكراهية كما ذكرتِ أثرت عليك تأثيرًا شديدًا، حتى أصبحت تكرهين رؤيته، وتشعرين بالاختناق وضيق الصدر عند رؤيته، خاصة وأنه قد ضربك منذ سنتين ضربًا مؤلمًا ما زالت أثاره في يدك، أيضًا إلى غير ذلك.

    هذا كله إنما هو عامل من عوامل تقوية النفور والكراهية، إلا أن المطلوب بداية منا –ابنتي آلاء– إنما هو الطاعة الظاهرة، بمعنى أن نُطيع، وأن أستمع إلى الكلام، وأيضًا أن أحاول في مقاومة الكراهية الموجودة، بمعنى أن أسأل الله تبارك وتعالى أن يُخرج كراهية أبي من قلبي، وأدعو الله تبارك وتعالى بصدق ويقين، لأن الحب يعني التضحية ويعني البذل، أما البغض يعني الجحود والبخل والنفور، أنت الآن تشعرين بذلك كما ذكرتِ.

    فإذن عليك كما ذكرتُ لك –ابنتي الفاضلة– أن تجتهدي في طاعته قدر استطاعتك في كل ما يأمر به، هذا أولاً.

    ثانيًا: توجهي إلى الله تبارك وتعالى بالدعاء أن يشرح الله صدرك لمحبة والدك، وأن يسكن قلبك محبة والدك، وأن يجعله مقدمًا لديك على غيره، وأن يعينك على بره وإكرامه والإحسان إليه.

    حاولي بالدعاء وحاولي أيضًا بالتصرف، ولو أن تضغطي على نفسك في بعض الأحايين، لأنك كما ذكرت أنت لا تجدي سببًا وجيهًا لهذا الهجر ولهذه الكراهية،.

    هذا أمر لديك ولدى غيرك، وهذه من ضريبة البعد عن الأسرة، ألا أني أقول عليك بالدعاء والإلحاح على الله تعالى أن يرزقك محبة والدك، وأن يعينك على بره وإكرامه والإحسان إليه، واعلمي أن الشيطان بدأ يستغل هذه الفجوة التي بينك وبين والدك في إفساد علاقتك مع الله تبارك وتعالى، ، فانتبهي -يا بُنيتي– وحافظي على الطاعة قدر استطاعتك، حتى وإن لم تشعري بالرغبة في ذلك، ولكن قاومي وستنتصرين.


    ولهذا أنصحك بالآتي:

    - الدعاء له بالهداية.. وأن يرقق الله قلبه عليك..

    - أنصحك بالحرص على التقوى: فإن الله سبحانه يؤيد أهل التقوى وييسر لهم أمورهم، وهي عنوان الفلاح في الدنيا والآخرة.. ووصية الله للأولين والآخرين.. وقد أحسن من قال:

    ألا بالصبر تبلغ ما تريد *** وبالتقوى يلين لك الحديد

    - يا أختاه غيري طريقة تفكيرك ومعاملتك لوالدك.. واعرفي أن أباك يعيش من أجل إسعادك مهما بدر منه.. وسوف تثبت الأيام لكِ ذلك..

    - حاولي الاقتراب من والدك واغمريه بحبك وحنانك.. بل صارحيه بأنك تتألمين بعض الوقت بسبب طريقة المعاملة، ولكن بكل حب واحترام.

    - اختاري أوقات الصفاء النفسي للوالد.. وذكريه بالآثار السلبية لقسوته.. وبأن ذلك سوف يدفع الجميع للهروب منه..

    - تذكري جيداً أن التضجر من تصرفاته باب لإغضاب الله عليك.. وتذكري أن في وجوده بابا إلى رضا الغفار، ولا تكثري من مناقشته: (واخفض لهما جناح الذل من الرحمة).. واعلمي أن مجرد التأفف من كلامه يغضب الجبار.. وأرجو أن يكون حوارك لوالدك بهدوء وأدب.. مع الإلحاح في الدعاء. والله المستعان..

    أسأل الله لك التوفيق والسداد، إنه جواد كريم.

    هذا وبالله التوفيق.



    زائرنا الكريم نحن معك بقلوبنا
    كلنا آذان صاغيه لشكواك ونرحب بك دائما
    في
    :

    جباال من الحسنات في انتظارك





    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    x
    إدراج: مصغرة صغير متوسط كبير الحجم الكامل إزالة  
    x
    أو نوع الملف مسموح به: jpg, jpeg, png, gif
    x
    x
    يعمل...
    X