إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الضعف الشديد للإيمان :(

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الضعف الشديد للإيمان :(

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    طبتم بطيب سعيكم وجزيتم كل خير

    لي سؤال


    إيماني ضعيف جدا جدا وأريد التوبة الخالصة وأود فعل ما أستطيعه من خير ولكنني أرجع لنفسي فأرى أنني أتوب لأنه ليس أمامي غير التوبة ولو كان عندي مال وجمال لما تبت وتأتيني وساوس في العقيدة تصدني عن التوية وفعل الخير كلية !! أريد أن أشكو لله ما بي وأدعوه كي يزيد إيماني ولكن كيف أدعوه وهذه الوساوس التي تشكك في وجوده أو تدخله في أمور خلقه لو كان موجودا

    أرشدوني ما العمل ؟!

  • #2
    رد: الضعف الشديد للإيمان :(

    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،

    نسأل الله العظيم أن يتوب علينا لنتوب، وأن يغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا.

    إن باب التوبة مفتوح لا يُغلق حتى تطلع الشمس من مغربها، وحينها (( لا يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا ))[الأنعام:158] ويُغلق هذا الباب أيضاً إذا بلغت الروح الحلقوم، قال تعالى: (( وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ... ))[النساء:18]، والله تبارك وتعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل ...، بل ويفرح بتوبة عبده حين يتوب إليه، فسارع إلى الدخول في رحمة الله، واحذر من تأخير التوبة، فإن الإنسان لا يدري متى ينتهي به العمر، ولن يستطيع أحد أن يحول بينك وبين التوبة.

    والمسلم إذا أراد أن يرجع إلى الله لا يحتاج لواسطة كما هو حال الناس في هذه الدنيا، فإذا توضأت وكبرت فإنك تقف بين يدي الله يسمع كلامك ويجيب سؤالك، فاستر على نفسك وتوجه إلى التواب الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات.

    والتوبة النصوح ينبغي أن تتوفر فيها شروط بينها العلماء كما يلي:

    أولاً: أن يكون صاحبها مخلصاً في توبته لا يريد بها إلا وجه الله، فليس تائباً من يترك المعاصي خوفاً من رجال الشرطة أو خشية الفضيحة، أو يترك الخمر خوفاً على نفسه وحفاظاً لصحته، أو يبتعد عن الزنا خوفاً من طاعون العصر (الإيذر).

    ثانياً: أن يكون صادقاً في توبته، فلا يقل تبت بلسانه وقلبه متعلق بالمعصية؛ فتلك توبة الكذابين.

    ثالثاً: أن يترك المعصية في الحال.

    رابعاً: أن يعزم على أن لا يعود.

    خامساً: أن يندم على وقوعه في المخالفة، وإذا كانت المعصية متعلقة بحقوق الآدميين فإنها تحتاج لشرط إضافي، وهو:

    سادساً: رد الحقوق إلى أصحابها أو التحلل وطلب العفو منهم.

    ومما يعين التائب على الثبات ما يلي:

    1- الابتعاد عن شركاء الجرائم وأصدقاء الغفلة.

    2- الاجتهاد في تغيير بيئة المعصية؛ لأن كل ما فيها يذكر بالمعاصي.

    3- الاجتهاد في البحث عن رفاق يذكرونه بالله ويعينوه على الطاعات.

    4- الإكثار من الحسنات الماحية (( إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ))[هود:114].
    وابشر يا أخي، فإن الله سبحانه إذا علم منك الصدق يتوب عليك، بل ويبدل سيئاتك إلى حسنات قال تعالى: (( إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ ))[الفرقان:70].
    وكثرة الاستغفار مطلوبة ومفيدة جداً، وذاك هدى النبي صلى الله عليه وسلم الذي قال عنه ابن عمر رضي الله عنه: (كن نعد للنبي صلى الله عليه وسلم في المجلس الواحد استغفر الله وأتوب إليه أكثر من مائة مرة)، وقال عليه الصلاة والسلام لحذيفة (... وأين أنت من الاستغفار يا حذيفة؟ وإني لأستغفر الله في اليوم أكثر من سبعين مرة)، وقد كان السلف يستغفرون الله كثيراً، ويقصدون الأوقات الفاضلة مثل ثلث الليل الآخر، كما قال نبي الله يعقوب لأبنائه: (سوف أستغفر لكم ربي...)، قال ابن مسعود : ادخر استغفاره لهم إلى وقت السحر.

