إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

افتونى

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • افتونى

    السلام عليكم
    بارك الله فيكم و جزاكم عنا خير الجزاء
    كنت اعتدت على معصية ( من المعاصى التى تهلك صاحبها و تميت قلبه ) و كنت أشعر بالكآبة و العصبية و فرطت فى الصلوات الخمس و تبدلت حياتى الى جهيم
    ثم فى احد ليالى رمضان ذكرنى احد الاخوه بان أعمال السنة تكتب فى رمضان الى رمضان المقبل
    فدعوت الله أن اتركها و ذكرت ضعفى فيها و طلبت منه جل جلاله ان يعيننى فى الخلاص منها لاننى فتنت بالمعاصى كثيرا
    الحمد لله منذ ذلك الحين لم افعلها و كلما هممت بالمعصية اجد ما يشغلنى عنها
    و عدت و لله الحمد للصلوات الخمس
    و لكن اجد فى قلبى وحشة كبيرة
    كلما ذكرت بالله اشعر بحقارة نفسى و ابتعد عن الناس
    حتى حين يتحدثون عن افعال الخير التى فعلوها ليشجعوا بعضهم اذكر ما كان منى فأنكس راسى

    اعلم ان الله غفور رحيم
    و لكن هل يستوى مثلى مع من عصهم الله

    كيف انسى ما كان منى ؟؟

  • #2
    رد: افتونى

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

    إنه ليسرنا أن نرحب بك فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يُثبتك على الحق، وأن يشرح صدرك للذي هو خير، وأن يُعينك على ذكره وشكره وحسن عبادته، وأن يجعلك من الصالحات القانتات، وأن يغفر ذنبك، وأن يستر عيبك، وأن يتجاوز عن سيئاتك، إنه جواد كريم.

    وبخصوص ما ورد برسالتك - –، فإن الذي تريده هو غاية كل إنسان مسلم صادق، فالمسلم الصادق يتمنى أن يكون قريبًا من الله تبارك وتعالى، وأن يكون حريصًا على فعل الخير، وأن يكون ملتزمًا بدينه التزامًا صادقًا، وأن تكون لديه الخشية والخوف من الله تبارك وتعالى، فيترك المعاصي حياءً منه، وهذا هو المقصد الأساسي لخلق الإنسان، وحتى يتحقق ذلك لابد من عدة أمور:

    ا


    إنَّ الخطأ ورادٌ من البشر؛ فنحن لسنا كاملين منزَّهين، لكنَّ طريقة علاجنا له أمرٌ مهمٌّ جدًّا، فصحيح أن ما فعلتِه كان أمرًا عظيمًا، أمرٌ كبير جدًّا، لا يقبله الشرْع أو العُرف، ولكن ما زال هناك مُتَّسَع للتوبة والاستغفار، والبَدء من جديد.
    وعن أنس بن مالك - رضي الله عنه - عن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((والذي نفسي بيده، لو أخطأتُم، حتى تملأ خطاياكم ما بين السماء والأرض، ثم استغفرتُم الله لغفَر لكم، والذي نفس محمد بيده، لو لَم تُخطئوا، لجاء الله بقوم يُخطئون، ثم يستغفرون الله، فيغفر لهم)).

    فالله - سبحانه، جلَّ جلاله - يغفر لعباده ذنوبَهم وخطاياهم، فلماذا لا تستطيعين أن تُسامحي نفسكِ؟!

    وفي حديث آخر رواه البخاري عن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((أنَّ رجلاً أصاب من امرأة قُبلة، فأتى النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - فأخبرَه، فأنزل الله: ﴿ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ﴾ [هود: 114].

    فقال الرجل: يا رسول الله، ألِي هذا؟ قال: ((لجميع أُمَّتي كلهم)).

    إذًا؛ ها هو الباب مفتوح أمامكِ، أكْثِري من الحسنات والأعمال الصالحة، داومي على الصدقات مهما كانتْ بسيطة، حافظي على صلاتك وأتْبِعيها بالسُّنن والنوافل، ولا تتركي الوِتْر بالثُّلُث الأخير؛ لأنه الوقت الذي ينزل فيه ربُّنا - جل جلاله - إلى السماء الدنيا ويقول: "هل مِن مستغفر، فأغفر له؟ هل مِن سائلٍ، فأُعطيه؟ هل من تائبٍ، فأتوب عليه؟".

    وإن صدقتْ منك التوبة عزيزتي، فإن الله سيغفر لكِ ذنوبكِ - بإذنه تعالى - وأكثري دائمًا من الدعاء: "اللهم إنَّك عفوٌّ تحب العفوَ، فاعْفُ عنِّي".

