إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

بلا عنوان ...

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • بلا عنوان ...

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



    فماذا أفعل يا أيها الفضلاء ؟


    أرجو طمس الموضوع تفضلا منكم
    التعديل الأخير تم بواسطة فريق استشارات سرك فى بير(الأخوات); الساعة 08-09-2014, 05:39 PM.

  • #2
    رد: بلا عنوان ...

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:


    مرحبًا بك أخانا الفاضل
    ما تعيشه –– من هموم وأكدار وسوء حال إنما هو نتاج لما قدمته يداك من الذنوب والخطايا، فإن الذنوب عاقبتها هذه الوحشة التي تجدها، وتعسير الأمور وضيق الحال، وغير ذلك من العقوبات التي يرتبها الله سبحانه وتعالى على من أعرض عن طاعته، وأبى أن يسلك الطريق الذي يرضاها ربه، فقد قال سبحانه وتعالى: {من عمل صالحًا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة} وفي المقابل يقول سبحانه: {ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكًا} فهذه الحال – أيهَا الحبيب – هي ثمرة ونتيجة لفساد الحال الذي بدأت بها ونيتها.

    من ثم فإذا كنت جادًا راغبًا في التخلص من كل هذه الأكدار والهموم والأحزان والمضايقة التي تعيشها، إذا كنت راغبًا حقيقة، وقد قررت قرارًا أكيدًا أن تتخلص من هذا فإن الطريق سهل يسير - بإذن الله تعالى – بل وأيسر من اليسير.



    ونتمنى لك دوام الصحة والعافية.
    أولاً نقول لك أخي الكريم: إن المؤمن في هذه الدنيا معرض لامتحانات وابتلاءات، فقد يبتلى في دينه, وفي ماله, وفي صحته, وفي مجتمعه الذي يعيش فيه....الخ من أنواع الابتلاءات, فالاستعانة بالمولى عزَ وجلَ, والصبر والمجاهدة والعزيمة والإصرار من العوامل التي تساعد الفرد في النجاح واجتياز الامتحان بكفاءة.

    وتذكر أن أشد الناس بلاء الأنبياء, ثم الأمثل فالأمثل, وأن الله تعالى إذا أحب العبد ابتلاه, وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم.

    ثانياً: حلول المشاكل لا تأتي وحدها, بل يتطلب ذلك مجموعة من التدخلات والتغييرات, والبداية تكون وقفة مع النفس, وعلاقتها مع الخالق جلَ وعلا, ما جوانب التقصيرعندي؟ ما المطلوب مني تجاه ربي؟ ما المطوب مني تجاه والدي؟ ما المطلوب مني تجاه دراستي وعملي؟ ما المطلوب مني تجاه مجتمعي؟ وهكذا بقية الأسئلة التي ينبغي أن تسألها لنفسك.

    ثالثاً: نقول لك أخي الكريم: أنت ما زلت في ريعان شبابك, وما زال المستقبل إن شاء الله يوعد بالكثير, وما زالت فرص تحقيق الآمال والطموحات أمامك واسعة, ما بالك بأناس في عمر السبعين, وما زال عطاؤهم لم ينضب, ومنهم من حفظ القرآن في هذا العمر, ومنهم من حصل على شهادات الماجستير والدكتوراة في هذا العمر, والأمثلة كثيرة.

    رابعاً: نطلب منك أن تبعد شبح العجز واليأس الذي خيم على قلبك وفكرك, واستبدله بروح التفاؤل, والنظرة المشرقة للحياة, فأنت مؤكد لديك العديد من القدرات والطاقات, فقط أنت محتاج لتفجيرها واستثمارها بصورة جيدة, وإن شاء الله تصل لما تريد.

    انظر إلى حال من هم أضعف وأقل منك صحة وعلماً وقدرة ومهارة, تعلقوا بالحياة, فأبدعوا فيها, وحققوا الكثير من الإنجازات في مجالات حياتية مختلفة, فلمعت أسماؤهم, وكبر شأنهم, وصاروا من الأعلام, فما تم ذلك إلا بقوة عزيمتهم وإرادتهم ومثابرتهم.

    خامساً: اخرج أخي الكريم من هذا النفق المظلم -الذي وضعت فيه نفسك واستسلمت له– فبادر بوضع خطتك, وتحديد أهدافك, ماذا تريد؟ وما الإنجاز الذي تتمنى تحقيقه؟ وما المكانة التي تريد وصولها وسط أسرتك ومجتمعك؟ ثم قم باختيار الوسائل المناسبة لتحقيق أهدافك, واستشر في ذلك ذوي المعرفة والعلم, وأصحاب الخبرات الذين تثق فيهم, وحاول اكتشاف قدراتك, وامكاناتك التي تؤهلك لذلك, واعتبر المرحلة التي تمر بها الآن مرحلة مخاض لولادة شخصية جديدة, بأفكار ورؤى جديدة للحياة, ونظرة جديدة للمستقبل.

