انا عندي مشكلة اني كل لما اسمع عن الكبائر الباطنة او معاصي القلوب بلاقي منها كتير عندي و مش عارفة اتخلص منها بس المشكلة الاكبر اني بقيت حاسة انى اكيد خاتمتي هتبقي خاتمة سوء بسبب الكبائر دي فأنا مش عارفة هل ده قنوط او سوء ظن وهل معاصي القلوب ممكن تتعالج ولا لأ
إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.
الخوف من سوء الخاتمة
تقليص
X
-
رد: الخوف من سوء الخاتمة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن والاه.
نسأل الله العظيم أن يتوب علينا وعليكم، وأن يوقفنا لما يحبه ويرضاه، وأن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته.
فالتوبة من أي ذنب كان مهما عظم ولو كان كفراً أكبر مقبولة متى استجمع صاحبها شروطها، ومن ذلك الاستهزاء بالله جل شأنه قال الشيخ ابن عثيمين في فتاوى نور على الدرب: الاستهزاء بدين الله أو سب دين الله أو سب الله ورسوله أو الاستهزاء بهما، كفر مخرج عن الملة، ومع ذلك فإن هناك مجالاً للتوبة منه، لقوله تعالى: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ. فإذا تاب الإنسان من أي ردة توبة نصوحاً استوفت شروط التوبة، فإن الله تعالى يقبل توبته. انتهى.
ومما يعينك على التوبة كذلك أن تصحبي أهل الخير، ومن تعينك صحبتهم على طاعة الله تعالى، وأن تكثري من ذكر الله ودعائه أن يلين قلبك، ويزيل قساوته؛ فإن القلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء، وإياك وسوء الظن بالله، بل ادعيه سبحانه وأنت موقنة بإجابته لك، كما أمر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم، وأكثري ذكر الموت وما بعده من الأهوال العظام والأمور الجسام، واقرئي القرآن بخشوع وتدبر، واحرصي على تعلم العلم النافع؛ فإن هذا من أعظم ما ترق به القلوب، وجاهدي نفسك في ترك المعاصي وبغضها، فإذا صدقت في المجاهدة، حصل لك ما تريدين بإذن الله، مصداقا لقوله تعالى: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا {العنكبوت:69}.
وأما علاج قسوة القلب فإنه يكون بإدامة ذكر الله تعالى والاجتهاد في طاعته ودعائه تعالى أن يلين القلب ويرققه، فإن القلوب بين إصبعين من أصابعه تعالى يقلبها كيف يشاء، والإكثار من ذكر الموت والتفكر في القيامة وأهوالها والجنة والنار وأحوال أهلهما سعادة وشقاوة، والتفكر في مراقبة الله للعبد واطلاعه على جميع أحواله وإحاطته بأقواله وأفعاله، ومجالسة أهل الخشية والخوف من الله تعالى الذين يذكرون العبد بالله ويرغبون في ثوابه ويرهبون من عقابه، والاجتهاد في تعلم العلم النافع وهو العلم بالله وصفاته وأحكامه الشرعية، فإنه كلما زاد علم العبد زادت خشيته لله تعالى، كما قال عز وجل: إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء{فاطر:28}. نسأل الله أن يرزقنا وإياك قلبا خاشعا وتوبة
إذا أخذت نفسك بالعزيمة والجد، واستعنت بالله سبحانه وتعالى على التوبة، فإن الله عز وجل سييسرها لك، فإنه سبحانه وتعالى يتوب على الإنسان ليوفقه للتوبة، ومهما كانت ذنوبك وعظمت خطياك وإن بلغت بعدد رمال الصحراء أو قطرات بحار الماء أو بعدد أوراق الأشجار وعدد قطر الأمطار، فإن عفو الله تعالى ورحمته أوسع من ذلك كله، وقد قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: {قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعًا إنه هو الغفور الرحيم} فالله تعالى ليس بحاجة إلى تعذيبك، غني عن عملك، كما قال تعالى في كتابه الكريم: {ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم}.
