إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

...............................

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ...............................

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    اطلب العلم في المرحله الثانويه فكيف اوفق بين العلما لشرعي والمدرسه وكيف اثبت الحفظ تثبيتا قويا ويرجي التفصيل في الرد

  • #2
    رد: ...............................

    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:فنشكر للسائل الكريم حرصه على طلب العلم، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "طلب العلم فريضة على كل مسلم" رواه مالك وابن ماجه، وحسنه السيوطي.
    ونزف إليك هذه البشرى من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد قال صلى الله عليه وسلم: "من سلك طريقاً يطلب فيه علماً سلك الله به طريقاً من طرق الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضاً بما يصنع، وإن العالم ليستغفر له من في السموات ومن في الأرض، والحيتان في جوف الماء، وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب، وإن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً إنما ورثوا العلم، فمن أخذه أخذ بخط وافر" رواه أحمد وابن حبان عن أبي الدرداء رضي الله عنه، وصححه الألباني.
    واعلم أخي السائل أن لطالب العلم آداباً عليه أن يتأدب بهافيجب على المكلف أن يتعلم من أمر دينه، في عباداته، ومعاملاته، والعلم بالله وصفاته، وما يجب له من القيام بأمره ونهيه ما يصحح به عقيدته وعبادته، وطلب هذا النوع من العلم علاوة على أنه واجب عيني، فإنه من أفضل القربات، فهو الطريق إلى الجنة، وميراث الأنبياء، ومن خرج فيه فهو في سبيل الله حتى يرجع، كما جاء بكل ذلك السنن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
    وثمة آداب يحتاجها من سلك هذا الطريق، لابد منها لتحصيل المقصود، من هذه الآداب:
    أولاً: الإخلاص في الطلب، ففي حديث كعب بن مالك رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من طلب العلم ليجاري به العلماء أو ليماري به السفهاء أو ليصرف به وجوه الناس إليه أدخله الله النار. رواه الترمذي.
    ثانياً: الصبر على الطلب وتحمل العناء فيه، فقد عقد الدارمي في سننه باب: الرحلة في طلب العلم واحتمال العناء فيه، وقال البخاري باب الخروج في طلب العلم، ورحل جابر بن عبد الله مسيرة شهر إلى عبد الله بن أنيس في حديث واحد.
    ثالثاً: اختيار من يتعلم على يديهم، فقد قال الخطيب البغدادي: ينبغي للمتعلم أن يقصد من الفقهاء من اشتهر بالديانة، وعُرِف بالستر والصيانة. وروى بسنده عن محمد بن سيرين قال: إنما هذا العلم دين، فانظروا عمن تأخذونه. ورواه مسلم في المقدمة.
    رابعاً: تجنب تلقي العلم من الكتب فقط، فقد قال الخطيب : ويكون قد أخذ فقهه من أفواه العلماء لا من الصحف.
    وأورد عن سليمان بن موسى قال: لا تقرأوا القرآن على المصحفيين، ولا تأخذوا العلم من الصحفيين.
    خامساً: التواضع، فقد روى الخطيب البغدادي بسنده إلى ابن عباس رضي الله عنهما قال: مكثت سنة وأنا أريد أن أسأل عمر بن الخطاب عن آية، فلا أستطيع أن أسأله هيبة.
    إلى غير ذلك من الآداب، فجدَّ في الطلب، والزم الأدب، وأسأل المولى تعالى التوفيق والسداد
    ثم اعلم أخي السائل أن أولى ما ينبغي عليك الاعتناء به في بداية طريقك هو كتاب الله فاعتن بحفظه وتلاوته وتعلم أحكامه وتفسيره، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خيركم من تعلم القرآن وعلمه".
    ثم عليك بدراسة العقيدة إذ بدراستها تزداد معرفة بربك ومولاك، وبما ينبغي له وما لا ينبغي له، وبذلك يرتاح قلبك وتطمئن نفسك ويسمو إيمانك، ثم لتترق في العلوم شيئاً فشيئاً بحسب ما يفتح الله عليك. وعليك بتقوى الله تعالى في السر والعلانية، فإنها عون لك على طلب العلم والتفقه في الدين، قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَاناً وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) [الأنفال:29].
    فمن اتقى الله تعالى جعل له ملكة وموهبة يفرق بها بين الحق والباطل.
    يقول الإمام الشافعي رحمه الله عندما شكا إلى شيخه وكيع بن الجراح سوء حفظه وعدم فهمه، فأوصاه بالتقوى، فقال في ذلك:
    شكوت إلى وكيع سوء حفظي فأرشدني إلى ترك المعاصي
    وأخـبرني بأن العـلم نـور ونور الله لا يؤتى لعـاص

    والحاصل: أن عليك أن تتقي الله وتخلص النية وتصحب شيخاً من أهل العلم، حيث تبدأ بصغار المتون وتتدرج إلى أن تصل مرادك، والله في عونك.