    فالعفو أبلغ من المغفرة؛ لأن الله إنْ عفَا عنكِ، غفَر لكِ الذنب ومَحَاه، فكأنَّكِ لَم ترتكبِيه أصلاً، وسيُنسيه العباد، فلا يعود يذكره أحد.

    وقد قرأتُ مرة كلماتٍ أعجبتني، أجهلُ كاتبها، حيث يقول: "تأمَّل كيف جمَع الله بين إجابة المضطر، وكشْف الضُّر، ويكونون خُلفاء في الأرض، في آية واحدة: ﴿ أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ ﴾ [النمل: 62].

    وتأمَّل في قصة موسى حين قتَل ثم أناب، واضطر إلى ربِّه، فتاب عليه واصطفاه: ﴿ وَقَتَلْتَ نَفْسًا فَنَجَّيْنَاكَ مِنَ الْغَمِّ وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا فَلَبِثْتَ سِنِينَ فِي أَهْلِ مَدْيَنَ ثُمَّ جِئْتَ عَلَى قَدَرٍ يَا مُوسَى * وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي ﴾ [طه: 40 - 41]، فهل بعد هذا ييْئَس مضطرٌّ، أو مذنب تائب؟!".
    وأما سؤالك عن المعاصي وأثرها: فلا ريب أن المعصية لها آثارها، وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم بإسناد ضعيف أنه قال: (إن العبد يحرم الرزق بالذنب يصيبه). ولا ريب أن للسيئة آثاراً، وقد تؤدي إلى العقوبة من الله جل وعلا عاجلاً أو آجلاً، ومع هذا فأنت تتعاملين مع رب رحيم كريم، يغفر الزلة، ويتوب على من تاب، فعالجي كل ذنب يقع منك بالتوبة العاجلة إلى الله جل وعلا، ولا ينبغي أن يكون هنالك يأس من التخلص من أي ذنب تقعين فيه، وكذلك فلتأملي برحمة الله الواسعة، مع كونك تخافين عقابه، وتحرصين على الرجوع إليه جل وعلا.

    أما أن يتذكر الإنسان المعاصي والشهوات فهذا علاج شيطاني, لا أساس له من الصحة، ولذلك أقول لك: إذا ما أصابك همٌ أو غمٌّ أو خوف أو حزن فعليك بالعلاج الشرعي، وهو الدعاء, والتوجه إلى الله تبارك وتعالى بأن يصرف عنك السوء؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم – أخبرنا أنه لا يرد القضاء إلا الدعاء، وأخبرنا أيضًا أن الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل، وأنت تعلم إكرام الله تبارك وتعالى لعباده أصحاب البلاء، كما أكرم سيدنا أيوب عليه السلام بأن شفاه بعد الدعاء، وأكرم سيدنا يعقوب بأن رد عليه ولديه أيضًا بعد الدعاء، وأكرم سيدنا إبراهيم بأن نجاه من النار بعد الدعاء، وأكرم سيدنا موسى عليه السلام بأن نجّاه من فرعون وقومه بعد الدعاء، وأكرم سيدنا زكريا عليه السلام بأن رزقه الولد بعد الدعاء، وأكرم سيدنا يونس بأن نجاه من الغم بعد الدعاء، وأكرم سيدنا سليمان عليه السلام بملك لا ينبغي لأحد من بعده بعد الدعاء.





    لأمر الأول: ضرورة أن يكون لديك قدر من العلم الشرعي بمعرفة الحلال والحرام، فأنت في حاجة أولاً إلى أن تقرأ كتاباً عن العقيدة ولو كتابًا مبسطًا حتى تتعرفي على الله تبارك وتعالى تعرفًا قويًّاً، تستطيعين من خلال هذه المعرفة أن تجدي محبة الله في قلبك، لأنك لو أحببت الله تبارك وتعالى كان من السهل عليك أن تُضحي بكل شيء من أجله، لأن الناس عادة يضحون من أجل المحبوب أو من أجل الحبيب بكل شيء حتى بحياتهم.

    فإذن لابد من كُتيب بسيط في العقيدة، أنا حقيقة لا أذكر كتابًا معينًا أدلك عليه، المهم أن يكون كتابًا مبسطًا يوجد في المكتبات لديكم، بعيدًا عن التعقيد، وبعيدًا عن الكلمات الشديدة أو غير واضحة، هذا في العقيدة.

    ثانياً: ، وحاول أن تربط نفسك بالصحبة الصالحة، لأن هؤلاء سيُعطونك الإعانة على الطاعة، ويعطونك الأسوة والقدوة أيضًا، وإذا صعب عليك شيء كان من السهل أن تسأليهم عنه باعتبار أنهم أكثر منك التزامًا.

