إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

أريد أمي أن تقرأ رسالتي

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أريد أمي أن تقرأ رسالتي

    أسألكم الدعاء بالستر لي وأن يفرج الله كربي

    أرجوكم أطمسوا الرساله
    التعديل الأخير تم بواسطة فريق استشارات سرك فى بير(الأخوات); الساعة 22-08-2014, 05:57 AM.

  • #2
    رد: أريد أمي أن تقرأ رسالتي

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الأخت الفاضلة/ حفظها الله.
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

    فإنه ليسرنا أن نرحب بك ، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يغفر لك، وأن يتوب عليك، وأن يثبتك على الحق، وأن يشرح صدرك للذي هو خير .

    وبخصوص ما ورد برسالتك، فإنه مما لا شك فيه أن الفضيحة بعد الستر أمر مرعب حقاً، وأن آثارها النفسية تكون هائلة إذا لم يتغمد الله الإنسان برحمته ويثبته، بل إن مجرد الوشاية تقض مضجع الإنسان، وتُذهب النوم من عينيه، وتشوه صورته وسط المجتمع الذي يُحيط به، حتى ولو بعد ظهور الحقيقة،
    لذلك لا أملك لك بدايةً إلا أن أقول: كان الله في عونك، وثبتك على الحق، واعلمي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا أراد الله بعبده الخير عجل له العقوبة في الدنيا) وقال: (إذا أحب الله عبداً ابتلاه، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط) وقال: (من يرد الله به خيراً يصب منه) وقال: (ما يصيب المسلم من همٍ ولا غم ولا حزن ولا أذى حتى الشوكة يُشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه) فمجموع هذه النصوص تدل على أن الله إذا أراد بالعبد خيراً عاقبه في الدنيا، وأن ما يحدث له من همٍ أو حزن أو غم إلا كان كفارة لذنبه ومغفرة لخطاياه، وأن هذه العقوبة تختلف وتتفاوت من شخصٍ لآخر، ولعل الله جل جلاله أراد أن يكرمك بهذه العقوبة، حتى تُقبلي عليه وقد غفر لك وتاب عليك، ونسأله أن يكون كذلك إن شاء الله، فأبشري بخير، فإن عقاب الدنيا مهما كان حجمه أو شدته لا يساوي غمسة واحدة في جهنم، فاحمدي الله على ذلك، وسليه العفو والعافية والمعافاة الدائمة في الدنيا والآخرة، واعلمي أن الشيطان له دورٌ كبير في فضح الإنسان، خاصةً إذا لمس من الإنسان صدق توبة ورجوع إلى الله، فيقوم بفضح الإنسان حتى يُصاب بمثل ما أنت فيه من اليأس والقنوط، وفي السنّة صور كثيرة من مثل ما حدث معك تماماً، لذا عليك ابنتي العزيزة ألا تقضي وقتاً طويلاً عند هذا الحدث، وأن تعاودي الاجتهاد في الطاعة والعبادة، وأن تواصلي الاستغفار والتوبة؛ لأن الشيطان يفرح بيأس الإنسان وقنوطه من رحمة الله، حتى يحول بينه وبين التوبة، ليلقى الله على سوء خاتمة والعياذ بالله،
    فقاومي نفسك، وجاهدي شيطانك، واجتهدي في العبادة، وأكثري من التوبة والاستغفار والدعاء، واعلمي أنه كما شاء الله أن يظهر هذا الذنب بعد هذه الفترة فهو سبحانه قادر على أن يجعل الناس ينسون هذا الذنب ولا يذكرونه أبداً، وهذا متوقف على حسن ظنك وصدقك في التوبة والعودة إليه، فلا تحرمي نفسك هذه الفرصة، ولا تستسلمي لكيد الشيطان الرجيم، وأكثري من الاستعاذة منه، وعما قريب ستشعرين بأثر ذلك على حياتك واستقرارك النفسي، وقهرك للشيطان الرجيم.
    واعلمي أن باب التوبة مفتوح، ولا تظن أن الله لن يقبل توبتك وقد فعلت ما فعلت، فالله كريم غفور رحيم،


    ومن ترك ذنباً من الذنوب لله صحت توبته، ومن تركه لغير الله لم يكن مخلصاً ولم تصح توبته، فإن الله -تعالى- لا يقبل من الأعمال إلا ما كان خالصاً له وحده، فقد يتوب الإنسان من المعصية خوفاً من الفضيحة، ولو علم أنه بعيداً عن الفضيحة لعاد إلى نفس الذنب.

    والندم ركن من أركان التوبة لا تتم إلا به، ولا تقبل التوبة إلا من نادم خائف، ورجل مشفق على نفسه مما حصل منه وقد أشار النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى قيمة الندم، فقال : " الندم توبة " وأن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر " بمعنى ما لم تبلغ الروح إلى الحلقوم وما لم يتيقن الموت، فإن التوبة بعد التيقن بالموت لم يعتد بها، لذلك لا ترهقي نفسك بالمعصية السابقة، ويجب الالتفات إلى المستقبل والله -سبحانه وتعالى- سوف يقبلك في عباده الصالحين التائبين العائدين بحوله وقوته


    وهو القائل جل شأنه: { ‏‏قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ} فانظر بارك الله فيك كيف هي رحمة الله مع من أسرف في الذنوب، لكنه عاد إلى الله تائبا نادما، بشره الله بالمغفرة متى ما كان صادقا في توبته،
    ولعلك تلحظ في صيغة النداء أن الله نسب العاصي إلى نفسه فقال: ( يَا عِبَادِيَ)ثم قال: {الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ} أي: أكثروا في الخطايا، {لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ} لا تيأسوا من رحمة الله، { إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا} أي: إنه يغفر الذنوب جميعاً عظمت أم صغرت، كثرت أم قلت، فبادر بالتوبة إلى الله وأقبل على ربك، لتخرج إلى الطمأنينة والسكينة.