    طلب العلم الشرعي من أهم ما يعتني به الشخص في حياته، إذ بالعلم الشرعي تعرف الأحكام ويعبد الله على علم وبصيرة. ولتعلم أخي الكريم أن العلم الشرعي يزكو به صاحبه وتعلو مكانته. ويرفع الله به درجته ويزيده العلم خشية وورعاً وتقوى لله سبحانه وتعالى. وأمر الله سبحانه وتعالى نبيه أن يسأل ربه الزيادة من العلم. كما قال تعالى في سورة طه: (وقل رب زدني علماً) [طه: 114]. فعلى من أراد السير على هذه الطريق أن يستحضر دائماً النية والإخلاص لله سبحانه وأن يعرف للعلماء المتقدمين من السلف المكرمين حقهم فلا يغمزهم ولا ينبزهم ولا يذكرهم إلا وترحم عليهم، وكذلك يعرف لعلماء عصره حقهم ويراعي الآداب معهم ويستنير بتوجيهاتهم وإرشاداتهم وأن يدعو لهم بخير. ثم على طالب العلم أن يبدأ بالأهم فالمهم من العلم فيبدأ بحفظ شيء من القرآن مع قراءة كتاب تفسير مبسط حتى يعرف معاني ما يقرؤه ثم بمختصر بسيط في العقيدة ثم بمختصر معه آخر في الفقه ويركز على الأحكام المعلقة بحياته اليومية كالصلاة والطهارة ويتقن أحكامهما ثم إن أحب أن يتوسع ويزداد فله ذلك ومن المهم أيضا أن يتعلم الشخص ما يقوم به لسانه فيتعلم اللغة العربية ويبدأ بالآجرومية وشرحها التحفة السنية فإن علم اللغة مما لا يستغنى عنه وقد فرط فيه كثير من الناس وهذا باب واسع وبحر لا ساحل له وأوله صعب وآخره سهل. ومما يجدر التنبيه عليه أن طلب العلم لا بد له من صبر ومصابرة وصحبة مدرس وشيخ عالم وصديق مجتهد حتى يعين السالك على طريقه.وسائل كثيرة لطلب العلم فمنها:
    1- قراءة الكتب.. وننصح بالبدء بالكتب المختصرة والسهلة، ومما ننصح بقراءته في ذلك الكتب التالية:
    رياض الصالحين للنووي، والرحيق المختوم، للمباركفوري وتفسير الجلالين، والعقيدة الواسطية مع شروحها المبسطة، وكتاب التوحيد مع شروحه المبسطة.
    2- قراءة القرآن والاهتمام بحفظه ولو بحفظ بضع آيات في اليوم.
    3- الاستماع إلى الأشرطة العلمية وأشرطة المواعظ وأشرطة السيرة وقصص الأنبياء، وغيرها من الأشرطة وهي كثيرة.
    4- قراءة المجلات الإسلامية والنافعة وهي كثيرة أيضاً.
    5- الاستفادة من الكمبيوتر والبرامج العلمية والترفيهية وغيرها من البرامج.
    6- المشاركة في حلقات القرآن وحلقات العلم التي تقام في المساجد أو البيوت، ولابد في طلب العلم من شيخ يتأدب الطالب على يديه ويسترشد به إذا أشكلت عليه الأمورفنسأل الله تعالى أن يرزقنا وإياك الهدى والاستقامة على الخير. وأن ييسر لنا ولك تحصيل العلم النافع والعمل به كما يحب ربنا ويرضى، والذي ننصحك به في طلب العلم الشرعي هو أن تخلص النية فيه أولاً لله تعالى وأن تستعين به، وأن تلازم شيخاً ورعاً سليم المعتقد عالماً بما يدرس وأن تبدأ في كل فن بالمختصرات.وأما في الفقه المالكي فيمكنك أن تدرس مختصر الأخضري في فقه الطهارة والصلاة، ورسالة ابن أبي زيد القيرواني أو نظم الكفاف لمحمد مولود الشنقيطي، واعلم أن كتب الفروع لا تخلو من مسألة يكون خلافها هو الراجح دليلاً، لذلك ينبغي لمن درسها أن يسأل عن أدلة المسائل فيها، ويتحرى ما رجح دليله وإن خالف مشهور المذهب،. فكل أحد يؤخذ من قوله ويرد إلا النبي صلى الله عليه وسلم، وأما في الحديث فيمكنك أن تدرس في المصطلح: البيقونية، أو نخبة الفكر أو أحد أنظامهما. وفي فقه الحديث فيمكنك أن تدرس العمدة للحافظ المقدسي، أو بلوغ المرام للحافظ ابن حجر، أو منتقى الأخبار لأبي البركات ابن تيمية جد شيخ الإسلام، وهو الذي شرحه الشوكاني بكتابه نيل الاوطار، وعليك بمطالعة كتب السنة الأصول كالصحيحين والسنن الأربعة والموطأ والمسند، واحفظ ما استطعت أن تحفظ من ذلك.
    وأما في أصول الفقه فيمكنك أن تدرس الورقات لإمام الحرمين الجويني، أو أحد الأنظام التي نظمتها.
    ولا بد لطالب العلم أن تكون له مشاركة جيدة في علوم العربية من نحو وصرف وبلاغة فادرس من ذلك مختصرات نافعات كالمقدمة الآجرومية أو ملحة الإعراب للحريري ولا مية ابن مالك، وإن استطعت أن تتوسع لتدرس ألفية ابن مالك في النحو والصرف معاً فذلك الأولى، وفي البلاغة تدرس الجوهر المكنون في صدف الثلاثة الفنون للأخضري.
    وفي الختام نوصيك بتقوى الله العظيم فهو زاد طالب العلم وعدته التي لا يستغني عنها، ونؤكد عليك بالسعي في حفظ كتاب الله تعالى وإعطائه أولوية فهو رسالة الله إلى الخليقة، وفيه الهدى والنور، وهو منبع كل علم نافع، وعليك أن تتعلم تجويده وقراءته على شيخ حاذق عارف بذلك ، ولازم كتب التفسير المعتمدة كابن كثير والقرطبي.فإن المبتدئ في طلب العلم تناسبه المختصرات السهلة كالأصول الثلاثة، وكشف الشبهات، وأعلام السنة المنشورة ( 200سؤال وجواب في العقيدة ) ونحو ذلك.
    أما المتوسط فيمكنه دراسة العقيدة الواسطية وكتاب التوحيد، وكتاب الإرشاد لصحيح الاعتقاد للشيخ الفوزان، ومختصر معارج القبول، على أن يتم ذلك بشرح مبسط مختصر.