    واعلم أن كل من سار على الدرب وصل, فقط كيف نبدأ الخطوة الأولى, ونستعين بالله تعالى, ونتوكل عليه, ويكون لدينا اليقين الصادق بأن كل شيء بيده سبحانه وتعالى, ولا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء, إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون.

    نعم إنك تعلم الكثير عن المواعظ والنصائح, ولكن ربما تطبيقها هو الذي يصعب عليك, فلا بد أن تعلم أن التغيير لا يأتي فجأة, فلا بد من التدرج والمواظبة والمثابرة والصبر والله تعالى يقول: (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) فإيذاء النفس ليس هو الحل, بل ربما يعقد المشكلة أكثر وأكثر.



    ولا ينبغي أن تكون لك نظرة قاتمة لا عن الحياة ولا عن الناس ولا عن مجتمعك ولا عن واقعك، ولكن أنزل الأمور منازلها، وخذ نفسك رويدا رويدا، فكما أنك تنظر إلى هذه الشجرة فتجد منها الثمرة الصغيرة والثمرة الكبيرة والثمرة الصالحة والثمرة الفاسدة فكذلك الناس في هذه الحياة، فمنهم الكافر ومنهم المؤمن، ومنهم الصالح ومنهم الطالح، ومنهم البر ومنهم الفاجر، ومنهم السعيد ومنهم الشقي، وهذا سنة الله في خلقه، فلا تجعل ذلك يؤثر عليك ويضغط عليك ضغطته حتى تنفر من الدين وتنفر من أهله لأجل هذه الأمور التي وقعت لك، فينبغي إذن أن تأخذ بطاعة الرحمن وأن تسلم نفسك لله عز وجل وأن تكون على بصيرة من دينك وعلى بصيرة في شئون دنياك، فبهذا تكون عبدا لله حقّاً وتكون حينئذ المؤمن صاحب البصيرة الذي قد عرف طريقه فلن يلتفت يمنة ولا يسرة ولا تأخذه ترهات الطريق ولا بُنْياتها.



    الطريق – – أن تُدرك أنه لا خلاص لك إلا بالتوبة فتتوب، تتوب إلى الله تعالى، والتوبة سهلة إذا يسرها الله تعالى لك، تندم على ما فعلت من الذنوب والمعاصي، والندم وجع وألم في القلب ينشأ بسبب تذكرك للعقوبات التي أعدها الله عز وجل لمن أصروا على هذه المعاصي.

    إن الجنة حق والنار حق والقيامة حق، وسنقف بين يدي الله وسنسأل عن أعمالنا، وسنبعث بعد الموت، فإذا كنت تؤمن بهذا كله وكنت على يقين بأن الله عز وجل بالمرصاد فإن تفكرك وتذكرك لهذه الذنوب سيورث في قلبك هذا النوع من الألم، وهو الندم، وهو أول طريق للتوبة.

    الندم على ما فات من الذنوب والمعاصي، ثم العزم على عدم العودة إليها في المستقبل، مع تركها في الزمن الحاضر.

    إذا أخذت نفسك بالعزيمة والجد، واستعنت بالله سبحانه وتعالى على التوبة، فإن الله عز وجل سييسرها لك، فإنه سبحانه وتعالى يتوب على الإنسان ليوفقه للتوبة، ومهما كانت ذنوبك وعظمت خطياك وإن بلغت بعدد رمال الصحراء أو قطرات بحار الماء أو بعدد أوراق الأشجار وعدد قطر الأمطار، فإن عفو الله تعالى ورحمته أوسع من ذلك كله، وقد قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: {قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعًا إنه هو الغفور الرحيم} فالله تعالى ليس بحاجة إلى تعذيبك، غني عن عملك، كما قال تعالى في كتابه الكريم: {ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم}.

    ليس لله حاجة في طاعتك، وليس لله حاجة في تعذيبك إذا عصيت، الله غني عن ذلك كله، ولكنه سبحانه وتعالى يريد منك أن تأخذ بالأسباب التي تبلغك رضوانه وتفوز بثوابه، وإذا عصيت وأذنبت فإن الله تعالى قادر على أن يغفر الذنوب كلها، لأنه ليس بحاجة إلى تعذيبك، بل من كرمه سبحانه وتعالى أنه يفرح بتوبة الإنسان إذا جاء تائبًا، ويبدِّل سيئاته حسنات.