    ثالثًا: عليك بالدعاء والإلحاح على الله تبارك وتعالى أن يفتح الله عليك، وأن يقبلك في عباده الصالحين، لأن الله تبارك وتعالى بين هذا الكلام في القرآن، فأنبياء الله كانوا يدعون، قائلين: {توفني مسلمًا وألحقني بالصالحين}، فأنت تسألين الله تبارك وتعالى أن يثبتك على الإسلام، كما كان من دعاء النبي -صلى الله عليه وسلم-: (اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك)، وكان من دعاء ابن عباس - رضي الله عنهما – يقول: (اللهم لا تَنْزِعني من الإسلام، ولا تَنْزِع الإسلام مني) ومن دعاء القرآن: {ربنا لا تُزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهّاب}.

    فأنت عليك بالدعاء فيما يتعلق بهذه المسألة، والإلحاح على الله تبارك وتعالى في ذلك.

    كذلك عليك بقراءة القرآن الكريم بصفة منتظمة، إذا كنت تُحسن القراءة فهذا حسن، وإذا كنت لا تُحسن القراءة، فكم أتمنى إذا كانت لديكم فرصة وبجواركم دار لتحفيظ القرآن الكريم قريبة أن تنتسب لهذه الدار، لتبدئي في قراءة القرآن قراءة صحيحة، لأن القراءة المكسّرة أو القراءة الخطأ لا تؤدي إلى النتيجة المرجوة، وإنما تؤدي إلى نتيجة ضعيفة، فما دامت لديك الفرصة -- أنصح بالالتحاق بإحدى دور التحفيظ لبدء مشروع القرآن الكريم، سواء كان ذلك بالحفظ أو بالتلاوة، وستشعر نبتحسن عظيم جدًّا في حياتك - بإذن الله تعالى -.

    عليك بالمحافظة -





    علي- على الصلوات في أول وقتها، فلا تُؤخر الصلاة عن وقتها مطلقًا، لأن تأخير الصلاة عن وقتها من علامات المنافقين، وأنت تريدي الآن أن تكون مؤمن صادق ، فإذن من أهم الأمور المعينة على ذلك أن تحافظ على الصلاة في أول وقتها.

    كذلك عليك بالمحافظة على أذكار ما بعد الصلاة، خاصة آية الكرسي وسورة الإخلاص والمعوذتين، لأن النبي -صلى الله عليه وسلم– أخبرنا أن من صلَّى ثم قرأ آية الكرسي بعد الصلاة لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت، فعليك بذلك أيضًا.

    كذلك عليك بأذكار الصباح والمساء، فإن هذه أيضًا من الأمور المعينة، لأنها تؤدي إلى حفظك وصيانتك من كيد الشيطان الرجيم طُول اليوم والليلة، فأذكار الصباح تقولينها صباحًا بعد صلاة الفجر، وأذكار المساء تقولينها من بعد العصر إلى ما شاء الله تعالى، حتى يحفظك الله تبارك وتعالى ليلاً ونهارًا.

    اجتهد بارك الله فيك في محاولة التركيز على القراءة التي أشرت إليها، حتى تستطيعي أن توفري لنفسك حياة جديدة، وأن تتغير إلى الأفضل، وحاول إذا كانت هناك فعليات إسلامية كمحاضرات أو ندوات لبعض المشايخ في المساجد المجاورة، حاول أن تحضر هذه الفعاليات، سواء كانت في المساجد أو في غيره، حتى تتعرف على الإسلام بصورة أفضل وأوضح.

    إذا أشكل عليك أمر من الأمور من الممكن أن تسأل أهل العلم كما قال الله تبارك وتعالى: {فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون}، لا تحاولي أن تتكلمي في شيء لا تعرفيه --، وأكثر بارك الله فيك من الاستغفار، وهذا مهم جدًّاً، لأن النبي أخبرنا وبشرنا بقوله -عليه الصلاة والسلام-: (من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق فرجًا، ومن كل همٍّ مخرجًا).