    ألا تريد طمأنينة القلب؟ إنها ها هنا في التوبة. ألا تريد فرحة الروح وسعادتها؟ إنها هنا في التوبة، ألا تريد أن تعيش قرير العين سعيدًا في دينك ودنياك؟ إنها ها هنا في الإنابة إلى الله، قال تعالى: { مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } بل زاد فضل الله وكرمه حين يبدل السيئات والموبقات إلى حسنات كريمات فاضلات، قال الله جل وعلا: { إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا}.

    ثالثًا: نريد منك كذلك أن تتعرف على أناس من أهل الصلاح والدين، فالمرء بإخوانه، وإخوانه بدونه، وقد أخبرنا النبي -صلى الله عليه وسلم-: أن الذئب إنما يأكل من الغنم القاصية.

    رابعا: أعرف -- أسباب الوقوع في المعاصي، واجتهد في إزالة تلك الأسباب، واستعن بالله على ذلك.

    خامسا: اطلب العلم الشرعي، واحرص على حضور دروس الوعظ، فإن هذا مما يزيد في الجانب التديني، وهذا عامل هام جدًا، لذا نوصيك بكثرة النوافل، والحرص على قيام الليل، أو جزء منه على أن يكون ذلك بصفة مستمرة، واحرص على أن يكون لك ورد من ذكر الله عز وجل.


    فإذا ذكّرك الشيطان بالموقف فما عليك إلا أن تذكري الله وتستغفريه، عندها سيحزن هذا العدو، سيهرب هذا العدو، الذي يندم إذا استغفرنا، ويحزن إذا تبنا، ويبكي إذا سجدنا لربنا، فعامليه بنقيض قصده، وبذلك سيهرب منك.

    كلما ذكّرك الشيطان، كلما أراد أن يعود بك إلى الوراء نوصيك بالذكر والاستغفار والتوبة، ونؤكد لك أن هذا الندم الحاصل دليل على أنك تائبة، فالندم توبة، والتوبة تمحو ما قبلها، وتجُبُّ ما قبلها كما قال النبي - عليه صلاة الله وسلامه – فلا تقفي طويلاً أمام هذا المشهد، أمام هذا الموقف


    فاجعلي الأمر بينك وبين الله، واطمئني إلى مغفرة الغفور سبحانه وتعالى، واعلمي أن هذا الذنب الذي تتوبين منه يسجل كأنه حسنة من الحسنات عند الله تبارك وتعالى القائل: {إلا من تاب وآمن وعمل عملاً صالحًا فأولئك يُبدِّل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورًا رحيمًا} فالأمر ليس مجرد مغفرة، بل عندما نصدق في توبتنا ورجوعنا يُبدل الله السيئات القديمات بحسنات جديدات، والتوبة من أفضل القربات إلى الله تبارك وتعالى، وهي واجبة في كل حين، فلا يحملك ما حصل معك من انتكاسٍ على الوصول إلى اليأس والقنوط، وهذا ما يريده عدونا الشيطان الذي همه أن يُحزن الذين آمنوا، وليس بضارهم شيئًا إلا بإذن اللهِ.

    قيل للحسن البصري: نتوب ثم نذنب، ثم نتوب ثم نذنب، إلى متى؟ قال: (حتى يكون الشيطان هو المخذول) فالحمد لله الذي أعانك على التوبة، وأعانك على الخروج من هذا المأزق، وهو الذي سيعينك غدًا فتوكلي على الله، واستعيني بالله، والجئي إلى الله تبارك وتعالى، واعلمي أن هذا الذنب الذي وقعت فيه وتبت منه يغفره الغفور سبحانه وتعالى.


    أتمنى - بارك الله فيك – أن تغض الطرف عمَّا مضى وأن تنظري إلى المستقبل، وأن تعلمي أن رحمة الله قريب من المحسنين، وأن الله يحب التوابين ويُحب المتطهرين، وأن تجعلي هذا حافزًا لك بأن تتخطي هذه المسألة كلها، وأن تعلمي أن الله جل جلاله أجل وأعظم من أن يُعاقب عبدًا تاب إليه وندم على ما فعل، ورجع إليه مستغفرًا تائبًا منيبًا مخبتًا

    وكما قلنا: كلما ذكّرك هذا العدو عليك أن تُجددي الاستغفار والذكر والتوبة والرجوع إلى الله -تبارك وتعالى-، فتكسبي بذلك حسنات، وترتفعي بذلك عند الله درجات، وتغيظي عدونا الشيطان، الذي همه أن يحزن أهل الإيمان.


    وختامًا -- نوصيك بتذكر اللقاء على الله يوم العرض، وزيارة المقابر للتعرف علي أهلها، ومحاسبة النفس، وأكثر من الدعاء لله عز وجل، وثق أن الله قريب مجيب الدعاء، نسأل الله أن يوفقك لكل خير، وأن يصرف عنك كل شر، وأن يثبتك على الحق.


    مع تمنياتنا لك بالتوفيق والسداد والستر في الدارين.



    زائرنا الكريم نحن معك بقلوبنا
    كلنا آذان صاغيه لشكواك ونرحب بك دائما
    في
    :

    جباال من الحسنات في انتظارك





    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    x
    إدراج: مصغرة صغير متوسط كبير الحجم الكامل إزالة  
    x
    أو نوع الملف مسموح به: jpg, jpeg, png, gif
    x
    x
    يعمل...
    X