    أبشر – – بواسع رحمة الله تعالى، وأبشر بعفو الله ومغفرته، وأقبل على ربك بصدق، وقد أسلم الكفار فقبل الله تعالى منهم إسلامهم، وأسلم الذين حاربوا رسول الله وآذوه فقبل الله تعالى إسلامهم، واقرأ القرآن لتجد أن كل الذنوب عرض الله سبحانه وتعالى على أصحابها التوبة، الكفار، اليهود، النصارى، الزناة، السُّراق، أكلة الربا، كل هؤلاء عرض الله تعالى عليهم التوبة في كتابه العزيز، وأنت لم تكن أسوأ حالاً من هؤلاء جميعًا.

    التوبة معروضة عليك، فخذ بالحزم والجد، وابحث عن الصالحين وصاحبهم وجالسهم، وستلمس - بإذن الله تعالى – من حالك تغيرًا.

    فلا يجوز الإقدام على قتل النفس ( الانتحار) بأي سبب من الأسباب لقوله تعالى: ( ولا ‏تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيماً) ولقوله صلى الله عليه وسلم: " من قتل نفسه ‏بحديدة فحديدته يتوجأ بها في بطنه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً، ومن شرب سماً ‏فقتل نفسه، فهو يتحساه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً، ومن تردى من جبل فقتل ‏نفسه، فهو يتردى في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً" رواه البخاري ومسلم.‏
    فالانتحار من الكبائر العظام التي توعد الله صاحبها بالخلود في النار،
    فدل ذلك على أن قتل المرء نفسه من أعظم الكبائر، وأنه سبب للخلود في نار جهنم ‏والعياذ بالله.‏
    وأن عذاب صاحبه يكون بنفس الوسيلة التي تم بها الانتحار، يضاف إليها دخوله جهنم ‏والعياذ بالله، هذا وقد نهى الله سبحانه وتعالى عن اليأس والقنوط، وأخبر أن ذلك من ‏صفات الكافرين فقال: (يَابَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ ‏اللَّهِ إِنَّهُ لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ) [يوسف:87] ‏
    وقال تعالى على لسان خليله إبراهيم: (قَالَ وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ) ‏‏[الحجر:56]‏
    والحاصل أن الإقدام على الانتحار أمر فظيع وعواقبه وخيمة ، مهما كانت المشاكل الدافعة إليه.‏
    فعظموا رجاءكم بالله وأيقنوا برحمته سبحانه التي وسعت كل شيء، وجددوا صلتكم بالله ‏وأكثروا من الطاعات والجأوا إليه سبحانه بالدعاء والتضرع أن يصرف عنكم السوء وأن ‏يحبب إليكم الإيمان وأن يزينه في قلوبكم وأن يكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان وأن ‏يجعلكم من الراشدين، واعلموا أن الحياة نعمة عظيمة أنعم الله بها عليكم وفرصة لا يمكن ‏تعويضها فاغتنموها في العمل الصالح حيث به تحيون حياة كريمة كما قال تعالى: (مَنْ ‏عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ ‏مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) [النحل:97] ‏
    ويكفي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " خير الناس من طال عمره وحسن ‏عمله، وشر الناس من طال عمره وساء عمله" رواه أحمد والحاكم، والترمذي وصححه.‏
    ولماذا الانتحار الذي يوجب غضب الله ومقته وعقوبته؟! إن عاقلاً لا يقدم على ذلك أبداً ‏لأنه يخسر دنياه وآخرته. وأخيراً فإننا ننصح بمرافقة الصالحين الذين يحضونكم على الخير ‏ويباعدون بينكم وبين الشر، كما نوصيكم بحضور مجالس العلم والذكر، وبالمحافظة على ‏الصلوات في أوقاتها مع الصبر وتفويض الأمور كلها إلى الله الذي بشر الصابرين بقوله: ( ‏وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون. أولئك عليهم ‏صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون). وفقكم الله للخير وصرف عنكم السوء.‏


    فمن أعظم آفات الاسترسال مع المعاصي، أن يسهل فعل المعصية على العبد فلا يجد لها أثرا في قلبه، ويألفها حتى لا يكترث بفعلها ولا يبالي ما ارتكب منها، فلا يزال كذلك حتى تسوء خاتمته ويهلك والعياذ بالله إلا أن يتوب الله عليه.
















    فحذار حذار أيها الأخ مما أنت فيه فإنك على خطر عظيم، وإن غضب الله تعالى لا يقوم له شيء، وليس لأحد طاقة باحتمال سخطه وعقوبته سبحانه، فاتق النار واحذرها، فإن حرها شديد، وقعرها بعيد، ومقامعها حديد، وتفكر في الموت وما بعده من الأهوال العظام والخطوب الجسام، واعلم أنك إن لم تفق من سكرة المعصية، فقد يفجؤك أجلك، فتريد التوبة فتحرمها كما قال تعالى: وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِمْ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا فِي شَكٍّ مُرِيبٍ {سبأ:54}. فتندم حينئذ ولات ساعة مندم.