    والمسلم يستغفر الله حتى بعد الطاعات؛ لأنه يعتقد أنه مقصر، ولجبر ما فيها من خلل ونقص، فبعد الصلاة ينبغي على المسلم أن يقول أستغفر الله ثلاثاً، وبعد الحج ... وهكذا.

    وقد كان سلف الأمة الأبرار إذا أرادوا السقيا استغفروا الله، وإذا طلبوا المال استغفروا الله، وإذا أردوا الولد استغفروا الله، أو طمعوا في نيل القوة في أبدأنهم وبلدانهم استغفروا الله، وهذا لدقيق فهمهم لقوله تبارك وتعالى: (( فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا ))[نوح:10-11].
    والتوبة لها شروطها كما سبق، ويجب على المسلم أن يتوب إلى الله من كل صغيرة وكبيرة، وعلى المسلم أن يعود لسانه كثرة الاستغفار، فلا صغيرة مع الإصرار ولا كبيرة مع الاستغفار.

    فضعف الإيمان مرض يعتري القلوب المؤمنة ، وهو من أخطر أمراضها ، لما ينشأ عنه من الوقوع في المعاصي ، والتهاون في الواجبات ، وقسوة القلب ، وضيق الصدر ، وتغير المزاج ، وعدم التأثر بقراءة القرآن ، والغفلة عن ذكر الله عز وجل .. إلى غير ذلك. ولا طريق للتخلص من هذا المرض إلا بالسعي في ما يقوي الإيمان ، ويكون ذلك بدفع الأسباب الموجبة لضعفه ، وهي:
    1- البعد عن الأجواء الإيمانية ، من حضور مجالس الذكر ، والصلاة في جماعة ، ومجالسة الصالحين ، يقول الحسن البصري: "إخواننا عندنا أغلى من أهلينا ، أهلونا يذكروننا الدنيا ، وإخواننا يذكروننا الآخرة".
    2- فقدان القدوة الصالحة ، لذلك لما توفي النبي صلى الله عليه وسلم وووري التراب قال الصحابة رضي الله عنهم:"فأنكرنا قلوبنا" رواه البزار ورجاله رجال الصحيح.
    3-الاختلاط بأهل الفسق والفجور من أعظم الأسباب التي تورث قسوة القلب.
    4-الانشغال الشديد بأمور الدنيا ، وقد ذم النبي صلى الله عليه وسلم من هذه حاله ، وعده عبداً للدنيا ، فقال: "تعس عبد الدرهم ، تعس عبد الدينار .." رواه البخاري.
    5-الانشغال بشؤون الأولاد والأهل عن طاعة الله عز وجل ، قال تعالى: (إنما أموالكم وأولادكم فتنة والله عنده أجر عظيم)[التغابن:15]
    6-طول الأمل قال تعالى: (ذرهم يأكلوا ويتمتعوا ويلههم الأمل فسوف يعلمون)[الحجر:3] وعن علي رضي الله عنه أنه قال: أخوف ما أخاف عليكم اتباع الهوى ، وطول الأمل ، فأما اتباع الهوى فيصد عن الحق، وأما طول الأمل فينسي الآخرة.
    7-الإفراط في المباحات من أكل ، وشرب ، ونوم ، وكلام ، وخلطة ، فكثرة الأكل تبلد الذهن ، وتثقل البدن عن طاعة الله ، وتغذي مجاري الشيطان في الإنسان ، حتى قيل: من أكل كثيراً شرب كثيراً ، فنام كثيراً ، فخسر أجراً كثيراً.
    والإفراط في الكلام يقسي القلب ، والإفراط في مخالطة الناس تحول بين المرء ومحاسبة نفسه والخلوة بها ، والنظر في تدبير أمرها ، وكثرة الضحك تقضي على مادة الحياة في القلب فيموت لذلك ، قال صلى الله عليه وسلم : "لا تكثروا الضحك ، فإن كثرة الضحك تميت القلب" رواه ابن ماجه وصححه الشيخ الألباني.
    فهذه بعض أسباب ضعف الإيمان ، وبدفعها والعمل بضدها يقوى إيمان المسلم ، وعلى قدر اجتهاد المرء في الطاعة يقوى إيمانه ، وعلى قدر انغماسه في المعصية يضعف إيمانه ، إذ الإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية ، وقد ذكر ابن القيم أن افضل علاج لمثل هذه الحال هو: (أن تنقل قلبك من الدنيا فتسكنه في وطن الآخرة ، ثم تقبل به كله على معاني القرآن واستجلائها ، وتدبرها ، وفهم ما يراد منه ، وما نزل لأجله ، واختر نصيبك من كل آياته ، وتنزلها على داء قلبك ، فإذا نزلت هذه الآية على داء القلب برئ القلب بإذن الله). انتهى.
    ولا بد أن يصحب ذلك كله الدعاء بالثبات ، فقد كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم الذي كان يكثر منه: " اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك" رواه أحمد.
    والدعاء بأن يجدد الله إيمانك ، فقد روى الحاكم في مستدركه عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إن الإيمان يخلق في جوف أحدكم كما يخلق الثوب ، فاسألوا الله أن يجدد الإيمان في قلوبكم".