    ثم ينتقل الطالب إلى دراسة: معارج القبول، وشرح الطحاوية، وشرح لوامع الأنوار البهية للسفاريني. وشرح الواسطية، والتدمرية، والفتاوي الحموية، وشرح كتاب الإيمان لشيخ الإسلام ابن تيمية، وغير ذلك من الكتب.
    وقد يختلف الأمر حسب مستوى الطالب، فقد يصلح للمتوسط أحياناً دراسة بعض ما ذكرناه في المرحلة الثالثة أو دراسة مختصر له، واختيار الكتاب المناسب يخضع لعوامل أخرى، كوجود الشيخ المتمكن في تدريسه، وتوفر نسخه ونحو ذلك.فإن آفة العلم النسيان، وعلاج ذلك يكون بأدوية منها:
    التقوى والصلاح، قال تعالى: (واتقوا الله ويعلمكم الله) [البقرة: 282].
    وقال الشافعي رحمه الله:
    شكوت إلى وكيع سوء حفظي فأرشدني إلى ترك المعاصي
    وأخــبرني بـأن العلم نـور ونور الله لا يهدى لعاصي
    ومنها: الصبر على طلب العلم، والمثابرة، وعدم الملل والضجر، والتذلل لذلك.
    ومنها: عدم الانشغال أثناء القراءة وطلب العلم، والابتعاد عن أماكن الضوضاء والملاهي واللهو، ويفضل أن يكون ذلك في مسجد.
    ومنها: ملازمة العلماء والصالحين لأخذ العلم والصلاح عنهم، ولسؤالهم فيما لم يدركه فهمك.
    ومنها: أن يكون مستوى الكتاب العلمي يناسب مستوى فهمك، فلا تقرأ ما لا تفهمه.
    ومنها: كثرة السؤال واستيعاب ما تقرأ من علم، أو تسمع، أو تسأل عنه، فقد أورد الطبراني أن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما أرسل إلى دغفل فسأله عن العربية وعن أنساب الناس، وسأله عن النجوم، فإذا هوعالم، فقال: يا دغفل من أين حفظت هذا؟ فقال: حفظت هذا بلسان سؤول، وقلب عقول، وإن آفة العلم النسيان.
    ومنها: أن تكون مقبلاً على العلم وكتبه، تطلب منه المزيد دائماً، قال النسابة البكري: إن للعلم استجاعة، واستجاعته أن لا تشبع منه.
    ومنها: أن تقرأ أو تتعلم لتفيد وتستفيد في دينك قبل دنياك، لا تتعلم لأجل دنيا، أو ليقال عنك عالم، أو لتنتصر في جدال، ولا لشهرة.
    فقد روى الطبراني والترمذي من حديث كعب بن مالك رضي الله عنه أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من طلب العلم ليجاري به العلماء، أو ليماري به السفهاء، ويصرف به وجوه الناس إليه، أدخله الله النار" ورواه ابن ماجه عن ابن عمر، وعن ابن دريك.
    ومنها: أن يكون حفظك لما تقرأ على التدريج، قليلاً قليلاً مع الأيام، فقد قال معمر: سمعت الزهري يقول: من طلب العلم جملة فاته، وإنما يدرك العلم حديثاً وحديثين، وليكن الإتقان من شأنه.
    ومنها الدعاء واللجوء إلى الله بأن يسهل لك ذلك ويذهب عنك الشيطان وكان شيخ الإسلام ابن تيمية إذا استشكلت عليه مسألة دعا فقال: "اللهم يا معلم إبراهيم علمني ، ويا مفهم سليمان فهمني" فيزول الإشكال.فطلب العلم من أعظم القربات ، وبالعلم ترفع الدرجات ، قال تعالى: (يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات) [المجادلة: 11] وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواماً ويضع به آخرين" رواه مسلم.
    والذي ننصح به طلبة العلم أن يبدأوا بحفظ القرآن الكريم ، ثم بحفظ متن مختصر في كل فن ، وقد جرت عادة أهل العلم أن يبدأوا بدراسة المختصرات ، ثم المتوسطات ، ثم المطولات في كل فن.
    وكتب التفسير كثيرة ، وننصح بها كلها ، ولكن ينبغي أن يبتدئ الطالب بتفسير مختصر ، كتفسير ابن سعدي ، وتفسير الجلالين ، ثم ينتقل إلى تفسير متوسط ، كتفسير البغوي ، وابن كثير ، والشوكاني ، ثم ينتقل إلى المطولات ، كتفسير الطبري ، والقرطبي ، وأضواء البيان للشنقيطي.
    وللاستزادة بشأن كيفية الطلب ، يمكن للسائل الرجوع إلى كتاب: "برنامج عملي للمتفقهين" لعبد العزيز القارئ ، وكتاب "حلية طالب العلم" لبكر بن عبد الله أبو زيد.فإن المبتدئ في طلب العلم تناسبه المختصرات السهلة كالأصول الثلاثة، وكشف الشبهات، وأعلام السنة المنشورة ( 200سؤال وجواب في العقيدة ) ونحو ذلك.
    أما المتوسط فيمكنه دراسة العقيدة الواسطية وكتاب التوحيد، وكتاب الإرشاد لصحيح الاعتقاد للشيخ الفوزان، ومختصر معارج القبول، على أن يتم ذلك بشرح مبسط مختصر.
    ثم ينتقل الطالب إلى دراسة: معارج القبول، وشرح الطحاوية، وشرح لوامع الأنوار البهية للسفاريني. وشرح الواسطية، والتدمرية، والفتاوي الحموية، وشرح كتاب الإيمان لشيخ الإسلام ابن تيمية، وغير ذلك من الكتب.
    وقد يختلف الأمر حسب مستوى الطالب، فقد يصلح للمتوسط أحياناً دراسة بعض ما ذكرناه في المرحلة الثالثة أو دراسة مختصر له، واختيار الكتاب المناسب يخضع لعوامل أخرى، كوجود الشيخ المتمكن في تدريسه، وتوفر نسخه ونحو ذلك.
    وننصح الأخ الكريم بالتعلم وأن لا يستحي من السؤال عن ما لا يعلم من أمور دينه، فالعلم بالتعلم، والله تعالى يقول:وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئاً [النحل:78].