    فاتق الله أيها الأخ، واعلم أنه لن ينفعك إلا صالح العمل، وأن المعاصي والآثام ذات لذة عاجلة ومتعة حاضرة، ولكن تبعتها ثقيلة كل الثقل كما قيل:

    تفنى اللذاذة ممن نال صفوتها *** من الحرام ويبقى الإثم والعارُ.

    تبقى عواقب سوء في مغبتها *** لا خير في لذة من بعدها النارُ.

    وباب التوبة مفتوح أمام كل أحد لا يغلق حتى تطلع الشمس من مغربها، فبادر بتوبة نصوح تستدرك بها ما فرط، وارجع إلى ربك خائفا وجلا، مستشعرا عظم الجرم وفظيع الإثم، وسله سبحانه بإخلاص وصدق أن يمن عليك بالرجوع إليه والإنابة إليه سبحانه. ومما يعينك على هذه التوبة مع الاجتهاد في الدعاء والتضرع، وكثرة الفكرة في الموت وما بعده من الأهوال، واستحضار قرب الأجل، أن تصحب الصالحين، وتترك صحبة الأشرار وأهل السوء، فإن صحبة الصالحين من أعون الأشياء على القرب من الله تعالى والتوبة إليه، واحضر حلق العلم ومجالس الذكر، واستمع إلى المحاضرات والمواعظ النافعة، وجاهد نفسك على التوبة مجاهدة صادقة، فإن الله تكفل بمعونة من جاهد نفسه فيه فقال سبحانه: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ {العنكبوت:69}.


    وإضافةً إلى ذلك عليك باتباع الآتي:

    1- الدعاء والتضرع إلى الله كل وقت أن يثبتك على الحق، وأن يصرفك عن المعصية.

    2- أن تبتعد قدر استطاعتك عن الأماكن التي وقعت فيها في المعصية.

    3- أن تبتعد قدر استطاعتك عن الأشخاص الذين يساعدونك على المعصية أو العودة إليها، أو حتى مجرد التفكير فيها، وأن تقاطعهم في الله ولله.

    4- أن تستبدلهم بصحبة صالحة تكون عوناً لك على الطاعة والثبات على التوبة.

    5- أن تقلل من الخلوة أو الجلوس وحدك، أو إطالة المكث في الحمام؛ لئلا يستحوذ عليك الشيطان.

    6- أن تتذكر عقاب الله للعاصي في الدنيا والآخرة، ويكفي المعصية شؤماً أن فاعلها يسقط من عين جبار السماوات والأرض، فلا يقيم له وزناً إلا إذا تاب وأناب.

    7- أن تضع نفسك مكان من هتكت عرضه أو دنست شرفه أو سرقت ماله، فهل تود أن تتمنى أو ترغب أن يحدث ذلك لأهلك؟ وما لا ترضاه لنفسك لا ترضاه لغيرك.

    8- أن تعلم أن الحياة قصاص، وأن الله قد يبتلي العاصي في أحب الناس لديه وهو لا يعلم، أو يعلم ولكنه لا يستطيع أن يصنع شيئاً حتى يموت غيظاً وكمداً وذلاً وهوناً، وقديماً قال الشاعر:

    إن الزنا دينٌ فإن أقرضته كان الوفاء من أهل بيتك فاعلم

    فاحرص ولدي المبارك على ترك تلك المعاصي حياءً لله، وضع نصب عينيك دائماً أن الله معك يعلم سرك ونجواك، وأنك لا تغيب عنه طرفة عين، فاستح منه أن يراك وأنت تفعل المعصية كما تستحي من والدك أو والدتك وأكثر، وواصل التوبة دائماً، وأكثر من الاستغفار، والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم؛ حتى يمن الله عليك بالثبات على التوبة وقبولها، وأكثر من ذكر الله على كل حال؛ حتى يحفظك الله من كيد عدوك، ويدخلك حصنه الحصين الذي لا يمكنه أن يدخل إليك فيه أبداً.
    وننصحك بسماع هذه المقاطع


    مقاطع مؤثرة جدا للشيخ خالد الراشد-رقق


    مقاطع مؤثرة جدا للشيخ صالح بن عواد


    مقاطع مؤثرة جدا للشيخ نبيل العوضي

    والله أسأل أن يتوب عليك، وأن يتقبل توبتك، وأن يثبتك على الحق، وأن يحفظك من كل مكروه وسوء، وأن يجعلك من خيرة خلقه وصفوة عباده، وأن يبدل سيئاتك حسنات، إنه جوادٌ كريم. وبالله التوفيق.