    كذلك عليك بالأذكار طول اليوم على قدر استطاعتك، ما دامت لديك فرصة استغل كل الأوقات التي لديك في ذكر الله تبارك وتعالى، لأن الله تبارك وتعالى بيّن لنا أن الذكر من أعظم العبادات وأجلها، وكما قال سبحانه في الحديث القدسي: (أَنَا عَنْدَ ظَنّ عَبْدِي بِي وَأَنَا مَعَهُ حِينَ يَذْكُرَنِي، فإِنْ ذَكَرَنِي في نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ في نَفْسِي، وَإِنْ ذَكَرَنِي في مَلإٍ ذَكَرْتُهُ في مَلإٍ خَيْرٍ مِنْهُمْ، وَإِنْ اقْتَرَبَ إليّ شِبْراً اقْتَرَبْتُ مِنْهُ ذِراعاً، وَإِنِ اقْتَرَبَ إِليّ ذِرَاعاً اقْتَرَبْتُ إلَيْهِ بَاعاً، وإنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً).
    أخي الكريم! التفكير في الماضي لا يفيد بل يزيد الطين بلاً، وقد قيل: التفكير في الفائت (الماضي) من نقصان العقل.
    * وأفضل شيء ينسيك الماضي المحزن أن تستعين بالله – جل وعلا-، وتكثر من الدعاء وتلح عليه سبحانه بأن يقدِّر لك الخير حيث كان وكيف كان ويرضيك به.
    * الرضا بقضاء الله وقدره، والتسليم له سبحانه، وتعلم أن كل شيء بقضاء وقدر، وأن ما أخطأك لم يكن ليصيبك، وأن ما أصابك، لم يكن ليخطئك ، وأن التفكير في الماضي لا يغير منه شيئاً.
    * محاولة الابتعاد عن كل شيء قدر الإمكان يذكرك بهذا الماضي.
    * الانشغال الكلي بالواقع الذي تعيشه، وإذا جال بخاطرك بعض الهواجس التي تذكرك بهذا الماضي، فعليك بالإكثار من ذكر الله تعالى.
    * اجتهد أن تصاحب أهل الخير والصلاح، واترك صحبة من سواهم من أهل الشر والضلال.
    * اجتهد بأن تشغل نفسك بكل نافع ومفيد سواء كان دينياً أو دنيوياً، فاجتهد مثلاً في تحصيل العلم الشرعي وحفظ كتاب الله، وكذلك اجتهد بأن تمارس رياضة تقوي بدنك، المهم أن تشغل نفسك وتملئ وقتك بما ينفعك ويبعد عنك هواجس الماضي المؤلم.
    * عليك بكثرة الاستغفار والاستعاذة من الشيطان الرجيم. اجتهد أن لا تجلس بمفردك مدة طويلة؛ حتى لا تسيطر عليك الهواجس، ويمر عليك شريط الذكريات الحزين.
    * إذا ضاقت نفسك وألمت بك الخطوب وتوالت عليك الهموم، وهجمت عليك الأحزان فالجأ إلى الله وافزع إليه سبحانه، فهو القادر وحده أن يذهب عنك كل مكروه ويجلب لك كل خير.
    فالزم يديك بحبل الله معتصماً *** فإنه الركن إن خانتك أركان

    هذا والله أعلم، ونسأل الله أن يقدِّر لنا ولك الخير. وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.






    أسأل الله تعالى أن يثبتك على الحق، وأن يهديك صراطه المستقيم، وأن يجعلك من الصالحين ، إنه جواد كريم.

    هذا وبالله التوفيق.




    زائرنا الكريم نحن معك بقلوبنا
    كلنا آذان صاغيه لشكواك ونرحب بك دائما
    في
    :

    جباال من الحسنات في انتظارك





    تعليق


    • #3
      رد: افتونى

      جزاكم الله خيرا
      أثلج ردكم صدرى و الله

      ذكرتم ( فعالج كل ذنب يقع منك بالتوبة العاجلة إلى الله جل وعلا )
      هل أستحضر كل ذنب و أتوب منه لوحده ثم الذنب الذى بعده أتوب منه و هكذا ؟؟
      و هناك ذنوب قد لا أتذكرها اما للجهل ان هذا ذنب او لانى ارتكبته و نسيته
      غفر الله لى ماذا أفعل

      شئ اخر أثقلت عليكم

      (إن العبد يحرم الرزق بالذنب يصيبه)
      لو استغفرت الله و تبت اليه ما أثر هذا على الرزق
      ام ان هذا عاقبة الذنب لانى ارتكبته سواء تبت منه او لا

      الحمد لله منّ الله علي بأحد المحفظين للقران سيبدأ معى بعد العيد أسالكم الدعاء لى بالثبات معه
      اما العلوم الشرعية سأجتهد فى طلبها
      جزاكم اله خيرا
      بارك الله فى أعماركم و رزقكم الفردوس الأعلى

      تعليق


      • #4
        رد: افتونى

        الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:








        فجزاك الله خيرا وزادك هدى وتقى واستقامة، ورزقك ثباتا على الحق وهدى قومك لأرشد أمرهم.