    فقد ثبت بالكتاب والسنة، وتواطأت أقوال الصحابة والتابعين على أن الإيمان يزيد وينقص، أي: يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية.
    قال الإمام البخاري - باب قول النبي صلى الله عليه وسلم بني الإسلام على خمس -: وهو قول وفعل ويزيد وينقص، قال الله تعالى: (لِيَزْدَادُوا إِيمَاناً مَعَ إِيمَانِهِمْ...) إلى آخر ما استشهد به البخاري من الآيات، وأقوال الصحابة في زيادة الإيمان ونقصه.
    وعليه، فمن أراد أن يقوى إيمانه، ويكمل، فعليه أن يمتثل جميع أوامر الشرع، وينتهي عن نواهيه، ويكثر من أعمال الطاعات، لقول البخاري - في باب بني الإسلام على خمس: وكتب عمر بن عبد العزيز إلى عدي بن عدي: إن للإيمان فرائض وشرائع وحدوداً وسنناً، فمن استكملها استكمل الإيمان، ومن لم يستكملها لم يستكمل الإيمان... إلى آخر كلامه.
    فقوة الإيمان إذا مرتبطة بزيادة الطاعات واليقين


    فاعلم أنك بتكاسلك عن العمل للآخرة قد ضيعت الوقود الحقيقي للإيمان ، ألا وهو العمل الصالح ، فالإيمان يزيد بالطاعة ، وينقص بالمعصية ، والله يقول : ( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا) [العنكبوت: 69] ، فراجع أخي نفسك واجتهد في العمل الصالح ، ومن أعظمه الدعاء ، فعن أنس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك، فقلت يا رسول الله آمنا بك وبما جئت به فهل تخاف علينا قال: نعم، إن القلوب بين إصبعين من أصابع الله يقلبها كيف يشاء " رواه الترمذي وقال حديث حسن ، فاجتهد بارك الله فيك في الدعاء أن يثبت الله قلبك على الإيمان فليس ثمة علاج أنجع ولا أنجح من الدعاء فهو سلاح المؤمنين .

