إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ذنب عظيم

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ذنب عظيم

    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

    اريد ان اسألكم هل ربنا ممكن بعد ده كله يغفر لي

    انا واحدة كنت قريبة من ربنا و الحمد لله ..بقول كنت لاني حاسة ان ربنا مش هيرضي عني تاني ابدا

    انا كنت في مرة كده عملت ذنب عظيم و تجرأت علي ربنا بفعلي هذا لاني ساعتها قول هبقي اتوب بعد الذنب ده بس هي مرة واحدة و و و و فعلته و بعدها و الله ندمت و فعلا مرت فترة طويييييييييييييلة جدا

    و شعرت بأن ربنا معايا و بيقدرلي الخير و حصل لي ابتلاء وعلي الرغم من كده انا حاسة اني ما صبرتش الصبر اللي كان المفروض اصبره

    المهم اني رجعت تاني و عملت الذنب ده تاني و ده بسبب خطوات من الشيطان

    المشكلة كمان اني قبل ما اعمله كنت بقول لنفسي (ولا تتبعوا خطوات الشيطان ..الشيطان هيسحبك للذنب0000 و انا قولت لنفسي لاء انا عمري ما هعمل كده

    و للاسف عملته

    ..انا مكسوفة اصلي و مكسوفة اذكر ربنا

    بستغفر بس حاسة ان ربنا غضبان عليا

    انا ماكنتش عاوزة اكتب هنا عشان ما ابقاش بشتكي لحد غير ربنا

    بس انا مكسوفة حتي اتكلم مع ربنا

    مش عارفة اعمل ايه

    قولولي علي اكتر حاجة ممكن تخليني ارجع تاني زي الاول

    اظنكم عرفتم ايه هو الذنب ده

    انا إن شاء الله مش هرجع له تاني ..مش المشكلة دلوقتي ازاي اتخلص من الذنب انا عاوزة ارجع علاقتي تاني بربنا كويسة زي الاول

    اعمل ايه

    إن شاء الله هنشر مواضيع اسلامية كتييييييير ع النت و هكلم الناس عن التوبة و ذكر ربنا كتيييييييييير اوي و هصلي سنن كتيييييييير اوي و قران و صدقة ممكن اعمل ايه تاني

  • #2
    رد: ذنب عظيم

    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

    فإنكِ عالمة بأن ما وقعت فيه من فاحشة ذنب كبير، وخوفك الشديد مِن الله تعالى، ومِن أن يقع بك عذابه كفيلان - إن شاء الله - بأن يجعلاك لا تقعين مرة أخرى في شيء من تلك القاذورات، وما دمت لست مصرةً على هذه الكبيرة فالله يعفو ويغفر، وما عليك إلا: التوبة النصوح الصادقة، قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحاً عسى ربكم أن يكفر عنكم سيئاتكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار..) [التحريم: 8].
    واندمي على ما فعلت كلما ذكرته، وتصدقي مِن مالك، أخذاً بوصيته صلى الله عليه وسلم للنساء بالصدقة حيث قال: "تصدقن ولو من حليكن" رواه البخاري، وروى الترمذي قوله صلى الله عليه وسلم: "إن الصدقة لتطفئ غضب الرب، وتدفع عن ميتة السوء".
    وأكثري من الأعمال الصالحة، والدوام على العبادة، قال تعالى - بعدما ذكر سوء عاقبة الزنا وغيره- (إلا من تاب وآمن وعمل عملاً صالحاً فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفوراً رحيماً) [الفرقان: 70].
    ومن الأعمال الصالحات التي يمحو بها الله كل الذنوب (الحج)، قال صلى الله عليه وسلم: "من حج البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع كما ولدته أمه" متفق عليه.
    وعليك بملازمة الصلاة، والحجاب، وعدم التبرج، والابتعاد عن صديقات السوء، ومواطن الفتن، وعدم الاختلاط بالرجال، وعليك بالاختلاط بالنساء الصالحات المؤمنات، والتفتي إلى تربية أولادك والاهتمام بشؤون البيت، وكلما ذكرت خطيئتك التي فعلت فابكِ ندماً، قال صلى الله عليه وسلم: "يا عقبة احرس لسانك، وليسعك بيتك، وابك على خطيئتك" رواه أحمد.
    واعلمي أنك إذا تبت وندمت ولم ترجعي إلى ذنبك واستغفرت، فإن الله تعالى يقبلك ويقبل منك، ويعفو عنك، ويغفر لك، قال تعالى: (قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم) [الزمر: 53].
    وقال سبحانه: (غافر الذنب وقابل التوب) [غافر: 3].
    وقال صلى الله عليه وسلم: "إن الله عز وجل يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها" رواه مسلم





    عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: قال الله تبارك وتعالى: (يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان فيك ولا أبالي، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي، يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة) رواه الترمذي وصححه ابن القيم وحسنه الألباني.


