إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

تزكية النفس

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تزكية النفس

    السلام عليكم

    مشكلتي بإختصار أمراض القلوب، دايما بحس اني مليان أمراض

    صلحت لباسي الشرعي لله في الفترة الاولي من لبسي له كانت لله لكن دلوقت بحس أني بلبس اللباس الشرعي علشان الناس تقول دي مؤدبة،

    بحفظ قرآن علشان صوتي جميل ويقال قارئة،

    لما أسلم على واحدة وهي متسلمش تاني مرة ممكن أظن فيها ومسلمش عليها،

    تعلق بغير الله كتير زي الرسالة دي مثلا، عجب ورياء وسوء ظن حتي في الله أحيانا جل جلاله

    دايما بحس الناس بتبص عليا لو بصلي في مسجد مثلا، بقعد أستغفر وأدعي ربنا كتير أن يجعل عملي صالح ويزيل الوساوس دي بس بتاخد مني جهد كبير، وبأخد وقت كبير لما أنوي، في وقت عزمت أني هسيب عمل معين بسبب الرياء والعجب

    أعمل أية وأطهر نفسي وقلبي أزاي؟ علموني أزاي أنوي صح وأزاي الشيطان ميدخليش في كل حاجة كدا؟

    أزاي تكون حياتي لله ويكون همي الجنة ومش كل حاجة الناس الناس

    أخيرًا، أسألكم الدعاء لي بظهر الغيب

  • #2
    رد: تزكية النفس

    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:




    فنسأل الله تعالى أن يثبتك على الحق ويعينك على الخير، ويهديك لأرشد الأمر. وأما ما ذكرت من خوف الرياء فهذا الخوف مما يحمد، فجاهد نفسك على الإخلاص وتجريد النية لله تعالى، وأكثر من الاستعاذة به سبحانه، فعن أبي علي رجل من بني كاهل قال: خطبنا أبو موسى الأشعري فقال: يا أيها الناس اتقوا هذا الشرك فإنه أخفى من دبيب النمل، فقام إليه عبد الله بن حزن وقيس بن المضارب فقال: والله لتخرجن مما قلت أو لنأتين عمر مأذونا لنا أو غير مأذون فقال: بل أخرج مما قلت، خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فقال: يا أيها الناس اتقوا هذا الشرك فإنه أخفى من دبيب النمل. فقال له من شاء الله أن يقول: وكيف نتقيه وهو أخفى من دبيب النمل يا رسول الله ؟ قال: قولوا: اللهم إنا نعوذ بك من أن نشرك بك شيئا نعلمه ونستغفرك لما لا نعلمه.
    قال المنذري: رواه أحمد والطبراني ورواته إلى أبي علي محتج بهم في الصحيح، وأبو علي وثقه ابن حبان ولم أر أحدا جرحه اهـ. وحسنه الألباني لغيره.
    وليحذر السائل الكريم أن يأتيه الشيطان من باب مخافة الرياء ويدعوه إلى ترك بعض الأعمال الصالحة، فالأمر كما قال الفضيل بن عياض رحمه الله: ترك العمل لأجل الناس رياء، والعمل لأجل الناس شرك. اهـ.
    ونوصيك أن تكثر القراءة في الكتب المتعلقة بالتزكية ككتاب: مختصر منهاج القاصدين. للمقدسي. والكتب المتعلقة بأحوال الآخرة ككتاب: حادي الأرواح. لابن القيم، وكتاب: التخويف من النار. لابن رجب، وكتاب التذكرة. للقرطبي. فإن هذه من أنفع العلوم لصلاح الباطن وحصول الاستقامة. كما نوصي بكثرة تلاوة القرآن وذكر الله ، فإن في ذلك عصمة من الشيومما يعين على الإخلاص:
    1/ استحضار عظمة الله، وأن النفع كله بيده، فإن حياة الإنسان وصحته وهواءه وماءه وأرضه وسماءه بيد الله، وليس لأحد تصرف في صغير ولا كبير حتى يقصد بالعمل أو بشيء منه، قال الله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ) [الأعراف:194].
    وقال تعالى: (ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ) [فاطر:13-14].
    2/ مجاهدة النفس على الإخلاص، فقد قال تعالى: (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) [العنكبوت:69].
    3/ العلم بخطر الرياء، فقد حذر الله منه بقوله: (وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) [الزمر:65].
    4/ أن تستعين بدعاء الله سبحانه بأن يوفقك للإخلاص، وقد علمنا النبي صلى الله عليه وسلم دعاءً نتخلص به من الرياء، فقد روى الإمام أحمد عن أبي موسى الأشعري قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم، فقال: أيها الناس: اتقوا هذا الشرك، فإنه أخفى من دبيب النمل، فقال له من شاء الله أن يقول: وكيف نتقيه؟ وهو أخفى من دبيب النمل يا رسول الله، قال: "قولوا: اللهم إنا نعوذ بك من أن نشرك بك شيئاً نعلمه، ونستغفرك لما لا نعلمه" وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو الله بقوله: "اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع، وعمل لا يرفع، ودعاء لا يسمع" رواه أحمد.
    وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه دعا بقوله: "اللهم حجة لا رياء فيها ولا سمعة" رواه ابن ماجه عن أنس بسند صحيح.
    أما ما ذكرت بشأن التهاون بالصلاة، فإن الصلاة شأنها عظيم، وعقاب تاركها أليم، قال تعالى: (فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ شَيْئاً) (مريم:59-60).
    وقال تعالى: (فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ) (الماعون:4-5).
    ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: "العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر" رواه أحمد والترمذي والنسائي عن بريدة، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة الصلاة، فإن صلحت صلح له سائر عمله، وإن فسدت فسد سائر عمله" رواه الطبراني في الأوسط، والضياء المقدسي في المختارة بسند صحيح.
    وعلى المسلم أن يكون على أشد الحذر من الوقوع في صفات المنافقين، فالله يحذر ويتوعد بقوله تعالى: (إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرا) [النساء:145].
    وقد ذكر الله أن من صفاتهم الكسل عن الصلاة، قال تعالى: (إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاؤُونَ النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلاً) [النساء:142].
    طان