    فإن من أنفع السبل لغرس بذرة الإيمان بالله عز وجل وبيان عظمته سبحانه سرد آيات الله الكونية مبرهنة بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية مقرونة بالتجارب العلمية والعملية إن وجدت ، مع التفكر في كل ما تحيط به حواسنا ، لأن ما يدركه الإنسان بفكره ويطمئن إليه بعقله يزداد يقينه به أكثر مما يدركه بدلائل المعرفة الأخرى.
    فالنظر في هذا الكون المتناسق المحكم الذي يجرى وفق نظام بديع وميزان دقيق يجعل الإنسان يخلص إلى أنه لابد لهذا الكون من خالق عليم خبير حكيم قدير عظيم وهو الله سبحانه جل في علاه قال سبحانه: (سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق).
    ولهذا فقد توافرت الآيات القرآنية في الحض على التفكر والتأمل في مخلوقات الله ، لأن عملية الخلق من أعظم الدلائل على عظمة الله سبحانه، وقد تحدى سبحانه من يدعون الألوهية أن يخلقوا ذباباً وهو من أحقر المخلوقات شأناً ليقيم عليهم الحجة بذلك فيتوصلوا إلى الإقرار بعظمته والاعتراف بالعجز عن تقديره سبحانه حق قدره، وإن مما يقوى اليقين بالله ـ مع ما سبق ذكره ـ التوجه القلبى لذكر الله وعبادته حق عبادته وزيادة القرب منه سبحانه ، فالتفكر في خلق الله مع ذكر الله وعبادته لا استغناء عنهما، ولا عن أحدهما لمن يريد أن يوقن حق اليقين بربه سبحانه وتعالى، وقد بين سبحانه ذلك كله فقال: (إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلاً سبحانك فقنا عذاب النار) [آل عمران: 190ـ191)


    ولكن الأمر ليس كذلك إنك بالفعل صادق في إيمانك، وصادقة في حبك لله وحبك لرسول الله صلوات الله وسلامه عليه، ولكن تعرض لك وساوس من الشيطان، فلا تستطيع لها دفعاً، ولا تعرف حكمها، فتظن ن أنك قد نالك منها شرٌ، فأبعدك عن ربك، وليس الأمر كذلك، بل ما لديك هو مجرد وساوس، لا تأثير لها على إيمانك. والله جل وعلا أكرم وأرحم أن يؤاخذ عباده المؤمنين بوساوس لا يستطيعون أن يدفعوها عن أنفسهم، وإنما ترد من الشيطان الرجيم. فهذا أمر أُكرهت عليه، ويُكره عليه كل إنسان، حتى ولو كان من الصالحين، ولذلك لما جاء طائفة من الصحابة رضوان الله عليهم إلى النبي صلى الله عليه وسلم فشكوا له هذه الوساوس التي تقع في أنفسهم في أمر الله وفي أمر العقيدة أو في أمر القرآن ونحوها فقال صلى الله عليه وسلم: (أوجدتموه؟)، أي: هل وجدتم ذلك؟ هل وجدتم تلك الوسوسة؟ (قالوا: نعم). وهم يتألمون لذلك. فقال صلوات الله وسلامه عليه: (ذاك صريح الإيمان). أخرجه مسلم في صحيحه. فبين لهم صلوات الله وسلامه عليه أن هذه الوساوس التي عرضت لهم تدل على صحة إيمانهم.
    فإن قلت: فكيف ذلك؟ كيف تدل على أنهم أصحاب إيمان صريح بسبب وجود الوساوس؟ فالجواب: لأنهم حاولوا دفع هذه الوساوس كما تحاولين أنت الآن؛ ولأنهم كرهوها وأبغضوها كما أبغضتها أنت الآن، ولأنهم تضايقوا بسببها كما تضايقت الآن، بل وكما تشعرين بالعذاب من أجلها، حتى أنك أنهيت كلامك السؤال: عن مدى غضب الله عليك بسبب هذه الوساوس، وهذا دليل صريح بحمدِ الله على إيمانك، فلتقر عينك ولتطمئن ، وإنه صلوات الله وسلامه عليه فرح لما أخبره بعض الصحابة رضي الله عنهم بوجود هذه الوساوس، فقد أخرج أبو داود في السنن بإسناد صحيح: (أن رجلاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! إن أحدنا يجد في نفسه يعرض بالشيء – أي: وسوسة قبيحة – لئن يكون حمَمَةً – أي: فحماً أسود – أحب إليه من أن يتكلم به، فقال صلى الله عليه وسلم: الله أكبر الله أكبر الله أكبر، الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة)، أي: الحمد لله الذي رد كيد الشيطان إلى الضعف، فلم يجد سبيلاً على المؤمن إلا بهذه الوساوس.وأيضاً فإن من علامة صدق التوبة وتوفيقك فيها، أن تبتعد ليس عن المعاصي فقط، بل وتبتعد أيضاً عن أسباب المعاصي، وعن الوسائل التي توقع فيها، فلابد لك من ترك الذنب وترك السبب الذي يؤدي إليه، وهذه علامة التائب الموفق الذي يستعلي بإيمانه، ويرتفع بكرامته أن يكون عبداً لهوه أو عبداً للشيطان، فإذا دعته نفسه مثلاً إلى نظرة حرام تذكر قول الله تعالى: (( وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى ))[النازعات:40-41]، فكن على حذر من الذنب ومن أسبابه التي تدعو إليه.