    لا تعارض بين الدين والدراسة، فالدين دعا إلى العلم وحثَّ عليه وجعل طلبه عبادة لله تعالى، فقال الله سبحانه: قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ [الزمر:9].
    وقال تعالى: وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً [طـه:114].
    وقال تعالى: يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ [المجادلة:11].
    وقد أخرج الترمذي وأحمد وغيرهما من حديث زر بن حبيش أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضًا بما يطلب. وعليك بالدعاء وكثرة الاستغفار، فإن ذلك يجلي القلب ويكشف غمته ويجعله مهيئًا لاستقبال العلم. وقد كان ابن تيمية رحمه الله إذا صعبت عليه مسألة استغفر الله تعالى ألف مرة أو أكثر ، قال: فيفتح الله عليَّ فتحاً عظيماً. فالذي ننصحك به هو تقوى الله تعالى والصبر والمثابرة والعزم على تحصيل العلم ونبذ الكسل والتهاون، ومن أهم ما يعينك على ذلك هو المحافظة على الفرائض، والإكثار من الاستغفار، والبعد عما حرم الله تعالى، والحذر من تضييع الوقت في الأمور التي لا فائدة منها، فالمتكاسل المضيع لوقته يخسر كل شيء، بل يخسر حياته؛ لأن الوقت هو الحياة.كما ننصحك بصحبة شيخ من علماء الشريعة الأتقياء، وضع لنفسك برنامجاً صارماً للحفظ والمراجعة، ولتستعن ببعض الطلبة الجادين لتذاكر معهم، ولتبتعد كل البعد عن أصحاب السوء، ثم بعد ذلك لا تقدم على خطوة أو اتخاذ قرار إلا بعد الاستخارة واستشارة النصحاء الأمناء.وبناء عليه فإن أمكنك الجمع بين حفظ القرآن ودراسة العلم الشرعي وبين دراسة المناهج التي تحتاجها في دراستك يكون افضل