    فالحمد لله الذي منّ عليك بحفظ كتابه، ونسأله تعالى أن يوفقك إلى مزيد من الخير.. ثم اعلمي أن بكاءك وخوفك من الرياء علامة خير إن شاء الله، وقد كان هذا حال السلف رحمهم الله، فقد كانوا يجتهدون في أعمال البر وهم يخشون أن ترد عليهم وتحبط وهم لا يشعرون، والآثار عنهم في هذا الباب كثيرة، وفي البخاري عن ابن أبي مليكة قال: أدركت ثلاثين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كلهم يخشى على نفسه النفاق، وما منهم أحد يزعم أن إيمانه كإيمان جبريل وميكائيل.

    فإذا كان هذا حال الصحابة فنحن أولى بذلك منهم بلا شك، وقد سألت عائشة رضي الله عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم عن تفسير قوله تعالى: (وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ) قالت: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم: أهو الرجل يزني ويسرق ويشرب الخمر؟ قال: لا يا بنت الصديق، ولكنه الرجل يصوم ويتصدق ويصلي وهو يخاف أن لا يتقبل منه. أخرجه الترمذي وابن ماجه.
    ولكن ينبغي أن يكون هذا الخوف من الرياء ورد العمل وحبوطه خوفا صحياً إيجابياً لا مرضياً سلبياً، وذلك بأن يقود إلى المزيد من العمل والاجتهاد في فعل الخير مع مراقبة القلب وتعاهده، وإخراج بذور الشر منه، والتفطن لحيل الشيطان ودسائسه التي يكيد بها العبد. وهذا هو خوف السلف، وأما الخوف الذي يحطم ويهدم ويقعد عن الطاعة ويحمل على اليأس والقنوط فهو المذموم المرذول. فخوف العبد من حبوط عمله لا يكون نافعاً إلا إذا كان ممزوجاً بحسن الظن بالله مصحوباً بالرجاء... في فضله وسعة رحمته من غير إفراط يصل به إلى الحد الممنوع شرعاً.. وزبدة القول ما لخصه العلامة ابن القيم في مدارج السالكين في عبارة رائقة حقيق للقراء الكرام أن يلتفتوا إليها ويعيروها الاهتمام اللائق بها، ونحن نختم بها هذه الفتوى رجاء أن ينفع الله بها، قال رحمه الله: القلب في سيره إلى الله عز وجل بمنزلة الطائر فالمحبة رأسه والخوف والرجاء جناحاه، فمتى سلم الرأس والجناحان فالطير جيد الطيران، ومتى قطع الرأس مات الطائر، ومتى فقد الجناحان فهو عرضه لكل صائد كاسر. انتهى.
    فقد نص أهل العلم على أن العبد إذا عمل العمل خالصا لله تعالى، فأثنى عليه الناس بذلك، ففرح بفضل الله ورحمته واستبشر بذلك لم يضره هذا الفرح والسرور. وفي هذا المعنى جاء حديث أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سئل عن الرجل يعمل من الخير ويحمده الناس عليه فقال: تلك عاجل بشرى المؤمن. خرجه مسلم.