        فالتوبة فعل حسن، وهي مأمور بها في كل وقت، وأنت لو تبت إلى ربك تعالى توبة عامة نفعتك هذه التوبة بإذن الله ومحت عنك ما تذكره وما لا تذكره من ذنوبك، وسواء تذكرت الذنب بعد هذا أو لا، وسواء كان هذا الذنب كفرا أو ما دونه،

        وعليه فإذا وجد هذا العبد من نفسه هذا القدر من الندم ولوم النفس على الذنب والأسف على فعله فهو تائب فليمض في طريقه إلى ربه وليثق بسعة عفو ربه تعالى، وعليه أن يحافظ على صلواته ويجتهد في تبديل سيئاته بالحسنات ويكفر عما قدمته يداه، وإذا لم يكن نادما على فعله بالمرة فعليه أن يستحضر خطورة جرمه وأنه لم يقصر في حق ملك من ملوك الدنيا بل قصر في حق ملك الملوك، وعليه أن يستحضر عظيم عقاب الله تعالى وما أعده من النكال لمن أصر على معصيته ومخالفة أمره، وأنه بترك الندم على ذنوبه يلقي بنفسه في الهلكات ويوردها موارد العطب، فإذا تفكر في هذه المعاني حصل في قلبه من الندم ما يحقق له صدق التوبة إن شاء الله

        فإن الاستغفار هو طلب المغفرة من الله تعالى حتى يطهر العبد من المعاصي التي هي سبب الحرمان. وقد جاء الأمر به في القرآن مقرونا بالتوبة ووعد عليه بالرزق. كما في قوله تعالى: وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعاً حَسَناً إِلَى أَجَلٍ مُسَمّىً {هود: 3}. وفي قوله تعالى إخبارا عن هود أنه قال: وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ {هود:52}. وفي قوله إخبارا عن نوح أنه قال: فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً *يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً*وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَاراً {نوح:10ـ12}. فعلى العبد أن يستصحب التوبة من الذنب عند الاستغفار دائما، ويشرع أن يسأل الغفران والرزق معا كما في الدعاء الذي علمه النبي صلى الله عليه وسلم لمن سأله كيف أقول حين أسأل ربي، قال: قل اللهم اغفرلي وارحمني وعافني وارزقني فإن هؤلاء تجمع لك دنياك وآخرتك. وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إذا سأل أحدكم فليكثر فإنما يسأل ربه. رواه ابن حبان وصححه الألباني. وأما الصيغة المأثورة للاستغفار





        ففي سنن أبي داود عن بلال بن يسار قال حدثني أبي عن جدي أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: من قال أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه غفر له وإن كان فارا من الزحف. وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب.


        وأما سيد الاستغفار فهو حديث صحيح رواه البخاري في باب الدعوات من كتابه الجامع الصحيح ولفظه: سيد الاستغفار أن تقول: اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلى أنت، ومن قالها من النهار موقنا بها فمات من يومه قبل أن يمسي فهو من أهل الجنة، ومن قالها من الليل وهو موقن بها فمات قبل أن يصبح فهو من أهل الجنة.


        فالاستغفار يجلب الخير للمستغفر، ويدفع عنه الشر؛ كما جاء في قوله تعالى: فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا {نوح:10-12}.


        ولا شك أن الذنب، والإعراض عن الله تعالى، لهما الأثًر البالغ في ما يصيب العبد في هذه الحياة من الحرمان والضيق. كما قال الله تعالى: وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ [الشورى:30]. وقال الله تعالى: وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى [طـه:124].
        الطاعة سبب في جلب الرزق لا في عدمه، فالله تعالى مالك الملك، والخير بيديه، وقلوب العباد بين أصبعيه يقلبها كيف يشاء


        كثرة الاستغفار فإنها سبب عظيم من أسباب الرزق، وقد قال تعالى ( فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً*يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً* وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَاراً) (نوح :10-11-12)
        ومن ذلك أيضاً تقوى الله لقوله ( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً *وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ) (الطلاق: من الآية3)












        فيكفي هذا الشخص التائب أن يتوب إلى الله تعالى من جنس هذا الذنب مهما تكرر فعله، فيبادر بالإقلاع عنه، ويندم على فعله، ويعزم على عدم العودة إليه، فإذا صدقت توبته واستوفت شروطها، فإن الله تعالى يغفر له هذا الذنب مهما كان عظيما، ومهما تكرر فعله له، وقد قررنا في الفتوى المذكور رقمها أن من تاب إلى الله تعالى توبة عامة تتضمن العزم على ترك جميع المحظورات وفعل جميع المأمورات كانت توبته صحيحة مقبولة، وأتت هذه التوبة العامة على جميع ما اقترفه العبد من ذنوب، فالتوبة من الذنب المعين مع عدم استحضار كل مرة فعل العبد فيها هذا الذنب أولى أن تكون مقبولة بإذن الله.