    أسباب المغفرة
    وقد تضمن هذا الحديث أهم ثلاثة أسباب تحصل بها مغفرة الله وعفوه عن عبده مهما كثرت ذنوبه وعظمت، وهذه الأسباب هي:
    1- الدعاء مع الرجاء :
    فقد أمر الله عباده بالدعاء ووعدهم عليه بالإجابة ، فقال سبحانه: { وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين } (غافر: 60) ، وقال - صلى الله عليه وسلم -: ( الدعاء هو العبادة ، ثم قرأ هذه الآية ) رواه أحمد ، ولكن هذا الدعاء سبب مقتض للإجابة عند استكمال شرائطه وانتفاء موانعه ، فقد تتخلف الإجابة لانتفاء بعض الشروط والآداب أو لوجود بعض الموانع.
    ومن أعظم شروط الدعاء حضور القلب، ورجاء الإجابة من الله تعالى، قال - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الذي رواه الترمذي : ( ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة ، واعلموا أن الله لا يستجيب دعاء من قلب غافل لاه ) ، ولهذا أُمِر العبد أن يعزم في المسألة وألا يقول في دعائه اللهم اغفر لي إن شئت، ونُهِي أن يستعجل ويترك الدعاء لاستبطاء الإجابة، وجُعِل ذلك من موانع الإجابة حتى لا يقطع العبد حبل الرجاء ولو طالت المدة، فإنه سبحانه يحب الملحين في الدعاء، وما دام العبد يلح في الدعاء ويطمع في الإجابة مع عدم قطع الرجاء، فإن الله يستجيب له ويبلغه مطلوبه ولو بعد حين، ومن أدمن قرع الباب يوشك أن يفتح له.
    2- الاستغفار مهما عظمت الذنوب :
    السبب الثاني من أسباب المغفرة المذكورة في الحديث، هو الاستغفار مهما عظمت ذنوب الإنسان، حتى لو بلغت من كثرتها عنان السماء وهو السحاب أو ما انتهى إليه البصر منها، وقد ورد ذكر الاستغفار في القرآن كثيراً فتارة يأمر الله به كقوله سبحانه: { واستغفروا الله إن الله غفور رحيم } (المزمل: 20)، وتارة يمدح أهله كقوله تعالى: { والمستغفرين بالأسحار } (آل عمران: 17)، وتارة يذكر جزاء فاعله كقوله تعالى: { ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما } (النساء: 110) .
    والاستغفار الذي يوجب المغفرة هو الاستغفار مع عدم الإصرار على المعصية والذنب، وهو الذي مدح الله تعالى أهله ووعدهم بالمغفرة في قوله: { والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون } (آل عمران: 135)، وفي الصحيحين عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (أذنب عبد ذنبا فقال اللهم اغفر لي ذنبي، فقال تبارك وتعالى: أذنب عبدي ذنبا فعلم أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب، ثم عاد فأذنب فقال: أي رب اغفر لي ذنبي، فقال تبارك وتعالى: عبدي أذنب ذنبا فعلم أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب، ثم عاد فأذنب فقال: أي رب اغفر لي ذنبي، فقال تبارك وتعالى أذنب عبدي ذنبا فعلم أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب اعمل ما شئت فقد غفرت لك) والمعنى أي ما دمت على هذ الحال كلما أذنبت استغفرت من ذنبك، قال بعض الصالحين: "من لم يكن ثمرة استغفاره تصحيح توبته فهو كاذب في استغفاره"، وكان بعضهم يقول: "استغفارنا هذا يحتاج إلى استغفار كثير".
    وأفضل أنواع الاستغفار أن يبدأ العبد بالثناء على ربه، ثم يثني بالاعتراف بذنبه، ثم يسأل الله المغفرة، ولهذا قال - صلى الله عليه وسلم - كما في الصحيح: (سيد الاستغفار أن تقول اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك علي وأبوء لك بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، قال ومن قالها من النهار موقنا بها فمات من يومه قبل أن يمسي فهو من أهل الجنة، ومن قالها من الليل وهو موقن بها فمات قبل أن يصبح فهو من أهل الجنة)، ومن صيغ الاستغفار العظيمة ما ورد في الحديث الصحيح عند الترمذي أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (من قال أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه، غفر له وإن كان فر من الزحف) .
    3- التوحيد الخالص :
    السبب الثالث من أسباب المغفرة تحقيق التوحيد، وهو من أهم الأسباب وأعظمها، فمن فقدَه فقَدَ المغفرة، ومن جاء به فقَدْ أتى بأعظم أسباب المغفرة، قال تعالى: {إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد افترى إثما عظيما} (النساء: 48)، والتوحيد في الحقيقة ليس مجرد كلمة تنطق باللسان من غير فقه لمعناها، أو عمل بمقتضاها، إذاً لكان المنافقون أسعد الناس بها، فقد كانوا يرددونها بألسنتهم صباح مساء ويشهدون الجمع والجماعات، ولكنه في الحقيقة استسلام وانقياد، وطاعة لله ولرسوله، وتعلق القلب بالله سبحانه محبة وتعظيما، وإجلالا ومهابة، وخشية ورجاء وتوكلا، كل ذلك من مقتضيات التوحيد ولوازمه، وهو الذي ينفع صاحبه يوم الدين.