    ويجدر التنبه إلى أن الخوف الدائم من الرياء والنفاق والحذر من الوقوع فيهما، دليل خير ولا يعد من الوسواس، وهو محمود ما لم يصل بصاحبه إلى اليأس، فقد كان السلف الصالح من الصحابة ومن بعدهم يخافون من النفاق ويحذرون من الرياء، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحذر أمته منهما، فقد روى ابن خزيمة في صحيحه بإسناد حسن عن محمود بن لبيد قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا أيها الناس إياكم وشرك السرائر، قالوا: يا رسول الله وما شرك السرائر؟ قال: يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته جاهدا لما يرى من نظر الرجل إليه، فذلك شرك السرائر.
    وقد كان الحسن البصري يحلف بالله بالذي لا إله إلا هو ما مضى مؤمن قط ولا بقي إلا وهو يخاف من النفاق، وما آمنه إلا منافق، وما خافه إلا مؤمن، كذا في فتح الباري


    فالفرق بين الإخلاص والرياء كالفرق بين النهار والليل، والنور والظلمة، فالاختلاف بينهما ظاهر، وهو يرجع للاختلاف في مقاصد العمل ودوافعه.
    فالإخلاص هو تجريد القصد من وراء العمل لإرادة وجه الله تعالى والدار الآخرة، فإن خالط هذا القصد شيء من شوائب الدنيا كأن يعمل العمل ليراه الناس فيحمدوه أو يعظموه أو ينفعوه فهو الرياء، وهو نوع من الشرك الأصغر.
    وعلى هذا الخلاف في أصل العمل إخلاصاً ورياءً، يكون اختلاف النتائج والآثار قبولاً ورداً، فالله تعالى لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصا وابتغي به وجهه.
    وقد ضرب الله مثلا رائعا لبيان الفرق بين آثار الإخلاص والرياء وعاقبة كل منهما، فقال تعالى في مثل المرائي: فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا لَا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ {البقرة: 264} قال السعدي: كذلك حال هذا المرائي، قلبه غليظ قاس بمنزلة الصفوان، وصدقته ونحوها من أعماله بمنزلة التراب الذي على الصفوان، إذا رآه الجاهل بحاله ظن أنه أرض زكية قابلة للنبات، فإذا انكشفت حقيقة حاله زال ذلك التراب وتبين أن عمله بمنزلة السراب، وأن قلبه غير صالح لنبات الزرع وزكائه عليه، بل الرياء الذي فيه والإرادات الخبيثة تمنع من انتفاعه بشيء من عمله، فلهذا {لا يقدرون على شيء} من أعمالهم التي اكتسبوها، لأنهم وضعوها في غير موضعها وجعلوها لمخلوق مثلهم، لا يملك لهم ضررا ولا نفعا وانصرفوا عن عبادة من تنفعهم عبادته، فصرف الله قلوبهم عن الهداية . اهـ.
    ثم ذكرت الآية بعدها مثل المخلص فقال تعالى: وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ وَتَثْبِيتًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٌ فَآَتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَيْنِ فَإِنْ لَمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ. {البقرة: 265}.


    فإن النية مطلوبة قبل العمل الصالح، فالأجر منوط بالنية, كما يشهد له الحديث المتفق عليه: إنما الأعمال بالنية، وإنما لكل امرئ ما نوى. وقوله صلى الله عليه وسلم: لا أجر إلا عن حسبة، ولا عمل إلا بنية. رواه الديلمي، وصححه الألباني بشواهده.
    قال المناوي في فيض القدير: لا أجر إلا عن حسبة. أي عن قصد طلب الثواب من الله، ولا عمل معتد به إلا بنية. انتهى.
    وأما استحضار النية أثناء العمل، فهو طيب، ولكنه ليس شرطا


    نحذر الأخت السائلة من أن يأتيها الشيطان من باب مخافة الرياء ويدعوه إلى ترك بعض الأعمال الصالحة من صيام وصدقة ونحوهما، فالأمر كما قال الفضيل بن عياض رحمه الله:ترك العمل لأجل الناس رياء، والعمل لأجل الناس شرك.
    فلتجاهدي نفسك على الإكثار من الأعمال الصالحة وليطرد هذه الوساوس عنه ولا تلتفتي إلى شيء منها، وليسع للإخلاص في عبادته ولا يترك العمل خوف الرياء، فإنه من حيل الشيطان وأساليبه في الصد عن الطاعة، وبخصوص ما يجده من كراهية تجاه شخص معين دون أن يؤذيه بقول أو فعل، فهذا لا إثم فيه.
    وعليه أن يجاهد نفسه ليكون حبه وبغضه على أساس الدين والطاعة لله تعالى، فذلك أوثق عرى الإيمان.