        نسأل الله تبارك وتعالى أن يرحمنا وإياك برحمته الواسعة، ونبشرك بأن الله تبارك وتعالى ما سمى نفسه رحيمًا إلا ليرحمنا، ولا سمى نفسه توابًا إلا ليتوب علينا، ولا سمى نفسه غفّارًا إلا ليغفر لنا ذنوبنا، وإسرافنا في أمرنا، بل إننا نبشرك بأن العظيم التواب الرحيم يفرح بتوبة عبده حين يتوب إليه، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له، والمطلوب من التائب والتائبة هو، أولاً: الإخلاص في التوبة، والصدق فيها مع الله تبارك وتعالى، ثم الإقلاع عن الذنب، ثم الندم على ما مضى، ثم العزم على ألا يعود، وإذا كان في الذنب حقوق للعباد يجتهد في ردِّها لهم، ثم عليه أن يُكثر من الحسنات الماحية، فإن الحسنات يُذهبن السيئات.

        ومن مصلحة التائبة أن تتخلص من آثار المعصية


        وليس من الضروري أن تتذكري الذنب في كل مرة، بل إن الشيطان هو الذي يُذكر الإنسان بذنبه، فإذا ذكرك الشيطان فعليك أن تُجددي التوبة، وجددي الاستغفار، وعندها سيبتعد الشيطان ويبدأ في شيء آخر، لأنه يوقن أنك تكسبين أجرًا وثوابًا عند الله تبارك وتعالى، وهذا يُحزن الشيطان، لأن الشيطان يحزن إذا تبنا، ويتأسف إذا استغفرنا، ويبكي إذا سجدنا لربنا، فعلينا أن نعامل هذا العدو بنقيض قصده.

        واعلمي أن ما يحصل من كراهية للذنب دليل -إن شاء الله تعالى– على صدق توبتك، وهذه بشارة عظيمة، وكذلك أيضًا هذا ينبغي أن يدفعك إلى عمل إيجابي، ومزيد من الحسنات الماحية، فإن الحسنات يُذهبن السيئات كما هو في كتاب ربنا تبارك وتعالى، قال تعالى: {وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفى من الليل إن الحسنات يُذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين}، وكما قال تعالى: {إلا من تاب وآمن وعمل عملاً صالحًا فأولئك يُبدِّل الله سيئاتهم حسنات}.

        ليس للتوبة شروط أكثر مما ذكرنا، وكما قلنا ما ينبغي أن تنكسري أو تنهزمي، واعلمي أن الله تبارك وتعالى غفّار لمن تاب وآمن وعمل صالحًا ثم اهتدى، بل ينبغي أن تعلمي أن صدق التوبة والإخلاص فيها قال الله في شأنه -كما مر- : {فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورًا رحيمًا}، فليس مجرد تكفيرها، بل تبديل السيئات القديمات بحسنات جديدات، فبشرى لك ولكل تائب وتائبة، نسأل الله أن يتوب علينا وعليك لنتوب، وأن يعيننا على الخير.

        لست مطالبة أبدًا بأن تفضحي نفسك، أن تتكلمي عن ذنبك، بل الشرع يدعوك إلى أن تستري على نفسك، وويل لمن يُعيرك بالذنب إذا عرفه، لأن هذا مما يُغضب الله تبارك وتعالى، فالتائب يستر على نفسه، ويتوب بينه وبين الله تبارك وتعالى، ولستِ محتاجة أن تذكري الذنب في كل لحظة، لأن الله يعلم خائنة الأعين وما تُخفي الصدور، ربنا يعلم السرائر والضمائر سبحانه وتعالى، خاصة إذا كان تذكر الذنب يجلب لك الألم والضيق، أنت تبت إلى الله من هذا الذنب، والله يعلم أنك تائبة منه، فبعد ذلك ما عليك إلا أن تُكثري من الاستغفار، والحسنات الماحية، ورُبَّ ذنب أورث ذُلاً لله تبارك وتعالى، وإنابة إليه وإخباتًا له، وربَّ طاعة أورثت عُجبًا وبطرًا، ورِئاء الناس -والعياذ بالله تعالى-.







        جميل أن تستشعري حاجتك إلى القرب من الله تعالى، فهو سبحانه وتعالى بيده مقاليد السموات والأرض، وعليه المعول والاعتماد في حل مشاكلنا، وتفريج همومنا وكرباتنا، فحافظي على أوامره وفرائضه واجتنبي نواهيه، وأكثري من الاستغفار لقوله تعالى: ( فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا * يرسل السماء عليكم مدرارا * ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا) والإلحاح على الله بالدعا