    فأعظم من الذنب أن يظن العاصي أن الله لا يغفر الذنب، وأن ييأس من المغفرة وهذه هي التي يود إبليس أن يفوز بها، وكيف ييأس من المغفرة من له رب رحيم ألم تعلمي قول النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَبْسُطُ يَدَهُ بِاللَّيْلِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ النَّهَارِ وَيَبْسُطُ يَدَهُ بِالنَّهَارِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ اللَّيْلِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا. رواه مسلم.
    فهذا مما يبعث الأمل في النفس فباب التوبة مفتوح والرب سبحانه رحيم وعد من تاب بالمغفرة بل ونهى من أسرف على نفسه وتكرر منه الذنب نهاه عن اليأس من قبول توبته مهما عظم ذنبه وتكرر منه. فقال سبحانه: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ. {الزمر:53}.
    فإن الله سبحانه لا يتعاظمه ذنب أن يغفره فرحمته وسعت كل شيء. والتائب حبيب لله وإن تكرر منه الذنب ما دام يتوب ويرجع ويندم ويشعر بالتقصير فإن ضعف بعد ذلك- ومَنْ مِن الخلق لا يضعف- فعمل الذنب نفسه أو ذنبا غيره ثم ندم وتاب غفر الله له. وهذه الحقيقة ظاهرة في هذا الحديث الصحيح العظيم.
    عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا يَحْكِي عَنْ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ: أَذْنَبَ عَبْدٌ ذَنْبًا فَقَالَ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَذْنَبَ عَبْدِي ذَنْبًا فَعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِالذَّنْبِ، ثُمَّ عَادَ فَأَذْنَبَ فَقَالَ أَيْ رَبِّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي، فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: عَبْدِي أَذْنَبَ ذَنْبًا فَعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِالذَّنْبِ، ثُمَّ عَادَ فَأَذْنَبَ فَقَالَ أَيْ رَبِّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَذْنَبَ عَبْدِي ذَنْبًا فَعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِالذَّنْبِ اعْمَلْ مَا شِئْتَ فَقَدْ غَفَرْتُ لَكَ. رواه مسلم.
    فما دمت نادمة على الذنب فتوبي وأبشري ولا تقنطي من رحمة الله فتلك وساوس من الشيطان حتى يبعدك عن باب مولاك الغفور الرحيم الذي هو أرحم بك من والدتك ووالدك والناس أجمعين.
    ففي صحيحي البخاري ومسلم عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَدِمَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَبْيٌ فَإِذَا امْرَأَةٌ مِنْ السَّبْيِ قَدْ تَحْلُبُ ثَدْيَهَا تَسْقِي إِذَا وَجَدَتْ صَبِيًّا فِي السَّبْيِ أَخَذَتْهُ فَأَلْصَقَتْهُ بِبَطْنِهَا وَأَرْضَعَتْهُ، فَقَالَ لَنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَتُرَوْنَ هَذِهِ طَارِحَةً وَلَدَهَا فِي النَّارِ؟ قُلْنَا: لَا وَهِيَ تَقْدِرُ عَلَى أَنْ لَا تَطْرَحَهُ فَقَالَ لَلَّهُ أَرْحَمُ بِعِبَادِهِ مِنْ هَذِهِ بِوَلَدِهَا.
    فهذا هو ربك وهذه هي رحمته وعفوه. وهذا كلامه ووعده بالمغفرة لمن تاب وإن تكرر ذنبه. وهذا كلام رسوله صلى الله عليه وسلم يؤكد ذلك. فلماذا تتركين كل هذا وتستمعين لأقوال الشيطان ولرغبته في إبعادك عن باب مولاك. لا شك أن هذا من الظن السيئ الذي لا يليق بمسلم يخاف ربه ويرجو رحمته أن يظنه بربه الرحيم. وإليك هذه البشرى أيضا.