    فسوء الظن بالمسلمين محرم لقوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ. { الحجرات:12 } وهو يحمل على شرور كثيرة كالتجسس والغيبة وغير ذلك.
    والتوبة من إساءة الظن بالمسلمين تكون بالندم على هذا الفعل والإقلاع عنه والعزم على عدم العودة إليه، ولا يلزم إخبار من أسيء به الظن بما وقع في النفس من سوء الظن به، ولم نر من قال بوجوب ذلك من أهل العلم، وإذا كان كثير من أهل العلم قد ذهبوا إلى أنه لا يجب استحلال من اغتيب وإنما يكفي أن يذكر بمحاسنه ويستغفر له وذلك دفعا لما قد ينشأ عن الإخبار بذلك من المفسدة فههنا أولى وأحرى، فإن كنت أسأت الظن بأحد من المسلمين على وجه لا يجوز فتوبي إلى الله تعالى ولا تعودي إلى هذا الذنب مرة أخرى، ولو استغفرت لهذا الإنسان ودعوت له بخير كان ذلك حسنا إن شاء الله.








    وعليك الاهتمام بتزكية نفسك والعمل بما علمت، والمحافظة على قيام الليل، ومطالعة كتب الرقائق والسلوك، لاسيما كتب العلامة ابن قيم الجوزية؛ فإن فيها خيرا عظيما.
    ونوصيك كذلك باستكمال حفظ القرآن، والمداومة على ورد يومي منه.
    وننصحك بقراءة كتب عن التزكية
    فكتب الرقائق والسلوك عموماً محورها وغايتها هو تزكية النفس، ومن أبرز تلك الكتب كتب العلامة ابن قيم الجوزية مثل: لداء والدواء (الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي) إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان- طريق الهجرتين- مدارج السالكين. مختصر منهاج القاصدين لابن قدامة المقدسي- تلبيس إبليس لابن الجوزي. ومما يعين على تزكية النفس مطالعة كتب الترغيب والترهيب، ككتاب الترغيب والترهيب للمنذري، أو صحيح الترغيب والترهيب للألباني، وكذلك الكتب المتعلقة بأحوال الموتى والدار الآخرة، ككتاب حادي الأرواح لابن القيم، وكتاب التخويف من النار لابن رجب، وكتاب التذكرة للقرطبي، فإن هذه من أنفع العلوم لصلاح الباطن وحصول الاستقامة.




    يقول ابن الجوزي في صيد الخاطر: "المؤمن العاقل لا يترك لجامها ولا يهمل مقودها، بل يرخي لها في وقت والزمام بيده فما دامت على الجادة فلا يضايقها بالتضييق عليها، فإذا رىها مالت ردها بلطف، فإن ونت وأبت فبالعنف".
    وقال أبو يزيد: ما زلت أسوق نفسي إلى الله وهي تبكي، حتى سقتها وهي تضحك.
    السعادة في التزكية:
    إن من أعظم فوائد التزكية وعواقبها على أصحابها أنها تهبهم سعادة الدنيا قبل سعادة الآخرة، قال ابن الجوزي: من أحب تصفية الأحوال فليجتهد في تصفية الأعمال: قال تعالى : (وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقاً) (الجـن:16)
    وروى أحمد والحاكم في الحديث القدسي: لو أن عبادي أطاعوني لسقيتهم المطر بالليل، ولأطلعت عليهم الشمس بالنهار، ولم أسمعهم صوت الرعد" "وفيه مقال".
    وقال الداراني: "من صفى صفي له، ومن كدر كدر عليه، ومن أحسن في ليله كوفئ في نهاره، ومن أحسن في نهاره كوفئ في ليله.
    وكان بعض المشايخ يدور على المجالس يقول: من سره أن تدوم له العافية فليتق الله".
    وصدق الله تعالى إذ يقول: "قد افلح من زكاها وقد خاب من دساها

    زائرنا الكريم نحن معك بقلوبنا
    كلنا آذان صاغيه لشكواك ونرحب بك دائما
    في
    :

    جباال من الحسنات في انتظارك





    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    x
    إدراج: مصغرة صغير متوسط كبير الحجم الكامل إزالة  
    x
    أو نوع الملف مسموح به: jpg, jpeg, png, gif
    x
    x
    يعمل...
    X