ليس لله حاجة في طاعتك، وليس لله حاجة في تعذيبك إذا عصيت، الله غني عن ذلك كله، ولكنه سبحانه وتعالى يريد منك أن تأخذ بالأسباب التي تبلغك رضوانه وتفوز بثوابه، وإذا عصيت وأذنبت فإن الله تعالى قادر على أن يغفر الذنوب كلها، لأنه ليس بحاجة إلى تعذيبك، بل من كرمه سبحانه وتعالى أنه يفرح بتوبة الإنسان إذا جاء تائبًا، ويبدِّل سيئاته حسنات.
أبشري – بواسع رحمة الله تعالى، وأبشر بعفو الله ومغفرته، وأقبل على ربك بصدق، وقد أسلم الكفار فقبل الله تعالى منهم إسلامهم، وأسلم الذين حاربوا رسول الله وآذوه فقبل الله تعالى إسلامهم، واقرأ القرآن لتجد أن كل الذنوب عرض الله سبحانه وتعالى على أصحابها التوبة، الكفار، اليهود، النصارى، الزناة، السُّراق، أكلة الربا، كل هؤلاء عرض الله تعالى عليهم التوبة في كتابه العزيز، وأنت لم تكن أسوأ حالاً من هؤلاء جميعًا.
التوبة معروضة عليك، فخذ بالحزم والجد، وابحث عن الصالحين وصاحبهم وجالسهم، وستلمس - بإذن الله تعالى – من حالك تغيرًا.
استمري على تجديد التوبة والإكثار من الاستغفار والأعمال الصالحة، عسى الله أن يغفر لك.
واعلم أن التطهير من الكبائر كالزنا والسرقة لا يكون إلا بالتوبة أو الحد إن كان فيها حد، ولا تكفرها الحسنات ونحوها على الراجح، لقوله صلى الله عليه وسلم: الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهنَّ ما اجتنبت الكبائر. رواه مسلم.
ولا يشترط اجتماع مكفرات الذنوب كلها حتى يكفر الله الذنب، بل التوبة وحدها تكفي إذا قبلها الله تعالى للأدلة الكثيرة التي تدل على ذلك، ومنها قول الله عز وجل: وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً * إِلاَّ مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً * وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَاباً [الفرقان:68 - 71].فإن الله تعالى رحيم غفار، فما دمت قد تبت إلى الله عز وجل من هذه الكبيرة فإن الله تعالى يغفرها، قال الله تعالى: وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى [طـه:82]. وقال تعالى: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ [الزمر:53].
فأكثري من الأعمال الصالحة وادع الله أن يقبل توبتك، وإياك واليأس والقنوط من رحمة الله ومغفرته، فإن الشيطان يغري الإنسان حتى يوقعه في المعصية فإذا تاب إلى الله وأناب جاءه من جانب آخر وهو تقنيطه من قبول توبة الله عليه، فإذا استجاب له فقد وقع في معصية أعظم والعياذ بالله، فإن الله تعالى يقول: قَالَ وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ [الحجر:56]. وقال تعالى: وَلا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ [يوسف:87]. فأبشر أخي الكريم بتوبة الله عليك ورضاه عنك وحبه لك، فالتائب من الذنب حبيب الله: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ [البقرة: واعظم من الذنب ومن الكبيرة سوء الظن بالله فاحسني ظنك بربك وعودي اليه والحي عليه بالدعاء
ومن العوامل المعينة على حسن الخاتمة إحسان الظن بالله تعالى والتوكل عليه، فإنه من يتوكل على الله فهو حسبه، وليس التوكل على الله قاصرا على معنى الاعتماد عليه تعالى في تحصيل مصالح الدنيا من جلب الأرزاق ونحوها، بل التوكل عليه تعالى في التثبيت على الدين والهداية إلى الصراط المستقيم أعلى من هذا وأشرف. ومن أسباب ذلك أيضا الاجتهاد في الدعاء والتضرع إلى الله تعالى وسؤاله بإخلاص وصدق أن يختم للعبد بخير، فإنه من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، والقلوب بين أصبعين من أصابعه تعالى يقلبها كيف يشاء، فأي قلب شاء أن يقيمه أقامه، وأي قلب شاء أن يزيغه أزاغه، فإذا استحضر العبد هذا، واجتهد في دعاء ربه أن يرزقه حسن الخاتمة كان على رجاء حصولها بإذن الله، نسأل الله أن يرزقنا حسن الخاتمة.