        فإن التقرب إلى الله تعالى بفعل الفرائض وترك المحرمات ثم بالإكثار من نوافل العبادات من أعظم الأشياء أثرا في إصلاح القلب، وهذه الفرائض التي نشير إليها ليست ما يختص بفعل الجوارح فحسب، بل أصل صلاح القلب القيام بما أوجبه الله من أعمال القلوب، فينظر المرء في قلبه ويجتهد في إصلاحه وتجنيبه الأمراض المردية من الغل والحقد والحسد والكبر واتباع الهوى، ثم يعلقه بربه تعالى حبا وخوفا ورجاء وتوكلا وإنابة وإخباتا وانقيادا ورضا، ساعتها تكون نفسه هي المطمئنة، فيجد حلاوة الإيمان وبرد اليقين، ويكون الله تعالى وعبادته أحب إليه من كل شيء وآثر عنده مما عداه، فلا تكون له قرة عين إلا في مرضاته، ولا يكون له أنس إلا به ولا شوق إلا إليه، فاجتمعت همته على هذا المقصود الأجل فلا يبغي عنه حولا ولا يرضى به بدلا، فإن أصاب الشيطان منه غرة وأبعده عن مقصوده بادر ذلك بتوبة نصوح يكون بعدها خيرا مما كان قبلها، ولا يتم هذا إلا بدوام المحاسبة للنفس على القليل والكثير فالكيس من دان نفسه كما في الحديث.







        قال ابن القيم: والمقصود أن صلاح القلب بمحاسبة النفس، وفساده بإهمالها والاسترسال معها. انتهى.



        والحياة مع القرآن تلاوة وتدبرا وفهما عن الله تعالى أعظم معين على هذا المقصد، فيعرض العبد دائما قلبه على كتاب الله تعالى فمهما يكن فيه من مرض مانع من ذوق لذة الإيمان فالقرآن شفاؤه، ومهما يكن مقصرا في عمل من أعمال القلوب التي بها يحصل صلاح القلب وتكمل لذته فالقرآن مبين له.



        يقول ابن القيم رحمه الله: فتبارك الذي جعل كَلَامه حَيَاة للقلوب وشفاء لما فِي الصُّدُور، وَبِالْجُمْلَةِ فَلَا شَيْء أَنْفَع للقلب من قِرَاءَة الْقُرْآن بالتدبر والتفكر فَإِنَّهُ جَامع لجَمِيع منَازِل السائرين وأحوال العاملين ومقامات العارفين، وَهُوَ الَّذِي يُورث الْمحبَّة والشوق وَالْخَوْف والرجاء والانابة والتوكل وَالرِّضَا والتفويض وَالشُّكْر وَالصَّبْر وَسَائِر الأحوال الَّتِي بهَا حَيَاة الْقلب وكماله، وَكَذَلِكَ يزْجر عَن جَمِيع الصِّفَات والافعال المذمومة وَالَّتِي بهَا فَسَاد الْقلب وهلاكه، فَلَو علم النَّاس مَا فِي قِرَاءَة الْقُرْآن بالتدبر لاشتغلوا بهَا عَن كل مَا سواهَا، فَإِذا قَرَأَهُ بتفكر حَتَّى مر بِآيَة وَهُوَ مُحْتَاج إِلَيْهَا فِي شِفَاء قلبه كررها وَلَو مائَة مرّة وَلَو لَيْلَة فقراءة آيَة بتفكر وتفهم خير من قِرَاءَة ختمة بِغَيْر تدبر وتفهم، وأنفع للقلب وأدعى إلى حُصُول الايمان وذوق حلاوة الْقُرْآن، وَهَذِه كَانَت عَادَة السّلف يردد أحدهم الآية إلى الصَّباح، وَقد ثَبت عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم أنه قَامَ بِآيَة يُرَدِّدهَا حَتَّى الصَّباح وَهِي قَوْله: {إِن تُعَذبهُمْ فَإِنَّهُم عِبَادك وَإِن تغْفر لَهُم فَإنَّك أَنْت الْعَزِيز الْحَكِيم} فقراءة الْقُرْآن بالتفكر هِيَ أصل صَلَاح الْقلب وَلِهَذَا قَالَ ابْن مَسْعُود: لا تهذوا الْقُرْآن هَذَ الشّعْر وَلَا تنثروه نثر الدقل، وقفُوا عِنْد عجائبه وحركوا بِهِ الْقُلُوب . انتهى.


        وإذا صلح للعبد قلبه صلحت نفسه واستقامت وخلع عليها القلب الذي هو ملك الأعضاء خلع الطمأنينة، فانشرحت وذاقت من اللذة ما لا يوصف بل يحس.