    واعلم ـ هداك الله ـ أن باب التوبة مفتوح لا يغلق في وجه أحد، ومما يعينك على تحصيل الخشوع والخوف من الله والإقبال على التوبة أن تدمن الفكرة في الموت وما بعده من الأهوال العظام والأمور الجسام، وأن تتمثل موقفك بين يدي ربك تعالى في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم، واستحضر عظمة الله سبحانه وأنه شديد العقاب وأنه لا يقوم لغضبه شيء سبحانه وتعالى، واقرأ آيات وأحاديث الوعيد والتخويف من النار فإنها تنصدع لها القلوب السليمة، واصحب أهل الخير فإنهم من أعون الأشياء على الاستقامة، ودع عنك ما يلقيه الشيطان في قلبك من الوساوس وما يفعله من تثقيل العبادة عليك وصدك عنها، بل جاهد نفسك وشيطانك وثق أنك مع المجاهدة ستبلغ ما تريد من طاعة الله، كما قال الله سبحانه: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ {العنكبوت:69}.
    وما تشعر به من ثقل العبادة وصعوبة التدين كل هذا من تزيين الشيطان وتلبيسه عليك وإلا فالحياة الطيبة لا تنال إلا في ظل دوحة التدين الوارفة، فمن أطاع الله وأقبل عليه أحياه الله الحياة الطيبة في دوره الثلاث في الدنيا والبرزخ والآخرة، كما قال سبحانه: مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ {النحل:97}.المحافظة على ورد من القرآن الكريم يومياً؛ لأن القرآن نور، والله تبارك وتعالى عندما أخبرنا عن القرآن فقال: (( إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ ))[الإسراء:9]، فبقراءة القرآن تستقيم بإذن الله على منهج الله، ويشرح الله صدرك ويطهر قلبك من المعصية، ويجعلك تحافظ على الطاعات؛ ولذلك حاول أن يكون لك ورد يومي من القرآن حسب استطاعتك، يعني إذا استطعت أن تقرأ جزءاً من القرآن فاقرأه وإن كان نصف جزء فلا مانع، المهم أن تكون بينك وبين القرآن صلة يومياً صباحاً ومساءً.لصحبة الصالحة، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا تصاحب إلا مؤمناً، ولا يأكل طعامك إلا تقي)، فاجتهد في الصحبة الصالحة والارتباط بهم؛ لأن المرء على دين خليله، والطيور على أشكالها تقع، فإذا منَّ الله عليك بصحبة صالحة فإنك بإذن الله ستجد عوناً كبيراً خاصة في بلاد بالغربة وخاصة في هذه البلاد التي لا يخفى عليك حالها، فالصحبة الصالحة سوف تعينك على ملء أوقات الفراغ بشيء مفيد، على الأقل إذا لم يكن فيه زيادة في الإيمان فعلى الأقل فيه التوقف عن المعاصي.

    سادساً: أن تربط نفسك بعمل من أعمال الدين، أي تمارس الدعوة بنفسك؛ لأن الله تعالى لا يضيع أهله، والأخ الذي يعمل في خدمة الدين فإن الله تبارك وتعالى يجعل له من لدنه وليّاً ونصيراً؛ ولذلك بعث الله إلى الناس الأنبياء والرسل، والإنسان منا الذي يعمل في مجال الدعوة يقول لنفسه: (( أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلا تَعْقِلُونَ ))[البقرة:44]، فالعمل في الدعوة، بمعنى أن تشارك في الأنشطة الدعوية التي توجد في المنطقة حسب الظروف.