    قَال أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: يَا ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ مَا دَعَوْتَنِي وَرَجَوْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ عَلَى مَا كَانَ فِيكَ وَلَا أُبَالِي، يَا ابْنَ آدَمَ لَوْ بَلَغَتْ ذُنُوبُكَ عَنَانَ السَّمَاءِ ثُمَّ اسْتَغْفَرْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ وَلَا أُبَالِي، يَا ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ لَوْ أَتَيْتَنِي بِقُرَابِ الْأَرْضِ خَطَايَا ثُمَّ لَقِيتَنِي لَا تُشْرِكُ بِي شَيْئًا لَأَتَيْتُكَ بِقُرَابِهَا مَغْفِرَةً. رواه أحمد والترمذي وحسنه وصححه الألباني.
    فماذا تنتظرين ؟ توبي وأبشري واجتهدي في العمل والدعاء وصاحبي الصالحات فهن من أكبر العون للمسلمة على التوبة. ودعي عنك هذه الوساوس واقطعي طريق الشيطان وتذكري وعد الله تعالى لمن عمل أكبر الكبائر كالشرك والقتل والزنا بأنه سيبدل سيئاتهم حسنات. إن هم تابوا وآمنوا وعملوا الصالحات. قال تعالى: وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا*يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا*إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا*وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا. {الفرقان: 68،69،70،71}.
    ومما يجب أن تعلميه أن فرص التوبة لا تضيع أبدا إلا بعد طلوع الشمس من مغربها، أو حين تبلغ الروح الحلقوم ويغرر الميت فحينئذ يغلق باب التوبة. وأما قبل ذلك فأبواب التوبة مفتوحة على مصراعيها. وإن تكرر الذنب. وفرصتك في التوبة لم تزل موجودة على حالها. ومن أعظم الأدلة على ذلك توبة الرجل الذي قتل تسعة وتسعين نفسا ثم تاب فتاب الله عليه- ولا أظن أن ذنبك قد بلغ هذا المبلغ حتى تيأسي - وقصة هذا الرجل ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم لنستبشر ولا نيأس من قبول توبتنا مهما بلغ الذنب.
    ففي صحيح مسلم عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: كَانَ فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ رَجُلٌ قَتَلَ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ نَفْسًا فَسَأَلَ عَنْ أَعْلَمِ أَهْلِ الْأَرْضِ فَدُلَّ عَلَى رَاهِبٍ فَأَتَاهُ فَقَالَ إِنَّهُ قَتَلَ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ نَفْسًا فَهَلْ لَهُ مِنْ تَوْبَةٍ فَقَالَ لَا، فَقَتَلَهُ فَكَمَّلَ بِهِ مِائَةً، ثُمَّ سَأَلَ عَنْ أَعْلَمِ أَهْلِ الْأَرْضِ فَدُلَّ عَلَى رَجُلٍ عَالِمٍ فَقَالَ إِنَّهُ قَتَلَ مِائَةَ نَفْسٍ فَهَلْ لَهُ مِنْ تَوْبَةٍ فَقَالَ نَعَمْ وَمَنْ يَحُولُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ التَّوْبَةِ، انْطَلِقْ إِلَى أَرْضِ كَذَا وَكَذَا فَإِنَّ بِهَا أُنَاسًا يَعْبُدُونَ اللَّهَ فَاعْبُدْ اللَّهَ مَعَهُمْ وَلَا تَرْجِعْ إِلَى أَرْضِكَ فَإِنَّهَا أَرْضُ سَوْءٍ، فَانْطَلَقَ حَتَّى إِذَا نَصَفَ الطَّرِيقَ أَتَاهُ الْمَوْتُ فَاخْتَصَمَتْ فِيهِ مَلَائِكَةُ الرَّحْمَةِ وَمَلَائِكَةُ الْعَذَابِ فَقَالَتْ مَلَائِكَةُ الرَّحْمَةِ جَاءَ تَائِبًا مُقْبِلًا بِقَلْبِهِ إِلَى اللَّهِ وَقَالَتْ مَلَائِكَةُ الْعَذَابِ إِنَّهُ لَمْ يَعْمَلْ خَيْرًا قَطُّ فَأَتَاهُمْ مَلَكٌ فِي صُورَةِ آدَمِيٍّ فَجَعَلُوهُ بَيْنَهُمْ فَقَالَ قِيسُوا مَا بَيْنَ الْأَرْضَيْنِ فَإِلَى أَيَّتِهِمَا كَانَ أَدْنَى فَهُوَ لَهُ فَقَاسُوهُ فَوَجَدُوهُ أَدْنَى إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي أَرَادَ فَقَبَضَتْهُ مَلَائِكَةُ الرَّحْمَةِ.
    فهنيئا للتائب الصادق الذي يُتبِع سيئاته بحسنات ماحية، ولا تبتعدي عن الصلاة بل قفي بين يدي ربك بحياء ووجل ورجاء وتفاؤل. فالصلاة من أعظم الأعمال التي تكفر الذنوب. كما قال تعالى: وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ. {هود: 114}. وبشيءٍ من التأمل مع التدبُّر للنصوص الشرعية؛ يُمكنك أن تصلَ لعلاجٍ ناجعٍ لمشكلتك؛ وهو في ظني يَتَمَثَّل في عدة أمور:


    الأول: مُفارقة الأحوال التي اعتدتها في زمن المعصية، والتحوُّل منها كلها، والاشتغال بغيرها، بمعنى: أن المعصية إما أن ترتبط بحالٍ، أو مكانٍ، أو أشخاصٍ، أو غير ذلك؛ فأنت مطالبٌ حتى تثبتَ على التوبة؛ أن تفارق كل ما من شأنه أن يُساعدك على المعصية، أو يذكرك بها، أو يعاونك عليها، وهذا من أسرار مشروعية الهجرة، وتأمل - رعاك الله - قول أعلم أهل الأرض في زمانه - لما قال لقاتل المائة نفس -: "مَن يحول بينه وبين التوبة؟ انطلق إلى أرض كذا وكذا؛ فإن بها أناسًا يعبدون الله، فاعبد الله معهم، ولا ترجع إلى أرضك؛ فإنها أرض سوءٍ"؛ قال العلماء: في هذا استحباب مفارقة التائب المواضع التي أصابَ بها الذنوب، والأخدان المساعدين له على ذلك، ومقاطعتهم ما داموا على حالهم، وأن يستبدل بهم صحبة أهل الخير والصلاح، والعلماء، والمتعبدين الورعين، ومن يقتدى بهم، وينتفعبصحبتهم، وتتأكد بذلك توبته؛ قاله النووي في شرحه على مسلم (9 / 143).
    الثاني: استحضار مُراقبة الله - تعالى - لك في السرِّ والعلانية، وأنه يراك، ولا يخفى عليه شيءٌ مما تفعل؛ قال - تعالى -: ﴿ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنْفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 235]،
    وهذا هو مقام الإحسان المشار إليه في حديث جبريل - عليه السلام -: ((أن تعبدَ الله كأنك تراه، فإن لم تكنْ تراه، فإنه يراك))؛ متفق عليه، فاستحضار قربه - سبحانه - يوجب الخشية والخوف والهيبة والتعظيم،
    ثالثًا: تيقَّن أن التوبة تمحو جميع السيئات، وليس شيءٌ من العبادات يمحو جميع الذنوب إلا التوبة؛ قال - تعالى -: ﴿ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾ [الزمر: 53]، هي لمن تاب؛ ولهذا قال: ﴿ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ ﴾؛ بل توبوا إليه، وقال بعدها: ﴿ وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ ﴾ [الزمر: 54]، وكذلك عبادة التوبة أفضل أعمال المؤمن؛ ولذلك قال النبي - صلى الله عليه وسلم - للغامدية بعدما أقرت بالزِّنا ورجمها: ((فوالذي نفسي بيده، لقد تابتْ توبةً لو تابها صاحب مكسٍ، لغفر له))؛ رواه مسلم.
    ابعًا: جاهِدْ نفسك، وقوِّ إرادتك، وانظر في العواقب، ولتعلمْ أن المعصية سببٌ للشقاء، والضنك، والضيق، والخوف، وأن من تركها لله، عوَّضه الله خيرًا منها، وأعظمها محبة الله، وطمأنينة القلب بذكره، والسعادة الحقة؛ فالله - تعالى - يمهل ولا يهمل؛ فربما سترك الله؛ لأجل أن تراجع نفسك، وتقلع عن فعلتك؛ فإذا أصررت عليها - لا قدر الله - ربما كشف أمرك، وهتك سترك.
    خامسًا: المحافظة على الصلوات، وإقامتها على الوجه الأكمل؛ فالصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكَر.
    سادسًا: إدمان الذِّكر، والأوراد المأثورة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - كأذكار الصباح والمساء، وأذكار النوم، ونحوها من الأذكار المطلقة والمقيدة، وكذلك أكثر من قول: "لا حول ولا قوة إلا بالله"؛ فإنها - كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية -: "تكابد بها الأهوال، وتحمل الأثقال، وينال رفيع الأحوال".
    سابعًا: ملازمة الدُّعاء، وتحرِّي أوقات ومواضع الإجابة، ومصاحبة الأخيار، والبُعد عن الأشرار، مع شغل الوقت بما يعود عليك نفعه، ولتبتعد عن الفراغ في دينك، ودنياك.
    ثامنًا: تجنُّب المثيرات؛ بالبُعد عن مواطن الفتَن.
    تاسعًا: الحذر من تذكُّر الذنب بين الفينة والأخرى؛ فالتفات القلب إلى الذنب، يجعل الإنسان - غالبًا - يحن إليه؛ فلا بد - والحال كذلك - من نسيان الذنب، أو تناسيه، وقطع الاسترسال في تفكره.
    قال ابن الجوزي في "المدهش" (ص: 161): "يا هذا دبر دينك، كما دبرت دنياك؛ لو علق بثوبك مسمارٌ، رجعت إلى وراء؛ لتخلصه، هذا مسمار الأضرار قد تشبث بقلبك، فلو عدت إلى الندم خطوتين، تخلصتَ".
    وقال: "إنك إذا اشتبك ثوبك في مسمارٍ، رجعت إلى الخلف لتخلصه، وهذا مسمار الذنب قد علق في قلبك، أفلا تنزعه؟!... انزعه، ولا تدعه بقلبك يغدو عليك الشيطان ويروح، اقلع الذنب من قلبك". اهـ.