        قال ابن القيم: لما كان القلب هو الملك وكان صلاحه صلاح جميع رعيته كان أَولى بالتقديم، وقد قال النبى صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ فِى الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ لَهَا سَائِرُ الْجَسَدِ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ لَهَا سِائِرُ الْجَسَدِ، أَلا وَهِى القلب"، والقلب إِذا استغنى بما فاض عليه من مواهب ربه وعطاياه السنية خلع على الأُمراءِ والرعية خلعاً تناسبها، فخلع على النفس خلع الطمأْنينة والسكينة والرضا والإِخبات، فأَدت الحقوق سماحة لا كظماً بانشراح ورضا ومبادرة، وذلك لأَنها جانست القلب حينئذ ووافقته فى أَكثر أُموره، واتحد مرادهما غالباً فصارت له وزير صدق، بعد أَن كانت عدواً مبارزاً بالعداوة، فلا تسأَل عما أَحدثت هذه المؤازرة والموافقة من طمأْنينة ولذة عيش ونعيم هو دقيقة من نعيم أَهل الجنة. هذا ولم تضع الحرب أَوزارها فيما بينهما بل عدتها وسلاحها كامن متوار، لولا قوة سلطان القلب وقهره لحاربت بكل سلاح، فالمرابطة على ثغري الظاهر والباطن فرض متعين مدة أَنفاس الحياة. وتنقضي الحرب محموداً عواقبها ... للصابرين، وحظ الهارب الندم. انتهى.

        فليعتن اللبيب بهذا الموضع فإنه أهم ما يعنى به العبد، ولينظر في قلبه وليتعاهده وليكثر من المحاسبة وليكن متيقظا للشيطان ومكايده، وللنفس الأمارة بالسوء، فإن الحرب بينه وبين شيطانه وهواه ونفسه الأمارة بالسوء لا تنقضي إلا بانقضاء أنفاسه.





        ومما يعينك على ذلك إدامة الفكرة في صفات الرب تعالى والتفكر كذلك في الموت وما بعده من الأهوال العظام والأمور الجسام، وأكثري من ذكر الله تعالى، فإنه من أعظم ما ترق به القلوب، واجتهدي في تعلم العلم النافع وسماع الدروس والمحاضرات النافعة، وتفكري في عيوب نفسك فإنه مما يقيك داء العجب، ثم اجتهدي في إصلاحها، واحرصي على مصاحبة الصالحات اللاتي تستعينين بصحبتهن على طاعة الله تعالى، وهن كثيرات بحمد الله، فإن وجدت من الأنشطة الدعوية الخاصة بالنساء كحلق لتحفيظ القرآن أو نحو ذلك فالتحقي بها ففي ذلك خير كثير ـ إن شاء الله ـ واستعيني بالله سبحانه واجتهدي في دعائه واللجأ إليه أن يثبتك على الحق ويهديك صراطه المستقيم، فإن القلوب بين إصبعين من أصابعه سبحانه يقلبها كيف يشاء.وننصحك بحفظ كتاب الله



        فإن حفظ القرآن من أهم ما يشتغل به المسلم ويحرص عليه العاقل لما له من الفضل والشرف،



        وأيضا فإن عليك الاجتهاد في الدعاء واللجأ إلى الله تعالى ليعينك على حفظ كتابه ويتم عليك نعمته بذلك، فإنه من لم يوفقه الله فهو المخذول المحروم.


        إذا لم يكن عون من الله للفتى*** فأول ما يجني عليه اجتهادهُ


        كما ينبغي أن تعلمي أن لكل عامل فترة والفتور والضعف من طبيعة الإنسان والموفق من جاهد هذا الفتور وداوم على العمل الصالح وإن قل.


        هنيئًا لك التوبة، وشكرًا على هذا السؤال الذي هو -إن شاء الله تعالى– دليل على صدق التوبة، ودليل على نفس حيَّة، وبشرى لك بهذه التوبة، ولذلك كانوا يقولون: (جالس التوابين فإنهم أرق الناس قلوبًا)، فنسأل الله أن يديم علينا وعليك الفضل، وأن يرزقك الثبات والسداد، هو ولي ذلك والقادر عليه.


        إذا ذكّرك الشيطان بالمعصية فكرري التوبة، وتعوذي بالله من الشيطان، واذكري مالِك الأكوان، وعندها ستعاملي هذا العدو بنقيض قصده، فإن الشيطان يحزن إذا تبنا، ويندم إذا استغفرنا، ويبكي إذا سجدنا لربنا، واحرصي على فعل الخيرات، فإن الحسنات يُذهبن السيئات، ذلك ذكرى للذاكرين



        والله الموفق.


        والله أعلم.






        والله أعلم.








        زائرنا الكريم نحن معك بقلوبنا
        كلنا آذان صاغيه لشكواك ونرحب بك دائما
        في
        :

        جباال من الحسنات في انتظارك





        تعليق

        المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
        حفظ-تلقائي
        x
        إدراج: مصغرة صغير متوسط كبير الحجم الكامل إزالة  
        x
        أو نوع الملف مسموح به: jpg, jpeg, png, gif
        x
        x
        يعمل...
        X