    تزود بالعلم الشرعي؛ لأن الإيمان يزيد إذا لم نُعطَ دورات في الإيمان، يعني الآن نحن لا نتعامل مع الكومبيوتر إلا إذا أخذنا دورة فيه في كيفية التعامل، ولا نستطيع أن ننطق باللغات الأجنيبة إلا إذا أخذنا دورات في دراسة هذه اللغات حتى نكتسبها، كذلك عوامل زيادة الإيمان تحتاج إلى العوامل التي تعين على هذه الزيادة، وهذه هي الدورات التي أقولها، فكن عندك بعض الكتب البسيطة جدّاً في العقيدة في العبادة في الأخلاق في المعاملات، وإذا لم يتيسر فعليك بالمراكز الدعوية الموجودة عندكم في منطقتك؛ لأن كل آية تزيد في الإيمان، وكل حديث يزيد في الإيمان، فعليك أن تحضر الدروس والمحاضرات والاستماع إلى الأشرطة وقراءة ما تستطيع من الكتب النافعة في دينك ودنياك، وأشغل وقت فراغك، ونسأل الله أن يزيدك إيمانك وتقوى وهدى واستقامة.


    فإن ما يعرض على القلب من شك في وجود الخالق على قسمين:
    الأول: أن يكون مجرد وسوسة شيطانية مع استقرار الإيمان في القلب، فالواجب في هذه الحالة دفع الوساوس والاستعاذة بالله وعدم الكلام بمقتضاها.
    الثاني: أن يستقر الشك في القلب ولا يكون مجرد حديث نفس بل قد يترتب عليه مقتضاه من قول أو فعل فهذا كفر بالله تعالى. وهذا إن حصل فهو من المضحكات المبكيات إذ كيف يشك الإنسان في وجود خالقه، وكل هذا الكون بنظامه ودقته من دلائل وجوده، بل الإنسان نفسه بما فيه من عجائب الخلق وإتقانه أحد هذه الشواهد. كما قال تعالى: وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ {الذاريات:21}
    ثم إن من المعلوم عقلا إن كل مخلوق لا بد له من خالق لامتناع أن يكون هو خلق نفسه أو أنه وجد دون موجد، ولهذا قال تعالى: أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ * أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بَل لَّا يُوقِنُونَ {الطور:35، 36}
    فكيف بخلق السموات والأرض وما بث فيهما من دابة. قال تعالى: لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ{غافر:57} .
    ولذلك قالت الرسل لأممهم: أَفِي اللّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ { إبراهيم:10}
    فالأدلة على وجود الله تعالى وربوبيته كثيرة:
    منها: 1ـ دليل الفطرة، فإن العباد مفطورون على معرفة الله تعالى، ولهذا قال سبحانه: قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمّىً { إبراهيم:10}.
    قال شيخ الإسلام: فدل ذلك على أنه ليس في الله شك عند الخلق المخاطبين، وهذا يبين أنهم مفطورون على الإقرار.
    قال النبي صلى الله عليه وسلم: ما من مولود إلا يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه، أو ينصرانه، أو يمجسانه، كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء هل تحسون فيها من جدعاء؟ ثم يقول أبو هريرة ـ رضي الله عنه: فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم. رواه البخاري ومسلم
    والفطرة هي الإسلام، ويدل على ذلك رواية مسلم: ما من مولود يولد إلا وهو على الملة.
    وله أيضا: إلا على هذه الملة حتى يبين عنه لسانه.
    ويدل عليه أيضا، قوله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه: وإني خلقت عبادي حنفاء كلهم، وإنهم أتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم، وحرمت عليهم ما أحللت لهم، وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطانا ـ رواه مسلم.
    2ـ ومنها: ما يسمى ببرهان التمانع، أو دليل التمانع، وحاصله أنه لو وجد خالقان، واختلفا، فأراد أحدهما إيجاد شيء وأراد الآخر إعدامه، فإما أن يقع مرادهما معا، أو ألا يقع مراد واحد منهما، أو أن يقع مراد أحدهما دون الآخر، فالأول والثاني باطلان، لما في الأول من جمع النقيضين، ولما في الثاني من ارتفاعهما، وكلاهما محال، فالنقيضان لا يجتمعان، ولا يرتفعان فلا يكون الشيء موجودا معدوما، في وقت، كما لا يكون لا موجودا ولا معدوما، فبقي الاحتمال الثالث، وهو أن يقع مراد أحدهما فقط، فهذا هو الرب الخالق، والثاني عاجز لا يصلح للربوبية.
    3ـ دليل الآيات النفسية والكونية: وقد استدل به موسى ـ عليه السلام ـ في مناقشته لفرعون المنكر للربوبية في الظاهر، قال تعالى: قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ* قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ {الشعراء:ـ 23 ـ24}.
    وقال أيضا: قَالَ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ {الشعراء:28}.