    إن نار جهنم أمامك ستأكلك ... ونقول لك أيضاً: توقف وارتدع فإن ظلام القبر أمامك... إن أمامك وحشة القبر وأمامك بيت الدود الذي سيأكل جسدك.. ونقول لك: قف وأفق لنفسك فإن أمامك منكر ونكير، وأمامك عذاب القبر، وأمامك أهوال القيامة. ونقول لك أخيراً .. قف وتوقف... إن أمامك الله الملك الجبار أمامك رب السموات والأرض الذي قد حرم عليك أن تيأس وتقتل نفسك فتكون من الخاسرين المعذبين... إنه جل وعلا يقول لك: (( وَلا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا ))[النساء:29] وماذا سيكون مصيرك إذا عصيته وماذا ستكون عاقبتك لو أجرمت وخالفت أمره، (( وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا ))[النساء:30]... فانظر إلى هذه النار التي أمامك، وانظر كيف ستصلى وتعذب وتحرق في النار، وتحرق في القبر، كل ذلك لأنك أطعت نفسك الأمارة بالسوء وأطعت الشيطان الذي يريد أن يهلكك ويريد أن يدمر حياتك ويدمر آخرتك، فكيف تصل إلى هذا المستوى يا أخي من اليأس من رحمة الله، وكيف تقنط من سعة فضل الله، والله تعالى يقول: (( وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ ))[الأعراف:156]. نعم ... إن رحمة الله قد وسعت كل شيء، وأنت شيء من هذه الأشياء فكيف تحرم نفسك من سعة رحمة الله، وكيف يصل بك الأمر إلى أن تلقي بنفسك في نار جهنم، إنها النار يا أخي... إنها جهنم التي قال الله فيها: (( نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ))[التحريم:6]، إنها النار التي قال الله فيها: (( إِذَا رَأَتْهُم مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا * وَإِذَا أُلْقُوا مِنْهَا مَكَانًا ضَيِّقًا مُقَرَّنِينَ دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُورًا ))[الفرقان:12-13]... فانتبه وأفق من هذه السكرة التي قد أصابت عقلك وقلبك.
    إن عليك أن تهز نفسك هزاً فتسألها: ما لك يا نفس كيف تيأسين من رحمة الله؟ وكيف تهربين من ألم الدنيا العارض اليسير إلى عذاب دائم مستطير؟ كما قال صلى الله عليه وسلم: (من قتل نفسه بحديدة فحديدته بيده يطعن بها بطنه يوم القيامة في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً، ومن قتل نفسه بسم فسمه بيده يتحساه -أي يشربه- في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً)... في الفظاعة هذا المصير ويالهول هذه العاقبة التعيسة خسارة الدنيا وخسارة الآخرة، بل وخسارة النفس... قف يا أخي وقفة المؤمن بالله ... قف وقفة المسلم الذي يعلم أن هم الدنيا وغم الحياة مهما عظم فهذه رحمة الله الواسعة تنتظره وإن فرج الله لقريب، وإن فرج الله لواقع لك لو أنك أفقت من هذه الغفلة التي أوقعك فيها الشيطان.

    وأيضاً فمهما كان حالك ومهما كان عظم المصيبة التي أنت فيها فلابد أن يكون لها المخرج، ألست العبد المؤمن بأن الله على كل شيء قدير؟ وألست العبد الموقن أن مقاليد الأمور بيد الله تعالى؟ فماذا عليك لو أنك أخزيت الشيطان ونبذت هذه المصيدة التي يريد أن يوقعك فيها ثم توقفت عن كل هذه الأفكار... نعم توقف لتجد فرج الله، ولتجد رحمة الله...
    إننا لا نعدك أمراً مستحيلا ولا نوهمك الكذب الذي لن يقع ولكن عليك أولاً التراجع عن هذه الفكرة التي أوقعك فيها الشيطان، ثم بعد ذلك نحن بانتظار رسالتك العاجلة إلينا، لتشرح لنا كل ما تعاني ولتجد أن هنالك إخواناً لك يحرصون عليك ويمدون إليك يد المساعدة ويقفون معك في أزمتك ويتفهمون كل ما أنت فيه، فماذا يمنعك الآن من الكتابة إلينا لتجد الجواب فوراً أمام ناظريك...