إن باب التوبة مفتوح لن يغلق حتى تطلع الشمس من مغربها، أو يصل الإنسان إلى حالة الاحتضار، ورب العزة والجلال يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، ويفرح سبحانه بتوبة عبده حين يتوب إليه، ولن يستطيع أحد أن يحول بينك وبين رحمة الرحيم سبحانه، فعليك بالصدق في توبتك، والإخلاص في أوبتك، وإذا علم الله منك التوجه والإنابة إليه قبلك وبدل سيئاتك حسنات، قال تعالى: (( إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ ))[الفرقان:70].
ولا تستمعي لأقوال الغافلين من الشباب، فليس للموت عمرٌ محدد، وكم من الشباب قد سكن القبور، والسعيد من وعظ بغيره ورُزق قبل الموت توبة، وعند الموت شهادة، أو مات على طاعة، والمهر الذي تقدمه دليلاً على صدق التوبة هو الاجتهاد في الطاعات، والاستفادة من فترة الشباب، كما قالت حفصة بنت سيرين رضي الله عنها: (يا معشر الشباب عليكم بالاجتهاد في الطاعات، فإني ما رأيت العمل إلا في الشباب) ولكن عدونا اللدود الشيطان يخدع الشباب بالفتوة، ويفسح له في الأجل ليوقعه في الغفلة والعصيان وإدمان المخالفات، وهذا يوصل إلى سوء الخاتمة والعياذ بالله.
والمؤمن لا ينظر إلى صغر المعصية، ولكن يتذكر عظمة من يعصيه، والسيئة تجر إلى مثلها، وكذلك الحسنات، فاعمل الخير واعقد نية الخير، واسأل الله الثبات والسداد.
ومما يعينك على الاستمرار في الخير الابتعاد عن أصدقاء السوء، وهجران بيئة المعاصي، والتخلص من ذكرياتها، وابحث عن إخوات يذكرونك بالله إذا نسيت، ويعيونك على طاعة الله، واحذر من أن تذكر خطايا الأمس على سبيل الافتخار، فكل الناس معافى إلا من يجاهر ويفاخر بعصيانه ويهتك الأستار وقد ستره الله والعياذ بالله، وإذا ذكرك الشيطان بأيام الغفلات فجدد التوبة واستغفر الله لتغيظ العدو، واجتهد في الطاعات، وسارع إلى الخيرات، واحرص على الاستقامة، وانتظر من عند الله ما يسرك، فهو القائل سبحانه: (( وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى ))[طه:82].
ولا شك أن انتظامك في أداء الصلوات وتلاوة القرآن من علامات القبول بإذن الله، فإن من علامة قبول التوبة والطاعات المتاجرة في الحسنات، ومن علامة قبول الحسنة ما يتلوها من حسنات وخيرات.
واعلم أنك تعبد رباً كريماً رحيماً تواباً غفوراً، فلا تيأس من رحمته سبحانه، وتذكر أن الخوف والرجاء للمسلم كالجناحين للطائر، ولا يستغني الطائر عن أحد جناحيه، وكذلك المؤمن لابد له من خوف ورجاء، ومن الخير للإنسان أن يزيد جرعة الخوف في أيام العافية؛ لأن (من خاف أدلج ومن أدلج بلغ المنزل)، فإذا جاءت لحظة الموت فما ينبغي أن يموت الإنسان إلا وهو يحسن الظن بالله تعالى، كما قال معاذ رضي الله عنه وهو من فقهاء الصحابة: (اللهم إني كنت أخافك وأنا اليوم أرجوك).