    أما بالنسبة للكتب التي تتحدث عن كيفية الطلب فكثيرة ومنها: كتاب: "برنامج عملي للمتفقهين" لعبد العزيز القارئ، وكتاب "حلية طالب العلم" لبكر أبي زيد، "وأدب الطلب" للشوكاني، "وتذكرة السامع والمتكلم" لابن جماعة، وغيرها كثير.

    فإن الكتب الإسلامية كثيرة جداً ولكن لا بأس في أن نذكر بعضها في الفنون المختلفة:
    - ففي القرآن وعلومه:
    1- القرآن الكريم 2- تفسير ابن كثير.
    3- علوم القرآن لمناع القطان. 4- أحكام القرآن لابن العربي.
    5- حق التلاوة 6- النشر في القراءت العشر.
    - وفي العقيدة والتوحيد:
    1- كتاب التوحيد وشروحه 2- العقيدة الواسطية وشروحها.
    3- العقيدة الطحاوية وشروحها. 4- معارج القبول.
    5- لمعة الاعتقاد لابن قدامة.
    - وفي السيرة:
    1- الرحيق المختوم. 2- فقه السيرة.
    3- سيرة ابن هشام.
    - وفي الفقه حسب المذهب فمثلاً في المذهب الشافعي:
    1- متن أبي شجاع وشروحه.
    2- متن المنهاج وشروحه.
    3- منظومة الزبد وشروحها.
    - وفي الحديث:
    1- الأربعين النووية وشروحها. 2- جامع العلوم والحكم.
    3- عمدة الأحكام. 4- رياض الصالحين.
    5- اللؤلؤ والمرجان. 6- نيل الأوطار.
    7- كتب السنة، وهي كثيرة جداً ومنها: الصحيحان والسنن الأربع.
    - وفي أصول الفقه:
    1- متن الورقات. 2- مراقي السعود.
    3- روضة الناظر. 4- جمع الجوامع.
    5- أصول الفقه لعبد الوهاب خلاف.
    -وفي أصول الحديث:
    1- التقريب للنووي، وشرحه للسيوطي.
    2- مقدمة ابن الصلاح.
    3- اختصار ابن كثير وشرحه لأحمد شاكر.
    4- نزهة النظر.
    5- ألفية العراقي وشروحها.
    - وفي اللغة العربية:
    1- الأجرومية وشرحها. 2- متممة الأجرومية.
    3- قطر الندى. 4- ألفية ابن مالك وشرحها.
    5- شذا العرف في فن الصرف. 6- البلاغة الواضحة.
    7- جواهر الأدب.
    - وفي الرقائق:
    1- البحر الرائق. 2- مدارج السالكين أو مختصره.
    3- مختصر منهاج القاصدين. 4- بستان الواعظين.
    - وفي القواعد الفقهية ومقاصد الشريعة:
    1- منظومة ابن سعدي وشرحها.
    2- منظومة الأهدل وشروحها. 3- القواعد الفقهية للنووي.
    4- الوجيز للبورنو. 5- الموافقات للشاطبي.
    6- قواعد الأحكام لابن عبد السلام.
    7- الفروق للعراقي. 8- الأشباه والنظائر للسيوطي.
    - وفي الفتاوى:
    1- فتاوى ابن تيمية. 2- فتاوى اللجنة الدائمة.
    3- قرارات المجمع الفقهي.
    - وفي الإدارة والتخطيط:
    1- حتى لا تكون كلاً. 2- قواعد النجاح السبع.
    3- حل المشكلات.
    والكتب كثيرة جداً، وفيما ذكرناه الكفاية إن شاء الله، وإذا لم يستطع السائل أن يشتريها كلها فليشتر ما تيسر، وليبدأ بالمختصرات، ونسأل الله أن يعلمنا ما ينفعنا.
    والله أعلم.





    زائرنا الكريم نحن معك بقلوبنا
    كلنا آذان صاغيه لشكواك ونرحب بك دائما
    في
    :

    جباال من الحسنات في انتظارك





    تعليق


    • #3
      رد: ...............................