    وأخيراً فتذكر أنك مسلم مؤمن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله صلى الله عليه وسلم فلابد أن تموت عليها وتحيا عليها ... وإلا فإنك سوف تخسر كل شيء حتى نفسك سوف تخسرها، وهاهو نداء الله إليك وهو يقول: (( الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ * لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ لا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ))[يونس:63-64]، فها هو الفوز العظيم أمامك إن شاء الله ... وهاهم إخوانك يتلهفون عليك وينتظرون رسالة منك ليعينوك ... فهل سوف تنقذ نفسك من النار وتستجيب ... هل سوف تستجيب قبل فوات الأوان... وقبل لقاء الجبار جل جلاله...

    إن التقرب إلى الله -تبارك وتعالى- يكون من طريقين: طريق أداء ما افترضه الله -تعالى-، فحافظي على الطهارة، وحافظي على الصلوات في أوقاتها، وحافظي على أذكار ما بعد الصلوات، وحافظي على الأدعية، أكثري من دعاء الله -تعالى- أن يثبتك على الحق كما كان النبي يفعل -عليه الصلاة والسلام- عندما كان يقول: (اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك) كذلك أيضًا: (اللهم يا مصرف القلوب والأبصار صرف قلبي لطاعتك) كذلك أيضًا دعاء القرآن الكريم: {ربنا لا تُزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب}، وأيضًا دعاء النبي -صلى الله عليه وسلم-: (اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك).

    هذه الأدعية تحتاجن لها مع العبادات، اطلب العلم الشرعي الدعوة تحتاجك ، وإذا كانت عندك قدرة على صيام التطوع فاجتهد في ذلك، ولو صيام ثلاثة أيام من كل شهر، ومن الممكن أن تصومها مجتمعة أو متفرقة، أو أن تصوم اثنين وخميس إذا كانت ظروفك تسمح وقدرتك البدنية تسمح، وحياتك المعيشية تسمح، أو تصوم ثلاثة أيام من كل شهر.

    واجعل لك وردًا من القرآن – – تقرأه، لأن القرآن هو مستودع الإيمان، فكلما كنت على علاقة مع القرآن كلما زاد الإيمان عندك، وكلما قويت محبتك لله، لأنك بالقرآن سوف تتعرف أكثر وأكثر على الله -تبارك وتعالى-، ولو تعرفت على الله -تبارك وتعالى- سوف تحبه حُبًّا عظيمًا جدًّا، كما قال -سبحانه وتعالى-: {والذين آمنوا أشدُّ حُبًّا لله} ولذلك لم يكن عند النبي -عليه الصلاة والسلام- من معجزة أقوى من القرآن الكريم، فكان الكافر يأتي يطلب من النبي -عليه الصلاة والسلام- أن يعرض عليه الإسلام فكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يقرأ عليه شيئاً من القرآن، وكان هذا كافيًا في دخول الناس الإسلام.

    إذًا تحافظ على ما فرضه الله -تعالى- عليك وبيَّنه النبي -عليه الصلاة والسلام- في سنته، وتُكثر من ذكر الله -تبارك وتعالى-، دوام الذكر على كل حال، قدر الاستطاعة تُكثر من ذكر الله -تعالى- خاصة (سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر) أو (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير) أو (سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم) أو (سبحان الله وبحمده أستغفر الله) أو (سبحان الله وبحمده) فقط، أو (لا إله إلا الله، لا إله إلا الله، والحمد لله) المهم أي نوع من أنواع الذكر تُكثرين منه، وتكثرين من الاستغفار.

    كذلك تُكثرمن الصلاة على النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- بنيَّة أن الله يرزقك قوة في إيمانك، وقُربًا منه -سبحانه وتعالى-، تُكثر من الاستغفار، فإنه مفيد، ولأنه مُطهّر. إذًا هذه أمور تفعلها وتحافظ عليها.



    تحافظن – بارك الله فيك – على عدم إيذاء الناس، وقول للناس حُسنًا، وتحرص على بر الوالدين، وعلى صلة الأرحام، وعلى إكرام والديك قدر الاستطاعة والإحسان إليهما، وإكرام إخوانك وأخواتك والصبر عليهم، ومساعدة الوالدة إذا كانت موجودة وفي حاجة إلى مساعدتك، تقديم يد العون والمساعدة لكل أحد، البُعد عن الأشياء التي لا تُرضي الله -تبارك وتعالى-.

    بهاتين الطريقتين – – ستكون -بإذنِ الله تعالى- رائعة، وستكون علاقتك مع الله جيدة.

    حافظ على الصلوات الخمس في الجماعة، أكثر من الدعاء خاصة في موطن السجود، اطلب من والديك الدعاء لك بالهداية والصلاح والتوفيق

    نسأل الله برحمته التي وسعت كل شيء أن يشرح صدرك، وأن ييسر أمرك، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


    زائرنا الكريم نحن معك بقلوبنا
    كلنا آذان صاغيه لشكواك ونرحب بك دائما
    في
    :

    جباال من الحسنات في انتظارك





    تعليق


    • #3
      رد: بلا عنوان ...