    فنسأل الله تعالى أن يهدي قلبك وأن يلهمك رشدك، وهذا الشك الذي يدور بعقلك هو من وساوس الشيطان، فالمشركون الذين بعث إليهم النبي صلى الله عليه وسلم كانوا يعتقدون أن الله هو الخالق لهم وللكون ولكل شيء وإنما كان شركهم في صرف أنواع من العبادة لغير الله لتقربهم إلى الله، فكيف بك وأنت تنتمي إلى الإسلام ونشأت على الإسلام ؟! وقد ذكر الله سبحانه هذا في كتابه في مواضع كثيرة منها: قوله تعالى: وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ. {العنكبوت:61}. وقال تعالى: وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ. {العنكبوت:63}. وقال تعالى: وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ. {الزخرف:87}.
    ثم هناك سؤال لابد منه وقد سأله الله مستنكرا على من لم يشكر نعمة الله عليه ولم يوحده سبحانه، فقال عز وجل: يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ. {فاطر:3}. فمن شك في أن الله سبحانه هو الخالق، فما جوابه على هذا السؤال؟ وما هي صفة هذا الخالق المزعوم من دون الله عز وجل؟! هل له رسائل إلى خلقه ليعرفهم بنفسه أم خلق الخلق وتوارى واعتزل؟
    ثم لماذا الشك هل هناك أي شبهة عقلية ولو من بعيد على وجود إله آخر خالق لهذا الكون غير الله، ما هو برهان ودليل من يدعي ذلك، قال تعالى: وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ * لَوْ أَرَدْنَا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْوًا لَاتَّخَذْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا إِنْ كُنَّا فَاعِلِينَ * بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ * وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ عِنْدَهُ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ * يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ * أَمِ اتَّخَذُوا آلِهَةً مِنَ الْأَرْضِ هُمْ يُنْشِرُونَ * لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ * لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ * أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ هَذَا ذِكْرُ مَنْ مَعِيَ وَذِكْرُ مَنْ قَبْلِي بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ فَهُمْ مُعْرِضُونَ. {الأنبياء:16-24}.
    فالمعنى: لو كان فيهما آلهة موصوفة بأنها غير الله لَفسدتَا، فامتنع أن يكون هناك شريك. يقول الله تعالى: قُلْ لَّوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذاً لاَّبْتَغَوْاْ إِلَى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلاً .{الإسراء: 42}.
    الحق - سبحانه وتعالى - يعطينا القسمة العقلية في القرآن: فلنفرض جدلاً أن هناك آلهة أخرى: قُلْ لَّوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذاً.. {الإسراء: 42} أي: لو حدث هذا لاَّبْتَغَوْاْ إِلَى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلاً. {الإسراء: 42}.
    السبيل: الطريق، أي طلبوا طريقاً إلى ذي العرش أي: إلى الله، لماذا؟ إما ليجادلوه ويصاولوه، كيف أنه أخذ الألوهية من خلف ظهورهم، وإمّا ليتقربوا إليه ويأخذوا ألوهية من باطنه، وقوة في ظل قوته، كما أعطى الله تعالى قوة فاعلة للنار مثلاً من باطن قوته تعالى، فالنار لا تعمل من نفسها، ولكن الفاعل الحقيقي هو الذي خلق النار، بدليل أنه لو أراد سبحانه لَسِلَبها هذه القدرة، كما جاء في قول الحق سبحانه وتعالى: قُلْنَا يانَارُ كُونِي بَرْداً وَسَلَاماً عَلَى إِبْرَاهِيمَ .{الأنبياء: 69}.