      أفضل ما شغلت به الأوقات، وأفنيت فيه الأعمار، كتاب الله تعالى وقد يسره الله للذكر، وأمرنا بتلاوته وتدبره والعمل به وحفظه وحذرنا من هجرانه .
      وقد تسابق سلفنا الأبرار في حفظه وتلاوته حق التلاوة، وعظموه وعملوا بما فيه فرفعهم الله، وهو سبحانه (يرفع بهذا الكتاب أقواماً ويضع به آخرين).
      ومما يعينك أخي الكريم على حفظ كتاب الله ما يلي :-
      1)إخلاص النية لله، فإن الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى .
      2) التوجه إلى الله والتضرع إليه فلا ينال ما عند الله إلا بالدعاء .
      3) الابتعاد عن المعاصي، وللمعصية شؤمها ومن آثارها نسيان الحفظ .
      وأحسن من قال:
      شكوت إلى وكيع سوء حفظي ** فأرشدني إلى ترك المعاصي
      وقال اعلم بأن العلم نور ** ونور الله لا يهدى لعاصي
      4) أن يحفظ بصورة صحيحة، ولا يكون ذلك إلا إذا تلقاه الإنسان عن أفواه الأشياخ الكرام الذين درسوه بدورهم على أخيار في اتصال للسند حتى رسولنا صلى الله عليه وسلم الذي تلقاه عن جبريل عليه السلام عن رب العزة والجلال سبحانه.
      5) اختيار الأوقات الفاضلة، مثل السحر وبعد الفجر، وبين الآذان والإقامة، والآصال وعامة أوقات الهدوء .
      6) تنظيم الوقت وتوزيعه بين الحفظ والمراجعة، والعرض على الشيخ أو الصديق .
      7) التفرغ الكامل من مشاغل الحياة في أوقات الحفظ، والاستعداد النفسي والجسدي .
      8) يفضل أن يحفظ في وقت نشاطه وفي مكان هادئ، فإذا تعب أو نعس توقف .
      9) الالتزام بمقدار معين في الحفظ والمواظبة على ذلك .
      مثلاً: ربع أو نصف الربع أو بحسب طاقته، ولكن يشترط أن يكون المقدار معقولاً وثابتاً، فإن المنبت لا أرضا قطع ولا ظهراً أبقى.
      10) استخدام أكثر من وسيلة في الحفظ كالاستماع، والتلاوة، والكتابة والقراءة في الصلوات والنوافل، والمراجعة مع الحفاظ، مع ملاحظة إشراك عدد من الحواس.
      11) الاهتمام بمعرفة المعنى الإجمالي لما يحفظ، فهذا ييسر الحفظ وكذلك المحافظة، ولكن هذا إذا كان من يريد الحفظ كبيراً في السن، وليس طفلاً .
      12) الاهتمام بمراجعة المحفوظ فالقرآن سريع التفلت .
      13) استخدام مصحف معين للحفظ، طبعة معينة حتى يتذكر مواضع الآيات .
      14) الحرص على الطهارة الحسية والمعنوية .
      15) العمل بما يحفظ والتطبيق، فليس حفظ القرآن بحفظ حروفه وتضييع حدوده .بلا شك أن حفظ القرآن نعمة من أعظم النعم، وطاعة من أجل الطاعات، ولكن إذا أردنا أن نحقق هذا الأمل لابد لنا أن نضحي من أجل ذلك كثيراً؛ لأن القرآن يحتاج إلى وقت يومي لحفظ الجديد، ومراجعة القديم حتى لا يتفلت منك بعد حفظه، ولذلك لابد من وضع برنامج يومي جديد لحياتك تخصصين فيه وقتاً كافيا لحفظ القرآن، وسأذكر لك بعض القواعد التي تيسر لك حفظ القرآن إن شاء الله وهي :


      أولاً : لابد من حفظ القرآن على يد شيخ متقن من أهل القرآن؛ لأن القرآن لا يحفظ إلا بالسماع والتلقي عن أهل القرآن، فإذا كان بمقدورك الاستعانة بشيخ فهو سيساعدك في وضع البرنامج المناسب لظروفك .

      ثانياً: إذا لم يتيسر لك وجود شيخ فلا مانع من الاستعانة ببعض الأشرطة المسجلة لمشاهير القراء، أمثال: الشيخ محمود الحصري، وغيره من مشايخ القراءات، على أن تنصت إلى الشيخ جيداً، وأن تحاول تقليده في طريقة نطقه وأدائه.

      ثالثاً: أن تبدأ بالحفظ من السور المكية؛ لأن آياتها قصيرة، مما يسهل حفظها كما أن الغالب على أسلوبها القصص القرآني .

      رابعا: أن تقسم الصفحة إلى مقاطع قصيرة في حدود الخمس آيات في اليوم الواحد، أو المرة الواحدة، وإذا كانت الآيات طويلة فيكفي حفظ ثلاث آيات يومياً .

      خامسا: لابد من مراجعة المحفوظ يومياً على أن تضيف الجديد إلى القديم، فلابد من المراجعة بصفة مستمرة حتى لا يُنسى فيموت، وبذلك تستطيع حفظ سورة البقرة كلها في مدة ثلاثة أشهر أو أربعة إن شاء الله حفظا متقنا .

      سادسا: احفظ في أول النهار بعد الفجر، فهو أنسب الأوقات وإلا ففي أي وقت.
      ولا بد من



      1- الإخلاص : أي لابد أن تنوي بعملك هذا وجه الله وحده لا شيء غير ذلك .

      2- تصحيح النطق والقراءة : وذلك بأن تحفظي على أهل القرآن المتقنين، فلا يكفي أبداً أن تعتمدي على نفسك، أو تستمعي إلى شريط، وإنما لابد من التلقي .

      3- تحديد نسبة للحفظ اليومي : وذلك بتخصيص عدد معين من الآيات تحفظينه يومياً، أو صفحة، أو صفحتين مثلاً حسب ظروفك .

      4- تثبيت ومراجعة ما تم حفظه قبل الانتقال إلى غيره .

      5- المحافظة على مصحف واحد للحفظ : حتى ترسم في ذاكرتك مواضع الآيات

      6- اقتران الحفظ بالفهم : لأن ما سهل فهمه سهل حفظه .

      7- الربط ين أول السورة وآخرها : حتى تصبح السورة وحدة واحدة متماسكة.

      8- تعاهد المحفوظ بالمراجعة والمدارسة المستمرة.

      9- الدعاء والإلحاح على الله أن يوفقك لحفظ كتابه، وأن ييسر لك ذلك.