      أسأل أن يتوب عليك، وأن يتقبل توبتك، وأن يثبتك على الحق، وأن يحفظك من كل مكروه وسوء، وأن يجعلك من خيرة خلقه وصفوة عباده، وأن يبدل سيئاتك حسنات، إنه جوادٌ كريم.نتمنى أن تطمنا عليك
      كان بعض الصالحين يطوف و ينادي: قلبي.. أين قلبي؟
      من وجد قلبي؟
      فدخل يوما بعض السكك، فوجد صبيا و أمه تضربه، ثم أخرجته من الدار،
      و أغلقت الباب دونه، فجعل الصبي يتلفت يمينا و يسارا لا يدري أين يذهب
      و لا أين يقصد، فرجع إلى باب الدار،
      فجعل يبكي و يقول: يا أماه… من يفتح لي الباب إذا أغلقت عني بابك؟
      و من يقربني إذا طردتني؟ و من يرحمني بعد أن غضبت علي؟
      فقامت أمه فنظرت من ثقب الباب ، و أخذته حتى وضعته في حجرها،
      و جعلت تقبله، و تقول: يا قرة عيني، و يا عزيز نفسي،
      أنت الذي حملتني على نفسك، و أنت الذي تعرضت لما حل بك،
      لو كنت أطعتني لم تلق مني مكروها،
      ففرح الفتى برضا أمه و صاح فرحا،
      فقال الرجل الصالح: الحمد لله… الآن وجدت قلبي… الآن وجدت قلبي.
      فهوّه سبحانه يستغرق الذنوب فكيف
      رضــــوانه
      رضوانه سبحانه يستغرق الاَمال فكيف
      حـــــبّه
      حبّه سبحانه يستغرق الاَمال فكيف
      ودّه
      ودّه يغنى ما دونه فكيف
      لطـــــــفه

      يطاع فيشكر... ويعصى وفيغفر.... ويجيب المضطر ...ويكشف الضر
      ويشفى السقيم...
      يسمع كلامنا ...ويرى مكاننا ....ولا يخفى عليه شىء من أمرنا
      حبّه إلينا نازل وشرّنا إلينا صاعد

      ربّى كم سترتنى وأنعمت علىّ
      سيّدى ومولاى حبيب قلبى
      أقولها بعلو صوتى


      زائرنا الكريم نحن معك بقلوبنا
      كلنا آذان صاغيه لشكواك ونرحب بك دائما
      في
      :

      جباال من الحسنات في انتظارك





      تعليق


      • #4
        رد: بلا عنوان ...

        أثابكم الله على ردكم واهتمامكم ...



        أرجو طمس هذا الرد ...
        التعديل الأخير تم بواسطة فريق استشارات سرك فى بير(الأخوات); الساعة 16-09-2014, 05:48 PM.

        تعليق


        • #5
          رد: بلا عنوان ...

          سأنتحر ..

          ولماذا لا أنتحر !؟

          الله قد يغفر لي لحالي ..

          سلام الله عليكم .

          تعليق


          • #6
            رد: بلا عنوان ...

            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
            أخي الحبيب في الله
            أرجو منك أن تتقبل دعوتنا
            وزيارتنا على قسم

            التواصل الإيمانى للشباب



            والإطلاع على هذا الموضوع

            إيمانك ضعيف؟؟ طيب تعال عندنا..

            وفقنا الله وإياك لكل خير

            زائرنا الكريم نحن معك بقلوبنا
            كلنا آذان صاغيه لشكواك ونرحب بك دائما
            في


            جباال من الحسنات في انتظارك

            تعليق


            • #7
              رد: بلا عنوان ...