    وقوله: مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَـهٍ إِذاً لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَـهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلاَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ... {المؤمنون: 91} وهذه الآية الكريمة وأمثالها تثبت أنه سبحانه موجود وواحد.
    لكن، لماذا تفسد السماء والأرض إنْ كان فيهما آلهة غير الله؟
    قالوا: لأنك في هذه المسألة أمام أمرين: إما أن تكون هذه الآلهة مستوية في صفات الكمال، أو واحد له صفات الكمال والآخر له صفة نقص. فإنْ كان لهم صفات الكمال، اتفقوا على خَلْق الأشياء أم اختلفوا؟
    إنْ كانوا متفقين على خَلْق شيء، فهذا تكرار لا مُبرِّر له، فواحد سيخلق، والآخر لا عملَ له، ولا يجتمع مؤثران على أثر واحد.
    فإن اختلفوا على الخَلْق: يقول أحدهم: هذه لي. ويقول الآخر: هذه لي، فقد علا بعضهم على بعض.
    أما إنْ كان لأحدهم صفة الكمال، وللآخر صفة النقص، فصاحب النقص لا يصحّ أن يكونَ إلهاً. وهكذا الحق - سبحانه وتعالى - يُصرِّف لنا الأمثال ويُوضِّحها ليجلي هذه الحقيقة بالعقل وبالنقل: لا إله إلا الله، واتخاذ آلهة معه سبحانه أمر باطل. انتهى من تفسير الشيخ الشعراوي.
    فاستعذ بالله أيها الأخ الكريم، وتذكر قول الرسل لأقوامهم : قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ. {إبراهيم: 10}. وخير وسيلة لمقاومة هذه الشبهات هي اللجوء إلى الله أن يهدي قلبك ويثبته على الإيمان، والإكثار من قول لا إله إلا الله مخلصا من قلبك لتذوق حلاوة الإيمان ويندفع عنك الشيطان، وعليك بالصحبة الصالحة المؤمنة وعليك بالعلم والقراءة ففي العلم أعظم علاج لتبديد ظلام الشبهات وتثبيت حقائق الإيمان وسوف نحيلك على بعض المراجع والفتاوى لتزداد علما، ومن ذلك:
    كتاب مختصر معارج القبول للشيخ هشام عقدة، من أول: إثبات ذاته تعالى (البراهين على وجود الله عز وجل) وما بعدها من صفحات. ويمكنك تحميل الكتاب من هذا الرابط:
    http://www.saaid.net/book/5/816.zip
    كتاب: للكون إله، قراءة في كتابي الله المنظور والمسطور، تأليف: د. صبري الدمرداش ، ويمكنك تحميل الكتاب من هذا الرابط:
    http://www.archive.org/download/llkwon/LLKWN.pdf
    كتاب: "الفيزياء ووجود الخالق " للدكتور جعفر شيخ إدريس ويمكنك تحميل نسخة منه من هذا الرابط:
    http://www.saaid.net/book/9/2368.zip
    كتب الشيخ عبد المجيد الزنداني ومنها: "إنه الحق ، كتاب التوحيد ، توحيد الخالق، البينة العلمية في القرآن، بينات الرسالة، رَسَائِل تَثبيت الإيمَان- طريق الإيمان (1)، رَسَائِل تَثبيت الإيمَان - طريق الإيمان (2) علم الإيمان " ويمكنك تحميل نسخة منها من هذا الرابط:

    http://www.saaid.net/book/9/2337.zip .


    ولا تترك الدعاء واللجأ إلى الله تعالى، فإنه لا يثبتك على الاستقامة غيره ولا يأخذ بناصيتك إلى طريق الهداية سواه، نسأل الله أن يهدينا وإياك صراطه المستقيم.



    زائرنا الكريم نحن معك بقلوبنا
    كلنا آذان صاغيه لشكواك ونرحب بك دائما
    في
    :

    جباال من الحسنات في انتظارك





    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    x
    إدراج: مصغرة صغير متوسط كبير الحجم الكامل إزالة  
    x
    أو نوع الملف مسموح به: jpg, jpeg, png, gif
    x
    x
    يعمل...
    X