      وهذا من حيث الحفظ، أما القراءة من المصحف فتحتاج فقط إلى تصحيح التلاوة حتى يحسن نطق الكلمات بالطريقة الصحيحة والمؤثرة، والأفضل قراءة جزء واحد يومياً على مدار العام حتى تختم القرآن كل شهر مرة، ويمكن أكثر من ذلك بقراءة جزئين، أو ثلاثة يومياً


      فإن من أحسن الطرق المساعدة لتثبيت القرآن وعدم نسيانه وضع الإنسان برنامجا للمراجعة بحيث يراجع يومياً أجزاء معينة ويواظب على ذلك، والأحسن أن يكون ذلك في قيام الليل، ويستحسن أن يتخذ صديقا ويسمع كلاهما للآخر وقديما قيل: ثبت العلم بين اثنين، ويمكن لك الاستفادة من سماع أشرطة التلاوة، ومن آكد الوسائل المساعدة البعد عن المعاصي وعن الانشغال بما لا يعني.

      أولاً: الحفظ بصورة عامة ليس هو أفضل أو أرقى أنواع المقدرات المعرفية الإنسانية، نعم هو مهم، وهو مقدرة لا نقلل من شأنها، لكنه بالطبع لا تساوي المقدرات الاستنباطية، فهي تعتبر أرقى وأعلى درجات المقدرات المعرفية العقلية.

      ما يسمى بمنحنى الذاكرة وطرق الحفظ التي يكتب ويقال عنها كثيرا،ً أعتقد أن الأمر بسيط وبسيط جدا،ً وهو أن المجرب والذي أثبت هو إذا كان الإنسان لديه رغبة في الحفظ فسوف يحفظ، فالرغبة يجب أن تكون متوفرة، مع ضرورة إدراك أن الحفظ ليس هو أهم مقدرة إنسانية كما ذكرت.

      ثانياً: الحفظ يتم من خلال حسن إدارة الوقت، وحسن إدارة الوقت يعني أن ينخرط الإنسان في أنشطة مختلفة ويوفيها حقها، ويشعر في نهاية الأمر بالرضى أنه قد أنجز، وإدارة الوقت تعني أن يأخذ الإنسان قسطا كافيا من الراحة، هذا لا شك أنه يحسن من درجة الحفظ لدى الإنسان، فإذن إدارة الوقت، هو أخذ قسط كافٍ من الراحة، والرغبة في ممارسة التمارين الرياضية، وبناء روابط لما أريد أن أحفظه، بمعنى أنني إذا أردت أن أحفظ صفحة معينة من القرآن الكريم أحاول أن أستفيد من الذاكرة البصرية، والحسية، واللمسية، في ذات الوقت أعرف رقم الصفحة، بداية الآية، نهاية الآية، وهكذا .. وهذه روابط مهمة، وبعض الناس تربط حفظها أيضا بالمكان والزمان وأوقات معينة.

      تخير فترة الصباح لاشك أنها من أفضل أوقات الحفظ بعد صلاة الفجر، لمن ينام مبكراً، ويكون النوم نوم هانئ وسعيد وعميق وجيد، لا شك أن بعد الاستيقاظ يستطيع الإنسان أن يحفظ، فأرجو أن تتخيري هذا الوقت، ممارسة تمارين الاسترخاء فيها فائدة كبيرة جداً لتسهيل الحفظ، فأرجو أن تتصفحي الرابط الذي يشير له الإخوة في إسلام ويب وتطبيق هذه التمارين.


      لا بد لأي عمل ناجح أن يعتمد التنظيم والتخطيط، وإن شئت قل: أن يقوم على منهجية وخطة واضحة؛ ليُثمر النتائج المرجوة. وانطلاقًا مما تقدم، نذكر بعض القواعد المهمة التي تساعد على حفظ القرآن:

      القاعدة الأولى: الإخلاص

      والإخلاص مطلب أساس من مطالب أي عبادة، وهو أحد الركنين الأساسين اللذين تُقبل على أساسهما العبادة، قال تعالى: {فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحًا ولا يشرك بعبادة ربه أحد} (الكهف:110) فمن أراد أن يكرمه الله بحفظ كتابه فلا بد أن ينويَ بعمله هذا وجه الله، من غير أن يقصد من وراء ذلك أي مكسب مادي أو معنوي.

      القاعدة الثانية: تصحيح النطق والقراءة

      هذا الجانب هو الركن الثاني من ركني قبول العمل، وهو ركن صوابية العمل وموافقته للسنة، فمن أراد حفظ كتاب الله فعليه أن يتلقى القرآن عن أهله المتقنين له، ولا يكفيه أن يعتمد على نفسه فحسب، وذلك أن أهم خصائص القرآن الكريم أنه لا يُؤخذ إلا بالتلقي عن أهله، يرشد لهذا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذه عن جبريل، والصحابة رضي الله عنهم أخذوه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهكذا حتى وصل إلينا محفوظاً من كل تحريف وتبديل ونقص.