              فإن أول كلمة نقولها لك وبدون أي مقدمات قف... قف ...
              إن نار جهنم أمامك ستأكلك ... ونقول لك أيضاً: توقف وارتدع فإن ظلام القبر أمامك... إن أمامك وحشة القبر وأمامك بيت الدود الذي سيأكل جسدك.. ونقول لك: قف وأفق لنفسك فإن أمامك منكر ونكير، وأمامك عذاب القبر، وأمامك أهوال القيامة. ونقول لك أخيراً .. قف وتوقف... إن أمامك الله الملك الجبار أمامك رب السموات والأرض الذي قد حرم عليك أن تيأس وتقتل نفسك فتكون من الخاسرين المعذبين... إنه جل وعلا يقول لك: (( وَلا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا ))[النساء:29] وماذا سيكون مصيرك إذا عصيته وماذا ستكون عاقبتك لو أجرمت وخالفت أمره، (( وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا ))[النساء:30]... فانظر إلى هذه النار التي أمامك، وانظر كيف ستصلى وتعذب وتحرق في النار، وتحرق في القبر، كل ذلك لأنك أطعت نفسك الأمارة بالسوء وأطعت الشيطان الذي يريد أن يهلكك ويريد أن يدمر حياتك ويدمر آخرتك، فكيف تصل إلى هذا المستوى يا أخي من اليأس من رحمة الله، وكيف تقنط من سعة فضل الله، والله تعالى يقول: (( وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ ))[الأعراف:156]. نعم ... إن رحمة الله قد وسعت كل شيء، وأنت شيء من هذه الأشياء فكيف تحرم نفسك من سعة رحمة الله، وكيف يصل بك الأمر إلى أن تلقي بنفسك في نار جهنم، إنها النار يا أخي... إنها جهنم التي قال الله فيها: (( نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ))[التحريم:6]، إنها النار التي قال الله فيها: (( إِذَا رَأَتْهُم مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا * وَإِذَا أُلْقُوا مِنْهَا مَكَانًا ضَيِّقًا مُقَرَّنِينَ دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُورًا ))[الفرقان:12-13]... فانتبه وأفق من هذه السكرة التي قد أصابت عقلك وقلبك.
              إن عليك أن تهز نفسك هزاً فتسألها: ما لك يا نفس كيف تيأسين من رحمة الله؟ وكيف تهربين من ألم الدنيا العارض اليسير إلى عذاب دائم مستطير؟ كما قال صلى الله عليه وسلم: (من قتل نفسه بحديدة فحديدته بيده يطعن بها بطنه يوم القيامة في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً، ومن قتل نفسه بسم فسمه بيده يتحساه -أي يشربه- في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً)... في الفظاعة هذا المصير ويالهول هذه العاقبة التعيسة خسارة الدنيا وخسارة الآخرة، بل وخسارة النفس... قف يا أخي وقفة المؤمن بالله ... قف وقفة المسلم الذي يعلم أن هم الدنيا وغم الحياة مهما عظم فهذه رحمة الله الواسعة تنتظره وإن فرج الله لقريب، وإن فرج الله لواقع لك لو أنك أفقت من هذه الغفلة التي أوقعك فيها الشيطان.

              وأيضاً فمهما كان حالك ومهما كان عظم المصيبة التي أنت فيها فلابد أن يكون لها المخرج، ألست العبد المؤمن بأن الله على كل شيء قدير؟ وألست العبد الموقن أن مقاليد الأمور بيد الله تعالى؟ فماذا عليك لو أنك أخزيت الشيطان ونبذت هذه المصيدة التي يريد أن يوقعك فيها ثم توقفت عن كل هذه الأفكار... نعم توقف لتجد فرج الله، ولتجد رحمة الله...
              إننا لا نعدك أمراً مستحيلا ولا نوهمك الكذب الذي لن يقع ولكن عليك أولاً التراجع عن هذه الفكرة التي أوقعك فيها الشيطان، ثم بعد ذلك نحن بانتظار رسالتك العاجلة إلينا، لتشرح لنا كل ما تعاني ولتجد أن هنالك إخواناً لك يحرصون عليك ويمدون إليك يد المساعدة ويقفون معك في أزمتك ويتفهمون كل ما أنت فيه، فماذا يمنعك الآن من الكتابة إلينا لتجد الجواب فوراً أمام ناظريك...

              وأخيراً فتذكر أنك مسلم مؤمن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله صلى الله عليه وسلم فلابد أن تموت عليها وتحيا عليها ... وإلا فإنك سوف تخسر كل شيء حتى نفسك سوف تخسرها، وهاهو نداء الله إليك وهو يقول: (( الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ * لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ لا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ))[يونس:63-64]، فها هو الفوز العظيم أمامك إن شاء الله ... وهاهم إخوانك يتلهفون عليك وينتظرون رسالة منك ليعينوك ... فهل سوف تنقذ نفسك من النار وتستجيب ... هل سوف تستجيب قبل فوات الأوان... وقبل لقاء الجبار جل جلاله...
              نسأل الله برحمته التي وسعت كل شيء أن يشرح صدرك، وأن ييسر أمرك، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


              زائرنا الكريم نحن معك بقلوبنا
              كلنا آذان صاغيه لشكواك ونرحب بك دائما
              في
              :

              جباال من الحسنات في انتظارك





              تعليق

              المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
              حفظ-تلقائي
              x
              إدراج: مصغرة صغير متوسط كبير الحجم الكامل إزالة  
              x
              أو نوع الملف مسموح به: jpg, jpeg, png, gif
              x
              x
              يعمل...
              X