وا نصحك بسماع هذا السلسلة
http://way2allah.com/khotab-series-6167.htm
وهذاالمقطع
http://way2allah.com/var-item-9089.htm
وهذه المقاطع للاهمية
http://way2allah.com/var-group-726.htm
وهذه
http://way2allah.com/var-group-727.htm
نسأل الله أن يتوب عليك وعلينا لنتوب، وأن يلهمنا السداد والثبات والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.
واختم الإجابة بقصة ذلك الشاب الذي قال لإبراهيم ابن أدهم: (عندي ذنب لا أستطيع أن أتركه؟ فقال له: يا هذا إذا أردت أن تعصي الله فلا تسكن في أرضه، قال: وأين أسكن والأرض كلها لله؟ قال: يا هذا إذا أردت أن تعصي الله فلا تأكل من رزقه، قال: ومن أين آكل والأرزاق كلها بيد الله؟ قال: يا هذا إذا أردت أن تعصي الله فابحث عن مكان لا يراك فيه، قال: وكيف والله لا تخفى عليه خافية؟ قال: يا هذا إذا جاء ملك الموت فامتنع ورده، قال: وكيف وهم لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون؟! قال: أما تستحي من الله تأكل من رزقه، وتسكن في أرضه، وتعصيه وهو يراك؟! فتاب الشاب وحسنت توبته.
إننا بحاجة أن نقف مع أنفسنا، وأرجو أن تعلم أن العظيم تبارك وتعالى يعفو عن الإنسان ويستر عليه ثم يستر عليه، فإذا تمادى ولبس للمعصية لبوسها هتكه وفضحه وخذله، فنحذرك من غضب الله تعالى {فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تُصيبهم فتنة أو يُصيبهم عذاب أليم} وندعوك إلى أن تتوب توبة صادقة نصوحاً، قال تعالى: {وتوبوا إلى الله جميعًا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون} ، {يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحًا عسى ربكم أن يكفّر عنكم سيئاتكم ويدخلكم جنات}.
اعلمي أن توبة الكذابين هي أن يتوب الإنسان بلسانه ويظل القلب متعلقًا بالمعصية، محتفظًا بذكرياتها وأرقامها، وأدواتها وإيميالاتها، فالتوبة الصادقة تحتاج إلى صدق وإخلاص مع الله، تحتاج إلى أن يتخلص الإنسان من آثار الخطيئة، من كل ما يذكره بها، كما جاء في حديث قاتل المائة: (ولكنك بأرض سوء، فانتقل إلى أرض كذا وكذا، فإن بها أقوامًا يعبدون الله تعالى فاعبد الله معهم) لاحظ التوجيه: أُمر بأن يُغيّر الرفقة، وبأن يغير البيئة.
غيّري بيئة المعصية، وغيّري رفقة المعصية، وهذه ضمانات كبرى، إذا غيّر الإنسان بيئة المعصية ورفقة المعصية وتفادى أسباب المعصية وتخلص من ذكريات المعصية، واستحضري عظمة من يعصيه، وأنه يعصي الله العظيم وأن الله يراه، (لا تنظر يا عبد الله إلى صغر الخطيئة، وانظر إلى عظمة من تعصيه) إذا خاف الإنسان من أن يأخذه الله على الذنب، فإن هذه أمور تحمل الإنسان على التوبة، وعلى الرجوع إلى الله تبارك وتعالى.
ومعرفة الله تعالى وحبه والأنس بطاعته هو أقصى ما تتمناه النفس ولا تزال تبحث عنه، فإذا وصلت إليه استراحت واطمأنت، كما قال الله جل شأنه في كتابه الكريم: {ألا بذكر الله تطمئن القلوب} وما لم تصل النفس إلى هذه الغاية فإنها لا تزال في عناء ومشقة, ولا تزال تنتقل من موطن إلى آخر ومن لذة إلى أخرى، حتى تصل إلى هذه اللذة، فهذا هو الطيب والأنس والنعيم التي تبحث عنه النفس، وما لم تجده فإنها لا تزال معذبة حتى تصل إليه.
نسأل الله الذي سترنا في الدنيا أن يغفر لنا ويرحمنا يوم العرض عليه، وأسأل الله لك السداد والتوفيق، وبالله التوفيق.
- اقتباس
تعليق