      القاعدة الثالثة: تحديد نسبة الحفظ اليومي

      الالتزام بهذه القاعدة من الأمور الميسِّرة لحفظ كتاب الله، فهي تقدم نوعًا من الالتزام اليومي لمن يريد الحفظ، فيخصص عدداً من الآيات لحفظها يوميًا، أو صفحة أو صفحتين. ونحن هنا ننصح بالتزام منهج رسول الله صلى الله عليه وسلم القائل: (خذوا من الأعمال ما تطيقون فإن الله لا يمل حتى تملوا، وأحب العمل إلى الله ما داوم عليه صاحبه، وإن قلَّ) رواه البخاري ومسلم، وكما قالوا: قليل دائم خير من كثير منقطع.

      القاعدة الرابعة: تثبيت ما تمَّ حفظه قبل الانتقال إلى غيره

      فلا ينبغي لمن شرع في حفظ كتاب الله أن ينتقل إلى محفوظ جديد قبل تثبت ما تم حفظه تماماً، ومما يُعين على هذا الأمر تكرار المحفوظ كلما سمح الوقت بذلك، كتكراره أثناء الصلوات المفروضة والمسنونة، ووقت انتظار الصلاة، ونحوه، ففي ذلك كله عون على تثبيت ما تم حفظه.

      القاعدة الخامسة: المحافظة على مصحف واحد للحفظ

      وهذه القاعدة من الأمور المساعدة على حفظ كتاب الله؛ وبيان ذلك أن الإنسان يحفظ بالنظر كما يحفظ بالسمع، فمواضع الآيات في المصحف تُرسم في الذهن مع كثرة القراءة والنظر في المصحف، فإذا غيَّر الحافظ مصحفه، أدَّى ذلك إلى تشتيت الذهن، لذا كان الأفضل الالتزام بمصحف واحد، ويفضل هنا ما يُطلق عليه "مصحف الحفاظ" الذي تبدأ صفحاته بآية وتنتهي بآية.

      القاعدة السادسة: اقتران الفهم بالحفظ

      من أعظم ما يُعين الحافظ على حفظه فهم الآيات التي يحفظها، ومعرفة ارتباط بعضها ببعض. والذي ينبغي ملاحظته هنا، تلازم الحفظ والفهم معاً، وأن أحدهما يكمِّل الآخر ويسانده ويدعمه، ولا يستغني أحدهما عن الآخر بحال.

      القاعدة السابعة: الربط بين أول السورة وآخرها

      بعد أن يتم حفظ السورة كاملة يُستحسن لمن يحفظ ألا ينتقل إلى سورة أخرى إلا بعد أن يتم ربط أول السورة المحفوظة بآخرها. وبهذا يُشكِّل حفظ كل سورة وحدة مترابطة متماسكة لا انفصام بينها.

      القاعدة الثامنة: تعاهد المحفوظ بالمراجعة والمدارسة

      وهذه القاعدة من الأهمية بمكان، إذ ينبغي لمن وفَّقه الله لحفظ كتابه أن يتعاهده بالمراجعة والمدارسة بشكل مستمر، ويُفضَّل أن تتم المراجعة مع حافظ آخر، ففي ذلك خير كثير؛ يساعد من ناحية على تثبيت المحفوظ، ويساعد من ناحية ثانية على تصحيح ما تمَّ حفظه بشكل غير صحيح، فضلاً عن أن التزام المدارسة مع حافظ آخر ييسِّر المراجعة المستمرة، فالإنسان عادة ينشط بغيره ما لا ينشط بنفسه، وقد قال تعالى: {سنشد عضدك بأخيك ونجعل لكما سلطانا} (القصص:35) وتخصيص وِرْدٍ يومي للمراجعة أمر مهم ومفيد هنا.

      ولا يخفى عليك -القارئ الكريم- أن القرآن الكريم بقَدْر ما يسَّره الله للحفظ، بقَدْر ما هو سريع التفلُّت والنسيان، إذا لم يتعهده ويتعاهده الحافظ بالمراجعة والتكرار، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ يقول: (تعاهدوا هذا القرآن، والذي نفس محمد بيده لهو أشد تفلُّتًا من الإبل في عُقُلِها) رواه البخاري ومسلم.




      زائرنا الكريم نحن معك بقلوبنا
      كلنا آذان صاغيه لشكواك ونرحب بك دائما
      في
      :

      جباال من الحسنات في انتظارك





      تعليق


      • #4
        رد: ...............................

        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
        أخي الحبيب في الله
        أرجو منك أن تتقبل دعوتنا
        وزيارتنا على قسم

        التواصل الإيمانى للشباب



        والإطلاع على هذا الموضوع

        إيمانك ضعيف؟؟ طيب تعال عندنا..

        وفقنا الله وإياك لكل خير

        زائرنا الكريم نحن معك بقلوبنا
        كلنا آذان صاغيه لشكواك ونرحب بك دائما
        في


        جباال من الحسنات في انتظارك

        تعليق

        المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
        حفظ-تلقائي
        x
        إدراج: مصغرة صغير متوسط كبير الحجم الكامل إزالة  
        x
        أو نوع الملف مسموح به: jpg, jpeg, png, gif
        x
        x
        يعمل...
        X