    عاشراً: احرص على اقتناء كتاب: "تلبيس إبليس"؛ لابن الجوزي، و"إغاثة اللهفان"، و"مدارج السالكين"؛ لابن قيم الجوزية، وراجع - لزامًا - "فصل في مشاهد الخلق في المعصية"؛ حيث ذكر ثلاثة عشر مشهدًا، وقال: "وهذا الفصل مِن أجَلِّ فصول الكتاب وأنفعها لكل أحدٍ، وهو حقيقٌ بأن تثنى عليه الخناصر، ولعلك لا تظفر به في كتاب سواه، إلا ما ذكرناه في كتابنا المسمى: "سفر الهجرتين في طريق السعادتين".
    والله أسأل أن يرزقنا - جميعًا - توبةً نصوحًا، ويثبتنا على صراطه المستقيم





    وعليكي أن تحسني الظن بربك تعالى، فإنه لا يخيب من قصده، ولا يطرد من أقبل عليه، واعلم أن الله تعالى يقبل توبة كل تائب مهما عظم ذنبه، فكيف تخشى الفضيحة وقد تبت من ذنبك ذاك، ولو فرض أن أحدا من الناس اطلع على هذا فما يضرك في هذا وقصدك الأول ورغبتك ووجهتك إنما هي إلى ربك تعالى، وهدفك إنما هو مرضاته وحده، فثق أنه تعالى إذا رضي عنك فإنه يرضي عنك خلقه، فلا تشغل نفسك بهذه الوساوس وتلك الأوهام التي يريد الشيطان أن يصدك بسببها عما ينفعك، واعلم أن الحسنات يذهبن السيئات، واشتغالك بالعلم وطلبه هو من أحسن الحسنات التي يرجى إن شاء الله أن تتدارك بها ما فرط منك.
    نسأل الله أن يرزقنا وإياك توبة نصوحا.
    وننصحك بسماع هذه المقاطع
    http://way2allah.com/var-group-16.htm



    زائرنا الكريم نحن معك بقلوبنا
    كلنا آذان صاغيه لشكواك ونرحب بك دائما
    في
    :

    جباال من الحسنات في انتظارك





    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    x
    إدراج: مصغرة صغير متوسط كبير الحجم الكامل إزالة  
    x
    أو نوع الملف مسموح به: jpg, jpeg, png, gif
    x
    x
    يعمل...
    X